00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الاحزاب 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الرابع )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة الاحزاب

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام قال: من كان كثير القرائة لسورة الاحزاب كان يوم القيامة في جوار محمد صلى الله عليه واله وأزواجه، ثم قال سورة الاحزاب فيها فضائح الرجال والنساء من قريش وغيرهم، يا ابن سنان سورة الاحزاب فضحت نساء قريش من العرب، وكانت أطول من سورة البقرة ولكن نقصوها وحرفوها.

2 - في مجمع البيان ابى بن كعب صلى الله عليه واله قال: ومن قرأ سورة الاحزاب

[234]

وعلمها أهله وما ملكت يمينه أعطى الامان من عذاب القبر.

3 - في تفسير على بن ابراهيم يا ايها النبى اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ان الله كان عليما حكيما وهذا هو الذى قال الصادق عليه السلام: ان الله بعث نبيه صلى الله عليه واله باياك اعنى واسمعى يا جارة(1) فالمخاطبة للنبى والمعنى للناس.

4 - في مجمع البيان نزلت في أبى سفيان بن حرب وعكرمة بن أبى جهل وأبى الاعور السلمى قدموا المدينة ونزلوا على عبدالله بن أبى بعد غزوة أحد بأمان من رسول الله صلى الله عليه واله ليكلموه فقاموا وقام معهم عبدالله بن أبى وعبدالله بن سعيد بن أبى سرح وطعمة بن أبيرق فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا: يا محمد ارفض ذكر آلهتنا اللات و والعزى ومنوة وقل: ان لها شفاعة لمن عبدها، وندعك وربك، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه واله فقال عمر بن الخطاب: ائذن لنا يا رسول الله في قتلهم، فقال: انى أعطيتهم الامان وأمر صلى الله عليه واله فاخرجوا من المدينة، ونزلت الاية (ولا تطع الكافرين) من أهل مكة ابا سفيان وأبا الاعور وعكرمة والمنافقين ابن أبى وابن سعيد وطعمة.

5 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: في كلام طويل فمن كان قلبه متعلقا في صلوته بشئ دون الله فهو قريب من ذلك الشئ بعيد عن حقيقة ما اراد الله منه في صلوته قال الله عزوجل: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.

6 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى صالح بن ميثم التمار رحمه الله قال: وجدت في كتاب ميثم رضى الله عنه يقول: تمسينا ليلة عند امير المؤمنين عليه السلام فقال لنا ان عبدا لن يقصر في حبنا لخير جعله في قلبه، ولن يحبنا من يحب مبغضنا ان ذلك لا يجتمع في قلب واحد، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، يحب بهذا قوما و يحب بالاخر عدوهم، والذى يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب لا غش فيه، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

7 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) قال على بن ابى طالب صلوات الله عليه: لا يجتمع

___________________________________

(1) قد مر معناه في صفحة 147.

[ * ]

[235]

حبنا وحب عدونا في جوف انسان، ان الله لم يجعل لرجل قلبين في جوفه فيحب بهذا ويبغض بهذا.

فاما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه، فمن اراد ان يعلم فليمتحن قلبه، فان شارك في حبنا حب عدونا فليس منا، ولسنا منه، والله عدوهم وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين.

8 - في مجمع البيان وقال ابوعبدالله عليه السلام: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، يحب بهذا قوما، ويحب بهذا أعدائهم.

9 - وفيه قوله: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) نزل في أبى معمر حميد بن معمر بن حبيب الفهدى، وكان لبيبا حافظا لما يسمع، وكان يقول: ان في جوفى لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد، وكانت قريش تسميه ذا القلبين فلما كان يوم بدر وهزم المشركون وفيهم أبومعمر تلقاه أبوسفيان بن حرب وهو آخذ بيده احدى نعليه، فقال له: يابا معمر ما حال الناس؟ قال: انهزموا قال: فما بالك احدى نعليك في يدك والاخرى في رجلك؟ فقال ابومعمر: ما شعرت الا انهما في رجلى، فعرفوا يومئذ انه لم يكن له الا قلب واحد لما نسى نعله في يده.

10 - في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل وما جعل ادعيائكم ابنائكم فانه حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: كان سبب ذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله لما تزوج بخديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة، ورأى زيدا يباع ورآه غلاما كيسا حصينا، فاشتراه فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه واله دعاه إلى الاسلام فاسلم، وكان يدعى زيد مولى محمد فلما بلغ حارثة بن شراحيل الكلبى خبر ولده زيد قدم مكة، وكان رجلا جليلا فاتى ابا طالب فقال: يابا طالب ان ابنى وقع عليه السبى وبلغنى انه صار إلى ابن اخيك تسأله إما ان يبيعه واما ان يفاديه واما ان يعتقه، فكلم ابوطالب رسول الله صلى الله عليه واله فقال رسول الله: هو حر فليذهب حيث شاء، فقام حارثة فأخذ بيد زيد فقال له: يا بنى الحق بشرفك وحسبك فقال زيد: لست افارق رسول الله فقال له أبوه: فتدع حسبك ونسبك وتكون عبدا لقريش؟ فقال زيد: لست افارق رسول الله صلى الله عليه واله ما دمت حيا، فغضب أبوه فقال: يا معشر قريش اشهدوا انى قد برئت منه وليس هو

[236]

ابنى، فقال رسول الله: اشهدوا ان زيدا ابنى أرثه ويرثنى، فكان زيد يدعى ابن محمد، وكان رسول الله صلى الله عليه واله يحبه وسماه زيد الحب، فلما هاجر رسول الله إلى المدينة زوجه زينب بنت جحش وأبطأ عنه يوما، فأتى رسول الله صلى الله عليه واله منزله يسأل عنه فاذا زينب جالسة وسط حجرتها يسحق طيبها بفهر لها(1) فدفع رسول الله صلى الله عليه واله الباب ونظر اليها وكانت جميلة حسنة فقال: سبحان الله خالق النور وتبارك الله أحسن الخالقين، ثم رجع رسول الله إلى منزله ووقعت زينب في قلبه موقعا عجيبا، وجاء زيد إلى منزله فأخبرته زينب بما قال رسول الله صلى الله عليه واله فقال لها زيد: هل لك ان أطلقك حتى يتزوجك رسول الله فلعلك قد وقعت في قلبه؟ فقالت: أخشى أن تطلقنى ولا يتزوجنى رسول الله، فجاء زيد إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: بأبى أنت وامى يا رسول الله أخبرتنى زينب بكذا وكذا فهل لك ان أطلقها حتى تتزوجها؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: لا اذهب واتق الله وامسك عليك زوجك، ثم حكى الله عزوجل فقال: (امسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها) إلى قوله تعالى: (وكان امر الله مفعولا) فزوجه الله عزوجل من فوق عرشه فقال المنافقون: يحرم علينا نساء أبنائنا ويتزوج امرأة ابنه زيدا؟ فأنزل الله عزوجل في هذا: وما جعل ادعيائكم ابنائكم إلى قوله تعالى: يهدى السبيل.

11 - في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة تحليل مال الوليد لوالده بغير اذنه وليس ذلك للولد لان الولد موهوب للوالد في قول الله تعالى: (يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور) مع انه الموجود بمؤنته صغيرا أو كبيرا والمنسوب اليه والمدعو له لقوله عزوجل: ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله وقول النبى صلى الله عليه واله أنت ومالك لابيك وليس الوالدة كذلك لا تأخذ من ماله الا باذنه او باذن الاب، لانه مأخوذ بنفقة الولد ولا تؤخذ المرئة بنفقة ولدها.

___________________________________

(1) الفهر - بالكسر -: الحجر قدر ما يدق به الجوز ويستعمل عند الاطباء للحجر الرقيق الذى تسحق به الادوية على الصلاية.

[ * ]

[237]

12 - في كتاب الخصال عن عبدالرحمن بن كثير عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه الكبائر يقول فيه عليه السلام واما عقوق الوالدين في كتابه: النبى اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم فعقوا رسول الله صلى الله عليه واله في ذريته وعقوا امهم خديجة في ذريتها.

13 - في مجمع البيان وروى ان النبى صلى الله عليه واله لما أراد غزوة تبوك وأمر الناس بالخروج قال قوم: نستأذن آبائنا وامهاتنا، فنزلت هذه الاية.

14 - وروى عن أبى وابن مسعود وابن عباس انهم كانوا يقرؤن: (النبى اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم وهو اب لهم) وكذلك هو في مصحف ابى وروى ذلك عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام.

15 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله روى عنه صلوات الله عليه: انا وعلى أبوا هذه الامة.

16 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (النبى اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم) قال: نزلت (وهو أب لهم) ومعنى ازواجه اماتهم فجعل عزوجل المؤمنين اولاد رسول الله صلى الله عليه واله وجعل رسول الله أباهم لمن لم يقدر ان يصون نفسه ولم يكن له مال، وليس له على نفسه ولاية، فجعل الله تبارك وتعالى لنبيه الولاية على المؤمنين من انفسهم، وقول رسول الله صلى الله عليه واله بغدير خم: ايها الناس الست اولى بكم من انفسكم؟ قالوا: بلى، ثم اوجب لامير المؤمنين صلوات الله عليه ما اوجبه لنفسه عليهم من الولاية، فقال: الا من كنت مولاه فعلى مولاه فلما جعل الله عزوجل النبى ابا للمؤمنين الزمه مؤنتهم وتربية ايتامهم، فعند ذلك صعد رسول الله صلى الله عليه واله المنبر فقال: من ترك مالا فلورثته، ومن ترك دينا او ضياعا فعلى والى، فألزم الله عزوجل نبيه للمؤمنين ما يلزم الوالد، والزم المؤمنين من الطاعة له ما يلزم الولد للوالد، فكذلك ألزم امير المؤمنين صلوات الله عليه ما الزم رسول الله صلى الله عليه واله من بعد ذلك، وبعده الائمة صلوات الله عليهم واحدا واحدا، والدليل على ان رسول الله صلى الله عليه واله وامير المؤمنين صلوات الله عليه هما والدان قوله: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا و

[238]

بالوالدين احسانا) فالوالدان رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام وقال الصادق عليه السلام: فكان اسلام عامة اليهود بهذا السبب لانهم آمنوا على انفسهم وعيالاتهم.

17 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبدالله القمى عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل وفيه قلت: فأخبرنى يا مولاى عن معنى الطلاق الذى فرض رسول الله صلى الله عليه واله حكمه إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: ان الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبى صلى الله عليه واله فخصهن بشرف الامهات فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا أبا الحسن ان هذا الشرف باق لهن ما من الله على الطاعة فأيتهن عصت الله بعدى بالخروج عليك، فاطلق لها في الازواج.

واسقطها من تشرف الامهات ومن شرف امومة المؤمنين.

18 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى على بن الحسين بن فضال عن أبيه قال: سألت أبا الحسن عليه السلام فقلت له: لم كنى النبى صلى الله عليه واله بابى القاسم؟ فقال لانه كان له ابن يقال له قاسم فكنى به، قال: فقلت: يا ابن رسول الله فهل ترانى أهلا للزيادة؟ فقال: نعم أما علمت ان رسول الله صلى الله عليه واله قال، أنا وعلى أبوا هذه الامة؟ قلت: بلى، قال: أما علمت ان علياعليه السلام قاسم الجنة والنار؟ قلت: بلى، قال: فقيل له ابوالقاسم لا أبوالقسيم الجنة والنار، فقلت: ومامعنى ذلك؟ فقال: ان شفقة النبى صلى الله عليه واله على امته كشفقة الاباء على - الاولاد وأفضل امته على عليه السلام ومن بعده شفقة على عليهم كشفقته صلى الله عليه واله لانه وصيه وخليفته والامام بعده، فلذلك قال عليه السلام: انا وعلى ابوا هذه الامة، وصعد النبى صلى الله عليه واله المنبر فقال: من ترك دينا او ضياعا فعلى وإلى ومن ترك مالا فلورثته، فصار بذلك أولى من آبائهم وامهاتهم وصار أولى بهم منهم بأنفسهم، وكذلك امير المؤمنين عليه السلام بعده جرى ذلك له مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليه واله.

19 - وباسناده إلى عبدالرحمان القصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: (النبى اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فيمن نزلت هذه الاية؟ قال: نزلت في الامرة ان هذه الاية جرت في الحسين بن على عليهما السلام وفى ولد الحسين من بعده، فنحن اولى بالامر وبرسول الله صلى الله عليه واله من المؤمنين والمهاجرين، قلت: لولد جعفرفيها

[239]

نصيب؟ فقال: لا، فعددت عليه بطون بنى عبدالمطلب كل ذلك يقول: لا، ونسيت ولد الحسن فدخلت عليه بعد ذلك فقلت: هل لولد الحسن عليه السلام فيها نصيب؟ فقال: لا، يابا عبد الرحمن ما لمحمدى فيها نصيب غيرنا.

20 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابيه عن عبدالله بن المغيرة عن ابن مسكان عن عبد الرحيم بن روح القصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول عزوجل: (النبى اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله) فيمن نزلت؟ قال: نزلت في الامرة ان هذه الاية جرت في ولد الحسين من بعده فنحن اولى بالامر وبرسول الله صلى الله عليه واله من المؤمنين والمهاجرين والانصار، قلت: فولد جعفر عليه السلام لهم فيها نصيب؟ قال: لا، قلت: فولد العباس لهم فيها نصيب؟ قال: لا، فعددت عليه بطون بنى عبدالمطلب كل ذلك يقول: لا، قال: ونسيت ولد الحسن عليه السلام فدخلت بعد ذلك عليه فقلت له: هل لولد الحسن فيها نصيب؟ فقال: لا، عبدالرحيم، ما لمحمدى فيها نصيب غيرنا.

21 - على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليمانى عن ابان بن ابى عياش عن سليم بن قيس ومحمد بن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة.

وعلى بن محمد عن احمد بن هلال عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن ابن ابى عياش عن سليم بن قيس قال: سمعت عبدالله بن جعفر الطيار يقول كنا عند معاوية انا والحسن والحسين وعبدالله بن عباس وعمر بن ام سلمة واسامة بن زيد، فجرى بينى وبين معاوية كلام فقلت لمعاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: انا اولى بالمؤمنين من انفسهم ثم اخى على بن ابى طالب اولى بالمؤمنين من انفسهم فاذا استشهد عليه السلام فالحسن بن على اولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابنى الحسين من بعده اولى بالمؤمنين من انفسهم فاذا استشهد فابنه على بن الحسين اولى بالمؤمنين من انفسهم وستدركه يا على، ثم ابنه محمد بن على أولى بالمؤمنين من انفسهم وستدركه يا حسين ثم تكمله اثنى عشر اماما تسعة من ولد الحسين، قال عبدالله بن جعفر: واستشهدت الحسن والحسين وعبدالله بن عباس وعمر بن ام سلمة واسامة بن زيد فشهدوا لى عند معاوية، قال سليم: وقد سمعت ذلك من

[240]

سلمان وابى ذر والمقداد وذكروا لى انهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه واله.

22 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبدالرحمان قال حدثنا حماد عن عبدالاعلى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول العامة ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: من مات وليس له امام مات ميتة جاهلية؟ قال: الحق والله، قلت فان اماما هلك ورجل بخراسان لا يعلم من وصيه لم يسعه ذلك؟ لا تسعه ان الامام اذا هلك رفعت حجة وصيه على من هو معه في البلد، وحق النفر على من ليس بحضرته اذا بلغهم، ان الله عزوجل يقول: (فلولا نفرمن كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا لعلهم يحذرون) قلت.

فنفرقوم فهلك بعضهم قبل ان يصل فيعلم قال: ان الله عزوجل يقول: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله) قلت: فبلغ البلد بعضهم فوجدك مغلقا عليك بابك و مرخى عليك سترك لا تدعوهم إلى نفسك ولا يكون من يدلهم عليك فبما يعرفون ذلك قال: بكتاب الله المنزل، قلت: فيقول الله جل وعزكيف؟ قال: اراك قد تكلمت في هذا قبل اليوم قلت: أجل، قال: فذكر ما انزل الله في على عليه السلام وما قال له رسول الله صلى الله عليه واله في حسن وحسين عليهما السلام وماخص الله به عليا وما قال فيه رسول الله من وصيته اليه ونصبه اياه، وما يصيبهم واقرار الحسن والحسين بذلك ووصيته إلى الحسن وتسليم الحسين له يقول الله: (النبى اولى بالمؤمنين من أنفسهم وازواجه امهاتهم واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

23 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد البرقى وعلى بن ابراهيم عن ابيه جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقرى عن سفيان بن عيينة عن ابى عبدالله عليه السلام ان النبى صلى الله عليه واله قال: انا اولى بكل مومن من نفسه وعلى أولى به من بعدى، فقيل له: ما معنى ذلك فقال: قول النبى صلى الله عليه واله من ترك دينا او ضياعا فعلى ومن ترك مالا فلورثته فالرجل ليست له على نفسه ولاية اذا لم يكن له مال، وليس له على على عياله امر ولا نهى اذا لم يجر عليهم النفقة، والنبى وأمير المؤمنين ومن بعدهما سلام الله عليهم الزمهم هذا، فمن هناك صاروا اولى بهم من أنفسهم، وما كان سبب اسلام عامة اليهود الا من بعد هذا

[241]

القول من رسول الله صلى الله عليه واله وانهم أمنوا على أنفسهم وعيالاتهم.

24 - في روضة الكافى باسناده إلى ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفى آخره يقول كان على أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه واله واولى الناس بالناس حتى قالها ثلاثا.

25 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: فوالله انى لا ولى الناس بالناس.

26 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن عبدالله بن جعفر بن ابى - طالب حديث طويل وفيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: انا اولى بالمؤمنين من انفسهم، من كنت اولى به من نفسه فأنت اولى به من نفسه، وعلى بين يديه عليهما السلام في البيت.

27 - في الكافى محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد عن الحسن بن الجهم عن حنان قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: اى شئ للموالى؟ فقال: ليس لهم من الميراث الا ما قال الله عزوجل الا ان تفعلوا إلى اوليائكم معروفا 28 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن ابى الحمراء قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: اى شئ للموالى من الميراث؟ فقال: ليس لهم من شئ الا الترباء يعنى التراب.

قال عزمن قائل: واذا اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا.

29 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن احمد بن محمد بن أبى نصر عن ابان بن عثمان عن اسماعيل الجعفى عن ابى جعفر عليه السلام قال: كانت شريعة نوح صلى الله عليه ان يعبد الله بالتوحيد والاخلاص وخلع الانداد، وهى الفطرة التى فطر الناس عليها، وأخذ الله ميثاقه على نوح وعلى النبيين صلى الله عليهم أجمعين ان يعبدوا الله تعالى ولا يشركوا به شيئا، وأمر بالصلوة والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والحلال والحرام ولم يفرض عليه احكام حدود ولا فرائض مواريث، فهذه شريعته والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

30 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (واذ أخذنا من النبيين

[242]

ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم) قال: هذه الواو زيادة في قوله: (ومنك) وانما هو منك ومن نوح فأخذ الله عزوجل الميثاق لنفسه على الانبياء ثم اخذ لنبيه على الانبياء والائمة صلوات الله عليهم ثم اخذ للانبياء على رسوله صلى الله عليه واله.

31 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام واحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان هذا هود قد انتصر الله له من أعدائه بالريح فهل فعل لمحمد شيئا من هذا؟ قال له على عليه السلام: لقد كان ذلك كذلك ومحمد عليه السلام اعطى ماهو أفضل من هذا، ان الله عز ذكره انتصر له من أعدائه بالريح يوم الخندق اذ أرسل عليهم ريحا تذرو الحصا، وجنودا لم يروها فزاد الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه واله على هود بثمانية آلاف ملك، وفضله على هود بأن ريح عاد سخط وريح محمد صلى الله عليه واله رحمة، قال الله تبارك وتعالى: يا ايها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاء‌تكم جنود فارسلنا عليهم وجنودا لم تروها.

32 - في مجمع البيان وقال أبوسعيد الخدرى: قلنا يوم الخندق يا رسول الله هل من شئ نقوله فقد بلغت القلوب الحناجر؟ فقال: قولوا اللهم استر عوراتنا و آمن روعاتنا؟ قال: فقلناها فضرب وجوه وجوه أعداء الله بالريح فهزموا.

33 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات: واما قوله: (انى ظننت انى ملاق حسابيه) وقوله: (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين) وقوله للمنافقين: (وتظنون بالله الظنونا) فان قوله: (انى ظننت انى ملاق حسابيه) يقول: انى ظننت انى ابعث فاحاسب وقوله للمنافقين وتظنون بالله الظنونا فهذا الظن ظن شك ولس الظن ظن يقين، والظن ظنان، ظن شك وظن يقين، فما كان من أمر معاد من الظن فهو ظن يقين، وما كان من أمر الدنيا فهو ظن شك، فافهم ما فسرت لك.

34 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن امير المؤمنين حديث

[243]

طويل يقول فيه عليه السلام: اما انه سيأتى على الناس زمان يكون الحق فيه مستورا والباطل ظاهرا مشهورا، وذلك اذا كان اولى الناس به اعدائهم له، واقترب الوعد الحق و عظم الالحاد، وظهر الفساد هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ونحلهم الاخيار اسماء الاشرار، فيكون جهد المؤمن أن يحفظ مهجته من اقرب الناس اليه، ثم يفتح الله الفرج لاوليائه ويظهر صاحب الامر على اعدائه.

35 - في مجمع البيان: يقولون ان بيوتنا عورة وماهى بعورة بل - رفيعة السمك حصينة عن الصادق عليه السلام.

36 - في تفسير العياشى عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (رضوا بان يكونوا مع الخوالف) فقال: النساء، انهم قالوا: (ان بيوتنا عورة) وكان بيوتهم في اطراف البيوت حيث ينفرد الناس فأكذبهم قال: (وما هى بعورة ان يريدون الا فرارا) وهى رفيعة السمك حصينة.

