00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة النساء 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 1   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

(4)

(سورة النساء) (وما فيها من الايات في الائمة الهداة)

 منها: قوله تعالى: ولكل جعلنا مولى مما ترك الولدان والاقربون والذين عقدت أيمنكم فئاتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شئ شهيدا [ 33 ] 1 تأويله: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره)، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب قال: سألت أبا الحسن عليه السلام ؟ عن قول الله عزوجل * (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والاقربون والذين عقدت أيمانكم) * فقال: إنما عنى بذلك الائمة عليهم السلام، بهم عقد الله عزوجل أيمانكم (1). توجيه هذا التأويل: أن قوله عزوجل * (ولكل جعلنا موالي) * أي كل (2) امة من الامم، جعلنا موالي (أولياء) (3) أنبياء وأوصياء، لقول النبي صلى الله عليه وآله: ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا: بلى. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه (4) وقوله تعالى: * (مما ترك الوالدان) *: من العلوم والشريعة * (والوالدان) * هما النبي والوصي، صلى الله عليهما، لقوله: يا علي أنا وأنت أبوا هذه الامة وقوله تعالى * (والاقربون) * أي إليهما في النسب والعلم والعصمة. وقوله تعالى * (والذين عقدت أيمانكم) * وهم الائمة عليهم السلام أي * (والذين عقدت) * ولايتهم * (أيمانكم) * وهو أيمان الدين، لاأيمان: جمع يمين. ليصح التأويل

_____________________________

 1) الكافي: 1 / 216 ح 1 وعنه الوسائل: 17 / 548 ح 2 والبرهان: 1 / 366 ح 1.

 2) في نسخة (ج) ولكل.

 3) ليس في نسخة (ج).

 4) تقدم ضمن حديث 7 من سورة البقرة. (*)

[ 129 ]

وقوله تعالى * (فآتوهم نصيبهم) * أي الائمة نصيبهم المفروض لهم من الولاية والطاعة * (إن الله كان على كل شئ) * من أعمالكم * (شهيدا) * بها عليكم، ومجازيا: إن خيرا فخير، وإن شرا فشر. وقوله تعالى: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا [ 41 ] 2 تأويله: ما رواه محمد بن يعقوب (ره)، عن علي بن محمد، عن سهل ابن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد القندي، عن سماعة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل * (فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) * قال (1): هذه نزلت في امة محمد صلى الله عليه وآله خاصة، في كل قرن منهم إمام منا شاهد عليهم، ومحمد صلى الله عليه وآله شاهد علينا (2). قوله تعالى: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتب يؤمنون بالجبت والطغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا [ 51 ] أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا [ 52 ] أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا [ 53 ] أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقدء اتينا آل إبراهيم الكتب والحكمة وءاتينهم ملكا عظيما [ 54 ] فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا [ 55 ] 3 تأويله: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره) عن الحسين بن محمد بن عامر الاشعري، عن معلى بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن ابن اذينة، عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم) * فكان جوابه * (ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين

_____________________________

1) الظاهر أن لفظ قال هنا تكرار.

 2) الكافي: 1 / 190 ح 1 وعنه البحار: 7 / 283 ح 7 وج 23 / 335 ح 1 وص 351 ح 69 والبرهان: 1 / 396 ح 1. (*)

[ 130 ]

كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا) * يقولون لائمة (1) الضلال والدعاة إلى النار: هؤلاء أهدى من آل محمد سبيلا * (اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا، أم لهم نصيب من الملك) * يعني الامامة والخلافة * (فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) * نحن الناس الذين عنى الله، والنقير: النقطة التي في وسط النواة. * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) * نحن الناس المحسودون على ما آتاهم (2) الله من الامامة دون خلق الله أجمعين * (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) * يقول: جعلنا منهم الرسل والانبياء والائمة. فكيف يقرون به في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمد صلى الله عليه وآله ؟ ! * (فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا [ إن الذين كفروا - إلى قوله تعالى - حكيما) * ] (3). فمعنى قوله تعالى * (فمنهم من آمن به) * أي بفضلهم المحسودون عليه، وهم شيعتهم وأتباعهم * (ومنهم من صد عنه) * وهم أضدادهم وأعداؤهم * (وكفى بجهنم سعيرا) * لهم وجزاءا ومصيرا. 4 عنه رحمه الله عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام الحديث، وفيه نحن المحسودون (4). 5 - عنه رحمه الله، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن محمد الاحول، عن حمران ابن أعين قال: قلت: لابي عبد الله عليه السلام، الحديث، وفيه (الملك): النبوة، (والحكمة): الفهم والقضاء (5).

