• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة .
              • الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 1 ، تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي .
                    • الموضوع : سورة الحج .

سورة الحج

(22)

(سورة الحج) (وما فيها من الايات في الائمة الهداة)

 منها: قوله تعالى: ومن الناس من يجدل في الله بغير علم ولاهدى ولا كتب منير [ 8 ] ثانى عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزى ونذيقه يوم القيمة عذاب الحريق [ 9 ] 1 - تأويله: جاء في باطن تفسير أهل البيت صلوات الله عليهم عن حماد بن عيسى قال: حدثني بعض أصحابنا حديثا يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولاهدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله) قال: هو الاول (ثاني عطفه) أي الثاني (1) وذلك لما أقام رسول الله صلى الله عليه وآله الامام [ أمير المؤمنين عليه السلام ] (2) علما للناس وقالا (3) والله لانفي له بهذا أبدا (4). وقوله تعالى: من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والاخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ [ 15 ] 2 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النجار قال: قال الامام موسى بن جعفر: حدثني أبي، عن أبيه أبي جعفر صلوات الله عليهم أن النبي صلى الله عليه وآله قال ذات يوم: إن ربي

_____________________________

1) في نسخ (أ، ج، م) إلى الثاني.

2) من البحار.

3) في نسختي (ب، ج) والبحار والبرهان (قال:).

4) عنه البحار: 24 / 24 ح 52 والبرهان: 3 / 78 ح 3. (*)

[ 334 ]

وعدني نصرته، وأن يمدنى بملائكته، وأنه ناصرني (1) بهم وبعلي أخي خاصة من بين أهلي فاشتد ذلك على القوم أن خص عليا عليه السلام بالنصرة وأغاظهم ذلك، فانزل الله عزوجل: * (من كان يظن أن لن ينصر (2) الله - محمدا بعلي - في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ) * قال: ليضع (3) حبلا في عنقه إلى سماء بيته يمده حتى يختنق (4) فيموت فينظر هل يذهب كيده غيظه (5). وقوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار - إلى قوله تعالى - الحريق [ 22 ] نزلت في شيبة وعتبة والوليد أهل بدر، على ما يأتي بيانه. وقوله تعالى: إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصلحت جنت تجرى من تحتها الانهر - إلى قوله تعالى - صراط الحميد [ 24 ] نزلت في علي عليه السلام وحمزة وعبيدة يوم بدر على ما يأتي. 3 - تأويله: رواه محمد بن العباس (ره)، عن إبراهيم بن عبد الله بن مسلم عن الحجاج بن المنهال باسناده عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الرحمان. وقال قيس: وفيهم نزلت هذه الآية: * (هذان خصمان اختصموا في ربهم) * وهم الذين تبارزوا يوم بدر: علي عليه السلام وحمزة وعبيدة وشيبة وعتبة والوليد (6). 4 - وروى محمد بن يعقوب (ره)، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله

_____________________________

1) في نسخة (ج) ناصرى.

 2) في نسختي (ب، ج) ينصره الله.

 3) في الاصل: يضع.

 4) في نسخة (ج يخنق.

 5) في نسخة (م) ما يغيظ (غيضه خ ل)، عنه البحار: 24 / 359 ح 81 والبرهان: 3 / 79 ح 1.

 6) عنه البحار: 36 / 128 ح 70 والبرهان: 3 / 81 ح 3، وأخرجه في البحار: 19 / 312 ح 61 عن سعد السعود: 102. (*)

[ 335 ]

عزوجل * (هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا - بولاية علي عليه السلام - قطعت لهم ثياب من نار) * الآية (1). 5 - وروى أيضا عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد باسناده إلى عبد الرحمان بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل * (وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد) * قال: ذلك حمزة وجعفر وعبيدة وسلمان وأبو ذر، والمقداد، وعمار هدوا إلى (2) أمير المؤمنين عليه السلام (3). وقوله تعالى: ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم [ 25 ] 6 - تأويله: رواه محمد بن يعقوب (ره)، عن الحسين بن محمد باسناد متصل إلى عبد الرحمان بن كثير (4) قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل * (ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم) * قال: نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم وجحودهم بما نزل في أمير المؤمنين عليه السلام، فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول ووليه (فبعدا للقوم الظالمين) (5) وقوله تعالى: وطهر بيتى للطائفين والقائمين والركع السجود [ 26 ] 7 - تأويله: قال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل

_____________________________

1) الكافي: 1 / 422 ح 51 وعنه البحار: 23 / 379 ح 64 والبرهان: 3 / 80 ح 1.

 2) في الاصل: إلى ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.

 3) الكافي: 1 / 426 ح 71 وعنه البحار: 22 / 125 ح 96 وج 23 / 379 ح 67 والبرهان: 3 / 83 ح 2.

