00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة القمر 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة القمر

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال عن ابى عبدالله عليه السلام قال: من قرأ سورة اقتربت الساعة أخرجه الله من قبره على ناقة من نوق الجنة.

2 - في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة اقتربت الساعة في كل عشية بعث يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر، ومن قرأها كل ليلة كان أفضل وجاء يوم القيامة ووجه مسفر على وجوه الخلائق وانشق القمر قال ابن عباس: اجتمع المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: ان كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ان فعلت تؤمنون؟ قالوا: نعم، وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله صلى الله عليه وآله ربه ان يعطيه ما قالوا فانشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فرقتين، ورسول الله صلى الله عليه وآله يا فلان يا فلان اشهدوا.اشهدوا.

وقال ابن مسعود: انشق القمر شقتين فقال لنا رسول الله صلى عليه وآله: اشهدوا اشهدوا.

وروى ايضا عن ابن مسعود انه قال: والذى نفسى بيده لقد رأيت حراء بين فلكى القمر.

وعن حسين بن مطعم قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله حتى صار فرقتين على هذا الجبل، فقال اناس: سحرنا محمد فقال رجل: ان كان سحركم فلم يسحر الناس كلهم.

وقد روى حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة منهم عبدالله بن

[175]

مسعود، وأنس بن مالك، وحذيفة بن اليمان، وابن عمر، وجبير بن مطعم، وابن عباس وعبدالله بن عمر، وعليه جماعة المفسرين الا ما روى عن عثمان بن عطاء عن أبيه انه قال: معناه وسينشق القمر وروى ذلك عن الحسن وأنكره ايضا البلخى، وهذا ايضا لا يصح لان المسلمين أجمعوا على ذلك فلا يعتد بخلاف من خالف فيه ولان اشتهاره بين الصحابة يمنع من القول بخلافه.

3 - في تفسير على بن ابراهيم: " اقتربت الساعة " قال: اقتربت القيامة فلا يكون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله الا القيامة، وقد انقضت النبوة والرسالة وقوله: " و انشق القمر " فان قريشا سألت رسول الله صلى الله عليه وآله ان يريهم آية فدعا الله فانشق القمر نصفين حتى نظروا اليه ثم التأم، فقالوا هذا سحر مستمر اى صحيح.

4 - وروى ايضا في قوله: اقتربت الساعة قال: خروج القائم عليه السلام.

حدثنا حبيب بن الحصين بن ابان الاجرى قال: حدثنى محمد بن هشام عن محمد قال: حدثنى يونس قال قال أبوعبدالله عليه السلام: اجتمعوا أربعة عشر رجلا أصحاب العقبة ليلة أربعة عشرة من ذى الحجة فقالوا للنبى صلى الله عليه وآله: ما من نبى الا وله آية فما آيتك في ليلتك هذه؟ فقال النبى صلى الله عليه وآله: ما الذى تريدون؟ فقالوا: ان يكن لك عند ربك قدر فأمر القمر أن ينقطع قطعتين، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك: انى قد امرت كل شئ بطاعتك، فرفع رأسه فأمر القمر أن ينقطع قطعتين، فانقطع قطعتين فسجد النبى صلى الله عليه وآله شكرا لله وسجدت شيعتنا ثم رفع النبى رأسه ورفعوا رؤسهم فقالوا: تعيده كما كان فعاد كما كان، ثم قال: ينشق فرفع رأسه فأمره فانشق فسجد النبى صلى الله عليه وآله شكرا لله وسجد شيعتنا، فقالوا: يا محمد حين تقدم أسفارنا من الشام واليمن فنسئلهم ما رأوا في هذه الليلة، فان يكونوا رأوا مثل ما رأينا علمنا أنه من ربك، وان لم يروا مثل ما رأينا علمنا انه سحر سحرتنا به فأنزل الله: " اقتربت الساعة وانشق القمر " إلى آخر السورة.

5 - في ارشاد المفيد رحمه الله وروى أبوبصير عن أبى جعفر عليه السلام في حديث طويل انه قال: اذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة فهدم فيها أربع مساجد، ولم يبق مسجد على وجه الارض له شرف الا هدمها وجعلها جماء(1) ووسع الطريق الاعظم،

___________________________________

(1) ارض جماء: ملساء وهى المستوية.

