• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة .
              • الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الأول ) ، تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي .
                    • الموضوع : سورة البقرة ( القسم الأول ) .

سورة البقرة ( القسم الأول )

 

سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام قال: من قرأ سورة البقرة وآل عمران جاء يوم القيمة تظلانه على رأسه مثل الغيابتين(1).

2 - وفيه ايضا عن على بن الحسين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ أربع آيات من اول البقرة وآية الكرسى وآيتين بعدها، وثلث آيات من آخرها، لم يرفى نفسه وماله شيئا يكرهه، ولايقربه الشيطان ولاينسى القرآن.

3 - في مجمع البيان وسئل رسول الله صلى الله عليه وآله أى سور القرآن أفضل؟ قال: البقرة قيل أى آى البقرة أفضل؟ قال: آية الكرسى.

4 - في كتاب معانى الاخبار باسناده تلى سفيان بن سعيد الثورى عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: اما " الم " في اول البقرة، فمعناه أنا الله الملك.

5 - وباسناده إلى أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " الم " هو حرف من حروف اسم الله الاعظم المقطع في القرآن، الذى يؤلفه النبى صلى الله عليه وآله والامام، فاذا دعى به أجيب ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين قال: بيان لشيعتنا الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون قال: مما علمناهم يبثون(2) ومما علمناهم من القرآن يتلون.

6 - وباسناده إلى محمد بن قيس قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث ان حييا وابا ياسرابنى اخطب ونفرا من يهود أهل نجران أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا له: أليس فيما

___________________________________

(1) الغيابة من كل شئ: ما سترك منه.

(2) اى ينشرون.

[27]

تذكر فيما انزل الله عليك " الم "؟ قال: بلى قالوا أتاك بها جبرئيل من عندالله؟ قال: نعم، قالوا: لقد بعث أنبياء قبلك وما نعلم نبيا منهم أخبر ما مدة ملكه وما اجل امته غيرك قال فأقبل حى بن اخطب على اصحابه فقال لهم: الالف واحد واللام ثلثون والميم أربعون فهذه احدى وسبعون سنة، فعجب أن يدخل(1) في دين مدة ملكه وأجل أمته احدى وسبعون سنة: قال: ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له يا محمد هل مع هذا غيره؟ قال: نعم قال فهاته، قال: (المص) قال: هذه أثقل وأطول (الالف) واحد، (واللام) ثلثون (والميم) اربعون (والصاد) تسعون، فهذه مائة واحدى وستون سنة.

ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: فهل مع هذا غيره؟ قال: نعم، قال: هاته.

قال، (الر) قال هذه أثقل وأطول، (الالف) واحد، و (اللام) ثلثون (والراء) مأتان، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: فهل مع هذا غيره قال: نعم، قال: هاته، قال (المر) قال هذه اثقل وأطول (الالف) واحد (واللام) ثلثون (والميم) اربعون، و (الراء) مائتان، ثم قال له: هل مع هذا غيره: قال: نعم، قالوا قد التبس علينا أمرك فما ندرى ما أعطيت ثم قاموا عنه، ثم قال ابوياسر لحى أخيه ما يدريك: ! لعل محمدا قد جمع له هذا كله واكثر منه، قال: فذكر أبوجعفر (ع) ان هذه الايات أنزلت فيهم منه آيات محكمات هن ام الكتاب وأخر متشابهات(2) قال: وهى تجرى في وجه آخر على غير تأويل حى وأبى ياسر وأصحابهما.

7 - حدثنا محمد بن القاسم الاسترآبادى المعروف بابى الحسن الجرجانى المفسر رضوان الله عليه قال: حدثنى ابويعقوب يوسف بن محمد بن زياد وابوالحسن على بن محمد ابن سيار عن ابويهما عن الحسن بن على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن ابيطالب عليهم السلام انه قال، كذبت قريش واليهود بالقرآن وقالوا: (سحر مبين تقوله) فقال الله: (الم ذلك الكتاب) اى يا محمد هذا الكتاب الذى انزلناه عليك هو بالحروف المقطعة التى منها (الف، لام، ميم) وهى بلغتكم وحروف هجائكم، فأتوا بمثله ان كنتم صادقين، واستعينوا على ذلك بساير شهدائكم، ثم بين انهم لايقدرون

___________________________________

(1) وفى المصدر (ممن يدخل).

(2) آل عمران: 7.

[28]

عليه بقوله: (قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن ياتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)(1) ثم قال الله، (الم) هو القرآن الذى افتتح بألم هو ذلك الكتاب الذى أخبرت به موسى فمن بعده من الانبياء، فأخبروا بنى اسرائيل انى سأنزله عليك يا محمد كتابا عزيزا (لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد) (لاريب فيه) لاشك فيه لظهوره عندهم كما اخبرهم انبياؤهم ان محمدا ينزل عليه كتاب لايمحوه الباطل، يقرئه هو وامته على ساير أحوالهم هدى بيان من الضلالة للمتقين الذين يتقون الموبقات، ويتقون تسليط السفه على أنفسهم حتى اذا علموا ما يجب عليهم علمه عملوا بما يوجب لهم رضا ربهم قال: وقال الصادق عليه السلام: ثم الالف حرف من حروف، قولك الله، دل بالالف على قولك الله، ودل باللام على قول الملك العظيم القاهر للخلق أجمعين، ودل بالميم على انه المجيد المحمود في كل أفعاله وجعل هذا القول حجة على اليهود، وذلك ان الله لما بعث موسى بن عمران ثم من بعده من الانبياء إلى بنى اسرائيل لم يكن فيهم قوم الااخذوا عليهم العهود والمواثيق ليؤمنن بمحمد العربى الامى المبعوث بمكة الذى يهاجر إلى المدينة يأتى بكتاب الله بالحروف المقطعة افتتاح بعض سوره، يحفظه امته فيقرؤنه قياما وقعودا ومشاة، وعلى كل الاحوال يسهل الله عزوجل حفظه عليهم، ويقرنون بمحمد صلى الله عليه وآله أخاه ووصيه على بن أبيطالب عليه السلام الآخذ عنه علومه التى علمها، والمتقلد عنه الامانة التى قلدها، ومذلل كل من عاند محمدا بسيفه الباتر(2) ويفحم كل من جادله وخاصم بدليله القاهر(3) يقاتل عباد الله على تنزيل كتاب الله حتى يقودهم إلى قبوله طائعين وكارهين، ثم اذا صار محمد إلى رضوان الله عزوجل وارتد كثير ممن كان أعطاه ظاهر الايمان، وحروفا تأويلاته وغيروا معانيه، ووضعوها على خلاف وجوهها، قاتلهم بعد ذلك على تأوليه حتى يكون ابليس الغاوى لهم هو الخاسئ(4) الذليل المطرود المغلول.

