00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة التوبة 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 1   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

(9)

(سورة البراءة = التوبة) (وما فيها من الآيات في الائمة الهداة)

 منها: قوله تعالى: وأذن من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر معناه: الاذان في اللغة هو الاعلام وهو ههنا إسم من أسماء أمير المؤمنين عليه السلام لما يأتي بيانه وسمي به مجازا تسمية للفاعل باسم المفعول لانه هو المؤدي لسورة براءة وهو المؤذن بها وهو فاعل الاذان، لاجل ذلك سمي به. 1 - وبيان ذلك ما ذكره علي بن ابراهيم في تفسيره، عن أبيه باسناده إلى علي ابن الحسين عليه السلام في قوله تعالى * (وأذان من الله ورسوله) * قال (الاذان) أمير المؤمنين. ومنه قال أمير المؤمنين عليه السلام: كنت أنا الاذان في الناس (1). 2 - ومنه ما رواه أبي الحسن الديلمي باسناده عن رجاله إلى عبد الله بن سنان قال: قال الصادق عليه السلام إن لامير المؤمنين عليه السلام: أسماء لا يعلمها إلا العالمون، وإن منها الاذان عن الله ورسوله، وهو الاذان (2). 3 - ومنه: ما رواه بحذف الاسناد عن الرجال التي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر) * قال (الاذان) إسم نحله الله سبحانه عليا عليه السلام من السماء، لانه هو الذي أدى عن الله ورسوله سورة براءة،

_____________________________

1) تفسير القمى: 258 وعنه البحار: 35 / 292 ح 10 والبرهان: 2 / 102 ح 22، ورواه العياشي في تفسيره: 2 / 76 ح 14 والصدوق في معاني الاخبار: 298 ح 1.

 2) اخرج نحوه في البحار: 35 / 299 ح 23 عن تفسير فرات: 54. (*)

[ 198 ]

وقد كان بعث (بها) (1) أبا بكر فأنزل الله جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد إن الله يقول لك: لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل (منك، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام، فبعث) (2) (رسول الله) (3) عليا فأخذ الصحيفة من أبي بكر ومضى بها إلى أهل مكة، فسماه الله تعالى أذانا من الله ورسوله (4). فقد بان لك في العزل والتولية لأمير المؤمنين من الفضل الظاهر المبين ما امتاز به من (5) الخلق أجمعين والحمد لله رب العالمين. [ ونقل ابن طاووس رحمه الله أن محمد بن العباس روى ذلك بأسانيد معنعنة من مائة وعشرين طريقا ] (6). وقوله تعالى: أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون [ 16 ] معناه: (أم حسبتم) أي ظننتم أن تتركوا بغير جهاد وأن الله لا يعلم المجاهدين منكم وغيرهم وأنه لا يعلم المتخذين (من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) وهي الدخيلة والبطانة، يعني بها أولياء يوالونهم ويفشون إليهم أسرارهم والخطاب للمنافقين. 4 ومما ورد في تأويله: ما رواه محمد بن يعقوب (ره) عن الحسين بن محمد، على معلى بن محمد، عن الوشاء، عن المثنى، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل * (ولم يتخذوا من دون الله ولارسوله ولا المؤمنين وليجة) * قال: يعني بالمؤمنين الائمة عليهم السلام (7) لم يتخذوا الولائج من دونهم (8).

_____________________________

1) ليس في نسختي (ج، م)، وفى البحار: بعث بها مع أبى بكر.

 2) ليس في نسخة (م).

 3) ليس في نسخة (ج).

 4) روى الصدوق في معاني الاخبار: 298 ح 2 نحوه، وعنه البحار: 35 / 292 ح 8 والبرهان: 2 / 102 ح 24.

 5) في نسخة (ب) على، وفى نسخة (م) عن.

 6) سعد السعود: 72، وما بين بين المعقوفين أثبتناه من نسخة (أ).

 7) في نسختي (ج، م) أمير المؤمنين، والائمة عليهم السلام، بدل: بالمؤمنين الائمة.