_____________________________

1) في نسخة (ج) أئمة.

 2) في نسخة (أ) أتانا.

 3) الكافي: 1 / 205 ح 1 وعنه البرهان: 1 / 375 ح 2، وأخرجه في البحار: 23 / 289 ح 17 عن العياشي: 1 / 246 ح 153، وروى قطعة منه في الامامة والتبصرة: 40 ح 21 وما بين المعقوفين أثبتناه من نسخة (أ).

 4) الكافي: 1 / 206 ح 2 وعنه البرهان: 1 / 376 ح 3، والحديث نقلناه من نسخة (أ).

 5) الكافي: 1 / 206 ح 3 وعنه البرهان: 1 / 377 ح 15، وأخرجه في البحار: 23 / 292 = (*)

[ 131 ]

6 ويؤيده: ما رواه أيضا عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن اذينة عن بريد العجلي، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: * (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) * قال: جعل منهم الرسل والائمة فكيف يقرون في آل إبراهيم بذلك وينكرونه (1) في آل محمد المصطفى صلى الله عليه وآله ؟ قال: قلت: قوله * (وآتيناهم ملكا عظيما) * قال: الملك العظيم: أن جعل فيهم أئمة، من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله، فهذا (2) الملك العظيم (3). 7 وذكر علي بن إبراهيم (ره) في تفسيره: قال: وقوله * (ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا: هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا) * وروي أنها نزلت في الذين ظلموا آل محمد - صلى الله عليهم - حقهم (4). والدليل على ذلك: قوله تعالى * (أم يحسدون الناس) * يعني أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام على ما آتاهم الله من فضله * (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) *، والملك العظيم هو الخلافة. ثم قال * (فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا) * ثم ذكر أعداءهم فقال * (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما) *. ثم ذكر أولياءهم فقال * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا) * ثم خاطب الله سبحانه الائمة عليهم السلام فقال * (إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات

_____________________________

= ح 23 والبرهان: 1 / 378 ح 25 عن تفسير العياشي: 1 / 248 ح 160 وغيرها من الاتحادات، وفى آخرها هكذا: قلت: (وآتيناهم ملكا عظيما) ؟ فقال: الطاعة، والحديث نقلناه من نسخة (أ).

 1) في نسخة (ج) وينكرون.

 2) في نسخة (أ) فهو.

 3) الكافي: 1 / 206 ح 5 وعنه البرهان: 1 / 376 ح 5 4) تفسير القمى: 128 وعنه البحار: 23 / 370 ضمن ح 45. (*)

[ 132 ]

إلى أهلها) * قال: هي الامامة، أمر الله الامام أن يؤدي (الامامة) (1) إلى من أمر الله. ثم قال لهم * (وإذا حكمتهم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به، إن الله كان سميعا بصيرا) *. ثم خاطب الناس فقال * (يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم) * يعني الائمة عليهم السلام * (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) *. ثم قال * (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما انزل إليك وما انزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد امروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول - في الامامة - رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا) *. ثم قال * (فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاؤك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا) *. قال الصادق عليه السلام: نزلت هذه الآيات في أمير المؤمنين عليه السلام وأعدائه. ثم قال له * (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) * جاؤك يا علي * (فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول) * كذا نزلت، والدليل على أن هذا مخاطبته لامير المؤمنين عليه السلام قوله * (جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول) *. ثم قال * (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت) * عليهم (يا محمد) (2) على لسانك من ولاية علي * (ويسلموا تسليما) * لعلي بن أبي طالب عليه السلام (3). ويؤيد هذا التأويل: (أن الله سبحانه خاطب أمير المؤمنين عليه السلام): 8 ما رواه محمد بن يعقوب (ره)، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن

_____________________________

1) ليس في نسخة (ج).

