• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة .
              • الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 1 ، تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي .
                    • الموضوع : سورة الانفال .

سورة الانفال

(8)

(سورة الانفال) (وما فيها من الايات في الائمة الهداة)

 منها: قوله تعالى: يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم 1 - تأويله: ما ورد من طريق العامة، نقله ابن مردويه باسناده عن رجاله مرفوعا إلى الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام أنه قال في قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) * قال: إلى ولاية علي بن ابي طالب عليه السلام (1). 2 - ويؤيده: ما رواه أبو الجارود عنه عليه السلام أنه قال: قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) * نزلت في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (2). ومعناه: أنه سبحانه أمر الذين آمنوا أن يستجيبوا لله وللرسول، أي يجيبوا الله والرسول فيها يأمرهم به (3) والاجابة الطاعة * (إذا دعاكم) * يعني الرسول صلى الله عليه وآله * (لما يحييكم) * وهي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وإنما سماها (حياة) مجازا تسمية الشئ باسم عاقبته (4) وهي الجنة وما فيها من الحياة الدائمة، والنعيم المقيم، وقيل: حياة القلب بالولاية بعد موته بالكفر (5) لان الولاية هي الايمان. فاستمسك بها تكون من أهل المستمسكين (6) بحبلها وبحبله ليؤتيك الله سوابغ إنعامه، وفضله، ويحشرك الله مع محمد وعلي والطيبين من ولده ونجله، صلى الله عليهم ما جاز السحاب بطله ووبله.

_____________________________

1) عن البحار: 36 / 123 ح 66 وفى ص 186 ح 186 عن كشف الغمة: 1 / 321 واخرجه في البرهان: 2 / 71 ح 3 عن طريق العامة.

 2) تفسير القمى: 248 وعنه البرهان: 2 / 71 ذح 3 والبحار: 36 / 123 ح 66.

 3) في نسخة (ج) فيما أمرهم به، بدل: أي يجيبوا الله والرسول فيما يأمرهم به.

 4) في نسخة (ج) بعاقبته.

 5) في نسختي (ج، م) في الكفر.

 6) في نسخة (ج) أهله المتمسكين، بدل: أهل المستمسكين، وفى نسخة (م) المتمسكين، بدل: المستمسكين. (*)

[ 192 ]

قوله تعالى: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب [ 25 ] معناه: لما أمر الله سبحانه الذين آمنوا باجابة دعاء الرسول صلى الله عليه وآله وطاعته قال لهم - محذرا من معصيته في أمر علي عليه السلام وولايته - * (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) * والفتنة الاختبار بالولاية كما تقدم ذكرها. وقوله * (لا تصيبن) * فمن جعل (لا) نافية جعل الفتنة عامة، ومن جعلها زائدة جعل الفتنة خاصة، والتقدير تصيبن الذين ظلموا خاصة، فعلى القول الاول أنها عامة تصيب الظالم وغيره، فأما الظالم فمعذب، بها مهان، وأما غيره فمختبر بالامتحان، وعلى القول الثاني أنها تصيب الظالم خاصة وهو الصحيح لان فيها منع الناس من الظلم ومن مخالفة الرسول صلى الله عليه وآله. 3 - ذكر أبو علي الطبرسي (ره) في تأويل هذه الآية قال: قال الحسن البصري: الفتنة هي البلية التي يظهر باطن أمر الانسان فيها، وقال: نزلت في علي عليه السلام وعمار وطلحة والزبير. قال: وقد قال الزبير: لقد قرأنا هذه الآية زمانا، وما أرانا من أهلها، فإذا نحن المعنيون بها، فخالفنا حتى أصابتنا خاصة (1). 4 - وقال أيضا في حديث أبي أيوب الانصاري: إن النبي صلى الله عليه وآله قال لعمار: إنه سيكون (من) (2) بعدي هنات، حتى يختلف السيف فيما بينهم، وحتى يقتل بعضهم بعضا، وحتى يبرأ بعضهم من بعض (3). فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الاصلع عن يميني علي بن أبي طالب عليه السلام. فان سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا، فاسلك وادي علي وخل عن الناس. يا عمار إن عليا لايردك عن هدى ولا يدلك على ردى يا عمار طاعة علي طاعتي، وطاعتي طاعة الله (4).

_____________________________

1) مجمع البيان: 4 / 534 وروى نحوه في تنبيه الخواطر: 1 / 10.

 2) ليس في نسخة (ج).

 3) في نسخة (ب) من بعض، بدل: بعضا وحتى يبرأ بعضهم من بعض.

