00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الحجرات 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1190 ]

سورة الحجرات [ مدنية، وهي ثماني عشرة آية ] (1)

 بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) قيل: أي: بين يدي رسول الله، وذكر الله تعظيم له وإشعار بأنه من الله بمكان، والمعنى: لا تقطعوا أمرا قبل أن يحكما به (2)، أو لا تتقدموا في المشي (3). (واتقوا الله) في التقديم (إن الله سميع) لأقوالكم (عليم) بأفعالكم. (يا أيها الذين امنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) أي: إذا كلمتموه فلا تجاوزوا أصواتكم عن صوته (ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض): ولا تبلغوا به الجهر الدائر بينكم، بل اجعلوا صوتكم أخفض من صوته، محاماة على الترحيب ومراعاة للأدب، وتكرير النداء لاستدعاء مزيد الاستبصار والمبالغة في الأيقاظ، والدلالة على استقلال المنادى له، وزيادة الاهتمام به. (أن تحبط أعمالكم): لأن تحبط، أو كراهة أن تحبط. (وأنتم لا تشعرون) أنها محبطة.

__________________________

(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).

(2) - البيضاوي 5: 86.

(3) - تفسير ابن جزي: 701.(*)

[ 1191 ]

القمي: نزلت في وفد بني تميم، كانوا إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وقفوا على باب حجرته فنادوا: يا محمد أخرج إلينا. وكانوا إذا خرج رسول الله تقدموه في المشي، وكانوا إذا كلموه رفعوا أصواتهم فوق صوته ويقولون: يا محمد يا محمد ما تقول في كذا ؟ كما يكلمون بعضهم بعضا، فأنزل الله (1). وورد: (وكان رسول الله صلى الله عليه وآله بهم رحيما وعليهم عطوفا، وفي إزالة الاثام عنهم مجتهدا، حتى أنه كان ينظر إلى من يخاطبه فتعمل (2) على أن يكون صوته مرتفعا على صوته، ليزيل عنه ما توعده الله من إحباط أعماله، حتى أن رجلا أعرابيا ناداه يوما خلف حائط بصوت له جهوري: يا محمد، فأجابه بأرفع من صوته، يريد أن لا يأثم الأعرابي بارتفاع صوته) (3). (إن الذين يغضون أصواتهم): يخفضونها (عند رسول الله) مراعاة للأدب (أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى): جربها لها ومرنها عليها (لهم مغفرة وأجر عظيم). (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات): من خارجها، خلفها أو قدامها، والمراد حجرات نسائه (أكثرهم لا يعقلون) إذ العقل يقتضي حسن الأدب ومراعاة الحشمة لمن كان بهذا المنصب. (ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم). في (إليهم) إشعار بأنه لو خرج لا لأجلهم، ينبغي أن يصبروا حتى يفاتحهم بالكلام أو يتوجه إليهم. (والله غفور رحيم) حيث اقتصر على النصح والتقريع. (يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنباء فتبينوا): فتعرفوا وتفحصوا. وفي

__________________________

(1) - القمي 2: 318.

(2) - أي: تكلف العمل. وتعمل، أي: تعنى. لسان العرب 11: 476(عمل).

(3) - تفسير الأمام عليه السلام: 477، الحديث: 305، عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام.(*)

[ 1192 ]

قراءتهم عليهم السلام بالثاء المثلثة والباء الموحدة (1)، يعني فتوقفوا حتى يتبين الحال (أن تصيبوا): كراهة إصابتكم (قوما بجهالة): جاهلين بحالهم (فتصبحوا على ما فعلتم نادمين). (نزلت في الوليد بن عقبة (2)، حيث أخبر عن بني المصطلق بالارتداد، فهم المؤمنون بقتالهم). كذا ورد (3). (واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم): لوقعتم في العنت، وهو الجهد والهلاك. وفيه إشعار بأن بعضهم أشار إليه بالأيقاع ببني المصطلق. (ولكن الله حبب إليكم الأيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان). قيل: هو خطاب للمؤمنين الذين لم يفعلوا ذلك ولم يكذبوا لغرضهم الفاسد، تحسينا لهم وتعريضا بذم من فعل (4). قال: (الفسوق: الكذب) (5). وورد: (الأيمان: أمير المؤمنين عليه السلام، والكفر والفسوق والعصيان: الأول والثاني والثالث) (6). (أولئك هم الراشدون) يعني أولئك الذين فعل الله بهم ذلك، هم الذين أصابوا الطريق السوي. (فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم). (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا): تقاتلوا (فأصلحوا بينهما) بالنصح

__________________________

(1) - مجمع البيان 9 - 10: 131، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - مرت ترجمته ذيل الاية: 20 من سورة السجدة.

(3) - مجمع البيان 9 - 10: 132، عن ابن عباس ومجاهد.

(4) - الجامع لأحكام القرآن(للقرطبي) 16: 314، بالمضمون.

(5) - مجمع البيان 9 - 10: 133، عن أبي جعفر عليه السلام.

