00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة سبأ 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الرابع )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة سبأ

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابن اذينة عن ابى عبدالله عليه السلام قال: الحمدين جميعا حمدسبأ وحمد فاطر، من قرأهما في ليلة لم يزل في ليلته في حفظ الله وكلائته، فان قرأهما في نهاره لم يصبه في نهاره مكروه، وأعطى من خير الدنيا والاخرة ما لم يخطر على قلبه ولم يبلغ مناه.

2 - في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبى صلى الله عليه واله قال: من قرأ سورة سبأ لم يبق نبى ولا رسول الا كان له يوم القيامة رفيقا ومصافحا.

3 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: يعلم ما يلج في الارض ما يدخل فيها وما يخرج منها قال من النبات وما يعرج فيها قال: من اعمال العباد.

4 - في اصول الكافى عنه عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابى عمير عن ابن اذينة عن ابى عبدالله في قوله: (ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم) فقال: هو واحد واحدى الذات بائن من خلقه، وبذلك وصف نفسه وهو بكل شئ محيط، بالاشراف والاحاطة

[315]

والقدرة لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الارض ولا أصغر من ذلك ولا اكبر بالاحاطة والعلم لا بالذات، لان الاماكن محدودة تحويها حدود أربعة فاذا كان بالذات لزمها الحواية.

5 - في تفسيرعلى بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن هشام عن أبى عبدالله قال: اول ما خلق الله عزوجل القلم فقال له: أكتب فكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة.

6 - قوله عزوجل: ويرى الذين اوتوا العلم الذى انزل اليك من ربك هو الحق فقال: هو أمير المؤمنين عليه السلام صدق رسول الله صلى الله عليه واله بما انزل عليه ثم ذكر ما اعطى داود عليه السلام فقال جل ذكره: ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال اوبى معه اى سبحى لله والطير وألنا له الحديد قال: كان داود عليه السلام اذا مر في البرارى يقرأ الزبور تسبح الجبال والطير معه والوحوش وألان الله عزوجل له الحديد مثل الشمع حتى كان يتخذ منه ما احب وقال الصادق عليه السلام: اطلبوا الحوائج يوم الثلثاء فانه اليوم الذى ألان الله فيه الحديد لداود عليه السلام.

7 - وفيه: قال اعطى داود وسليمان عليهما السلام ما لم يعط أحد من انبياء الله من الايات علمهما منطق الطير، وألان لهما الحديد والصفر من غير نار، وجعلت الجبال يسبحن مع داود عليه السلام.

8 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب كتاب الارشاد للزهرى قال سعيد ابن المسيب: كان الناس لا يخرجون إلى مكة حتى يخرج على بن الحسين، فخرج و خرجت معه، فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين فسبح في سجوده فلم يبق شجر و لا مدر الا سبحوا معه ففزعت منه فرفع رأسه فقال: يا سعيد أفزعت؟ قلت: نعم يا ابن رسول الله، فقال: هذا التسبيح الاعظم.

9 - وفى رواية سعيد بن المسيب قال: كان القراء لا يحجون حتى يحج زين العابدين عليه السلام وكان يتخذ لهم السويق الحلو والحامض ويمنع نفسه.

فسبق يوما إلى الرحل فألفيته وهو ساجد، فوالذى نفس سعيد بيده لقد رأيت الشجر والمدر والرحل والراحلة

[316]

يردون عليه مثل كلامه.

10 - في اصول الكافى باسناده إلى سالم بن أبى حفصة العجلى عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان في رسول الله صلى الله عليه واله ثلاثة لم يكن في أحد غيره: لم يكن له فئ وكان لا يمر في طريق فيمر فيه بعد يومين أو ثلاثة الا عرف انه قد مر فيه لطيب عرفه، وكان لا يمر بحجر ولا شجر الا سجد له.

11 - في كتاب الخصال عن على بن جعفر قال: جاء رجل إلى أخى موسى بن جعفر عليه السلام فقال له: جعلت فداك أريد الخروج إلى السفر فادع فقال عليه السلام: ومتى تخرج؟ إلى ان قال عليه السلام: الا ادلك على يوم سهل الله فيه الحديد لداود عليه السلام؟ قال الرجل: بلى جعلت فداك، قال: اخرج يوم الثلثاء.

12 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ومن تعذرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها يوم الثلثاء، فانه اليوم الذى ألان الله فيه الحديد لداود عليه السلام.

13 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم عن - الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه قال في حديث يذكر فيه قصة داود عليه السلام انه خرج يقرأ الزبور وكان اذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر الا أجابه.

14 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام و أحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان هذا داود بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه لخوفه؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ماهو افضل من هذا، انه كان اذا قام إلى الصلوة سمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الاثافى من شدة البكاء(1) وقد آمنه الله عزوجل من عقابه، فأراد ان يتخشع لربه ببكائه، ويكون

___________________________________

(1) قال الجزرى وفى الحديث: انه كان يصلى ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء اى خنين من الجوف بالخاء المعجمة وهو صوت البكاء، وقيل: هو أن يجيش جوفه ويغلى بالبكاء (انتهى) والمرجل كمنبر: القدر.

والاثافى: لاحجار يوضع عليها القدر.

[317]

اماما لمن اقتدى به، ولقد قام صلى الله عليه واله عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه واصفر وجهه، يقوم الليل اجمع حتى عوتب في ذلك فقال الله عزوجل: (طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى) بل لتسعد به ولقد كان يبكى حتى يغشى عليه، فقيل له: يا رسول الله أليس الله عزوجل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: بلى أفلا أكون عبدا شكورا، ولئن سارت الجبال وسبحت معه لقد عمل لمحمد صلى الله عليه واله ماهو أفضل من هذا اذ كنا معه على جبل حراء اذ تحرك الجبل فقال له: قر فانه ليس عليك الا نبى أو صديق شهيد(1) فقر الجبل مجيبا لامره ومنتهيا إلى طاعته، ولقد مررنا معه بجبل واذا الدموع تجرى من بعضه، فقال له: ما يبكيك يا جبل؟ فقال: يا رسول الله كان المسيح مر بى وهو يخوف الناس بنار وقودها الناس والحجارة وأنا أخاف أن أكون من تلك الحجارة قال له: لا تخف تلك حجارة الكبريت، فقر الجبل وسكن وهدأ(2) وأجاب لقوله قال له اليهودى: فهذا داود عليه السلام: قد لين الله عزوجل له الحديد قد يعمل منه الدروع قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمدصلى الله عليه واله أعطى ماهوأفضل من هذا، لين الله عزوجل له الصم الصخور الصلاب وجعلها غارا ولقد غارت الصخرة تحت يده ببيت المقدس لينة حتى صارت كهيئة العجين، قد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته(3)

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر والمنقول عنه في البحار (الا نبى وصديق شهيد) بالواو بدل (أو).

(2) هدأ بمعنى سكن ايضا.

(3) الغار: الغبار.

ذكره ابن منظور وغيره في مادة (غور) وقال المجلسى (ره): قوله عليه السلام وجعلها غارا يدل على انه صلى الله عليه وآله ليلة الغار أحدث الغار و دخل فيه ولم يكن ثمة غار، وأما صخرة بيت المقدس فكان ليلة المعراج واما قوله عليه السلام: قد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته اى رأينا تحت رايته عليه الصلاة والسلام أمثال ذلك كثيرا والمراد بالراية العلامة اى راى بعض الصحابة ذلك تحت علامته في بيت المقدس، ويلوح لى ان فيه تصحيفا وكان في الاصل (وجعلها هارا) فيكون اشارة إلى ما سيأتى في أبواب معجزاته أن في غزوة الاحزاب بلغوا إلى أرض صلبة لا تعمل فيها المعاول، فصب صلى الله عليه واله عليها ماء‌ا فصارت هائرة متساقطة، فقوله: قد رأينا ذلك اشارة إلى هذا (انتهى كلامه رفع مقامه) أقول: ما ذكره (ره) وما لاح له انما هو على ما فسر الغار بالكهف واما على ما ذكرناه من تفسيره بالغبار وهو التراب كما ذكره اللغويون فلا نحتاج إلى تكلف في المراد والانطباق.

(1) قال المجلسى (ره): المراد بأبى دون أبوبكر عبر به تقية، والدون: الخسيس.