 8) الكافي: 1 / 415 ح 15 وعنه البرهان: 2 / 109 ح 2 وفى البحار: 24 / 244 ح 1 عنه = (*)

[ 199 ]

5 - ومن ذلك: ما رواه أيضا محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد ومحمد بن أبي عبد الله، عن إسحاق بن محمد النخعي قال: حدثنا سفيان بن محمد الضبعي قال: كتبت إلى أبي محمد عليه السلام أسأله عن الوليجة وقلت في نفسي - لافي الكتاب -: من ترى المؤمنين هاهنا ؟ فرجع الجواب: الوليجة الذي يقام دون (1) ولي الامر. وحدثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الوضع ؟ فهم الائمة الذين يؤمنون على الله فيجيز أمانهم (2). وقوله تعالى: وإن نكثوا أيمنهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون [ 12 ] 6 - تأويله: ما ذكره علي بن ابراهيم في تفسيره قال: روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: ما قاتلت أهل الجمل وأهل صفين (3) إلا بآية من (4) كتاب الله وهي قوله عزوجل * (وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون) * (5). وشرح الشأن في هذا التأويل ظاهر البيان. 7 - وذكر أبو علي الطبرسي (ره) في تفسيره ما يؤيد هذا التأويل قال: وقرأ علي عليه السلام هذه الآية يوم البصرة ثم قال: أما والله لقد عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لي: يا علي لتقاتلن الفئة الناكثة والفئة الباغية والفئة المارقة (إنهم لا أيمان لهم) (6). قوله تعالى: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الاخر وجهد في سبيل

_____________________________

= وعن المناقب: 3 / 523.

 1) في نسختي (ج، م) الوليجة من يقال من دون.

 2) الكافي: 1 / 508 ح 9 وعنه البحار: 24 / 245 ح 2 والبرهان: 2 / 109 ح 3.

 3) في المصدر: هذه الفئة الناكثة. بدل: أهل الجمل وأهل صفين.

 4) في نسخة (ب) استخرجتها من.

 5) تفسير القمى: 259 وعنه نور الثقلين: 2 / 188 ح 58.

 6) مجمع البيان: 5 / 11 وعنه اثبات الهداة: 2 / 61 ح 379. (*)

[ 200 ]

الله لا يستون عند الله والله لا يهدى القوم الظلمين [ 19 ] الذين ء امنوا وهاجروا وجهدوا في سبيل بأمولهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون [ 20 ] 8 - ذكره أبو علي الطبرسي (ره) في تفسيره قال (سبب النزول) قيل: أنها نزلت في علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وطلحة بن شيبة وذلك أنهم (افتخروا فقال: العباس: أنا اوتيت سقاية الحاج. وقال شيبة: أنا لي عمارة المسجد الحرام. فقال طلحة: أنا صاحب البيت وبيدي مفتاحه، ولو أشاء لبت فيه. وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها) (1) وقال: لاأدري ما تقولان، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد. روي ذلك عن الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي. (2) 9 - قال: وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده عن أبي بريدة (3)، عن أبيه قال: بينا شيبة والعباس يتفاخران إذ مر عليهما علي بن أبي طالب. فقال: بماذا تتفاخران ؟ - فقال العباس: لقد اوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد سقاية (4) الحاج. وقال شيبة: اوتيت عمارة المسجد الحرام. وقال علي عليه السلام: استحييت (5) لكما فقد اوتيت على صغري ما لم تؤتيا. فقالا: وما اوتيت يا علي ؟ قال: ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله وبرسوله. فقام العباس مغضبا، يجر ذيله حتى دخل على رسول الله وقال: أما ترى ما استقبلني

_____________________________

1) بدل مابين القوسين في نسخة (م) هكذا: فقال طلحة: أنا صاحب السقاية. ومن قوله (فقال طلحة إلى والقائم عليها) ليس في نسخة (ج). ومن قوله (فقال، العباس إلى المسجد الحرام) ليس في المجمع.

 2) مجمع البيان: 5 / 14 وعنه البحار: 36 / 39، وأخرجه في البرهان: 2 / 111 ح 9 من طريق المخالفين ؟ ؟ في نسختي (ج، م) القرطى، وفى نسخة (ب) القوظظى، وما أثبتناه: (القرظى) من مجمع البيان والبحار وتقريب التهذيب: 2 / 203.