 2) ليس في نسختي (ج، م).

 3) راجع تفسير القمى: 128 - 131. (*)

[ 133 ]

أبي عمير، عن ابن اذينة، عن زرارة (1) عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: لقد خاطب الله عزوجل أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه قال: فقلت: في أي موضع ؟ قال: في قوله: * (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك (يا علي) (2) فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) * وما تعاقدوا عليه: لئن أمات الله محمدا ألا يردوا هذا الامر في بني هاشم * (ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) * (3). 9 - وروى أيضا (ره) عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن إسماعيل وغيره، عن منصور بن يونس، عن ابن اذينه، عن عبد الله النجاشي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: في قول الله عزوجل * (اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا) * يعني والله فلانا وفلانا * (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله، ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) * يعنى - والله - النبي وعليا صلى الله عليهما بما صنعوا أي (لو) (4) جاؤك بها يا علي * (فاستغفروا الله - مما صنعوا - واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك - يعنى يا علي - (5) فيما شجر بينهم) *. فقال أبو عبد الله عليه السلام: هو والله علي نفسه * (ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت) * على لسانك يا رسول الله يعني به من ولاية علي * (ويسلموا تسليما) * لعلي (6). ومما جاء في تأويل قوله تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الامنت إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا [ 58 ] يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم

_____________________________

1) في الكافي: عن زرارة أو بريدة.

 2) ليس في نسخة (ج).

 3) الكافي: 1 / 391 ح 7 وعنه البحار: 68 / 233 والبرهان: 1 / 390 ح 6.

 4) ليس في نسخة (ج).

 5) ليس في الكافي.

 6) الكافي: 8 / 334 ح 526 وعنه البحار: 8 / 227 (ط الحجرى) والبرهان: 1 / 389 ح 5. (*)

[ 134 ]

فإن تنزعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير وأحسن تأويلا [ 59 ] 10 - ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب، رحمه الله، عن الحسين بن محمد باسناده عن رجاله، عن أحمد بن عمر قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: * (إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها) * قال: هم الائمة من آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين، أمرهم أن يؤدي الامام الامامة إلى من بعده، لا يخص بها غيره ولا يزويها عنه (1). 11 - وبروايته: عن محمد بن يحيى باسناده، عن رجاله، عن المعلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل * (إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها) * فقال: أمر الله الامام (2) أن يدفع إلى الامام بعده كل شئ عنده (3). 12 - ويؤيد ذلك ايضا: ما رواه محمد بن يعقوب (ره) عن الحسين بن محمد باسناده عن رجاله، عن بريد بن معاوية العجلي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل * (إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) * قال: إيانا عنى، أن يؤدي الامام الاول إلى الامام الذي بعده (ما عنده من) (4) العلم والكتب والسلاح. وقال * (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) * الذي في أيديكم. ثم قال للناس * (يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم) * إيانا عنى خاصة، ثم أمر جميع المؤمنين بطاعتنا إلى يوم القيامة إذ يقول: فان خفتم تنازعا في أمر فردوه إلى الله و (إلى) (5) الرسول

_____________________________

1) الكافي: 1 / 276 ح 2 وعنه البرهان: 1 / 379 ح 2، وأخرجه في البحار: 23 / 276 ح 6 عن بصائر الدرجات: 476 ح 5 وص 477 ح 11 والعياشي: 1 / 249 ح 165 عن محمد بن الفضيل، عن أبى الحسن عليه السلام.

 2) في الكافي: الامام الاول.