[ * ]

[318]

15 - في الكافى أحمد بن أبيعبد الله عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبى قرة عن أبيعبد الله عليه السلام ان أمير المؤمنين صلى الله عليه قال: أوحى الله عزوجل إلى داود عليه السلام انك نعم العبد لولا انك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئا، قال: فبكى داود عليه السلام أربعين صباحا فأوحى الله عزوجل إلى الحديد أن لن لعبدى داود، فألان الله عزوجل له الحديد، فكان يعمل في كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم، فعمل ثلاثمأة وستين درعا فباعها بثلاثمأة وستين ألفا واستغنى عن بيت المال.

في قرب الاسناد للحميرى احمد بن محمد بن أبى نصر قال: قال: سألت الرضا عليه السلام هل أحد من أصحابكم يعالج السلاح؟ فقلت: رجل من اصحابنا زراد فقال: انما هو سراد، اما تقرأ كتاب الله عزوجل في قوله لداود عليه السلام: ان عمل سابغات وقدر في السرد الحلقة بعد الحلقة.

17 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (ان عمل سابغات) قال: الدروع (وقدر في السرد) قال: المسامير التى في الحلقة وقوله عزوجل: ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر قال: كانت الريح تحمل كرسى سليمان فتسير به في الغداة مسيرة شهر، وبالعشى مسيرة شهر.

18 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الاصبغ بن نباتة قال: سألت الحسين عليه السلام فقلت: يا سيدى أسألك عن شئ أنا به موقن وانه من سر الله وأنت المسرور اليه ذلك السر فقال: يا اصبغ أتريد ان ترى مخاطبة رسول الله صلى الله عليه واله لابى دون(1) يوم مسجد قبا؟ قال: هو الذى أردت قال: قم فاذا أنا وهو بالكوفة فنظرت فاذا المسجد من قبل

[319]

ان يرتد إلى بصرى فتبسم في وجهى ثم قال: يا اصبغ ان سليمان بن داود اعطى الريح غدوها شهر ورواحها شهر، وانا قد أعطيت أكثر مما أعطى سليمان، فقلت: صدقت والله يا ابن رسول الله فقال: نحن الذين عندنا علم الكتاب وبيان ما فيه، وليس عند أحد من خلقه ما عندنا، لانا أهل سر الله ثم تبسم في وجهى ثم قال: نحن آل الله وورثة رسول الله فقلت: الحمد لله على ذلك ثم قال لى: ادخل فدخلت فاذا أنا برسول الله صلى الله عليه واله محتب(1) في المحراب بردائه، فنظرت فاذا أنا بأمير المؤمنين عليه السلام قابض على تلابيب الاعسر(2) فرأيت رسول الله صلى الله عليه واله يعض على الانامل وهو يقول: بئس الخلف خلفتنى أنت وأصحابك عليكم لعنة الله ولعتنى.

الخبر.انتهى.

19 - في عيون الاخبار عن الرضا عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد عليهم - السلام حديث طويل وقد سبق عند قوله تعالى: (قالت نملة) الاية وفيه ثم قالت النملة: هل تدرى لم سخرت لك الريح من بين سائر المملكة؟ قال سليمان عليه السلام مالى بهذا علم، قالت النملة: يعنى عزوجل بذلك لو سخرت لك جميع المملكة كما سخرت لك هذه الريح لكان زوالها من يديك كزوال الريح، فحينئذ تبسم ضاحكا من قولها.

20 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير - المؤمنين عليه السلام فان هذا سليمان قد سخرت له الرياح فسارت في بلاده غدوها شهر ورواحها شهر فقال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ماهو أفضل من هذا، انه اسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى مسيرة شهر، وعرج به في ملكوت السموات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

21 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن تفسير أبى

___________________________________

(1) احتبى بالثوب: اشتمل به.

(2) التلاليب جمع التلبيب: ما في موضع اللبب من الثياب ويعرف بالطوق.

والاعسر الشديد أو الشوم والمراد به الاول أو الثانى كما ذكره المجلسى (ره).

[ * ]

[320]

اسحق ابراهيم بن أحمد القزوينى باسناده إلى أنس بن مالك قال: اهدى لرسول الله صلى الله عليه واله بساط من قرية يقال لها بهندف فقعد عليه على وأبوبكر وعمر وعثمان والزبير و عبدالرحمان بن عوف وسعد فقال النبى صلى الله عليه واله لعلى: يا على قل: يا ريح احمل بنا.

فقال على: يا ريح احمل بنا، فحمل بهم حتى أتوا أصحاب الكهف فسلم ابوبكر وعمر فلم يردوا عليهم السلام، ثم قام على فسلم فردوا عليه السلام، فقال أبوبكر: يا على ما بالهم ردوا عليك ولم يردوا علينا؟ فقال لهم على، فقالوا: انا لا نرد بعد الموت الا على نبى أو وصى نبى، ثم قال على: يا ريح احملينا فحملتنا، ثم قال: يا ريح ضعينا فوضعتنا، فوكز برجله الارض فتوضأ على وتوضأنا ثم قال: يا ريح احملينا فحملتنا فوافينا المدينة و النبى صلى الله عليه واله في صلوة الغداة وهو يقرأ: (ام حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) فلما قضى النبى صلى الله عليه واله الصلوة قال: يا على أخبرونى عن مسيركم أم تحبون ان اخبركم؟ قالوا: بل تخبرنا يا رسول الله، قال انس بن مالك: فقص القصة كأنه معنا.

22 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وأسلنا له عين القطر قال الصفر ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه ومن يزغ منهم عن امرنا نذقه من عذاب السعير.

23 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبوجعفر عليه السلام خدم أبوخالد الكابلى على بن الحسين عليهما السلام دهرا من عمره، ثم أراد أن ينصرف إلى أهله فأتى على بن الحسين وشكى اليه شدة شوقه إلى والديه، فقال: يا أبا خالد يقدم غدا رجل من أهل الشام له قدر ومال كثير وقد أصاب بنتا له عارض من أهل الارض ويريدون ان يطلبوا معالجا يعالجها فاذا أنت سمعت قدومه فائته وقل له: أنا أعالجها لك على ان اشترط لك انى اعالجها على ديتها عشرة آلاف فلا تطمأن اليهم وسيعطونك ما تطلب منهم فلما أصبحوا قدم الرجل ومن معه وكان من عظماء أهل الشام في المال والقدرة فقال: اما من معالج يعالج بنت هذا الرجل؟ فقال له أبوخالد: انا أعالجها على عشره آلاف درهم، فأقبل إلى على بن الحسين عليه السلام فأخبره الخبر، فقال: انى أعلم انهم سيغدرون

[321]

بك ولا يفون لك، انطلق يا أبا خالد فخذ باذن الجارية اليسرى ثم قل: يا خبيث يقول لك على بن الحسين اخرج من هذه الجارية ولا تعد، ففعل أبوخالد ما أمره وخرج منها فأفاقت الجارية وطلب أبوخالد الذى شرطوا له فلم يعطوه، فرجع مغتما كئيبا فقال له على بن الحسين: مالى أراك كئيبا يا أبا خالد ألم أقل لك انهم يغدرون بك؟ دعهم، فانهم سيعودون اليك، فاذا لقوك فقل ليست أعالجها حتى تضعوا المال على يدى على بن الحسين فانه لى ولكم ثقة، فرضوا ووضعوا المال على يدى على بن الحسين عليهما السلام ورجع أبوخالد إلى الجارية فأخذ باذنها اليسرى ثم قال: يا خبيث يقول لك على بن الحسين: اخرج من هذه الجارية ولا تعرض لها الا بسبيل خير، فانك ان عدت أحرقتك بنار الله الموقدة التى تطلع على الافئدة، فخرج منها ودفع المال إلى أبى خالد فخرج إلى بلاده.

24 - في كتاب الاحتجاج - للطبرسى رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام ان يهوديا من يهود الشام و أحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان هذا سليمان سخرت له الشياطين يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ولقد اعطى محمد صلى الله عليه واله أفضل من هذا ان الشياطين سخرت لسليمان وهى مقيمة على كفرها، وقد سخرت لنبوة محمد صلى الله عليه واله الشياطين بالايمان، فأقبل اليه الجن التسعة من أشرافهم من جن نصيبين واليمن من بنى عمرو بن عامر من الاحجة منهم شضاة ومضاة والهملكان والمزربان والمازمان ونفات وهاضب وهاصب وعمرو(1) وهم الذين يقول الله تبارك وتعالى اسمه فيهم: (واذ صرفنا اليك نفرا من الجن) وهم التسعة يستمعون القرآن، فأقبل اليه الجن والنبى صلى الله عليه واله ببطن النخلة، فاعتذروا بانهم ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث الله أحدا، ولقد أقبل اله أحد وسبعون ألفا منهم يبايعوه على الصوم والصلوة والزكوة والحج والجهاد ونصح المسلمين، واعتذروا بانهم قالوا على الله شططا وهذا أفضل مما

___________________________________

(1) في ضبط تلك الاسماء خلاف ذكره في هامش البحار (الطبقة الحديثة ج 10 ص 44) [ * ]

[322]

أعطى سليمان، سبحان من سخرها لنبوة محمد صلى الله عليه واله بعد ان كانت تتمرد وتزعم ان الله ولدا فلقد شمل مبعثه من الجن والانس ما لا يحصى.