 3) في نسخة (ب) ابن بريدة.

 4) في نسخة (ب): اوتيت سقاية.

 5) في نسخة (ج) استحيت. (*)

[ 201 ]

به علي ؟ فقال: ادعوا لي عليا. فدعى له، فقال: ما حملك على ما استقبلت به عمك ؟ فقال: يا رسول الله صدقته الحق (1) فإن شاء فليغضب وإن شاء فليرض. فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: اتل عليهم * (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر) * - الآيات إلى قوله - * (إن الله عنده أجر عظيم) *. فقال العباس: إنا قد رضينا - ثلاث مرات - (2). 10 - وذكر علي بن ابراهيم (ره) في تفسيره قال: حدثني أبي، عن صفوان ابن يحيى، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنها نزلت في علي وحمزة وجعفر عليهم السلام وفي العباس وشيبة فانهما افتخرا بالسقاية والحجابة فقال العباس: لعلي عليه السلام أنا أفضل منك لان سقاية الحاج بيدي. وقال: شيبة له: أنا أفضل منك لان حجابة البيت وعمارة المسجد الحرام بيدي. فقال علي: أنا أفضل منكما، آمنت بالله قبلكما (وهاجرت) (3) وجاهدت في سبيل الله. فقالوا: أترضى برسول الله ؟ فقال نعم. فساروا إليه فأخبر كل (واحد) (4) منهم بخبره، فأنزل الله على رسوله * (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين) *. ثم وصفه فقال * (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم) * (5).

_____________________________

1) في مجمع البيان والبحار: صدمته بالحق.

 2) مجمع البيان: 5 / 15 وعنه البحار 36 / 39 والبرهان: 2 / 110 ح 8 ورواه الحاكم في شواهد التنزيل: 1 / 250 ح 338.

 3) ليس في نسخة (ج) وفى البحار: ثم هاجرت.

 4) ليس في نسختي (ج، م).

 5) تفسير القمى: 260 وعنه البحار: 36 / 34 ح 1 والبرهان: 2 / 109 ح 2. (*)

[ 202 ]

فنزلت هذه الآية في أمير المؤمنين خاصة لان قوله * (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا) * يعني به أمير المؤمنين عليه السلام وإن كان لفظه عاما فانه يراد به الخاص وهو أمير المؤمنين عليه السلام. وقد جاء من ذلك في القرآن كثير، منه قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) * والخطاب بالذين آمنوا لابن أبي بلتعه (1). وقوله تعالى: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتب الله يوم خلق السموت و الارض منهآ أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم 11 - تأويله: ما ذكره الشيخ المفيد (ره) في كتاب الغيبة قال: حدثنا علي ابن الحسين قال: حدثني محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين (2)، عن محمد بن علي، عن ابراهيم بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن عبد الرزاق، عن محمد بن سنان، عن فضيل الرسان، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند أبي جعفر محمد ابن علي الباقر عليهم السلام ذات يوم فلما تفرق من كان عنده قال لي: يا أبا حمزة من المحتوم الذي حتمه الله قيام قائمنا، فمن شك فيما أقول، لقى الله وهو كافر به وله جاحد. ثم قال: بأبي وامي المسمى باسمي المكنى بكنيتي، السابع من بعدي يأتي من يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا. يا أبا حمزة من أدركه (فيسلم له ما سلم لمحمد صلى الله عليه وآله وعلي فقد وجبت له الجنة) (3) ومن لم يسلم فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين. وأوضح من هذا بحمدالله وأنور وأبين وأزهر لمن هداه وأحسن إليه. قول الله عزوجل في محكم كتابه * (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا

_____________________________

1) تفسير القمى: 674 وعنه البحار: 21 / 112 ح 5 والبرهان: 4 / 323 ح 1.

 2) في غيبة النعماني: محمد بن حسان الرازي، بدل: محمد بن الحسين.

