00989338131045
 
 
 
 
 
 

 من آية (166 - 175) 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير كنز الدقائق ( الجزء الثاني )   ||   تأليف : الميرزا محمد المشهدي

الآية: 166 - 175

ومآ أصبكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين(166) وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لا تبعنكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للايمن يقولون بأفوههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون(167) ]

الوعد كان مشروطا بالثبات والمطاوعة، أو اختيار الخروج من المدينة(1). والاول مخالف للنص، والثاني لعدم الرد على اختيار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).

إن الله على كل شئ قدير: فيقدر على النصر ومنعه، وعلى أن يصيب بكم ويصيب منكم.

وما أصبكم: من القتل.

يوم التقى الجمعان: يوم احد، والجمعان جمع المسلمين وجمع المشركين.

فبإذن الله): فهو كائن بتخلية الكفار، وسماها إذنا مجازا مرسلا، لانها من لوازمه، ليفى بما شرطتم يوم بدر حين اختياركم.

وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا: وليتميز المؤمنون والمنافقون، فيظهر إيمان هؤلاء بالصبر ونفاق هؤلاء بإظهار طلب وعد النصر والاعراض عن الاشتراط.

وفي إيراد أحد المفعولين بما يدل على الحدوث، دون الآخر، مدح للمؤمنين بالثبات على الايمان والمنافقين بعدمه. وقيل لهم: عطف على " نافقوا " داخل الصلة، أو كلام مبتدأ.

___________________________________

(1) أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 191 عند تفسيره لقوله تعالى: " قل هو من عند أنفسكم ". (*)

[277]

تعالوا قتلوا في سبيل الله أو ادفعوا: تقسيم للامر عليهم وتخيير بين أن يقاتلوا للآخرة، أو للدفع عن الانفس والاموال.

أو معناه: قاتلوا الكفرة، أو ادفعوهم بتكثير سواد المجاهدين، فان كثرة السواد مما يروع العدو ويكسر منه.

قالوا لو نعلم قتالا لاتبعنكم: أي لو نعلم ما يصح أن يسمى قتالا، لا تبعناكم فيه، لكن ما أنتم عليه ليس بقتال، بل إلقاء بالانفس إلى التهلكة، أو لو نحسن قتالا لا تبعناكم، قالوا ذلك دغلا واستهزاء(1).

هم للكفر يومئذ: أي يوم إذ قالوا ذلك، أو يوم إذ قام القتال وأحسوا به.

أقرب منهم للايمن: قيل: لا نخزالهم وكلامهم هذا، فإنهما أول امارات ظهرت منهم مؤذنة بكفرهم، وقيل: هم لاهل الكفر أقرب نصرة منهم لاهل الايمان، إذ كان انخزالهم ومقالهم تقوية للمشركين وتخذيلا للمؤمنين، والاولى الحمل على ما يشمل المعنيين، أي هم لتقوية الكفر، أي كفرهم وكفر من شاركهم فيه، أقرب منهم لتقوية الايمان، لان ما ظهر منهم يدل على كفرهم، وتقوية للكافرين، وتخذيل للمؤمنين.

يقولون بأفوههم ما ليس في قلوبهم: يظهرون خلاف ما يضمرونه.

وإضافة القول إلى أفواههم تأكيد.

والله أعلم بما يكتمون: من النفاق وما يخلو به بعضهم إلى بعض، فإنه يعلمه مفصلا بعلم واجب، وأنتم تعلمون مجملا با مارات.

وفي مصباح الشريعة: عن الصادق (عليه السلام) في كلام له: ومن ضعف يقينه تعلق بالاسباب، ورخص لنفسه بذلك واتبع العادات وأقاويل الناس بغير حقيقة، والسعي في امور الدنيا وجمعها وإمساكها: يقر باللسان أنه لا مانع ولا معطي إلا الله، وأن العبد لا يصيب إلا ما رزق وقسم له، والجهد لا يزيد في الرزق، وينكر ذلك بفعله وقلبه، قال الله تعالى: " يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما

___________________________________

(1) من قوله: (عطف على نافقوا) إلى هنا مقتبس من تفسير (البيضاوي): ج 1 ص 191، فلا حظ. (*)

[278]

[ الذين قالوا لاخونهم وقعدوا لو أطا عونا قتلوا قل فادرء واعن أنفسكم الموت إن كنتم صدقين(168) ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموتا بل أحياء عند ربهم يرزقون(169) ]

يكتمون "(1) الذين قالوا: مرفوع، بدل من واو يكتمون، أو منصوب على الذم، أو الوصف للذين " نافقوا " أو مجرور بدل من الضمير في " بأفواههم " أو " قلوبهم ".