25 - وفيه عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: كيف صعدت الشياطين إلى السماء وهم أمثال الناس في الخلقة والكثافة وقد كانوا يبنون لسليمان، ابن داود عليهما السلام من البناء ما يعجز عنه ولد آدم؟ قال: غلظوا لسليمان لما سخروا، وهم خلق دقيق، غذاء‌هم التنسم، والدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع، ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء الا بسلم او سبب.

26 - في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن داود بن الحصين عن الفضل أبى العباس قال: قلت لابى جعفر عليه السلام (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب) قال: ماهى تماثيل الرجال و النساء، ولكنها تماثيل الشجر وشبهه.

27 - على بن ابراهيم عن صالح بن السندى عن جعفر بن بشير عمن ذكره عن ابى عبدالله عليه السلام قال: كانت لعلى بن الحسين صلوات الله عليهما وسايد وانماط(1) فيها تماثيل يجلس عليها.

28 - محمد بن يحيى عن أحمد وعبدالله ابنى محمد عن على بن الحكم عن ابان بن عثمان عن ابى العباس عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل) فقال: والله ماهى تماثيل الرجال والنساء ولكنها الشجر وشبهه.

29 - في تفسيرعلى بن ابراهيم وقوله عزوجل: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل) قال: في الشجر وقوله عزوجل: وجفان كالجواب اى جفنة كالحفرة وقدور راسيات اى ثابتات ثم قال جل ذكره: اعملوا آل داود شكرا قال: اعملوا ما تشكروا عليه ثم قال سبحانه: وقليل من عبادى الشكور.

30 - في اصول الكافى بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال

___________________________________

(1) الوسائد جمع الوسادة: المخدة.

والانماط جمع النمط: ضرب من البساط.

[ * ]

[323]

أبوالحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ثم مدح الله القلة فقال: (وقليل من عبادى الشكور).

31 - في روضة الكافى سهل بن عبيد الله(1) عن أحمد بن عمر قال: دخلت على ابى الحسن الرضا عليه السلام اناو حسين بن ثوير بن ابى فاختة فقلت له: جعلت فداك انا كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش(2) فتغيرت الحال بعض التغير، فادع الله عزوجل ان يرد ذلك الينا، فقال: اى شئ تريدون تكونون ملوكا؟ أيسرك ان تكون مثل طاهر وهرثمة(3) وانك على خلاف ما أنت عليه؟ قلت: لا والله ما يسرنى ان لى الدنيا بما فيها ذهبا وفضة وانى على خلاف ما أنا عليه، قال: فقال: فمن أيسر منكم فليشكر الله ان الله عزوجل يقول: (لئن شكرتم لا زيدنكم) وقال سبحانه وتعالى: (اعلموا آل داود شكرا وقليل من عبادى الشكور) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

32 - في نهج البلاغة اوصيكم عباد الله بتقوى الله فانها حق الله عليكم، والموجبة على الله حقكم، وان تستعينوا عليها بالله وتستعينوا بها على الله فان التقوى في اليوم الحرز والجنة(4)، وفى غد الطريق إلى الجنة، مسلكها واضح وسالكها رابح ومستودعها حافظ لم تبرح عارضة نفسها على الامم الماضين والغابرين لحاجتهم اليها غدا اذا اعاد الله ما أبدى وأخذ ما اعطى وسأل عما اسدى فما أقل من قبلها وحملها حق حملها(5)

___________________________________

(1) وفى بعض النسخ (سهل عن عبيد الله...اه) وهو الظاهر.

(2) الغضارة: طيب العيش.

(3) الطاهر هو أبوالطيب أو أبوطلحة طاهر بن الحسين المعروف بذو اليمينين والى خراسان وهرثمة هو هرثمة بن أعين وهو من أصحاب الرضا عليه السلام وكلاهما من قواد المأمون وخدمته، وقد مر الحديث في المجلد الثانى صفحة 527 وقد ذكرنا ترجمة الرجلين مختصرا في الذيل فراجع.

(4) الجنة - بضم الجيم -: ما يستتر به.

(5) قوله عليه السلام: (مستودعها حافظ) يعنى الله سبحانه لانه مستودع الاعمال كما قال الله سبحانه (انا لا نضيع أجر من احسن عملا) قاله المحقق الخوئى والشارح المعتزلى وعن الراوندى (قده) انه أراد بالمستودع قلب الانسان ويجوز ان يراد بالمستودع الملائكة الحفظة التى هى وسائط بين الخلق وبين الله وقوله عليه السلام (لم تبرح عارضة نفسها..اه) قال الشارح المعتزلى: كلام فصيح لطيف يقول: ان التقوى لم تزل عارضة نفسها على من سلف من القرون فقبلها القليل منهم شبهها بالمرئة العارضة نفسها نكاحا على قوم فرغب فيها من رغب وزهد من زهد.

وأسدى اليه: احسن وقوله عليه السلام (وسأل عما اسدى) اى سأل ارباب الثروة عما اسدى وأحسن اليهم من النعم والآلاء فيم صرفوها وفيم أنفقوها؟ قوله عليه السلام (فما أقل من قبلها) يعنى ما أقل من قبل التقوى العارضة نفسها على الناس.

[324]

اولئك الاقلون وهم اهل صفة الله سبحانه اذ يقول: (وقليل من عبادى الشكور).

33 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولو كان عند الله عبادة يتعبد بها عباده المخلصين أفضل من الشكر على كل حال لا طلق لفظه فيهم من جميع الخلق بها، فلما لم يكن أفضل منها خصها من بين العبادات، وخص اربابها، فقال: (وقليل من عبادى الشكور).

34 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار النادرة في فنون شتى باسناده إلى الحسين بن خالد عن أبى الحسن على بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عليهم السلام قال: ان سليمان بن داود عليهما السلام قال ذات يوم لاصحابه: ان الله تعالى وهب لى ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى، سخر لى الريح والانس والجن والطير والوحوش، وعلمنى منطق الطير، وآتانى من كل شئ ومع جميع ما اوتيت من الملك ماتم لى سرور يوم إلى الليل وقد أحببت أن أدخل قصرى في غد فأصعد أعلاه وأنظر إلى ممالكى، ولا تأذنوا لاحد على ما ينغص على يومى(1) قالوا: نعم فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده وصعد إلى أعلى موضع من قصره، ووقف متكئا على عصاه ينظر إلى ممالكه سرورا بما

___________________________________

(1) نغص فلانا: كدر عينه.

[ * ]

[325]

أعطى، اذ نظر إلى شاب حسن الوجه واللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره، فلما بصر به سليمان عليه السلام قال له: من أدخلك إلى هذا القصر وقد أردت ان أخلو فيه اليوم فباذن من دخلت؟ قال الشاب: ادخلنى هذا القصر ربه وباذنه دخلت، قال: ربه أحق به منى فمن أنت؟ قال: أنا ملك الموت قال: وفيما جئت؟ قال: جئت لا قبض روحك قال: امض لما أمرت به فهذا يوم سرورى وأبى الله عزوجل أن يكون لى سرور دون لقائه فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه، فبقى سليمان متكئا على عصاه وهو ميت ما شاء الله، والناس ينظرون اليه وهم يقدرون انه حى فافتتنوا فيه واختلفوا فمنهم من قال: ان سليمان قد بقى متكئا على عصاه هذه الايام الكثيرة ولم يتعب ولم ينم ولم يأكل ولم يشرب، انه لربنا الذى يجب علينا أن نعبده، وقال قوم: ان سليمان ساحر وانه يرينا انه وقف متكئ على عصاه يسحر أعيننا وليس كذلك، فقال المؤمنون ان سليمان هو عبدالله ونبيه يدبر الله أمره بما يشاء فلما اختلفوا بعث الله عزوجل دابة الارض فدبت في عصاه، فلما أكلت جوفها انكسرت العصا وخر سليمان من قصره على وجهه، فشكرت الجن للارضة صنيعها، فلاجل ذلك لا توجد الارضة في مكان الا و عندها ماء وطين، وذلك قول الله عزوجل: فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الا دابة الارض تاكل منسأته فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ثم قال الصادق عليه السلام: والله ما نزلت هذه الاية هكذا وانما نزلت: (فلما خر تبينت الانس ان الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين).