37 - في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا ثم ذكرت ما كان من امرى وامر عثمان ولك ان تجاب عن هذه لرحمك منه، فأينا كان اعدى له واهدى إلى مقاتله، امن بذل له نصرته فاستنقذه واستكفه ام من استنصره فتراخى عنه وبث المنون اليه حتى اتى قدره عليه؟ كلا والله لقد علم الله المعوقين منكم و القائلين لاخوانهم هلم الينا ولا يأتون البأس الا قليلا.

38 - في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: (يا ايها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاء‌تكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا * اذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم) الاية فانها نزلت في قصة الاحزاب من قريش والعرب الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه واله، قال: وذلك ان قريشا تجمعت في سنة خمس من الهجرة وساروا في العرب وجلبوا واستنفروهم لحرب رسول الله صلى الله عليه واله فوافوا في عشرة آلاف ومعهم كنانة وسليم وفزارة، وكان رسول الله صلى الله عليه واله حين جلى بنى النضير وهم بطن من اليهود من المدينة وكان رئيسهم حبى ابن أخطب وهم يهود من بنى هارون على نبينا وعليه السلام فلما اجلاهم من المدينة صاروا إلى

[244]

خيبر وخرج حيى بن أخطب إلى قريش بمكة وقال لهم: ان محمدا قد وتركم و وترنا وأجلانا من المدينة من ديارنا وأموالنا واجلا بنى عمنا بنى قينقاع فسيروا في الارض واجمعوا حلفاء‌كم وغيرهم وسيروا اليهم فانه قد بقى من قومى بيثرب سبعمأة مقاتل وهم بنو قريظة، وبينهم وبين محمد عهد وميثاق وانا احملهم على نقض العهد بينهم وبين محمد، ويكونوا معنا عليهم فتأتونه أنتم من فوق وهم من أسفل، وكان موضع بنى قريظة من المدينة على قدر ميلين، وهو الموضع الذى يسمى بئر بنى المطلب، فلم يزل يسير معهم حيى بن أخطب في قبائل العرب حتى اجتمعوا قدر عشرة آلاف من قريش وكنانة والاقرع بن حابس في قومه، والعباس بن مرداس في بنى سليم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه واله فاستشار أصحابه وكانوا سبعمأة رجل فقال سلمان رضى الله عنه: يا رسول الله ان القليل لا يقاوم الكثير في المطاولة(1) ولا يمكنهم ان يأتونا من كل وجه، فانا كنا معاشر العجم في بلاد فارس اذا دهمنا دهم(2) من عدونا نحفر الخنادق فيكون الحرب من مواضع معروفة، فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه واله فقال: اشار بصواب، فأمر رسول الله صلى الله عليه واله بحفرة من ناحية أحد إلى راتج(3) وجعل على كل عشرين خطوة وثلثين خطوة قوما من المهاجرين والانصار يحفرونه فأمر فحملت المساحى والمعاول، وبدأ رسول الله صلى الله عليه واله واخذ معولا فحفر في موضع المهاجرين بنفسه، وأمير المؤمنين صلوات الله عليه واله ينقل التراب منن الحفرة حتى عرق رسول الله صلى الله عليه واله وعيى وقال: لا عيش الا عيش الاخرة، اللهم ارحم للانصار والمهاجرين فلما نظر الناس إلى رسول الله صلى الله عليه واله يحفر اجتهدوا في الحفر ونقل التراب، فلما كان في اليوم الثانى بكروا إلى الحفر وقعد رسول الله صلى الله عليه واله في مسجد الفتح، فبينا المهاجرين والانصار يحفرون اذ عرض لهم جبل لم تعمل المعاول فيه، فبعثوا جابر بن عبدالله الانصارى رضى الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه واله يعلمه بذلك، قال جابر: فجئت إلى المسجد

___________________________________

(1) المطاولة هنا بمعنى المقاتلة.

(2) دهمه: غشيه.

والدهم: الداهية.

(3) اسم موضع.

[ * ]

[245]

ورسول الله مستلقى على قفاه ورادء‌ه تحت رأسه وقد شد على بطنه حجرا، فقلت: يا رسول الله انه قد عرض لنا جبل لم تعمل المعاول فيه، فقام مسرعا حتى جاء‌ه ثم دعا بماء في اناء فغسل وجهه وذراعيه ومسح على رأسه ورجليه ثم شرب ومج في ذلك الماء ثم صبه على ذلك الحجر، ثم أخذ معولا فضرب ضربة فبرقت برقة فنظرنا فيها إلى قصور الشام، ثم ضرب اخرى فبرقت برقة نظرنا فيها إلى قصور المدائن، ثم ضرب اخرى فبرقت برقة اخرى فنظرنا فيها إلى قصور اليمن، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: اما انه سيفتح الله عليكم هذه المواطن التى برقت فيها البرق ثم انهال علينا الجبل(1) كما ينهال علينا الرمل فقال جابر: فعلمت ان رسول الله صلى الله عليه واله مقو، اى جائع لما رأيت على بطنه الحجر، فقلت: يا رسول الله هل لك في الغذاء؟ قال: ما عندك يا جابر؟ فقلت: عناق(2) وصاع من شعير.

فقال: تقدم واصلح ما عندك، قال جابر: فجئت إلى اهلى فأمرتها فطحنت الشعير وذبحت العنز وسلختها وأمرتها ان تخبز وتطبخ وتشوى فلما فرغت من ذلك جئت إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقلت: بأبى انت وامى يا رسول الله قد فرغنا فاحضر مع من احببت.

فقام صلى الله عليه واله إلى شفير الخندق ثم قال: يا معاشر المهاجرين والانصار أجيبوا جابرا قال جابر: فكان في الخندق سبعمأة رجل، فخرجوا كلهم ثم لم يمر بأحد من المهاجرين والانصار الا قال: اجيبوا جابرا قال جابر: فتقدمت وقلت لاهلى: قد والله أتاك محمد رسول الله صلى الله عليه واله بنا لا قبل به(4) فقالت: أعلمته أنت بما عندنا؟ قال: نعم قالت: فهو أعلم بما أتى، قال جابر: فدخل رسول الله فنظر في القدر ثم قال: اغرفى وابقى، ثم نظر في التنور ثم قال: اخرجى

___________________________________

(1) يقال هال عليه التراب فانهال اى صبه فانصب.

(2) لعناق كسحاب: الانثى من اولاد المعز قبل استكمالها الحول.

(3) لا قبل به اى لا طاقة به.

[ * ]

[246]

وابقى، ثم دعا بصفحة(1) فثرد فيها وغرف، فقال: يا جابر ادخل عشرة عشرة، فأدخلت عشرة فأكلوا حتى نهلوا(2) وما يرى في القصعة الا آثار أصابعهم ثم قال: يا جابر على بالذراع فأتيته بالذراع فاكلوا وخرجوا ثم قال: ادخل على عشرة فادخلتهم فاكلوا حتى نهلوا ولم ير في القصعة الا آثار أصابعهم، ثم قال: يا جابر على بالذراع فأكلوا و خرجوا ثم قال: ادخل على عشرة فأدخلتهم فاكلوا حتى نهلوا ولم ير في القصعة الا آثار أصابعهم ثم قال: ياجابر على بالذراع فأتيته بالذراع فقلت: يا رسول الله كم للشاة من ذراع؟ قال: ذراعان قلت: والذى بعثك بالحق نبيا لقد أتيتك بثلاثة، فقال: لو سكت يا جابر لاكل الناس كلهم من الذراع، قال جابر: فاقبلت ادخل عشرة عشرة فيأكلون حتى أكلوا كلهم وبقى والله لنا من ذلك الطعام ما عشنا به اياما قال: وحفر رسول الله صلى الله عليه واله الخندق وجعل له ثمانية أبواب وجعل على كل باب رجلا من المهاجرين ورجلا من الانصار مع جماعة يحفظونه، وقدمت قريش و كنانة وسليم وهلال فنزلوا الزغابة(3) ففرغ رسول الله صلى الله عليه واله من حفر الخندق قبل قدم قريش بثلاثة أيام، وأقبلت قريش ومعهم حيى بن اخطب، فلما نزلوا العقيق(4) جاء حيى بن أخطب إلى بنى قريظة في جوف الليل وكانوا في حصنهم قد تمسكوا بعهد رسول الله صلى الله عليه واله فدق باب الحصن فسمع كعب بن أسد قرع الباب، فقال لاهله: هذا اخوك قد شأم قومه(5) وجاء الان يشأمنا ويهلكنا ويأمرنا بنقض العهد بيننا و

___________________________________

(1) الصحفة: قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة قال الكسائى: أعظم القصاع: الجفنة ثم القصعة تشبع العشرة ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم المئكلة تشبع الرجلين والثلاثة ثم الصحيفة تشبع الرجل.

(2) النهل: ما أكل من الطعام.

والناهل بمعنى الريان والمراد هنا الشبع.

(3) الزغابة - بالضم -: موضوع بقرب المدينة.

(4) العقيق: اسم عدة مواضع ببلاد العرب منها عقيق المدينة وهو على ثلثة اميال أو ميلين منها.

(5) شأمهم وعليهم اى صادر شوما عليهم.

[ * ]

[247]

بين محمد، وقد وفى لنا محمد واحسن جوارنا، فنزل اليه من غرفته فقال له: من انت؟ قال: حيى بن أخطب، قد جئتك بعز الدهر، فقال كعب: بل جئتنى بذل الدهر، فقال: يا كعب هذه قريش في قادتها وسادتها قد نزلت بالعقيق مع حلفائهم من كنانة، وهذه فزارة مع قادتها وسادتها قد نزلت الزغابة.

وهذه سليم وغيرهم قد نزلوا حصن بنى ذبيان، ولا يفلت محمد من هذا الجمع ابدا فافتح الباب وانقض العهد الذى بينك وبين محمد، فقال كعب: لست بفاتح لك الباب ارجع من حيث جئت، فقال حيى: ما يمنعك من فتح الباب الا جشيشتك(1) التى في التنور تخاف ان اشركك فيها فافتح فانك آمن من ذلك فقال له كعب: لعنك الله قد دخلت على من باب دقيق ثم قال: افتحوا له الباب، ففتح له فقال: ويلك يا كعب انقض العهد الذى بينك وبين محمد ولا ترد رأيى فان محمدا لا يفلت من هذه الجموع ابدا، فان فاتك هذا الوقت لا تدرك مثله أبدا.

قال: واجتمع كل من كان في الحصن من رؤساء اليهود مثل غزال بن شموس وياسر بن قيس ورفاعة بن زيد والزبير بن باطا فقال لهم كعب: ما ترون؟ قالوا: أنت سيدنا والمطاع فينا وصاحب عهدنا، فان نقضت نقضنا وان اقمت اقمنا معك، وان خرجت خرجنا معك، فقال الزبير بن باطا - وكان شيخا كبيرا مجربا وقد ذهب بصره -: قد قرأت التوراة التى انزلها الله في سفرنا بأنه يبعث نبيا في آخر الزمان يكون مخرجه بمكة ومهجارته إلى المدينة في هذه البحيرة(2) يركب الحمار العرى ويلبس الشملة ويجتزى بالكسيرات والتميرات وهو الضحوك القتال، في عينيه الحمرة وبين كتفيه خاتم النبوة، يضع سيفه على عاتقه لا يبالى من لا قى، يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر، فان كان هذا هو فلا يهولنه هؤلاء جمعهم ولو ناوته(3)

___________________________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر والبحار ومن كتب العامة كالسيرة لابن هشام وفى الاصل (حسيسك) بالسين والجشيشة: طعام يصنع من الجشيش وهو البر يطحن غليظا.

(2) قال الجزرى: البحيرة: مدينة الرسول صلى الله عليه وآله.

(3) المناواة: المعاداة [ * ]

[248]

هذه الجبال الرواسى لغلبها، فقال حيى: ليس هذا ذاك ذاك النبى من بنى اسرائيل وهذا من العرب من ولد اسماعيل، ولا يكون بنو اسرائيل اتباعا لولد اسماعيل ابدا لان الله قد فضلهم على الناس جميعا، وجعل فيهم النبوة والملك، وقد عهد الينا موسى الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار، وليس مع محمد آية وانما جمعهم جمعا وسخرهم ويريد ان يغلبهم بذلك فلم يزل يقلبهم عن رأيهم حتى اجابوه فقال لهم: اخرجوا الكتاب الذى بينكم وبين محمد فاخرجوه فأخذه حيى بن أخطب ومزقه وقال: قد وقع الامر فتجهزوا وتهيأوا للقتال وبلغ رسول الله صلى الله عليه واله ذلك فغمه غما شديدا، وفزع أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه واله لسعد بن معاذ واسيد بن حصين و كانا من الاوس وكانت بنو قريظة حلفاء الاوس فانظرا ما صنعوا فان كانوا نقضوا العهد فلا تعلما أحدا اذا رجعتما إلى وقولا عضل والقارة(1) فجاء سعد بن معاذ واسيد بن حصين إلى باب الحصن فأشرف عليهما كعب من الحصن فشتم سعدا وشتم رسول الله صلى الله عليه واله.

فقال له سعد: انما أنت ثعلب في جحر لتولين قريش وليحاصرنك رسول الله ثم (لينزلنك؟) على الصغر والقماء(2) وليضربن عنقك، ثم رجعا إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقالا: عضل والقارة(3) فقال رسول الله صلى الله عليه واله: لعنا نحن أمرناهم بذلك وذلك انه كان على عهد رسول الله صلى الله عليه واله عيون لقريش يتجسسون أخباره(4) وكانت

___________________________________

(1) عضل والقارة: قبيلتان من كنانة غدروا بأصحاب الرجيع خبيب وأصحابه، حيث طلبت من رسول الله صلى الله عليه واله نفرا من المسلمين ليعلموهم فقالوا: يا رسول الله ان فينا اسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عشرة من اصحابه فيهم خبيب بن عدى ستة من المهاجرين وأربعة من الانصار فخرجوا حتى اذا كانوا على الرجيع وهو ماء غدروا بهم وقتلوا منهم ستة أو ثمانية وأسروا خبيب إلى آخر ما ذكره المؤرخون وسيأتى من المصنف بيان في ذلك.

(2) القماء: الذل والصغار.

(3) اى غدروا كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع.

(4) قوله (لعنا) قال المجلسى (ره) اى لعن العضل والقارة والمراد كل من غدر ثم قال: صلى الله عليه وآله على سبيل التورية.

نحن امرناهم بذلك اى نحن أمرنا بنى قريظة ان يظهرو الغدر للمصلحة وهم موافقون لنا في الباطن وانما ذلك لئلا يكون هنالك عين من عيون قريش فيعلموا بالغدر فيصير سببا لجرئتهم.

[ * ]

[249]

عضل والقارة قبيلتان من العرب دخلا في الاسلام ثم غدرا فكان اذا عدل أحد ضرب بهما المثل فيقال: عضل والقارة.

ورجع حيى بن أخطب إلى أبى سفيان وقريش فأخبرهم بنقض بنى قريظة العهد بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه واله: ففرحت قريش بذلك، فلما كان في جوف الليل جاء نعيم بن مسعود الاشجعى إلى رسول الله صلى الله عليه واله وقد كان أسلم قبل قدوم قريش بثلاثة أيام فقال: يا رسول الله قد آمنت بالله وصدقتك وكتمت ايمانى عن الكفرة، فان أمرتنى أن آتيك بنفسى وانصرك بنفسى فعلت، وان أمرتنى ان أخذل بين اليهود وبين قريش فعلت حتى لا يخرجوا من حصنهم، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: اخذل بين اليهود وبين قريش فانه اوقع عندى، قال: فتاذن لى ان أقول فيك ما اريد؟ قال: قل ما بدا لك، فجاء إلى أبى سفيان فقال له: أتعرف مودتى لكم ونصحى ومحبتى أن ينصركم الله على عدوكم، وقد بلغنى ان محمدا قد وافق اليهود ان يدخلوا بين عسكركم ويميلوا عليكم ووعدهم اذا فعلوا ذلك أن يرد عليهم جناحهم الذى قطعه بنى النضير وقينقاع، فلا أرى ان تدعوهم أن يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم رهنا تبعثوا به إلى مكة فتامنوا مكرهم وغدرهم، فقال ابوسفيان: وفقك الله وأحسن جزاك مثل من اهدى النصائح، ولم يعلم أبوسفيان باسلام نعيم ولا احد من اليهود، ثم جاء من فوره إلى بنى قريظة فقال له: يا كعب تعلم مودتى لكم وقد بلغنى ان أبا سفيان قال: نخرج بهؤلاء اليهود فنضعهم في نحر محمد فان ظفروا كان الذكر لنا دونهم، وان كانت علينا كانوا هؤلاء مقاديم الحرب فما ارى لكم أن تدعوهم يدخلوا عسكركم حتى تاخذوا منهم عشرة من أشرافهم يكونون في حصنكم، انهم ان لم يظفروا بمحمد لم يبرحوا حتى يردوا عليكم عهدكم وعقدكم بين محمد وبينكم، لانه ان ولت قريش ولم تظفروا بمحمد عزاكم محمد فيقتلكم، فقالوا: احسنت وأبلغت في النصيحة لا نخرج من حصننا حتى نأخذ منهم رهنا يكونون في حصننا.

[250]

واقبلت قريش فلما نظروا إلى الخندق قالوا: هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها قبل ذلك، فقيل لهم: هذا من تدبير الفارسى الذى معه، فوافى عمرو بن عبد ود وهبيرة بن وهب وضرار بن الخطاب إلى الخندق، وكان رسول الله صلى الله عليه واله قد صف أصحابه بين يديه فصاحوا بخيلهم حتى طفروا الخندق(1) إلى جانب رسول الله فصاروا أصحاب رسول الله كلهم خلف رسول الله وقدموا رسول الله صلى الله عليه وآله بين ايديهم، وقال رجل من المهاجرين وهو فلان لرجل بجنبه من اخوانه: اما ترى هذا الشيطان عمروا لا والله ما يفلت من يديه أحد، فهلموا ندفع اليه محمدا ليقتله ونلحق نحن بقومنا، فأنزل الله عزوجل: على نبيه صلى الله عليه واله في ذلك الوقت: قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلم الينا ولا يأتون البأس الا قليلا اشحة عليكم إلى قوله تعالى: اشحة على الخير اولئك لم يؤمنوا فاحبط الله اعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا وركز عمرو بن عبد ود رمحه في الارض وأقبل يجول جولة ويرتجز ويقول: ولقد بححت من النداء لجمعكم هل من مبارز ووقفت اذ جبن الشجاع مواقف القرن المناجز(2) انى كذلك لم أزل متسرعا نحو الهزاهز ان الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرايز(3) فقال رسول الله صلى الله عليه واله: من لهذا الكلب؟ فلم يجبه أحد فوثب اليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: أنا له يا رسول الله، فقال: يا على هذا عمرو بن عبد ود فارس يليل(4)

___________________________________

(1) الطفرة -: الوثبة في ارتفاع.

(2) بح بححا: اخذه بحة وخشونة وغلظ في صوته والمناجزة في الحرب: المبارزة والمقاتلة.

(3) الهزاهز: البلايا والحروب والشدائد التى تهز اى تحرك الناس والغريزة الطبيعة.

(4) يليل: واد قريب من بدر وقيل له فارس يليل لانه اقبل في ركب من قريش حتى اذ هو [ * ]

[251]

فقال: أنا على بن أبى طالب، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله ادن منى فدنا منه فعممه بيده ودفع اليه سيفه ذا الفقار وقال له: اذهب وقاتل بهذا وقال: اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته، فمر أمير المؤمنين صلوات الله عليه يهرول في مشيه وهو يقول: لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز ذو نية وبصيرة والصدق منجى كل فائز انى لارجو ان أقيم عليك نائحة الجنائز من ضربة نجلاء يبقى صيتها الهزاهز(1) فقال له عمرو: من أنت؟ قال: انا على بن أبى طالب ابن عم رسول الله وختنه فقال: والله ان اباك كان لى صديقا ونديما وانى أكره أن اقتلك.

ما امن ابن عمك حين بعثك إلى ان اختطفك برمحى هذا فاتركك شائلا(2) بين السماء والارض لا حى ولا ميت، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: قد علم ابن عمى انك ان قتلتنى دخلت الجنة وأنت في النار، وان قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنة.

فقال عمرو: كلتاهما لك يا على، تلك اذا قسمة ضيزى فقال على صلوات الله عليه: دع هذا يا عمرو انى سمعت منك وأنت متعلق بأستار الكعبة تقول: لا يعرضن على أحد في الحرب ثلاث خصال الا أجبته إلى واحدة منها، وانا أعرض اليك ثلاث خصال فأجبنى إلى واحدة قال: هات يا على، قال: أحدها تشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، قال: نح عنى هذا فاسأل الثانية، فقال: ان ترجع وترد هذا الجيش عن رسول الله صلى الله عليه واله فان يك صادقا فأنتم أعلى به عينا وان يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمره(3) قال: اذا

___________________________________

بيليل عرضت لهم بنو بكر في عدد فقال لاصحابه: امضوا فمضوا فقام في وجوه بنى بكر حتى منعهم من أن يصلوا اليه فعرف بذلك.

(1) طعنة نجلاء اى واسعة.

(2) شائلا اى مرتفعا.

(3) قوله عليه السلام اعلى به عينا اى أبصر به وأعلم بحاله.

وذؤبان العرب، صعاليكها ولصوصها.