لاخونهم: لاجلهم، يريد من قتل يوم احد من أقاربهم، أو من جنسهم: وقعدوا: حال مقدر ب‍ " قد " أي قالوا: قاعدين عن القتال. لو أطاعونا: في العقود.

ما قتلوا: كما لم نقتل.

وقرأ هشام: ما قتلوا بالتشديد.

قل فادرء‌وا عن أنفسكم الموت إن كنتم صدقين: في أنكم تقدرون على دفع القتل وأسبابه ممن كتب عليه فادفعوا عن أنفسكم الموت وأسبابه، فإنه أحرى بكم.

والمعنى أن القعود غير مغن، فإن أسباب الموت كثيرة، كما أن القتال يكون سببا للهلاك والقعود سببا للنجاة، قد يكون الامر بالعكس، فإنه قد يدفع بالقتال العدو، فينجو، وبالقعود يصير العدو جريئا فيغلب عليه فيهلك.

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموتا: في مجمع البيان: قيل: نزلت في شهداء بدر كانوا أربعة عشر رجلا، ثمانية من الانصار وستة من المهاجرين، وقيل: نزلت في شهداء احد وكانوا سبعين رجلا،

___________________________________

(1) مصباح الشريعة: ص 60، الباب السابع والثمانون في اليقين س 6. (*)

[279]

أربعة من المهاجرين حمزة بن عبدالمطلب ومصعب بن عمير وعثمان بن شماس وعبدالله بن جحش، وسائرهم من الانصار.

وقال الباقر وكثير من المفسرين: إنما تتناول قتلى بدر واحد معا(1).

والخطاب لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو لكل أحد.

وقرأ هشام: بالتاء كالباقين، وبالياء أيضا على اسناده إلى ضمير رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو من يحسب، أوإلى الذين قتلوا، والمفعول الاول محذوف، لانه في الاصل مبتدأ جائز الحذف عند القرينة.

وقرأ ابن عامر: " قتلوا " بالتشديد، لكثرة المقتولين.

بل أحياء: أي بل هم أحياء، وقرئ بالنصب بل أحسبهم أحياء.

عند ربهم: ذو وزلفى منه.

وفي تفسير العياشي: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أتى رجل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إني راغب نشيط في الجهاد قال: فجاهد في سبيل الله، فإنك إن تقتل كنت حيا عندالله ترزق، وإن مت فقد وقع أجرك على الله، وإن رجعت خرجت من الذنوب إلى الله(2).

هذا تفسير " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا " الآية.

وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام) أنه قيل له: يروون أن أرواح المؤمنين في حواصل طير خضر حول العرش فقال: لا، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حواصل طير، ولكن في أبدان كأبدانهم(3).

يرزوقون: من الجنة، وهو تأكيد لكونهم أحياء.

وفي الكافي، علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبي حمزة، عن

___________________________________

(1) مجمع البيان: ج 2 ص 535 في نقل شأن النزول لقوله تعالى: " ولا تحسبن الذين قتلوا " إلى قوله: " إن الله لا يضيع أجر المؤمنين ".

(2) تفسير العياشي: ج 1 ص 206 ح 152.

(3) الكافي: ج 3 ص 244، كتاب الجنائز، باب آخر في أرواح المؤمنين ح 1. (*)

[280]

عقيل الخزاعي، أن أميرالمؤمنين (عليه السلام) إذا حضر الحرب يوصي المسلمين بكلمات يقول: تعاهدوا الصلاة، إلى أن قال: (عليه السلام): ثم أن الجهاد أشرف الاعمال بعد الاسلام، وهو قوام الدين، والاجر فيه عظيم، مع العزة والمنعة، وهو الكرة فيه الحسنات والبشرى بالجنة بعد الشهادة، وبالرزق غدا عند الرب والكرامة، يقول الله تعالى: " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله " الآية(1).