35 - في كتاب علل الشرايع مثل ما نقلناه عن عيون الاخبار الا ان آخرها و انما نزلت: (فلما خر تبينت الجن ان الانس لو كانوا يعملون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين).

36 - حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه ابراهيم بن هاشم عن ابن أبى عمير عن أبان عن ابى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: امر سليمان بن داود الجن فصنعوا له قبة من قوارير، فبينا هو متكئ على عصاه في القبة ينظر إلى الجن كيف ينظرون اليه اذ حانت منه التفاتة فاذا رجل معه في القبة، قال له: من أنت؟ قال:

[326]

انا الذى لا أقبل الرشا ولا أهاب الملوك، انا ملك الموت فقبضه وهو قائم متكئ على عصاه في القبة والجن ينظرون اليه، قال: فمكثوا سنة يد أبون له(1) حتى بعث الله عزوجل الارضة فأكلت منسأنه وهى العصا، (فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) قال أبوجعفر عليه السلام ان الجن يشكرون الارضة ما صنعت بعصا سليمان، فما تكاد تراها في مكان الا وعندها ماء وطين.

37 - وباسناده إلى الحسن بن على بن عقبة عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لقد شكرت الشياطين الارضة حين أكلت عصا سليمان عليه السلام حتى سقط و قالوا عليك الخراب وعلينا الماء والطين، فلا تكاد تراها في موضع الا رأيت ماء‌ا وطينا.

38 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه واله قال: عاش سليمان بن داود سبعمأة سنة واثنى عشر سنة.

39 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن أبان بن عثمان عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان سليمان بن داود عليهما السلام أمر الجن فبنوا له بناء من قوارير، قال: فبينما هو متك على عصاه ينظر إلى الشياطين كيف يعملون وينظرون اليه اذ حانت منه التفاتة، فاذا هو برجل معه في القبة ففزع منه فقال: من أنت؟ فقال: أنا الذى لا أقبل الرشا ولا اهاب الملوك انا ملك الموت فقبضه وهو متكى على عصاه، فمكثوا سنة يبنون وينظرون اليه ويدأبون له ويعملون حتى بعث الله تعالى الارضة، فاكلت منسأته وهى العصا، فلما خر تبينت الانس ان لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) فالجن تشكر الارضة بما عملت بعصا سليمان قال: فلا تكاد تراها في مكان الا وعندها ماء وطين.

40 - في روضة الكافى ابن محبوب عن جميل بن صالح عن الوليد بن صبيح عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله عزوجل أوحى إلى سليمان بن داود عليه السلام ان آية موتك ان شجرة تخرج من بيت المقدس يقال لها الخرنوبة، قال: فنظر سليمان يوما فاذا الشجرة الخرنوبة قد طلعت من بيت المقدس فقال لها: ما اسمك؟ قالت: الخرنوبة

___________________________________

(1) دأب في عمله: جد وتعب واستمر عليه.

[ * ]

[327]

قال: فولى سليمان مدبرا إلى محرابه، فقام فيه متكيا على عصاه فقبض روحه من ساعته، قال: فجعلت الجن والانس يخدمونه ويسعون في أمره كما كانوا، وهم يظنون انه حى لم يمت يغدون ويروحون وهو قائم ثابت حتى دبت الارضة من عصاه، فأكلت منسأته، فانكسرت وخر سليمان إلى الارض، أفلا تسمع لقوله عزوجل: (فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين).

41 - في مجمع البيان وفى الشواذ تبينت الانس وهى قرائة على بن الحسين وأبى عبدالله عليهما السلام.

42 - وفيه وفى حديث آخر عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كان آصف بن برحيا يدبر أمره حتى دبت الارضة.

43 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال قال فان بحرا كان من اليمن وكان سليمان عليه السلام أمر جنوده ان يجروا لهم خليجا من البحر العذب إلى بلاد الهند ففعلوا ذلك وعقدوا له عقدة من الصخر والكلس(1) حتى يفيض على بلادهم وجعلوا للخليج مجاريا، فكانوا اذا أرادوا ان يرسلوا منه الماء أرسلوا بقدر ما يحتاجون اليه، وكانت لهم عن يمين وشمال عن مسيرة عشرة ايام فيها يمر(2) لا يقع عليه الشمس من التفافها، فلما عملوا بالمعاصى وعتوا عن أمر ربهم ونهاهم الصالحون فلم ينتهوا بعث الله عزوجل على ذلك السد الجرذ وهى الفارة الكبيرة، وكانت تقلع الصخرة التى لا يستقلها الرجال وترمى بها، فلما راى ذلك قوم منهم هربوا وتركوا البلاد، فما زال الجرذ تقلع الحجر حتى خرب ذلك السد، فلم يشعروا حتى غشيهم السيل وخرب بلادهم وقلع أشجارهم.

44 - في مجمع البيان وفى الحديث عن فروة بن مسيك قال: سألت رسول الله

___________________________________

(1) الكلس: الصاروج يبنى به.

(2) كذا في النسخ وفي المصدر (فيما يمر) وفي البحار (فيمن يمر) وفى تفسير البرهان (فيها ثمر لا يقع عليها الشمس).

[ * ]

[328]

صلى الله عليه واله عن سبأ أرجل هو ام امرأة؟ فقال: هو رجل من العرب ولد عشيرة، تيامن منهم ستة، وتشأم منهم أربعة، فاما الذين تيامنوا فالازد وكندة ومذحج والاشعرون وانمار وحمير فقال رجل من القوم: ما أنمار؟ قال: الذين منهم خثعم وبجلية واما الذين تشأموا فعاملة وجذام ولخم وغسان.

45 - في روضة الكافى محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل ابن صالح عن سدير قال: سأل رجل أبا جعفرعليه السلام عن قول الله عزوجل: فقالوا ربنا باعد بين اسفارنا وظلموا انفسهم فقال: هؤلاء قوم، كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض، وانها جارية وأموال ظاهرة فكفروا بانعم الله وغيروا ما بأنفسهم فارسل الله عزوجل عليهم سيل العرم ففرق قراهم وأخرب ديارهم وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتى اكل خمط واثل وشئ من سدر قليل ثم قال الله عزوجل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازى الا الكفور.

46 - وباسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام خطبة لامير المؤمنين وفيها يقول عليه السلام: وااسفا من فعلات شيعتى من بعد قرب مودتها اليوم كيف يستذل بعدى بعضها بعضا، وكيف يقتل بعضها بعضا المتشتتة غدا عن الاصل، النازلة بالفرع، المؤملة الفتح من غير جهته، كل حزب منهم آخذ بغصن، أينما مال الغصن مال معه، مع ان الله وله الحمد سيجمع هؤلاء لشر يوم لبنى امية كما يجمع قزع الخريف يؤلف بينهم ثم يجعلهم ركاما(1) كركام السحاب، ثم يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستشارهم(2) كسيل الجنتين سيل العرم، حيث بعث اليه فارة فلم يثبت عليه أكمة ولم يرد سننه رض طود يذعذعهم في

___________________________________

(1) القزع: قطع السحاب المتفرقة وانما خص الخريف لانه اول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرقة غير متراكم قاله في النهاية.

والركام: المتراكب بعضه فوق بعض.

(2) اى محل انبعاثهم وتهييجهم، قال الفيض (ره) في الوافى: وكانه أشار عليه السلام بذلك إلى فتن أبى مسلم المروزى واستئصالهم لبنى امية، وانما شبههم بسيل العرم لتخريبهم البلاد واهلها الذين كانوا في خفض ودعة.

[ * ]

[329]

بطون أودية(1) ثم يسلكهم ينابيع في الارض يأخذ بهم من قوم حقوق قوم، ويمكن من قوم لديار قوم تشريدا لبنى امية(2).

47 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن سدير قال: سأل رجل ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: قالوا ربنا باعد بين اسفارنا وظلموا انفسهم الاية فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض، وانهار جارية وأموال ظاهرة، فكفروا نعم الله عزوجل وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله، فغير الله ما بهم من نعمة، وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فارسل الله عليهم سيل العرم، ففرق قراهم وخرب ديارهم، وأذهب بأموالهم وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتى اكل خمط واثل وشئ من سدر قليل، ثم قال: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازى الا الكفور).