[176]

وكسر كل جناح خارج في الطريق وأبطل الكنف والميازيب إلى الطرقات، ولا يترك بدعة الا أزالها ولا سنة الا اقامها، ويفتح قسطنطنية والصين وجبال الديلم، فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم، ثم يفعل الله ما يشاء قال: قلت: جعلت فداك كيف تطول السنون؟ قال: يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الايام لذلك والسنون، قال له: انهم يقولون ان الفلك أن تغير فسد؟ قال: ذاك قول الزنادقة فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك وقد شق القمر لنبيه صلى الله عليه وآله، ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون، وأخبر بطول يوم القيامة وانه كألف سنة مما تعدون.

6 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شئ نكر قال: الامام اذا خرج يدعوهم إلى ما ينكرون.

7 - في روضة الكافى باسناده إلى ثوير بن أبى فاختة قال: سمعت على بن الحسين عليهم السلام يحدث في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: حدثنى أبى انه سمع أباه على بن ابى طالب عليه السلام يحدث الناس قال: اذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك وتعالى من حفرهم عزلا بهما جردا مردا في صعيد واحد يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة(1) حتى يقفوا على عقبة المحشر فيركب بعضهم بعضا ويزدحمون دونها، فيمنعون من المضى فتشتد

___________________________________

(1) عزلا - بضم العين المهملة وسكون الزاء المعجمة كما في بعض النسخ والمصدر - جمع اعزل: اى لا سلاح لهم.

وفى بعض النسخ " غرلا " - بالغين المعجمة والراء المهملة - وهو جمع الاغرل: الذى لم يختن وقد ورد بهذا المعنى احاديث اخر في احوال القيامة وقد مر في الكتاب ايضا.

قوله (ع) " بهما " اى ليس معهم شئ " جردا " اى لا ثياب معهم " مردا " اى ليس معهم لحية قال الفيض (ره): وهذه كلها كناية عن تجردهم عما يباينهم ويغطيهم ويخفى حقائقهم مما كان معهم في الدنيا.

وقال (ره) في قوله: " يسوقهم النور " اى نور الايمان والشرع فانه سبب ترقيهم طورا بعد طور " ويجمعهم الظلمة " اى ما يمنعهم من تمام النور والايقان فانه سبب تباينهم الموجب لكثرتهم التى يتفرع عليها الجمعية، ويحتمل ان يكون المراد كلما أضاء لهم مشوا فيه واذا أظلم عليهم قاموا والمعنيان متقاربان؟؟...؟؟؟ "

[177]

أنفاسهم ويكثر عرقهم، وتضيق بهم أمورهم ويشتد ضجيجهم وترفع أصواتهم، قال: وهو أول هول من أهوال يوم القيامة، قال: فيشرف الجبار تبارك وتعالى عليهم عن فوق عرشه في ظلال من الملائكة(1) فيأمر ملكا من الملائكة فينادى فيهم يا معشر الخلايق انصتوا واسمعوا منادى الجبار، قال: فيسمع آخرهم كما يسمع اولهم قال: فتنكسر أصواتهم عند ذلك وتخشع أبصارهم وتضطرب فرائصهم(2) وتفزع قلوبهم ويرفعون رؤسهم إلى ناحية الصوت مهطعين إلى الداع(3) قال فعند ذلك يقول الكافر: هذا يوم عسر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

8 - على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن ابى نصر عن ابان بن عثمان عن اسمعيل الجعفى عن أبى جعفر عليه السلام قال: لبث فيهم نوح الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم سرا وعلانية، فلما أبوا وعتوا قال: رب انى مغلوب فانتصر والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

9 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله كلام لعلى عليه السلام يقول فيه وقد قيل له: لم لا حاربت أبابكر وعمر كما حاربت طلحة والزبير ومعاوية؟ ان لى اسوة بستة من الانبياء اولهم نوح حيث قال: " رب انى مغلوب فانتصر " فان قال قائل: انه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصى اعذر.

