00989338131045
 
 
 
 
 
 

 من آية (68 - 78) 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير كنز الدقائق ( الجزء الثاني )   ||   تأليف : الميرزا محمد المشهدي

الآية: 68 - 78

[ إن أولى الناس بإبرهيم للذين اتبعوه وهذا النبى والذين ء‌امنوا والله ولى المومنين(68) ]

إلى المغرب ولا نصرانيا يصلي إلى المشرق، ولكن كان حنيفا مسلما على دين محمد (صلى الله عليه وآله)(1).

إن أولى الناس بإبرهيم: أي أقربهم به، من الولي بمعنى القرب. للذين اتبعوه: من امته.

وهذا النبى والذين ء‌امنوا: لموافقتهم له في أكثر ما شرع لهم. والمراد ب‍ " الذين آمنوا " هم الائمة وأتباعهم.

والله ولى المؤمنين: ينصرهم ويجازيهم الحسنى بإيمانهم.

وفي اصول الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشا، عن مثنى، عن عبدالله بن عجلان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه(2) وهذا النبي والذين آمنوا " قال: هم الائمة (عليهم السلام) ومن اتبعهم(3).

___________________________________

(1) تفسير العياشي: ج 1 ص 177 ح 60.

(2) قوله " ان أولى الناس بإبراهيم " أي أخص الناس بإبراهيم وأقربهم منه للذين اتبعوه من امته وهذا النبي لموافقته له في اصول شريعتة، والذين آمنوا بهذا النبي إيمانا حقيقيا وهم الائمة (عليهم السلام) ومن اتبعهم من الشيعة، وفيه قطع لافتخار كل من نسب نفسه إليه في النسب، أو الذين مع مخالفته له في اصول شريعته التي من جملتها تعيين الخليفة. هذا إذا قرئ " النبي " بالرفع على أنه خبر بعد خبر ل‍ " ان ".

وأما إن قرئ بالنصب على العطف بالهاء في " اتبعوه " أو بالجر على العطف بإبراهيم، فيظهر معناه بأدنى تأمل، ويتعين حينئذ تفسير " الذين آمنوا " بالائمة، لا بهم وبمن اتبعهم، ويفتقر في قراء‌ة الجر إلى تقدير والسياق قرينة له، فليتأمل (شرح اصول الكافي للعلامة المازندراني: ج 7 ص 58).

(3) الكافي: ج 1 ص 416 كتاب الحجة باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح 20. (*)

[121]

وفي تفسير العياشي: عن علي بن النعمان عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: هم الائمة وأتباعهم(1).

وفي مجمع البيان: قال أميرالمؤمنين علي (عليه السلام): إن أولى الناس بالانبياء أعملهم بما جاؤوابه، ثم تلا هذه الآية.، قال: إن ولي محمد من أطاع الله وإن بعدت لحمته، وإن عدو محمد من عصى الله وإن قربت قرابته(2).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن عمر بن يزيد قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): أنتم والله من آل محمد، فقلت: من أنفسهم جعلت فداك؟ قال: نعم والله من أنفسهم، ثلاثا، ثم نظر إلي ونظرت إليه، فقال: يا عمر إن الله يقول في كتابه: " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين "(3).

وفيه في حديث طويل، وفيه يقول (صلى الله عليه وآله): ثم صعدنا إلى السماء السابعة فما مررت بملك من الملائكة إلا قالوا: يا محمد احتجم وامر امتك بالحجامة، وإذا فيها رجل أشمط الرأس واللحية(4) جالس على كرسي، فقلت: يا جبرئيل من هذا الذي في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله؟ فقال: هذا يا محمد أبوك إبراهيم، وهذا محلك ومحل من اتقى من امتك، ثم قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين "(5).

حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): والله لكأني أنظر إلى القائم (عليه السلام) وقد

___________________________________

(1) تفسير العياشي: ج 1 ص 177 ح 62.

(2) مجمع البيان: ج 2 ص 458 في بيان معنى قوله تعالى: " ان اولى الناس بإبراهيم " الآية.

(3) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 105.

(4) في حديث أنس (لو شئت أن أعد شمطات كن في رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) فعلت) الشمط: الشيب والشمطات الشعرات البيض التي كانت في شعر رأسه. (النهاية: ج 2 ص 501 لغة شمط).