48 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله وعن أبى حمزة الثمالى قال: دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على على بن الحسين عليهما السلام فقال له جعلنى الله فداك أخبرنى عن قول الله عزوجل: (وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالى واياما آمنين) فقال له: ما يقول الناس فيها قبلكم بالعراق؟ قال: يقولون انها مكة، قال: وهل رأيت السرق في موضع اكثر منه بمكة قال: فماهو؟ قال: انما عنى الرجال، قال: وان ذلك في كتاب الله أوما تسمع إلى قوله عزوجل: (وكأين من قرية عنت عن أمر ربها ورسله) وقال: (و تلك القرى أهلكناهم) وقال: (واسئل القرية التى كنا فيها والعير التى اقبلنا فيها) فليسأل القرية أو الرجال أو العير؟ قال: وتلا عليه آيات في هذا المعنى قال: جعلت فداك فمن هم؟ قال: نحن هم.

قال: أو لم تسمع إلى قوله: (سيروا فيها ليالى واياما آمنين) قال: آمنين من الزيغ.

___________________________________

(1) لاكمة: التل.

والرض: الدق الجريش والطود: الجبل.

والمجرور في (سننه) كما قاله في الوافى يرجع إلى السيل او إلى الله تعالى والذعذعة بالذالين: التفريق.

(2) التشريد: التنفير.

[ * ]

[330]

49 - وعن أبى حمزة الثمالى قال: اتى الحسن البصرى(1) ابا جعفر عليه السلام فقال: لاسألك عن اشياء من كتاب الله فقال له أبوجعفر: الست فقيه اهل البصرة؟ قال قد يقال ذلك فقال له أبوجعفر عليه السلام: هل بالبصرة أحد تأخذ عنه؟ قال: لا قال فجميع أهل البصرة يأخذون عنك؟ قال: نعم فقال ابوجعفر عليه السلام: سبحان الله لقد تقلدت عظيما من الامر بلغنى عنك أمر فما أدرى أكذاك أنت أم يكذب عليك؟ قال: ماهو؟ قال: زعمواانك تقول ان الله خلق العباد ففوض اليهم أمورهم؟ قال: فسكت فقال: ارأيت من قال له الله في كتابه: انك آمن، هل عليك خوف بعد هذا القول منه؟ فقال أبوجعفر عليه السلام: انى اعرض اليك آية وانهى اليك خطبا ولا احسبك الا وقد فسرته على غير وجهه، فان كنت فعلت ذلك فقد هلكت وأهلكت فقال له: وما هو؟ فقال: ارأيت حيث يقول (وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالى واياما آمنين) يا حسن بلغنى انك أفتيت الناس فقلت: هى مكة ! فقال أبوجعفر عليه السلام: فهل يقطع على من حج مكة وهل يخاف أهل مكة وهل تذهب أموالهم فمتى يكونوا آمنين؟ بل فينا ضرب الله الامثال في القرآن فنحن القرى التى بارك الله فيها، وذلك قول الله عزوجل فيمن أقر بفضلنا حيث أمرهم أن يأتونا فقال: (وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة) والقرى الظاهرة الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا و فقهاء شيعتنا إلى شيعتنا وقوله: (وقدرنا فيها السير) والسير مثل للعلم (سيروا فيها ليالى واياما) مثل لما يسير من العلم في الليالى والايام عنا اليهم في الحلال والحرام و

___________________________________

(1) هو رئيس القدرية ابوسعيد بن أبى الحسن يسار مولى زيد بن ثابت الانصارى أخو سعيد وعمارة وامهم خيرة مولاة ام سلمة زوج النبى صلى الله عليه وآله وكان أحد الزهاد الثمانية عند الناس وكان يلقى الناس بما يهوون ويتصنع للرياسة قال ابن أبى حديد: وممن قيل انه يبغض عليا ويذمه الحسن بن أبى الحسن البصرى وروى انه كان من المخذلين عن نصرته عليه السلام وكان ممن دعا عليه أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: أطال الله حزنك، قال أيوب السجستانى: فما رأينا الحسن قط الا حزينا كأنه رجع عن دفن حميم أوخر بندج - اى مكارى - ضل حماره فقلت له في ذلك؟ فقال: عمل في دعوة الرجل الصالح.

[ * ]

[331]

الفرائض والاحكام (آمنين) فيها اذا اخذوا عن معدنها الذى أمروا ان يأخذوا منه آمنين من الشك والضلال، والنقلة من الحرام إلى الحلال، لانهم اخذوا العلم ممن وجب لهم يأخذهم اياه عنهم المغفرة، لانهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ذرية مصفاة بعضها من بعض فلم ينته الاصطفاء اليكم بل الينا انتهى، ونحن تلك الذرية المصطفاة لا أنت وأشباهك يا حسن، فلو قلت لك حين ادعيت ما ليس لك وليس اليك يا جاهل أهل البصرة لم أقل فيك الا ما علمته منك، وظهر لى عنك، واياك أن تقول بالتفويض، فان الله عزوجل لم يفوض الامر إلى خلقه وهنا منه وضعفا، ولا أجبرهم على معاصيه ظلما والخبر طويل أخذنا منه موضع الحاجة (انتهى).

50 - في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة البصرى(1) على أبى جعفر عليه السلام فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال: هكذا يزعمون فقال أبوجعفر عليه السلام: بلغنى انك تفسر القرآن؟ قال له قتادة: نعم.

قال أبوجعفر: بعلم تفسره أم بجهل؟ قال: لا، بعلم فقال له أبوجعفر عليه السلام: فان تفسره بعلم فأنت أنت(2) والا أنا أسالك، قال قتادة سل، قال: أخبرنى عن قول الله عزوجل في سبأ: (و قدرنا فيها السير سيروا فيها ليالى واياما آمنين) فقال قتادة: ذاك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله، فقال ابو جعفر عليه السلام: نشدتك الله يا قتادة هل تعلم انه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال و كراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه(3) قال قتادة: اللهم نعم، فقال ابوجعفر عليه السلام: ويحك يا قتادة ان كنت انما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت، وان كنت قد أخذته من

___________________________________

(1) هو من مشاهير محدثى العامة ومفسيرهم.

(2) قال المجلسى (ره): اى فأنت العالم المتوحد الذى لا يحتاج إلى المدح والوصف وينبغى ان يرجع اليك في العلوم.

(3) الاجتياح: الاهلاك.

[ * ]

[332]

الرجال فقد هلكت وأهلكت ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم(1) هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه، كما قال الله عزوجل: (واجعل افئدة من الناس تهوى اليهم) ولم يعن البيت فيقول: (اليه) فنحن والله دعوة ابراهيم صلى الله عليه من هوانا قلبه قبلت حجته والا فلا، يا قتادة فاذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة، قال قتادة: لا جرم والله لا فسرتها الا هكذا فقال أبوجعفر عليه السلام: ويحك يا قتادة انما يعرف القرآن من خوطب به.

51 في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن صالح الهمدانى قال كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام ان أهل بيتى يؤذوننى ويقرعونى بالحديث الذى روى عن آبائك عليهم السلام انهم قالوا: خدامنا وقوامنا شرار خلق الله فكتب عليه السلام: ويحكم ما تعرفون ما قال الله عزوجل: وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة نحن والله القرى التى بارك الله فيها وانتم القرى الظاهرة.

قال عبدالله بن جعفر: وحدثنا بهذا الحديث على بن محمد الكلينى عن محمد بن صالح عن صاحب الزمان عليه السلام.

52 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى زهر شيب بن أنس عن بعض أصحاب أبى عبدالله عليه السلام قال: قال أبوعبدالله لابى حنيفة: يابا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته وتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: نعم قال: يابا حنيفة لقد ادعيت علما ويلك ما جعل الله الا عند أهل الكتاب الذين انزل عليهم، ويلك ولا هو الا عند الخاص من ذرية نبينا صلى الله عليه واله وما ورثك الله من كتابه حرفا، فان كنت كما تقول ولست كما تقول فأخبرنى عن قول الله عزوجل: (سيروا فيها ليالى واياما آمنين) اين ذلك من الارض؟ قال: احسبه ما بين مكة والمدينة، فالتفت أبوعبدالله عليه السلام إلى أصحابه فقال: تعلمون ان الناس يقطع عليهم ما بين المدينة ومكة فتؤخذ اموالهم ولا يؤمنون على أنفسهم و يقتلون؟ قالوا: نعم، قال: فسكت أبوحنيفة، فقال: يا با حنيفة أخبرنى عن قول

___________________________________

(1) يروم اى يقصد.

