بغي قارون على قومه، وإتيانه من الكنوز، ومعنى نهيه عن الفرح

السؤال :

{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76].

س ١: لماذا بغى قارون على قومه؟

س٢ : لماذا آتاه الله من الكنوز بعد بغيه على قومه؟

س٣ : ما معنى لا تفرح وهل الفرح مرفوض؟



الجواب :

{فَبَغى‏ عَلَيْهِمْ} فُسِّر البغي هنا بالتكبّر والبذخ، حيث كان قارون من قوم موسى (عليه السلام) ثم ارتد عن دينه، وكان ذا ثراء فاحش لكنه لم يكن يتمتع بإيمان قوي، فقد غرّته هذه الثروة الكبيرة وجرّته إلى الانحراف والاستكبار. [انظر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏12، ص: 288]

وكان الهدف من إعطائه الثروة امتحانه، ذلك أن المؤمن الحقيقي تزيده الثروة قرباً إلى الله وتواضعاً في خدمة الناس، ولهذا جاء في الحديث: «الغني الشاكر خير من الفقير الصابر»، أما ضعيف الإيمان أو المنافق فإنها لا تزيده من الله إلا بعداً، وفي الناس إلا تكبراً وغروراً، ولم يكن قارون من النوع الأول، فبادر المؤمنون لنصيحته‏ {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}.  [انظر: من هدى القرآن، ج‏9، ص: 371]

وأمّا (الفرح) فقد فُسّر هنا بالبطر والغرور وهو لازم الفرح والسرور المفرط بمتاع الدنيا، فإنه لا يخلو من تعلّق شديد بالدنيا ينسي الآخرة ويورث البطر والأشر، ولذا قال تعالى: {وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 23]. [انظر: الميزان في تفسير القرآن، ج‏16، ص: 76]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=904