قال: فلما بعث الله محمدا

___________________________________

(1) الاسراء: 91.

(2) الباتر: القاطع.

(3) أفحمه: أسكته بالحجة في خصومة أو غيرها.

وفى المصدر (الظاهر) بدل (القاهر).

(4) وفى المصدر (هو الخاسر).

[29]

وأظهره بمكة، ثم سيره منها إلى المدينة واظهره بها، ثم أنزل عليه الكتاب وجعل افتتاح سوره الكبرى بألم يعنى (الم ذلك الكتاب) وهو ذلك الكتاب الذى أخبرت الانبياء السالفين، انى سأنزله عليك يا محمد (لاريب فيه) فقد ظهر كما أخبرهم به أنبيائهم ان محمدا ينزل عليه كتاب مبارك لايمحوه الباطل، يقرؤه هو وامته على ساير أحوالهم ثم اليهود يحرفونه عن جهته، ويتأولونه على غير وجهه، ويتعاطون التوصل إلى علم ما قد طواه الله عنهم من حال آجال هذه الامة، وكم مدة ملكهم، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة منهم فولى رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام مخاطبتهم، فقال قائلهم: ان كان ما يقول محمد حقا لقد علمناكم قدر ملك امته هو احدى وسبعون سنة، (الالف) واحد، (واللام) ثلثون، (والميم) اربعون، فقال على عليه السلام: فما تصنعون (بالمص) وقد أنزلت عليه؟ فقالوا: هذه احدى وستون مأة سنة.

قال: فماذا تصنعون (بالر) وقد أنزلت عليه؟ فقالوا: هذه اكثر، هذه مائتان واحدى وثلثون سنة فقال على عليه السلام: فما تصنعون بما انزل اليه (المر)؟ قالوا: هذه مائتان واحدى وسبعون سنة فقال على عليه السلام: فواحدة من هذه له او جميعها له؟ فاختلط كلامهم، فبعضهم قال: له واحدة منها وبعضهم قال بل يجمع له كلها وذلك سبعمأة وأربع سنين، ثم يرجع الملك الينا يعنى إلى اليهود، فقال على عليه السلام أكتاب من كتب الله عزوجل نطق بهذا أم آراؤكم دلتكم عليه فقال بعضهم كتاب الله نطق به وقال آخرون منهم بل آراؤنا دلت عليه، فقال على عليه السلام فأتوا بالكتاب من عندالله ينطق بما تقولون، فعجزوا عن ايراد ذلك، وقال للاخرين فدلونا على صواب هذا الرأى، فقالوا صواب رأينا دليله على ان هذا حساب الجمل، فقال على عليه السلام كيف دل على ما تقولون وليس في هذه الحروف الاما اقترحتم بلا بيان أرايتم ان قيل لكم ان هذه الحروف ليست دالة على هذه المدة لملك امة محمد و لكنها دالة على ان [ عند ](1) كل واحد منكم قد لعن بعدد هذا الحساب او ان عدد ذلك لكل واحد منكم ومنا بعدد هذا الحساب دراهم اودنانير أوان لعلى على كل واحد منكم دينا عدد ماله مثل هذا الحساب؟ فقالوا: يا ابا الحسن ليس شئ مما ذكرته منصوصا

___________________________________

(1) ما بين المقفتين غير موجود في المصدر والظاهر كونه زائدا.

[30]

عليه في (الم، والمص، والروالمر) فقال على عليه السلام ولاشئ مما ذكرتموه منصوصا عليه في (الم، والمص والر، والمر) فان بطل قولنا لما قلنا بطل قولك لما قلت، فقال خطيبهم ومنطيقهم(1) لاتفرح يا على بأن عجزنا عن اقامة حجة على دعوانا فاى حجة لك في دعواك الا أن تجعل عجزنا حجتك، فاذا مالنا حجة في ما نقول ولالكم ججة فيما تقولون قال على عليه السلام لاسواء ان لنا حجة هى المعجزة الباهرة، ثم نادى جمال اليهود يا ايتها الجمال اشهدى لمحمد ولوصيه فتبادرت الجمال صدقت صدقت يا وصى محمد، وكذب هؤلاء اليهود، فقال على عليه السلام هؤلاء جنس من الشهود، ياثياب اليهود التى عليهم اشهدى لمحمد ولوصيه فنطقت ثيابهم كلهم صدقت يا على نشهد ان محمدا صلى الله عليه وآله رسول الله حقا وانك يا على وصيه حقا، لم يثبت محمد قدما في مكرمة الاوطيت على موضع قدمه بمثل مكرمته فانتما شقيقان من أشرف أنوارالله، تميزتما اثنتين وانتما في الفضايل شريكان، الا انه لانبى بعد محمد صلى الله عليه وآله فعند ذلك خرست اليهود وآمن بعض النظارة منهم برسول الله صلى الله عليه وآله، وغلب الشقاء على اليهود وساير النظارة الاخرين، فذلك ما قال الله تعالى (لاريب فيه) انه كما قال محمد ووصى محمد عن قول محمد صلى الله عليه وآله عن قول رب العالمين، ثم قال (هدى) بيان وشفاء (للمتقين) من شيعة محمد صلى الله عليه وآله وعلى انهم اتقوا أنواع الكفر فتركوها، واتقوا الذنوب الموبقات فرفضوها، واتقوا اظهار اسرار الله تعالى واسرار ازكياء عباده الاوصياء بعد محمد صلى الله عليه وآله فكتموها، واتقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقين لها وفيهم نشروها.

8 - في مجمع البيان اختلف العلماء في الحروف المعجمة المفتتح بها السور، فذهب بعضهم إلى انها من التشابهات التى استأثر الله بعلمها ولايعلم تأويلها الاهو، وهذا هو المروى عن ائمتنا عليهم السلام وروى العامة عن أميرالمؤمنين عليه السلام انه قال لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجى.