(5) تفسير علي بن إبراهيم: ج 2 ص 9. (*)

[122]

[ ودت طآئفة من أهل الكتب لو يضلونكم وما يضلون إلآ أنفسهم وما يشعرون(69) يأهل الكتب لم تكفرون بايت الله وأنتم تشهدون(70) ]

أسند ظهره إلى الحجر، ثم ينشد الله حقه، ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في الله، فأنا أولى بالله، أيها الناس من يحاجني بآدم فأنا أولى بآدم، أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولى بنوح، أيها الناس من يحاجني بإبراهيم فأنا أولى بإبراهيم، والحديث طويل اخذت منه موضع الحاجة(1).

وفي نهج البلاغة: من كتاب له (عليه السلام) إلى معاوية جوابا: وكتاب الله يجمع لنا، ما شذ عنا، وهو قوله سبحانه: " واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله "(2) وقوله تعالى: " إن أولى الناس بإبراهيم للذين وتارة أولى بالطاعة(3).

وفي كتاب الاحتجاج للطبرسي في خطبة لعلي (عليه السلام) وفيها، قال الله عزوجل " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي " وقال عزوجل " واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فنحن أولى الناس بإبراهيم، ونحن ورثناه، ونحن اولوا الارحام الذين ورثنا الكعبة، ونحن آل إبراهيم(4).

ودت طآئفة من أهل الكتب لو يضلونكم: قيل: نزلت في اليهود لما دعوا حذيفة وعمارا ومعاذا إلى اليهودية(5). و " لو " بمعنى (أن).

___________________________________

(1) لم نعثر عليه في تفسير القمي ونقلناه عن تفسير نور الثقلين: ج 1 ص 294 ح 186.

(2) الانفال: 75.

(3) نهج البلاغة: ص 387 س 6 ومن كتاب له (عليه السلام) إلى معاوية جوابا، صبحي الصالح.

(4) الاحتجاج: ص 160 س 21، احتجاجه على الناكثين بيعته في خطبة خطبها حين نكثوها.

(5) تفسير الكشاف: ج 1 ص 372 في تفسيره لقوله تعالى: " ودت طائفة من أهل الكتاب " الاية. (*)

[123]

[ يأهل الكتب لم تلبسون الحق بالبطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون(71) وقالت طائفة من أهل الكتب ء‌امنوا بالذى أنزل على الذين ء‌امنوا وجه النهار واكفروا ء‌اخره لعلهم يرجعون(72) ]

وما يضلون إلا أنفسهم: وما يتخطاهم إلا ضلا، ولا يعود وباله إلا عليهم، إذيضاعف به عذابهم، أو يزيد به ضلالتهم ورسوخهم فيها، أو ما يضلون إلا أمثالهم.

وما يشعرون: وزره واختصاص ضرره بهم.

يأهل الكتب لم تكفرون بايت الله: الدالة على نبوة محمد مما نطقت به التوراة والانجيل.

وأنتم تشهدون: إنها آيات الله، أو بالقرآن، أو أنتم تشهدون نعته في الكتابين، أو تعلمون بالمعجزات أنه حق.

يأهل الكتب لم تلبسون الحق بالبطل: بالتحريف وإبراز الباطل في صورة الحق، أو بالتقصير في الميز بينهما.

وقرئ " تلبسون " بالتشديد، و " تلبسون " بفتح الباء.

وتكتمون الحق: من نبوة محمد (صلى الله عليه وآله) وأنتم تعلمون: عالمين بما تكتمونه، أو أنتم من أهل العلم.

وقالت طآئفة من أهل الكتب ء‌امنوا بالذى أنزل على الذين ء‌امنوا وجه النهار واكفروا ء‌اخره لعلهم يرجعون: أي لعلهم يشكون في دينهم، ظنا بأنكم رجعتم لخلل ظهر لكم.

قيل: المراد بالطائفة، اثني عشر من أحبار خيبر تقاولوا بأن يدخلوا في الاسلام أول النهار، ويقولوا آخره نظرنا في كتابنا وشاورنا علماء‌نا فلم نجد

[124]

[ ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أو تيتم أو يحآجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشآء والله وسع عليم(73) ]

محمدا بالنعت الذي ورد في التوراة، لعل أصحابه يشكون فيه.

