00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة التحريم 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1321 ]

سورة التحريم

[ مدنية، وهي اثنتا عشرة آية ] 1

بسم الله الرحمن الرحيم * (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم) *. قال: (اطلعت عائشة وحفصة على النبي صلى الله عليه وآله وهو مع مارية، فقال صلى الله عليه وآله: والله ما أقربها. فأمره الله أن يكفر عن يمينه) 2. وروي: (إنه خلا بمارية في يوم حفصة أو عائشة، فاطلعت على ذلك حفصة فعاتبته فيه، فحرم مارية، فنزلت) 3. * (قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم) *: قد شرع لكم تحليلها، وهو حل ما عقدتم بالكفارة. * (والله مولاكم) * متولي أمركم * (وهو العليم بما يصلحكم. * (الحكيم) *: المتقن في أفعاله وأحكامه. * (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه) * يعني حفصة * (حديثا) *.

__________________________

1 - ما بين المعقوفتين من(ب). 2 - القمي 2: 375، عن أبي عبد الله عليه السلام. 3 - البيضاوي 5: 138.(*)

[ 1322 ]

ورد: (إنه لما حرم مارية على نفسه أخبر حفصة: أنه يملك من بعده أبو بكر وعمر) 1. وفي رواية: (قال لها: إن أنت أخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فأخبرت حفصة عائشة من يومها ذلك، وأخبرت عائشة أبا بكر) 2. * (فلما نبأت به) *: أخبرت به * (وأظهره الله عليه) *: وأطلع الله النبي صلى الله عليه وآله على الحديث، أي: على إفشائه عرف بعضه: عرف الرسول بعض ما فعلت وأعرض عن بعض) *: عن إعلام بعض تكرما. قال: (إن كل واحدة منهما حدثت أباها بذلك، فعاتبهما في أمر مارية، وما أفشتا عليه من ذلك، وأعرض عن أن يعاتبهما في الأمر الآخر) 3. * (فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأنى العليم الخبير) *. * (إن تتوبا إلى الله) * خطاب لحفصة وعائشة على الالتفات للمبالغة في المعاتبة * (فقد صغت قلوبكما) *: فقد وجد منكما ما يوجب التوبة، وهو ميل قلوبكما عن الواجب، من مخالصة الرسول صلى الله عليه وآله بحب ما يحبه وكراهة ما يكرهه. وإن تظاهرا عليه: وإن تتظاهرا عليه بما يسوؤه. وفي قراءتهم عليهم السلام: (وإن تظاهروا عليه) 4. كأنهم عليهم السلام أشركوا معهما أبو يهما. * (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) *: فلن يعدم من يظاهره، فإن الله ناصره، وجبريل رئيس الكروبين قرينه، وعلي بن أبي طالب أخوه ووزيره ونفسه * (والملائكة بعد ذلك ظهير) *: مظاهرون. قال: (لما نزلت هذه الآية أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام وقال: يا أيها الناس هذا

__________________________

1 - مجمع البيان 9 - 10: 314، الكشاف 4: 124. 2 - القمي 2: 376. 3 - مجمع البيان 9 - 10: 314، عن أبي جعفر عليه السلام. 4 - جوامع الجامع: 499، عن الكاظم عليه السلام.(*)

[ 1323

صالح المؤمنين) 1. وفي معناه أخبار كثيرة 2. * (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات) *: صائمات، كما مر في سورة التوبة 3 * (ثيبات وأبكارا وسط العاطف بينهما لتنافيهما ولأنهما في حكم صفة واحدة، إذ المعنى مشتملات على الثيبات والأبكار. * (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم) * بترك المعاصي وفعل الطاعات * (وأهليكم) * بالنصح والتاديب * (نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة) * تلي أمرها، وهم الزبانية * (غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) *. قال: (لما نزلت هذه الآية جلس رجل من المسلمين يبكي، وقال: عجزت عن نفسي، كلفت أهلي. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك، وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك) 4. وزاد في رواية: (فإن أطاعوك كنت قد وقيتهم، وإن عصوك كنت قد قضيت ما عليك) 5. * (يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون) * أي: يقال لهم ذلك عند دخولهم النار، والنهي عن الاعتذار لأنه لا عذر لهم، أو العذر لا ينفعهم. * (يا أيها الذين امنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) *: بالغة في النصح. أسند صفة التائب إلى التوبة مبالغة. ورد: إنه سئل عنها، فقال: (يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود

__________________________

1 - مجمع البيان 9 - 10: 316، عن أبي جعفر عليه السلام. 2 - التبيان 10: 48، مجمع البيان 9 - 10: 316، الجامع لأحكام القرآن(للقرطبي) 18: 192، تفسير القرآن العظيم(لابن كثير) 4: 415، الدر المنثور 8: 224. 3 - ذيل الآية: 112. 4 - الكافي 5: 62، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام. 5 - المصدر، الحديث: 2، القمي 2: 377، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1324 ]