(6) - الكافي 1: 426، الحديث: 71، القمي 2: 319، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1193 ]

والدعاء إلى حكم الله (فإن بغت إحداهما على الأخرى): تعدت (فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله): ترجع إلى حكمه وما أمر به (فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل): بفصل ما بينهما على ما حكم الله (وأقسطوا): واعدلوا في كل الأمور (إن الله يحب المقسطين). قيل: نزلت في قتال حدث بين الأوس والخزرج في عهده صلى الله عليه وآله بالسعف والنعال (1). وورد: (إنما جاء تأويل هذه الاية يوم البصرة، وهم أهل هذه الاية، وهم الذين بغوا على أمير المؤمنين عليه السلام. قال: وهي الفئة الباغية) (2). (إنما المؤمنون إخوة) قال: (بنو أب وأم (3)، وإذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الاخرون) (4). وفي رواية: (لأن الله خلق المؤمنين من طينة الجنان، وأجرى في صورهم من ريح الجنة، فلذلك هم إخوة لأب وأم) (5). (فأصلحوا بين أخويكم) ورد: (صدقة يحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا) (6). (واتقوا الله لعلكم ترحمون). (يا أيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء

__________________________

(1) - الكشاف 3: 563، البيضاوي 5: 88.

(2) - الكافي 8: 180، ذيل الحديث: 202، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - أريد بالأب روح الله الذي نفخ منه في طينة المؤمن، وبالأم الماء العذب والتربة الطيبة، لا آدم وحواء كما يتبادر إلى بعض الأذهان، لعدم اختصاص الانتساب إليهما بالأيمان. إلا أن يقال: تباين العقائد صار مانعا عن تأثير تلك الأخوة. لكنه بعيد. ويمكن أن يكون المراد اتحاد آبائهم الحقيقية الذين أحيوهم بالأيمان والعلم. مرآة العقول 9: 8.

(4) - الكافي 2: 165، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(5) - المصدر: 166، الحديث: 7، عن أبي جعفر عليه السلام.

(6) - الكافي 2: 209، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1194 ]

من نساء عسى أن يكن خيرا منهن) أي: لا يسخر بعض المؤمنين والمؤمنات من بعض، إذ قد يكون المسخور منه خيرا عند الله من الساخر. القمي: نزلت في صفية بنت حي بن أخطب، وكانت زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله، وذلك أن عائشة وحفصة كانتا تؤذيانها، وتشتمانها وتقولان لها: يا بنت اليهودية. فشكت ذلك إلى رسول الله. فقال لها: ألا تجيبينهما ؟ فقالت: بماذا يا رسول الله ؟ قال: قولي: إن أبي هارون نبي الله، وعمي موسى كليم الله، وزوجي محمد رسول الله، فما تنكران مني ؟ فقالت لهما. فقالتا: هذا علمك رسول الله، فأنزل الله (1). (ولا تلمزوا أنفسكم): ولا يعب بعضكم بعضا (ولا تنابزوا بالالقاب) ولا يدعو بعضكم بعضا بلقب السوء (بئس الاسم الفسوق بعد الأيمان) أي: بئس الذكر المرتفع للمؤمنين أن يذكروا بالفسق بعد دخولهم الأيمان واشتهارهم به. (ومن لم يتب) عما نهي عنه (فأولئك هم الظالمون) بوضع العصيان موضع الطاعة، وتعريض النفس للعذاب. (يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن): كونوا منه على جانب. وإبهام الكثير ليحتاط في كل ظن ويتأمل، حتى يعلم أنه من أي القبيل (إن بعض الظن إثم). ورد: (ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يقلبك منه، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا) (2). (ولا تجسسوا): ولا تبحثوا عن عوارت المؤمنين. ورد: (لا تطلبوا عثرات المؤمنين، فإنه من يتبع (3) عثرات أخيه يتبع الله عثرته، ومن يتبع الله عثرته، يفضحه ولو

__________________________

(1) - القمي 2: 321.

(2) - الكافي 2: 362، الحديث: 3، عن أبي عبد الله، عن أمير المؤمنين عليهما السلام.

(3) - في المصدر:(تتبع) في جميع المواضع.(*)

[ 1195 ]

في جوف بيته) (1). (ولا يغتب بعضكم بعضا): ولا يذكر بعضكم بعضا بالسوء في غيبته. سئل عن الغيبة فقال: (هو أن تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل (2)، وتبث عليه أمرا قد ستره الله عليه، لم يقم عليه فيه حد) (3). وفي رواية: (وأما الأمر الظاهر فيه، مثل الحدة والعجلة فلا) (4) (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه). تمثيل لما يناله المغتاب من عرض المغتاب على أفحش وجه مع مبالغات. (واتقوا الله إن الله تواب رحيم). روي: (إن أبا بكر وعمر بعثا سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ليأتي لهما بطعام، فبعثه إلى أسامة بن زيد، وكان خازن رسول الله صلى الله عليه وآله على رحله، فقال: ما عندي شئ، فعاد إليهما. فقالا: بخل أسامة، ولو بعثنا سلمان إلى بئر سميحة لغار ماؤها، ثم انطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال لهما: مالي أرى خضرة اللحم في أفواهكما ؟ ! قالا: يا رسول الله ما تناولنا اليوم لحما. قال: ظلتم تفكهون لحم سلمان وأسامة، فنزلت) (5). (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى): من آدم وحواء (وجعلناكم شعوبا وقبائل). قال: (الشعوب: العجم، والقبائل: العرب) (6). لتعارفوا: ليعرف بعضكم بعضا لا للتفاخر بالاباء والقبائل (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فإن التقوى تكمل