وقيل: كعب بن الاشرف ومالك بن الضيف قالا لاصحابهما لما حولت القبلة: آمنوا بما انزل عليهم من الصلاة إلى الكعبة وصلوا إليها أول النهار، ثم صلوا إلى الصخرة آخره، لعلهم يقولون: هم أعلم منا، وقد راجعوا، فيرجعون(1).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار واكفروا آخره " قال: نزلت في قوم من اليهود قالوا: آمنا بالذي جاء محمد بالغداة وكفروا به بالعشي(2).

وفي رواية أبي الجارود: عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله " وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون " فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما قدم المدينة وهو يصلي نحو بيت المقدس أعجب ذلك اليهود، فلما صرفه الله عن بيت المقدس إلى بيت الله الحرام وجدت(3) اليهود من ذلك، وكان صرف القبلة صلاة الظهر، فقالوا: صلى محمد الغداة واستقبل قبلتنا، فآمنوا بالذي أنزل على محمد وجه النهار وا كفروا آخره، يعنون القبلة حين استقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسجد الحرام لعلهم يرجعون إلى قبلتنا(4).

ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم: أي لا تقروا عن قصد قلب إلا لاهل

___________________________________

(1) نقلهما في الكشاف: ج 1 ص 373 في تفسير قوله تعالى " وقالت طائفة من أهل الكتاب ".

(2 و 4) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 105 في تفسير قوله تعالى " وقالت طائفة من أهل الكتاب " الآية.

(3) وجد يجد. عليه غضب، وجد يوجد وجدا - له حزن (المنجد). (*)

[125]

[ يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم(74) ]

دينكم، أولا تظهر وا إيمانكم وجه النهار إلا لمن كان على دينكم، فإن رجوعهم أرجى.

قل إن الهدى هدى الله: يهدي من يشاء إلى الايمان ويثبته.

أن يؤتى أحد مثل مآ أو تيتم: تعليل لمحذوف، أي دبرتم وقلتم ذلك لاجل أن يؤتى، أي الحسد حملكم على ذلك، أولا تؤمنوا على المعنى الثاني، أي لا تظهروا إيمانكم للمسلمين، لئلا يزيد ثباتهم، أو للمشركين فيدعوهم إلى الاسلام.

وعلى هذا قوله " إن الهدى " الخ اعتراض، يدل على أن كيدهم لا يجدي.

ويحتمل أن يكون خبر إن، و " هدى الله " بدلا من (الهدى).

وقرأ ابن كثير: " أن يؤتي " على الاستفهام، للتقريع.

وقرئ على أن النافية، فيكون من كلام الطائفة.

أو يحآجوكم عند ربكم: عطف على " يؤتى " على الوجهين الاولين، وعلى الثالث معناه حتى يحاجوكم، يعني: أن هدى الله أن يؤتي أحد مثل ما اوتيتم حتى يقدر على محاجتكم، والواو ضمير الاحد، لانه في معنى الجمع(1).

قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشآء: لا ينفع في جلبه أمثال هذه التدابير.

والله وسع: الفضل.

عليم: بمن يصلح له الفضل.

يختص برحمته من يشاء: من غير استيجاب سابق منه.

والله ذو الفضل العظيم: وفضله عظيم، أعظم مما حصل لكم من الحطام

___________________________________

(1) قال في الكشاف: ج 1 ص 373 عند تفسير الآية ما لفظه (والضمير في يحاجوكم، لاحد، لانه في معنى الجمع) وقال في الهامش: أي حيث كان نكرة في سياق النفي، كما وصفه بالجمع في قوله " فما منكم من أحد عنه حاجزين ". (*)

[126]

[ ومن أهل الكتب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قآئما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الامين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون(75) ]

الحقير الذي اكتسبتموه بالتحريف والكتمان والكفر.

ومن أهل الكتب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك: نقل: إن عبدالله بن سلام استودعه قرشي ألفا ومائتي اوقية ذهبا فأداه إليه(1).

ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك: نقل: أن فنحاص بن عازواء استودعه قرشي آخر دينارا فجحده(2).

وقيل: المأمونون على الكثير النصارى، إذ الغالب فيهم الامانة، والخائنون في القليل اليهود إذ الغالب عليهم الخيانة(3).