[ * ]

[333]

الله عزوجل: (ومن دخله كان آمنا) اين ذلك من الارض؟ قال: الكعبة قال: أفتعلم ان الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير فقتله كان آمنا فيها؟ قال: فسكت فقال أبوبكر الحضرمى: جعلت فداك الجواب في المسئلتين؟ فقال يابا بكر (سيروا فيها ليالى واياما آمنين) فقال: مع قائمنا أهل البيت، واما قوله: (ومن دخله كان آمنا) فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقدة أصحابه كان آمنا.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

53 - وباسناده إلى أبى سعيد الخدرى عن النبى حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه واله: يا بلال اصعد ابا قبيس فناد عليه ان رسول الله صلى الله عليه واله حرم الجرى(1) والضب و الحمر الاهلية، الا فاتقوا الله ولا تأكلوا من السمك الا ما كان له قشر، ومع القشر فلوس، ان الله تبارك وتعالى مسخ سبعمأة امة عصوا الاوصياء بعد الرسل، فأخذ أربعمأة امة منهم برا وثلاثمأة امة منهم بحرا، ثم تلا هذه الاية وجعلناهم احاديث ومزقناهم كل ممزق.

54 - في مجمع البيان وفى الحديث عن فروة بن مسيك قال: سألت رسول الله صلى الله عليه واله عن سبأ، أرجل هو ام امرأة(2) الحديث وقد تقدم اوائل قصة سبأ.

55 - في روضة الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن سليمان عن عبدالله بن محمد اليمانى عن مسمع بن الحجاج عن صباح الحذاء عن صباح المزنى عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه واله بيد على عليه السلام يوم الغدير صرخ ابليس في جنوده صرخة، فلم يبق منهم في بر ولا بحر الا أتاه، فقالوا: يا سيدهم و مولاهم(2) ماذا دهاك فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه؟ فقال لهم: فعل

___________________________________

(1) الجرى: صنف من السمك في ظهره طول وفى فمه سعة وليس له عظم الا عظم اللحيين والسلسلة.

(2) مر الحديث تحت رقم 44 فراجع.

(3) قال المجلسى (ر) في كتاب مرآة العقول: اى قالوا يا سيدنا ويا مولانا وانما غيره لئلا يوهم انصرافه اليه (ع) وهذا شايع في كلام البلغاء في نقل امر لا يرضى القائل لنفسه كما في قوله تعالى (ان لعنة لله عليه ان كان من الكاذبين).

وقوله: ماذا دهاك يقال: دهاه اذا اصابته داهية.

[ * ]

[334]

هذا النبى فعلا ان تم لم يعص الله أبدا، فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لادم، فلما قال المنافقون: انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون - يعنون رسول الله صلى الله عليه واله - صرخ ابليس صرخة بطرب فجمع أوليائه فقال: أما علمتم انى كنت لادم من قبل؟ قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب، وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه واله وأقام الناس غيرعلى لبس ابليس تاج الملك ونصب منبرا وقعد في الزينة(1) وجمع خيله ورجله ثم قال لهم: اطربوا لا يطاع الله حتى يقوم امام وتلا ابوجعفر: عليه السلام ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين قال أبوجعفر عليه السلام: كان تأويل هذه الاية لما قبض رسول الله صلى الله عليه واله، والظن من ابليس حين قالوا لرسول الله انه ينطق عن الهوى، فظن بهم ابليس ظنا فصدفوا ظنه.

56 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن ابن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما أمر الله نبيه صلى الله عليه واله ان ينصب أمير المؤمنين للناس في قوله: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك في على) بغدير خم فقال: من كنت مولاه فعلى مولاه، فجاء الابالسة إلى ابليس الاكبر وحثوا التراب على رؤسهم فقال لهم ابليس: ما لكم؟ قالوا ان هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شئ إلى يوم القيامة فقال لهم ابليس: كلا ان الذين حوله قد وعدونى فيه عدة لن يخلفونى فأنزل الله عزوجل على رسوله: صلى الله عليه واله (ولقد صدق عليهم ابليس ظنه) الاية.

57 - وقوله عزوجل: ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له قال: لا يشفع أحد من أنبياء الله ورسله يوم القيامة حتى يأذن الله له الا رسول الله صلى الله عليه واله، فان الله عزوجل قد اذن له في الشفاعة من قبل يوم القيامة، والشفاعة له وللائمة صلوات الله عليهم ثم بعد ذلك للانبياء عليهم السلام.

قال: حدثنى أبى عن ابن أبيعمير عن معاوية بن عمار عن أبى العباس المكبر قال: دخل مولى لا مرأة على بن الحسين صلوات الله عليهما على أبيجعفر صلوات الله عليه يقال له أبوأيمن فقال له: يابا جعفر تغرون الناس وتقولون شفاعة محمد

___________________________________

(1) وفي المصدر " وقعد في الوثبة ": والوثبة: الوسادة.

[335]

شفاعة محمد؟ ! فغضب أبوجعفر عليه السلام حتى تربد وجهه(1) ثم قال: ويحك يابا أيمن أغرك ان عف بطنك وفرجك؟ أما لو قد رأيت افزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة رسول الله صلى الله عليه واله ويلك وهل يشفع الا لمن وجبت له؟ ثم قال: ما من أحد من الاولين والاخرين الا وهو محتاج إلى شفاعة رسول الله صلى الله عليه واله يوم القيامة، ثم قال أبوجعفر عليه السلام: ان لرسول الله صلى الله عليه واله الشفاعة في امته، ولنا الشفاعة في شيعتنا، ولشيعتنا شفاعة في أهاليهم، ثم قال: و ان المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر، وان المؤمن ليشفع حتى لخادمه، يقول: يا رب حق خدمتى كان يقينى الحر والبرد.

58 - وفي رواية أبى الجارود عن أبيجعفر عليه السلام في قوله: حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير وذلك ان أهل السموات لم يسمعوا وحيا فيما بين أن بعث عيسى بن مريم إلى أن بعث محمد صلى الله عليه واله، فلما بعث الله جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه واله سمع أهل السموات صوت وحى القرآن كوقع الحديد على الصفا، فصعق أهل السموات فلما فرغ عن الوحى انحدر جبرئيل عليه السلام كلما مر بأهل سماء فزع عن قلوبهم، يقول كشف عن قلوبهم، فقال بعض لبعض: ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلى الكبير.

59 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام كلام طويل وفيه: واما قولكم انى شككت في نفسى حيث قلت للحكمين: انظرا فان كان معاوية أحق بها منى فأثبتاه، فان ذلك لم يكن شكا منى ولكنى أنصفت في القول قال الله: وانا او اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين ولم يكن شكا وقد علم الله أن نبيه على الحق.

60 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا على بن جعفر قال: حدثنى محمد بن عبدالله الطائى قال: حدثنا محمد بن أبيعمير قال: حدثنى حفص الكنانى قال: سمعت عبدالله بن بكير الرجانى قال: قال لى الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليهما: أخبرنى عن الرسول صلى الله عليه كان عاما للناس أليس قد قال الله عزوجل في محكم كتابه:

___________________________________

(1) تربد لونه: تغير.

[ * ]

[336]

وما ارسلناك الا كافة للناس لاهل الشرق والغرب وأهل السماء والارض من الجن والانس هل بلغ رسالته اليهم كلهم؟ قلت: لا أدرى، قال: يا ابن بكير ان رسول الله صلى الله عليه واله لم يخرج من المدينة فكيف أبلغ أهل الشرق والغرب؟ قلت: لا أدرى، قال: ان الله تعالى أمر جبرئيل عليه السلام فاقتلع الارض بريشة من جناحه ونصبها لرسول الله صلى الله عليه واله، فكانت بين يديه مثل راحة في كفه ينظر إلى اهل الشرق والغرب، ويخاطب كل قوم بألسنتهم، ويدعوهم إلى الله عزوجل والى نبوته بنفسه، فما بقيت قرية ولا مدينة الا ودعاهم النبى صلى الله عليه واله بنفسه.

61 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابراهيم بن محمد الثقفى عن محمد بن مروان جميعا عن أبان بن عثمان عمن ذكره عن أبيعبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى اعطى محمدا صلى الله عليه واله شرايع نوح وابراهيم وموسى وعيسى، إلى أن قال: وارسله كافة إلى الابيض والاسود والجن والانس.