 4) في الاصل: أبى حمزة، وهو اشتباه إذ في الكافي هكذا: وبهذا الاسناد وفى قبله بحديثين: حديث 42 يروى بسنده عن عبد الرحمان بن كثير، وفى قبله: حديث 41 يروى بسنده عن أبى حمزة فصاحب التأويل أرجع الاسناد إلى حديث: 41 اشتباها.

 5) سورة المؤمنون: 41، الكافي: 1 / 421 ح 44 وعنه البحار: 23 / 372 ح 59 و نور الثقلين: 3 / 482 ح 54. (*)

[ 336 ]

العلوي، عن عيسى بن داود قال: قال الامام موسى بن جعفر عليهما السلام في قوله تعالى (وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود). يعني بهم آل محمد صلوات الله عليهم (1). وقوله تعالى: ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم 8 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا أحمد بن هوذة باسناد يرفعه إلى عبد الله بن سنان، عن ذريح المحاربي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قوله تعالى: * (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم) * قال: هو لقاء الامام عليه السلام (2). 9 - ويؤيده: ماروي عنه صلوات الله عليه - وقد نظر إلى الناس يطوفون بالبيت - فقال: طواف كطواف الجاهلية، أما والله ما بهذا امروا [ ولكنهم ] (3) أمروا أن يطوفوا بهذه الاحجار، ثم ينصرفوا إلينا ويعرفونا مودتهم ويعرضوا علينا نصرتهم وتلا هذه الاية * (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم) *. قال: التفث: الشعث. والنذر: لقاء الامام (4). 10 - وقال محمد بن العباس (ره): حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النجار، عن موسى، عن أبيه جعفر عليهما السلام في قوله تعالى: * (ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) *. قال: هي ثلاث حرمات واجبة، فمن قطع منها حرمة فقد أشرك بالله: الاولى: انتهاك حرمة الله في بيته الحرام. والثانية: تعطيل الكتاب والعمل بغيره. والثالثة: قطيعة ما أوجب الله من فرض مودتنا وطاعتنا (5).

_____________________________

1) عنه البحار: 24 / 359 ح 82 والبرهان: 3 / 85 ح 1.

 2) عنه البحار: 24 / 360 ح 84 والبرهان: 3 / 90 ح 28.

 3) من نسخة (م) والبرهان.

 4) عنه البرهان: 3 / 90 ح 29.

 5) عنه البحار: 24 / 186 ح 5 والبرهان: 3 / 90 ح 1. (*)

[ 337 ]

قوله تعالى: وبشر المخبتين [ 34 ] الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصبرين على ما أصابهم والمقيمي الصلوة ومما رزقنهم ينفقون [ 45 ] 11 تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا محمد بن همام، عن محمد ابن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود قال: قال موسى بن جعفر عليه السلام: سألت أبي عن قول الله عزوجل * (وبشر المخبتين) * الآية قال: نزلت فينا خاصة (1). قال أبو علي الطبرسي (ره): قوله * (وبشر المخبتين) * أي المتواضعين المطمئنين إلى الله والذين لا يظلمون، وإذ ظلموا لا ينتصرون (2) كأنهم اطمأنوا إلى يوم الجزاء ثم وصفهم فقال * (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم - أي إذا خوفوا بالله خافوا - و الصابرين على ما أصابهم - من البلايا والمصائب في طاعة الله - والمقيمي الصلوة في أوقاتها بحدودها - ومما رزقناهم ينفقون) * من الواجب وغيره. وهذه بعض صفاتهم صلوات الله عليهم (3). وقوله تعالى: إن الله يدفع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور [ 38 ] 12 - تأويله: قال محمد بن العباس رحمه الله: حدثنا، محمد بن الحسن ابن علي قال: حدثنا ابي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن إسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل * (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) * قال: نحن (الذين آمنوا) والله يدافع عنا ما أذاعت عنا شيعتنا (4). يعني إن بعض شيعتهم يذيع عنهم بعض أسرارهم إلى أعدائهم يقصد بذلك أذاهم أو لا يقصد فان الله سبحانه يدافع عنهم (إن الله لا يحب كل خوان - لمودتهم - كفور) بولايتهم.

_____________________________

1) عنه البحار: 24 / 401 ح 131 والبرهان: 3 / 92 ح 1.

 2) في نسخة (م) لا ينصرون.

 3) مجمع البيان: 7 / 84.