9 - وروى أبواسحاق الثعلبى في تفسيره مسندا إلى على بن موسى الرضا عليه السلام قال سئل جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن قوله (الم) فقال في الالف ست صفات من صفات الله

___________________________________

(2) المنطيق: المتكلم البليغ.

[31]

عزوجل، (الابتداء) فان الله عزوجل ابتدأ جميع الخلق والالف ابتداء الحروف و (الاستواء) فهو عادل غير جائر، والالف مستوفى ذاته، و (لانفراد) فالله فرد والالف فرد و (اتصال الخلق بالله) والله لا يتصل بالخلق وكلهم يحتاجون اليه والله غنى عنهم، والالف كذلك لايتصل بالحروف والحروف متصله به وهو منقطع عن غيره، والله تعالى باين بجميع صفاته من خلقه، ومعناه (من الالفة) فكما ان الله عزوجل سبب الفة الخلق فكذلك الالف عليه تألفت الحروف وهو سبب الفتها.

10 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن يحيى بن أبى عمران عن يونس(1) عن سعدان بن مسلم عن أبى بصير عن أبى عبدالله صلى الله عليه وآله قال: (الكتاب) على عليه السلام لاشك فيه (الذين يؤمنون بالغيب) قال، يصدقون بالبعث والنشور والوعد والوعيد.

11 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عمر بن عبدالعزيز عن غير واحد عن داود بن كثير الرقى عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل (هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) قال.

من اقر بقيام القائم عليه السلام انه حق.

12 - وباسناده إلى على ابن ابى حمزة عن يحيى بن ابى القاسم قال، سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عزوجل: (الم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) فقال: المتقون شيعة على عليه السلام والغيب هو حجة الغايب، وشاهد ذلك قول الله: عزوجل و (يقولون لولا انزل عليه آية من ربه فقل انما الغيب لله فانتظروا انى معكم من المنتظرين)(2) فاخبر عزوجل ان الاية هى الغيب، والغيب هو الحجة وتصديق ذلك قول الله عزوجل: (وجعلنا ابن مريم امه آية)(3) يعنى حجة.

___________________________________

(1) وهو يونس بن عبدالرحمن مولى على بن يقطين وهو الذى يروى عنه يحيى بن أبى عمران وكان تلميذه ويروى عن سعدان بن مسلم لكن في المصدر (عن يحيى بن أبى عمران عن موسى بن يونس عن سعدان بن مسلم.) وهو غير صحيح.

(2) يونس: 2.

(3) المؤمنون: 50.

[32]

13 - في مجمع البيان: (يؤمنون بالغيب) قيل: بما غاب عن العباد علمه عن ابن مسعود وجماعة عن الصحابة، وهو أولى(1) لعمومه، ويدخل فيه ما رواه أصحابنا عن زمان غيبة المهدى ووقت خروجه (ومما رزقناهم ينفقون) روى محمد بن مسلم عن الصادق عليه السلام أن معناه ومما علمنا هم يبثون.

14 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت، أخبرنى عن وجوه الكفر في كتاب الله عزوجل؟ قال: الكفر في كتاب الله على خمسة اوجه فمنها كفر الجحود، والجحود على وجهين: فالكفر بترك ما أمر الله وكفر البراء‌ة وكفر النعم، فاما كفر الجحود فهو الجحود بالربية وهو قول من يقول: لارب ولاجنة ولانار، وهو قول صنفين من الزنادقة يقال لهم الدهرية، وهم الذين يقولون (وما يهلكنا الا الدهر)(2) وهو دين وضعوه لانفسهم بالاستحسان منهم على غير تثبت منهم ولا تحقيق لشئ مما يقولون، قال الله عزوجل: (ان هم الا يظنون)(3) ان ذلك كما يقولون وقال، ان الذين كفرو اسواء عليهم.

أء‌نذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون يعنى بتوحيد الله فهذا أحد وجوه الكفر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

15 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن بكر بن صالح عن أبى عمرو الزبيرى عن أبيعبدالله صلى الله عليه وآله قال: الكفر في كتاب الله على خمسة وجوه، فمنه كفر الجحود وهو على وجهين جحود بعلم، وجحود بغير علم فاما الذى جحودا بغير علم فهم الذين حكى الله عنهم في قوله، (وقالوا ما هى الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر ومالهم لذلك من علم ان هو الايظنون) وقوله: (ان الذين كفرواسواء عليهم أء‌نذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون) فهؤلاء كفروا وجحدوا بغير علم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

___________________________________

(1) اى أولى مما ذكره قبل هذا القول وهو ما نقله عن الحسن انه قال.

(يؤمنون بالغيب) اى يصدقون بالقيامة والجنة والنار.

(2 - 3) الجائية: 24.

[33]

16 - في عيون الاخبار باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود قال، سألت ابا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم قال، الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم، كما قال عزوجل (بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا)(1).

17 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى ره باسناده إلى أبى محمد العسكرى عليه السلام انه قال في قوله تعالى.

ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم اى وسمها بسمة يعرفها من يشاء من ملائكته اذا نظروا اليها بأنهم الذين لا يؤمنون و (على سمعهم) كذلك سماة (وعلى أبصارهم غشاوة) وذلك انهم لما اعرضوا عن النظر فيما كلفوه، وقصروا فيما أريد منهم جهلوا مالزمهم من الايمان فصاروا كمن على عينيه غطاء لايبصر ما أمامه، فان الله عزوجل يتعالى عن العبث والفساد، وعن مطالبة العباد بما منعهم بالقهر منه، فلا يأمرهم بمغالبته، ولا بالمصير إلى ما قد صدهم بالقسر عنه ثم قال، (ولهم عذاب عظيم) يعنى في الاخرة العذاب المعد للكافرين، و في الدنيا ايضا لمن يريد ان يستصلحه بما ينزل به من عذاب الاستصلاح، لينبهه لطاعته أو من عذاب الاصطلام(2) ليصبره إلى عدله وحكمته وروى أبومحمد الحسن العسكرى عليه السلام مثل ما قال هو في تأويل هذه الاية من المراد بالختم على قلوب الكفار عن الصادق عليه السلام بزيادة شرح لم نذكره مخافة التطويل لهذا الكتاب انتهى كلامه (ره).

18 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن معلى بن عثمان عن أبى بصير قال: قال لى، ان الحكم بن عتيبة(3) ممن قال الله تعالى.

ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم

___________________________________

(1) النساء الاية: 155.

(2) الاصطلام: الاستيصال.

(3) الحكم بن عتيبة كقتيبة الكوفى الكندى كان من فقهاء العامة وقيل انه كان زيديا تبريا: وحكى عن ابن فضال انه قال: كان الحكم من فقهاء العامة وكان استاد زرارة و حمران والطيار قبل أن يروا هذا الامر، وقيل: كان مرجئا.

مات حدود سنة 115 وقد ورد في ذمه روايات كثيرة منها هذه الروايات وان شئت تفصيل الحال فراجع تنقيح المقال و غيره من كتب الرجال.

[34]

الاخر وما هم بمؤمنين فليشرق الحكم وليغرب، أما والله لايصيب العلم الامن أهل بيت نزل عليهم جبرئيل عليه السلام.

19 - في كتاب الخصال عن الاصبغ بن نباتة قال.

قال أمير المؤمنين (ع) في حدث طويل والنفاق على أربع دعائم على الهوى والهوينا والحفيظة والطمع(1) فالهوى على أربع شعب على البغى، والعدوان، والشهوة، والطغيان، فمن بغى كثرت غوائله.

وعلاته(2) علات ومن اعتدى لم تؤمن بوايقه ولم يسلم قلبه، ومن لم يعزل نفسه عن الشهوات خاض في الخبيثات، ومن طغى ضل على غير يقين ولاحجة له، وشعب الهوينا الهيبة والغرة والمماطلة(3) والامل، وذلك لان الهيبة ترد على دين الحق(4) وتفرط المماطلة في العمل حتى يقدم الاجل، ولولا الامل علم الانسان حسب ما هو فيه ولو علم حسب ما هو فيه مات هو الهول والوجل، وشعب الحفيظة الكبر والفخر والحمية والعصبية فمن استكبر ادبر، ومن فخر فجر، ومن حمى اصر، ومن اخذته العصبية جار، فبئس الامر أمر بين الاستكبار والادبار، وفجور وجور وشعب الطمع أربع: الفرح والمرح(5) واللجاجة والتكاثر، فالفرح مكروه عند الله عزوجل، والمرح خيلاء(6).

واللجاجة بلاء لمن اضطرته إلى حبايل الاثام، والتكاثر لهو وشغل، واستبدال الذى هو

___________________________________

(1) الهوينا، تصغير الهونى مؤنث الاهوان والمراد منه التهاون في امر الدين وترك الاهتمام فيه.

والحفيظة: الحمية والغضب.

(2) علات: جمع العلة.

(3) وفى المصدر (الهينة) بالنون بدل (الهيبة) والغرة - بتشديد الراء - الغفلة وما طله بحقه مما طلة: سوفه بادائه مرة بعد اخرى.

(4) وفى المصدر (ترد عن دين الحق) وهو الظاهر في الكافى (ترد عن الحق).

(5) مرح مرحا الرجل: اشتد فرحه ونشاطه حتى جاوز القدر وتبختروا ختال.

(6) الخيلاء: - كعلماء - العجب والكبر

[35]

ادنى بالذى هو خير، فذلك النفاق ودعائمه وشعبه !.

20 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمد عن ابيه عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله سئل فيما النجاء غدا؟ قال: انما النجاة في ان لاتخادعوا الله فيخدعكم، فانه من يخادع الله ويخدعه يخلع منه الايمان ونفسه يخدع لو يشعر، قيل له: وكيف يخادع الله؟ قال: يعمل ما امر الله عزوجل ثم يريد به غيره، فاتقوالله والرياء فانه شرك بالله.

21 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: واعلم انك لاتقدر على اخفاء شئ من باطنك عليه [ تعالى ] وتصيره مخدوعا بنفسك، قال الله تعالى: (يخادعون الله ورسوله والذين آمنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون).

22 - في مجمع البيان في قوله: واذا لقوا الذين آمنوا الاية وروى عن أبيجعفر الباقر عليه السلام انهم كهانهم(1) قالوا انا معكم اى على دينكم انما نحن مستهزؤن اى نستهزئ بأصحاب محمد صلى الله عليه وآله ونسخربهم في قولنا آمنا.

23 - في عيون الاخبار باسناده إلى الحسن بن على بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السلام إلى أن قال: فقال (ان الله تعالى لا يخسر ولاتستهزئ ولا يمكر ولا - يخادع، ولكنه تعالى يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

24 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن أميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه، لو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الايات التى بينت لك تأويلها لاسقوطها مع ما اسقطوا منه، ولكن الله تبارك اسمه، ماض حكمه بايجاب الحجة على خلقه، كما قال: (فلله الحجة البالغة)(2) أغشى أبصارهم وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك فتركوه بحاله وحجبوا عن تأكيد الملتبس بابطاله، فالسعداء

___________________________________

(1) اى المراد من الشياطين في قوله تعالى بعده (واذا خلوا إلى شياطينهم) كهانهم وكهان جمع الكهنة.

(2) الانعام: 149.

[36]

يتنبهون عليه والاشقياء يعمهون عنه.

25 - في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام(1) قال: وقال الله عزوجل لمحمد صلى الله عليه وآله (قل لوان عندى ما تستعجلون به لقضى الامر بينى وبينكم)(2) قال: لوانى امرت ان أعلمكم الذى أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتى لتظلموا أهل بيتى من بعدى: فكان مثلكم كما قال الله عزوجل، كمثل الذى استوقد نارا فلما أضاء‌ت ماحوله يقول: أضائت الارض بنور محمد كما تضيئ الشمس، فضرب الله مثل محمد صلى الله عليه وآله الشمس، ومثل الوصى القمر، وهو قول الله عزوجل: (جعل الشمس ضياء‌ا والقمر نورا)(3) وقوله: (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فاذاهم مظلمون)(4) وقوله عزوجل، ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون يعنى قبض محمد صلى الله عليه وآله و ظهرت الظلمة، فلم يبصروا فضل أهل بيته، والحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

26 - في عيون الاخبار باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود قال: سألت أبا الحسن الرضا الحسن عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (وتركهم في ظلمات لايبصرون) فقال: ان الله تعالى لايوصف بالترك كما يوصف خلقه، ولكنه متى علم أنهم لايرجعون عن الكفر والضلالة منعهم المعاونة واللطف، وخلى بينهم وبين اختيارهم.

