كتاب تفسير نور الثقلين
الجزء الخامس
لمؤلفه
المحدث الجليل والعلامة الخبير
الشيخ عبد على ابن جمعة العروسى الحويزى قدس سره
صححه وعلق عليه وأشرف على طبعه السيد هاشم الرسولى المحلاتى
طبع بنفقة خادم الشريعة الحاج ابى القاسم المشتهر بسالك وفقه الله تعالى لمرضاته
[2]
سورة الجاثية
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من قرء سورة الجاثية كان ثوابها لايرى النارابدا، ولايسمع زفير جهنم ولاشهيقها، وهو مع محمد صلى الله عليه واله.
2 - في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه واله قال: ومن قرء سورة حم جاثية ستره الله عورته وسكن روعته عند الحساب.
3 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثورى عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واماحم فمعناه الحميد المجيد.
4 - في تفسير على بن ابراهيم ان في السموات والارض لايات للمؤمنين وهى النجوم والشمس والقمروفى الارض مايخرج منها من أنواع النبات للناس والدواب وقوله: وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون اى تجيئ من كل جانب، وربما كانت حارة وربما كانت باردة، ومنها تثير السحاب، ومنها ما يبسط في الارض(1) ومنها ما يلقح الشجر وقوله: واذاعلم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا يعنى اذا رأى فوضع العلم مكان الرؤية.
5 - في بصائر الدرجات ابراهيم بن هاشم عن الحسن بن سيف عن أبيه عن أبى الصامت عن قول الله عزوجل: وسخرلكم مافى السماوات ومافى الارض جميعامنه قال: أخبرهم بطاعتهم.
6 - في تفسيرعلى بن ابراهيم وقوله عزوجل: قل للذين آمنوا يغفروا للذين لايرجون ايام الله قال: يقول: لائمة الحق لاتدعون على ائمة الجور
___________________________________
(1) كذافى النسخ لكن في المصدر " ويبسط في السماء ".
[3]
حتى يكون الله الذى يعاقبهم في قوله عزوجل: ليجزى قوما بما كانوا يكسبون حدثنا أبوالقاسم قال: حدثنا محمد بن عباس قال: حدثنا عبدالله بن موسى قال حدثنى عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى قال: حدثنا عمر بن رشيدعن داودبن كثيرعن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " قل للذين آمنوا يغفروا للذين لايرجون أيام الله " قال: قل للذين منناعليهم بمعرفتنا أن يعرفوا الذين لايعلمون، فاذا عرفوهم فقد غفروا لهم.
7 - وقال على بن ابراهيم في قوله عزوجل: ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولاتتبع أهواء الذين لايعلمون انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا فهذا تأديب لرسول الله صلى الله عليه واله والمعنى لامته.
8 - وقوله عزوجل: أفرأيت من اتخذ الهه هواه قال: نزلت في قريش كلما هوواشيئا عبدوه وأضله الله على علم اى عذبه على علم منه فيما ارتكبوامن أمير المؤمنين، وجرى ذلك بعد رسول الله صلى الله عليه واله فيما فعلوه بعده بأهوائهم وآرائهم وأزالوهم وأمالوا الخلافة والامامة عن أميرالمؤمنين عليه السلام بعدأخذ الميثاق عليهم مرتين لاميرالمؤمنين صلوات الله عليه، وقوله عزوجل: " اتخذالهه هواه " نزلت في قريش وجرت بعد رسول الله صلى الله عليه واله في أصحابه الذين غصبوا اميرالمؤمنين عليه السلام، واتخذوا اماما بأهوائهم، والدليل على ذلك قوله عزوجل: " ومن يقل منهم انى اله من دونه " قال: من زعم أنه امام وليس بامام، فمن اتخذه اماما ففضله على على صلوات الله عليه.
9 - ثم عطف على الدهرية الذين قالوا: لانحيى بعدالموت، فقال: وقالوا ما هى الاحيوتنا الدنيا نموت ونحيا وهذامقدم ومؤخر، لان الدهرية لم يقروا بالبعث والنشور بعد الموت، وانما قالوا: نحيى ونموت وما يهلكنا الا الدهر إلى قوله " يظنون " فهذاظن شك، ونزلت هذه الاية في الدهرية وجرت في الذين فعلوا ما فعلوا بعد رسول الله صلى الله عليه واله بأميرالمؤمنين عليه السلام وبأهل بيته عليهم السلام، و انما كان أيمانهم اقرارا بلا تصديق خوفا من السيف ورغبة في المال.
10 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن بكربن صالح عن
[4]
القاسم بن يزيد عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: أخبرنى عن وجوه الكفر في كتاب الله عزوجل؟ قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه، فمنها كفرالجحود على وجهين فالكفر بترك ماأمرالله ; وكفر البراءة وكفرالنعم، فاما كفر الجحود فهوالجحود بالربوبية وهوقول من يقول لارب ولاجنة ولا نار ; وهو قول صنفين من الزنادقة لهم الدهرية، وهم الذين يقولون: وما يهلكنا الا الدهر وهو دين وضعوه لانفسهم بالاستحسان منهم على غير تثبت منهم ولا تحقيق لشئ مما يقولون، يقول عزوجل: ان هم الا يظنون ان ذلك كما يقولون ; والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
11 - في نهج البلاغة فانظرالى الشمس والقمر والنبات والشجر والماء والحجر، واختلاف هذاالليل والنهار، وتفجرهذه البحار، وكثرة هذه الجبال، وطول هذه القلال، وتفرق هذه اللغات والالسن المختلفات، فالويل لمن جحد المقدر، وانكر المدبر، زعموا انهم كالنبات مالهم زارع، ولا لاختلاف صورهم صانع، ولم يلجئواالى حجة فيماادعوا، ولا تحقيق لماادعوا وهل يكون بناءمن غيربان، اوجناية من غيرجان(1)؟.