 4) عنه البحار: 23 / 382 ح 75 والبرهان: 3 / 93 ح 1. (*)

[ 338 ]

قوله تعالى: أذن للذين يقتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير [ 39 ] 13 - تأويله: قال أبو علي الطبرسي (ره): إن هذه الآية أول آية نزلت في القتال، وفي الآية محذوف تقديره: اذن للمؤمنين أن يقاتلوا أو بالقتال من أجل أنهم ظلموا بأن اخرجوا من ديارهم وقصدوا بالايذاء والاهانة (وإن الله على نصرهم لقدير) وهذا وعد لهم بالنصر، معناه أنه سينصرهم. وقال أبو جعفر عليه السلام: نزلت في المهاجرين وجرت في آل محمد صلى الله عليه وآله الذين اخرجوا من ديارهم واخيفوا (1). 14 - وقال محمد بن العباس (ره): حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود، قال: حدثنا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: نزلت هذه الآية في آل محمد خاصة * (اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله - ثم تلا إلى قوله - ولله عاقبة الامور) * (2). 15 - وقال أيضا: حدثنا الحسين بن عامر، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صفوان بن يحيى، عن حكيم الحناط، عن ضريس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول (اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير). قال: الحسن والحسين عليهما السلام (3). 16 - وقال أيضا: حدثنا الحسين بن أحمد المالكي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن المثنى الحناط، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل * (اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير) *.

_____________________________

1) مجمع البيان: 7 / 87 وعنه البحار: 24 / 227 والبرهان: 3 / 94 ح 8.

 2) عنه البحار: 24 / 226 ح 20 والبرهان: 3 / 93 ح 2 وص 96 ح 5.

 3) عنه البحار: 24 / 227 ح 22 والبرهان: 3 / 93 ح 3. (*)

[ 339 ]

قال: هي في القائم عليه السلام وأصحابه (1). بيان ذلك: أن قوله (اذن) ماض لكن يراد به الاستقبال وهذا يدل على الجزم بوقوعه في المستقبل، فكأنه قد مضى ومثله (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار) (2) ويمكن أن يقال: إنه اذن لهم في القرآن لانه فيه علم ما يكون وما كان، والله تعالى قد وعدهم النصر لقوله * (وإن الله على نصرهم لقدير) * وقال تعالى: * (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) * (3) والقائم عليه السلام وأصحابه هم المنصورون لانهم جند الله تعالى وقد قال سبحانه: * (وإن جندنا لهم الغالبون) * (4). ثم بين سبحانه حال المأذون لهم في القتال فقال: الذين أخرجوا من ديرهم بغير حق إلآ أن يقولوا ربنا الله 17 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمد ابن عبد الرحمان بن الفضل (5)، عن جعفر بن الحسين الكوفي، عن محمد بن زيد مولى أبي جعفر، عن أبيه قال: سألت مولاي أبا جعفر عليه السلام قلت: قوله عزوجل: * (الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) * ؟ قال: نزلت في علي وحمزة وجعفر عليهم السلام، ثم جرت في الحسين عليه السلام (6). 18 - وقال أيضا: حدثنا مولانا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل، عن عيسى بن داود النجار قال: حدثنا مولانا موسى بن جعفر عليهما السلام عن أبيه عليه السلام في قول الله

_____________________________

1) عنه البحار: 24 / 227 ح 23 والبرهان: 3 / 93 ح 4 واثبات الهداة: 7 / 125 ح 640.

 2) سورة الاعراف: 6.

 3) سورة الروم: 47.

 4) سورة الصافات: 173.

 5) في نسخ (أ، ج، م) المفضل، وفى نسخة (ب) عن المفضل بن جعفر الخ، وفى البحار والبرهان: عن المفضل، وما أثبتناه انما هو بقرينة موردين آخرين بعين هذا السند راجع فهرست أعلامنا لهذا الكتاب.

 6) عنه البرهان: 3 / 94 ح 5 وفى البحار: 24 / 227 ح 24 و 25 عنه وعن الكافي: 8 / 337 ح 534 بسند آخر، وأخرجه في البحار: 44 / 219 ح 9 عن تفسير فرات ؟ ؟ 9. (*)

[ 340 ]

عزوجل * (الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق) * قال: نزلت فينا خاصة، في أمير المؤمنين وذريته عليهم السلام وما ارتكب من [ أمر ] (1) فاطمة عليها السلام (2). اعلم أنه لما تبين أن (الذين اخرجوا من ديارهم) أنهم الائمة عليهم السلام قال تعالى: وهم المعنيون بما قال * (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) *. 19 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا حميد (3) بن زياد، عن الحسن ابن محمد بن سماعة، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن حجر بن زائدة، عن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل * (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) * إلى آخر الآية. فقال: كان قوم صالحون هم مهاجرون قوم سوء خوفا أن يفسدوهم فيدفع الله أيديهم عن الصالحين، ولم يأجر (4) اولئك بما يدفع بهم وفينا مثلهم (5). 20 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل عن عيسى بن داود عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام، في قوله عزوجل * (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا) *. قال: هم الائمة عليهم السلام وهم الاعلام ولو لاصبرهم وانتظارهم الامر أن يأتيهم من الله لقتلوا جميعا، قال الله عزوجل * (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) * (6). بيان: معنى هذا التأويل الاول: قوله: كان قوم صالحون هم مهاجرون قوم

_____________________________

1) من البحار.