62 - في كتاب الخصال عن أبى امامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: فضلت بأربع خصال: جعلت لى الارض مسجدا وطهورا، إلى قوله: وارسلت إلى الناس كافة.

63 - في مجمع البيان عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه واله اعطيت خمسا ولا أقول فخرا بعثت إلى الاحمر والاصفر (الاسود خ) الحديث.

64 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال على بن الحسين عليهما السلام كان أبوطالب يضرب عن رسول الله صلى الله عليه واله بسيفه ويقيه بنفسه، إلى أن قال: فقالوا: ياأبا طالب سله: أرسله الله الينا خاصة ام إلى الناس كافة؟ فقال ابوطالب: يا ابن اخ إلى الناس كافة أرسلت ام إلى قومك خاصة؟ قال: لا، بل إلى الناس ارسلت كافة الابيض والاسود والعربى والعجمى، والذى نفسى بيده لادعون إلى هذا الامر الابيض والاسود ومن على رؤس الجبال ومن في لجج البحار.ولا دعون السنة فارس والروم.

65 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه: وان الانبياء بعثوا خاصة وعامة، فاما نوح:

[337]

فانه ارسل إلى من في الارض بنبوة عامة ورسالة عامة.

واما هود: فانه ارسل إلى عاد بنبوة خاصة، واما صالح: فانه ارسل إلى ثمود وهى قرية واحدة لا تكمل أربعين بيتا على ساحل البحر صغيرة، واما شعيب: فانه ارسل إلى مدين وهى لا تكمل أربعين بيتا، واما ابراهيم: نبوته بكوثا وهى قرية من قرى السواد فيها بدا أول امره، ثم هاجر منها وليست بهجرة، فقال في ذلك قوله عزوجل: (انى مهاجر إلى ربى سيهدين) وكانت هجرة ابراهيم بغير قتال، واما اسحق: فكانت نبوته بعد ابراهيم، واما يعقوب: فكانت نبوته بأرض كنعان ثم هبط إلى ارض مصر فتوفى فيها، ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان، والرؤيا التى راى يوسف الاحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، وكانت نبوته بأرض مصر بدوها، ثم ان الله تبارك وتعالى ارسل الاسباط اثنى عشر بعد يوسف، ثم موسى وهارون إلى فرعون وملائه إلى أرض مصر وحدها، ثم ان الله تبارك وتعالى ارسل يوشع بن نون إلى بنى اسرائيل من بعد موسى فنبوته بدوها في البرية التى تاه فيها بنو اسرائيل، ثم كانت أنبياء كثيرة منهم من قصه الله عزوجل على محمد ومنهم من لم يقصصه على محمد، ثم ان الله عزوجل ارسل عيسى عليه السلام إلى بنى اسرائيل خاصة و كانت نبوته ببيت المقدس، وكانت من بعده الحواريون اثنا عشر، فلم يزل الايمان يستتر في بقية أهله منذ رفع الله عيسى عليه السلام، ثم ارسل الله محمدا صلى الله عليه واله إلى الجن والانس عامة وكان خاتم الانبياء.

66 - وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد بن على عليهما السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: فمكث نوح ألف سنة الا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته احد.

67 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام مثل ما نقلنا عن كتاب كمال الدين و تمام النعمة اخيرا سواء.

67 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: واسروا الندامة لما روا العذاب قال: يسرون الندامة في النار اذا رأوا ولى الله، فقيل: يا رسول الله وما يغنيهم اسرارهم

[338]

الندامة وهم في العذاب؟ قال: يكرهون شماتة الاعداء.

68 - في نهج البلاغة واما الاغنياء من مترفة الامم فتعصبوا لاثار مواقع النعم فقالوا: نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين فان كان لابد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال ومحامد الافعال ومحاسن الامور التى تفاضلت فيها المجداء والنجداء من بيوتات العرب ويعاسيب القبائل(1) بالاخلاق الرغيبة والاحلام العظيمة والاخطار(2) الجليلة والاثار المحمودة.

69 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى بصير قال: ذكرنا عند أبى جعفر عليه السلام من الاغنياء من الشيعة فكأنه كره ما سمع منا فيهم، قال: يابا محمد اذا كان المؤمن غنيا رحيما وصولا له معروف إلى أصحابه، أعطاه الله أجر ما ينفق في البر أجره مرتين ضعفين، لان الله عزوجل يقول في كتابه: وما اموالكم ولا اولادكم بالتى تقربكم عندنا زلفى الا من آمن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون.

70 - في تفسير على بن ابراهيم وذكر رجل عند أبى عبدالله عليه السلام الاغنياء ووقع فيهم فقال أبوعبدالله: اسكت فان الغنى اذا كان وصولا لرحمه، بارا باخوانه، أضعف الله له الاجر ضعفين، لان الله يقول: (وما اموالكم ولا اولادكم بالتى تقربكم عندنا زلفى الا من آمن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون).

71 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام: حتى اذا كان يوم القيامة حسب لهم ثم أعطاهم بكل واحدة عشر أمثالها إلى سبعمأة ضعف، قال الله عزوجل: (جزاء من ربك عطاء‌ا حسابا) وقال: (اولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون).

___________________________________

(1) تفاضلت فيها اى تزايدت والمجداء جمع ماجد والمجد: الشرف في الاباء والنجداء: الشجعان والواحد: النجد.

ويعاسيب القبائل رؤساؤها.

(2) الرغيبة.

الخصلة يرغب فيها، والاحلام: العقول.

والاخطار: الاقدار.

[ * ]

[339]

72 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وما انفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين قال: فانه حدثنى أبى عن حماد عن حريز عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الرب تبارك وتعالى ينزل أمره كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا من أول الليل، وفى كل ليلة في الثلث الاخير وامامه ملك ينادى: هل من تائب يتاب عليه، هل من مستغفر يغفر له، هل من سائل فيعطى سؤله اللهم اعط كل منفق خلفا وكل ممسك تلفا، إلى أن يطلع الفجر، فاذا طلع الفجر عاد أمر الرب تبارك وتعالى إلى عرشه فيقسم أرزاق العباد، ثم قال للفضيل بن يسار: يا فضيل يصيبك من ذلك وهو قول الله: (وما انفقتم من شئ فهو يخلفه) إلى قوله: (اكثرهم بهم يؤمنون).

73 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عمن حدثه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت آيتين في كتاب الله أطلبهما فلا أجدهما قال: و ماهما؟ قلت: قول الله عزوجل: (ادعونى استجب لكم) إلى أن قال: ثم قال: وما الاية الاخرى؟ قلت: قول الله عزوجل: (وما انفقتم من شئ فهويخلفه وهو خير الرازقين) وانى انفق ولا أرى خلفا قال: افترى عزوجل أخلف وعده؟ قلت: لا قال فمم ذلك؟ قلت: لا أدرى، قال: لو ان أحدكم اكتسب المال من حله وأنفقه في حله لم ينفق درهما الا اخلف عليه.

74 محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يحيى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من بسط يده بالمعروف اذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه، ويضاعف له في آخرته، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

75 - في من لا يحضره الفقيه باسناده إلى أبان الاحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه جاء اليه رجل فقال له: بأبى أنت وامى عظنى موعظة.

فقال عليه السلام: وان كان الحساب حقا فالجمع لماذا واذا كان الخلف من الله عزوجل حقا فالبخل لماذا؟ الحديث.

76 - في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن النوفلى عن السكونى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من صدق بالخلف جاد بالعطية.

[ * ]

[340]

77 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن موسى بن راشد عن سماعة عن ابى الحسن عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة.

78 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن بعض من حدثه عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله في كلام له: ومن بسط يده بالمعروف اذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه ويضاعف له في آخرته.

79 - على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن عمر بن اذينة رفعه إلى ابى عبدالله او ابيجعفر عليهما السلام قال: ينزل الله المعونة من السماء إلى العبد بقدر المؤنة، ومن أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة.

80 - أحمد بن محمد عن أبيه عن الحسين بن أيمن عن أبيجعفر عليه السلام قال: قال: يا حسين انفق وايقن بالخلف من الله، فانه لم يبخل عبد ولا امة بنفقة فيما يرضى الله عزوجل الا أنفق أضعافها فيما يسخط الله.

81 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال: دخل عليه مولى فقال له: هل أنفقت اليوم شيئا؟ فقال: لا والله، فقال ابوالحسن عليه السلام: فمن أين يخلف الله علينا؟.

