00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة النازعات 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1400 ]

سورة النازعات [ مكية، وهي ست وخمسون آية ] (1)

 بسم الله الرحمن الرحيم (والنازعات غرقا). (والناشطات نشطا). (والسابحات سبحا). (فالسابقات سبقا). (فالمدبرات أمرا). هذه صفات ملائكة الموت. أقسم الله بهم على قيام الساعة، وإنما حذف لدلالة ما بعده عليه. (وهم الذين ينزعون أرواح الكفار من أبدانهم بالشدة. (غرقا) أي: إغراقا في النزع كما يغرق النازع في القوس فيبلغ به غاية المد، وينشطون أرواحهم، أي: ينزعونها ما بين الجلد والأظفار حتى يخرجونها من أجوافهم بالكرب والغم، ويقبضون أرواح المؤمنين، يسلونها سلا رفيقا، ثم يدعونها حتى تستريح، كالسابح بالشئ في الماء يرمى به، فتسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة، وتدبر الملائكة أمر العباد

__________________________

(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).(*)

[ 1401 ]

من السنة إلى السنة). كذا ورد (1). وفي رواية: (هو الموت تنزع النفوس) (2). (يوم ترجف الراجفة) القمي: تنشق الأرض بأهلها (3). (تتبعها الرادفة) القمي: الرادفة: الصيحة (4). (قلوب يومئذ واجفة): شديدة الاضطراب. (أبصارها خاشعة) أي: أبصار أهلها ذليلة من الخوف. (يقولون أإنا لمردودون في الحافرة): في الحالة الأولى، يعنون الحياة بعد الموت، من قولهم: رجع فلان في حافرته، أي: طريقته التي جاء فيها فحفرها، أي: أثر فيها بمشيئته. قال: (يقول: في الخلق الجديد) (5). والقمي: قالت قريش: أنرجع بعد الموت (6) ؟ أ (إذا كنا عظاما نخرة): بالية. (قالوا تلك إذا كرة خاسرة): ذات خسران. والمعنى: أنها إن صحت فنحن إذا خاسرون، لتكذيبنا بها. القمي: قالوا هذا على حد الاستهزاء (7). (فإنما هي زجرة واحدة) أي: لا تستصعبوها، فما هي إلا صيحة واحدة. القمي: الزجرة: النفخة الثانية في الصور (8). (فإذا هم بالساهرة): فإذا هم أحياء على وجه الأرض، بعد ما كانوا أمواتا في بطنها. قال: (الساهرة: الأرض. كانوا في القبور، فلما سمعوا الزجرة خرجوا من قبورهم فاستووا على الأرض) (8).

__________________________

(1) - مجمع البيان 9 - 10: 429 - 430، الدر المنثور 8: 403، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

(2) - مجمع البيان 9 - 10: 429، عن أبي عبد الله عليه السلام. 3 و 4 - القمي 2: 403.

(5) - المصدر، عن أبي جعفر عليه السلام.

(6) - المصدر. 7 و 8 - القمي 2: 403.

(9) - القمي 2: 403، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 1402 ]

(هل أتاك حديث موسى): أليس قد أتاك حديثه فيسليك على تكذيب قومك، ويهددهم عليه بأن يصيبهم مثل ما أصاب من هو أعظم منهم. (إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى) مر بيانه في طه (1). (إذهب إلى فرعون إنه طغى). (فقل هل لك إلى أن تزكى): هل لك ميل إلى أن تتطهر من الكفر والطغيان. (وأهديك إلى ربك): وأرشدك إلى معرفته فتخشى بأداء الواجبات وترك المحرمات، إذ الخشية إنما تكون بعد المعرفة، وهذا كالبيان لقوله: (فقولا له قولا لينا) (2). (فأراه الاية الكبرى) أي: ذهب وبلغ فأراه المعجزة الكبرى. (فكذب وعصى). (ثم أدبر يسعى): أدبر عن الطاعة ساعيا في إبطال أمره. (فحشر فنادى فجمع) جنوده. (فقال أنا ربكم الاءعلى). (فأخذه الله نكال الاخرة والاءولى). القمي: النكال: العقوبة، والاخرة قوله: (أنا ربكم الأعلى)، والأولى قوله: (ما علمت لكم من إله غيري) (3) فأهلكه الله بهذين القولين (4). ورد: (كان بين الكلمتين أربعون سنة) (5). قال: (قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: قال جبرئيل: قلت: يا رب تدع فرعون وقد قال (أنا ربكم الأعلى) فقال: إنما يقول هذا مثلك من يخاف الفوت) (6).