 2) عنه البحار: 24 / 226 ح 21 والبرهان: 3 / 94 ح 6.

 3) في نسختي (ج، م محمد.

 4) في نسخة (ب) فهاجر، وفى نسخة (ج)، ولم يرض.

 5) عنه البحار: 24 / 361 ح 85 والبرهان: 3 / 94 ح 2 وفيه: حجر بن زياد، عن حريز.

 6) عنه البحار: 24 / 359 ح 83 والبرهان: 3 / 94 ح 3. (*)

[ 341 ]

سوء خوفا أن يفسدوهم أي يفسدوا عليهم دينهم فهاجروهم لاجل ذلك فالله تعالى يدفع أيدي القوم السوء عن الصالحين. وقوله: وفينا مثلهم قوم صالحون وهم الائمة الراسون وقوم سوء وهم المخالفون والله تعالى يدفع أيدي المخالفين عن الائمة الراشدين والحمد لله رب العالمين. أما معنى التأويل الثاني قوله: هم الائمة بيانه أن الله سبحانه يدفع بعض الناس، عن بعض، فالمدفوع عنهم هم الائمة عليهم السلام والمدفوعون هم الظالمون (وقوله) (1) (و) (2) لولا (صبرهم وانتظارهم الامر أن يأتيهم من الله لقتلوا جميعا معناه، ولولا) (3) صبرهم على الاذى والتكذيب وانتظارهم أمر الله أن يأتيهم الله بفرج آل محمد وقيام القائم عليه السلام لقاموا كما قام غيرهم بالسيف ولو قاموا (4) لقتلوا جميعا ولو قتلوا جميعا لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد، فالصوامع عبارة عن مواضع عبادة النصارى في الجبال، والبيع في القرى، والصلوات أي مواضعها وتشترك فيه المسلمون واليهود، فاليهود لهم الكنائس والمسلمون المساجد بغير مشارك فيكون قتلهم جميعا سببا لهدم هذه المواضع وهدمها سببا لتعطيل الشرائع الثلاث: شريعة موسى، وعيسى، ومحمد صلوات الله عليهم لان الشريعة لا تقوم إلا بالكتاب والكتاب يحتاج إلى التأويل، والتأويل لا يعلمه (إلا الله والراسخون في العلم) (5) وهم الائمة صلوات الله عليهم. لانهم يعلمون تأويل كتاب موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم. 21 - لقول أمير المؤمنين عليه السلام: لوثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الانجيل بانجيلهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم حتى تنطق الكتب وتقول: صدق علي عليه السلام (6).

_____________________________

1) ليس في نسخة (ب).

 2) ليس في نسخة (م).

 3) ليس في نسخة (ج).

 4) في نسخة (ج) قاتلوا.

 5) سورة آل عمران: 7.) أخرجه في البحار: 40 / 153 عن مناقب ابن شهر اشوب: 1 / 317 (باختلاف يسير) وروى نحوه في بصائر الدرجات: 132 - 134 ب 9 عدة روايات. (*)

[ 342 ]

وقوله: وهم الاعلام، والاعلام الادلة الهادية إلى دار السلام (1). فعليهم من الله السلام وأفضل التحية والاكرام. ولما علم الله سبحانه منهم الصبر وعدهم النصر فقال * (لينصرن الله من ينصره) * أي ينصر دينه إن الله لقوي في سلطانه عزيز في جبروت شأنه، ثم أبان شأن من ينصره فقال: الذين إن مكنهم في الارض أقاموا الصلوة وءاتوا الزكوة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عقبة الامور [ 41 ] 22 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن حصين بن مخارق، عن الامام موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قوله عزوجل * (الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلوة وآتوا الزكوة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) * قال: نحن هم (2). 23 - وقال أيضا: حدثنا أحمد بن محمد، عن أحمد بن الحسن، [ عن أبيه ] (3)، عن حصين بن مخارق، عن عمرو بن ثابت، عن أبي عبد الله بن الحسن (4)، عن امه، عن أبيها، عن (أبيه) (5) عليه السلام في قوله عزوجل * (الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلوة وآتوا الزكوة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) * قال: هذه نزلت فينا أهل البيت (6). 24 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود، عن الامام أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: كنت عند أبي يوما في المسجد إذا أتاه رجل فوقف أمامه وقال: يابن رسول الله أعيت علي آية في كتاب الله

_____________________________

1) في نسختي (أ، م): الاسلام.

 2) عنه البحار: 24 / 164 ح 7 والبرهان: 3 / 95 ح 1.