وفي اصوله: محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن أبي عبدالله، ومحمد بن أبي الحسن، عن سهل بن زياد جميعا، عن الحسن بن عباس بن الحارث(2)(3) عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام): أن أميرالمؤمنين (عليه السلام) قال يوما لابي بكر: " لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون "(4) وأشهد أن محمدا (صلى الله عليه وآله) مات شهيدا، والله

___________________________________

(1) الكافي: ج 5 ص 36 كتاب الجهاد، باب ما كان يوصي أميرالمؤمنين (عليه السلام) به عندالقتال، قطعة من ح 1.

(2) راوي الحديث كما في الكافي: (الحسن بن العباس بن الجريش) فلا حظ.

(3) قال العلامة المجلسي (قدس سره) في مرآة العقول: ج 6 ص 229: في شرح الحديث ما لفظه (الحديث الثالث عشر: كالسابق (أي ضعيف على المشهور) وهذا أيضا مروي عن أبي جعفر (عليه السلام) وكلها مأخوذ من كتاب ابن الجريش في إنا أنزلناه في ليلة القدر، وضعفه النجاشي وابن الغضائري، لاشتمال كتابه على الاخبار الغالية الغامضة التي لا تبلغ إليها عقول أكثر الخلق.

وفي أكثر كتاب الرجال الحريش بالحاء المهملة، وفي أكثر كتب الحديث بالجيم (مات شهيدا) أي مقتولا بالسم، وظهور النبي (صلى الله عليه وآله) إما بجسده الاصلي كما ذهب إليه جماعة من الاصحاب: إن أرواحهم ترد إلى أجسادهم الاصلية، أو بجسده المثالي، وقد مر تحقيق ذلك كما أظن، وهذا المضمون وارد في أخبار كثيرة، أوردتها في الكتاب الكبير، وفي أكثرها أنه رآه في مسجد قبا، وقوله: " أنهم " بفتح الهمزة، بدل (علي واحد عشر) ويمكن أن يقرأ بكسر الهمزة، ليكون استئنافا بيانيا (ثم ذهب) أي الرسول (صلى الله عليه وآله) (فلم ير) على المجهول، أي لم يره غير المعصومين، وقيل: ضمير (ذهب) لابي بكر، وكذا ضمير (لم ير) على بناء المعلوم، أي لم يختر الايمان والتوبة، ولا يخفى بعده).

(4) وقال العلامة المازندراني في شرح الكافي: ج 7 ص 377 ما لفظه.

قوله: " ولا تحسبن الذين قتلوا - إلى قوله - مات شهيدا " ذكر الآية الكريمة مقدمة وتمهيد لما بعدها،(1) من أن النبي (صلى الله عليه وآله) يمكن مجيئه ورؤيته، والحاصل أنه شهيد وكل شهيد حي، فهو حي، فيمكن أن يجئ ويرى، وقد أشار إلى أنه يجئ على وجه المبالغة بقوله (والله ليأتينك) إكمالا للحجة عليك كما أكملها قبل الموت، فأيقن إذا جاء‌ك أنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا تظن أنه الشيطان، فإن الشيطان غير متخيل ولا متمثل بصورته، يدل عليه أيضا مارواه في كشف الغمة عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: لقد حدثني أبي عن جدي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من رآني في منامه فقدرآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبوة.

ومن طرق العامة عنه (صلى الله عليه وآله): قال: من رآني في المنام فقد رآني، لان الشيطان لا يتمثل بي.

ومن ثم قالوا: من رأى صورته في النوم، واليقظة وقال له أنا رسول الله، أو قال شخص آخر: هو رسول الله، أو الهم في قلبه أنه رسول الله فقد رآه، وليس المرئي من تخيلات الشيطان إلخ. ولقد أجاد وأطال وأفاد في صحة الرؤية وعدم تمثل الشيطان بصورتهم (صلوات الله عليهم)، من أراد فليراجع.

[281]

ليأتينك فأيقن إذا جاء‌ك، فإن الشيطان غير متخيل به، فأخذ علي (عليه السلام) بيد أبي بكر فأراه النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال له: يا أبابكر آمن بعلي وبأحد عشر من ولده، إنهم مثلي إلا النبوة، وتب إلى الله مما في يدك، فإنه لا حق لك فيه، ثم ذهب فلم ير(1).