10 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن صفوان عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: لما اراد الله عزوجل هلاك قوم نوح وذكر حديثا طويلا وفيه فصاحت امرأته لما فار التنور، فجاء نوح إلى التنور فوضع عليها طينا وختمه حتى ادخل جميع الحيوان السفينة، ثم جاء إلى التنور ففض الخاتم(4) ورفع الطين وانكسفت

___________________________________

(1) قال المجلسى (ره): يمكن ان يكون اشراف الله تعالى كناية عن توجهه إلى محاسبتهم فالاشراف في حقه مجاز وفى الملائكة حقيقة.

(2) الفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف التى لا تزال ترعد.

(3) أهطع: اذا مد عنقه، اى يمدون اعناقهم لسماع صوته.

(4) فض ختم الكتاب: كسره...؟؟.

[178]

الشمس، وجاء من السماء ماء منهمر صبا بلا قطر، وتفجرت الارض عيونا وهو قوله عزوجل: ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر وفجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر وحملناه على ذات الواح ودسر.

11 - في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان نوحا لما كان في أيام الطوفان دعا المياه كلها فأجابت الاماء الكبريت والماء المر فلعنهما.

12 - وباسناده إلى أبى سعيد عقيصا التيمى قال: مررت بالحسن والحسين عليهما السلام وهما في الفرات مستنقعان(1) في ازارين إلى قوله: ثم قالا: إلى أين تريد؟ فقلت: إلى هذا الماء، فقالا: وما هذا الماء؟ فقلت: أريد دواء‌ه اشرب منه لعلة بى أرجو أن يخف له الجسد ويسهل البطن فقالا: ما نحسب ان الله عزوجل جعل في شئ قد لعنه شفاء، قلت: ولم ذاك؟ فقالا: لان الله تبارك وتعالى لما آسفه(2) قوم نوح فتح السماء بماء منهمر، وأوحى إلى الارض فاستعصت عليه عيون منها فلعنها وجعلها ملحا اجاجا.

13 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عمن ذكره عن ابى عبدالله عليه السلام قال: كان أبى يكره ان يتداوى بالماء المر وبماء الكبريت وكان يقول: ان نوحا لما كان الطوفان دعا المياه فأجابت كلها الا الماء المر والماء الكبريت فدعا عليهما فلعنهما.

14 - في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبى الجارود قال: حدثنى أبوسعيد دينار بن عقيصا(3) التيمى قال: مررت بالحسن والحسين عليهما السلام

___________________________________

(1) استنقع فلان في النهر: دخله ومكث فيه يتبرد.

(2) اى أغضبه.

اشارة إلى قوله تعالى: " فلما آسفونا انتقمنا منهم " وماء منهمر اى منصب بلا قطر.

(3) كذا في النسخ وتوافقه المصدر والظاهر زيادة لفظة " ابن " لان دينارا كنية " أبوسعيد " ولقبه " عقيصا " كما في رواية الكلينى (قده) في الكافى وقد مر آنفا.

[179]

وهما في الفرات مستنقعين في ازارهما فقالا: ان للماء سكانا كسكان الارض ثم قالا: اين تذهب؟ فقلت: إلى هذا الماء قالا: وما هذا؟ قلت: ماء يشرب في هذا الحير(1) يخف له الجسد ويخرج الحر ويسهل البطن هذا الماء له سر، فقالا: ما نحسب ان الله تبارك وتعالى جعل في شئ مما قد لعنه شفاء‌ا، فقلت: ولم ذاك؟ فقالا ان الله تبارك وتعالى لما آسفه قوم نوح فتح السماء بماء منهمر، فأوحى إلى الارض فاستعصت عليه عيون منها فلعنها فجعلها ملحا اجاجا.

15 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابن محبوب عن هشام الخراسانى عن المفضل بن عمر قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام أخبرنى عن قول الله عزوجل: " حتى اذا جاء امرنا وفار التنور " فأنى كان موضعه وكيف كان؟ فقال: كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة [ المسجد ] ميمنة المسجد فقلت له: فان ذلك موضع زاوية باب الفيل اليوم، ثم قلت له: وكان بدو خروج الماء من ذلك التنور؟ فقال: نعم ان الله عزوجل أحب أن يرى قومه آية ثم ان الله تبارك و تعالى ارسل عليهم المطر يفيض فيضا، وفاض الفرات فيضا، والعيون كلهن فيضا فغرقهم الله عزوجل وأنجى نوحا ومن معه في السفينة.