[ * ]

[252]

تتحدث نساء قريش وتنشد الشعراء في أشعارها انى جبنت ورجعت على عقبى من الحرب وخذلت قوما رأسونى عليهم؟ فقال له أمير المؤمنين: فالثالثة ان تنزل إلى قتالى فانك فارس وانا راجل حتى أنابذك(1) فوثب عن فرسه وعرقبه(3) وقال: هذه خصلة ما ظننت ان أحدا من العرب يسومنى عليها(3) ثم بدأ فضرب امير المؤمنين صلوات الله عليه بالسيف على رأسه فاتقاه أمير المؤمنين بالدرقة(4) فقطعها وثبت السيف على رأسه فقال له على صلوات الله عليه: يا عمر وما كفاك انى بارزتك وأنت فارس العرب حتى استعنت على بالظهير؟ فالتفت عمرو إلى خلفه فضربه أمير المؤمنين صلوات الله عليه مسرعا إلى ساقيه فقطعهما جميعا وارتفعت بينهما عجاجة(5) فقال المنافقون: قتل على بن أبى طالب، ثم انكشفت العجاجة ونظروا فاذا أمير المؤمنين صلوات الله عليه على صدره قد أخذ بلحيته يريد أن يذبحه ثم أخذ رأسه وأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه واله والدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو، وسيفه يقطر منه الدم وهو يقول والرأس بيده: انا ابن عبدالمطلب(6) * الموت خير للفتى من الهرب فقال رسول الله صلى الله عليه واله يا على ماكرته؟ قال: نعم يا رسول الله الحرب خديعة وبعث رسول الله الزبير إلى هبيرة بن وهب فضربه على رأسه ضربة فلق هامته وأمر رسول الله صلى الله عليه واله عمر بن الخطاب أن يبارز ضرار بن الخطاب، فلما برز اليه ضرار انتزع له عمر سهما فقال له ضرار: ويلك يا ابن صهاك أترمينى في مبارزة والله لئن رميتنى لا تركت عدويا بمكة الا قتلته، فانهزم عند ذلك عمر، ومر نحوه ضرار وضربه ضرار على رأسه

___________________________________

(1) المنابذة: المكاشفة والمقاتلة.

(2) عرقبه اى قطع عرقوبه والعرقوب: عصب غليظ فوق العقب.

(3) سام فلانا الامر: كلفه اياه.

(4) الدرقة - محركة -: الترس من جلود ليس فيها خشب ولا عقب.

(5) العجاج - كسحاب -: الغبار.

(6) في المصدر (انا على وابن عبدالمطلب).

[ * ]

[253]

بالقناة ثم قال: احفظها يا عمر فانى آليت الا أقتل قرشيا ما قدرت عليه فكان عمر يحفظ له ذلك بعد ما ولى وولاه.

فبقى رسول الله صلى الله عليه واله يحاربهم في الخندق خمسة عشر يوما، فقال أبوسفيان لحيى بن اخطب: ويلك يا يهودى أين قومك؟ فصار حيى بن أخطب اليهم فقال: ويلكم اخرجوا فقد نابذكم الحرب فلا أنتم مع محمد ولا أنتم مع قريش؟ فقال كعب: لسنا خارجين حتى تعطينا قريش عشرة من أشرافهم رهنا يكونون في حصننا انهم ان لم يظفروا بمحمد لم يبرحوا حتى يرد محمد علينا خلاف عهدنا وعقدنا فانا لا نأمن ان تمر قريش ونبقى نحن في عقر دارنا ويغزونا محمد فيقتل رجالنا ويسبى نسائنا و ذرارينا، وان لم نخرج لعله يرد علينا عهدنا، فقال له حيى بن أخطب: تطمع في غير مطمع، قد نابذت العرب محمدا الحرب فلا أنتم مع محمد ولا أنتم مع قريش، فقال كعب: هذا من شؤمك انما أنت طائر تطير مع قريش غدا وتتركنا في عقر دارنا و يغزونا محمد، فقال له: لك عهد الله على وعهد موسى انه ان لم يظفر قريش بمحمد انى أرجع معك إلى حصنك يصيبنى ما يصيبك فقال كعب: هو الذى قد قلته لك ان اعطتنا قريش رهنا يكونون عندنا والا لم نخرج، فرجع حيى بن اخطب إلى قريش فأخبرهم فلما قال: يسالون الرهن قال أبوسفيان: هذا والله اول الغدر قد صدق نعيم بن مسعود لا حاجة في اخوان القردة والخنازير، فلما طال على أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله الامر واشتد عليهم الحصار وكانوا في وقت برد شديد واصابتهم مجاعة وخافوا من اليهود خوفا شديدا، وتكلم المنافقون بما حكى الله عزوجل عنهم ولم يبق أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله الا نافق الا القليل، وقد كان رسول الله أخبر أصحابه ان العرب تتحزب على ويجيئونا من فوق وتغدر اليهود ونخافهم من أسفل وانه يصيبهم جهد شديد ولكن يكون العاقبة لى عليهم، فلما جاء‌ت قريش وغدرت اليهود قال المنافقون: (ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا) وكان قوم لهم دور في اطراف المدينة فقالوا: يا رسول الله تأذن لنا ان نرجع إلى دورنا فانها في اطراف المدينة وهو عورة، ونخاف اليهود ان يغيروا عليها؟ وقال قوم: هلموا فنهرب ونصبر في البادية ونستجير بالاعراب، فان الذى

[254]

يعدنا محمد كان باطلا كله، وكان رسول الله صلى الله عليه واله أمر أصحابه ان يحرسوا المدينة بالليل وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه على العسكر كله بالليل يحرسهم، فان تحرك أحد من قريش نابذهم، وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يجوز الخندق ويصير إلى قرب قريش حيث يراهم فلا يزال الليل كله قائما وحده يصلى فاذا أصبح رجع إلى مركزه، ومسجد أمير المؤمنين صلوات الله عليه هناك معروف ياتيه من يعرفه فيصلى فيه وهو مسجد الفتح إلى العقيق أكثر من غلوة نشاب، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه واله من اصحابه الجزع لطول الحصار صعد إلى مسجد الفتح وهو الجبل الذى عليه مسجد الفتح اليوم، فدعا الله عزوجل وناجاه فيما وعده وكان مما دعاه أن قال: يا صريخ المكروبين ويا مجيب دعوة المضطرين ويا كاشف الكرب العظيم انت مولاى ووليى وولى آبائى الاولين، اكشف عنا غمنا وهمنا وكربنا، واكشف عنا شر هؤلاء القوم بقوتك وحولك وقدرتك، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان الله عزوجل قد سمع مقالتك و أجاب دعوتك وأمر الدبور وهى الريح مع الملائكة ان تهزم قريشا والاحزاب وبعث الله عزوجل على قريش الدبور فانهزموا وقلعت أخبيتهم، ونزل جبرئيل فأخبره بذلك فنادى رسول الله صلى الله عليه واله حذيفة بن اليمان رضى الله عنه وكان قريبا منه فلم يجبه، ثم ناداه ثانيا فلم يجبه، ثم ناداه الثالثة فقال: لبيك يا رسول الله، قال: أدعوك فلا تجيبنى؟ قال: يا رسول الله بأبى انت وامى من الخفوف والبرد والجوع فقال: ادخل في القوم وائتنا بأخبارهم ولا تحدثن حدثا حتى ترجع إلى فان الله قد أخبرنى انه قد ارسل الرياح على قريش وهزمهم، قال حذيفة: فمضيت وانا انتفض من البرد، فوالله ما كان الا بقدر ما جزت الخندق حتى كأنى في حمام فقصدت خباء عظيما فاذا نار تخبو وتوقد، واذا خيمة فيها ابوسفيان قد دلا خصيتيه على النار وهو ينتفض من شدة البرد و يقول: يا معشر قريش ان كنا نقاتل أهل السماء بزعم محمد فلا طاقة لنا بأهل السماء وان كنا نقاتل أهل الارض فنقدر عليهم، ثم قال: لينظر كل رجل منكم إلى جليسه لا يكون لمحمد عين فيما بيننا قال حذيفة: فبادرت أنا فقلت للذى عن يمينى: من أنت؟ فقال: أنا عمرو بن العاص، ثم قلت للذى عن يسارى: من أنت؟ قال: انا معاوية، و

[255]

انما بادرت إلى ذلك لئلا يسألنى أحد من أنت، ثم ركب ابوسفيان راحلته وهى معقولة ولولا ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: لا تحدث حدثا حتى ترجع إلى لقدرت ان أقتله ثم قال أبوسفيان لخالد بن الوليد: يا با سليمان لابد من ان اقيم أنا وأنت على ضعفاء الناس، ثم قال: ارتحلوا انا مرتحلون ففروا منهزمين، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه واله قال لاصحابه: لا تبرحوا فلما طلعت الشمس دخلوا المدينة وبقى رسول الله صلى الله عليه واله في نفر يسير وكان أبوعرقد الكنانى رمى سعد بن معاذ بسهم في الخندق فقطع أكحله فنزفه الدم(1) فقبض سعد على أكحله بيده ثم قال: اللهم ان كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فابقنى لها فلا أحد أحب إلى محاربتهم من قوم حاربوا الله ورسوله، وان كانت الحرب قد وضعت أوزارها بين رسول الله صلى الله عليه واله وبين قريش فاجعلها لى شهادة ولا تمتنى حتى تقر عينى من بنى قريظة، فامسكت الدم وتورمت يده وضرب له رسول الله صلى الله عليه واله في المسجد خيمة وكان يتعاهده بنفسه.

فأنزل الله عزوجل يا ايها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاء‌تكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم و تروها وكان الله بما تعملون بصيرا اذ جاؤكم من فوقكم ومن اسفل منكم يعنى بنى قريظة حين غدروا وخافوهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر إلى قوله: ان يريدون الا فرارا وهم الذين قالوا لرسول الله صلى الله عليه واله تأذن لنا نرجع إلى منازلنا فانها في اطراف المدينة، ونخاف اليهود عليها.

فانزل الله عزوجل فيهم: ان بيوتنا عورة وماهى بعورة ان يريدون الا فرارا إلى قوله تعالى وكان ذلك على الله يسيرا ونزلت هذه الاية في الثانى لما قال لعبد الرحمن بن عوف: هلم ندفع محمدا إلى قريش ونلحق نحن بقومنا.

38 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: ولان الصبر على ولاة الامر مفروض لقول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله (فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل) وايجابه مثل ذلك على أوليائه واهل طاعته بقوله: لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة.

___________________________________

(1) نزفه الدم اى سال كثيرا حتى أضعفه [ * ]

 

[256]

39 - وفيه ايضا عن أمير المؤمنين عليه السلام كلام طويل وفيه واما قولكم انى جعلت الحكم إلى غيرى وقد كنت عندكم أحكم الناس فهذا رسول الله صلى الله عليه واله قد جعل الحكم إلى سعد يوم بنى قريظة وكان احكم الناس.

وقد قال الله: (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) فتأسيت برسول الله صلى الله عليه واله.

40 - في مجمع البيان قال ثعلبة بن حاطب وكان رجلا من الانصار للنبى صلى الله عليه واله: ادع الله أن يرزقنى مالا، فقال: يا ثعلبة قليل تؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه امالك في رسول الله اسوة حسنة، والذى نفسى بيده لو اردت ان تسير الجبال معى ذهبا وفضة لسارت.

41 - في اصول الكافى احمد بن مهران رحمه الله رفعه وأحمد بن ادريس و محمد بن عبدالجبار الشيبانى قال: حدثنى القاسم بن محمد الرازى قال: حدثنى على ابن محمد الهرمزاى عن ابى عبدالله الحسين بن على عليهما السلام قال: لما قبضت فاطمة عليها السلام دفنها أمير المؤمنين عليه السلام سرا وعفى على موضع قبرها(1) ثم قال: فحول وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه واله فقال: السلام عليك يا رسول الله عنى والسلام عليك عن ابنتك والبائتة في الثرى ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللحاق(2) بك قل يا رسول الله عن صفيتك صبرى وعفى عن سيدة نساء العالمين تجلدى(3) الا ان في التأسى لى بسنتك في فرقتك موضع تعز والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

42 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان عن سعيد الاعرج قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: نام رسول الله صلى الله عليه واله عن الصبح والله عزوجل انامه حتى طلعت الشمس عليه، وكان ذلك رحمة من ربك للناس، الا ترى لو ان رجلا نام حتى تطلع الشمس لعيره الناس وقالوا: لا تتورع لصلوتك فصارت اسوة و سنة، فان قال رجل لرجل: نمت عن الصلوة، قال: قد نام رسول الله صلى الله عليه وآله فصارت اسوة

___________________________________

(1) العفو: المحو: وعفى على الارض: غطاها بالنبات.

(2) في الوافى: والمختار الله اضافة إلى الفاعل ومفعوله سرعة اللحاق.

(3) عفى عن الشئ: امسك عنه.

والتجلد: تكلف الجلد - بالتحريك - وهو القوة والشدة.

[ * ]

[257]

ورحمة، رحم الله سبحانه بها هذه الامة.

43 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن النعمان عن سعيد الاعرج قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: صلى رسول الله صلى الله عليه واله ثم سلم في ركعتين فسأله من خلفه يا رسول الله احدث في الصلوة شئ؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: انما صليت ركعتين قال: أكذلك يا ذا اليدين وكان يدعى ذا الشمالين، فقال: نعم فبنى على صلوته فأتم الصلوة أربعا وقال: ان الله هو أنساه رحمة للامة، ألا ترى لو ان رجلا صنع هذا لعير وقيل: ما تقبل صلوتك، فمن دخل عليه اليوم ذاك قال: قدمن رسول الله صلى الله عليه واله وصارت اسوة وسجد سجدتين لمكان الكلام.

44 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان اذا صلى العشاء الاخرة أمر بوضوئه وسواكه يوضع عند رأسه مخمرا(1) فيرقد ما شاء الله ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلى أربع ركعات، ثم يرقد ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلى أربع ركعات ثم يرقد، حتى اذا كان في وجه الصبح قام فأوتر ثم صلى الركعتين ثم قال: (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة).

45 - في كتاب الخصال عن عتبة بن عمر الليثى عن أبى ذر رحمه الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه واله وهو في المسجد جالس إلى أن قال: قال صلى الله عليه واله: عليك بتلاوة كتاب الله، وذكرالله كثيرا، فانه ذكرلك في السماء، ونور لك في الارض.

46 - في تفسير على بن ابراهيم ثم وصف الله عزوجل المؤمنين اى المصدقين بما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه واله ما يصيبهم في الخندق من الجهد فقال جل ذكره: ولما راى المؤمنون الاجزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا يعنى ذلك الجهد والخوف وتسليما.

47 - في الكافى حميد بن ابن سماعة عن عبدالله بن جبلة عن محمد بن مسعود الطائى عن عنبسة بن مصعب عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله:

___________________________________

(1) خمر الشئ: ستره [ * ]

[258]

من استقبل جنازة أو رآها فقال: الله اكبر هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وصدق الله اللهم زدنا ايمانا وتسليما، الحمد لله الذى تعزز بالقدرة وقهر العباد بالموت لم يبق في السماء ملك الا بكى رحمة لصوته.

48 - في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن ابيه عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال لابى بصير: يا با محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا انكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا.

وانكم لم تبدلوا بنا غيرنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

49 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعرى عن عبدالله بن ميمون القداح عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا على من أحبك ثم مات فقد قضى نحبه، ومن أحبك ولم يمت فهو ينتظر، وما طلعت شمس ولا غربت الا طلعت عليه برزق وايمان وفى نسخة نور.

50 - في كتاب الخصال عن جابر الجعفى عن ابى جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ولقد كنت عاهدت الله تعالى ورسوله انا وعمى حمزة وأخى جعفر وابن عمى عبيدة على امر وفينا به لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه واله فتقدمنى أصحابى وتخلفت بعدهم لما أراد الله تعالى فأنزل الله فينا (من المؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) حمزة وجعفر و عبيدة وانا والله المنتظر يا أخا اليهود وما بدلت تبديلا.

51 - عن الاعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه شرائع الدين إلى ان قال عليه السلام: والولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد نبيهم عليه السلام وأحبته مثل سلمان الفارسى وابى ذر الغفارى والمقداد بن الاسود الكندى وعمار بن ياسر وجابر بن عبدالله الانصارى وحذيفة بن اليمان وابى الهيثم بن التيهان وسهل بن حنيف وأبى ايوب الانصارى وعبدالله بن الصامت وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت ذى الشهادتين وابى سعيد الخدرى ومن نحى نحوهم وفعل مثل فعلهم، والولاية

[259]

لاتباعهم والمقتدين بهم وبهداهم واجبة.

52 - في عيون الاخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرائع الدين والولاية لامير المؤمنين عليه السلام والذين مضوا على منهاج نبيهم، ولم يغيروا ولم يبدلوا مثل سلمان الفارسى وأبى ذر الغفارى، وذكر نحو ما نقلنا عن الخصال بتغيير يسير.

53 - في مجمع البيان وروى أبوالقاسم الحسكانى عن عمرو بن ثابت عن ابى اسحاق عن على عليه السلام قال: فينا نزلت: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) فانا والله المنتظر ما بدلت تبديلا.

54 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله فصل فيما نذكره من مجلد قالب الثمن عتيق عليه مكتوب الاول من تفسير أبى جعفر محمد بن على بن الحسين صلوات الله عليهما رواية ابى الجارود عنه وقال بعد هذا: فصل فيما نذكره من الجزو الثالث من تفسير الباقر عليه السلام من وجهة ثانية من ثانى سطر بلفظه واما قوله: (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) يقول: كونوا مع على بن ابى طالب وآل محمد، قال الله: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه، وهو حمزة بن عبد المطلب (ومنهم من ينتظر) وهو على بن ابى ابى طالب يقول الله (وما بدلوا تبديلا) وقال الله: (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) وهم هيهنا آل محمد.

55 - في ارشاد المفيد رحمه الله في مقتل الحسين عليه السلام: ان الحسين مشى إلى مسلم بن عوسجة لما صرع فاذا به رمق فقال: رحمك الله يا مسلم (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

56 - في كتاب مقتل الحسين لابى مخنف ان الحسين عليه السلام لما أخبر بقتل رسوله عبدالله بن يقطر تغرغرت عينه بالدموع(1) وفاضت على خديه ثم قال: (و

___________________________________

(1) اى ترددت فيها الدموع.

[ * ]

[260]

منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

57 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ان اصحاب الحسين عليه السلام بكربلا كانوا كل من أراد الخروج ودع الحسين عليه السلام وقال: السلام عليك يا ابن رسول الله فيجيبه: وعليك السلام ونحن خلفك ويقرأ (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر).

58 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن نصير أبى الحكم الخثعمى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: المؤمن مؤمنان فمؤمن صدق بعهد الله عزوجل ووفى بشرطه، وذلك قول الله عزوجل: (رجل صدقوا ما عاهدوا الله عليه) وذلك الذى لا يصيبه أهوال الدنيا ولا اهوال الاخرة، وذلك ممن يشفع ولا يشفع له، ومؤمن كخامة الزرع(1) يعوج احيانا ويقوم احيانا، فذلك ممن يصيبه أهوال الدنيا وأهوال الاخرة وذلك ممن يشفع له ولا يشفع.

59 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن عبدالله عن خالد القمى عن خضر بن عمرو عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: المؤمن مؤمنان: مؤمن وفى الله عزوجل بشروطه التى اشترطها عليه، فذلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا، فذلك ممن يشفع ولا يشفع له وذلك ممن لا يصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الاخرة، ومؤمن زلت به قدم، وذلك كخامة الزرع كيف ما كفته الريح انكفا، وذلك ممن يصيبه أهوال الدنيا وأهوال الاخرة ويشفع له و هو على خير.

60 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن الحسن بن على عليه السلام حديث طويل يقول فيه لمعاوية: لعن رسول الله صلى الله عليه واله أبا سفيان في سبعة مواطن إلى قوله: والرابع يوم حنين جاء أبوسفيان بجمع من قريش وهوازن وجاء عيينة بغطفان واليهود فردهم الله عزوجل بغيظهم لم ينالوا خيرا، هذا قول الله عزوجل الذى أنزله في سورتين في كلتيهما يسمى أبا سفيان وأصحابه كفارا، وأنت يا معاوية يومئذ

___________________________________

(1) الخامة من الزرع: اول ما ينبت على ساق، وقيل: الطاقة الغضة وقيل: الشجرة الغضة [ * ]

[261]

مشرك على رأى أبيك بمكة، وعلي يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه واله وعلى رأيه ودينه.

61 - في مجمع البيان وكفى الله المؤمنين القتال قيل بعلى بن أبيطالب وقتله عمرو بن عبد ود، وكان ذلك سبب هزيمة القوم وهو المروى عن أبى عبدالله عليه السلام.

62 - في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله االمؤمنين القتال بعلى بن ابيطالب صلوات الله عليه وكان الله قويا عزيزا ونزل في بنى قريظة وانزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم ارضهم وديارهم وارضا لم تطؤها وكان الله على كل شئ قديرا فلما دخل رسول الله صلى الله عليه واله المدينة واللواء معقود أراد أن يغتسل من الغبار فناداه جبرئيل عليه السلام عذيرك من محارب(1) والله ما وضعت الملائكة لامتها فكيف تضع لامتك؟(2) ان الله عزوجل يأمرك ان لا تصلى العصر الا ببنى قريظة فانى متقدمك ومزلزل بهم حصنهم، انا كنا في آثار القوم نزجرهم زجرا حتى بلغوا حمراء الاسد، فخرج رسول الله صلى الله عليه واله فاستقبله حارثة بن النعمان فقال له: ما الخبر يا حارثة؟ فقال: بابى أنت وامى يا رسول الله هذا دحية الكلبى ينادى في الناس الا لا يصلين العصر أحد الا في بنى قريظة، فقال صلى الله عليه واله: ذاك جبرئيل ادعوا عليا فجاء امير المؤمنين صلوات الله عليه فقال له: ناد في الناس: لا يصلين أحد العصر الا في بنى قريظة، وخرج رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه بين يديه مع الراية العظمى.

وكان حيى بن أخطب لما انهزمت قريش جاء فدخل حصن بنى قريظة، فجاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه فأحاط بحصنهم فأشرف عليهم كعب بن اسيد(3) من الحصن يشتمهم ويشتم رسول الله صلى الله عليه واله، فاقبل رسول الله على حمار فاستقبله أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: بأبى انت وامى يا رسول الله

___________________________________

(1) عذيرك من فلان اى هات من يعذرك فيه، فعيل بمعنى فاعل.

(2) اللامة: الدرع.