27 - في روضة الكافى محمد بن يعقوب الكلينى قال حدثنى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن فضال عن حفص المؤذن عن ابى عبدالله عليه السلام وعن محمد بن اسمعيل بن بزيع عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال في رسالة طويلة إلى اصحابه

___________________________________

(1) في تفسير بعض الايات.

(2) الانعام: 85.

(3) يونس: 5.

(4) يس: 37.

[37]

فان زلق اللسان(1) فيما يكره الله وفيما ينهى عنه مرداة(2) للعبد عند الله ومقت من الله وصم وعمى وبكم يورثه الله اياه يوم القيامة فيصيروا كما قال الله صم بكم عمى فهم لايرجعون يعنى لاينطقون ولايؤذن لهم فيعتذرون.

28 - في مجمع البيان وقيل: الرعد هو ملك موكل بالسحاب يسبح، وهو المروى عن ائمتنا (ع).

29 - فيمن لايحضره الفقيه وقال على عليه السلام(3) الرعد صوت الملك، والبرق سوطه.

30 - وروى ان الرعد صوت ملك أكبر من الذباب واصغر من الزنبور.

31 - وسأل أبوبصير أبا عبدالله عن الرعد أى شئ يقول؟ قال، انه بمنزلة الرجل يكون في الابل فيزجرها هاى هاى كهيئة ذلك، قال: قلت جعلت فداك فما حال البرق؟ قال: تلك مخاريق الملئكة(4) تضرب السحاب فتسوقه إلى الموضع الذى قضى الله عزوجل فيه المطر.

___________________________________

(1) وقبل هذا الكلام قوله (ع) واياكم ان تزلقوا السنتكم بقول الزور والبهتان والاثم والعدوان.

الزلق.

بالزاى المعجمة -، بمعنى الزينة وكذا تزلق بمعنى، تزين وتنعم وفى بعض النسخ بالذال المعجمة وهو من قولهم لسان ذلق اى فصيح بليغ ذرب.

(2) من لردى بمعنى الهلاك.

(3) كذا في النسخ لكن في المصدر نقل قبل هذا الحديث حديث ابى بصير - الاتى - عن الصادق عليه السلام ثم ذكر هذا الحديث بقوله: وقال عليه السلام: (الرء‌د صوت الملك.

الخ) وظاهره ان القائل هو الصادق عليه السلام وقد راجعت نسخة اخرى من نسخ المصدر وفيها ايضا مثل ما في النسخة المطبوعة بالغرى فلعل المؤلف (ره) اطلع على نسخة مصححة روى فيها الحديث عن على (ع).

(4) قال ابن الاثير في النهاية: وفى حديث على: (البرق مخاريق الملائكة) هى جمع مخراق وهو في الاصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا، ارادانه آلة تزجر بها الملائكة السحاب وتسوقه ثم ذكر في تأييده حديثا عن ابن عباس.

[38]

قال عز من قائل، ان الله على كل شئ قدير.

32 - في كتاب التوحيد باسناد إلى أبى هاشم الجعفرى عن أبى جعفر الثانى عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: قولك ان الله قدير خبرت انه لايعجزه شئ فنفيت بالكلمة العجز وجعلت العجز سواه.

33 - وباسناده إلى أبى بصير وقال: سمعت أبا عبدالله يقول لم يزل الله عزوجل ربنا والعلم ذاته ولامعلوم، والسمع ذاته ولامسموع، والبصر ذاته ولامبصر، والقدرة ذاته ولامقدور فلما أحدث الاشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم، والسمع على المسموع، والبصر على المبصر، والقدرة على المقدور.

34 - وباسناده إلى محمد بن أبى اسحاق الخفاف قال: حدثنى عدة من اصحابنا ان عبدالله الديصانى اتى هشام بن الحكم فقال له: ألك رب؟ فقال: بلى قال قادر قال نعم قادر قاهر قال يقدران يدخل الدنيا كلها في البيضة لاتكبر البيضة ولاتصغر الدنيا؟ فقال هشام.النظرة، فقال له.

قد أنظرتك حولا، ثم خرج عنه فركب هشام إلى أبى عبدالله عليه السلام فاستأذن (ع) عليه فاذن له، فقال له.

يا ابن رسول الله أتانى عبدالله الديصانى بمسألة ليس المعول فيها الاعلى الله وعليك، فقال له أبوعبدالله عليه السلام.

عماذا سألك؟ فقال: قال لى كيت وكيت فقال ابوعبدالله عليه السلام.

يا هشام كم حواسك؟ قال خمس قال: أيها أصغر؟ قال: الناظر، قال: وكم قدر الناظر قال مثل العدسة أو أقل منها، فقال له.

يا هشام فانظر أمامك وفوقك وأخبرنى بماترى، فقال: أرى سماء وارضا ودرا وقصورا وترابا وجبالا وأنهارا، فقال له أبوعبدالله عليه السلام.

ان الذى قدر أن يدخل الذى تراه العدسة او أقل منها قادر أن يدخل الدنيا كلها البيضة لاتصغر الدنيا ولاتكبر البيضة، فانكب هشام عليه وقبل يديه ورأسه ورجليه وقال.

حسبى يا ابن رسول الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

35 - وباسناده إلى ابن أبى عمير عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ابن ابليس قال لعيس ابن مريم عليه السلام.

أيقدر ربك على أن يدخل الارض بيضة لاتصغر الارض ولاتكبر البيضة؟ فقال عيسى عليه السلام.

ويلك ان الله تعالى لايوصف بعجز، ومن أقدر ممن يلطف الارض ويعظم البيضة.

[39]

36 - وباسناده إلى عمرو بن اذينة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قيل لامير المؤمنين عليه السلام.

هل يقدر ربك أن يدخل الدنيا في بيضة من غيران تصغير الدنيا او تكبر البيضة؟ قال: ان الله تبارك وتعالى لاينسب إلى العجز والذى سألتنى لايكون.

37 - وباسناده إلى أبان بن عثمان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: جاء رجل إلى امير - المؤمنين عليه السلام فقال أيقدر الله أن يدخل الارض في بيضة ولاتصغر الارض ولاتكبر البيضة؟ فقال له ويلك ان الله لايوصف بالعجز ومن أقدر ممن يلطف الارض ويعظم البيضة.