16 - على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لم تنزل قطرة من السماء من مطر الا بعدد معدود ووزن معلوم، الا ما كان من يوم الطوفان على عهد نوح عليه السلام فانه نزل ماء منهمر بلا وزن ولا عدد، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

17 - على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبان بن عثمان عن أبى حمزة الثمالى عن أبى رزين الاسدى عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: ان نوحا عليه السلام لما فرغ من السفينة وكان ميعاده فيما بينه وبين ربه في اهلاك قومه أن يفور التنور، ففار فقالت امرأته: ان التنور قد فار؟ فقام اليه فختمه فقام الماء(2) وادخل من أراد أن يدخل، وأخرج من أراد أن يخرج، ثم

___________________________________

(1) الحير: الموضع الذى يجتمع فيه الماء.

(2) قام الماء: جمد.

[180]

جاء إلى خاتمه فنزعه يقول الله عزوجل: " ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر * و فجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر * وحملناه على ذات الواح و دسر " قال: وكان نجرها في وسط مسجدكم، ولقد نقص عن ذرعه سبعماة ذراع(1).

18 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) وروى عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام واحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان نوحا دعا ربه فهطلت السماء(2) بماء منهمر، قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك وكانت دعوته دعوة غضب ومحمد صلى الله عليه وآله هطلت له السماء بماء منهمر رحمة، انه صلى الله عليه وآله لما هاجر إلى المدينة اتاه اهلها في يوم جمعة فقالوا له: يا رسول الله احتبس القطر واصفر العود وتهافت الورق(3) فرفع يده المباركة إلى السماء حتى راى بياض ابطيه وما يرى في السماء سحابة، فما برح حتى سقاهم الله، حتى ان الشاب المعجب بشبابه لتهمه نفسه في الرجوع إلى منزله فما يقدر من شدة السيل، فدام اسبوعا فأتوه في الجمعة الثانية، فقالوا: يا رسول الله لقد تهدمت الجدر واحتبس الركب والسفر؟ فضحك عليه السلام وقال: هذه سرعة ملالة ابن آدم ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم في اصول الشيح(4) ومراتع البقر فراى حول المدينة المطر يقطر قطرا وما يقع بالمدينة قطرة لكرامته على الله عزوجل.

19 - وعن الاصبغ بن نباتة قال: قال ابن الكوا لامير المؤمنين عليه السلام:

___________________________________

(1) قال المجلسى (ره): لعل الغرض رفع الاستبعاد عن عمل السفينة في المسجد مع ما اشتهر من عظمها اى نقصوا المسجد عما كان عليه في زمن نوح سبعمأة ذراع ويدل على أصل النقص اخبار اخر.

(2) هطل المطر: نزل متتابعا عظيم القطر.

(3) اى تساقط.

(4) الشيح - بالكسر -: نبت تنبت بالبادية وفى نسخة البحار " مراتع البقع " وذكر المجلسى (ره) في معناه وجوها ثم قال في آخر كلامه والظاهر ان فيه تصحيفا.

[181]

أخبرنى يا أمير المؤمنين عن المجرة(1) التى تكون في السماء قال: هى شرح في السماء وامان لاهل الارض من الغرق، ومنه أغرق الله قوم نوح بماء منهمر.

20 - في تفسير على بن ابراهيم.

وقوله: " ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر " قال: صب بلا قطر " وفجرنا الارض عيونا فالتقى الماء " قال: ماء السماء وماء الارض على امر قد قدر وحملناه يعنى نوحا على ذات الواح ودسر قال: الالواح السفينة، والدسر المسامير، وقيل: الدسر ضرب من الحشيش تشد به السفينة.