وفي روضة الكافي: يحيى الحلبي، عن عبدالله بن مسكان، عن ابي بصير قال: قلت: جعلت فداك الراد على هذا الامر فهو كالراد عليكم؟ فقال: يا أبا محمد من رد عليك هذا الامر فهو كالراد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى الله (تبارك وتعالى)، يا أبا محمد إن الميت على هذا الامر شهيد قال قلت: وإن مات على فراشه قال: اي والله على فراشه حي عند ربه يرزق(2).

* * *

___________________________________

(1) الكافي: ج 1 ص 533، كتاب الحجة باب ماجاء في الاثني عشر، والنص عليهم، (عليهم السلام) ح 13.

(2) الكافي: ج 8 ص 128 ح 120. (*)

[282]

[ فرحين بمآء‌اتهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون(170) ]

فرحين بمآء‌اتهم الله من فضله: وهو شرف الشهادة والفوز بالحياة الابدية، والقرب من الله تعالى والتمتع بنعيم الجنة.

ويستبشرون: يسرون بالبشارة.

بالذين لم يلحقوا بهم: أي بإخوانهم المؤمنين الذين لم يقتلوا فيلحقوا بهم.

من خلفهم: أي الذين من خلفهم زمانا أو رتبة.

ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون بدل من " الذين " والمعنى أنهم يستبشرون بما تبين لهم من أمر الآخرة وحال من تركوا خلفهم من المؤمنين.

وهو أنهم إذا ماتوا أو قتلوا كانوا أحياء حياة أبدية، لا يكدرها خوف وقوع محذور، وحزن فوات محبوب.

في روضة الكافي: ابن محبوب، عن الحارث بن النعمان، عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله (عز ذكره): " ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولاهم يحزنون "؟ قال: هم والله شيعتنا حين صارت أرواحهم في الجنة، واستقبلوا الكرامة من الله (عزوجل)، علموا واستيقنوا أنهم كانوا على الحق على دين الله (عز ذكره) فاستبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم من خلفهم من المؤمنين الا خوف عليهم ولا هم يحزنون(1).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: هم والله شيعتنا، إذا دخلوا الجنة واستقبلوا الكرامة من الله، استبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم

___________________________________

(1) الكافي: ج 8 ص 137 ح 146. (*)

[283]

[ يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين(171) الذين استجابوا لله والرسول من بعد مآ أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم(172) ]

المؤمنين في الدنيا، الاخوف عليهم ولاهم يحزنون(1).

يستبشرون: كرره للتوكيد، وليتعلق به ما هو بيان لقوله: " الا خوف ".

ويجوز أن يكون الاول بحال إخوانهم وهذا بحال أنفسهم.

بنعمة من الله: ثوابا لاعمالهم.

وفضل: زيادة عليه، لقوله تعالى: " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة "(2) وتنكير هما للتعظيم.

وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين: من جملة المستبشر به، عطف على " فضل ".

وقرأ الكسائي بالكسر على أنه استئناف معترض دال على أن ذلك أجر لهم على إيمانهم، مشعر بأن من لا إيمان له أعماله محبطة واجوره مضيعة.

الذين استجابوا لله والرسول من بعد مآ أصابهم القرح: صفة للمؤمنين، أو نصب على المدح، أو مبتدأ خبره.

للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم: بجملته، و " من " للبيان، والمقصود من ذكر الوصفين، المدح والتعليل، لا التقييد، لان المستجيبين كلهم محسنون متقون.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما دخل المدينة من وقعة احد نزل عليه جبرئيل فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تحرج في أثر

___________________________________

(1) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 127 عند تفسيره لقوله تعالى: " ولا تحسبن الذين قتلوا " الآية.