 3) ليس في الاصل وانما أثبتناه بقرينة بقية الموارد وكتب الرجال، راجع معجم رجال السيد الخوئى: 6 / 86 و 126.

 4) في نسخة (م) عبد الله الحسين (الحسن خ ل)، وفى البرهان: عبد الله بن الحسن بن الحسين، والظاهر انه عبد الله بن الحسن بن الحسن عليه السلام، وامه فاطمة بنت الحسين عليه السلام.

 5) ليس في البرهان.

 6) عنه البرهان: 3 / 95 ح 2. (*)

[ 343 ]

عزوجل، سألت عنها جابر بن يزيد فأرشدني إليك، فقال: وماهي ؟ (1) قال: قوله عزوجل * (الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلوة وآتوا الزكوة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور) *. فقال أبي: (2) نعم فينا نزلت، وذلك أن فلانا وفلانا وطائفة معهم - وسماهم - اجتمعوا إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: يا رسول الله إلى من يصير (3) هذا الامر بعدك ؟ فوالله لئن صار إلى رجل من أهل بيتك إنا لنخافهم على أنفسنا، ولو صار إلى غيرهم لعل غيرهم أقرب وأرحم بنا منهم، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله من ذلك غضبا شديدا. ثم قال: أما والله لو آمنتم بالله ورسوله ما أبغضتموهم، لان بغضهم بغضي، وبغضي هو الكفر بالله، ثم نعيتم إلى نفسي، فوالله لئن مكنهم الله في الارض ليقيموا الصلاة لوقتها وليؤتوا (4) الزكاة لمحلها، وليأمرن بالمعروف ولينهن عن المنكر، إنما يرغم الله انوف رجال يبغضون ويبغضون أهل بيتي وذريتي فأنزل الله عزوجل * (الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلوة وآتوا الزكوة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور) * فلم يقبل القوم ذلك، فأنزل الله سبحانه * (وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير) * (5). 25 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن الحسين بن حميد، عن جعفر بن عبد الله، عن كثير بن عياش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل * (الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلوة وآتوا الزكوة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور) * قال: هذه الآية لآل محمد المهدي وأصحابه يملكهم الله مشارق الارض ومغاربها، ويظهر الدين ويميت الله عزوجل به وبأصحابه البدع والباطل، كما

_____________________________

1) في نسخة (م) ماهى.

 2) في نسخة (م) أي.

 3) في نسخة (ج) نصير.

 4) في نسخة (م) وليؤتون.

 5) عنه البحار: 24 / 165 ح 8 والبرهان: 3 / 95 ح 3. (*)

[ 344 ]

أمات السفهة الحق، حتى لا يرى أثر من الظلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولله عاقبة الامور) (1). وقوله تعالى: وبئر معطلة وقصر مشيد [ 45 ] 26 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا الحسين بن عامر، عن محمد ابن الحسين، عن الربيع بن محمد، عن صالح بن سهل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قوله تعالى * (وبئر معطلة وقصر مشيد) * أمير المؤمنين عليه السلام القصر المشيد، والبئر المعطلة فاطمة عليها السلام وولدها (2) معطلون من الملك (3). 27 - وروى الشيخ محمد بن يعقوب (ره)، عن محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل بن زياد، عن موسى بن القاسم البجلي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى عليه السلام في قوله عزوجل * (وبئر معطلة وقصر مشيد) *. قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق (4). 28 - وروى أبو عبد الله الحسين بن جبير (ره) في كتابه نخب المناقب حديثا يرفعه إلى الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى * (وبئر معطلة وقصر مشيد) * أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله (القصر (5) المشيد، والبئر المعطلة) علي عليه السلام (6).

_____________________________

1) عنه البحار: 24 / 165 ح 9 والبرهان: 3 / 96 ح 4 واثبات الهداة: 7 / 125 ح 641.

 2) في نسخة (م) وولديهما.

 3) عنه البرهان: 3 / 97 ح 12، وفى البحار: 24 / 102 ح 9 عنه وعن معاني الاخبار: 111 ح 3.

 4) الكافي: 1 / 427 ح 75، وفى البحار: 24 / 101، 102 عنه وعن معاني الاخبار: 111 ح 1 و 2 وبصائر الدرجات: 505 ح 4 ومختصر البصائر: 57، وفى البرهان: 3 / 96 ح 7 - 9 عن الكافي والمعاني.

 5) في نسخة (ج) أنا القصر.