21 - في روضة الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب وهشام بن سالم عن أبى بصير قال: قال ابوجعفر عليه السلام: اذا اراد الله عز ذكره أن يعذب قوما بنوع من العذاب أوحى إلى الملك الموكل بذلك النوع من الريح التى يريد أن يعذبهم بها قال: فيأمرها الملك فتهيج كما يهيج الاسد المغضب، قال: ولكل ريح منهم اسم أما تسمع قوله: عزوجل كذبت عاد فكيف كان عذابى ونذر انا ارسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

22 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عثمان بن عيسى رفعه إلى أبى عبدالله عليه السلام قال: الاربعاء يوم نحس مستمر، لانه أول يوم وآخر يوم من الايام التى قال الله عزوجل: " سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما ".

23 - في مجمع البيان " يوم نحس مستمر " قيل: انه كان في [ اول ] يوم الاربعاء في آخر الشهر لا تدور.

ورواه العياشى بالاسناد عن أبى جعفر عليه السلام.

24 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: توقوا الحجامة والنورة يوم الاربعاء فان يوم الاربعاء يوم نحس مستمر، وفيه خلقت جهنم.

25 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامى و

___________________________________

(1) المجرة: منطقة في السماء قوامها نجوم كثيرة لا يميزها البصر فيراها كبقعة بيضاء وبالفارسية " كهكشان ".

[182]

ما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه ثم قام اليه رجل آخر فقال: يا امير المؤمنين أخبرنى عن يوم الاربعاء وتطيرنا منه وثقله وأى اربعاء هو؟ قال: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه إلى أن قال عليه السلام: ويوم الاربعاء أرسل الله عزوجل الريح على قوم عاد.

26 - في من لا يحضره الفقيه عن ابى نصر عن ابى جعفر عليه السلام حديثا وفيه يقول عليه السلام: ان لله عزوجل جنودا من الريح يعذب بها من عصاه، موكل بكل ريح منهن ملك مطاع، فاذا أراد الله عزوجل أن يعذب قوما بعذاب اوحى إلى الملك بذلك النوع من الريح الذي يريد أن يعذبهم به، فيأمر بها الملك فتهيج كما يهيج الاسد المغضب، ولكل ريح منهن اسم اما تسمع لقول الله عزوجل: " انا ارسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر".

أقول: وفي الخصال مثله(1) الا ان فيه: أما تسمع قوله تعالى: " كذبت عاد فكيف كان عذابى ونذر ".

27 - في روضة الكافى على بن محمد بن على بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: كذبت ثمود بالنذر فقالوا ابشرا منا واحدا نتبعه انا اذا لفى ضلال وسعر أالقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب اشر.

قال: هذا كان بما كذبوا صالحا وما أهلك الله عزوجل قوما قط حتى يبعث اليهم قبل ذلك الرسل فيحتجوا عليهم، فبعث الله اليهم صالحا فدعاهم فلم يجيبوه، وعتوا عليه عتوا وقالوا: لن نؤمن لك حتى تخرج لنا من هذه الصخرة الصماء(2) ناقة عشراء وكانت الصخرة يعظمونها ويعبدونها ويذبحون عندها في رأس كل سنة، ويجتمعون عندها، فقالوا له: ان كنت كما تزعم نبيا رسولا فادع لنا الهك حتى يخرج لنا من هذه الصخرة الصماء ناقة عشراء، فاخرجها الله كما طلبوا منه،

___________________________________

(1) وقد مر عن كتاب روضة الكافى ايضا مثله راجع رقم 21 من الاحاديث.

(2) الصماء: الغليظة.

[183]