 3) في البحار: فليسلم ما سلم لمحمد صلى الله عليه وآله. (*)

[ 203 ]

في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) * ومعرفة الشهور المحرم وصفر وربيع وما بعده، والحرم منها، رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم وذلك لا يكون دينا قيما لان اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل والناس جميعا من الموافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور ويعدونها بأسمائها وليس هو كذلك. وإنما عنى بهم الائمة القوامين بدين الله، والحرم (1) منها أمير المؤمنين علي عليه السلام اشتق الله سبحانه له اسما من إسمه العلي كما اشتق لمحمد صلى الله عليه وآله إسما من إسمه المحمود وثلاثة من ولده اسماؤهم علي وهم: علي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي ابن محمد فصار لهذا الاسم المشتق من أسماء الله عزوجل حرمة به يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه (2). 12 - وقال أيضا: أخبرنا سلامة بن محمد قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عمر (3) قال: حدثنا حمزة بن القاسم، عن جعفر بن محمد، عن عبيد بن كثير، عن أحمد بن موسى، عن داود بن كثير الرقي قال: دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام بالمدينة فقال لي: ما الذي أبطأك عنا يا داود ؟ فقلت: حاجة عرضت لي بالكوفة فقال: من (4) خلفت بها ؟ قلت: جعلت فداك خلفت بها عمك زيدا، تركته راكبا على فرس متقلدا مصحفا (5) ينادي بعلو صوته: سلوني سلوني قبل أن تفقدوني !

_____________________________

1) في نسخة (م) والمحرم.

 2) عنه البحار: 36 / 393 ح 9 وعن غيبة النعماني: 86 ح 17، وأخرجه في البحار: 51 / 139 ح 13 والبرهان: 2 / 122 ح 1 وصدره في البحار: 24 / 241 ح 4 وقطعة منه في الوسائل: 18 / 563 ح 32 عن غيبة النعماني فيظهر من السند هنا ومن غيبة النعماني أن قوله: الشيخ المفيد هو ابن أبى زينب محمد بن ابراهيم النعماني وكذا الحديث الاتى.

 3) في نسخة (م) والبحار: معمر.

 4) في نسخة (ج) ما.

 5) في غيبة النعماني: سيفا. (*)

[ 204 ]

فبين جوانحي علما جما، قد عرفت الناسخ والمنسوخ والمثاني والقرآن العظيم، وإني العلم بين الله وبينكم ! فقال لي: يا داود لقد ذهبت بك المذاهب، ثم نادى: يا سماعة بن مهران ائتني بسلة الرطب، فأتاه بسلة فيها رطب، فتناول منها رطبة (1) فأكلها واستخرج النواة من فيه وغرسها في الارض، ففلقت (2) وأنبتت وأطلعت وأعذقت. فضرب بيده إلى بسرة من عذق منها فشقها، واستخرج منها رقا أبيض، ففضه ودفعه إلي وقال: اقرأه، فقرأته وإذا فيه مكتوب سطران (الاول) (3) لا إله إلا الله محمد رسول الله (والثاني) (4) * (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم) * أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام، الحسن بن علي، الحسين بن علي، علي بن الحسين، محمد ابن علي، جعفر بن محمد، موسى بن جعفر، علي بن موسى، محمد بن علي، علي بن محمد، الحسن بن علي، الخلف الحجة. ثم قال: يا داود أتدري متى كتب هذا (في هذا) (5) ؟ قلت: الله ورسوله وأنتم أعلم. قال: قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام (6). 13 - وفي هذا المعنى ما رواه المقلد بن غالب الحسني (ره)، عن رجاله باسناد متصل إلى عبد الله بن سنان الاسدي، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال أبي يعني

_____________________________

1) في نسخة (ج) واحدة، بدل: منها رطبة.

 2) في الاصل: فعلقت.

 3) ليس في نسختي (م، ج) وفى غيبة النعماني: السطر الاول.

 4) ليس في نسختي (م، ج).

 5) ليس في نسخة (ج).