 6) عنه البحار: 34 / 103 ح 10، وأخرجه في البرهان: 3 / 97 ح 13 عن مناقب ابن شهراشوب: 2 / 285. (*)

[ 345 ]

وذكر (1) علي بن إبراهيم (ره): قوله تعالى * (وبئر معطلة وقصر مشيد) * هذا مثل لآل محمد للامام القائم دل على غيبته، فالبئر المعطلة الامام وهو معطل لا يقتبس منه العلم، وأحسن ما قيل في هذا التأويل: بئر معطلة وقصر مشرف مثل لآل محمد مستطرف فالقصر مجدهم الذي لا يرتقى (2) والبئر علمهم الذي لا ينزف (3) وقوله تعالى: فالذين ءامنوا وعملوا الصلحت لهم مغفرة ورزق كريم [ 50 ] والذين سعوا فئ ايتنا معجزين اولئك أصحب الجحيم [ 51 ] 29 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود، عن الامام موسى بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام في قول الله عزوجل * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم) *. قال: اولئك آل محمد صلوات الله عليهم. * (والذين سعوا - في قطع مودة آل محمد - معاجزين اولئك أصحاب الجحيم) * قال: هم الاربعة نفر (4) التيمي والعدوي والامويين (5). وقوله تعالى: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلآ إذا تمنى ألقى الشيطن في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطن ثم يحكم الله ءايته والله عليم حكيم [ 52 ] 30 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا جعفر بن محمد الحسني، عن إدريس بن زياد الحناط، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن زياد بن

_____________________________

1) في نسخة (م) وقال.

 2) في نسخة (م) فعلى القصر المشيد منهم، وفى نسخة (ج) فالقصر مجدهم الذى لا يرتقى (فعلى القصر المشيد منهم، خ ل).

 3) تفسير القمى: 441 مع اختلاف وعنه البحار: 24 / 101 ح 5 والبرهان: 3 / 96 ذح 6.

 4) في نسخة (ب) هي الاربعة نفر.

 5) عنه البحار: 23 / 381 ح 73 والبرهان: 3 / 98 ح 1. (*)

[ 346 ]

سوقة، عن الحكم بن عيينة قال: قال لي علي بن الحسين عليهما السلام: يا حكم هل تدري ما كانت الآية التي كان يعرف بها علي عليه السلام صاحب قتله، ويعرف بها الامور العظام التي كان يحدث بها الناس ؟ قال: قلت: لا والله فأخبرني بها يا ابن رسول الله، قال: هي قول الله عزوجل * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) * ولا محدث. قلت: فكان علي عليه السلام محدثا ؟ قال: نعم، وكل إمام منا أهل البيت محدث (1). 31 - وقال أيضا: حدثنا الحسين بن عامر، عن محمد بن الحسين بن أبي (2) الخطاب عن صفوان بن يحيى، عن داود بن فرقد، عن الحارث بن المغيرة النضري (3) قال: قال لي الحكم بن عيينة: إن مولاي علي بن الحسين عليه السلام قال لي: إنما علم علي عليه السلام كله في آية واحدة. قال: فخرج حمران (4) بن أعين ليسأله فوجد عليا عليه السلام قد قبض، فقال لابي جعفر عليه السلام: إن الحكم حدثنا عن علي بن الحسين عليهما السلام انه قال: إن علم علي عليه السلام كله في آية واحدة، فقال أبو جعفر عليه السلام: وما تدري ما هي ؟ قلت: لا. قال: هي قوله تعالى: * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) * ولا محدث (5). ثم أبان شأن الرسول والنبي، والمحدث، صلوات الله عليهم. 32 - فقال: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن القاسم بن عروة، عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرسول والنبي والمحدث فقال: الرسول الذي تأتيه الملائكة ويعاينهم وتبلغه الرسالة من الله، والنبي يرى في المنام فما رأى

_____________________________

1) عنه البحار: 26 / 81 ح 43 والبرهان: 3 / 98 ح 3.

 2) في نسختي (ب، م) محمد بن الحسين، عن أبيه الخطاب، وفى البحار: محمد بن الحسين عن ابيه، وفى البرهان: محمد بن الحسين، عن أبيه أبى الخطاب، والصحيح ما أثبتناه راجع كتب الرجال.

 3) في نسختي (ج، م) البصري.

 4) في نسخة (م) عمران.

 5) عنه البحار: 26 / 81 ح 44 والبرهان: 3 / 99 ح 3 وأخرجه في البحار: 40 / 142 ح 44 عن بصائر الدرجات: 369 ح 5. (*)

[ 347 ]

فهو كما رأى، والمحدث الذي يسمع كلام الملائكة وحديثهم ولايرى شيئا بل ينقر في اذنيه (1) وينكت في قلبه (2). وأما تأويل قوله تعالى: * (إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان) * 33 - قال أيضا: حدثنا محمد بن الحسن (3) بن علي قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان) * الآية. قال أبو جعفر عليه السلام: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أصابه جوع شديد فأتى رجلا من الانصار فذبح له عناقا وقطع له عذق بسر ورطب فتمنى رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام وقال: يدخل عليكم رجل من أهل الجنة (قال) (4): فجاء أبو بكر، ثم جاء عمر، ثم جاء عثمان، ثم جاء علي عليه السلام، فنزلت هذه الآية * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض - إلى قوله عزوجل - عذاب يوم عقيم) * (5). 34 - ويؤيده: ما رواه علي بن إبراهيم (ره) قال: وروي [ عن ] الخاص عن أبي عبد الله عليه السلام أن رسول الله أصابته خصاصة، فجاء إلى رجل من الانصار فقال له: هل عندك طعام ؟ فقال: نعم يا رسول الله. فذبح له عناقا وشواها (6)، فلما دنا منها تمنى رسول

_____________________________

1) في نسخة (م) اذنه (اذانه خ ل).