__________________________

(1) - الكافي 2: 355، الحديث: 5، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.

(2) - المراد بما لم يفعل: العيب الذي لم يكن باختياره وفعله الله فيه كالعيوب البدنية، فيخص بما إذا كان مستورا. وهذا بناءا على أن(في دينه) صفة(لأخيك) أي: الذي أخوته بسبب دينه. ويمكن أن يكون(في دينه) متعلقا بالقول، أي: كان ذلك القول طعنا في دينه بنسبة كفر أو معصية إليه، ويدل على أن الغيبة تشتمل البهتان أيضا. مرآة العقول 10: 430. 3 - الكافي 2: 357، الحديث: 3، عن أبي عبد الله عليه السلام. 4 - المصدر: 358، الحديث: 7، عن أبي عبد الله عليه السلام. 5 - الكشاف 3: 569، البيضاوي 5: 89، جوامع الجامع: 459. 6 - مجمع البيان 9 - 10: 138، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1196 ]

النفوس وتفاضل الأشخاص، فمن أراد شرفا فليلتمس منها. القمي: هو رد على من يفتخر بالأحساب والأنساب 1. وورد: (أتقاكم، أي: أعملكم بالتقية) 2. * (إن الله عليم) * بكم * (خبير) * ببواطنكم. * (قالت الأعراب آمنا) *. قيل: نزلت في نفر من بني أسد، قدموا المدينة في سنة جدبة 3 وأظهروا الشهادتين، وكانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وآله: أتيناك بالأثقال والعيال، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان، يريدون الصدقة ويمنون 4 * (قل لم تؤمنوا) * إذ الإيمان تصديق مع ثقة وطمأنينة قلب، ولم يحصل لكم ولكن قولوا أسلمنا) * فإن الإسلام انقياد ودخول في السلم، وإظهار الشهادة وترك المحاربة يشعر به. وكان نظم الكلام أن يقول: لا تقولوا: آمنا، ولكن قولوا: أسلمنا، إذ لم تؤمنوا ولكن أسلمتم. فعدل منه إلى هذا النظم، احترازا من النهي عن القول بالإيمان والجزم بإسلامهم، وقد فقد شرط اعتباره شرعا. ورد: (الإسلام علانية والإيمان في القلب) 5. وفي رواية: (الإسلام قبل الإيمان، وعليه يتوارثون ويتناكحون، والإيمان عليه يثابون) 6. * (ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) * توقيت ل‍ (قولوا). * (وإن تطيعوا الله ورسوله) * بالإخلاص وترك النفاق * (لا يلتكم من أعمالكم) *: لا ينقصكم من أجورها * (شيئا إن الله غفور رحيم) *.

__________________________

1 - القمي 2: 322. 2 - كمال الدين 2: 371، الباب: 35، الحديث: 5، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. 3 - أجدبت البلاد: قحطت وغلت أسعارها، مجمع البحرين 2: 22(جدب). 4 - البيضاوي 5: 89. 5 - مجمع البيان 9 - 10: 138، عن رسول الله صلى الله عليه وآله. 6 - الكافي 1: 173، ذيل الحديث: 4، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1197 ]

* (إنما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) * الذين صدقوا في ادعاء الإيمان. القمي: نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام 1. * (قل أتعلمون الله بدينكم) *: أتخبرونه به لقولكم آمنا والله يعلم ما في السموات وما في الأرض والله بكل شئ عليم) *: لا يخفى عليه خافية، وهو تجهيل لهم وتوبيخ. روي: (إنه لما نزلت الآية المتقدمة جاؤوا وحلفوا أنهم مؤمنون معتقدون، فنزلت هذه) 2. * (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم) *: بإسلامكم * (بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان) * على ما زعمتم، مع أن الهداية لا تستلزم الاهتداء. * (إن كنتم صادقين) * في ادعاء الإيمان. القمي: نزلت في عثمان، ثم ذكر عنه كلمة قالها لرسول الله صلى الله عليه وآله فيها المنة، في قصة له مع سلمان 3. * (إن الله يعلم غيب السموات والأرض والله بصير بما تعملون في سركم وعلانيتكم.

__________________________

1 - القمي 2: 322. 2 - البيضاوي 5: 90. 3 - القمي 2: 322.(*)

[




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21335217

  • التاريخ : 28/03/2024 - 14:45

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net