 6 (عنه البحار: 36 / 400 ح 10 وعن غيبة النعماني: 87 ح 18 وأخرجه في البحار: 24 / 243 ح 4 والبرهان: 2 / 123 ح 2 عن غيبة النعماني: ورواه في مقتضب الاثر: 30 (*)

[ 205 ]

محمد الباقر عليه السلام لجابر بن عبد الله: لي إليك حاجة أخلو بك فيها. فلما خلا به قال: يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته عند امي فاطمة عليها السلام. فقال جابر: اشهد بالله لقد دخلت على سيدتي فاطمة لاهنئها بولدها الحسين عليه السلام فإذا بيدها لوح أخضر من زمردة خضراء فيه كتابة أنور من الشمس وأطيب رائحة من المسك الاذفر، فقلت: ما هذا يا بنت رسول الله ؟ فقالت: هذا لوح أنزله الله عزوجل على أبي فقال لي: إحفظيه. ففعلت (1) فإذا فيه إسم أبي وبعلي وإسم ابني والاوصياء من بعد ولدي الحسين، فسألتها أن تدفعه إلي لانسخه، ففعلت، فقال له أبي: ما فعلت بنسختك ؟ فقال: هي عندي فقال: هل لك أن تعارضني عليها ؟ قال: فمضى جابر إلى منزله فأتاه بقطعة جلد أحمر فقال له: انظر في صحيفتك حتى أقرأها عليك فكان في صحيفته: (بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم نزل به (2) الروح الامين على محمد خاتم النبيين). يا محمد * (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) *. يا محمد عظم أسمائي، واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، ولاترج سوائي ولا تخش غيري، فانه من يرجو سوائى ويخش غيري اعذبه عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين. يا محمد إني اصطفيتك على الانبياء واصطفيت وصيك عليا على الاوصياء وجعلت الحسن عيبة (3) علمي بعد انقضاء مدة أبيه، والحسين خير أولاد الاولين والآخرين فيه تثبت الامامة ومنه العقب. وعلي بن الحسين زين العابدين، والباقر العلم الداعي إلى سبيلي علي منهاج الحق

_____________________________

1) في نسخة (ب) فقرأته.

 2) في نسختي (ج، م) أنزله.

 3) العيبة: وعاء من أدم، وعيبة الرجل: موضوع سره. راجع (لسان العرب: 1 / 634). (*)

[ 206 ]

وجعفر الصادق في القول والعمل تلبس من بعده فتنة صماء فالويل كل الويل لمن كذب عترة نبيي وخيرة خلقي. وموسى الكاظم الغيظ، وعلي الرضا يقتله عفريت كافر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلق الله، ومحمد الهادي شبيه جده الميمون، وعلي الداعي إلى سبيلي والذاب عن حرمي والقائم في رغبتي، والحسن الاغر يخرج منه ذو الاسمين خلف محمد يخرج في آخر الزمان وعلى راسه عمامة بيضاء تظله من الشمس وينادي مناد بلسان فصيح يسمعه الثقلان ومن بين الخافقين: هذا المهدي من آل محمد فيملا الارض عدلا كما ملئت جورا (1). إعلم أنما كنى بهم عن الشهور للاشهار في الفضل المبين والفخار ومنه يقال شهرت الامر شهرا أي أوضحته وضوحا لان الله سبحانه شهر فضلهم من القدم على جميع الامم من قبل خلق السماوات والارض على ما ذكر في هذا الكتاب وغيره فلاجل ذلك فضلهم على العالمين واصطفاهم على الخلائق أجمعين. قوله تعالى: فلا تظلموا فيهن أنفسكم والظلم المنع أي (لا) (2) تمنعوا أنفسكم من ثواب طاعتهم وولايتهم فيحل بكم العقاب الاليم. واعلم أن في هذه الاخبار عبرة لذوي الاعتبار وتبصرة لذوي الابصار، (فاستبصر) (3) أيها الموالي ومن هو بالولاية مشهور بولاية السادات والموالي المكنى بهم عن الشهور صلى الله عليهم صلاة باقية بقاء الازمنة والدهور دائمة إلى يوم النشور.

_____________________________

1) عنه البرهان: 2 / 123 ح 6، وأخرجه في البحار: 36 / 202 ح 6 عن أمالى الشيخ الطوسى: 1 / 297 باسناده عن جعفر بن محمد عليهما السلام.

 2) ليس في نسختي (ج، م).