12 - في مجمع البيان وقدروى في الحديث عن النبى صلى الله عليه واله انه قال: لاتسبوا الدهرفان الله هوالدهر، وتأويله ان اهل الجاهلية كانوا ينسبون الحوادث المجحفة والبلايا النازلة إلى الدهر فيقولون: فعل الدهر كذا وكانوا يسبون الدهر، فقال عليه السلام: ان فاعل هذه الامور هوالله تعالى فلا تسبوا فاعلها، وقيل معناه فان الله مصرف الدهر ومدبره، والوجه الاول احسن فان كلامهم مملو من ذلك، ينسبون افعال الله تعالى إلى الدهر، قال الاصمعى: ذم أعرابى رجلا فقال: هواكثر ذنوبا من الدهر، وقال كثير: وكنت كذى رجلين رجل صحيحة * ورجل رمى فيها الزمان فشلت - 13 - في تفسيرعلى بن ابراهيم وقوله عزوجل: وترى كل امة جاثية اى على ركبها
___________________________________
(1) جنى الثمر جناية: تناولهامن شجرتها.
[5]
كل امة تدعى إلى كتابها قال: إلى مايجب عليهم من اعمالهم، ثم قال: هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق الآيتان محكمتان حدثنا محمدبن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد الفزارى عن الحسن بن على اللؤلؤى عن الحسن بن ايوب عن سليمان بن صالح عن رجل عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت: " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " قال له: ان الكتاب لم ينطق ولاينطق ولكن رسول الله صلى الله عليه واله هوالناطق بالكتاب قال الله " هذا بكتابنا ينطق عليكم بالحق " فقلت: انا لا نقرأها هكذا، فقال: هكذاوالله نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه واله، ولكنه مما حرف من كتاب الله.
في روضة الكافى سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمى النصرى عن ابيه عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قلت له قول الله عزوجل: " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " وذكرمثل مانقلنا عن تفسير على عن ابراهيم سواء.
14 - في نهج البلاغة وهذا القرآن انما هو خط مسطور بين الدفتين، لاينطق بلسان ولابد له من ترجمان ; وانما ينطق عنه الرجال.
15 - في اصول الكافى باسناده عن الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه: ان الياس عليه السلام قال له: هيهنا يابن رسول الله باب غامض، ارأيت ان قالوا: حجة الله القرآن؟ قال: اذا اقول لهم: ان القرآن ليس بناطق يأمر وينهى، ولكن للقرآن اهل يأمرون به وينهون(1) 16 - في ارشاد المفيد عن على عليه السلام انه قال في اثناء كلام طويل: واما القرآن انما هوخط مسطور بين دفتين، لاينطق وانما تتكلم به الرجال.
17 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن أبى عمير عن عبدالرحيم القصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن " ن والقلم " قال: ان الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا فجمد النهر وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يارب ما
___________________________________
(1) والحديث بتمامه مذكورفى اصول الكافى ج 1: 242 - 247 من الطبعة الحديثة فمن شاء الوقوف عليه فليراجع هناك.
[6]
أكتب؟ قال: اكتب ماكان وماهو كائن إلى يوم القيامة، فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش، ثم ختم على فم القلم فلن ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذى منه النسخ كلها، أولستم عربا فكيف لاتعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه أنسخ ذلك الكتاب؟ أوليس انماينسخ من كتاب آخر من الاصل؟ وهو قوله: انا كنا نستنسخ ماكنتم تعقلون.
18 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس بعدأن ذكر الملكين الموكلين بالعبد: وفى رواية أنهما اذا أرادا النزول صباحا ومساءا ينسخ لهما اسرافيل عمل العبد من اللوح المحفوظ فيعطيهما ذلك، فاذا صعداصباحا ومساءا بديوان العبد قابله اسرافيل بالنسخ التى انتسخ لهما حتى يظهر انه كان كما نسخ منه.
19 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسين بن على بن فضال عن أبى جميلة عن محمد الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان الاعمال تعرض على الله في كل خميس، فاذاكان الهلال اجلت، فاذاكان النصف من شعبان عرضت على رسول الله صلى الله عليه واله، وعلى على عليه السلام، ثم ينسخ في الذكر الحكيم.
20 - في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن بشار عن أبى الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام قال: سألته أيعلم الله الشئ الذى لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟ فقال: ان الله تعالى هو العالم بالاشياء قبل كون الاشياء، قال عزوجل: " انا كنا نستنسخ ماكنتم تعملون " وقال لاهل النار: " ولورد والعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون " فقد علم عزوجل انه لوردوهم لعادوا لما نهوا عنه، وقال للملائكة لماقالت: " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال انى اعلم مالاتعلمون " فلم يزل الله عزوجل علمه سابق للاشياء قديما قبل ان يخلقها، فتبارك ربنا وتعالى علوا كبيرا، خلق الاشياء وعلمه سابق لها كماشاء، كذلك ربنالم يزل عالما سميعا بصيرا، وفى كتاب التوحيد مثله سواء.
[7]
21 - في تفسيرعلى بن ابراهيم: ذلكم بانكم اتخذتم آيات الله هزوا وهم الائمة اى كذبتموهم واستهزأتم بهم فاليوم لايخرجون منهايعنى من النار ولاهم يستعتبون اى لايجاوبون ولايقبلهم الله وله الكبرياء في السماوات والارض يعنى القدرة في السماوات والارض.
22 - في مجمع البيان " وله الكبرياء في السماوات والارض " وفى الحديث: يقول الله سبحانه الكبرياء ردائى، والعظمة ازارى، فمن نازعنى واحدة منهما القيته في نار جهنم.
|