 3) الكافي: 1 / 277 ح 4 وعنه البرهان: 1 / 379 ح 3، وأخرجه في البحار: 23 / 276 ح 7 عن بصائر الدرجات: 476 ح 6.

 4) ليس في الكافي.

 5) ليس في نسخة (أ). (*)

[ 135 ]

و (إلى) (1) اولي الامر منكم، كذا نزلت وكيف يأمرهم الله عزوجل بطاعة ولاة الامر ويرخص في منازعتهم ؟ ! إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم) * (2). 13 - ومما ورد في ولاة الامر بعد النبي صلى الله عليه وآله هم (الائمة الاثني عشر صلوات الله عليهم) ما نقله الشيخ أبو علي الطبرسي قدس الله روحه في كتابه إعلام الورى بأعلام الهدى قال: حدثنا غير (3) واحد من أصحابنا عن محمد بن همام، عن جعفر بن محمد ابن مالك الفزاري، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحارث، عن المفضل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد الله الانصاري يقول: لما نزلت * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم) * قلت: يا رسول الله قد عرفنا الله ورسوله فمن اولي الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين بعدي، أولهم علي ابن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي. ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده، ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله جل ذكره على يديه مشارق الارض ومغاربها، وذلك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بامامته إلا من امتحن الله قلبه للايمان.

_____________________________

1) ليس في نسخة (ج).

 2) الكافي: 1 / 276 ح 1 وعنه البرهان: 1 / 381 ح 4، وفى البحار: 23 / 290 ذح 17 عنه وعن تفسير العياشي: 1 / 246 ضمن ح 153.

 3) في نسخة (م) عن بدل (غير). (*)

[ 136 ]

قال جابر: فقلت: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته ؟ فقال صلى الله عليه وآله: إى والذي بعثني بالنبوة إنهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن (1) تجللها (2) السحاب. يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله، فاكتمه إلا عن أهله (3). إعلم وفقك الله لطاعتهم أنه إنما فرض الله سبحانه طاعة اولي الامر مع طاعة الرسول، صلى الله عليه، وعليهم السلام، لانهم معصومون كعصمته، وغير المعصوم لا يجب طاعته لقوله تعالى * (لا ينال عهدي الظالمين) * والمخاطبون بالطاعة غير اولي الامر وإلا لكان الانسان مخاطبا بطاعة نفسه، وهذا غير معقول. وطاعتهم مفترضة على جميع الخلق، لما ورد عنهم في أشياء كثيرة منها: 14 - ما جاء في دعاء يوم عرفة من أدعية الصحيفة، قال الامام مشيرا إليهم صلوات الله عليهم (وجعلتهم حججا على خلقك، وأمرت بطاعتهم ولم ترخص لاحد في معصيتهم، وفرضت طاعتهم على من برأت) (4). وهذا يدل على أن آل محمد صلى الله عليه وآله (الغر الميامين) أفضل الخلق أجمعين من الاولين والآخرين، والحمد لله رب العالمين. قوله تعالى: ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا [ 66 ] وإذا لاتينهم من لدنآ أجرا عظيما [ 67 ] ولهدينهم صرطا مستقيما [ 68 ] 15 - تأويله: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره)، عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم، عن بكار، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: هكذا نزلت هذه الآية * (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به - في علي - لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا) * (5).

_____________________________

1) في نسخة (ج) إذا.

 2) في اعلام الورى: تجلاها.

 3) اعلام الورى: 397 وفى البحار: 23 / 289 ح 16 عنه وعن مناقب ابن شهراشوب: 1 / 242 وأخرجه في البحار: 36 / 249 ح 67 عن كمال الدين: 253 ح 3 وكفاية الاثر: 53: 4) الصحيفة السجادية الثانية: 154 وأخرجه في البحار: 98 / 232 عن الاقبال: 362.