 4) مجمع البيان: 4 / 534 وعنه اثبات الهداة: 3 / 513 ح 502. (*)

[ 193 ]

رواه السيد أبو طالب الهروي باسناده، عن علقمة والاسود قالا: أتينا أبا أيوب الانصاري. الخبر بطوله (1). 5 - وقال أيضا: وفي كتاب شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم الحسكاني (ره) قال: وحدثنا عنه السيد أبو الحمد مهدي بن نزار قال: حدثني محمد بن القاسم (2) باسناد متصل عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية * (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) * قال النبي صلى الله عليه وآله: من ظلم عليا مقعدي (3) هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الانبياء من قبلي (4). 6 - ذكر صاحب كتاب (نهج الايمان) قال: ذكر أبو عبد الله محمد بن علي بن السراج في كتابه [ في ] تأويل هذه الآية: حديثا يرفعه باسناده إلى عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يابن مسعود إنه قد نزلت في علي آية * (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) * وأنا مستودعكها ومسم لك (خاصة) (5) الظلمة فكن لما أقول راعيا (6) وعني مؤديا: من ظلم عليا مجلسي هذا، كان كمن جحد نبوتي ونبوة (من كان قبلي) (7). فقال له الراوي: يا أبا عبد الرحمن أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال: نعم. فقلت له: فكيف وكنت للظالمين ظهيرا ؟ قال: لاجرم حلت بي عقوبة عملي إني (8) لم أستأذن إمامي كما استأذنه جندب وعمار وسلمان، وأنا أستغفر الله وأتوب إليه (9).

_____________________________

1) كذا في نسخ (ج) والمصدر، وفى نسختي (ب، م) فاخبرنا به، مجمع البيان: 4 / 534 وعنه اثبات الهداة: 3 / 514 ذ ح 502.

 2) في نسختي (ب، ج) محمد بن أبي القاسم.

 3) في نسخة (م) متعديا.

 4) مجمع البيان: 4 / 534 وعنه اثبات الهداة: 3 / 514 ح 503 واخرجه في البحار: 38 / 155 ح 131 عن الطرائف: 1 / 35 ح 24 عن شواهد التنزيل: 1 / 206 5) ليس في نسختي (ج، م).

 6) في نسخة (ج) (واعيا خ ل) وفى نسخة (م) داعيا.

 7) في نسخة (ج) الانبياء قبلى، وفى نسخة (م) الانبياء من قبلى.

 8) في نسخة (ج) ان.

 9) عنه البحار: 36 / 123 ح 66 وأخرجه في البحار: 38 / 156 ملحق ح 131 عن الطرائف: = (*)

[ 194 ]

قوله تعالى: واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتمى والمسكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شئ قدير [ 41 ] 7 - تأويله: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره)، عن علي بن محمد، عن علي (1) بن عباس، عن الحسن بن عبد الرحمن، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم. فقال لي (2): الكف عنهم أجمل. ثم قال: والله يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغايا ماخلا شيعتنا. قلت: كيف لي بالمخرج من هذا ؟ فقال: يا أبا حمزة كتاب الله المنزل يدل عليه: إن الله تبارك وتعالى جعل لنا أهل البيت سهاما ثلاثة في جميع الفئ، ثم قال: * (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى و المساكين وابن السبيل) * ونحن أصحاب الفئ والخمس وقد حرمناه على جميع الناس ما خلا شيعتنا. والله يا أبا حمزة ما من أرض تفتح ولامال يخمس فيضرب على شئ منه إلا كان حراما على من يصيبه فرجا كان أو مالا، ولو قد ظهر الحق لقد (بيع) الرجل الكريمة عليه نفسه فيمن لا يريد) (3) حتى أن الرجل منهم ليفتدي بجميع ماله ويطلب النجاة لنفسه فلا يصل إلى شئ من ذلك، وقد اخرجنا وشيعتنا من حقنا بلا عذر ولا حق ولا حجة (4).

_____________________________

= 36 ح 25 (عن كتاب ابى عبد الله محمد بن على السراج).

 1) هكذا في الكافي والوسائل والبحار والبرهان، وفى الاصل: محمد.

 2) في نسختي (ب، ج) في.

 3) كذا في المصدر، وفى نسخة (ب) تبع الرجل الكريمة نفسه فيمن يرتد، وفى نسخة (م) تبع الرجل نفسه الكريمة فيمن يريد، وفى نسخة (ج) بيع الرجل نفسه الكريمة فيمن يريد.

