مَن وضع أسماء السور القرآنية، الله تعالى أو النبي (صلّى الله عليه وآله)؟

لتتضح المسألة بشكل أفضل نتابع البحث في فرعين:

1- زمان تقسيم القرآن إلى سور

يمكن القطع نظراً لتعاليمنا الدينية (القرآنية والروائية) بأن تقسيم القرآن إلى سور قد تمّ في زمن النبي محمد (صلّى الله عليه وآله) حيث يمكن الاستدلال على هذا الأمر بأدلة كثيرة، منها إن الله سبحانه وتعالى يقول للنبي محمد (صلّى الله عليه وآله) في مقام التحدي للمشركين {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. [هود: 13]

فعندما يطلب الله من المشركين أن يأتوا بعشر سور كسور القرآن فلابد أن يكون القرآن قد قُسّم على شكل سور من البداية ليكون لهذا الطلب وهذه الدعوة معنىً، فلو لم يكن مقسَّماً هكذا لا يكون لهذه الدعوة معنىً، وستقابل حينئذ من قبل المشركين بالاعتراض.

2- مَن الذي سمّى السور القرآنية؟

عندما نأخذ الأحاديث الواردة عن النبي محمد (صلّى الله عليه وآله) في ثواب قراءة بعض السور في الاعتبار حيث ذكرت السور فيها بالاسم، يتضح بأن تسمية كثير من السور قد تمّ في زمن النبي محمد (صلّى الله عليه وآله) وباختياره.

نشير إلى عدة روايات كمثال على ذلك:

أ- روى أُبي بن كعب عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: "من قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية منها أماناً على جسر جهنم" [تفسير مجمع البيان، ج2، ص232].

ب- روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: "من قرأ البقرة، وآل عمران، جاء يوم القيامة تظلاّنه على رأسه مثل الغمامتين، أو مثل الغيابتين". [تفسير مجمع البيان، ج1، ص75]

ج- عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله (ص): "أنزلت علي آيات لم ينزل مثلهن المعوذتان". [المصدر نفسه، ج10، ص491]

ومن حيث أن النبي محمد (صلّى الله عليه وآله) {مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم، 3 و 4] يمكن حينئذٍ إسناد تسمية هذه السور إلى الله سبحانه وتعالى.

ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن بعض السور لها عدّة أسماء نسبة إلى ما تناولته من مواضيع متعدّدة، مما يحتمل فيه أن هذه الأسماء الأخرى قد وضعت من قبل أشخاص غير النبي محمد (صلّى الله عليه وآله).

* موقع http://www.islamquest.net، بتصرّف.