38 - وباسناده إلى أحمد بن محمد بن أبى نصر قال جاء رجل إلى الرضا عليه السلام فقال له هل يقدر ربك أن يجعل السموات والارض وما بينهما في بيضة؟ فقال: نعم، وفى أصغر من البيضة قد جعلها في عينك وهو اقل من البيضة، لانك اذا فتحتها عاينت السماء والارض وما بينهما، فلوشاء لاعماك عنها.

قال عز من قائل: يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم (الاية).

39 - في عيون الاخبار فيما ذكره الفضل بن شاذان من العلل عن الرضا عليه السلام انه قال: فان قال، فلم يعبدوه؟(1) (قيل).

لئلا يكونوا ناسين لذكره ولاتاركين لادبه، ولالاهين عن أمره ونهيه، اذا كان فيه صلاحهم وقوامهم، فلو تركوا بغير تعبد لطال عليهم عليهم الامد فقست قلوبهم.

40 - في كتاب التوحيد خطبة للرضا عليه السلام يقول فيها.

أول عبادة الله معرفته، وأصل معرفة الله توحيده، ونظام توحيد الله نفى الصفات عنه، بشهادة العقول ان كل صفة وموصوف مخلوق وشهادة كل مخلوق ان له خالقا ليس بصفة ولا موصوف، وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران بالحدث، وشهادة الحدث بالامتناع من الازل الممتنع من الحدث.

41 - في اصول الكافى - على بن ابراهيم عن العباس بن معروف عن عبدالرحمن بن أبى نجران قال: كتبت إلى أبى جعفر عليه السلام - أو قلت له -: جعلنى الله فداك نعبد الرحمن الرحيم الواحد الاحد الصمد؟ قال.

فقال: ان من عبدالاسم دون المسمى بالاسماء فقد أشرك وكفر وجحد ولم يعبد شيئا، بل اعبدالله الواحد الاحد الصمد المسمى

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر (فلم تعبدهم) وهو الانسب بسياق الحديث.

[40]

بهذه الاسماء دون الاسماء، ان الاسماء صفات وصف بها نفسه تعالى.

42 - عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر، عن بعض رجاله عن أبى عبدالله عليه السلام قال: أفضل العبادة ادمان التفكر في الله وفى قدرته.

43 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: ليس العبادة كثرة الصلوة والصوم، انما العبادة التفكر في أمرالله عزوجل.

44 - وباسناده إلى الفضيل بن يسار قال: قال ابوجعفر عليه السلام.

ان اشد العبادة الورع.

45 - وباسناده إلى على بن الحسين عليه السلام قال: من عمل بما افترض الله عليه فهو من أعبد الناس.

46 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن جميل عن هارون بن خارجة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: العبادة ثلثة، قوم عبدوا الله عزوجل خوفا فتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة الاجراء، وقوم عبدوا الله عزوجل حبا له فتلك عبادة الاحرار، وهى أفضل العبادة.

47 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى اسمعيل بن مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: العبادة سبعون جزء‌ا أفضلها جزء‌ا طلب الحلال.

48 - في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام انه قال: النظر إلى ذريتنا عبادة، فقيل له: يابن رسول الله النظر إلى الائمة منكم عبادة أو النظر إلى جميع ذرية النبى صلى الله عليه وآله؟ قال: بل النظر إلى جميع ذرية النبى صلى الله عليه وآله عبادة ما لم يفارقوا منهاجه، ولم يتلوثوا بالمعاصى.

49 - في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ما عبدالله بشئ افضل من الصمت والمشى إلى بيته.

[41]

50 - عن على بن الحسين عليهما السلام انه قال: لاعبادة الابتفقه.

51 - وفيما اوصى به النبى عليا عليهما السلام: يا على من اتى بما افترض الله عليه فهو من اعبد الناس.

52 - في عيون الاخبار حدثنا محمد بن القاسم المفسر قال: حدثنى يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار عن ابويهما عن الحسن بن على عن أبيه على بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عليهم السلام في قول الله عزوجل الذى جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء‌ا قال: جعلها ملائمة بطبائعكم موافقة لاجسادكم ولم يجعلها شديدة الحماء والحرارة فتحرقكم، ولاشديدة البرودة فتجمدكم ولاشديد طيب الريح فتصدع هاماتكم ولاشديد النتن فتعطبكم، و لاشديدة اللين كالماء فتغرقكم، ولاشديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم وابنيتكم وقبور موتاكم، ولكنه عزوجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به، وتتما سكون و تتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم، وجعل فيها ما تنقاد به لدوركم وقبوركم وكثير من منافعكم، فلذلك جعل الارض فراشا لكم، ثم قال عزوجل، (والسماء بناء‌ا) سقفا من فوقكم محفوظا يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم، ثم قال عزوجل: وانزل من السماء ماء‌ا يعنى المطر ينزله من أعلى ليبلغ قلل جبالكم وتلالكم وهضابكم وأوهادكم(1) ثم فرقه رذاذا ووابلا وهطلا(2) لتنشفه ارضوكم، ولم يجعل ذلك المطر نازلا عليكم قطعة واحدة فيفسد ارضيكم واشجاركم وزروعكم وثماركم، ثم قال عزوجل: فاخرج به من الثمرات رزقا يعنى مما يخرجه من الارض رزقا لكم فلا تجعلوالله اندادا اى أشباها وامثالا من الاصنام التى لاتعقل ولا تسمع ولاتبصر ولاتقدر على

___________________________________

(1) هضاب جمع الهضبة: المرتفع من الارض كالتل والجبل الصغير والاوهاد جمع الوهدة: الارض المنخفضة.

(2) الرذاذ: المطر الضعيف الصغار القطر كالغبار الوابل: المطر الشديد الضخم القطر.

والهطل: المطر الضعيف الدائم.

[42]

شئ، وانتم تعلمون انها لاتقدر على شئ من هذه النعم الجليلة التى أنعمها عليكم ربكم تبارك وتعالى.