(3) في المصدر (اسد) وهو الصحيح وكذا فيما يأتى وقد مر ايضا.

[ * ]

[262]

لا تدن من الحصن، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا على لعلهم شتمونى انهم لو رأونى لاذلهم الله، ثم دنا رسول الله صلى الله عليه واله من حصنهم فقال: يا اخوة القردة والخنازير وعبدة الطاغوت أتشتمونى انا اذا نزلنا بساحة قوم فساء صباحهم، فاشرف عليهم كعب بن أسيد من الحصن فقال: والله يا ابا القاسم ما كنت جهولا فاستحيى رسول الله حتى سقط الرداء من ظهره حياء مما قاله، وكان حول الحصن نخل كثير فاشار اليه رسول الله صلى الله عليه واله فتباعد عنه وتفرق في المفازة وانزل رسول الله صلى الله عليه وآله العسكر حول حصنهم فحاصرهم ثلاثة أيام فلم يطلع أحد منهم رأسه، فلما كان بعد ثلاثة ايام نزل اليه غزال بن شمول فقال: يامحمد تعطينا ما اعطيت اخواننا من بنى النضير احقن دماء‌نا ونخلى لك البلاد وما فيها ولا نكتمك شيئا، فقال: لا أو تنزلون على حكمى، فرجع وبقوا اياما فشكى النساء والصبيان اليهم وجزعوا جزعا شديدا، فلما اشتد عليهم الحصار نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه واله وأمر رسول الله صلى الله عليه واله بالرجال فكتفوا وكانوا سبعمأة وامر بالنساء فعزلوا وأقامت الاوس إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا: يا رسول الله حلفاؤنا وموالينا من دون الناس نصرونا على الخزرج في المواطن كلها، وقد وهبت لعبد الله بن أبى سبعمأة دراع وثلاثماة حاسر(1) في صبيحة واحدة وليس نحن بأقل من عبدالله بن أبى، فلما أكثروا على رسول الله صلى الله عليه واله قال لهم: أما ترضون ان يكون الحكم فيهم إلى رجل منكم؟ فقالوا: بلى و من هو؟ قال: سعد بن معاذ قالوا: قد رضينا بحكمه، فأتوا به في محفة(2) واجتمعت الاوس حوله يقولون: يا أبا عمر واتق الله واحسن في حلفائك ومواليك فقد نصرونا ببعاث والحدائق والمواطن كلها، فلما أكثروا عليه قال: لقد آن لسعد أن لا يأخذه في الله لومة لائم، فقالت الاوس: واقوماه ذهبت والله بنو قريظة آخر الدهر وبكى النساء والصبيان إلى سعد، فلما سكتوا قال لهم سعد: يا معشر اليهود أرضيتم بحكمى فيكم؟ قالوا: بلى قد رضينا بحكمك وقد رجونا نصفك وحسن

___________________________________

(1) الحاسر: الذى لا مغفر عليه ولا درع.

(2) المحفة: سرير يحمل عليه المريض أو المسافر.

[ * ]

[263]

نظرك، فعاد عليهم القول فقالوا: بلى يابا عمرو فالتفت إلى رسول الله صلى الله عليه واله اجلالا له فقال: ما ترى بأبى أنت وأمى يا رسول الله؟ قال: احكم فيهم يا سعد فقد رضيت بحكمك فيهم، فقال: قد حكمت يا رسول الله أن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم و ذراريهم وتقسم غنائمهم وأموالهم بين المهاجرين والانصار، فقام رسول الله صلى الله عليه واله فقال: قد حكمت بحكم الله عزوجل فوق سبعة أرقعة(1) ثم انفجر جرح سعد بن معاذ فما زال ينزفه الدم حتى قضى، وساقوأ الاسارى إلى المدينة فأمر رسول الله صلى الله عليه واله باخدود(2) فحفرت بالبقيع، فلما أمسى أمر باخراج رجل رجل فكان يضرب عنقه، فقال حيى بن أخطب لكعب بن اسيد: ماترى يصنع بهم؟ فقال له: ما يسوء‌ك اماترى الداعى لا يقلع(3) والذى يذهب لا يرجع فعليكم بالصبر والثبات على دينكم فاخرج كعب بن اسيد مجموعة يديه إلى عنقه وكان جميلا وسميا(4) فلما نظر اليه رسول الله صلى الله عليه واله قال له: يا كعب اما نفعك وصية ابن الحواس الحبر الذكى الذى قدم عليكم من الشام؟ فقال: تركت الخمر والخمير وجئت إلى البؤس والتمور لنبى يبعث مخرجه بمكة ومهاجرته في هذه البحيرة يجتزى بالكسيرات والتميرات ويركب الحمار العرى، في عينيه حمرة وبين كتفيه خاتم النبوة، يصنع سيفه على عاتقه لا يبالى من لاقى منكم يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر؟ فقال: قد كان ذلك يا محمد ولولا ان اليهود يعيرونى انى جزعت عند القتل لامنت بك وصدقتك ولكنى على دين اليهود عليه أحيى وعليه أموت، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: قدموه فاضربوا عنقه فضربت، ثم قدم حيى

___________________________________

(1) قال الجزرى سبعة ارقعة يعنى سبع سماوات، وكل سماء يقال لها رقيع والجمع ارقعة.

وقيل: الرقيع اسم سماء الدنيا فأعطى كل سماء اسمها.

(2) الاخدود: الحفرة المستطيلة.

(3) في البحار (ما يسوء‌ك) اى لا تحزن من ذلك أو ما استفهامية اى اى شئ يعتريك من السوء فصرت بحيث لا تعقل مثل هذا الامر الواضح او موصولة اى الذى يسوء‌ك وهو القتل.

وقوله (لا يقلع) اى لا يكف عن دعوتهم واذهابهم، يذهب بواحد بعد واحد.

(4) الوسيم: الحسن الوجه.

[ * ]

[264]

بن أخطب فقال له رسول الله صلى الله عليه واله يا فاسق كيف رأيت صنع الله بك؟ فقال: والله يا محمد ما ألوم نفسى في عداوتك ولو قلقلت كل مقلقل(1) وجهدت كل الجهد ولكن من يخذل الله يخذل، ثم قال حين قدم للقتل: لعمرى ما لام ابن أخطب نفسه * ولكنه من يخذل الله يخذل فقدم وضرب عنقه، فقتلهم رسول الله صلى الله عليه واله في البردين بالغداة والعشى في ثلاثة أيام، وكان يقول: اسقوهم العذب وأطعموهم الطيب وأحسنوا أساراهم حتى قتلهم كلهم، فأنزل الله عزوجل فيهم (وانزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصيهم) اى من حصونهم (وقذف في قلوبهم الرعب) إلى قوله تعالى: (وكان الله على كل شئ قديرا).

63 - واما قوله عزوجل: يا ايها النبى قل لازواجك ان كنتن تردن الحيوة الدنيا إلى قوله تعالى اجرا عظيما فانه كان سبب نزولها انه لما رجع رسول الله صلى الله عليه واله من غزوة خيبر وأصاب كنز آل أبى الحقيق قلن أزواجه اعطنا ما أصبت فقال لهن رسول الله صلى الله عليه واله قسمته بين المسلمين على ماأمرالله عزوجل، فغضبن من ذلك وقلن: لعلك ترى انك ان طلقتنا ان لا نجد الاكفاء من قومنا يتزوجونا؟ فأنف الله عزوجل لرسوله فأمره ان يعتزلهن فاعتزلهن رسول الله صلى الله عليه واله في مشربة ام ابراهيم تسعة وعشرين يوما حتى حضن وطهرن، ثم انزل الله عزوجل هذه الاية وهى آية التخيير، فقال: (يا ايها النبى قل لازواجك ان كنتن تردن الحيوة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن) إلى قوله تعالى: (اجرا عظيما) فقامت ام سلمة أول من قامت فقالت: قد اخترت الله ورسوله فقمن كلهن فعانقنه وقلن مثل ذلك، فأنزل الله عزوجل: (ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء) فقال الصادق عليه السلام: من آوى فقد نكح ومن أرجى فقد طلق، وقوله عزوجل: (ترجى من تشاء منهن) مع هذه الاية قوله عزوجل: (يا ايها النبى قل لازواجك إن كنتن تردن الحيوة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله اعد للمحسنات منهن اجرا عظيما) وقد

___________________________________

(1) قلقله فتقلقل: اى حركه فتحرك.

[ * ]

[265]

اخرت عنها في التأليف.

64 - في الكافى حميد عن ابن سماعة عن ابن رباط عن عيص بن القاسم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن رجل خير امرأته فاختارت نفسها بانت؟ قال: لا انما هذا شئ كان لرسول الله صلى الله عليه واله خاصة، أمر بذلك ففعل، ولو اخترن أنفسهن لطلقهن وهو قول الله عزوجل (قل لازواجك ان كنتن تردن الحيوة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن) واسرحكن سراحا جميلا).

65 - حميد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد وابن رباط عن أبى ايوب الخزاز قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: انى سمعت أباك يقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله خير نسائه فاخترن الله ورسوله فلم يمسكهن على طلاق، ولو اخترن أنفسهن لبن، فقال: ان هذا حديث كان يرويه أبى عن عائشة وما للناس والخيار؟ انما هذا شئ خص الله به رسول الله صلى الله عليه واله.

66 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى قال ذكر أبوعبدالله عليه السلام ان زينب قالت لرسول الله صلى الله عليه واله: لا تعدل وأنت رسول الله، وقالت حفصة: ان طلقتنا وجدنا أكفاء‌نا من قومنا فاحتبس الوحى عن رسول الله صلى الله عليه واله عشرين يوما، فقال: فأنف الله لرسوله فأنزل: (يا ايها النبى قل لازواجك ان كنتن تردن الحيوة الدنيا وزينتها) إلى قوله (اجرا عظيما) قال: فاخترن الله ورسوله ولو اخترن أنفسهن لبن، وان اخترن الله ورسوله فليس بشئ.

67 - حميد عن ابن سماعة عن جعفر عن داود بن سرحان عن أبى عبدالله قال: ان زينب بنت جحش قالت: يرى رسول الله ان خلى سبيلنا ان لا نجد زوجا غيره وقد كان اعتزل نساء‌ه تسعة وعشرين ليلة، فلما قالت زينب الذى قالت، بعث الله جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه واله فقال: (قل لا زواجك ان كنتن تردن الحيوة الدنيا و زينتها فتعالين امتعكن) الايتين كلتيهما فقلن: بل نختار الله ورسوله والدار الاخرة.

68 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبى نصرعن حماد عثمان عن

[266]

عبد الاعلى بن أعين قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام ان بعض نساء النبى صلى الله عليه واله قالت أيرى محمد انه لوطلقنا الا نجد الاكفاء من قومنا، قال: فغضب الله عزوجل له من فوق سبع سماواته فأمره فخيرهن حتى انتهى إلى زينب بنت جحش، فقامت فقبلته وقالت اختار الله ورسوله.

69 - حميد عن الحسن بن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبى بصير عن أبيجعفر عليه السلام قال: ان زينب بنت جحش قالت لرسول الله صلى الله عليه واله: لا تعدل وأنت نبى؟ فقال: تربت يداك(1) اذا لم أعدل من يعدل؟ قالت: دعوت الله يا رسول الله ليقطع يداى؟ فقال: لا ولكن لتتربان فقالت: انك لو طلقتنا وجدنا في قومنا اكفاء، فاحتبس الوحى عن رسول الله صلى الله عليه واله تسعا وعشرين ليلة، ثم قال أبوجعفر عليه السلام فأنف لرسوله عليه السلام فانزل عزوجل: (يا ايها النبى قل لازواجك ان كنتن تردن الحيوة الدنيا) الايتين فاخترن الله ورسوله ولم يكن شيئا، ولو اخترن أنفسهن لبن.

وعنه عن عبدالله بن جبلة عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير مثله.

70 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكى عن زرارة قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: ان الله عزوجل انف لرسوله صلى الله عليه واله مقالة قالتها بعض نسائه فانزل الله آية التخيير فاعتزل رسول الله صلى الله عليه واله نساء‌ه تسعا وعشرين ليلة في مشربة ام ابراهيم، ثم دعاهن فخيرهن فاخترنه، فلم يك شيئا، ولو اخترن أنفسهن كانت واحدة بائنة، قال: وسألته عن مقالة المرأة ماهى؟ قال: فقال: انها قالت: أيرى محمد انه لو طلقنا الا تأتينا الاكفاء من قومنا يتزوجونا؟.

71 - في مجمع البيان وروى الواحدى بالاسناد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله جالسا مع حفصة فتشاجرا بينهما فقال لها: هل لك ان اجعل بينى وبينك رجلا؟ قالت: نعم فارسل إلى عمر فلما ان دخل عليها قال لها تكلمى، قالت: يا رسول الله تكلم ولا تقل الا حقا فرفع عمر يده فوجأ وجهها فقال له النبى صلى الله عليه واله: كف فقال عمر: يا عدوة الله النبى لا يقول الا حقا؟ والذى بعثه بالحق

___________________________________

(1) قال الجوهرى: تربت يداك: اى لا اصبت خيرا.

[ * ]

[267]

لولا مجلسه ما رفعت يدى حتى تموتى، فقام النبى صلى الله عليه واله فصعد إلى غرفة فمكث فيها شهرا لا يقرب شيئا من نساء‌ه يتغدى ويتعشى فيها، فانزل الله عزوجل هذه الايات.

72 - واختلف العلماء في حكم التخيير على اقوال: (احدها) ان الرجل اذا خير امرأته فاختارت فلا شئ وان اختارت نفسها يقع تطليقة واحدة وهو قول عمر بن الخطاب وابن مسعود، واليه ذهب ابوحنيفة وأصحابه (وثانيها) انه اذا اختارت نفسها يقع ثلاث تطليقات وان اختارت زوجها يقع واحدة وهو قول زيد بن ثابت واليه ذهب مالك (وثالثها) انه ان نوى الطلاق كان طلاقا والا فلا وهو مذهب الشافعى (ورابعها) انه لا يقع بالتخيير طلاق وانما كان ذلك للنبى صلى الله عليه واله خاصة ولو اخترن انفسهن لما خيرهن لبن منه، فاما غيره فلا يجوز له ذلك، وهو المروى عن ائمتنا عليهم السلام.

73 - في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن ابى نجران عن عبد - الكريم بن عمرو عن ابى بكر الحضرمى عن ابى جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا ثم قال: وعنه عن عاصم بن حميد عن ابى بصير وغيره في تسمية نساء النبى صلى الله عليه واله ونسبهن و وصفهن: عائشة وحفصة وام حبيب بنت أبى سفيان بن حرب، وزينب بنت جحش، وسودة بنت زمعة، وميمونة بنت الحارث، وصفية بنت حيى بن اخطب وام سلمة بنت أبى امية وجويرية بنت الحارث وكانت عائشة من تيم وحفصة من عدى وأم سلمة من بنى مخزوم، وسودة من بنى اسد، وعدادها من بنى امية، وام حبيب بنت ابى سفيان من بنى امية، وميمونة بنت الحارث من بنى هلال وصفية بنت حيى بن أخطب من بنى اسرائيل، ومات صلى الله عليه واله عن تسع، وكان له سواهن التى وهبت نفسها للنبى و خديجة بنت خويلد ام ولده، وزينب بنت ابى الجون التى خدعت والكندية.

74 - في كتاب الخصال عن ابى عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال تزوج رسول الله صلى الله عليه واله بخمس عشرة امرأة ودخل بثلاث عشر امرأة منهن، وقبض عن تسع فاما اللتان لم يدخل بهما فعمرة والسيفا(6) واما الثلاث عشرة اللاتى دخل

___________________________________

(6) قد اختلفت نسخ الكتاب والمصدر في اللفظة ففى بعضها (شليباء) وفى اخرى (شباء) وفى ثالثة (سيناء) والمذكورفي ذيل السيرة لابن هشام ج 2 ص 648 (سبا بنت اسماء بن الصلت).

[ * ]

[268]

بهن فاولهن خديجة بنت خويلد، ثم سودة بنت زمعة، ثم ام سلمة واسمها هند بنت ابى امية، ثم ام عبدالله عائشة بنت ابى بكر، ثم حفصة بنت عمر، ثم زينب بنت خزيمة بن الحارث ام المساكين، ثم زينب بنت جحش، ثم ام حبيب رملة بنت ابى سفيان ثم ميمونة بنت الحارث، ثم زينب بنت عميس، ثم جويرية بنت الحارث، ثم صفية بنت حيى بن أخطب، والتى وهبت نفسها للنبى خولة بنت حكيم السلمى، وكان له سريتان يقسم لهما مع ازواجه: مارية القبطية وريحانة الخندفية، والتسع اللاتى قبض عنهن عائشة وحفصة وام سلمة وزينب بنت جحش وميمونة بنت الحارث ام حبيب بنت أبى سفيان، وجويرية وسودة وأفضلهن خديجة بنت خويلد ثم ام سلمة ثم ميمونة.

75 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن احمد قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن غالب عن عبدالرحمان بن أبى نجران عن حماد عن حريز قال: يألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: يانساء النبى من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين قال: الفاحشة الخروج بالسيف.

76 - وفى رواية أبى الجارود عن أبيجعفر عليه السلام قال: اجرها مرتين والعذاب ضعفين، كل هذا في الاخرة حيث يكون الاجر ويكون العذاب.

77 - في مجمع البيان وروى محمد بن أبى عميرعن ابراهيم بن عبدالحميد عن على بن عبدالله بن الحسين عن أبيه عن على بن الحسين زين العابدين عليهم السلام انه قال رجل: انكم أهل بيت مغفور لكم، قال: فغضب وقال: نحن أحرى ان يجرى فينا ما أجرى الله في أزواج النبى صلى الله عليه واله من أن نكون كما تقول، انا نرى لمحسننا ضعفين من الاجر ولمسيئنا ضعفين من العذاب، ثم قرء الايتين.

78 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبدالله بن مسعود عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان يوشع بن نون وصى موسى عليه السلام عاش بعد موسى ثلاثين سنة وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى عليه السلام فقالت: انا احق منك بالامر، فقاتلها فقتل مقاتليها وأحسن أسرها، وان ابنة أبيبكر ستخرج على علي في كذا وكذا الفا من امتى، فيقاتلها فيقتل مقاتليها ويأسرها فيحسن أسرها، و

[269]

فيها أنزل الله تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى يعنى صفيراء بنت شعيب.

79 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا حميد بن زياد عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبى عبدالله عن أبيه عليهما السلام في هذه الاية: (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى) قال: اى ستكون جاهلية اخرى.

80 - في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه ان النبى صلى الله عليه واله قال - بعد ان ذكر ليلة اسرى به إلى السماء -: ورأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار، إلى قوله صلى الله عليه واله: واما المعلقة برجليها فانها كانت تخرج من بيتها بغير اذن زوجها.

81 - في كتاب الخصال عن على بن أبى طالب عليه السلام عن النبى صلى الله عليه واله انه قال في وصيته له: يا على ليس على النساء جمعة إلى أن قال: ولا تخرج من بيت زوجها الا باذنه وان خرجت بغير اذنه لعنها الله وجبرئيل وميكائيل.

82 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد والحسن بن على بن النعمان عن أبيه عن على بن النعمان عن محمد بن سنان يرفعه قال: ان عائشة قالت: التمسوا لى رجلا شديد العداوة لهذا الرجل حتى أبعثه اليه، قال: فأتيت به فمثل بين يديها فرفعت اليه رأسها فقالت له: ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل؟ فقال لها: كثيرا ما أتمنى على ربى أنه و أصحابه في وسطى فضربت ضربة بالسيف، فسبق السيف الدم، قالت: فأنت له اذهب بكتابى هذا فادفعه اليه ظاعنا رأيته او مقيما، اما انك ان رأيته رأيته راكبا على بغلة رسول الله صلى الله عليه واله منتكبا قوسه معلقا كنانته بقربوس سرجه وأصحابه كأنهم طير صواف قال: فاستقبله راكبا كما قالت فناوله الكتاب ففص خاتمه ثم قرأه فقال: تبلغ إلى منزلنا فتصيب من طعامنا وشرابنا ونكتب جواب كتابك؟ فقال: هذا والله ما لا يكون، قال: فسار خلفه فأحدق به أصحابه ثم قال له: اسئلك قال: نعم قال: وتجيبنى؟ قال: نعم قال: نشدتك هل قالت: التمسوا لى رجلا شديد العداوة لهذا الرجل فأتى بك فقالت لك: ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل؟ فقلت: كثيرا ما أتمنى على ربى انه وأصحابه في وسطى وانى ضربت ضربة سبق السيف الدم؟ قال: اللهم نعم قال:

[270]

فنشدتك الله هل قالت لك: اذهب بكتابى هذا فادفعه اليه ظاعنا أو مقيما اما انك ان رأيته رأيته راكبا على بغلة رسول الله صلى الله عليه واله متنكبا قوسه معلقا كنانته بقربوس سرجه أصحابه به خلفه كأنهم طير صواف فتعطيه كتابى هذا؟ قال: اللهم نعم، قال: فنشدتك الله هل قالت لك: ان عرض عليك طعامه وشرابه فلا تناولن منه شيئا فان فيه السحر؟ قال: اللهم نعم، قال: فتبلغ عنى؟ قال: قال اللهم نعم فانى قد اتيتك وما في الارض خلق أبغض إلى منك وأنا الساعة ما في الارض خلق أحب إلى منك فمرنى بما شئت، قال: ارجع اليها بكتابى هذا وقل لها: ما أطلعت الله ولا رسوله حيث أمرك بلزوم بيتك فخرجت ترددين في العساكر، وقل لهم: ما أنصفتم الله ولا رسوله خلفتم حلائلكم في بيوتكم وأخرجتم حليلة رسول الله صلى الله عليه واله، قال: فجاء بكتابه اليها وأبلغها مقالته ثم رجع اليه فاصيب بصفين، فقالوا: ما نبعث اليه بأحد الا أفسده علينا.