(2) يونس: 26. (*)

[284]

القوم، ولا يخرج معك إلا من به جراحة، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مناديا ينادي: يا معشر المهاجرين والانصار من كانت به جراحة فليخرج، ومن لم يكن به جراحة فليقم، فأقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداو ونها، فخرجوا على ما بهم من الالم والجراح، فلما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حمراء الاسد(1) وقريش قد نزلت اروحاء(2)، قال عكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد: نرجع ونغير على المدينة، فقد قتلنا سراتهم وكبشهم، يعنون حمزة، فوافاهم رجل خرج من المدينة، فسألوه الخبر فقال: تركت محمدا وأصحابه بحمراء الاسد يطلبونكم جد الطلب، فقال أبوسفيان: هذا النكد والبغي، فقد ظفرنا بالقوم وبغينا، والله ما أفلح قوم قط بغوا، فوافاهم نعيم بن مسعود الاشجعي، قال أبوسفيان: أين تريد؟ قال: المدينة لامتار لاهلي طعاما، قال: هل لك أن تمر بحمراء الاسد وتلقى أصحاب محمد، وتعلمهم أن خلفاء‌نا وموالينا قد وافونا من الاحابيش، حتى يرجعوا عنا، ولك عندي عشرة قلائص(3) أملؤها تمرا وزبيبا؟ قال: نعم فوافى من عند ذلك اليوم حمراء الاسد، فقال لاصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أين تريدون؟ قالوا: قريشا، قال: ارجعوا، إن قريشا قد اجتمعت عليهم حلفاؤهم، ومن كان تخلف عنهم، وما أظن إلا وأوائل

___________________________________

(1) حمراء الاسد: الاسد أحد الاسد، بالمد والاضافة، وهو موضع على ثمانية أميال من المدينة، إليه انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم احد في طلب المشركين (معجم البلدان: ج 2 ص 301).

(2) والروحاء كحمراء بلد من عمل الفرع، على نحو من أربعين ميلا من المدينة (مجمع البحرين: ج 2 ص 364 لغة روح). الروحاء: الروح والراحة من الاستراحة.

لما رجع تبع من قتال أهل المدينة يريد مكة نزل بالروحاء فأقام بها وأراح فسماها الروحاء، وهي من عمل الفرع على نحو من أربعين يوما (معجم البلدان: ج 3 ص 76).

(3) القلوص: الفتية من الابل بمنزلة الجارية الفتاة من النساء، وقيل: هي الثنية، وقيل: هي ابنه المخاض، وقيل: هي كل انثى من الابل حين تركب وإن كانت بنت لبون أو حقة إلى أن تصير بكرة أو تبزل، (لسان العرب: ج 7 ص 81 لغة قلص). (*)

[285]

[ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزاد هم إيمنا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل(173) ]

خيلهم يطعلون عليكم الساعة، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، مانبالي، فنزل جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ارجع يامحمد، فإن الله قد أرعب قريشا، ومروا لا يلون على شئ، فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة وأنزل الله الذين استجابوا لله والرسول، الآيات(1).

وفي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: قال: حدثنا الحسين بن الحكم معنعنا عن ابن عباس (رضي الله عنه) في يوم احد في قوله تعالى: " الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح " يعني الجراحة " للذين احسنوا منهم وتقوا اجر عظيم " نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) وتسعة منهم بعثهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أثر أبي سفيان حين ارتحل فاستجابوا لله ولرسوله(2).

الذين قال لهم الناس: يعني الركب الذين استقبلتهم من عبد قيس، أو نعيم ابن مسعود الاشجعي.

وفي مجمع البيان: عنهما (عليهما السلام): إن المراد نعيم بن مسعود الاشجعي.

وأطلق عليه الناس لانه من جنسه كما قال: فلان يركب الخيل، وما له إلا فرس واحد، أو لانه انضم إليه ناس من المدينة وأذاعوا كلامه(3).

إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم: يعني أبا سفيان وأصحابه.

في مجمع البيان: وفي رواية أبي الجارود، عن الباقر (عليه السلام): أنها نزلت

___________________________________

(1) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 125 عند تفسيره لقوله تعالى: " حسبنا الله ونعم الوكيل ".

(2) تفسير فرات الكوفي: ص 19.