 2) عنه البحار: 26 / 82 ح 45 والبرهان: 3 / 99 ح 4 وأخرجه في البحار: 26 / 74 ح 25 عن بصائر الدرجات: 369 ح 1 والاختصاص: 222.

 3) في نسختي (ج، م) الحسين.

 4) ليس في نسختي (ب، ج).

 5) عنه البرهان: 3 / 98 ح 1.

 6) في نسخة (م) وسواها. (*)

[ 348 ]

الله صلى الله عليه وآله أن يكون معه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فجاء أبو بكر وعمر ثم جاء علي عليه السلام بعدهما فأنزل الله عليه * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) * ولا محدث ثم قال أبو عبد الله عليه السلام هكذا نزلت: (إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان - بعلي حين جاء بعدهما - ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم) (1). بيان هذا التأويل: أن قوله * (إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته) * أي في ما يتمناه شيئا لايحبه ولا يهواه وبيان ما ألقى (2) في امنية النبي صلى الله عليه وآله أنه ألقى إلى أوليائه وساوسه فأوحى (3) إليهم أن محمدا صلى الله عليه وآله أضافه فلان فاذهبوا إليه لتناولوا من الطعام وتحرزوا (4) فضل ذلك المقام. فأتوا قبل علي عليه السلام ليكون ذلك (فتنة للذين في قلوبهم مرض) ثم قال سبحانه * (فينسخ الله ما يلقي الشيطان) * وهو ما أضمره أولياؤه في أنفسهم من أن ما فعلوه يكون لهم فضيلة فينسخه الله بأن جعله لهم رذيلة حيث إنهم جاؤا بغير ما تمناه النبي صلى الله عليه وآله بخلاف ما أراده، ثم قال سبحانه * (ثم يحكم الله آياته أي أمر آياته، وآياته النبي وعلي صلوات الله عليهما والله عليم بالاشياء حكيم) * يصعها مواضعها وضع الدنيا للشيطان وأوليائه وحزبهم الظالمين، ووضع الآخرة لمحمد وآله الطيبين وحزبهم المفلحين والحمد لله رب العالمين. وقوله تعالى: والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرزقين [ 58 ] 35 - تأويله: محمد بن العباس (ره): حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل، عن عيسى بن داود قال: حدثنا (5) الامام موسى بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام في قول الله عزوجل

_____________________________

1) تفسير القمى: 441 مع اختلاف وعنه البحار: 17 / 85 ذح 14 ونور الثقلين: 3 / 516 ذح 306 والبرهان: 3 / 98 ذح 1 ومثله في التفسير المنسوب إلى الامام عليه السلام: 275.

 2) في نسخة (م) ما ألقاه.

 3) في نسخة (م) وأوحى.

 4) في نسخة (م) وتحوزوا (خ ل تحرزوا).

 5) في نسخة (م) قال. (*)

[ 349 ]

* (والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا - إلى قوله - إن الله لعليم حكيم) *. قال: نزلت في أمير المؤمنين صلوات الله عليه (خاصة) (1). وقوله تعالى: ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور [ 60 ] 36 - تأويله: بالاسناد المتقدم، عن الامام موسى بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: سمعت أبي محمد بن علي - صلوات الله عليهم - كثيرا ما يردد هذه الآية * (ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله) * فقلت: يا أبت (2) جعلت فداك أحسب هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين خاصة ؟ [ قال: نعم ] (3). وقوله تعالى: لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينزعنك في الامر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم [ 67 ] 37 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): بالاسناد المتقدم، عن عيسى بن داود قال: حدثنا الامام موسى بن جعفر عليه السلام عن أبيه عليهما السلام قال: لما نزلت هذه الآية * (لكل امة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك) * جمعهم رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: يا معشر المهاجرين والانصار إن الله تعالى يقول * (لكل امة جعلنا منسكا هم ناسكوه) * والمنسك هو الامام لكل امة بعد نبيها حتى يدركه نبي، ألا وإن لزوم الامام وطاعته هو الدين وهو المنسك وهو علي بن أبي طالب عليه السلام إمامكم بعدي، فإني أدعوكم إلى هداه وإنه على (هدى مستقيم). فقام القوم يتعجبون من ذلك ويقولون: والله إذا لننازعن (4) الامر ولا نرضى طاعته أبدا، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله المفتون به فأنزل الله عزوجل * (وادع إلى ربك

_____________________________

1) عنه البحار: 24 / 361 ح 86 والبرهان: 3 / 102 ح 2، وليست كلمة خاصة في البحار ونسخة (أ).