وقرأ حمزة وأبوبكر وأبوعمر (يؤده) بإسكان الهاء، وقائلون باختلاس الهاء، والباقون بإشباع الكسرة.

إلا مادمت عليه قائما: أي إلا أن تأخذه منه قبل المفارقة.

ذلك: أي ترك الاداء المذكور.

بأنهم قالوا ليس علينا في الامين سبيل: أي بسبب قولهم واعتقادهم أن ليس علينا في شأن من ليس من أهل الكتاب وعلى ديننا سبيل وعقاب.

___________________________________

(1) نقل الاقوال والحديث في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 167، وفي الكشاف: ج 1 ص 374 أيضا عند تفسير هما لقوله تعالى: " ومن أهل الكتاب من أن تأمنه " الآية.

ونقل الاقوال والحديث المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) في مجمع البيان: ج 2 ص 462 في بيان النزول والمعنى للآية الشريفة.

(2) و(3) نفس المصدر السابق. (*)

[127]

[ بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين(76) إن الذين يشترون بعهد الله وأيمنهم ثمنا قليلا أولئك لا خلق لهم في الاخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيمة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم(77) ]

ويقولون على الله الكذب: بقول ذلك. وهم يعلمون: أنهم كاذبون.

وقيل: عامل اليهود رجالا من قريش، فلما أسلموا تقاضوهم، فقالوا: سقط حقكم حيث تركتم دينكم، وزعموا أنه كذلك في كتابهم(1).

وفي مجمع البيان: روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): لما قرأ هذه الآية قال: كذب أعداء الله، ما من شئ كان في الجاهلية إلا وهو تحت قدمي إلا الامانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر(2).

بلى: إثبات لما نفوه، أي بلى عليهم سبيل.

من أو في بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين: استئناف مقرر للجملة التي سدت (بلى) مسدها، والضمير مجرور بإضافة العهد، من الاضافة إلى الفاعل لو رجع إلى (من) ومن الاضافة إلى الفاعل أو المفعول لو رجع إلى (الله).

وعموم المتقين ناب الراجع من الخبر إلى (من)(3).

وأشعر بأن التقوى ملاك الامر، وهو يعم الوفاء وغيره من أداء الواجبات والاجتناب عن المناهي.

___________________________________

(1) و(2) نفس المصادر السابقة.

(3) توضيح ما أفاده (قدس سره) يظهر مما قاله في الكشاف: ج 1 ص 375، حيث قال في تفسيره: فإن قلت: فأين الضمير الراجع من الجزاء إلى (من)؟ قلت: عموم المتقين قام مقام رجوع الضمير. (*)

[128]

إن الذين يشترون: يستبدلون.

بعهد الله: بما عهد الله عليهم، أو بما عاهدوا الله عليه من الايمان بالرسول واداء الامانات.

وأيمنهم: وبما حلفوا به من قولهم والله لنؤمنن به ولننصرنه.

ومجمع البيان: وفي تفسير الكلبي عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من حلف على يمين كاذبة ليقطع به مال أخيه المسلم، لقى الله وهو عليه غضبان، وتلا هذه الآية(1).

ثمنا قليلا: متاع الدنيا من الرئاسة وأخذ الرشوة والذهاب بمال أخيهم المسلم ونحو ذلك.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: وقوله: " ان الذين يشترون بعهد الله ثمنا قليلا " قال: يتقربون إلى الناس بأنهم مسلمون فيأخذوه منهم ويخونون وما [ هم ](2) بمسلمين على الحقيقة(3).

وفي أمالي شيخ الطائفة (قدس سره) بإسناده إلى أبي وائل، عن عبدالله، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال من حلف على يمين يقطع بها مال أخيه لقى الله (عزوجل) وهو عليه غضبان فأنزل الله (عزوجل) ذلك في كتابه: (ان الذين يشترون بعهدالله ايمانهم ثمنا قليلا) قال: فبرز الاشعث بن قيس فقال في نزلت خاصمت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقضى علي باليمين(4).