(3) مجمع البيان: ج 2 ص 541 في نقل المعنى لقوله تعالى: " الذين قال لهم الناس ". (*)

[286]

في غزوة بدر الصغرى، وذلك أن أبا سفيان قال يوم احد: حين أراد أن ينصرف يا محمد موعدنا بيننا وبينك موسم بدر الصغرى لقابل إن شئت، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ذلك بيننا وبينك، فلما كان عام المقبل خرج أبو سفيان في أهل مكة حتى نزل مجنة(1) من ناحية مر الظهران، ثم ألقى الله عليه الرعب، فبداله في الرجوع، فلقي نعيم بن مسعود الاشجعي وقد قدم معتمرا، فقال له أبوسفيان: إني واعدت محمدا وأصحابه أن نلتقي موسم بدر الصغرى، وأن هذه عام جدب، ولا يصلحنا إلا عام نرعى فيه الشجر ونشرب فيه اللبن، وقد بدا لي أن لا أخرج إليها، وأكره أن يخرج محمد ولا أخرج أنا، فيزيدهم ذلك جرأة فالحق بالمدينة فثبطهم ولك عندي عشرة من الابل أضعها على يد سهيل بن عمرو، فأتى نعيم المدينة، فوجد الناس يتجهزون لميعاد أبي سفيان فقال لهم: بئس الرأي رأيتم أتوكم في دياركم وقرار كم فلم يفلت منكم إلا شريد، فتريدون أن تخرجوا وقد جمعوا لكم عند الموسم، فوالله لا يفلت منكم أحد، فكره رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي نفسي بيده لاخرجن ولو وحدي، فأما الجبان فإنه رجع، وأما الشجاع فإنه تأهب للقتال، وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أصحابه حتى وافوا بدر الصغرى، وهو ماء لبني كنانة، وكانت موضع سوق لهم في الجاهلية يجتمعون إليها في كل عام ثمانية أيام، فأقام ببدر ينتظر أبا سفيان، وقد انصرف أبوسفيان من مجنة إلى مكة، فسماهم أهل مكة جيش السويق، ويقولون: إنما خرجتم تشربون السويق، ولم يلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه أحدا من المشركين ببدر، ووافق السوق، وكانت لهم تجارات، فباعوا وأصابوا للدرهم درهمين، وانصرفوا إلى المدينة سالمين

___________________________________

(1) مجنة بالفتح وتشديد النون اسم المكان من الجنة وهو الستر والاخفاء. اسم سوق للعرب كان في الجاهلية، وكان ذوالمجاز ومجنة وعكاظ أسواقا في الجاهلية.

قال الاصمعي: وكانت مجنة بمر الظهران قرب جبل يقال له الاسفل، وهو بأسفل مكة على قدر بريد منها وكانت تقوم عشرة أيام من آخر ذي القعدة والعشرون منه قبلها سوق عكاظ وبعد مجنة ثلاثة أيام من ذي الحجة، ثم يعرفون في التاسع إلى عرفة، وهو يوم التروية (معجم البلدان: ج 7 ص 390 باب الميم والجيم وما يليهما). (*)

[287]

غانمين(1). فزادهم إيمنا الضمير المستكن للمقول، أو لمصدر قال، أو لفاعله.

والمعنى أنهم لم يلتفتوا إليه ولم يضعفوا، بل ثبتت ثقتهم بالله تعالى وازداد إيمانهم، وأظهروا حمية الاسلام وأخلصوا النية عنده.

وفي ه دلالة على أن الايمان يزيد بكثرة التأمل وتناصر الحجج، وينتقص بعروض الشبه والمعارضات.

وقالوا حسبنا الله: محسبنا وكافينا، من أحسبه إذا كفاه.

ويدل على أنه بعمنى المحسب أنه لا يستفيد بالاضافة تعريفا في قولك: رجل حسبك.

ونعم الوكيل: ونعم الموكول إليه هو.

في كتاب الخصال: عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: عجبت من أربع كيف لا يفزع إلى أربع عجبت لمن خاف كيف لا يفزع إلى قوله تعالى: " حسبنا الله ونعم الوكيل " فإني سمعت قول الله عقيبها: " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " الحديث(2).

وفي تهذيب الاحكام: بإسناده إلى الحسن بن علي بن عبدالملك الزيات، عن رجل عن كرام(3)، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أربع لاربع واحدة للقتل

___________________________________

(1) مجمع البيان: ج 2 ص 540 في نقل شأن النزول لقوله تعالى: " الذين استجابوا " إلخ.

