﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ﴾.. هل ينافي عصمته؟

السؤال :

إذا لاحظنا هذه الآية: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ (سورة الحجر الآيتان/39-40) مع قوله تعالى: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ (سورة طه الآية/121) وآيات الوسوسة نخلص إلى نتيجة وهي أنَّ آدم (عليه السلام) ليس من المخلَصين وأنَّ للشيطان عليه سبيل، فكيف يجتمع هذا مع نبوَّته (عليه السلام)؟



الجواب :

يكفي للجواب عن هذا الإشكال ما رواه الشيخ الصدوق في العيون بسنده عن أبي الصلت الهروي قال: لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا (عليه السلام) أهل المقالات من أهل الاسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر المقالات، فلم يقم أحدٌ إلا وقد ألزمه حجَّته كأنَّه أُلقم حجراً قام إليه عليُّ بن محمد بن الجهم فقال له: يابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء؟ قال: "نعم"، قال: فما تعمل في قول الله عز وجل: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى...﴾ (سورة طه الآية/121) فقال الرضا (عليه السلام): «ويحك يا علي اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش ولا تتأول كتاب الله برأيك فإنَّ الله عز وجل قد قال: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ (سورة آل عمرن الآية/7) وأما قوله عز وجل في آدم: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ فإنَّ الله عز وجل خلق آدم حجَّةً في ارضه وخليفةً في بلاده، لم يخلقه للجنَّة وكانت المعصية من آدم في الجنَّة لا في الأرض وعصمته يجب أن يكون-في- الأرض ليتمَّ مقادير أمر الله فلما أُهبط إلى الأرض وجُعل حُجَّة وخليفةً عُصم بقوله عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ (عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - الشيخ الصدوق - ج 1 ص 170).(سورة آل عمران الآية/33).

 

* موقع: هدى القرآن، سماحة الشيخ محمَّد صنقور.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=985