 5) الكافي: 1 / 424 ح 60 وص 417 ح 28 وعنه البحار: 23 / 374 ح 52 والبرهان: = (*)

[ 137 ]

ولما عرفهم سبحانه ما هو خير لهم وما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة وأن ذلك لا يحصل إلا بطاعة الرسول صلى الله عليه وآله عرفهم حال المطيع ومنزلته، ومع من يكون ومن رفاقته. فقال تعالى: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النببن والصديقين والشهداء والصلحين وحسن أولئك رفيقا [ 69 ] 16 - تأويله: ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي (ره) في كتابه مصباح الانوار قال في حديث النبي صلى الله عليه وآله لعمه العباس بمشهد من القرابة والصحابة: روى أنس بن مالك، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض الايام صلاة الفجر. ثم أقبل علينا بوجهه الكريم فقلت: يا رسول الله إن رأيت أن تفسر لنا قوله تعالى * (فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا) * ؟ فقال صلى الله عليه وآله: أما النبيون فأنا، وأما (الصديقون) فأخي علي. وأما (الشهداء) فعمي حمزة، وأما (الصالحون) فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين قال: وكان العباس حاضرا فوثب وجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: ألسنا أنا وأنت وعلي وفاطمة والحسن والحسين من نبعة واحدة ؟ قال: وما ذاك يا عم ؟ قال: لانك تعرف بعلي وفاطمة والحسن والحسين دوننا ؟ قال: فتبسم النبي وقال: أما قولك: يا عم ألسنا من نبعة واحدة فصدقت ولكن يا عم إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الله آدم، حين لاسماء مبنية، ولا أرض مدحية، ولا ظلمة، ولانور، ولا شمس، ولاقمر، ولاجنة، ولانار. فقال: العباس: فكيف كان بدء خلقكم يا رسول الله ؟ فقال: يا عم لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا، ثم تكلم بكلمة اخرى فخلق (منها) (1) روحا، ثم مزج النور بالروح، فخلقني وخلق عليا

_____________________________

= 1 / 391 ح 2 و 3 وجملة (وأشد تثبيتا) ليس فيهم.

 1) ليس في نسخة (ج). (*)

[ 138 ]

وفاطمة والحسن والحسين، فكنا نسبحه حين لاتسبيح، ونقدسه حين لا تقديس، فلما أراد الله تعالى أن ينشئ الصنعة فتق نوري فخلق منه العرش، فالعرش من نوري ونوري من نور الله ونوري أفضل من العرش. ثم فتق نور أخي علي، فخلق منه الملائكة، فالملائكة من نور علي، ونور علي من نور الله، وعلي أفضل من الملائكة. ثم فتق نور ابنتي فاطمة، فخلق منه السماوات والارض، فالسماوات والارض من نور ابنتي فاطمة، ونور ابني فاطمة من نور الله، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والارض. ثم فتق نور ولدي الحسن وخلق منه الشمس والقمر، فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن، ونور الحسن من نور الله، والحسن أفضل من الشمس والقمر. ثم فتق نور ولدي الحسين، فخلق منه الجنة والحور العين، فالجنة والحور العين من نور ولدي الحسين، ونور ولدي الحسين من نور الله، وولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين. ثم أمر الله الظلمات أن تمر على سحائب النظر (1) فأظلمت السماوات على الملائكة فضجت الملائكة بالتسبيح والتقديس وقالت: إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا وعرفتنا هذه الاشباح لم نربؤسا، فبحق هذه الاشباح إلا ما كشفت عنا هذه الظلمة، فأخرج الله من نور ابنتي فاطمة قناديل، فعلقها في بطنان العرش، فأزهرت السماوات والارض، ثم أشرقت بنورها. فلاجل ذلك سميت (الزهراء). فقالت الملائكة: إلهنا وسيدنا لمن (هذا النور الزاهر) (2) الذي قد أشرقت به السماوات والارض ؟ فأوحى الله إليها: هذا نور اخترعته من نور جلالي لامتي فاطمة ابنة حبيبي، وزوجة وليي وأخ نبيي وأبو حججي (على عبادي) (3).

_____________________________

1) في نسخة (ج) النظر (القطر خ ل) وفى نسخة (ب) القطر.

