في إعراب الآية: ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾

السؤال :

ورد في القرآن في سورة طه: ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾، أليس الصحيح هو نصب اسم إنَّ فيقال (إن هذين لساحران)؟

 


الجواب :

إذا لاحظتَ الآية المباركة تجد كلمة ﴿إنْ﴾ مخفّفة وليست مشدّدة، وإذا كانت كذلك فهي لا تعمل عمل إنَّ المشدَّدة فعليه يكون إعراب ﴿هَذَانِ﴾ مبتدأ مرفوعاً بالألف لأنه مثنّى ويكون إعراب ﴿لَسَاحِرَانِ﴾ خبر للمبتدأ وهو مرفوع بالألف أيضاً للتثنية فأين الخطأ؟

هذا وجهٌ وثمة وجوه أخرى ذكرها أهل الاختصاص نشير إلى بعضها:

الوجه الأول:

أن الأسماء المثنَّاة تُعرب بالتقدير كالأسماء المقصورة، مثل: العصى والدُمى والحِمى، فهي تُرفع بالضمَّة المقدرة وتُنصب بالفتحة المقدرة وتُجرُّ بالكسرة المقدرة، فتبقى صورةً على حالها دون أن تُؤثَّر فيها العوامل الداخلة عليها.

وهذه هي لغة بني الحارث بن كعب وخثعم وزبيد وجماعة من قبائل العرب، لذلك قال شاعرهم:

إنَّ أباها وأبا أباها *** قد بلغا بالمجد غايتاها

فلم يقل الشاعر وأبا أبيها كما هو مقتضى القياس في حال الإضافة أي إنَّ (أباها) الثانية لما كانت في موقع المضاف إلى (وأبا) فذلك يقتضي الجر بالياء

وكذلك قال شاعر آخر منهم:

تزوَّدَ منّا بين أذناه ضربةً *** دعته إلى هابي التراب عقيم

فلم يقل الشاعر (أذنيه) رغم أنّه في موقع المضاف إليه.

الوجه الثاني:

إنَّ كلمة ﴿إنْ﴾ الواردة في الآية المباركة مخفَّفة من الثقيلة واسمها مضمر وجملة ﴿هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ مبتدأ وخبر في محل رفع خبر إنْ المخففة، والحجة في ذلك دخول اللام التي يتميَّز بها إنْ المخففة عن إنْ النافية.

فكلمة ﴿إنْ﴾ الواردة في قوله تعالى: ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا﴾ نافية بمعنى (ما هي إلا أسماء سميتموها) لذلك لم تدخل اللام على (أسماء) بخلاف قوله تعالى: ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ حيث أنَّ كلمة ﴿إنْ﴾ مخفّفة من الثقيلة لذلك دخلت اللام على كلمة (ساحران) ليُعرَف أن كلمة إنْ الواردة في الآية هي إنْ المخففة من الثقيلة.

* موقع: هدى القرآن، سماحة الشيخ محمَّد صنقور.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=975