83 - في كتاب علل الشرائع أبى رضى الله عنه قال: حدثنى سعد بن عبدالله عن محمد بن اسماعيل عن عيسى عن محمد بن أبى عمير عن حماد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد - الله عن زرارة بن أعين عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: المرأة عليها اذان واقامة؟ فقال: ان كان تسمع اذان القبيلة فليس عليها اكثر من الشهادتين، لان الله تبارك وتعالى قال للرجال: (اقيموا الصلوة) وقال للنساء: واقمن الصلوة وآتين الزكوة واطعن الله ورسوله والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

84 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا قال: نزلت هذه الاية في رسول الله وعلى بن أبى طالب وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، وذلك في بيت ام سلمة زوج النبى فدعا رسول الله صلى الله عليه واله عليا (أمير المؤمنين خ ل) وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ثم ألبسهم كساء له خيبريا(1) ودخل معهم فيه، ثم قال: اللهم هؤلاء اهل بيتى وعدتنى فيهم مما وعدتنى، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت ام سلمة: وانا معهم يا رسول الله؟ قال:

___________________________________

(1) وفى بعض النسخ (حبريا) مكان (خيبريا).

[ * ]

[271]

ابشرى يا ام سلمة فانك إلى خير.

85 - في عيون الاخبار في باب ذكرمجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه فقال المأمون: من العترة الطاهرة؟ فقال الرضا عليه السلام: الذين وصفهم الله تعالى في كتابه فقال تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وهم الذين قال رسول الله صلى الله عليه واله: انى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتى أهل الا وانهما لن يفترقاحتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفونى فيهما، ايها الناس لا تعلموهم فانهم أعلم منكم.

86 - وفيه في هذا الباب يقول الرضا عليه السلام في الحديث المذكور والاية الثانية في الاصطفاء قوله عزوجل: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) وهذا الفضل الذى لا يجهله أحد معاند اصلا، لانه فضل بعد طهارة تنتظر، فهذه الثانية.

87 - وفيه في باب السبب الذى من أجله قبل الرضا عليه السلام ولاية العهد من المأمون ووجدت في بعض الكتب نسخة كتاب الحبا والشرط من الرضا عليه السلام إلى العمال في شأن الفضل بن سهل وأخيه ولم أرو ذلك عن أحد، أما بعد فالحمد لله البدئ البديع إلى أن قال: الحمد لله الذى أورث أهل بيته مواريث النبوة واستودعهم العلم والحكمة، وجعلهم معدن الامامة والخلافة، وأوجب ولايتهم وشرف منزلتهم فامر رسوله بمسألة امته مودتهم، اذ يقول: (قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى) وما وصفهم به من اذهابه الرجس عنهم وتطهيره اياهم في قوله: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا).

88 - وفيه في الزيارة الجامعة لجميع الائمة عليهم السلام المنقولة عن الجواد عليه السلام: عصمكم الله من الزلل وآمنكم من الفتن وطهركم من الدنس واذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا.

89 - في كتاب الخصال في احتجاج على عليه السللام على أبى بكر قال: فانشدك بالله ألى ولاهلى وولدى آية التطهير من الرجس ام لك ولاهل بيتك؟ قال: بل لك ولاهل -

[272]

بيتك، قال: فانشدك بالله انا صاحب دعوة رسول الله صلى الله عليه واله وأهلى وولدى يوم الكساء اللهم هؤلاء أهلى اليك لا إلى النار ام أنت؟ قال: بل أنت وأهل بيتك.

90 - وفيه ايضا في احتجاجه عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: انشدكم الله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير على رسوله صلى الله عليه واله (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فاخذ رسول الله صلى الله عليه واله كساء‌ا خيبريا فضمنى فيه وفاطمة والحسن والحسين، ثم قال: يا رب هؤلاء أهل بيتى فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا غيرى؟ قالوا: اللهم لا.

91 - وفيه ايضا في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام: وأما السبعون فان رسول الله صلى الله عليه واله نام ونومنى وزوجتى فاطمة وابنى الحسن والحسين وألقى علينا عباء قطوانية(1) فانزل الله تعالى فينا (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فقال جبرئيل عليه السلام: انا منكم يا محمد فكان سادسنا جبرئيل.

92 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالى عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال في اثناء كلام له في جمع من المهاجرين والانصار في المسجد ايام خلافة عثمان: ايها الناس أتعلمون ان الله عزوجل أنزل في كتابه (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فجمعنى وفاطمة وابنى حسنا وحسينا وألقى علينا كساه وقال: اللهم ان هؤلاء أهل بيتى ولحمتى يولمنى ما يولمهم، ويحرجنى ما يحرجهم، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت ام سلمة: وانا يا رسول الله؟ فقال: أنت - او انك - على خير، انما انزلت في وفى أخى وابنتى وفى تسعة من ولد ابنى الحسين خاصة ليس معنا فيها أحد غيرنا؟ فقالوا كلهم: نشهد ان ام سلمة حدثنا بذلك.

فسألنا رسول الله صلى الله عليه واله فحدثنا كما حدثتنا ام سلمة رضى الله عنها.

93 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن أبى عمير عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما منع أبوبكر فاطمة عليها السلام فدكا وأخرج وكيلها جاء أمير المؤمنين عليه السلام: إلى المسجد وابوبكر جالس وحوله المهاجرون والانصار فقال:

___________________________________

(1) قطوان - محركة -: موضع بالكوفة منه الاكسية القطوانية.

[ * ]

[273]

يابا بكر لم منعت فاطمة ما جعله رسول الله صلى الله عليه واله لها ووكيلها فيه منذ سنين إلى قوله: فقال أمير المؤمنين عليه السلاام لابى بكر: يابا يكر يقرأ القرآن؟ قال: بلى، قال: فأخبرنى عن قول الله عزوجل: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فينا أو في غيرنا نزلت؟ قال: فيكم، قال: فأخبرنى لو أن شاهدين مسلمين شهدا على فاطمة عليها السلام بفاحشة ما كنت صانعا؟ قال: كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على نساء المسلمين، قال: كنت اذن عند الله من الكافرين، قال: ولم؟ قال: لانك كنت ترد شهادة الله وتقبل شهادة غيره، لان الله عزوجل قد شهد لها بالطهارة فاذا رددت شهادة الله وقبلت شهادة غيره كنت عند الله من الكافرين، قال: فبكى الناس وتفرقوا ودمدموا(1) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

94 - وباسناده إلى عبدالرحمن بن كثيرقال: قلت لابى عبدالله عليه السلام ما عنى الله عزوجل بقوله تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال: نزلت هذه الاية في النبى وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام، فلما قبض الله عزوجل نبيه صلى الله عليه واله كان أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين عليهم السلام، ثم وقع تأويل هذه الاية: (واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) وكان على بن الحسين عليهما السلام، ثم جرت في الائمة من ولده الاوصياء عليهم السلام فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عزوجل.

95 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا ابى ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قالا: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميرى عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب قال: حدثنا النضر بن شعيب عن عبدالغفار الخازن عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال: الرجس هوالشك.

96 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن على الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله:

___________________________________

(1) دمدم فلان على فلان: كلمه مغضبا.

[ * ]

[274]

(انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) يعنى الائمة عليهم السلام من ولايتهم من دخل فيها دخل في بيت النبى صلى الله عليه واله.

97 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلى بن محمد عن سهل بن زياد أبى سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبى بصيرعن أبى عبدالله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه واله وقال: اوصيكم بكتاب الله وأهل بيتى فانى سألت الله عزوجل ان لا يفرق بينهما حتى يوردهما على الحوض فاعطانى ذلك، وقال: لا تعلموهم فانهم أعلم منكم، وقال: انهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة، فلو سكت رسول الله صلى الله عليه واله ولم يبين من أهل بيته لادعاها آل فلان وآل فلان، ولكن الله عزوجل انزله في كتابه لنبيه (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فكان على والحسن و الحسين وفاطمة عليهم السلام، فادخلهم رسول الله صلى الله عليه واله تحت الكساء في بيت ام سلمة، ثم قال: اللهم ان لكل نبى أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتى وثقلى، فقالت ام سلمة: ألست من أهلك؟ فقال: انك إلى خير ولكن هؤلاء أهلى وثقلى، وفى آخر الحديث وقال: الرجس هو الشك والله لا نشك في ربنا أبدا.

محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبى عن أبى بصيرعن أبى عبدالله عليه السلام مثل ذلك.

98 - على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن ربعى عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: انا لا نوصف وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس وهوالشك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

99 - في تفسيرعلى بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن حماد بن عيسى وحماد بن عثمان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما بويع لابى بكر واستقام له الامر على جميع المهاجرين والانصار بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة عليها السلام إلى أن قال فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يابا بكر تقرأ كتاب الله؟ قال: نعم قال: فأخبرنى عن قول الله تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم)

[275]

تطهيرا فيمن نزلت أفينا أم في غيرنا؟ قال: بل فيكم، قال: فلو ان شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ما كنت صانعا؟ قال: كنت اقيم عليها الحد كما أقيم على ساير المسلمين، قال: كنت اذا عند الله من الكافرين، قال: ولم؟ قال: لانك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها كما رددت حكم الله وحكم رسوله ان جعل لها فدكا وقبضته في حيوته، ثم قبلت شهادة أعرابى بائل على عقبيه عليها، و أخذت منها فدكا، وزعمت انه فيئ للمسلمين؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله: البينة على من ادعى واليمين على من ادعى عليه؟ قال: فدمدم الناس وبكى بعضهم فقالوا: صدق الله ورجع على إلى منزله، والحديث بتمامه مذكور في الروم عند قوله تعالى: (وآت ذا القربى حقه).

100 - وباسناده إلى حذيفة بن اليمان عن النبى صلى الله عليه واله وذكرحديثا طويلا وفيه يقول: صلى الله عليه واله: ثم جعل القبائل بيوتا فجعلنى في خيرها بيتا، وذلك قوله: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

101 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم ذكر من اذن له في الدعاء بعده وبعد رسوله في كتابه فقال: (ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون) ثم اخبر عن هذه الامة وممن هى وانها من ذرية ابراهيم ومن ذرية اسماعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم الدعوة دعوة ابراهيم واسماعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه أنه اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

102 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن على بن الحسين عليهما السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين: فهل تجد لنا في سورة الاحزاب حقا خاصة دون المسلمين؟ فقال: لا، قال على عليه السلام: اما قرأت هذه الاية: (انما يزيد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا).

103 - في امالى الصدوق رحمه الله باسناده إلى ابى بصير قال: قلت للصادق

[276]

جعفر بن محمد عليهما السلام: من آل محمد؟ قال ذريته، قلت: من أهل بيته؟ قال: الائمة الاوصياء فقلت: من عترته؟ قال: أصحاب العباء، فقلت: من امته؟ قال: المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند الله عزوجل المتمسكون بالثقلين الذين امروا بالتمسك بهما كتاب الله وعترته أهل بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهما الخليفتان على الامة بعد رسول الله صلى الله عليه واله.

104 - في مجمع البيان وقال أبوسعيد الخدرى وانس بن مالك ووائل بن الاسقع وعائشة وام سلمة: ان الاية مختصة برسول الله صلى الله عليه واله وعلى وفاطمة والحسن و الحسين عليهم السلام، ذكر ابوحمزة الثمالى في تفسيره حدثنى شهر بن حوشب عن ام سلمة قالت: جاء‌ت فاطمة إلى النبى صلى الله عليه واله تحمل هريرة لها فقال: ادعى زوجك وابنيك فجائت بهم فطعموا ثم ألقى عليهم كساء له خيبريا وقال: اللهم هؤلاء اهل بيتى و عترتى فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقلت: يا رسول الله: وأنا معهم؟ قال صلى الله عليه واله: انت على خير.

105 - وروى الثعلبى في تفسيره ايضا بالاسناد عن ام سلمة ان النبى صلى الله عليه واله كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة(1) فيها هريرة فقال لها: ادعى زوجك وابنيك فذكرت الحديث نحو ذلك، ثم قالت: فانزل الله: (انما يريد الله) الاية، قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج يده فالوى بها إلى السماء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتى وحامتى فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فأدخلت رأسى البيت وقلت: وأنا معكم يا رسول الله؟ قال انك إلى خير.

106 - وباسناده قال مجمع: دخلت امى على عائشة فسألتها امى أرأيت خروجك يوم الجمل؟ قالت: انها كانت قدرا من الله، فسألتها عن على فقالت: تسألينى عن أحب الناس كان إلى رسول الله، وزوج أحب الناس كانت إلى رسول الله، لقد رأيت عليا وفاطمة وحسنا وحسينا قد جمع رسول الله صلى الله عليه واله بثوب عليهم ثم قال: اللهم ام هؤلاء اهل بيتى وحامتى فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت: فقلت: يا رسول الله

___________________________________

(1) البرمة: القدر من الحجر.

[ * ]

[277]

أنا من أهلك؟ قال: تنحى فانك إلى خير.

107 - وباسناده عن أبى سعيد الخدرى عن النبى صلى الله عليه واله قال: نزلت هذه الاية في خمسة في وفى على وحسن وحسين وفاطمة.

108 - واخبرنا السيد أبوالحمد قال: حدثنا الحاكم أبوالقاسم الحسكانى قال: حدثونا عن أبى بكر السبيعى قال: حدثنا أبوعروة الحرانى قال: حدثنى ابن مصغى قال: حدثنا عبدالرحيم بن واقد عن أيوب بن سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: نزلت هذه الاية على النبى صلى الله عليه واله وليس في البيت الا فاطمة والحسن والحسين وعلى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) فقال النبى صلى الله عليه واله: اللهم هؤلاء أهلى.

109 - وحدثنا السيد أبوالحمد قال حدثنا الحاكم أبوالقاسم باسناده عن زاذان عن الحسن بن على قال: لما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلى عليه واله واياه في كساء لام سلمة خيبرى ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتى وعترتى.

110 - في تفسير العياشى عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، ان الاية ينزل أولها في شئ وأوسطها في شئ وآخرها في شئ، ثم قال: (انما يرد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) من ميلاد الجاهلية.

111 - في بصائر الدرجات محمد بن خالد الطيالسى عن سيف بن عميرة عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: الرجس هو الشك ولا نشك في ديننا أبدا.

112 - في تفسير على بن ابراهيم ثم عطف على نساء النبى صلى الله عليه واله فقال: واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ان الله كان لطيفا خبيرا ثم عطف على آل محمد صلوات الله عليهم فقال جل ذكره: ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات إلى قوله: واجرا عظيما.

113 - في مجمع البيان قال مقاتل بن حيان: لما رجعت اسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبى طالب دخلت على نساء رسول الله صلى الله عليه واله فقالت: هل فينا شئ من القرآن؟ قلن: لا، فأتت رسول الله صلى الله عليه واله فقالت: يا رسول الله

 

[278]

ان النساء لفى خيبة وخسار فقال: ومم ذلك؟ قالت: لانهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال، فأنزل الله تعالى هذه الاية.

114 - قال البلخى: فسر رسول الله صلى الله عليه واله المسلم والمؤمن بقوله: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من آمن جاره بوائقه وما ما آمن بى من مات شبعان وجاره طاو(1).

115 - في اصول الكافى على عن أبيه عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان الايمان يشارك الاسلام ولا يشاركه الاسلام، ان الايمان ما وقر في القلوب والاسلام ما عليه المناكح والمواريث وحقن الدماء، والايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان.

116 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبى الصباح الكنانى قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: أيهما أفضل، الايمان أو الاسلام فان من قبلنا يقولون: ان الاسلام أفضل من الايمان؟ فقال: الايمان أرفع من الاسلام قلت: فأوجدنى ذلك قال: ما تقول في من أحدث في المسجد الحرام متعمدا؟ قال: يضرب ضربا شديدا، قال: أصبت، قال: فما تقول فيمن أحدث في الكعبة متعمدا؟ قلت: يقتل.

قال: اصبت الا ترى ان الكعبة أفضل من المسجد، وان الكعبة تشرك المسجد و المسجد لا يشرك الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان.

117 - على بن ابراهيم عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن بن أبى نجران عن حماد بن عثمان عن عبدالرحمان القصير قال: كتبت مع عبدالملك بن أعين إلى أبى جعفر عليه السلام أسأله عن الايمان ماهو قال؟ فكتب إلى مع عبدالملك بن أعين سألت رحمك الله عن الايمان والايمان هو الاقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالاركان، والايمان بعضه من بعض وهو دار، وكذلك الاسلام دار، والكفر دار، فقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما، فالاسلام قبل الايمان

___________________________________

(1) البوائق جمع البائقة: الداهية، وطوى يطوى بمعنى فهو طاواى خالى البطن جائع.

[ * ]

[279]

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: الاحاديث الدالة على المغايرة بين الاسلام والايمان كثيرة والاكثر على العمل بها.

118 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد ابن خالد البرقى والحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن محمد ابن مروان عن سعيد بن طريف عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين، ومن قرأ مأة آية كتب من القانتين، ومن قرأ مأتى آية كتب من الخاشعين.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

119 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن اذينة عن بريد بن معاوية العجلى قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان الصواعق لا تصيب ذاكرا، قلت: وما الذاكر؟ قال: من قرأ مأة آية.

120 - في مجمع البيان وروى أبوسعيد الخدرى عن النبى صلى الله عليه واله قال: اذا أيقظ الرجل أهله من الليل وتوضيا وصليا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.

121 - وروى عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال: من بات على تسبيح فاطمة كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.

122 - في اصول الكافى ابومحمد القاسم بن العلا رحمه الله رفعه عن عبدالعزيز بن مسلم قال: كنا مع الرضا عليه السلام بمرو فاجتمعنا في الجامع في بدو مقدمنا، فاداروا أمر الامامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها.

فدخلت على سيدى عليه السلام فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسم عليه السلام ثم قال: يا عبدالعزيز جهل القوم وخدعوا عن أديانهم، ان الله عزوجل لم يقبض نبيه صلى الله عليه واله حتى أكمل له الدين إلى قوله عليه السلام: ولقد راموا صعبا و قالوا افكا وضلوا ضلالا بعيدا، ووقعوا في الحيرة اذ تركوا الامام عن بصيرة، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين، رغبوا عن اختيار الله و اختيار رسوله صلى الله عليه واله إلى اختيارهم والقرآن يناديهم: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما

[280]

كان لهم الخيرة من أمرهم سبحان الله وتعالى عما يشركون) وقال عزوجل: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم.

123 - في كتاب في كتاب التوحيد باسناده إلى الاصبغ بن نباتة قال: قال امير المؤمنين عليه السلام لرجل: ان كنت لا تطيع خالقك فلا تأكل رزقه، وان كنت واليت عدوه فاخرج من ملكه، وان كنت غير قانع برضاه وقدره فاطلب ربا سواه.

124 - وباسناده إلى الحسين بن خالد عن على بن موسى الرضا عن ابيه عن آبائه عن على بن ابى طالب عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: قال الله جل جلاله: من لم يرض بقضائى ولم يؤمن بقدرى فليلتمس الها غيرى.

125 - وقال رسول الله صلى الله عليه واله: في كل قضاء الله عزوجل خيرة للمؤمن.

126 د - وباسناده إلى سليمان بن خالد عن أبى عبدالله الصادق عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: ضحك رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم حتى بدت نواجذه(1) ثم قال: الا تسألونى مما ضحكت؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عجبت للمرء المسلم انه ليس من قضاء يقضيه الله الا كان خيرا له في عاقبة أمره.

127 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم) وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش الاسدية من بنى أسد بن خزيمة، وهى بنت عمة النبى صلى الله عليه واله فقالت: يا رسول الله حتى اؤامر نفسى فأنظر، فانزل الله عزوجل: (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة) الاية فقالت: يا رسول الله أمرى بيدك فزوجها اياه فمكثت عند زيد ما شاء الله، ثم انهما تشاجرا في شئ إلى رسول الله صلى الله عليه واله فنظر اليها رسول الله فأعجبته فقال زيد: يا رسول الله تأذن لى في طلاقها فان فيها كبرا وانها لتؤذينى بلسانها، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: اتق الله وامسك عليك زوجك واحسن اليها، ثم ان زيدا طلقها وانقضت عدتها فأنزل الله عزوجل

___________________________________

(1) النواجذ - جمع الناجذ -: وهى أفصى الاضراس وهى أربعة وهى اضراس الحلم لانها تنبت بعد البلوغ وكمال العقل.

[ * ]

[281]

نكاحهاعلى رسول الله صلى الله عليه واله فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها وروى فيه ايضا غيرهذا وقد نقلناه عند قوله تعالى: (وما جعل أدعيائكم ابنائكم) في اول هذه السورة.

128 - وفيه ايضا حديث طويل عن النبى صلى الله عليه واله يقول فيه وقد ذكرنا ما رأى ليلة أسرى به: دخلت الجنة فاذا على حافتيها(1) بيوتى وبيوت أزواجى واذا ترابها كالمسك واذا جارية تتغمس في أنهار الجنة فقلت: لمن أنت يا جارية؟ فقالت: لزيد بن حارثة فبشرته بها حين أصبحت.

129 - في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون مع أصحاب الملل والمقالات وما أجاب به على بن جهم في عصمة الانبياء صلوات الله عليهم حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: واما محمد صلى الله عليه واله وقول الله عزوجل: (وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) فان الله تعالى عرف نبيه صلى الله عليه واله أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في الاخرة وانهن امهات المؤمنين، واحدهن سمى له زينب بنت جحش وهى يومئذ تحت زيد بن حارثة، فأخفى صلى الله عليه واله اسمها في نفسه ولم يبده لكيلا يقول أحد من المنافقين: انه قال في امرأة في بيت رجل انها أحد أزواجه من امهات المؤمنين، وخشى قول المنافقين قال الله عزوجل: (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) يعنى في نفسك وان الله عزوجل ما تولى تزويج أحد من خلقه الا تزويج حوا من آدم و زينب من رسول الله صلى الله عليه واله بقوله عزوجل: (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها) وفاطمة من على عليهما السلام قال: فبكى على بن محمد الجهم وقال: يا ابن رسول الله انا تائب إلى الله تعالى من ان أنطق في أنبياء الله عليهم السلام بعد يومى هذا الا بما ذكرته.