 3) في نسخة (ب) فاستمسك، وفى نسخة (ج) فاستنصر. (*)

[ 207 ]

قوله تعالى: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون معناه: أن الله سبحانه أمر نبيه صلى الله عليه وآله أن يقول للمتقين: اعملوا ما أمر الله به عمل من يعلم أنه مجازى بعمله (1) وأن الله سبحانه سيراه ويعلمه هو ورسوله والمؤمنون وهم الائمة عليهم السلام على ما يأتي. 14 - تأويله: هو ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الحميد الطائي، عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل * (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) * قال: هم الائمة عليهم السلام (2). 15 - [ ونقل ابن طاووس رحمه الله في سعد السعود أن محمد بن العباس رحمه الله روى من اثني عشر طريقا أن الاعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله بعد وفاته وأن * (المؤمنين) * المذكورين في الآية هم الائمة من آل محمد صلوات الله عليهم. وفي بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار كما في (الكافي) و (سعد السعود) وزيادات اخر من الروايات في هذا الباب ذكرها يؤدي إلى الاطناب ] (3). 16 - وروى أيضا عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الزيات، عن عبد الله بن أبان الزيات - وكان مكينا عند الرضا عليه السلام - (4). قال: قلت للرضا عليه السلام ادع الله لي ولاهل بيتي. قال: أو لست أفعل ؟ والله إن أعمالكم تعرض علي في كل يوم وليلة. قال: فاستعظمت ذلك. فقال: أما تقرأ كتاب

_____________________________

1) في نسخة (ج) مجاز بعلمه.

 2) الكافي: 1 / 219 ح 2 وعنه البرهان: 2 / 157 وأخرجه في البحار: 23 / 353 ح 72 عن محاسبة النفس: 17 والوسائل: 11 / 386 ح 3.

 3) سعد السعود: 97، بصائر الدرجات: 427 - 430 ب 5، 6، وما بين المعقوفين نقلناه من نسخة (أ).

 4) في البصائر وعنه البحار: وكان يكني عبد الرضا. (*)

[ 208 ]

الله عزوجل * (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله المؤمنون) * وهو والله علي بن أبي طالب عليه السلام (1). 17 - وروى أيضا عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن ابي عبد الله الصامت، عن يحيى بن مساور، عن أبي جعفر عليه السلام: أنه ذكر هذه الآية * (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) * قال: هو والله علي بن أبي طالب عليه السلام (2). 18 - وذكر أبو علي الطبرسي قال: روى أصحابنا أن أعمال الامة تعرض على النبي كل إثنين وخميس فيعرفها وكذلك تعرض على أئمة الهدى فيعرفونها وهم المعنيون بقوله تعالى * (والمؤمنون) * (3). إذا عرفت ذلك، فاعلم: أن في هذا الاوان تعرض أعمال الخلائق على الخلف الحجة صاحب الزمان صلى الله عليه وعلى آبائه ماكر الجديدان، وما اطرد الخافقان. وقوله تعالى: يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلمهم وهموا بما لم ينالوا تأويله: ذكره علي بن ابراهيم في تفسيره قال: نزلت هذه الآية بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع في أصحاب العقبة الذين تحالفوا في الكعبة أن لايرد والخلافة في أهل بيته، ثم قعدوا له في العقبة ليقتلوه مخافة إذا رجع إلى المدينة يأخذهم ببيعة أمير المؤمنين عليه السلام فأطلع الله رسوله على ما هموا به من قتله وعلى ما تعاهدوا عليه: فلما جاءوا إليه حلفوا أنهم ما قالوا ولاهموا بشئ من ذلك، فأنزل الله سبحانه هذه الآية تكذيبا لهم (4).

_____________________________

1) الكافي: 1 / 219 ح 4 وعنه البرهان: 2 / 157 ح 4 ووسائل الشيعة: 11 / 387 ح 5 وأخرجه في البحار: 23 / 347 ح 47 عن بصائر الدرجات: 429 ح 2.

 2) الكافي: 1 / 220 ح 5 وعنه البرهان: 2 / 157 ح 5 ووسائل الشيعة: 11 / 387 ح 6.

 3) مجمع البيان: 5 / 69 وعنه البحار: 59 / 40 ح 12.