ثم أوحى الله تبارك وتعالى اليه: يا صالح قل لهم: ان الله قد جعل لهذه الناقة شرب يوم ولكم شرب يوم(1) فكانت الناقة اذا كان يوم شربها شربت الماء ذلك اليوم فيحلبونها، فلا يبقى صغير ولا كبير الاشرب من لبنها يومهم ذلك، فاذا كان الليل وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم ولم تشرب الناقة ذلك اليوم، فمكثوا بذلك ماشاء الله، ثم انهم عتوا على الله ومشى بعضهم إلى بعض، وقالوا: اعقروا هذه الناقة واستريحوا منها لا نرضى أن يكون لنا شرب يوم ولها شرب يوم، ثم قالوا: من ذا الذى يلى قتلها ونجعل له جعلا ما أحب؟ فجاء‌هم رجل احمر اشقر(2) ازرق ولد زنا لا يعرف له اب، يقال له قدار(3) شقى من الاشقياء، مشئوم عليهم فجعلوا له جعلا، فلما توجهت الناقة إلى الماء الذى كانت ترده تركها حتى شربت الماء واقبلت راجعة، فقعد لها في طريقه فضربها بالسيف ضربة فلم يعمل شيئا، فضربها ضربة اخرى فقتلها، فخرت إلى الارض على حينها، وهربت فصيلها، حتى صعد إلى الجبل فرغا(4) ثلاث مرات إلى السماء وأقبل قوم صالح فلم يبق احد الا شركه في ضربته واقتسموا لحمها فيما بينهم، فلم يبق صغير ولا كبير الا أكل منها، فلما رأى ذلك صالح أقبل اليهم فقال: يا قوم ما دعاكم إلى ما صنعتم أعصيتم ربكم؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إلى صالح عليه السلام: ان قومك قد طغوا وبغوا وقتلوا ناقة بعثها الله اليهم حجة عليهم، ولم يكن عليهم منها ضرر، وكان لهم أعظم المنفعة فقل لهم: انى مرسل اليكم عذابى إلى ثلثة ايام، فان هم تابوا ورجعوا قبلت توبتهم وصددت عنهم، وان هم لم يتوبوا ولم يرجعوا بعثت اليهم عذابى في اليوم الثالث، فأتاهم صالح صلى الله عليه فقال لهم: يا قوم انى رسول ربكم اليكم، وهو يقول لكم: ان أنتم تبتم ورجعتم واستغفرتم غفرت لكم وتبت عليكم، فلما قال لهم ذلك كانوا أعتا ما كانوا وأخبث وقالوا: " يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت

___________________________________

(1) الشرب - بالكسر -: النصيب من الماء.

(2) الاشقر من الناس: من تعلو بياضه حمرة.

(3) قدار: بضم القاف وتخفيف الدال كما في القاموس.

(4) رغا البعير: صوت وضج.

[184]

من الصادقين " قال قال: يا قوم انكم تصبحون غدا ووجوهكم مسودة، واليوم الثانى ووجوهكم محمرة، واليوم الثالث ووجوهكم مسودة فلما كان أول يوم أصبحوا ووجوههم مصفرة فمشى بعضهم إلى بعض، وقالوا: قد جاء‌كم ما قال لكم صالح فقال العتاة منهم: لا نسمع قول صالح، ولا نقبل قوله وان كان عظيما، فلما كان اليوم الثانى أصبحت وجوههم محمرة فمشى بعضهم إلى بعض فقالوا: يا قوم قد جاء‌كم ما قال لكم صالح، فقال العتاة منهم: لو اهلكنا جميعا ما سمنعا قول صالح ولا تركنا آلهتنا التى كان آباؤنا يعبودنها ولم يتوبوا ولم يرجعوا، فلما كان اليوم الثالث اصبحوا ووجوههم مسودة فمشى بعضهم إلى بعض وقال: يا قوم اتاكم ما قال لكم صالح فقال العتاة منهم: قد اتانا ما قال لنا صالح، فلما كان نصف الليل اتاهم جبرئيل فصرخ بهم صرخة خرقت تلك تلك الصرخة أسماعهم وفلقت قلوبهم وصدعت أكبادهم، وقد كانوا في تلك الثلاثة ايام قد تحنطوا وتكفنوا وعلموا ان العذاب نازل بهم فماتوا اجمعين في طرفة عين، صغيرهم وكبيرهم فلم يبق لهم ناعقة ولا راغية(1) ولا شئ الا أهلكه الله فأصبحوا في ديارهم ومضاجعهم موتى أجمعين، ثم أرسل الله عليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقهم أجمعين، وكانت هذه قصتهم.

28 - في بصائر الدرجات على بن حسان عن جعفر بن هارون الزيات قال كنت اطوف بالكعبة فرايت ابا عبدالله عليه السلام فقلت في نفسي: هذا الذي يتبع والذى هو امام وهو كذا وكذا؟ قال: فما علمت به حتى ضرب يده على منكبى ثم قال: اقبل على وقال: فقالوا ابشرا منا واحدا نتبعه انا اذا لفى ضلال وسعر.