__________________________

(1) - ذيل الاية: 12.

(2) - طه(20): 44.

(3) - القصص(28): 38.

(4) - القمي 2: 304.

(5) - الخصال 2: 539، الحديث: 11، مجمع البيان 9 - 10: 432، عن أبي جعفر عليه السلام.

(6) - مجمع البيان 9 - 10: 432، عن أبي جعفر عليه السلام، وفي الخصال 2: 539، الحديث: 11، عنه عليه السلام ما يقرب ذلك.(*)

[ 1403 ]

(إن في ذلك لعبرة لمن يخشى). (أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها). (رفع سمكها فسواها). (وأغطش ليلها): أظلمه وأخرج ضحاها: وأبرز ضوء شمسها. (والأرض بعد ذلك دحاها): بسطها ومهدها للسكنى. (أخرج منها ماءها) بتفجير العيون ومرعاها. (والجبال أرساها): أثبتها. (متاعا لكم ولانعامكم). (فإذا جاءت الطامة): الداهية التي تطم، أي: تعلو على سائر الدواهي الكبرى: التي هي أكبر الطامات. قال: (هي خروج دابة الأرض) (1). وجواب (إذا) محذوف، دل عليه ما بعده. (يوم يتذكر الأنسان ما سعى) بأن يراه مدونا في صحيفته، وكان قد نسيها من فرط الغفلة وطول المدة. القمي: يذكر ما عمله كله. (وبرزت الجحيم): وأظهرت لمن يرى: لكل راء، بحيث لا تخفى على أحد. (فأما من طغى) قال: (ضل على عمد بلا حجة) (2). (واثر الحياة الدنيا): فانهمك فيها، ولم يستعد للاخرة بالعبادة وتهذيب النفس. (فإن الجحيم هي المأوى): هي مأواه. (وأما من خاف مقام ربه): مقامه بين يدي ربه، لعلمه بالمبدأ والمعاد (ونهى النفس عن الهوى) لعلمه بأن الهوى يرديه. قال: (من علم أن الله يراه ويسمع ما يقول ويفعل، ويعلم ما يعمله من خير أو شر،

__________________________

(1) - كمال الدين 2: 527، الباب: 47، قطعة من حديث: 1، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

(2) - الكافي 2: 394، قطعة من حديث: 1، عن أمير المؤمنين عليه السلام.(*)

[ 1404 ]

فيحجزه ذلك، عن القبيح من الأعمال، فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى) (1). (فإن الجنة هي المأوى): ليس له سواها مأوى. (يسألونك عن الساعة أيان مرساها): متى إرساؤها، أي: إقامتها وإثباتها. القمي: متى تقوم ؟ (فيم أنت من ذكراها): في أي شئ أنت من أن تذكر وقتها لهم ! أي: ما أنت من ذكرها لهم وتبيين وقتها في شئ، فإنه مما استأثره الله بعلمه. (إلى ربك منتهاها) أي: منتهى علمها. القمي: أي: علمها عند الله (2). (إنما أنت منذر من يخشاها). (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا) في الدنيا إلا عشية أو ضحاها أي: عشية يوم أو ضحاه، كقوله: إلا ساعة من نهار. ولذلك أضاف الضحى إلى العشية، لأنهما من يوم واحد. القمي: بعض يوم (3).

__________________________

(1) - الكافي 1: 70، الحديث: 10، عن أبي عبد الله عليه السلام. 2 و 3 - القمي 2: 404.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336737

  • التاريخ : 29/03/2024 - 00:21

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net