130 - وفيه في باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء حديث طويل وفيه يقول المأمون للرضا عليه السلام: فاخبرنى عن قول الله عزوجل: (واذ تقول للذى انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه) قال الرضا عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه واله قصد دار زيد بن حارثة ابن شراحيل الكلبى في أمر أراده فراى امرأته تغتسل فقال لها: سبحان الله الذى خلقك

___________________________________

(1) الحافة: الجانب.

[ * ]

[282]

وانما أراد بذلك تنزيه الله تعالى عن قول من زعم ان الملائكة بنات الله، فقال الله عزوجل: (أفاصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا انكم لتقولون قولا عظيما) فقال النبى صلى الله عليه واله لما رآها تغتسل: سبحان الله الذى خلقك ان يتخذ ولدا يحتاج إلى هذا التطهير و الاغتسال، فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجئ الرسول عليه السلام وقوله لها: (سبحان الله خلقك) فلم يعلم زيد ما أراد بذلك، فظن انه قال ذلك لما أعجبه من حسنها، فجاء إلى النبى صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله ان امرأتى في خلقها سوء، وانى اريد طلاقها، فقال له النبى عليه السلام: (امسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه) وقد كان الله عزوجل عرفه عدد أزواجه وان تلك المرأة منهن، فأخفى ذلك في نفسه ولم يبده لزيد وخشى الناس أن يقولوا ان محمدا يقول لمولاه: ان امرأتك ستكون لى زوجة فيعيبونه بذلك، فأنزل الله تعالى: (واذ تقول للذى انعم الله عليه) يعنى بالاسلام (وانعمت عليه) يعنى بالعتق (امسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق أن تخشاه) ثم ان زيد بن حارثة طلقها واعتدت منه فزوجها الله تعالى من نبيه صلى الله عليه واله وأنزل بذلك قرآنا فقال عزوجل: فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهن وطرا وكان امر الله مفعولا ثم علم عزوجل ان المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل: ما كان على النبى من حرج فيما فرض الله له فقال المأمون: لقد شفيت صدرى يا ابن رسول الله وأوضحت لى ما كان ملتبسا على، فجزاك الله عن أنبيائه وعن الاسلام خيرا.

131 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال ثم خاطبه في أضعاف ما أثنى عليه في الكتاب من الازراء وانخفاض محله وغير ذلك، تهجينه وتأنيبه ما لم يخاطب به أحدا من الانبياء مثل قوله: (وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) والذى بدا في الكتاب من الازراء على النبى صلى الله عليه واله من فرية الملحدين، و هنا كلام طويل يطلب عند قوله تعالى: (ان الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا).

132 - في مجمع البيان (وتخفى في نفسك ما الله مبديه) قيل ان الذى أخفاه

[283]

في نفسه هو ان الله سبحانه أعلمه انها ستكون من أزواجه، وان زيدا سيطلقها، فلما جاء زيد وقال له: أريد ان اطلق زينب قال له: امسك عليك زوجك، فقال سبحانه: لم قلت: امسك عليك زوجك وقد أعلمتك انها ستكون من أزواجك؟ وروى ذلك عن على بن الحسين عليهما السلام.

133 - وروى ثابت عن أنس بن مالك قال: لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه واله لزيد اذهب فاذكرها على قال زيد: فانطلقت فقلت: يا زينب ابشرى قد أرسلنى رسول الله صلى الله عليه واله بذكرك ونزل القرآن، وجاء رسول الله صلى الله عليه واله فدخل عليها بغير اذن لقوله: (زوجناكها) وفى رواية فانطلقت فاذا هى تخمر عجينها فلما رأيتها عظمت في نفسى حتى ما استطيع ان أنظر اليها حين علمت ان رسول الله صلى الله عليه واله ذكرها، فوليتها ظهرى وقلت: يا زينب ابشرى فان رسول الله صلى الله عليه واله يخطبك، ففرحت بذلك وقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى اؤامر ربى، فقامت إلى مسجدها ونزل: (زوجناكها) فتزوجها رسول الله صلى الله عليه واله ودخل بها.

134 - في جوامع الجامع وقرأ أهل البيت عليهم السلام زوجتكها قال الصادق عليه السلام: ما قرأتها على ابى الا كذلك إلى ان قال: وما قرأ على على النبى صلى الله عليه واله الا كذلك، وروى ان زينب كانت تقول للنبى صلى الله عليه واله انى لا دل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن: جدى وجدك واحد، وزوجنيك الله والسفير جبرئيل عليه السلام.

135 - في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه أعنى قوله (زوجناكها) وفى قوله عزوجل: ما كان محمد ابا احد من رجالكم فان هذه الاية نزلت في شأن زيد بن حارثة قالت قريش يعيرها محمد يدعى بعضنا بعضا، وقد ادعى هو زيد.

136 - في اصول الكافى وتزوج خديجة وهو ابن بضع وعشرين سنة.

فولد له منها قبل مبعثه عليه السلام القاسم ورقية وزينب وام كلثوم، وولد له بعد المبعث الطيب والطاهر وفاطمة عليها السلام، وروى ايضا انه لم يولد له بعد المبعث الا فاطمة عليها السلام و أن الطيب والطاهر ولدا قبل مبعثه.

137 - في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: لما مات ابراهيم ابن رسول الله

[284]

صلى الله عليه واله قال النبى: حزنا عليك يا ابراهيم وانا لصابرون يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول ما يسخط الرب.

138 - في مجمع البيان وقد وصح انه قال للحسن: ان ابنى هذا سيد.

139 - وقال ايضا للحسن والحسين عليهما السلام: ابناى هذان امامان قاما او قعدا.

140 - وقال عليه السلام: ان كل بنى بيت ينسبون إلى ابيهم الا اولاد فاطمة فانى انا أبوهم.

141 - في تهذيب الاحكام محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن حسان عن بعض أصحابنا قال تقدم أبوالحسن الاول إلى قبر النبى صلى الله عليه واله فقال: السلام عليك يا أبة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

142 - محمد بن احمد بن داود عن محمد بن الحسن الكوفى قال: حدثنى محمد بن على بن معمر قال: حدثنا محمد بن مسعدة قال: حدثنى عبدالرحمن بن أبى نجران عن على بن ابى شعيب عن ابى عبدالله عليه السلام قال: بينا الحسين عليه السلام قاعد في حجر رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم اذ رفع رأسه اليه فقال: يا أبة قال: لبيك يا بنى، قال: ما لمن أتاك بعد وفاتك زائرا لا يريد الا زيارتك؟ فقال: يا بنى من أتانى بعد وفاتى زائرا لا يريد الا زيارتى فله الجنة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

143 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب عن انس في حديث طويل سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: أنا خاتم الانبياء وأنت يا على خاتم الاولياء، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ختم محمد الف نبى، وانى ختمت ألف وصى، وانى كلفت ما لم يكلفوا.

144 - في روضة الكافى باسناده إلى على بن عيسى رفعه قال: ان موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: لا يطول في الدنيا أملك إلى قوله عزوجل له في وصيته له بالنبى صلى الله عليه واله: يا موسى انه امى وهو عبد صدق ويبارك عليه، كذلك فيما وضع يده عليه، كذلك كان في علمى، وكذلك خلقته، به أفتح الساعة وبامته أختم مفاتيح الحياة.

145 - في عوالى اللئالى وقال عليه السلام: انا اول الانبياء خلقا وآخرهم بعثا.

[285]

146 - في مجمع البيان وصح الحديث عن جابر بن عبدالله عن النبى صلى الله عليه واله قال: انما مثلى في الانبياء كمثل رجل بنى دارا فأكملها وحسنها الا موضع لبنة، فكان من دخلها فنظر اليها قال: ما أحسنها الا موضع هذه اللبنة، قال صلى الله عليه واله: فانا موضع اللبنة ختم بى الانبياء أورده البخارى ومسلم في صحيحيهما.

147 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعرى عن ابن القداح عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ما من شئ الا وله حد ينتهى اليه الا الذكر، فليس له حد ينتهى اليه، فرض الله عزوجل الفرائض فمن أداهن فهو حدهن، وشهر رمضان فمن صامه فهو حده، والحج فمن حج فهو حده، الا الذكر فان الله عزوجل لم يرض منه بالقليل ولم يجعل له حدا ينتهى اليه ثم تلا: يا ايها الذين آمنوا اذكروا الله كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا فقال: لم يجعل الله له حدا ينتهى اليه، قال: وكان أبى عليه السلام كثير الذكر لقد كنتت أمشى معه وانه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وانه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم ما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه(1) يقول: لا اله الا الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقرائة من كان يقرأ منا، ومن كان لا يقرأ منا امره بالذكر، والبيت الذى يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عزوجل فيه تكثر بركته، وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين، ويضئ لاهل السماء كما يضئ الكوكب لاهل الارض، والبيت الذى لا يقرء فيه القرآن ولا يذكر الله تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين، وقال رسول الله صلى الله عليه واله: الا أخبركم بخير اعمالكم ارفعها في درجاتكم وازكاها عند مليككم وخير لكم من الدنيا والدرهم، وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتقتلوهم ويقتلوكم؟ فقالوا: بلى، قال: ذكر الله عزوجل كثيرا ثم قال: جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه واله فقال: من خير أهل المسجد؟ فقال: أكثرهم لله ذكرا، وقال رسول الله صلى الله عليه واله: من اعطى لسانا ذاكرا فقد اعطى خير الدنيا و الاخرة، وقال في قوله تعالى: (ولا تمنن تستكثر) قال: لا تستكثر ما عملت

___________________________________

(1) لزق به: لصق.

والحنك: باطن أعلى الفم من داخل.

[ * ]

[286]

من خير الله.

148 حميد بن زياد عن ابن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبيبصير عن أبيعبد الله عليه السلام قال: شيعتنا الذين اذا خلوا ذكروا الله كثيرا.

149 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن على الوشاء عن داود بن سرحان عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أكثر ذكر الله عزوجل أحبه الله.

ومن ذكر الله كثيرا كتب له برائتان برائة من النار وبرائة من النفاق.

150 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن بكر بن أبيبكر عن زرارة بن أعين عن أبى عبدالله عليه السلام قال: تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام من الذكر الكثير الذى قال عزوجل: (اذكروا الله ذكرا كثيرا).

عنه عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى اسامة زيد الشحام ومنصور بن حازم سعيد الاعرج عن ابى عبدالله عليه السلام مثله.

151 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن داود الحمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من أكثر ذكر الله عزوجل أظله الله في جنته.

152 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل بن مهران عن سيف ابن عميرة عن سليمان بن عمرو عن أبى المغرا الخصاف رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من ذكر الله عزوجل في السر فقد ذكر الله كثيرا ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر، فقال الله عزوجل: (يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا).

153 - في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى عبدالله بن بكير قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (اذكرو الله ذكرا كثيرا) قال: قلت: ما أدنى الذكر الكثير؟ قال: فقال: التسبيح في دبر كل صلوة ثلثا وثلاثين مرة.

154 - في مجمع البيان اختلف في معنى الذكر الكثير قيل هو أن تقول: سبحان

[287]

الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر على كل حال، وقد ورد عن ائمتنا عليهم السلام انهم قالوا: من قالها ثلاثين مرة فقد ذكر الله كثيرا، وروى الواحدى باسناده عن ضحاك ابن مزاحم عن ابن عباس قال: جاء جبرئيل عليه السلام إلى النبى صلى الله عليه واله فقال: يا محمد قل: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم عدد ما علم وزنه وملاء ما علم، فانه من قالها كتب الله له بها ست خصال: كتب من الذاكرين الله كثيرا، وكان أفضل من ذكره بالليل والنهار وكن له غرسا في الجنة وتحاتت عنه خطاياه(1) كما تحات ورق الشجرة اليابسة، وينظر الله اليه ومن نظر اليه لم يعذبه.

155 - في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن بكير قال: قلت لابيعبد الله عليه السلام قول الله عزوجل: (اذكروا الله ذكرا كثيرا) ماذا الذكر الكثير؟ قال: ان يسبح في دبر المكتوبة ثلاثين مرة.

156 - في كتاب الخصال عن زيد الشحام قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ما ابتلى المؤمن بشئ أشد عليه من ثلاث خصال يحرمها، قيل: وماهى؟ قال: المواساة في ذات يده، والانصاف من نفسه، وذكر الله كثيرا، اما انى لا أقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر، ولكن ذكر الله عندما أحل له وذكر الله عندما حرم عليه.

157 - عن عبدالله بن ابى يعفور قال: أبوعبدالله عليه السلام: ثلاث لا يطيقهن الناس: الصفح عن الناس، ومواساة الاخ أخاه في ماله، وذكر الله كثيرا.

158 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يعقوب ابن عبدالله عن اسحق بن فروخ مولى آل طلحة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يا أسحق ابن فروخ من صلى على محمد وآل محمد عشرا صلى الله عليه وملائكته الفا، اما تسمع قول الله عزوجل: هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور و كان بالمؤمنين رحيما.

159 - في مجمع البيان وفى مسند السيد ابى طالب الهروى مرفوعا إلى ابى ايوب

___________________________________

(1) تحات الورق من الشجر: تناشر وتساقط.

[ * ]

[288]

عن النبى صلى الله عليه واله قال: صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، وذلك انه لم يصل فيها أحد غيرى وغيره.

160 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات: واللقا هو البعث فافهم جميع ما في كتاب الله من لقائه، فانه يعنى بذلك البعث، وكذلك قوله: تحيتهم يوم يلقونه سلام يعنى انه لا يزول عن قلوبهم يوم يبعثون.

161 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبدالله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول اله صلى الله عليه واله فسأله أعلمهم فيما سأله فقال: لاى شئ سميت محمدا وأحمد وابا القاسم وبشيرا ونذيرا و داعيا؟ فقال صلى الله عليه واله: اما الداعى فانى ادعوا الناس إلى دين ربى عزوجل، واما النذير فانى أنذر بالنار من عصانى، واما البشير فانى ابشر بالجنة من اطاعنى والحديث طويل أخذنامنه موضع الحاجة.

162 - في تفسيرعلى بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا إلى قوله تعالى: ودع اذاهم وتوكل على الله وفى بالله وكيلا فانها نزلت بمكة قبل الهجرة بخمس سنين، فهذا دليل على خلاف التأليف.

163 - في من لا يحضره الفقيه وروى عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: فان طلقتموهن(1) من قبل ان تمسوهن فمالكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا قال: متعوهن اى اجملوهن بما قدرتم عليه من معروف، فانهن يرجعن بكآبة(2) ووحشة وهم عظيم وشماتة من أعدائهن، فان الله كريم يستحيى ويحب أهل الحياء ان اكرمكم اشدكم اكراما لحلائلهم.

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفى المصحف الشريف (ثم طلقتموهن..اه).

(2) الكآبة: الحزن والغم.

[ * ]

[289]

164 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سأله ابى وانا حاضر عن رجل تزوج امرأة فادخلت عليه فلم يمسها ولم يصل اليها حتى طلقها هل عليها عدة منه؟ فقال: انما العدة من الماء، قيل له: فان كان واقعها في الفرج ولم ينزل؟ فقال: اذا أدخله وجب الغسل والمهر والعدة.

165 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابى - عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الرجل يطلق المرئة وقد مس كل شئ منها الا انه لم يجامعها ألها عدة؟ فقال: ابتلى أبوجعفر عليه السلام بذلك فقال له ابوه على بن الحسين عليهما السلام: اذا اغلق وارخى سترا وجب المهر والعدة.

166 - ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن اسحق بن عمار عن ابى الحسن عليه السلام قال: سألته عن الرجل يتزوج المرأة فيدخل بها ويغلق بابا ويرخى سترا عليها ويزعم انه لم يمسها وتصدقه هى بذلك، عليها عدة؟ قال: لا، قلت: فانه شئ دون شئ ! قال: اذا خرج الماء اعتدت يعنى اذا كانا مأمونين صدقا.

167 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن ابى - بصير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: الرجل يتزوج المرأة فيرخى عليها وعليه الستر و يغلق الباب ثم يطلقها فتسأل المرأة هل أتاك فتقول: ما اتانى، ويسأل هو هل أتيتها فيقول: لم آتها فقال: لا يصدقان، وذلك انها تريد ان تدفع العدة عن نفسها، ويريد هو أن يدفع المهر يعنى اذا كانا متهمين.

168 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلى بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عميرعن عبدالكريم عن ابى بصير عن ابيعبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل اذا طلق امرأته ولم يدخل بها؟ فقال: قد بانت منه وتزوج ان شائت من ساعتها.

169 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابى - عبدالله عليه السلام قال: اذا طلق الرجل امرأته قبل ان يدخل بها فليس عليها عدة تتزوج من

[290]

ساعتها ان شائت وتبينها تطليقة واحدة، وان كان فرض لها مهرا فلها نصف ما فرض.

170 - أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار وأبوالعباس محمد بن جعفر الرزاز عن ايوب بن نوح وحميد بن زياد عن ابن سماعة جميعا عن صفوان عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اذا طلق الرجل امرأته قبل ان يدخل بها فقد بانت منه، وتتزوج ان شاء‌ت من ساعتها، وان كان فرض لها مهرا فلها نصف المهر، وان لم يكن فرض لها مهرا فليمتعها.

171 - على عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابيعبد الله عليه السلام في رجل طلق امرأته قبل ان يدخل بها؟ قال: عليه نصف المهر ان كان فرض لها شيئا، وان لم يكن فرض لها فليمتعها على نحو ما يمتع مثلها من النساء.

172 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن أبى - حمزة عن أبى بصير قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن رجل طلق امرأته قبل ان يدخل بها؟ قال: عليه نصف المهر ان كان فرض لها، وان لم يكن فرض لها شيئا فليمتعها على نحو ما يمتع به مثلها من النساء.

173 - في مجمع البيان (فمتعوهن) قال ابن عباس: هذا اذا لم يكن سمى لها مهرا، فاذا فرض لها صداقا فلها نصفه ولا تستحق المتعة، وهو المروى عن ائمتنا عليهم السلام والاية محمولة عندنا على التى لم يسم لها مهر فتجب لها المتعة.

174 - عن حبيب انن ثابت قال كنت قاعدا عند على بن الحسين عليهما السلام فجائه رجل فقال: انى قلت: يوم اتزوج فلانة فهى طالق قال: اذهب فتزوجها فان الله تعالى بدأ النكاح قبل الطلاق وقرء هذه الاية.

175 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: يا ايها النبى انا حللنا لك ازواجك قلت: كم أحل له من النساء؟ قال: ما شاء من شئ.

176 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن ابى نجران عن عبدالكريم

[291]

ابن عمرو عن ابى بكر الحضرمى عن ابيجعفر عليه السلام في قول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: (يا ايها النبى انا احللنا لك ازواجك) كم أحل له من النساء؟ قال: ما شاء من شئ.

177 - على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قلت: قوله: لا يحل لك النساء من بعد ولا ان تبدل بهن من ازواج فقال: لرسول الله صلى الله عليه واله ان ينكح ما شاء من بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته، وازواجه اللاتى هاجرن معه، واحل له أن ينكح من عرض المؤمنين بغير مهر وهى الهبة، ولا تحل الهبة الا لرسول الله صلى الله عليه واله فأما لغير رسول الله فلا يصلح نكاح الا بمهر، وذلك معنى قوله تعالى وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى.

178 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبى نجران عن عبدالكريم بن عمرو عن أبيبكر الحضرمى عن ابيجعفر عليه السلام في قوله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: (يا ايها النبى انا احللنا لك ازواجك) كم أحل له من النساء؟ قال: ما شاء من شئ.

قلت: (وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى) فقال: لا تحل الهبة الا لرسول الله صلى الله عليه واله واما لغير رسول الله فلا يصلح نكاح الا بمهر.

179 - أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان ومحمد بن سنان جميعا عن ابن مسكان عن الحلبى قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن المرأة تهب نفسها للرجل ينكحها بغير مهر؟ فقال: انما كان هذا للنبى صلى الله عليه واله فاما لغيره فلا يصلح هذا حتى يعوضها شيئا يقدم اليها قبل أن يدخل بها قل أو كثر، ولو ثوب أو درهم وقال: يجزى الدرهم.

180 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن داود بن سرحان عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: (وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى) فقال: لا تحل الهبة الا لرسول الله صلى الله عليه واله وأما غيره فلا يصلح نكاح الا بمهر.

181 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن

[292]

الفضل عن أبى الصباح الكنانى عن أبيعبد الله عليه السلام قال: لا تحل الهبة الا لرسول الله صلى الله عليه واله واما غيره فلا يصلح نكاح الا بمهر.

182 - على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن عبدالله بن سنان عن أبى - عبدالله عليه السلام في امرأة وهبت نفسها لرجل ووهبها له وليها؟ فقال: لا انما كان ذلك لرسول الله صلى الله عليه واله وليس لغيره الا ان يعوضها شيئا قل أو كثر.

183 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أبى القاسم الكوفى عن عبدالله بن المغيرة عن رجل عن أبيعبدالله عليه السلام في امرأة وهبت نفسها لرجل من المسلمين؟ قال: ان عوضها كان ذلك مستقيما.