53 - في كتاب علل الشرائع باسناده إلى مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن ابيه عليه السلام قال كان على عليه السلام يقوم في المطر أول مطر يمطر حتى يبتل رأسه ولحيته و ثيابه، فيقال له: يا اميرالمؤمنين الكن الكن(1) فيقول: ان هذا ماء قريب العهد بالعرش ثم انشأ يحدث فقال: ان تحت العرش بحرا فيه ماينبت به أرزاق الحيوانات، فاذا أراد الله عزوجل ان ينبت مايشاء لهم رحمة منه اوحى الله عزوجل فمطر منه ماشاء من سماء إلى سماء، حتى يصير إلى سماء الدنيا، فيلقيه إلى السحاب، والسحاب بمنزلة الغربال، ثم يوحى الله عزوجل إلى السحاب اطحنيه واذيبه ذوبان الملح في الماء، ثم انطلقى به إلى موضع كذا عباب او غير عباب(2) فتقطر عليهم على النحو الذى يأمره الله فليس من قطرة تقطر الا ومعها ملك يضعها موضعها، ولم تنزل من السماء قطرة من مطر الابقدر معدود و وزن معلوم، الا ما كان يوم الطوفان على عهد، نوح فانه نزل منها منهمر(3) بلا عدد ولاوزر.

54 - في نهج البلاغة فسبحان من أمسكها بعد موجان مياهها، واجمدها بعد رطوبة اكنافها، فجعلها لخلقه مهادا، وبسطها لهم فراشا فوق بحر لجى(4) راكد لايجرى، و قائم لايسرى.

تكركره الرياح العواصف(5) وتمخضه الغمام الذوارف(6) ان في ذلك لعبرة لمن يخشى.

___________________________________

(1) كن الشئ كنا وكنونا ستره في كنه وغطاء وصانه من الشمس.

(2) قال الطريحى: العباب - بالضم -: معظم الماء وكثرته وارتفاعه، وماء عباب: يسيل سيلا لكثرته.

(3) ماء منهمر: كثير سريع الانصباب.

(4) اى كثير الماء منسوب إلى اللجة وهى معظم الماء.

(5) الكركرة: تصريف الريح السحاب اذا جمعته بعد تفريق وأصله يكرر من التكربر فأعادوا الكاف، يقال كركرت الفارس عنى اى دفعته ورددته، والرياح العواصف: الشديدة الهبوب.

(6) مخضت اللبن: اذا حركته لتأخذ زبده.

وألذوارف من ذرفت عينه اى دمعت.

[43]

55 - في اصول الكافى باسناده إلى جابر قال نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الاية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا: وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبد نافى على (ع) فاتوا بسورة من مثله.

56 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام.

وحروف العبد ثلثة العين، والباء، والدال، فالعين علمه بالله تعالى، والباء بونه عما سواه، والدال دنوه من الله بلا كيف ولاحجاب.

57 - في عيون الاخبار حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضى الله عنه قال.

حدثنا الحسين بن محمدا بن عامر قال حدثنا ابوعبدالله السيارى عن ابى يعقوب البغدادى قال قال ابن السكيت لابى الحسن الرضا عليه السلام.

لما ذابعث الله تعالى موسى بن عمران بيده البيضاء والعصاء(1) وآلة السحر - وبعث عيسى بالطب وبعث محمدا صلى الله عليه وآله بالكلام والخطب؟ فقال له أبوالحسن عليه السلام ان الله تعالى لما بعث موسى عليه السلام كان الاغلب على اهل عصره السحر فاتاهم من عندالله تعالى بما لم يكن [ من ] عندالقوم وفى وسعهم مثله، وبما ابطل به سحرهم واثبت به الحجة عليهم، وان الله تعالى بعث عيسى عليه السلام في وقت ظهرت فيه الزمانات(2) واحتاج الناس إلى الطب فاتاهم من عندالله بمالم يكن عندهم مثله، وبما احيى لهم الموتى وأبرء الاكمه والابرص باذن الله، واثبت به الحجة عليهم، وان الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله في وقت كان الاغلب على اهل عصره الخطب والكلام واظنه قال والشعر فاتاهم من كتاب الله عزوجل ومواعظه وأحكامه ما ابطل به قولهم، واثبت به الحجة عليهم فقال ابن السكيت: تا الله ما رأيت مثلك اليوم؟ قط فما الحجة على الخلق اليوم فقال عليه السلام العقل تعرف به الصادق على الله فتصدقه، والكاذب على الله فتكذبه فقال له ابن السكيت وهذا والله الجواب.

58 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) وروى عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: قال اميرالمؤمنين عليه السلام ولقد مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله

___________________________________

(1) وفى المصدر (بالعصا ويده البيضاء).

(2) الزمانة: الآفة: تعطيل القوى.

[44]

بجبل واذا الدموع تخرج من بعضه، فقال له ما يبكيك ياجبل؟ فقال يا رسول الله كان المسيح مربى وهو يخوف الناس بنار وقودها الناس والحجارة، فأنا أخاف ان أكون من تلك الحجارة، قال: لاتخف تلك الحجارة الكبريت فقر الجبل وسكن وهد أو اجاب(1).

59 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل واتوا به متشابها قال: يؤتون من فاكهة واحدة على ألوان متشابهة.

60 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يزيد بن عبدالله بن سلام عن أبيه عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه قال: فلم سميت الجنة جنة؟ قال.

لانها جنينة(2) خيرة نقية، وعندالله تعالى ذكره مرضية قال عزمن قائل.

وهم فيها خالدون.

61 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقرى عن احمد بن يونس عن أبى هاشم قال: قال أبوعبدالله عليه السلام.

انما خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها أن يعصو الله أبدا وانما خلد اهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها ان يطيعوا الله، بدا فبا لنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى (قل كل يعمل على شاكلته)(3) قال.على نيته.

62 - تفسير على بن ابراهيم حديث طويل عند قوله تعالى، (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا)(4) يذكر عليه السلام فيه احوال المتقين بعد دخولهم الجنة وفيه ثم يرجعون إلى عين اخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون منها فهى عين الحيوة فلا يموتون ابدا.

63 - وفيه واما قوله، ان الله لايستحيى ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فاما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون

___________________________________

(1) هذه بمعنى سكن ايضا.

(2) الجنينة: المستورة.

(3) الاسراء: 84.

(4) مريم: 85.

والحديث مروى عن أميرالمؤمنين عليه السلام انه سئل النبى صلى الله عليه وآله عن تفسير هذه الآية.