82 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد جميعا عن الحسن بن محبوب عن ابراهيم بن مهزم عن رجل عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الشمس ليطلع ومعها اربعة املاك: ملك ينادى: يا صاحب الخير اتم و ابشر وملك ينادى: يا صاحب الشر أنزع وأقصر، وملك ينادى اعط منفقا خلفا، وآت ممسكا تلفا، وملك ينضحها بالماء ولولا ذلك اشعلت الارض.

83 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن معاوية بن وهب عن ابى عبدالله عليه السلام قال: من يضمن اربعة بأربعة أبيات في الجنة: أنفق ولا تخف فقرا وأنصف الناس من نفسك، وافش السلام في العالم واترك المراء وان كنت محقا.

[341]

84 - في مجمع البيان وعن جابر عن النبى صلى الله عليه واله قال: كل معروف صدقة وما وقى الرجل به عرضه فهو صدقة، وما انفق المؤمن من نفقة فعلى الله خلقها ضامنا الا ما كان من نفقة في بنيان او معصية.

85 - وعن ابى امامة قال: انكم تأولون هذه الاية في غير تأويلها (وما انفقتم من شئ فهو يخلفه) وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه واله والا فصمتا يقول: اياكم والسرف في المال والنفقة وعليكم بالاقتصاد فما افتقر قوم قط اقتصدوا.

86 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا على بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن أبيعبد الله عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هشام بن عمار يرفعه في قوله: وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلى فكيف كان نكير قال: كذب الذين من قبلهم رسلهم معشار ما آتينا محمدا وآل محمد عليهم السلام.

87 - حدثنا جعفر بن أحمد قال حدثنا عبدالكريم بن عبدالرحيم عن محمد بن على بن محمد بن الفضيل عن أبيحمزة الثمالى قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله عزوجل: قل انما اعظكم بواحدة قال: انما اعظكم بولاية على هى الواحدة التى قال الله عزوجل.

88 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن محمد بن الفضيل عن أبيحمزة قال: سألت أباجعفر عليه السلام عن قوله تعالى: (قل انما اعظكم بواحدة) فقال: انما أعظكم بولاية على عليه السلام هى الواحدة التى قال الله تبارك و تعالى (انما اعظكم بواحدة).

89 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه واما قوله: (انما اعظكم بواحدة) فان الله جل ذكره أنزل عزائم الشرائع وآيات الفرائض في أوقات مختلفة فكان اول ما قيدهم به الاقرار بالوحدانية والربوبية والشهادة بان لا اله الا الله، فلما أقروا بذلك تلاه بالاقرار لنبيه صلى الله عليه واله بالنبوة والشهادة له بالرسالة، فلما انقادوا لذلك فرض عليهم الصلوة ثم الصوم ثم الحج ثم الجهاد ثم

[342]

الزكوة ثم الصدقات وما يجرى مجراها من مال الفئ، فقال المنافقون: هل بقى لربك علينا بعد الذى فرض علينا شئ آخر يفترضه فتذكره لتسكن انفسنا إلى انه لم يبق غيره؟ فأنزل الله في ذلك: (قل انما اعظكم بواحدة) يعنى الولاية فانزل الله: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون).

90 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقر والصادق عليهما السلام في قوله تعالى: (قل انما اعظكم بواحدة) قال: الولاية ان تقوموا لله مثنى قال: الائمة وذريتهما(1).

91 - في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) قال: من تولى الاوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذلك يزيده ولاية معى من النبيين والمؤمنين الاولين، حتى يصل ولايتهم إلى آدم عليه السلام، و هو قول الله عزوجل: (من جاء بالحسنة فله خيرمنها) ندخله الجنة وهو قوله عزوجل: قل ما سألتكم من اجر فهو لكم يقول: اجر المودة التى لم اسألكم غيره فهو لكم تهتدون به، وتنجون من عذاب يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

92 - في مجمع البيان (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم) إلى قوله وقال الماوردى: معناه ان اجر ما دعوتكم اليه من اجابتى وذخره هو لكم دونى وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام.

93 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (قل ما سألتكم من اجر فهو لكم) وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله سأل قومه ان يودوا اقاربه ولايؤذونه، واما قوله: (فهو لكم) يقول: ثوابه لكم.

94 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عميرعن حماد بن عثمان قال: أولم اسمعيل فقال له عبدالله عليه السلام: عليك بالمساكين فاشبعهم، فان الله

___________________________________

(1) كذا.

[ * ]

[343]

عزوجل يقول: وما يبدئ الباطل وما يعيد.

95 - في مجمع البيان قال ابن مسعود: دخل رسول الله صلى الله عليه واله مكة وحول البيت ثلاثمأة وستون صنما فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول: (جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا).

(جاء الحق ويبدئ الباطل وما يعيد).

في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى على بن موسى عن أبيه عن جعفر بن محمد عن ابيه عن آبائه عليهم السلام مثل ما نقلنا عن مجمع البيان.

96 - في مجمع البيان (ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب) قال أبوحمزة الثمالى: سمعت على بن الحسين والحسن بن على يقولان: هو جيش البيداء يؤخذون من تحت اقدامهم.

97 - وروى عن حذيفة بن اليمان ان النبى صلى الله عليه واله ذكرفتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب، قال: فبينما هم كذلك يخرج عليهم السفيانى من الوادى اليابس في فور ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق وآخر إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة يعنى بغداد، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون اكثر من مأة امرأة، ويقتلون فيها ثلاثمأة كبش من بنى العباس، ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر، ويستنقذون ما في أيديهم من السبى والغنائم، ويحل الجيش الثانى بالمدينة فينهبونها ثلاثة ايام بلياليها، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى اذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل فيقول: يا جبرئيل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منهم الا رجلان من جهينة فلذلك جاء القول: (وعند جهينة الخبر اليقين) فلذلك قوله: (ولو ترى اذ فزعوا) إلى آخره اورده الثعلبى في تفسيره، وروى أصحابنا في أحاديث المهدى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام مثله.

98 - في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: (ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت) فانه حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن منصور بن يونس

[344]

عن ابى خالد الكابلى قال: قال أبوجعفر عليه السلام: والله لكأنى انظر إلى القائم وقد اسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه ثم يقول: يا ايها الناس من يحاجنى في الله فانا أولى بالله، ايها الناس من يحاجنى في آدم فانا اولى بآدم، ايها الناس من يحاجنى في نوح فانا اولى بنوح، ايها الناس من يحاجنى بابراهيم فانا اولى بابراهيم، ايها الناس من يحاجنى بموسى فانا أولى بموسى، ايها الناس من يحاجنى بعيسى فانا اولى بعيسى، ايها الناس من يحاجنى بمحمد فانا اولى بمحمد ايها الناس من يحاجنى بكتاب الله فانا اولى بكتاب الله، ثم ينتهى إلى المقام فيصلى ركعتين وينشد الله حقه، ثم قال ابوجعفر عليه السلام: هو والله المضطر في كتاب الله في قوله: (ام من يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض) فيكون اول من يبايعه جبرئيل، ثم الثلاثمأة والثلاثة عشر، فمن كان ابتلى بالمسير وافى، ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، وهو قول امير المؤمنين عليه السلام: هم المفقودون عن فرشهم، وذلك قول الله: (فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) قال: الخيرات الولاية وقال في موضع آخر: (ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة) وهم اصحاب القائم صلوات الله عليه يجتمعون والله اليه في ساعة واحدة، فاذا جاء إلى البيداء يخرج اليه جيش السفيانى، فيأمر الله عزوجل الارض فتأخذ باقدامهم وهو قوله عزوجل: (ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به) يعنى بالقائم من آل محمد صلوات الله عليهم وانى لهم التناوش من مكان بعيد وحيل بينهم وبين ما يشتهون يعنى ان لا يعذبوا كما فعل باشياعهم يعنى من كان قبلهم من المكذبين هلكوا من قبل انهم كانوا في شك مريب.

99 - وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت) قال: من الصوت وذلك الصوت من السماء وقوله عزوجل: (واخذوا من مكان قريب) قال: من تحت اقدامهم خسف بهم.

100 - اخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن ابن محبوب عن ابى حمزة قال سألت ابا جعفر عليه السلام عن قوله عزوجل: (وانى لهم

[345]

التناوش من مكان بعيد) قال انهم طلبوا الهدى من حيث لا ينال وقد كان لهم مبذولا من حيث ينال.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21337767

  • التاريخ : 29/03/2024 - 05:58

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net