 2) في نسخة (ج) يا أبتا.

 3) عنه البحار: 24 / 362 ذح 86 والبرهان: 3 / 103 ح 2 وما بين المعقوفين أثبتناه من البحار.

 4) في نسخة (ب) لتنازعته. (*)

[ 350 ]

إنك لعلى هدى مستقيم وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والارض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير) * (1). وقوله تعالى: وإذا تتلى عليهم آيتنا بينت تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آيتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير [ 72 ] 38 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا محمد بن همام، عن محمد ابن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود قال: حدثنا الامام موسى بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام في قوله عزوجل * (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا) * الآية قال: كان القوم إذا نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام آية في كتاب الله فيها فرض طاعته (2) أو فضيلة فيه أو في أهله سخطوا ذلك وكرهوا حتى هموا به وأرادوا به العظيم (3) وأرادوا برسول الله صلى الله عليه وآله أيضا ليلة العقبة غيضا وغضبا وحسدا حتى نزلت هذه الآية (4). وقوله تعالى: يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم - إلى قوله تعالى - فنعم المولى ونعم النصير [ 78 ] 39 - تأويله: قال علي بن إبراهيم رحمه الله: خاطب الله سبحانه الائمة عليهم السلام فقال * (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة

_____________________________

1) عنه البحار: 24 / 362 ح 87 والبرهان: 3 / 103 ح 1.

 2) في نسخة (م) طاعة.

 3) في نسخة (ج) فيه العظيم، وفى نسخة (م) به العظم.

 4) عنه البحار: 24 / 362 ح 88 والبرهان: 3 / 103 ح 1. (*)

[ 351 ]

أبيكم إبراهيم هو سميكم المسلمين من قبل وفي هذا - يعني القرآن - ليكون الرسول شهيدا عليكم - يا معشر الائمة - وتكونو - أنتم - شهداء على الناس فأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة واعتصموا بالله هو موليكم فنعم المولى ونعم النصير) * (1). 40 - وروى الشيخ محمد بن يعقوب الكليني (ره)، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن بريد العجلي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: قول الله عزوجل * (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتبيكم) * قال: إيانا عني ونحن المجتبون، ولم يجعل الله تبارك وتعالى (علينا) (2) (في الدين من حرج) وهو أشد من الضيق (ملة أبيكم إبراهيم) إيانا عنى خاصة (هو سميكم المسلمين) الله تبارك وتعالى سمانا المسلمين في الكتب التي مضت. وفي هذا يعني القرآن (ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس) فرسول الله صلى الله عليه وآله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله، ونحن الشهداء على الناس فمن صدق يوم القيامة صدقناه ومن كذب كذبناه (3). 41 - وقال محمد بن العباس (ره): حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن اسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود، قال: حدثنا الامام موسى بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام في قول الله عزوجل * (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا) * - إلى آخرها - أمركم (4) بالركوع والسجود وعبادة الله وقد افترضها عليكم (5) وأما فعل الخير فهو طاعة الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (وجاهدوا في الله حق جهاده

_____________________________

1) تفسير القمى: 443 مع اختلاف وعنه البرهان: 3 / 104 ح 4.

 2) ليس في الكافي.

 3) الكافي: 1 / 191 ح 4 وعنه البرهان: 1 / 159 ح 2 وج 3 / 105 ح 3، وأخرجه في البحار: 23 / 337 ح 8 عن تفسير فرات: 97.

 4 - 5) في الاصل: أمرهم، عليهم. (*)

[ 352 ]

هو اجتباكم - يا شيعة آل محمد - وما جعل عليكم في الدين من حرج - قال: من ضيق - ملة أبيكم إبراهيم هو سميكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم (يا آل محمد يامن قد استودعكم المسلمين وافترض طاعتكم عليهم) (1) وتكونوا - أنتم - شهداء على الناس) بما قطعوا من رحمكم وضيعوا من حقكم ومزقوا من كتاب الله وعدلوا حكم غيركم بكم فالزموا الارض وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله يا آل محمد وأهل بيته (هو موليكم - أنتم وشيعتكم - فنعم المولى ونعم النصير) (2).

_____________________________

1) ليس في نسخة (م).

 2) عنه البرهان: 3 / 105 ح 5.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=1390
  • تاريخ إضافة الموضوع : 0000 / 00 / 00
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18