أولئك لا خلق لهم في الاخرة: وفي عيون الاخبار: عن الرضا (عليه السلام) حديث طويل في تعداد الكبائر وبيانها من كتاب الله، وفيه يقول الصادق (عليه السلام): واليمن الغموس لان الله

___________________________________

(1) مجمع البيان: ج 2 ص 464 في بيان معنى قوله تعالى: " إن الذين يشترون بعهدالله " الآية.

(2) ما بين المعقوفتين ليس من النسخة - أ - وأثبتناه من المصدر لاقتضاء سياق الكلام.

(3) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 106.

(4) الامالي: ج 1 ص 368. (*)

[129]

تعالى يقول: " ان الذين يشترون بعهدالله وايمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الاخرة "(1).

وفي كتاب الخصال: عن الحسن بن علي (عليهما السلام) قال: الناس أربعة فمنهم من له خلق ولا خلاق له، ومنهم من له خلاق ولا خلق له، ومنهم من لا خلف له ولا خلاق فذلك من شرالناس ومنهم من له خلق وخلاق فذلك من خيرالناس(2).

وفي اصول الكافي: علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن آدم بن إسحاق، عن عبدالرزاق بن مهران، عن الحسين بن ميمون، عن محمد بن سالم، عن أبي جعفر (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه: وأنزل في العهد " ان الذين يشترون " الآية والخلاق النصيب، فمن لم يكن له نصيب فبأي شئ يدخل الجنة(3).

ولا يكلمهم الله: بما يسرهم، أو بشئ أصلا، ويسألهم الملائكة يوم القيامة، أولا ينتفعون بكلمات الله وآياته، أو كناية عن غضبه عليهم.

ولا ينظر إليهم يوم القيمة: فإن من سخط على غيره أعرض عن الكلام معه والنظر إليه، كما أن من اعتد بغيره يقاوله ويكثر النظر إليه.

وفي كتاب التوحيد: عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: وأما قوله " ولا ينظر إليهم يوم القيامة " أنه لا يصيبهم بخير، وقد تقول العرب: والله ما ينظر إلينا فلان، وإنما يعنون بذلك لا يصيبنا منه بخير، فذلك النظر ههنا من الله (تبارك وتعالى) إلى خلقه، فنظره إليهم رحمة لهم(4).

ولا يزكيهم: قيل: ولا يثنى عليهم.

وفي تفسير الامام: ولا يزكيهم من ذنوبهم، وقد مر.

ولهم عذاب أليم: على ما فعلوا.

قيل: نزلت في أحبار حرفوا التوراة وبدلوا نعت محمد (صلى الله عليه وآله)

___________________________________

(1) عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 224 قطعة من ح 33.

(2) الخصال: ج 1 ص 236 ح 77.

(3) الكافي: ج 2 ص 32، كتاب الايمان والكفر، باب آخر منه، وفيه أن الاسلام قبل الايمان (باب) بدون عنوان، ح 1 س 4.

(4) التوحيد: ص 265 باب الرد على الثنوية والزنادقة، الحديث 5 س 7. (*)

[130]

وحكم الامانات وغير هما، وأخذوا على ذلك رشوة(1).

وقيل: في رجل أقام سلعة في السوق فحلف لقد اشتراها بما لم يشترها به(2).

وقيل: في ترافع كان بين أشعث بن قيس ويهودي في بئر وأرض وتوجه الحلف على اليهودي(3).

وفي أمالي شيخ الطائفة (قدس سره): بإسناده إلى أبي وائل، عن عبدالله، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من حلف على يمين ليقطع بها مال أخيه، لقي الله، (عزوجل) وهو عليه غضبان، فأنزل الله (عزوجل) تصديق ذلك في كتابه " ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا " قال: فبرز الاشعث بن قيس فقال: في نزلت خاصمت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إن هذا البئر على أرض في الجاهلية، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألك بينة؟ فقال: لا، قال: فيمينه، قال: يذهب والله بأرضي، فقال: إن ذهب بأرضك كان ممن لا ينظر الله إليه يوم القيامة، ولا يزكيه ولهم عذاب أليم(4).

وفي عيون الاخبار: عن الرضا قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي، وعلى من قاتلهم، وعلى المعين، وعلى من سبهم " اولئك لاخلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم "(5).

وفي اصول الكافي [ بإسناده ](6) إلى ابن أبي يعفور قال: سمعت ابا عبدالله يقول: ثلاثة لا ينظرالله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماما من الله، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا(7).

علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن آدم بن إسحاق، عن عبدالرزاق بن

___________________________________

(1) الكشاف: ج 1 ص 376 في تفسيره لمنى الآية الشريفة، وفي انوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 168 ومجمع البيان: ج 2 ص 463 في شأن نزول الآية.

(2) و(3) نفس المصادر السابقة.

(4) الامالي: ج 1 ص 368.

(5) عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 33 ح 65.

(6) ما بين المعقوفتين اضفناه لاقتضاء السياق.

(7) الكافي: ج 1 ص 374 ح 12. (*)

[131]

مهران، عن الحسين بن ميمون، عن محمد بن سالم، عن أبي جعفر (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): وانزل في العهد أن الذين يشترون بعهد الله وإيمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم، والخلاق النصيب فمن لم يكن له نصيب في الآخرة فبأي شئ يدخل الجنة؟(1).

محمد بن جعفر، عن محمد بن عبدالحميد، عن عاصم بن حميد، عن ابي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك جبار، ومقل مختال(2).

وفي الكافي: بإسناده إلى محمد بن مسلم، عن ابي عبدالله (عليه السلام): قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: الشيخ الزاني، والديوث والمرأة توطئ فراش زوجها(3).

وبإسناده إلى محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم منهم: المرأذة توطئ فراش زوجها(4).

وفي من لا يحضره الفقيه: وروى محمد بن أبي عمير، عن أبي اسحاق بن هلال، عن أبي عبدالله (عليه السلام): أن أميرالمؤمنين (عليه السلام) قال: ألا اخبركم بأكبر الزنا؟ قالوا: بلى، قال: هي امرأة توطئ فراش زوجها فتأتي بولد من غيره فيلزمه زوجها فتلك التي لا يكلمها الله، ولا ينظر إليها يوم القيامة ولا يزكيها ولها عذاب أليم(5).

وفي مجمع البيان: وفي تفسير الكلبي عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من حلف على يمين كاذبة ليقطع بها مال اخيه المسلم

___________________________________

(1) الكافي: ج 2 ص 32 قطعة من ح 1.

(2) الكافي: ج 2 ص 311 ح 14.

(3) الكافي: ج 5 ص 537 ح 7.

(4) الكافي: ج 5 ص 543 ح 1.

(5) من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 376 ح 31. (*)

[132]

لقى الله وهو عليه غضبان، وتلى هذه الآية(1).

وفي كتاب الخصال: عن ابي بصير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: الناتف شيبه والناكح نفسه والمنكوح في دبره(2).

عن الاعمش، عن صالح، عن ابي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا إن أعطاه منها ما يريد وفي له وإلا لم يف، ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطى بها كذا وكذا فصدقه فأخذها ولم يعط فيها ما قال، ورجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه ابن السبيل(3).

وفي تفسير العياشي: عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من جحد إماما، أو ادعى إماما من غير الله، أو زعم أن لفلان وفلان في الاسلام نصيبا(4).

وعن محمد الحلبي قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: الديوث من الرجال، والفاحش المنفحش، والذي يسأل الناس وفي يده ظهر غنى(5).

وعن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المرخي ذيله من العظمة، والمزكي سلعته بالكذب، ورجل استقبلك بود صدره فيواري وقلبه ممتلئ غشا(6).

وفي شرح الآيات الباهرة وفي كتاب مصباح الانوار للشيخ الطوسي (رحمه

___________________________________

(1) مجمع البيان: 1 - 2 ص 464.

(2) الخصال: ج 1 ص 106 ح 68.

(3) الخصال: ج 1 ص 106 ح 70.

(4) تفسير العياشي: ج 1 ص 178 ح 65.

(5) تفسير العياشي: ج 1 ص 178 ح 67.

(6) تفسير العياشي: ج 1 179 ح 69. (*)

[133]

الله): بإسناده إلى محمد بن إسماعيل قال: حدثنا أبوالحسن المثنى قال: حدثنا علي ابن مردويه قال: حدثنا داود بن سليمان الفارابي قال: حدثني علي بن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي ابن أبي طالب (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حرم الله الجنة على ظالم أهل بيتي وقاتلهم وسابيهم والمعين عليهم، ثم تلا هذه الآية " اولئك لا خلاق لهم في الآخرة " الآية(1).