184 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن محمد بن قيس عن ابيجعفرعليه السلام قال: جاء‌ت امرأة من الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه واله فدخلت عليه وهوفي منزل حفصة والمرأة متلبسة متمشطة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه واله فقالت: يا رسول الله ان المرأة لا تخطب الزوج وانا امرأة أيم(1) لا زوج لى منذ دهر ولا ولد، فهل لك من حاجة، فان تك فقد وهبت نفسى لك ان قبلتنى، فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله خيرا ودعالها، ثم قال: يا اخت الانصار جزاكم الله عن رسول الله خيرا فقد نصرنى رجالكم ورغبت في نساء‌كم، فقالت لها حفصة: ما أقل حياء‌ك وأجرأك وانهمك للرجال !(2) فقال رسول الله صلى الله عليه واله: كفى عنها ياحفصة فانها خيرمنك رغبت في رسول الله فلمتيها وعبتيهاثم قال للمرأة: انصرفى رحمك الله فقد اوجب الله لك الجنة لرغبتك في وتعرضك لمحبتى وسرورى، وسيأتيك أمرى ان شاء الله، فانزل الله عزوجل: (وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى إن اراد النبى ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين) قال: فأحل الله عزوجل هبة المرأة نفسها لرسول الله ولا يحل ذلك لغيره.

185 - في تفسير على بن ابراهيم (وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى) فانه كان سبب نزولها ان امرأة من الانصار أتت رسول الله صلى الله عليه واله وقد تهيئت وتزينت فقالت:

___________________________________

(1) الايم من النساء: التى لا زوج لها بكرا كانت أو ثيبا.

(2) النهمة: الحاجة وبلوغ الهمة والشهوة في الشئ وهو مفهوم بكذا: مولع.

[ * ]

[293]

يا رسول الله هل لك في حاجة فقد وهبت نفسى لك؟ فقالت لهاعائشة: قبحك الله ما أنهمك للرجال ! فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله: مه يا عائشة فانها زغبت في رسول الله اذ زهدتن فيه، ثم قال: رحمك الله رحمكم يا معاشر الانصار ينصرنى رجالكم وترغب في نساؤكم ارجعى رحمك الله فانى انتظر امرالله عزوجل، فأنزل الله عزوجل: (وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى ان أراد ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين) فلا تحل الهبة الا لرسول الله صلى الله عليه واله.

186 - في كتاب الخصال عن أبى عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه واله بخمس عشرة امرأة، ودخل بثلاثة منهن، وقبض عن تسع، فاما اللتان لم يدخل بهما فعمرة والشنبا(1) واما الثلاث اللاتى دخل بهن فأولهن خديجة إلى قوله: (والتى وهبت نفسها للنبى) خولة بنت حكيم السلمى، وقد تقدم هذا الحديث بتمامه في هذه السورة.

187 - في مجمع البيان وقيل: انها لما وهبت نفسها للنبى قالت عائشة: ما بال النساء يبذلن أنفسهن بلا مهر؟ فنزلت الاية، فقالت عائشة: ما ارى الله تعالى الا يسارع في هواك، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: وانك ان أطعت الله سارع في هواك.

188 - واختلف في انه هل كلنت عند النبى امرأة وهبت نفسها له أم لا؟ فقيل انه لم تكن، وقيل: بل كانت إلى قوله: وقيل هى امرأة من بنى أسد يقال لها ام شريك بنت جابر عن على بن الحسين عليهما السلام.

189 - في كتاب الخصال في الحديث المتقدم عن الصادق عليه السلام وكان له سريتان يقسم لها مع أزواجه مارية القبطية وريحانة الخندقية.

190 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابن ابى عبدالله عليه السلام قال: قلت: ارايت قوله: ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء قال: من آوى فقد نكح ومن أرجى فلم ينكح، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة هنا.

___________________________________

(1) قد مر اختلاف النسخ في اللفظة.

[ * ]

[294]

191 - في تفسير على بن ابراهيم ثم انزل الله عزوجل هذه الاية وهى آية التخيير فقال: يا ايها النبى قل لازواجك إلى قوله اجرا عظيما فقامت ام سلمة أول من قامت فقالت: قد اخترت الله ورسوله فقمن كلهن فعانقنه وقلن مثل ذلك، فانزل الله عزوجل: (ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء) فقال الصادق عليه السلام: من آوى فقد نكح ومن أرجى فقد طلق، وقوله عزوجل: (ترجى من تشاء منهن) مع هذه الاية قوله عزوجل: (يا ايها النبى قل لا زواجك إلى قوله: اجرا عظيما) وقد أخرت عنها في التأليف وقد كتبنا ذلك فيما تقدم.

192 - في مجمع البيان (ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء) قال أبوجعفر وأبوعبدالله عليهما السلام من أرجى لم ينكح ومن آوى فقد نكح.

193 - في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن ابى نجران عن عبدالكريم بن عمرو عن أبى بكر الحضرمى عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: لا يحل لك النساء من بعد فقال: انما عنى به لا يحل لك النساء التى حرم الله عليك في هذه الاية: (حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم) إلى آخرها ولو كان الامر كما يقولون كان قد أحل لكم ما لم يحل له، لان أحدكم يستبدل كلما أراد، ولكن الامر ليس كما يقولون ان الله عزوجل أحل لنبيه صلى الله عليه واله ان ينكح من النساء ما أراد الا ما حرم في هذه الاية في سورة النساء.

194 - على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام قال سألته عن قول الله عزوجل: (لا يحل لك النساء من بعد) قال انما عنى به النساء اللاتى حرم عليه في هذه الاية: (حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم) إلى آخر الاية ولو كان الامر كما يقولون كان قد أحل لكم ما لم يحل له.

ان أحدكم يستبدل كلما أراد ولكن ليس الامر كما يقولون ان الله عزوجل أحل لنبيه صلى الله عليه واله ما أراد من النساء الا ما حرم عليه في هذه الاية التى في النساء.

195 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبى نجران عن عاصم بن حميد

[295]

عن أبى بصير قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (لا يحل لك النساء من بعد ولا ان تبدل بهن من ازواج ولواعجبك حسنهن الا ما ملكت يمينك) فقال: أراكم وانتم تزعمون انه يحل لكم ما لم يحل لرسول الله صلى الله عليه واله وقد أحل الله تعالى لرسول الله ان يتزوج من النساء ما شاء، انما قال: لا يحل لك النساء من بعد الذى حرم عليك قوله: (حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم) إلى آخر الاية.

196 - أحمد بن محمد العاصمى عن على بن الحسن بن الفضال عن على بن اسباط عن عمه يعقوب بن سالم عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: أرأيت قول الله عزوجل (لا يحل لك النساء منن بعد) فقال: إنما لم يحل له النساء التى حرم عليه في هذه الاية (حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم) في هذه الاية كلها، ولو كان الامر كما يقولون لكان قد أحل لكم ما لم يحل له هو لان أحدكم يستبدل كلما أراد ولكن ليس الامر كما يقولون أحاديث آل محمد خلاف احاديث الناس، ان الله عزوجل أحل لنبيه صلى الله عليه واله ان ينكح من النساء ما أراد الا ما حرم الله عليه في سورة النساء في هذه الاية.

197 - في مجمع البيان: ولو اعجبك حسنهن يعنى ان أعجبك حسن ما حرم عليك من جملتهن ولم يحللن لك وهو المروى عن أبى عبدالله عليه السلام.

198 - في اصول الكافى محمد بن الحسن وعلى بن محمد عن سهل عن محمد بن سليمان عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لما احتضر الحسن بن على عليه السلام قال للحسين عليه السلام: يا اخى انى اوصيك بوصية فاحفظها فاذا انا مت فهيئنى ثم وجهنى إلى رسول الله صلى الله عليه واله لاحدث به عهدا، ثم اصرفنى إلى امى فاطمة عليها السلام، ثم ردنى فادفنى في البقيع، واعلم انه سيصيبنى من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسوله صلى الله عليه واله وعداوتها لنا أهل البيت، فلما قبض الحسن عليه السلام وضع على سريره وانطلق به إلى مصلى رسول الله صلى الله عليه واله الذى كان يصلى فيه على الجنائز فصلى على الحسن عليه السلام فلما ان صلى عليه حمل فادخل المسجد فلما أوقف على قبر رسول الله صلى الله عليه واله بلغ عائشة الخبر، وقيل لها: انهم قد اقبلوا بالحسن بن على عليه السلام ليدفنوه مع رسول الله صلى الله عليه واله فخرجت مبادرة على بغل بسرج - فكانت اول امرأة ركبت في

[296]

الاسلام سرجا - فوقفت وقالت: نحوا ابنكم عن بيتى فانه لا يدفن فيه شئ ولا يهتك على رسول الله حجابه، فقال لها الحسين بن على عليه السلام: قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله صلى الله عليه واله وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله صلى الله عليه واله قربه، وان الله سائلك عن ذلك يا عائشة ان أخى أمرنى ان أقربه من أبيه رسول الله ليحدث به عهدا واعلمى ان أخى أعلم الناس بالله ورسوله، وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله صلى الله عليه واله ستره، لان الله تبارك وتعالى يقول: يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى الا ان يؤذن لكم وقد أدخلت بيت رسول الله صلى الله عليه واله الرجال بغير اذنه، وقد قال الله عزوجل (يا ايها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى) ولعمرى لقد ضربت أنت لابيك وفاروقه عند اذن رسول الله المعاول، وقال الله عزوجل: (ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) ولعمرى لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله صلى الله عليه واله بقربهما منه الاذى، وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله، ان الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء‌ا، والله يا عائشة لو كان هذا الذى كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه عليه السلام جائزا فيما بيننا وبين الله لعلمت انه سيدفن وان رغم معطسك(1) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

199 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: دخل الحسين بن على عليهما السلام على أخيه الحسن بن على عليه السلام في مرضه الذى توفى فيه فقال: كيف تجدك يا أخى؟ قال: أجدنى في اول يوم من ايام الاخرة وآخر يوم من ايام الدنيا إلى قوله: وان تدفننى مع رسول الله صلى الله عليه واله فانى أحق به وببيته ممن ادخل بيته بغير اذنه ولا كتاب جاء‌هم من بعده، قال الله فيما انزل على نبيه صلى الله عليه واله في كتابه: (يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى الا ان يؤذن لكم) فوالله ما اذن لهم في الدخول عليه في حيوته بغير اذنه، ولا جاء‌هم الاذن في ذلك من بعد وفاته، ونحن مأذون لها في التصرف فيما ورثناه من بعده، فان انت غلبك الامر فانشدك بالقرابة التى قرب الله عزوجل منك والرحم الماسة من رسول الله صلى الله عليه واله ان تهريق في محجمة من دم حتى نلقى

___________________________________

(1) المعطس - كمقعد -: الانف.

[ * ]

[297]

رسول الله فنختصم اليه ونخبره بما كان من الناس الينا بعده ثم قبض عليه السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

200 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عمرو بن جميع عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كان جبرئيل اذا اتى النبى صلى الله عليه واله قعد بين يديه قعدة العبد، وكان لا يدخل حتى يستأذنه.

201 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: (يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى الا ان يؤذن لكم) فانه لما ان تزوج رسول الله صلى الله عليه واله بزينب بنت جحش وكان يحبها فأولم ودعا أصحابه فكان أصحابه اذا اكلوا يحبون ان يتحدثوا عند رسول الله صلى الله عليه واله، وكان يحب ان يخلو مع زينب فانزل الله عزوجل: (يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى الا ان يؤذن لكم) وذلك انهم كانوا يدخلون بلا اذن، فقال عزوجل: (الا أن يؤذن لكم) إلى قوله تعالى (من وراء حجاب).

202 - في جوامع الجامع وعن ام سلمة رضى الله عنها قالت: كنت عند النبى صلى الله عليه واله وعنده ميمونة فاقبل ابن ام مكتوم وذلك بعد ان امرنا بالحجاب فقال: احتجبا فقلنا: يا رسول الله اليس أعمى لا يبصرنا؟ فقال: افعميا وان انتما الستما تبصرانه؟.

وروى ان بعضهم قال أتنهى ان نكلم بنات عمنا الا من وراء حجاب لئن مات محمد لا تزوجن عائشة؟ وعن مقاتل هو طلحة بن عبيد الله فنزلت: وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله إلى آخر الاية.

204 - في مجمع البيان ونزلت آية الحجاب لما بنى رسول الله صلى الله عليه واله بزينب بنت جحش واولم عليها، قال انس: اولم عليها بتمر وسويق وذبح شاة وبعثت اليه امى ام سليم بحيس في تور(1) من حجارة فأمرنى رسول الله صلى الله عليه واله ان ادعوا لصحابه إلى الطعام فدعوتهم فجعل القوم يجيئون ويأكلون ويخرجون، ثم يجيئ القوم فيأكلون و يخرجون قلت: يا نبى الله قد دعوت حتى ما أجد أحدا أدعوه فقال: ارفعوا طعامكم

___________________________________

(1) الحيس: تمر يخلط بسمن واقط فيعجن ويدلك شديدا حتى يمتزج ثم يندر نواه والتور: اناء صغير.

[ * ]

[298]

فرفعوا وخرج القوم وبقى ثلاثة نفر يتحدثون في البيت، فأطالوا المكث فقام صلى الله عليه واله وقمت معه لكى يخرجوا فمشى حتى بلغ حجرة عائشة ثم ظن انهم قد خرجوا فرجع ورجعت معه، فاذا هم جلوس مكانهم فنزلت الاية ونزل قوله: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله) إلى آخر الاية في رجل من الصحابة قال: لئن قبض رسول الله لانكحن عائشة بنت ابى بكر عن ابن عباس، قال مقاتل: وهو طلحة بن عبيد الله وقيل: ان رجلين قالا: أينكح محمد نساء‌نا ولا ننكح نسائه والله لئن مات نكحنا نساء‌ه وكان أحدهما يريد عائشة والاخر يريد ام سلمة عن ابى حمزة الثمالى.

205 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ان ذلكم كان عند الله عظيما) فانه كان سبب نزولها انه لما أنزل الله: (النبى اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم) وحرم الله نساء النبى على المسلمين غضب طلحة فقال: يحرم محمد علينا نساء‌ه ويتزوج هو نساء‌نا! لئن امات الله عزوجل محمدا لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نساء‌نا، فأنزل الله عزوجل: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا أزواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما).

206 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه اليهم في قول الله عزوجل: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله في على والائمة كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا).

207 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام انه قال: لو لم يحرم على الناس أزواج النبى صلى الله عليه واله لقول الله عزوجل: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا) حرم على الحسن والحسين عليهما السلام لقول الله تبارك وتعالى: (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) ولايصلح للرجل ان ينكح امرأة جده.

208 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عمر بن اذينة قال: حدثنى

 

[299]

سعد بن أبى عروة عن قتادة عن الحسن البصرى ان رسول الله صلى الله عليه واله: تزوج امرأة من بنى عامر بن صعصعة فقال لها سناة(1) وكانت من اجمل أهل زمانها، فلما نظرت اليهاعائشة وحفصة قالتا: لتغلبناهذه على رسول الله صلى الله عليه واله بجمالها، فقالتالها: لايرى منك رسول الله صلى الله عليه واله حرصا، فلمادخلت على رسول الله صلى الله عليه واله تناولها بيده فقالت: أعوذ بالله فانقبضت يد رسول الله عنها فطلقها وألحقها بأهلها، وتزوج رسول الله صلى الله عليه واله امرأة من كندة بنت أبى الجون فلما مات ابراهيم ابن رسول الله ابن مارية القبطية قالت: لو كان نبيا ما مات ابنه فألحقها رسول الله صلى الله عليه واله بأهلها قبل أن يدخل بها، فلما قبض رسول الله وولى الناس أبوبكر أتته العامرية والكندية وقد خطبتا فاجتمع أبوبكر وعمر وقالا لهما: اختارا ان شئتما الحجاب وان شئتما الباه، فاختارتا الباه فتزوجتا فجذم أحد الزوجين وجن الاخر، قال عمر بن اذينة: فحدثت بهذا الحديث زرارة و الفضيل فرويا عن أبى جعفر عليه السلام انه قال: ما نهى عزوجل عن شئ الا وقد عصى فيه حتى لقد نكحوا أزواج رسول الله صلى الله عليه واله من بعده، وذكر هاتين العامرية والكندية، ثم قال أبوجعفر عليه السلام: لو سألتم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل ان يدخل بها أتحل لابنه؟ لقالوا: لا، فرسول الله صلى الله عليه واله أعظم حرمة من آبائهم.

209 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة بن أعين عن أبى جعفر عليه السلام نحوه، وقال في حديثه: وهم يستحلون أن يتزوجوا امهاتهم ان كانوا مؤمنين، وان أزواج رسول الله صلى الله عليه واله في الحرمة مثل امهاتهم.

210 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ان عليا عليه السلام توفى عن أربع نسوة: امامة وامها زينب بنت النبى صلى الله عليه واله، واسماء بنت عميس، وليلى التميمية، وام البنين الكلابية، ولم يتزوجن بعده، وخطب المغيرة بن نوفل امامة ثم أبوالهياج ابن ابى سفيان بن الحرث فروت عن على عليه السلام انه لا يجوز لازواج النبى والوصى عليهما السلام ان يتزوجن بغيره بعده، فلم تتزوج امرأة ولا ام ولد بهذه الرواية.

211 - في الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفى المصدر (سنى) بدل (سناة).

[ * ]

[300]

عن ابراهيم بن أبى البلاد ويحيى بن ابراهيم عن أبيه عن معاوية بن عمار قال: كنا عند أبى عبدالله عليه السلام نحوا من ثلاثين رجلا اذ دخل أبى فرحب به ابوعبدالله عليه السلام واجلسه إلى جنبه واقبل عليه طويلا ثم قال ابوعبدالله عليه السلام: ان لابى معاوية حاجة فلو خففتم.

فقمنا جميعا فقال لى أبى: ارجع يا معاوية فرجعت فقال أبوعبدالله عليه السلام: هذا ابنك قال: نعم وهو يزعم ان أهل المدينة يصنعون شيئا لا يحل لهم؟ قال: و ماهو؟ قلت: ان المرأة القرشية والهاشمية تركب وتضع يدها على رأس الاسود و ذراعها على عنقه فقال أبوعبدالله عليه السلام: يا بنى اما تقرء القرآن؟ قلت: بلى.

قال: اقرأ هذه الاية لا جناح عليهن في آبائهن ولا ابنائهن حتى بلغ وما ملكت ايمانهن ثم قال: يا بنى لا بأس ان يرى المملوك الشعر والساق.

212 - في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر ما فضل الله صلى الله عليه واله فقال جل ذكره ان الله وملائكته يصاون على النبى يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما قال صلوات الله عليه تزكية له وثناء‌ا عليه وصلوة الملائكة مدحهم له وصلوة الناس دعائهم له والتصديق والاقرار بفضله، وقوله تعالى: (وسلموا تسليما) يعنى سلموا له بالولاية وبما جاء به.

213 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، إلى قوله عليه السلام: اما الاية السابعة فقوله تعالى: (ان الله و ملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقد علم المعاندون منهم انه لما نزلت هذه الاية قيل: يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلوة عليك؟ فقال تقولون: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد، فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف؟ قالوا: لا، قال المأمون: هذا مما لا خلاف فيه أصلا وعليه اجماع الامة فهل عندك في الال شئ أوضح من هذا في القرآن؟ قال أبوالحسن عليه السلام: نعم أخبرونى عن قول الله

[301]

تعالى: (يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم) فمن عنى بقوله: يس؟ قالت العلماء: يس محمد عليه السلام لم يشك فيه أحد، قال ابوالحسن عليه السلام: فان الله عزوجل أعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه الا من عقله وذلك ان الله عزوجل لم يسلم على أحد الا على الانبياء صلوات الله عليهم فقال تبارك و تعالى: (سلام على نوح في العالمين) وقال: (سلام على ابراهيم) وقال: (سلام على موسى وهاورن) ولم يقل: سلام على آل نوح ولم يقل سلام على آل ابراهيم، ولم يقل: سلام على آل موسى وهارون، وقال: سلام على آل ياسين يعنى آل محمد صلى الله عليه واله، فقال المأمون: قد علمت ان في معدن النبوة شرح هذا وبيانه فهذه السابعة.

214 - وفى باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين: والصلوة على النبى صلى الله عليه واله واجبة في كل موطن وعند الناس العطاس والذبايح و غير ذلك.

215 - في اصول الكافى ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان ابن يحيى عن حسين بن زيد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله عزوجل ولم يصلوا على نبيهم الا كان ذلك المجلس حسرة ووبالا عليهم.

216 - في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه شرائع الدين إلى أن قال عليه السلام: والصلوة على النبى وآله صلى الله عليه واله واجبة في كل المواطن وعند العطاس والرياح وغير ذلك.

217 - وفيه فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: صلوا على محمد وآل محمد، فان الله تعالى يقبل دعاء‌كم عند ذكر محمد ودعاء‌كم وحفظكم اياه اذا قرأتم (ان الله وملائكته يصلون على النبى) فصلوا عليه في الصلوة كنتم أو في غيرها.

218 - عن أبيعبد الله عليه السلام قال: أربعة اوتوا سمع الخلائق: النبى صلى الله عليه واله، وحور العين، والجنة والنار، فما من عبد يصلى على النبى صلى الله عليه واله أو يسلم عليه الا بلغه ذلك

[302]

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

219 - في الكافى على بن ابراهيم عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال: قال أبوجعفر عليه السلام: اذا اذنت فافصح بالالف والهاء، وصل على النبى كلما ذكرته أو ذكره ذاكر في أذان أو في غيره.

220 - في من لا يحضره الفقيه وروى زرارة عن أبيجعفر عليه السلام انه قال: و صل على النبى صلى الله عليه واله كلما ذكرته أو ذكره ذاكر عندك في اذان أو غيره، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

221 - في كتاب ثواب الاعمال عن ابى المغرا قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام: يقول: من قال في دبر صلوة الصبح وصلوة المغرب قبل أن يثنى رجليه أو يكلم أحدا: (ان الله و ملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل على محمد وذريته) قضى الله له مأة حاجة سبعين في الدنيا وثلاثين في الاخرة، قال: قلت: ما معنى صلوة الله وصلوة ملائكته وصلوة المؤمن؟ قال: صلوة الله رحمة من الله، و صلوة الملائكة تزكية منهم له، وصلوة المؤمنين دعاء منهم له، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

222 - في ارشاد المفيد رحمه الله باسناده إلى أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، وذلك انه لم يرفع إلى السماء شهادة أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الا منى ومن على.

