ما هو الفرق بين النبوّة والرسالة؟

السؤال :

ما هو الفرق بين النبوّة والرسالة؟



الجواب :

النبوة والرسالة مقامان؛ خاصة أحدهما الرؤيا وخاصة الآخر مشاهدة ملك الوحي، وربما اجتمع المقامان في واحد فاجتمعت الخاصتان، وربما كانت نبوة من غير رسالة، فتكون الرسالة أخص من النبوة مصداقاً لا مفهوماً كما يصرح به الحديث (في المعاني والخصال) عن أبي ذر (رحمه الله) حيث يقول:  قلت يا رسول الله كم النبيون؟ قال: مأة وأربعة وعشرون ألف نبي، قلت: كم المرسلون منهم؟ قال: ثلاثمأة وثلاثة عشر جماً غفيراً، قلت: من كان أول الأنبياء؟ قال : آدم ، قلت : وكان من الأنبياء مرسلاً؟ قال: نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه ... [انظر: الميزان في تفسير القرآن، ج2، ص139-140 و ص144]
وعن زرارة قال: «سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عزّ وجلّ : {وَكانَ رَسُولاً نَبِيّاً} [سورة مريم: 51 و 54] ما الرسول وما النبي؟ قال: النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك. قلت: الإمام ما منزلته؟ قال: يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك، ثم تلا هذه الآية: {وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ...} [سورة الأنبياء: 25]» [الكافي، الشيخ الكليني، ج١، ص176].
وعن الحسن بن محبوب، عن الأحول قال: «سألت أبا جعفر (ع) عن الرسول والنبي المحدث، قال: الرسول الذي يأتيه جبرئيل قُبُلاً فيراه ويكلمه فهذا الرسول، وأما النبي فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم (ع) ونحو ما كان رأى رسول الله (ص) من أسباب النبوة قبل الوحي، حتى أتاه جبرئيل (ع) من عند الله بالرسالة، وكان محمد (ص) حين جمع له النبوة وجاءته الرسالة من عند الله يجيئه بها جبرئيل ويكلمه بها قبلاً، ومن الأنبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلمه ويحدثه، من غير أن يكون يرى في اليقظة...» [الكافي، الشيخ الكليني، ج١، ص176 ـ و (قُبُلاً): أي: مقابلةً وعياناً].
والنبي بعث لينبئ الناس بما عنده من نبأ الغيب لكونه خبيراً بما عند الله، والرسول هو المرسل برسالة خاصة زائدة على أصل نبأ  النبوة، كما يشعر به أمثال قوله تعالى: {وَمٰا كُنّٰا مُعَذِّبِينَ حَتّٰى نَبْعَثَ رَسُولاً} [سورة الإسراء، 15]. وعلى هذا، فالنبي هو الذي يبيّن للناس صلاح معاشهم ومعادهم من أصول الدين وفروعه على ما اقتضته عناية الله من هداية الناس إلى سعادتهم، والرسول هو الحامل لرسالة خاصّة مشتملة على إتمام حجّة يستتبع مخالفته هلاكاً أو عذاباً، قال تعالى: {لِئَلاّٰ يَكُونَ لِلنّٰاسِ عَلَى اللّٰهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [سورة النساء، 165]، فالرسول لابدّ أن يكون نبيّاً فإذا انتفت النبوّة انتفت الرسالة أيضاً، ولا عكس. [الميزان، ج2، ص140]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=850