(2) الخصال: ص 218 باب الاربعة العجب لمن يفزع من أربعة كيف لا يفزع إلى أربعة، ح 43 وتمام الحديث (وعجبت لمن اغتم كيف لا يفزع إلى قوله (عزوجل): " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فإني سمعت الله (عزوجل) يقول بعقبها: " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " وعجبت لمن مكربه كيف لا يفزع إلى قوله: " وافوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد " فإني سمعت الله (جل وتقدس) يقول بعقبها: " فوقاه الله سيئات مامكروا " وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قوله (تبارك وتعالى): " ماشاء الله لا قوة إلا بالله " فإني سمعت الله (عز اسمه) يقول بعقبها: " إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك " وعسى موجبة).

الكرام بالكاف المفتوحة، ثم الراء المهملة المشددة، بائع الكرم، شجر العنب (تنقيح المقال: ج 1 ص 12 تحت رقم 49). (*)

[288]

[ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضون الله والله ذو فضل عظيم(174) إنما ذلكم الشيطن يخوف أولياء‌ه، فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين(175) ]

والهزيمة " حسبنا الله ونعم الوكيل " يقول الله " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " الحديث(1).

فانقلبوا: فرجعوا من بدر.

بنعمة من الله: عافية وثبات على الايمان وزيادة فيه.

وفضل: وربح في التجارة، فإنهم لما أتوا بدرا، وافوا بها سوقا، فاتجروا وربحوا.

لم يمسسهم سوء: من جراحة وكيد عدو.

واتبعوا رضوان الله: بجرأتهم وخروجهم.

والله ذو فضل عظيم: قد تفضل عليهم بالتثبيت وزيادة الايمان، والتوفيق للمبادرة إلى الجهاد، والتصلب في الدين، وإظهار الجرأة على العدو، وبالحفظ عن كل ما يسؤهم، وإصابة النفع، مع ضمان الاجر حتى انقلبوا بنعمة منه وفضل. وفيه تحسير وتخطية للمتخلف، حيث حرم نفسه ما فازوا به.

___________________________________

(1) التهذيب: ج 6 ص 170 باب النوادر، ح 7 وتمام الحديث (والاخرى للمكر والسوء: " وافوض أمري إلى الله وفوضت أمري إلى الله " وقال الله (عزوجل): " فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب " والثالثة للحرق والغرق: ماشاء الله لا قوة إلا بالله، وذلك أنه يقول (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله لا قوة إلا بالله " والرابعة للغم والهم، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قال الله سبحانه: " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين "). (*)

[289]

وفي تفسير العياشي: عن جابر، عن محمد بن علي (عليهما السلام) قال: لما وجه النبي (صلى الله عليه وآله) أميرالمؤمنين (عليه السلام) وعمار بن ياسر إلى أهل مكة، قالوا: بعث هذا الصبي؟ ! ولو بعث غيره إلى أهل مكة، وفي مكة صناديد قريش ورجالها، والله الكفر بنا أولى مما نحن فيه، فساروا، وقالوا، وخوفوهما بأهل مكة، وغلظوا عليهما الامر، فقال علي (عليه السلام): " حسبنا الله ونعم الوكيل " ومضيا، فلما دخلا مكة خبر الله نبيه (صلى الله عليه وآله و سلم) بقولهم لعلي (عليه السلام) وبقول علي لهم، فأنزل الله بأسمائهم في كتابه، وذلك قوله: " ألم تر إلى الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " وإنما نزلت: ألم تر إلى فلان وفلان لقوا عليا وعمارا، فقالا: إن أبا سفيان وعبدالله بن عامر وأهل مكة قد جمعوا لكم، فاخشوهم فزادهم إيمانا، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل(1).

وفي شرح الآيات الباهرة: ونقل إبن مردويه من الجمهور عن ابن رافع أن النبي (صلى الله عليه وآله) وجه عليا (عليه السلام) في نفر في طلب أبي سفيان فلقيه اعرابي من خزاعة فقال له: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم يعني أبا سفيان وأصحابه فقالوا: - يعني عليا واصحابه - حسبنا الله ونعم الوكيل فنزلت هذه الآية إلى قوله: " والله ذو فضل عظيم "(2).

وأقول في الجمع بين الخبر الاول وهذان الخبران: إن الآية نزلت أولا على الوجه الاول كما في الخبر الاول، وجرت من الله في الوجه الثاني وفصلت في الثاني بالتصريح بالاسماء، فاثبت في القرآن على الوجه الاول.