 4) الكافي: 8 / 285 ح 431 وعنه البرهان: 2 / 87 ح 37 والبحار: 24 / 311 ح 17 والوسائل: 11 / 331 ح 3 والوسائل: 6 / 385 ح 19. (*)

[ 195 ]

قوله تعالى: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم (61) التأويل: معناه * (إن جنحوا) * أي مالوا. والسلم مؤنثة وهي (ضد) (1) الحرب وهي (هنا) (2) كناية عن الولاية لان كل من أتى بها كان سالما ومن لم يأت بها كان محاربا، وقد سميت الولاية بالسلم في قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) * (3) والسلم هي الولاية. 8 - وبيان ذلك: يؤيده ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره)، عن الحسين ابن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل * (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) * قلت له: ما السلم ؟ قال: الدخول في أمرنا (4)، (ونواهينا) (5) وأمرهم عبارة عن (6) الولاية. قوله تعالى: هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين [ 62 ] 9 - تأويله: ما ذكره أبو نعيم في كتابه حلية الاولياء باسناده إلى محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله (أنه) (7) قال: مكتوب على [ ساق ] (8) العرش: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، محمد عبدي ورسولي، أيدته بعلي بن أبي طالب وذلك قوله * (وهو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) * يعني علي بن أبي طالب (9). [ ورواه الصدوق في الامالي، مثله ] (10).

_____________________________

1) في نسخة (ج) عند، وفى نسخة (م) هذا.

 2) ليس في نسخة (م).

 3) سورة البقرة: 208.

 4) الكافي: 1 / 415 ح 16 وعنه البحار: 24 / 162 ح 12 والبرهان: 2 / 91 ح 1.

 5) ليس في نسختي (ب، ج).

 6) في نسخة (ب) عبادة من.

 7) ليس في نسختي (أ، ج).

 8) من نسخة (ب).

 9) عنه البحار: 36 / 53 ح 8 وفى البرهان: 2 / 92 ح 2 عن ابى نعيم.

 10) أمالى الصدوق: 179 ح 3 وعنه البحار: 27 / 2 ح 3 والبرهان: 2 / 91 ح 1، وما بين المعقوفين نقلناه من نسخة (أ). (*)

[ 196 ]

10 - ويؤيده: ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي (ره)، عن رجاله قال: أخبرنا الشريف أبو نصر محمد (بن محمد) بن علي الزينبي باسناده عن أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء (1) خادم رسول الله صلى الله عليه وآله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لما اسري بي إلى السماء رأيت (مكتوبا) (2) على ساق العرش لا إله إلا الله محمد رسولي وصفي من خلقي أيدته بعلي ونصرته به (3). قوله تعالى: يأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين [ 64 ] 11 - تأويله: ما ذكره أيضا أبو نعيم في (حلية الاولياء) بطريقه المذكور وباسناده أعلاه إلى أبي هريرة قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب، وهو المعني بقوله المؤمنين (4). بيان ذلك: أن الله سبحانه لما أمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالقتال أوجبه عليه وأوجب على كل واحد من أصحابه قتال عشرة فقال * (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين) * وعلم سبحانه تخاذل أصحابه وعجزهم عن ذلك قال له إعلاما أولا (فان حسبك الله) وأنه * (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) * يعني به (5) أمير المؤمنين عليه السلام. وقال هاهنا * (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) *. أي والذي اتبعك من بعض المؤمنين وهو أمير المؤمنين، أي لا تحزن على ما فاتك من نصر أصحابك فان الله يكفيك القتال وينصرك ويؤيدك بأمير المؤمنين عليه السلام لان الله سبحانه وتعالى لم يجعل النصر والفتح إلا على يديه في جميع المواطن، (وهذا لا يحتاج إلى بيان) (6).

_____________________________

1) في الاصل: ابن أبى النجم بدل أبى الحمراء.

 2) ليس في نسخة (ج).

 3) مصباح الانوار: 88، وفى البحار: 36 / 53 عن التأويل وفى البرهان: 2 / 92 ح 4 عن مناقب ابن شهر اشوب ولم نجده منه.

 4) عنه البحار: 36 / 53 ح 8 والبرهان: 2 / 92 ح 2.

 5) في نسخة (ب) بذلك.

 6) ليس في نسخة (م). (*)

[ 197 ]

وهذه فضيلة لم ينلها أحد غيره حيث إن الله سبحانه هو الكافي نبيه القتال، والدافع عنه والناصر له والمؤيد، وجعل لامير المؤمنين خاصة أن يكون له هذه المنازل عن نبيه. وقد تضمنت هاتان الايتان فضائل جمة لا يحتاج وضوحها إلى بيان، فصلى الله على نبيه وعليه والطيبين من ذريتهما في كل أوان ما لاح الجديدان واطرد الخافقان.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=1376
  • تاريخ إضافة الموضوع : 0000 / 00 / 00
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28