الموت والوفاة

السؤال :

{وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} [سورة مريم: ٣٣]

{إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [سورة آل عمران: ٥٥]

{وَيَوْمَ أَمُوتُ} {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ}

 س: ما معنى الموت وما معنى الوفاة؟

س: لماذا قال نبي الله عيسى:  يوم أموت لم يقل: يوم أتوفى ويوم أموت ويوم أبعث حيّاً؟ ولم يقل الله عز وجل إني أميتك بل {قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} هل كان لا يعلم عيسى (عليه السلام) ان الله عز وجل يتوفاه؟



الجواب :

يفترق الموت عن الوفاة أنّ الموت يتحقق بخروج الروح عن البدن دون عودة، أمّا الوفاة فهي أعم من الموت فهناك الوفاة المؤقتة والتي هي النوم، فإن نام الإنسان خرجت روحه من جسده إلى أجل مسمّى فإن كتب الله لها العودة عادت وإلا فارقت جسدها ورحلت عنه، مصداقاً لقوله تعالى: {اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر: 42].

ولم يستعمل التوفي في القرآن بمعنى الموت بل بعناية الأخذ والحفظ، وأما في قصة نبي الله عيسى (عليه السلام) فإن اليهود كانت تدعي أنهم قتلوه وكذلك كانت تظن النصارى أن اليهود قتلت عيسى بن مريم (ع) بالصلب، غير أنهم كانوا يزعمون أن الله سبحانه رفعه بعد قتله من قبره إلى السماء على ما في الأناجيل، والآيات تكذب قصة القتل والصلب صريحاً<. [انظر: الميزان في تفسير القرآن، ج3، ص206]

فقال تعالى: {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ ...} حين توفاه الله بقبض روحه بصفة خاصة دون وقوع الموت، وأما مسألة موته (عليه السلام) فهي غير وفاته ورفعه وتطهيره تلك، حيث قال (عليه السلام) في آية أخرى: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} [سورة مريم: ٣٣]  أي: يوم موته وانتقاله إلى عالم البرزخ‏.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=920