فيه) 1. قيل له: وأينا لم يعد ؟ ! فقال: (إن الله يحب من عباده المفتن التواب) 2. وفي رواية: (التوبة النصوح: أن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل) 2. وورد: (إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله، فستر عليه في الدنيا والآخرة. قيل: وكيف يستر عليه ؟ قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ويوحي إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي إلى بقاع الأرض: اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه وليس شئ يشهد عليه بشئ من الذنوب) 4. * (عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار) *. ذكر بصيغة الإطماع، جريا على عادة الملوك، وإشعارا بأنه تفضل، وأن العبد ينبغي أن يكون بين خوف ورجاء. * (يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم) *. قال: (يسعى أئمة المؤمنين يوم القيامة بين أيدي المؤمنين وبأيمانهم، حتى ينزلوهم منازلهم في الجنة) 5. وفي رواية: (فمن كان له نور يومئذ نجا، وكل مؤمن له نور) 6. * (يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير) *. * (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين) * قال: (بإلزام الفرائض) 7. وفي رواية: (فجاهد رسول الله صلى الله عليه وآله الكفار، وجاهد علي عليه السلام المنافقين، فجاهد

__________________________

1 - الكافي 2: 432، الحديث: 3، عن أبي عبد الله عليه السلام. 2 - المصدر، الحديث: 4، عن أبي عبد الله عليه السلام. 3 - معاني الأخبار: 174، الحديث: 3، عن أبي عبد الله عليه السلام. 4 - الكافي 2: 430، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام. 5 - القمي 2: 378، مجمع البيان 9 - 10: 318، عن أبي عبد الله عليه السلام. 6 - القمي 2: 378، عن أبي جعفر عليه السلام. 8 - القمي 1: 301، ذيل الآية: 73 من سورة التوبة، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 1325 ]

علي عليه السلام جهاد رسول الله صلى الله عليه وآله) 1. وفي أخرى: إنه قرأ: (جاهد الكفار بالمنافقين. قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقاتل منافقا قط، إنما كان يتألفهم) 2. وتمام بيانه مضى في التوبة 3. * (واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير. * (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبد ين من عبادنا صالحين فخانتاهما) * بالنفاق والتظاهر على الرسولين. مثل الله حال الكفار والمنافقين - في أنهم يعاقبون بكفرهم ونفاقهم، ولا يحابون بما بينهم وبين النبي والمؤمنين، من النسبة والوصلة - بحال إمرأة نوح وإمرأة لوط. وفيه تعريض بعائشة وحفصة في خيانتهما رسول الله صلى الله عليه وآله، بإفشاء سره، ونفاقهما إياه، وتظاهرهما عليه، كما فعلت امرأتا الرسولين. * (فلم يغنيا عنهما من الله شيئا) *: فلم يغن الرسولان عنهما بحق الزواج إغناء ما * (وقيل) * لهما بعد موتهما وقيام الساعة * (ادخلا النار مع الداخلين) * الذين لا وصلة بينهم وبين الأنبياء. * (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) *. ومثل حال المؤمنين في أن وصلة الكافرين لا تضرهم بحال آسية ومنزلتها عند الله، مع أنها كانت تحت أعدى أعداء الله * (إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله) *: من نفسه الخبيثة وعمله السيئ * (ونجني من القوم الظالمين) *: من القبط التابعين له في الظلم. * (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها) * القمي: لم ينظر إليها 4. * (فنفخنا فيه) *:

__________________________

1 - القمي 2: 377، عن أبي عبد الله عليه السلام. 2 - مجمع البيان 9 - 10: 319، عن أبي عبد الله عليه السلام. 3 - ذيل الآية: 73. 4 - القمي 2: 75، ذيل الآية: 91 من سورة الأنبياء.(*)

[ 1326 ]

في فرجها * (من روحنا) * قال: (روح مخلوقة) 1. * (وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين) * القمي: من الداعين 2. والتذكير للتغليب والإشعار بأن طاعتها لم تقصر عن طاعة الرجال الكاملين، حتى عدت منهم. ورد: (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله) 3.

__________________________

1 - القمي 2: 75، ذيل الآية: 91 من سورة الأنبياء. 2 - المصدر: 378. 3 - مجمع البيان 9 - 10: 320، عن رسول الله صلى الله عليه وآله. 4 - الخصال 1: 206، ذيل الحديث: 22، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، مع تفاوت.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21337706

  • التاريخ : 29/03/2024 - 05:27

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net