 2) في نسخة (ج) هذه الانوار الزاهرة.

 3) في البحار: على عبادي في بلادي. (*)

[ 139 ]

اشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها ومحبيها إلى يوم القيامة. قال: فلما سمع العباس من رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك، وثب قائما وقبل بين عيني علي وقال: والله يا علي أنت الحجة البالغة لمن آمن بالله واليوم الآخر (1). 17 - وذكر علي بن إبراهيم في تفسيره: أن * (النبيين) * رسول الله صلى الله عليه وآله * (والصديقين) * علي أمير المؤمنين * (والشهداء) * الحسن والحسين عليهما السلام * (والصالحين) * الائمة عليهم السلام * (وحسن اولئك رفيقا) * يعني القائم من آل محمد عليهم السلام (2). 18 - إعلم - جعلنا الله وإياك مع الذين أنعم الله عليهم - ما رواه أنس من محاسن التأويل ما جمع من فضل أهل البيت إلا القليل، لان فضلهم لا يحد بحد ولا يحصى (3) بعد، ولا يعلمهم إلا الله وأنفسهم، كما قال النبي: يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت، ولا عرفني إلا الله وأنت، ولاعرفك إلا الله وأنا (4). فكن لسماع فضلهم واعيا، ولهم متابعا مواليا، ولامرهم سامعا طائعا، إن شئت أن تكون ممن قال الله سبحانه * (ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم) * الآية. وقد ورد أنه (5) المعني بقوله تعالى * (اولئك هم المؤمنون حقا) * لانهم الذين أطاعوا الله والرسول واتبعوا الائمة صلوات الله عليهم. 19 - وهوما رواه الشيخ محمد بن يعقوب الكليني (ره) عن رجاله، عن إسماعيل بن جابر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من سره أن يلقى الله وهو مؤمن حقا

_____________________________

1) مصباح الانوار: 69 (مخطوط) وعنه البرهان: 1 / 392 ح 5، وفى البحار: 37 / 82 ح 15، وصدره في ج 24 / 31 ح 2 عن التأويل.

 2) تفسير القمى: 131 وعنه البحار: 24 / 31 ح 1 وج 67: 192 ج 68 / 4 والبرهان: 1 / 393 ح 10.

 3) في نسختي (ب، م) يحصر.

 4) رواه البرسى في مشارق أنوار اليقين: 112.

 5) في الاصل: أن. (*)

[ 140 ]

حقا، فليتول الله ورسوله والذين آمنوا، وليتبرأ إلى الله من عدوهم، وليسلم إلى ما انتهى إليه من فضلهم، لان فضلهم لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل، ولامن دون ذلك. ألم تسمعوا ما ذكره الله من فضل اتباع الائمة الهداة وهم المؤمنون: قال الله تبارك وتعالى * (ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا) * (1). 20 - البرقي في المحاسن عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في رسالته: وأما ما سألت عنه من القرآن.. الحديث.. إلى أن قال: وإنما (أراد بنعمته أن ينتهوا في ذلك) (2) إلى بابه وصراطه وأن يعبدوه وينتهوا في قوله إلى طاعة القوام لجنابه الناطقين (2) عن أمره وأن يستنبطوا ما احتاجوا إليه من ذلك عنهم لا عن أنفسهم ثم قال * (ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) *. فأما غيرهم فليس بعلم ذلك أبدا، الحديث (4). وفى الاحتجاج عن أمير المؤمنين مثل ذلك وبمعناه. وروى محمد بن علي بن شهر آشوب في مناقبه مثل ذلك أيضا (5). وهذا وجه من وجوه فضل اتباع الائمة، فكيف بهم وبفضلهم، واعلموا أن أحدا من خلق الله، لم يصب رضاء الله إلا بطاعته وبطاعة رسوله وطاعة ولاة الامر من آل محمد صلى الله عليه وآله لان معصيتهم من معصية الله ولم ينكر لهم فضلا عظم أو صغر (6) جعلنا الله وإياكم ممن يطيع الله والرسول، وولاة الامر من آل محمد صلى الله عليه وآله ويتبع آثارهم

_____________________________

1) الكافي: 8 / 10 وعنه البحار: 68 / 3 ونور الثقلين: 1 / 426 ح 387 واثبات الهداة: 1 / 184 ح 87.