إنما ذلكم الشيطن: يريد به المثبط نعيما أو أبا سفيان.

و " الشيطان " خبر " ذلكم " وما بعده بيان لشيطنته، أو صفة وما بعده خبر.

___________________________________

(1) تفسير العياشي: ج 1 ص 209 ح 154.

(2) لا يوجد لدينا هذا الكتاب ووجدناه في تأويل الآيات الطاهرة: ص 131. (*)

[290]

ويجوز أن تكون الاشارة إلى قوله على تقدير مضاف، أي إنما ذلكم قول الشيطان، أي إبليس.

يخوف أولياء‌ه: القاعدين عن الخزوج مع الرسول، أو يخوفكم أولياؤه الذين هم أبوسفيان وأصحابه.

فلا تخافوهم: الضمير للناس الثاني، على الاول، وإلى الاولياء على الثاني.

وخافون: في مخالفة أمري، فجاهدوا مع رسولي.

إن كنتم مؤمنين: فإن الايمان يقتضي إيثار خوف الله على خوف الناس.

في اصول الكافي: بإسناده إلى الهيثم بن واقد الجزري(1) قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام): يقول: من خاف الله أخاف الله منه كل شئ(2) ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شئ(3).

وبإسناده إلى أبي حمزة قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): من عرف الله خاف الله، ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا(4)(5)

___________________________________

(1) الهيثم بالهاء المفتوحة وسكون الياء المثناة من تحت والثاء المثلثة المفتوحة كحيدر.

والواقد بالواو والالف والقاف المكسورة والدال المهملة.

والجزري بالجيم المفتوحة والزاي المعجمة المفتوحة والراء المهملة والياء (تنقيح المقال: ج 1 ص 95 تحت رقم 526 وج 3 ص 307 تحت رقم 12952 وج 1 ص 172 تحت رقم 1283).

(2) قوله " من خاف الله أخاف الله منه كل شئ " ظاهره أن الله تعالى يلقي الخوف منه على الاشياء.

مع احتمال أن يكون سر ذلك، أن الخائف من الله نفسه قوية قدسية مقربة للحضرة الالهية قادرة على التأثير في الممكنات، فلذلك يخاف منه كل شئ حتى الوحش والسباع والحيات كما نقل ذلك عن كثير من المقربين.

ومن لم يخف الله نفسه ضعيفة متصفة بالنقصان، بعيدة عن التأثر في عالم الامكان، فلذلك يخاف من كل شئ ويتأثر منه.

ولماكانت القوة والضعف والتأثير بسبب القرب من الله وعدمه، نسبت الاخافة إليه (شرح الكافي للعلامة المازندراني: ج 8 ص 208 كتاب الايمان والكفر).

(3) الكافي: ج 2 ص 68 كتاب الايمان والكفر، باب الخوف والرجاء ح 3.

(4 و 5) قوله (من عرف الله خاف الله) دل على أن الخوف من الله لازم لمعرفته، فكلما زادت زاد، ولذلك قال (عز شأنه): " إنما يخشى الله من عباده العلماء " وذلك لان من عرف عظمته وغلبته على جميع الكائنات، وقدرته على جميع الممكنات بالاعدام والافناء من غير أن يسأله سائل أو بمنعه مانع، أويعود إليه ضرر، تهيب وخاف منه. وأيضا من عرفه علم احتياجه إليه في وجوده وبقائه وكمالاته في جميع حالاته، ومن البين أن الاحتياج إليه في مثل تلك المور العظام، يستلزم الخوف منه في سلب الفيض والاكرام.

(ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا) أي تركها، تقول: سخي عن الشئ يسخى، من باب تعب، أي ترك.

فمن ادعى الخوف ومال إلى الدنيا غير تارك لها وناهض للعبادة، فهو كاذب، لان الخوف يستلزم الاعراض عن الدنيا والتوجه إلى العبادة (شرح الكافي للعلامة المازندراني: ج 8 ص 208 كتاب الايمان والكفر).

الكافي: ج 2 ص 68 كتاب الايمان والكفر، باب الخوف والرجاء ح 4.

[291]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21335850

  • التاريخ : 28/03/2024 - 18:22

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net