 4) نحو صدره في تفسير القمى: 277 وعنه البحار: 17 / 205 والبرهان: 2 / 147 ح 3. (*)

[ 209 ]

قوله تعالى: ولاتصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فسقون [ 84 ] ولا تعجبك أمولهم واولدهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كفرون [ 85 ] 19 - تأويله: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب، عن أبي علي الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي امية يوسف بن ثابت بن أبي سعيدة، (1) (قال: دخل قوم على أبي عبد الله عليه السلام فقالوا) (2) لما دخلوا عليه: إنا أحببناكم لقرابتكم من رسول الله ولما أوجب الله علينا من حقكم، ما أحببناكم لدنيا (3) نصيبها منكم إلا لوجه الله والدار الآخرة (وليصلح لامرئ منا دينه) (4)، فقال أبو عبد الله عليه السلام: صدقتم من أحبنا كان معنا أو جاء معنا يوم القيامة هكذا - ثم جمع بين السبابتين -. ثم قال: والله لو أن رجلا صام النهار وقام الليل ثم لقى الله عزوجل بغير ولايتنا أهل البيت للقيه وهو عنه غير راض، أو قال: ساخط عليه. ثم قال: وذلك قول الله عزوجل * (ولاتصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون) * (5). وقوله تعالى: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأمولهم بأن لهم الجنة يقتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرءان

_____________________________

1) في نسخة (م) عن أبي سعيد، وفى نسخة (ب) عن أبي سعيدة.

 2) في نسخة (ب) عن أبي عبد الله عليه السلام أنهم قالوا، وفى الكافي أنهم قالوا حين دخلوا عليه.

 3) في الكافي: للدنيا.

 4) في نسخة (ب) ولتصلح أمر ديننا به، وفى نسخة (م) وليصلح أمرا منادونه.

 5) الكافي: 8 / 106 ح 80 وعنه البرهان: 2 / 133 ح 1، وأخرجه في البحار: 27 / 190 ح 47 عن تفسير العياشي: 2 / 89 ح 61 وأعلام الدين: 274. (*)

[ 210 ]

ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم [ 111 ] التئبون العبدون الحمدون السئحون الركعون السجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحفظون لحدود الله وبشر المؤمنين [ 112 ] معنى تأويله: * (إن الله اشترى) * أي ابتاع وحقيقة الاشتراء لا يجوز على الله تعالى لان المشتري إنما يشتري مالا يملك، والله جل أسمه مالك الاشياء جميعها ولكن هذا مثل قوله عزوجل * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) * (1). وإنما قال ذلك تلطفا منه بعباده، ولما ضمن لهم على نفسه عبر عنه بالشراء وجعل الثواب ثمنا (والطاعة مثمنا) (2) على سبيل المجاز. ثم وصف سبحانه المؤمنين الذين اشترى منهم الانفس والاموال بأوصاف. فقال * (التائبون) * أي الراجعون إلى طاعة الله والمنقطعون إليه. و * (العابدون) * وهم الذين يعبدون الله وحده مخلصين. و * (الحامدون) * وهم الذين يحمدون الله ويشكرونه على نعمه على وجه الاخلاص. و * (السائحون) * وهم الصائمون لقول النبي صلى الله عليه وآله: سياحة امتي الصيام (3). و * (الراكعون الساجدون) * وهم المصلون الصلاة ذات الركوع والسجود. * (الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر) * - ظاهر المعنى -. * (والحافظون لحدود الله) * وهم القائمون بطاعة الله وأوامره والمجتنبون نواهيه. * (وبشر المؤمنين) * الذين جمعوا هذه الاوصاف كاملة، وهم الكاملون الائمة المعصومون المطهرون. 20 - لما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره (قال) (4):

_____________________________

1) سورة البقرة: 245 وسورة الحديد: 11.

 2) ليس في نسخة (ج).

 3) مجمع البيان: 5 / 76 وعنه نور الثقلين: 2 / 274 ح 366.