223 - في مجمع البيان وفي مسند السيد أبى طالب الهروى مرفوعا إلى ابى ايوب عن النبى صلى الله عليه واله قال: صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، وذلك انه لم يصل فيها أحد غيرى وغيره.

224 - في كتاب التوحيد خطب لعلى عليه السلام وفيها: وبالشهادتين تدخلون الجنة وبالصلوة تنالون الرحمة، فأكثروا من الصلوة على نبيكم وآله، ان الله وملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.

225 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال: حدثنا

[303]

الحسين بن محمد بن عامر قال: حدثنا المعلى بن محمد البصرى عن محمد بن جمهور القمى عن أحمد بن حفص البزاز الكوفى عن أبيه عن ابن أبى حمزة عن أبيه قال سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ان الله وملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فقال: الصلوة من الله عزوجل رحمة ومن الملائكة تزكية، ومن الناس دعاء، واما قوله عزوجل: (سلموا تسليما) فيما ورد عنه قال: فقلت له: فكيف نصلى على محمد وآله؟ قال: تقولون: صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته، قال: قلت: فما ثواب من صلى على النبى وآله بهذه الصلوات؟ قال: الخروج من الذنوب والله كهيئة يوم ولدته امه.

226 - في الكافى أبوعلى الاشعرى عن الحسن بن على الكوفى عن على بن مهزيار عن موسى بن القاسم قال: قلت لابى جعفر الثانى عليه السلام طفت يوما عن رسول الله صلى الله عليه واله فقال ثلاث مرات: صلى الله على رسول الله.والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

227 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان ابن يحيى قال: كنت عند الرضا عليه السلام فعطس فقلت: صلى الله عليك ثم عطس فقلت: صلى الله عليك وقلت له: جعلت فداك اذا عطس مثلك(1) يقال له كما يقول بعضنا لبعض: يرحمك الله أو كما نقول؟ قال: نعم أليس تقول: صلى الله على محمد وآل محمد؟ قلت: بلى، قال: ارحم محمدا وآل محمد؟(2) قال: بلى وقد صلى عليه ورحمه، و انما صلوتنا عليه رحمة لنا وقربة.

228 - محمد بن الحسين (الحسن خ ل) عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن على بن النعمان عن أبى مريم الانصارى عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: كيف

___________________________________

(1) اى من المعصومين.

(2) كذا في النسخ وتوافقها المصدر ايضا وقال بعض المحشين: لعل هنا سقطا او السائل سكت عن الجواب.

[ * ]

[304]

كانت الصلوة على النبى صلى الله عليه واله؟ قال: لما غسله أمير المؤمنين عليه السلام وكفنه سجاه(1) ثم أدخل عليه عشرة، فداروا حوله ثم وقف أمير المؤمنين عليه السلام في وسطهم وقال: (ان الله وملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فيقول القوم كما يقول حتى صلى عليه أهل المدينة وأهل العوالى(2).

229 - محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن على بن سيف عن عمرو بن شمر عن جابرعن أبى جعفر عليه السلام قال: لما قبض النبى صلى الله عليه واله صلت عليه الملائكة و المهاجرون والانصار فوجا فوجا، قال: وقال أمير المؤمنين عليه السلام: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول في صحته وسلامته: انما أنزلت هذه الاية على بعد قبض الله لى: (ان الله وملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).

230 - في الكافى ابوعلى الاشعرى عن الحسن بن على الكوفى عن على بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن محمد بن مسعود قال: رأيت أبا عبدالله عليه السلام انتهى إلى قبر النبى صلى الله عليه واله فوضع يده عليه وقال: اسأل الله الذى اجتباك واختارك وهداك وهدى بك أن يصلى عليك، ثم قال: (ان الله وملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).

231 - في روضة الكافى خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة قال فيها عليه السلام: اكثروا من الصلوة على نبيكم (ان الله وملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).

232 - وخطبة له عليه السلام يقول فيها: (ان الله وملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) اللهم صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، وتحنن على محمد وآل محمد وسلم على محمد وآل محمد، كأفضل ما صليت وباركت وترحمت وتحننت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد.

233 - على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال:

___________________________________

(1) سجى الميت: مد عليه ثوبا وغطاه به.

(2) العوالى: قرى بظاهر المدينة.

[ * ]

[305]

ان موسى صلى الله عليه ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته وقد ذكر محمدا صلى الله عليه واله فصل عليه يا ابن عمران فانى اصلى عليه وملائكتى.

234 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: فاما ما علمه الجاهل والعالم من فضل رسول الله صلى الله عليه واله من كتاب الله فهو قول الله سبحانه (ان الله وملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ولهذه الاية ظاهر وباطن، فالظاهر قوله: (صلوا عليه) والباطن قوله: (وسلموا تسليما) اى سلموا لمن وصاه واستخلفه عليكم فضله وما عهد به اليه تسليما، وهذا مما اخبرتك انه لا يعلم تأويله الا من لطف حسه وصفا دهنه وصح تميزه.

235 في محاسن البرقى عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (ان الله وملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) قال: فقال: اثنوا عليه وسلموا له.

236 - في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام في طلب الحوائج وصل على محمد وآله صلوة دائمة نامية لا انقطاع لابدها، ولا منتهى لامدها، واجعل ذلك عونا لى و سببا لنجاح طلبتى انك واسع كريم.

236 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا قال: نزلت فيمن غصب أمير المؤمنين صلوات الله عليه حقه، وأخذ حق فاطمة صلوات الله عليها وأذاها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله: من اذاها في حيوتى كمن أذاها بعد موتى ومن اذاها بعد موتى كمن اذاها في حيوتى، ومن آذاها فقد آذانى ومن آذانى فقد آذى الله وهو، قول الله عزوجل: (ان الذين يؤذون الله ورسوله) الاية.

238 - في مجمع البيان حدثنا السيد أبوالحمد قال: حدثنا الحاكم أبوالقاسم الحسكانى قال: حدثنا الحاكم أبوعبدالله الحافظ قال: حدثنا أحمد بن أبى دارم الحافظ قال: حدثنا على بن أحمد العجلى قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا ارطاة بن حبيب قال: حدثنى أبوخالد الواسطى وهو آخذ بشعره قال: حدثنى زيد

[306]

ابن على بن الحسين وهو آخذ بشعره، قال حدثنى على بن الحسين وهو آخذ بشعره قال: حدثنى الحسين بن على وهو آخذ بشعره قال: حدثنى على بن أبى طالب وهو آخذ بشعره قال حدثنى رسول الله صلى الله عليه واله وهو آخذ بشعره فقال: من آذى شعرة منك فقد آذانى ومن آذانى فقد آذى الله ومن آذى الله فعليه لعنة الله.

239 - في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: أخر رسول الله صلى الله عليه واله ليلة منن الليالى العشاء الاخرة ما شاء الله، فجاء عمر فدق الباب فقال: يا رسول الله نام النساء نام الصبيان فخرج رسول الله صلى الله عليه واله فقال ليس لكم ان تؤذونى ولا تأمرونى انما عليكم ان تسمعوا وتطيعوا.

240 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن أحمد بن اسحق عن سعدان بن مسلم عن عبدالله بن سنان قال: كان رجل عند أبى عبدالله عليه السلام فقرأ هذه الاية: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا قال: فقال أبوعبدالله عليه السلام فما ثواب من ادخل عليه السرور؟ فقلت: جعلت فداك عشر حسنات؟ قال: اى والله وألف ألف حسنة.

241 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابى سنان عن منذر بن يزيد عن المفضل بن عمر قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: اذا كان يوم القيامة نادى مناد: اين الصدود لاوليائى(1) فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم فيقال: هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم وعاندوهم وعنفوهم في دينهم ثم يؤمر بهم إلى جهنم.

242 - في كتاب الخصال عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال الناس رجلان مؤمن وجاهل فلا تؤذى المؤمن ولا تجهل على الجاهل فتكون مثله.

243 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات) يعنى عليا وفاطمة صلوات الله عليهما (بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا

___________________________________

(1) صد عنه اى اعرض وصده عن الامر: منعه وصرفه عنه اى اين المعرضون عن الاولياء المعادون لهم أو أين المانعون لهم عن حقوقهم أو أين المستهزلان بهم قاله المولى الصالح قده.

[ * ]

[307]

واثما مبينا) وهى جارية في الناس كلهم.

244 - وفيه قال رسول الله صلى الله عليه واله: من بهت مؤمنا او مؤمنة اقيم في طينة خبال(1) أو يخرج مما قال.

245 - واما قوله عزوجل: يا ايها النبى قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن فانه كان سبب نزولها ان النساء كن يخرجن إلى المسجد ويصلين خلف رسول الله صلى الله عليه واله فاذا كان بالليل وخرجن إلى صلوة المغرب والعشاء الاخرة يقعد الشباب لهن في طريقهن فيؤذونهن ويتعرضوا لهن فانزل الله عزوجل: (يا ايها النبى قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين) إلى قوله تعالى (ذلك ادنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما).

246 - واما قوله عزوجل: لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض اى شك والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا فانها نزلت في قوم منافقين كانوا في المدينة يرجفون برسول الله صلى الله عليه واله اذا خرج في بعض غزواته يقولون: قتل واسر فيغتم المسلمون لذلك، ويشكون إلى رسول الله صلى الله عليه واله فأنزل الله عزوجل في ذلك: (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض) اى شك (والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا) اى نأمرك باخراجهم من المدينة الا قليلا ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: (ملعونين) فوجبت عليهم اللعنة بعد اللعنة بقول الله.

247 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق حديث عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفرعليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ولا يلعن الله مؤمنا قال الله عزوجل: ان الله لعن الكافرون واعد لهم سعيرا خالدين فيها ابدا لا يجدون وليا ولا نصيرا.

___________________________________

(1) بهته بهتا: قذفه بالباطل وافترى عليه الكذب، وطينة خبال فسرت في الحديث بصديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة.

[ * ]

[308]

248 - في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: يوم تقلب وجوههم في النار فانها كناية عن الذين عصبوا آل محمد حقهم يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسولا يعنى في أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيلا وهما رجلان والسادة و الكبراء هما اول من بدأ بظلمهم وغصبهم، وقوله عزوجل: (فاضلونا السبيلا) اى طريق الجنة والسبيل أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

249 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره خطبة لامير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول عليه السلام: وتقربوا إلى الله بتوحيده وطاعة من أمركم أن تطيعوه ولا تمسكوا بعصم الكوافر، ولا يخلج بكم الغى فتضلوا عن سبل الرشاد باتباع اولئك الذين ضلوا وأضلوا، قال الله عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه: (انا اطعنا سادتنا وكبراء‌نا فاضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا).

250 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن النضر بن سويد عن صفوان عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام ان بنى اسرائيل كانوا يقولون ليس لموسى ما للرجال، وكان موسى اذا أراد الاغتسال ذهب إلى موضع لا يراه فيه أحد، فكان يوما يغتسل على شط نهر وقد وضع ثيابه على صخرة، فأمر الله عزوجل الصخرة فتباعدت عنه حتى نظر بنو اسرائيل اليه فعلموا ان ليس كما قالوا، فأنزل الله: يا ايها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى لاية.

251 - اخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه اليهم قال: يا ايها الذين آمنوا لا تؤذوا رسول الله في على والائمة صلوات الله عليهم كما آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا.

252 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن احمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه اليهم في قول الله عزوجل: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله) في على والائمة (كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا).

[309]

253 - في امالى الصدوق رحمه الله باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لعقلمة: يا علقمة ان رضا الناس لا يملك، وألسنتهم لا تضبط، ألم ينسبوا موسى عليه السلام إلى انه عنين وآذوه حتى برأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها.

254 - في مجمع البيان واختلفوا في ما اوذى به موسى على أقوال: أحدها أن موسى وهارون صعدا الجبل فمات هارون فقالت بنو اسرائيل: قتلته فأمر الله الملائكة فحملته حتى مروا به على بنى اسرائيل، وتكلمت الملائكة بموته حتى عرفوا انه قد مات، وبرأه الله من ذلك عن على عليه السلام.

255 - وثانيها ان موسى عليه السلام كان حييا ستيرا(1) يغتسل وحده، فقالوا: ما يتستر منا الا لعيب بجلده إما برص واما ادره(2) فذهب مرة يغستل فوضع ثوبه على حجر، فمر الحجر بثوبه فطلبه موسى فرآه بنوا اسرائيل عريانا كأحسن الرجال خلقا فبرأه الله مما قالوا، رواه أبوهريرة مرفوعا.

256 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس قال: قال ابوعبدالله عليه السلام لعباد بن كثير البصرى الصوفى: ويحك يا عباد غرك ان عف بطنك وفرجك ان الله عزوجل يقول في كتابه: يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم اعلم انه لا يقبل الله عزوجل منك شيئا حتى تقول قولا عدلا.

257 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن اسباط عن على بن ابى حمزة عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (و من يطع الله ورسوله في ولاية على والائمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما) هكذا نزلت.

258 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المتفرقة باسناده إلى الحسين بن خالد قال: سألت ابا الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان

___________________________________

(1) الحيى: ذو الحياء.

والستير.

العفيف.

(2) الا رة: نفخة في الخصية.

[ * ]

[310]

يحملنها واشفقن منها الاية فقال: الامانة الولاية من ادعاها بغير حق كفر.

259 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى خلق الارواح قبل الاجساد بألفى عام، فجعل أعلاها وأشرفها محمد وعلى والحسن والحسين عليهم السلام والائمة صلوات الله عليهم، فعرضها على السموات والارض والجبال فغشيها نورهم، فقال الله تبارك و تعالى للسموات والارض والجبال: هؤلاء احبائى وأوليائى وحججى على خلقى و أئمة بريتى، ما خلقت خلقا هو أحب الي منهم، لهم ولمن تولاهم خلقت جنتى، ولمن خالفهم وعاداهم خلقت نارى، فمن ادعى منزلتهم منى ومحلهم من عظمتى عذبته عذابا لا اعذبه احدا من العالمين وجعلته مع المشركين في أسفل درك من نارى، ومن أقر بولايتهم ولم يدع منزلتهم منى ومكانهم من عظمتى جعلته معهم في روضات جناتى وكان لهم فيها فيها ما يشاؤن عندى، وابحتهم كرامتى، وأحللتهم جوارى، وشفعتهم في المذنبين من عبادى وامائى فولايتهم أمانة عند خلقى، فأيكم يحملها بأثقالها ويدعيها لنفسه؟ فأبت السموات والارض والجبال ان يحملنها واشفقن منها من ادعاء منزلتها و تمنى محلها من عظمة ربهم، فلما أسكن الله عزوجل آدم وزوجته الجنة (قال لهما كلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة) يعنى شجرة الحنطة (فتكونا من الظالمين) فنظرا إلى منزلة محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة بعدهم فوجداها أشرف منازل اهل الجنة فقالا: ربنا لمن هذه المنزلة؟ فقال الله جل جلاله ارفعا رؤسكما إلى ساق العرش فرفعا رؤسهما فوجدا اسماء محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام مكتوبة على ساق العرش بنورمن نور الله الجبار جل جلاله، فقالا: يا ربناما أكرم اهل هذه المنزلة عليك وما احبهم اليك وما اشرفهم لديك؟ فقال الله جل جلاله: لولاهم ما خلقتكما، هؤلاء خزنة علمى وامنائى على سرى، اياكما ان تنظرا اليهم بعين الحسد وتمنيا منزلتهم عندى ومحلهم من كرامتى، فتدخلان ذلك في نهيى وعصيانى فتكونا من الظالمين قالا: ربنا ومن الظالمون؟ قال: المدعون لمنزلتهم بغيرحق، فلا: ربنا فأرنا منزلة ظالميهم في نارك حتى

[311]

نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك، فأمر الله تبارك وتعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال والعذاب وقال عزوجل: مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في اسفل درك منها، كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها، وكلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب، يا آدم ويا حوا لا تنظرا إلى انوارى وحججى بعين الحسد فأهبطكما عن جوارى، واحل بكما عن هوانى (فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ما وورى عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين * وقاسمهما انى لكما لمن الناصحين * فدليهما بغرور) وحملهما على تمنى منزلتهم فنظرا اليهم بعين الحسد فخذلا حتى اكلا من شجرة الحنطة، فعاد مكان ما اكلا شعيرا فأصل الحنطة كلها مما لهم يأكلاه، وأصل الشعير كله مما عاد مكان ما اكلاه، فلما اكلا من الشجرة طار الحلى ولحلل عن اجسادهما وبقيا عريانين (وطفقا يخصفان عليهما من وورق الجنة وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين * فقالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين * قال اهبطا) من جوارى فلا يجاورنى في جنتى من يعصينى، فهبطا موكولين إلى انفسهما في طلب المعاش، فلما اراد الله عزوجل ان يتوب عليهما جاء‌هما جبرئيل عليه السلام فقال لهما انكما ان ظلمتما انفسكما بتمنى منزلة من فضل عليكما فجزاء كما ما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عزوجل إلى ارضه، فسلا ربكما بحق الاسماء التى رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما، فقالا: اللهم انا نسألك بحق الاكرمين عليك محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة الا تبت علينا ورحمتنا، فتاب الله عليهما انه هو التواب الرحيم، فلم يزل انبياء الله بعد ذلك يحفظون هذه الامانة و يخبرون بها أوصياء‌هم والمخلصين من امتهم فيأبون حملها ويشفقون من ادعائها، وحملها الانسان الذى قد عرف باصل كل ظلم منه إلى يوم القيامة وذلك قول الله عزوجل: (انا عرضنا الامانة على السماوات واالارض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا).

260 حدثنا موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر

[312]

الحميرى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال عن مروان بن مسلم عن أبى بصير قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) قال: الامانة الولاية والانسان أبوالشرور المنافق.

261.

في اصول الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن اسحاق بن عمار عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) قال: هى ولاية امير المؤمنين عليه السلام.

262 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى حمزة عن عقيل الخزاعى ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان اذا حضر الحرب يوصى المسلمين بكلمات يقول: تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها، ثم ان الزكوة جعلت مع الصلوة قربانا لاهل الاسلام على أهل الاسلام، ومن لم يعطها طيب النفس بها يرجو بها من الثمن ما هو أفضل منها فانه جاهل بالسنة، مغبون الاجر، ضال العمر، طويل الندم بترك أمر الله تعالى والرغبة عما عليه، صالحوا عباد الله يقول الله عزوجل: (ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى) من الامانة فقد خسرمن ليس من أهلها، وضل عمله، عرضت على السماوات المبنية والارض المهاد والجبال المنصوبة فلا أطول ولا أعرض ولا أعلى ولا أعظم منها لو امتنعت من طول أو عرض أو قوة أو عزة امتنعن، ولكن اشفقن من العقوبة والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

263 - في نهج البلاغة ثم أداء الامانة فقد خاب من ليس من أهلها انها عرضت على السموات المبنية والارض المدحوة، والجبال ذات الطول المنصوبة، فلا أطول ولا أعرض ولا أعلى ولا أعظم منها، ولو امتنع شئ بطول أو عرض أو قوة أو عز لامتنعن ولكن أشفقن من العقوبة وعقلن ما جهل من أضعف منهن وهو الانسان انه كان ظلوما جهولا.

264 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام

[313]

حديث طويل يقول فيه عليه السلام لبعض الزنادقة وقد قال: وأجده يقول: (انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) فما هذه الامانة ومن هذا الانسان؟ وليس من صفة العزيز الحكيم التلبيس على عباده؟ واما الامانة التى ذكرتها فهى الامانة التى لا تجب و لا تجوز ان تكون الا في الانبياء وأوصيائهم.

لان الله تبارك وتعالى ائتمنهم على خلقه و جعلهم حججا في أرضه، فبالسامرى ومن اجتمع معه وأعانه من الكفار على عبادة العجل عند غيبة موسى عليه السلام ماتم انتحال مجلس موسى من الطعام.

والاحتمال لتلك الامانة التى لا ينبغى الا لطاهر من الرجس فاحتمل وزرها ووزر من سلك سبيله من الظالمين وأعوانهم، ولذلك قال النبى صلى الله عليه واله: من استن سنة حق كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن استن سنة باطل كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.

265 - في عوالى اللئالى وفى الحديث ان عليا عليه السلام اذا حضر وقت الصلوة يتململ و يتزلزل ويتلون، فيقال له: مالك يا أمير المؤمنين؟ فيقول: جاء وقت الصلوة، وقت أمانة عرضها الله على السموات والارض فأبين ان يحملنها واشفقن منها.

266 - في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن الحسن بن على عن على بن النعمان وأبى المعزا والوليد بن مدرك عن اسحق قال: سألت ابا غبد الله عليه السلام عن الرجل يبعث إلى الرجل يقول له: ابتع لى ثوبا فيطلب له في السوق فيكون عنده مثل ما يجد له في السوق فيعطيه من عنده؟ قال: لا يقربن هذا ولا يدنس نفسه، ان الله عزوجل يقول: (انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين أن يحملنها واشفقن منها و حملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) وان كان عنده خير مما يجد له في السوق فلا يعطيه من عنده.

267 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان ابن سعيد عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبى جعفرعليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها) قال: الولاية أبين

[314]

أن يحملنها كفرا وحملها الانسان والانسان الذى حملها أبوفلان.

268 - في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله عزوجل: (انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها) قال: الامانة هى الامامة والامر والنهى، والدليل على ان الامانة هى الامامة قول الله عزوجل للائمة صلوات الله عليهم: (ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها) يعنى الامامة، فالامانة هى الامامة عرضت على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها قال: ابين ان يدعوها او يغصبوها أهلها (واشفقن منها وحملها الانسان) اى الاول (انه كان ظلوما جهولا * ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما).




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21400993

  • التاريخ : 19/04/2024 - 03:46

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net