 2) في المحاسن: أراد الله بتعميته في ذلك أن ينتهوا.

 3) في المحاسن: بكتابه والناطقين بدل (لجنانه الناطقين).

 4) المحاسن: 1 / 268 ح 356 وعنه البحار: 92 / 100 ح 72 والوسائل: 18 / 141 ح 38 5) الاحتجاج: 1 / 396 والمناقب: 3 / 223 وعنهما البحار: 44 / 205 ح 1 وفى الوسائل: 18 / 143 ح 44 عن الاحتجاج والحديث نقلناه من نسخة (أ).

 6) في نسخة (ب) عظيم أو صغير. (*)

[ 141 ]

ويستضئ بأنوارهم في الدنيا والآخرة، لانهم الفرقة الناجية والعترة الطاهرة. وقوله تعالى: وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطن إلا قليلا [ 83 ] تأويله: أن المنافقين كانوا إذا سمعوا شيئا من أخبار النبي صلى الله عليه وآله إما من جهة الامن أو من جهة الخوف أذاعوا به وأرجفوا (1) في المدينة وهم لا يعلمون الصدق منه والكذب، فناهم الله عن ذلك، وأمرهم أن يردوا أمرهم إلى الرسول وإلى اولي الامر وهو أمير المؤمنين عليه السلام على ما تقدم بيانه (2) فإذا ردوه إليهما (علموه منهما) (3) يقينا على ما هو عليه. قوله تعالى: ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطن إلا قليلا [ 83 ] 21 - قال أبو علي الطبرسي ره: روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أن فضل الله ورحمته: النبي وعلي عليهما السلام، ولهما تبجيله وإكرامه وإجلاله وإعظامه (4). قوله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشآء 22 - تأويله: روي بحذف الاسناد مرفوعا عن مولانا علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين قال: المؤمن على أي حال مات وفي أي ساعة قبض، فهو شهيد، ولقد سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لو أن المؤمن خرج) (5) من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الارض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب. ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: لا إله إلا الله باخلاص (6) فهو برئ من الشرك، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ثم تلا هذه الآية * (إن الله لا يغفر أن

_____________________________

1) في نسخة (ب) واجمعوا.

 2) راجع ح 12 و 13.

 3) في نسخة (ب) علموا منها.

 4) مجمع البيان: 3 / 82، وأخرجه في البحار: 35 / 423 ح 3 والبرهان: 1 / 398 ح 2 عن تفسير العياشي: 1 / 261 ح 208 (عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام).

 5) في نسخة (ب) ان المؤمن لو خرج.

 6) في نسخة (ب) بالاخلاص. (*)

[ 142 ]

يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) * وهم شيعتك ومحبوك يا علي. فقلت: يا رسول الله هذا لشيعتي ؟ قال: إي وربي لشيعتك ومحبيك خاصة، وإنهم ليخرجون من قبورهم وهم يقولون (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله) فيؤتون بحلل خضر من الجنة وأكاليل من الجنة، وتيجان من الجنة، فيلبس كل واحد منهم حلة خضراء وتاج الملك وإكليل الكرامة، ثم يركبون النجائب (1) فتطير بهم إلى الجنة و * (لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون) * (2). 23 - وفي هذا المعنى ما ذكره الشيخ في أماليه باسناده عن محمد بن عطية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الموت (3) كفارة لذنوب المؤمنين (4). قوله تعالى: وإن تلوا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا [ 135 ] 24 - تأويله: ما ذكره الشيخ محمد بن يعقوب (ره)، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل * (وإن تلوا أو تعرضوا) *. فقال: وإن تلوا - الامر - أو تعرضوا عما امرتم (5) به في ولاية علي * (فان الله كان بما تعملون خبيرا) * (6). قوله تعالى: إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا [ 137 ] بشر المنفقين بأن لهم عذابا أليما [ 138 ]

_____________________________

1) في نسخة (ب) السحائب.

