التقية

السؤال :

إذا كان حديث الأئمة حديث رسول الله وحديث رسول الله حديث جبرائيل وحديث جبرائيل حديث الله، نجد أن هناك روايات عن الأئمة صدرت من باب التقية. فهل معنى هذا أن الله يقول بالتقية؟

وإذا كانت تلك الروايات التي جاءت في مورد التقية لا تدل على أن الله يقول بالتقية، فكيف نوفق بين هذه الروايات التي جاءت في مورد التقية وبين الروايات التي هي أحاديث جدهم رسول الله، ونحن نروي عن الأئمة بأن حديثهم حديث رسول الله وحديث رسول الله حديث الله؟



الجواب :

أولاً: إن التقية وردت في القرآن الكريم: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} [آل عمران: 28]، فقد دلّت الآية على أنه يجوز للمؤمن أن يظهر توليه للكافر إذا كان من أجل حفظ نفسه  أو عرضه عن التلف، فإذا كان إظهار الولاية للكافر جائزاً للتقية، فمن باب أولى أن يجوز ما هو الأخفّ من ذلك كأن يقول الإنسان حديثاً،  أو كلمة يحفظ بها نفسه،  أو يحفظ بها شيعته،  أو يحفظ بها المؤمنين.

وثانياً: أنَّ الإمام الصادق (عليه السلام) حين يقول: >حَدِيثِي حَدِيثُ أَبِي، وحَدِيثُ أَبِي حَدِيثُ جَدِّي، وحَدِيثُ جَدِّي حَدِيثُ الْحُسَيْنِ، وحَدِيثُ الْحُسَيْنِ حَدِيثُ الْحَسَنِ، وحَدِيثُ الْحَسَنِ حَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وحَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَدِيثُ رَسُولِ الله، وحَدِيثُ رَسُولِ الله قَوْلُ الله - عَزَّ وجَلَّ - < [الكافي، ج1، ص53]، فإنَّ المقصود بذلك ما يحدث به عن دين الله - عز وجل -، فإذا ورد عن الإمام المعصوم حديث يحدث به عن دين الله فهو حديث آبائه وحديث رسول الله، وأما إذا صدر منه حديث يحدث به المخالفين المعاندين، ولا نقصد مطلق المخالفين أي العامة المعاندين، ولا نقصد به كلَّ العامة، وإنما خصوص المعاندين الذين يُخاف منهم ومن خطرهم على الإمام  أو على شيعته، فإنَّ هذا لا يدخل في الحديث عن دين الله، وإنَّما هو داخل في الحديث مع الطرف الآخر، وهناك فرق بين الحديث عن دين الله وبين الحديث مع الطرف الآخر، فهذه الأحاديث التي صدرت تقية ليست من الحديث عن دين الله حتى تندرج تحت قوله >حديثي حديث أبي وحديث أبي..<.

المصدر: موقع (www.almoneer.org) على الانترنت، بتصرّف.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=917