وفي هذا المعنى ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (رحمه الله) قال: روي عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشا، عن داود الحمار(2)، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم(3) يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم(4)، من ادعى إمامة ليست له من الله، ومن جحد إماما من الله، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا(5)(6).

___________________________________

(1) مصباح الانوار للشيخ الطوسي: ص 30 الباب الثاني مخطوط في المكتبة العامة لآية. المرعشي النجفي.

(2) الحمار بالحاء المهملة والميم المشددة والراء أخيرا كذا عن خط الشهيد، ولعله بائع الحمير كالنمار والبغال أو مكريها (تنقيح المقال: ج 1 ص 408 تحت رقم 3831).

(3) ليس في الحديث جملة (ولا ينظر إليهم يوم القيامة) ولكنها موجودة في الشرح كما سيجئ قريبا.

(4) قوله: " ثلاثة لا يكلمهم الله " أي لايكلمهم كلام رضي، بل كلام سخط، مثل " اخسئوا ولا تكلمون " أو هو كناية عن الاعراض وسلب الرحمة منه، ومعنى (لا ينظر إليهم) لا يحسن إليهم، وليس المراد نفي الرؤية عنهم، لان الرؤية العينية بالنسبة إلى الكل غير متحققة، والرؤية العلمية بالنسبة إلى الجميع ثابتة، فلا وجه للتخصيص على التقديرين. وخصص يوم القيامة، لان الاحسان غير منتف منهم في الدنيا.

ومعنى " لا يزكيهم " لا يطهرهم من الذنوب لعظمتها، أو لا يثنى عليهم، لان من لا يثنيه سبحانه يعذبهم، ولهم في الآخرة عذاب أليم، مؤلم موجع (شرح اصول الكافي للعلامة المازندراني: ج 6 ص 326).

(5) الكافي: ج 1 ص 373 كتاب الحجة، باب من ادعى الامامة وليس لها بأهل ومن جحد الائمة أو بعضهم ومن أثبت الامامة لمن ليس لها بأهل، ح 4.

(6) الظاهر عدم الوثوق بصحة الخبر، وذلك أولا لعدم القطع بأن داود الحمار، هو داود بن سليمان الحمار الثقة كما ادعاه في تنقيح المقال فيحتمل التعدد كما لا يخقى، وثانيا الظاهر أنه معارض بما رواه في الكافي: ج 2 ص 311 باب الكبر، ح 14 عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، شيخ زان، وملك جبار، ومقل مختال، فليتأمل.

[134]

[ وإن منهم لفريقا يلون ألسنتهم بالكتب لتحسبوه من الكتب وما هو من الكتب ويقولون هو من عند الله وما هو من عندالله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون(78) ]

وفي هذا الخبر دلالة على حرمة القول بإسلام أهل السنة، وكون القائل بإسلامهم مساويا لهم في أنه ينظرالله إليهم ولا يكلمهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، فتبصر.

وإن منهم لفريقا يلون ألسنتهم بالكتب: يفتلونها(1) بقراء‌ة، فيميلونها عن المنزل إلى المحرف، أو يعطفونها بشبه الكتاب، من لواه يلويه، فتله وثناه.

وقرأ ابن كثير (يلؤن) على قلب الواو المضمومة همزة ثم تخفيفها بحذفها وإلقاء حركتها على الساكن قبلها.

لتحسبوه من الكتب وما هو من الكتب: الضمير للمحرف المدلول عليه بقوله (يلون).

وقرئ بالياء، والضمير أيضا للمسلمين.

ويقولون هو من عندالله وما هو من عندالله: تأكيد لقوله " ما هو من الكتاب " وزيادة تشنيع عليهم، وبيان لانهم يقولون ذلك تصريحا لا تعريضا.

قال البيضاوي: وهذا لا يقتضي أن لا يكون فعل العبد فعل الله تعالى(2)

___________________________________

(1) الفتل: لي الشئ كليك الحبل وكفتل الفتيلة (لسان العرب: ج 11 ص 514 لغة فتل).

(2) أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 168 في تفسيره لقوله تعالى " وما هو من عندالله ". (*)

[135]

 




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336470

  • التاريخ : 28/03/2024 - 22:47

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net