 4) ليس في نسختي (ج، م). (*)

[ 211 ]

روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه لقى الزهري علي بن الحسين عليهما السلام في طريق الحج فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج و لينه، إن الله يقول * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم) * إلى قوله * (وبشر المؤمنين) * فقال علي بن الحسين عليه السلام: إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج (1). وما عنى بذلك إلا الائمة عليهم السلام لان هذه الاوصاف لا توجد إلا فيهم وإن قام بعض الناس ببعضها فان فيها صفة لا يقوم بها الا المعصومون، وهو قوله تعالى: * (والحافظون لحدود الله) * وهم المعصومون الذين يحفظون حدود الله ولا يتعدونها لان المتعدي لها ظالم لنفسه لقوله تعالى * (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) * (2) والمعصوم لا يظلم نفسه ولاغيره. 21 - ذكر أبو علي الطبرسي (ره) في تفسيره قال: وقد روى أصحابنا أن هذه الصفات للائمة المعصومين عليهم السلام (لانه) (3) لا يجمع هذه الاوصاف على تمامها وكمالها غيرهم (4). قوله تعالى: يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصدقين [ 119 ] معناه: أن الله سبحانه أمر عباده المكلفين أن يكونوا مع الصدقين ويتبعونهم (5) ويقتدون بهم والصادق هو الذي يصدق في أقواله وأفعاله ولا يكذب أبدا. وهذه من صفات المعصوم، كما ذكره أبو علي الطبرسي (ره) في تفسيره قال:

_____________________________

1) تفسير القمى: 281 وعنه البرهان: 1 / 163 ح 1 ونور الثقلين: 2 / 273 ح 363 وفى الوسائل: 11 / 32 ح 3 عنه مسندا وعن الكافي: 5 / 22 ح 1 مسندا والاحتجاج: 2 / 44 وفى البحار: 46 / 116 ح 3 وج 100 / 18 ح 4 عن الاحتجاج ومناقب ابن شهراشوب: 3 / 298، الا أن فيهما لقى عباد البصري.

 2) سورة الطلاق: 1.

 3) ليس في نسختي (ج، م).

 4) مجمع البيان: 5 / 76.

 5) في نسخة (ب) ويطيعوهم، وفى نسخة (م) ويبتغونهم. (*)

[ 212 ]

22 - وروى الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: قوله عزوجل * (وكونوا مع الصادقين) * مع علي وأصحابه عليه السلام. وروى جابر عن أبي جعفر عليه السلام، في قوله تعالى * (وكونوا مع الصادقين) * قال: مع آل محمد عليهم السلام (1). 23 - وذكر الشيخ محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن ابن اذينه، عن بريد بن معاوية العجلي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل * (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * قال: إيانا عنى (2). 24 - وروى أيضا عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) *. قال: (الصادقون) هم الائمة، والصديقون بطاعتهم (3). أي بطاعتهم لله عزوجل لانه سبحانه لم يأمر بالكون معهم إلا لطاعتهم إياه، ولاجل ذلك جعل طاعتهم واجبة كطاعة الرسول صلى الله عليه وآله، وطاعة رسوله كطاعته، كذلك المعصية فعليك أيها الموالي المتمسك بولايتهم والكون معهم وفي حزبهم وجماعتهم والدخول من دون الفرق الهالكة في فرقهم لتحشر يوم القيامة في زمرتهم وتدخل الجنة بشفاعتهم صلى الله عليهم صلاة باقية بقاء حجتهم، دائمة دوام دولتهم. [ والطبرسي (ره) روى مثل ذلك وبمعناه ] (4).

_____________________________

1) مجمع البيان: 5 / 80 و 81 وعنه البحار: 24 / 30 والبرهان: 2 / 170 ح 14.

 2) الكافي: 1 / 208 ح 1 وعنه البرهان: 2 / 169 ح 1، وأخرجه في البحار: 24 / 31 ح 3 عن بصائر الدرجات: 31 ح 1.

 3) الكافي: 1 / 208 ح 2 وعنه البرهان: 2 / 170 ح 4، وأخرجه في البرهان: ح 5 والبحار: 24 / 31 ح 5 عن بصائر الدرجات: 31 ح 2.

 4) أي بمعنى رواية الكافي، مجمع البيان: 5 / 81 وما بين المعقوفين نقلناه من نسخة (أ). (*)

[ 213 ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21400279

  • التاريخ : 18/04/2024 - 21:26

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net