 2) عنه البحار: 68 / 140 ح 82، وأخرجه في البرهان: 1 / 374 ح 4 عن الفقيه: 4 / 411 ح 5896 والاية من سورة الانبياء: 103.

 3) في نسخة (ب) موت المؤمن.

 4) أمالى الطوسى: 1 / 108 وعنه البحار: 6 / 151 ح 3 وعن أمالى المفيد: 283 ح 8 وأخرجه في البحار: 82 / 178 ح 21 عن أمالى المفيد.

 5) في نسخة (ب) أمرتهم.

 6) الكافي: 1 / 421 ح 45 وفيه (فقال: ان تلوا الامر وتعرضوا عما امرتم به فان الله. الاية) وعنه البحار: 23 / 378 ح 60 ونور الثقلين: 1 / 465 ح 619. (*)

[ 143 ]

25 - تأويله: ما رواه أيضا محمد بن يعقوب (ره)، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن اورمه وعلي بن عبد الله، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل * (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا) * قال: نزلت في فلان وفلان وفلان آمنوا بالنبي أول الامر (1) وكفروا حين (2) عرضت عليهم الولاية حين قال النبي صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثم آمنوا بالبيعة لامير المؤمنين عليه السلام ثم كفروا حين (3) مضى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يقروا بالبيعة، ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق لهم من الايمان شئ (4). يعني المبايع والمبايع له، فلاجل ذلك أن الله سبحانه لم يغفر لهم أبدا، ولا يهديهم سبيل الهدى، لانهم منافقون وكان نفاقهم في الدين عظيما، فقال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وآله * (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما) * جعله الله عليهم سرمدا دائما مقيما. قوله تعالى: إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا [ 168 ] إلا طريق جهنم خلدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا [ 169 ] يأيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فئامنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السموت والارض وكان الله عليما حكيما [ 170 ] 26 - تأويله: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره)، عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا * (إن الذين كفروا وظلموا - آل محمد حقهم - لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا) *. ثم قال * (يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم - في ولاية علي -

_____________________________

1) في نسخة (ج) أمره.

 2 - 3) في الكافي: حيث.

 4) الكافي: 1 / 420 ح 42 وعنه البحار: 8 / 218 (ط الحجرى) وج 23 / 375 ح 57 والبرهان: 1 / 421 ح 1. (*)

[ 144 ]

فآمنوا خيرا لكم، وإن تكفروا - بولاية علي - فان لله ما في السموات والارض) * (1). قوله تعالى: يأيها الناس قد جاءكم برهن من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا [ 174 ] 27 - تأويله: ما رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي (ره)، عن أبيه، عن رجاله، عن عبد الله بن سليمان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قوله تعالى: * (قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا) *. قال: (البرهان) رسول الله، و (النور المبين) علي بن أبي طالب عليه السلام (2). فانظر أيها الاخ الرشيد إلى ما تضمنته هذه السورة من الآيات الجلية، والمعنى السديد الذي أبان فيه تفضيل أهل البيت على من سواهم من السادات والعبيد، فعليهم من مفضلهم صلوات لا تناهي لها، بل مزيد، ما غرب شارق، وأشرق (3) غارب في كل يوم جديد، إنه حميد مجيد، وهو على كل شئ شهيد.

_____________________

1) الكافي: 1 / 424 ح 59 وعنه البحار: 24 / 224 ذح 15 والبرهان: 1 / 428 ح 1، وأخرجه في البحار: 35 / 57 عن المناقب: 2 / 301.

 2) عنه البحار: 16 / 357 ح 46 وج 23 / 311 ح 15، وأخرجه في البرهان: 1 / 429 ح 1 عن تفسير العياشي: 1 / 285 ح 308.

 3) في نسخة (ج) وما شرق.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21338293

  • التاريخ : 29/03/2024 - 09:56

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net