00989338131045
 
 
 
 
 
 

  المواجهة الصاخبة : 

القسم : علوم القرآن   ||   الكتاب : تدوين القرآن   ||   تأليف : الشيخ علي الكوراني

 المواجهة الصاخبة :

النبي على فراش الموت ، وجبريل الأمين لا ينقطع عن زيارته ، وأكثر ما كان يأتيه جبريل في مرضه .

النبي على علم بمستقبل هذه الأمة ، وقد أدى النبي دوره كاملاً وبلغ رسالات ربه ، وبين لهم كل شئ على الإطلاق ، وهو على علم تام بما يجري حوله ومدرك أنه السكون الذي يسبق الإنفجار فينسف الشرعية السياسية والمرجعية ، وبنسف الشرعية السياسية والمرجعية يتجرد الإسلام من سلاحه الجبار ويتعطل المولد الأساسي للدعوة والدولة. ولكن مثل النبي لا ينحني أمام العاصفة ، ولا يقعده شئ عن متابعة إحساسه العميق بالرأفة والرحمة لهذه الأمة، وبالرغم من كمال الدين وتمام النعمة الإلهية والبيان الإلهي الشامل لكل شئ تحتاجه الأمة بما فيه كيف يتبول وكيف يتغوط أفرادها ، إلا أنه أراد أن يلخص الموقف لأمته حتى تهتدي وحتى لا تضل ، وحتى تخرج بسلام من المفاجآت التي تتربص بها وتنتظر موت النبي لتفتح أشداقها فتعكر صفو الإسلام و تعيق حركته وتغير مساره .

النبي على فراش المرض ، وبيته المبارك يغص بأكابر الصحابة ، وقد أصر النبي على تلخيص الموقف والتذكير بالخط المستقبلي لمسيرة الإسلام فقال النبي : قربوا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً .

ما هو الخطأ بهذا العرض النبوي ؟

من يرفض التأمين ضد الضلالة ؟

ولماذا ؟ ولمصلحة من ؟

ثم إن من حق أي مسلم أن يوصي ، ومن حق أي مسلم أن يقول ما يشاء قبل موته، والذين يسمعون قوله أحرار فيما بعد بإعمال هذا القول أو إبطاله، هذا إذا افترضنا أن محمداً مجرد مسلم عادي وليس نبياً وقائداً للأمة .

فتصدى الفاروق عمر بن الخطاب ووجه كلامه للحضور وقال : إن النبي قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله !

فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله كتاباً لا تضلوا بعده أبداً ، ومنهم من يقول : القول ما قاله عمر . فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند النبي قال لهم رسول الله : قوموا عني (1) .

وفي رواية ثانية أن الرسول عندما قال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً تنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا هجر رسول الله . قال النبي : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه !! (2)

وفي رواية ثالثة قال النبي : ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً ، فقالوا : إن رسول الله يهجر (3) .

وفي رواية رابعة للبخاري: أن النبي قال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده . قال عمر بن الخطاب : إن النبي غلبة الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا !! فاختلفوا وأكثروا اللغط . قال النبي : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع . (4)

رواية بلفظ خامس للبخاري : قال النبي : ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا : ما شأنه أهجر ؟ استفهموه . . فذهبوا يرددون عليه ، فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه (5) .

رواية بلفظ سادس للبخاري : قال النبي : ائتوني بكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا : ما له أهجر ، إستفهموه ، فقال النبي ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه .(6)

رواية بلفظ سابع للبخاري: قال النبي : هلم أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده . قال عمر: إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله . واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله كتاباً لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغط والإختلاف عند النبي قال : قوموا عني . (7)

وفي رواية أن عمر بن الخطاب قال : إن النبي يهجر ... (8) وقد اعترف الفاروق أنه صد النبي عن كتابة الكتاب حتى لا يجعل الأمر لعلي . (9)

 

هامش :

ــــــــــــــــــــــــتت

( 1 ) صحيح بخاري ـ كتاب المرضى باب قول المريض : قوموا عني ج 7 ص 9 وراجع صحيح مسلم في آخر كتاب الوصية ج 5 ص 75 وصحيح مسلم بشرح النووي ج 11 ص

95 ومسند الإمام أحمد ج 4 ص356 ح2992 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 6 ص 51 .

( 2 ) راجع صحيح بخاري ج 4 ص 31 وصحيح مسلم ج 3 ص 16 ومسند الإمام أحمد ج 1 ص 222 وج 3 ص 286 .

( 3 ) راجع صحيح مسلم ج 2 ص 16 وج 11 ص 94 ـ 95 بشرح النووي ومسند الإمام أحمد ج1 ص355 وتاريخ الطبري ج 2 ص 193 والكامل لابن الاثير ص 320 .

( 4 ) راجع صحيح بخاري ج 1 ص 37 .

( 5 ) راجع صحيح بخاري ج 5 ص 137 وتاريخ الطبري ج 3 ص 192 ـ 193 .

( 6 ) صحيح بخاري ج 2 ص 132 وج 4 ص 65 ـ 66 .

( 7 ) صحيح بخاري ج 8 ص 161 .

( 8 ) راجع تذكرة الخواص للسبط الجوزي الحنفي ص62 وسر العالمين وكشف ما في الدارين لأبي حامد الغزالي ص 21 .

(9) راجع شرح نهج البلاغة لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد ج3 ص114 طبعة أولى مصر وأوفست بيروت وج12 ص 79 سطر 3 بتحقيق محمد أبوالفضل وج 3 ص 803 دار مكتبة الحياة

وج 3 ص 167 دار الفكر ) انتهى .




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336846

  • التاريخ : 29/03/2024 - 01:04

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net