29 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: فنادوا صاحبهم قال: قدار الذى عقر الناقة، وقوله: كهشيم المحتظر قال: الحشيش والنبات.

30 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن داود بن فرقد عن أبى يزيد الحمار عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه قصة

___________________________________

(1) مر الحديث بمعناه في ج‍ 2: 375 فراجع.

[185]

قوم لوط ومجئ الملائكة اليهم وفيه يقول عليه السلام: فكابروه حتى دخلوا البيت فصاح به جبرئيل فقال: يا لوط دعهم يدخلون، فلما دخلوا أهوى جبرئيل عليه السلام باصبعه نحوهم فذهبت أعينهم وهو قول الله عزوجل: فطمسنا على اعينهم.

31 - عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن سعيد قال: اخبرنى زكريا بن محمد عن أبيه عن عمرو عن ابى جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا يذكر فيه قصة قوم لوط ومجئ الملائكة اليهم وفيه يقول عليه السلام: فقال له جبرئيل " انا رسل ربك لن يصلوا اليك " فأخذ كفا من بطحاء فضرب بها وجوههم وقال: شاهت الوجوه فعمى أهل المدينة كلهم، والحديثان بتمامهما مذكوران في هود عند القصة.

32 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى بصير وغيره عن أحدهما عليهما السلام حديث طويل يذكر فيه قصة قوم لوط ومجئ الملائكة اليهم وفيه يقول عليه السلام فأشار اليهم جبرئيل بيده فرجعوا عميانا يلتمسون الجدار بايديهم، يعاهدون الله عزوجل: لئن اصبحنا لا نستبقى احدا من آل لوط.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: شرح قصة قوم لوط على التفصيل مذكور في سورة هود في قصتهم.

33 - في اصول الكافى احمد بن مهران عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى عن موسى بن محمد العجلى عن يونس بن يعقوب رفعه عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل كذبوا بآياتنا كلها يعنى الاوصياء كلهم.

34 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى على بن سالم عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الرقى(1) أتدفع من القدر شيئا؟ فقال: هى من القدر وقال عليه السلام: ان القدرية مجوس هذه الامة، وهم الذين ارادوا ان يصفوا الله بعدله، فأخرجوه من سلطانه، وفيهم نزلت هذه الاية: يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر انا كل شئ خلقناه بقدر

___________________________________

(1) الرقى: العوذة.

[186]

35 - وباسناده إلى عبدالله بن موسى بن عبدالله بن حسن عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عن على عليهم السلام انه سئل عن قول الله عزوجل: انا كل شئ خلقناه بقدر فقال: يقول عزوجل: انا كل شئ خلقناه لاهل النار بقدر اعمالهم.

36 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " انا كل شئ خلقناه بقدر " قال: له وقت وأجل ومدة.

وباسناده إلى اسمعيل بن مسلم قال قال أبوعبدالله عليه السلام: وجدت لاهل القدر أسماء في كتاب الله: " ان المجرمين في ضلال وسعير * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر " فهم المجرمون.

37 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: ان ارواح القدرية يعرضون على النار غدوا وعشيا حتى تقوم الساعة، فاذا قامت الساعة عذبوا مع أهل النار بأنواع العذاب، فيقولون: يا ربنا عذبتنا خاصة وتعذبنا عامة؟ فيرد عليهم: " ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر ".

38 - عن يونس عمن حدثه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ما أنزل الله عزوجل هذه الايات الا في القدرية: " ان المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر ".

39 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنى عبدالله بن جعفر الحميرى عن محمد بن الحسن أبى الخطاب عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه في القدرية: " ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر ".

40 - وباسناده إلى ابن بكير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان جهنم لواديا للمنكرين يقال له سقر: شكا إلى الله شدة حره، وسأله أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم.

41 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام بعد أن ذكر التقوى وفيه جماع كل عبادة صالحة، وبه وصل من وصل إلى الدرجات العلى، وبه عاش من عاش بالحيوة الطيبة، والانس الدائم، قال الله عزوجل: ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

[187]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21401257

  • التاريخ : 19/04/2024 - 06:00

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net