[45]

ماذا اراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا فانه قال الصادق عليه السلام ان هذا القول من الله رد على من زعم ان الله تبارك وتعالى يضل العباد ثم يعذبهم على ضلالتهم فقال الله عزوجل: (ان الله لايستحيى أن يضرب مثلا ما بعوضة فمافوقها).

64 - قال: وحدثنى أبى عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبى عبدالله عليه السلام.

ان هذا المثل ضربه الله لاميرالمؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام فالبعوضة اميرالمؤمنين عليه السلام ومافوقها رسول الله صلى الله عليه وآله، والدليل على ذلك قوله: (فاما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم) يعنى اميرالمؤمنين عليه السلام كما اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الميثاق عليهم له (واما الذين كفروا فيقولون ماذا ارارالله بهذا مثل يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا) فردالله عليهم فقال: (وما يضل به الا الفاسقين الذين ينقضون عهدالله من بعد ميثاقه في على ويقطعون ما أمرالله به أن يوصل يعنى من صله أميرالمؤمنين والائمة عليهم السلام (ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون).

65 - في مجمع البيان روى عن الصادق عليه السلام انه قال، انما ضرب الله المثل بالبعوضة لان البعوضة على صغر حجمها خلق الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره وزيادة عضوين آخرين فاراد الله سبحانه ان ينبه بذلك المؤمنين على لطف خلقه وعجيب صنعه.

66 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن بعض أصحابه عن محمد بن مسلم أو أبى حمزة عن أبى عبدالله عن أبيه عليه السلام قال: قال لى على بن الحسين عليه السلام، يا بنى اياك ومصاحبة القاطع لرحمه فانى وجدته ملعونا في كتاب الله عزوجل في ثلث مواضع قال في البقرة: الذين ينقضون عهدالله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امرالله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون والحديث طويل أحذنا منه موضع الحاجة.

67 - في عيون لاخبار حدثنا أبوالحسن محمد بن القاسم المفسر رضى الله عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن على عن أبيه على بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه الرضا على بن موسى عن ابيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن على أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين

[46]

ابن على عليهم السلام قال: قال اميرالمؤمنين عليه السلام في قول الله عزوجل: هو الذى خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى إلى السماء فسويهن سبع سموات وهو بكل شئ عليم قال: هو الذى خلق لكم مافى الارض جميعا لتعتبروا به ولتتوصلوا به إلى رضوانه، ولتتوقوا به من عذاب نيرانه، (ثم استوى إلى السماء) أخذ في خلقها واتقانها (فسويهن سبع سموات وهو بكل شئ عليم) ولعلمه بكل شئ علم المصالح فخلق لكم كلما في الارض لمصالحكم يا بنى آدم.

68 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن يعقوب عن على بن محمد باسناده رفعه قال: قال على عليه السلام لبعض اليهود: وقد سأله عن مسائل وسميت السماء سماء لانها وسم الماء يعنى معدن الماء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

69 - في تفسير على بن ابراهيم حديث طويل عن الحسين بن على بن ابى طالب عليهما السلام وفيه يقول عليه السلام وقد ذكر صخرة بيت المقدس ومنها استوى ربنا إلى السماء اى استولى على السماء والملئكة.

70 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: ثم انشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبها، وأدام مربها، وأعصف مجريها وأبعد منشاها، فامرها بتصفيق الماء الزخار، واثارة موج البحار، فمخضته مخض السقا وعصفت به عصفها بالفضاء ترد أوله على آخره.

وساجيه على مائره، حتى عب عبابه ورمى بالزبد ركامه فرفعه في هواء منفتق، وجومنفهق فسوى منه سبع سموات جعل سفلاهن موجا مكفوفا، وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا(1)

___________________________________

(1) اقول: قوله عليه السلام: اعتقم مهبها اى جعل هبوبها عقيما قال ابن أبى الحديد والريح العقيم التى لاتلقح سحابا ولاشجرا وكذلك كانت تلك الرياح المشار اليها لانه سبحانه انما خلقها لتمويج الماء فقط وقيل ان المعنى: صار مهبها ضيقا لان الاعتقام هو أن تحفر البئر، فاذا قربت من الماء احتفرت بئرا صغيرا بقدر ما تجد طعم الماء، فان كان عذبا حفرت بقيتها، فاستعير هنا من حيث ضيق المهب كما يحتفر البئر الصغير.

قوله عليه السلام: (وادام مربها) اى ملازمتها لتحريك الماء من أرب بالمكان مثل ألب به اى لازمه.

قوله عليه السلام: وأعصف مجراها) اى جريانها أو أسند إلى المحل مجازا من قبيل سال الميزاب، وأبعد منشأها، اى جعل مبدئها بعيدا لايعرف ثم سلطها على ذلك الماء.

قوله عليه السلام (فأمرها بتصفيق الماء الزخار التصفيق من صفقه اذا قلبه أو بمعنى الضرب الذى له صوت أومن صفق الشراب اذا حوله ممزوجا عن اناء إلى آخر ليصفو.

و زخر البحر: اى مدو كثر ماؤه وارتفعت أمواجه.

والزخار: فعال للمبالغة والاثارة: الهيجان.

قوله عليه السلام: (فمخضته مخض السقا...) المخض: التحريك يقال مخضت اللبن اذا حركته لاستخراج ما فيه من الزبد، والسقاء ككساء: ما يوضع فيه الماء و اللبن ونحوهما من جلد الغنم ونحوه ليخرج زبده وهو قريب من القربة، والتشبيه للاشارة إلى شدة التحريك.

ومعنى قوله (ع) (وعصفت به عصفها بالفضاء) معنى لطيف: يقول ان الريح اذا عصفت بالفضاء الذى لا اجسام فيه كان عصفها شديدا لعدم المانع وهذه الريح عصفت بذلك الماء العظيم عصفا شديدا كانها تصعف لاممانع لها فيه من الاجسام.

(وساجيه على مائره) الساجى: الساكن، والمائر: المتحرك.

قوله عليه السلام: (حتى عب عبابه...) عب الماء: ارتفع.

وعباب كغراب: معظم الماء وكثرته وطغيانه، والمعنى: حتى ارتفع معظمه وأعلاه، والركام: المتراكم.

قوله عليه السلام: (فرفعه في هواء...) اى رفع الله ذلك الزبد، في هواء مفتوق اى مفتوح.

والجو المنفهق: المفتوح الواسع و (المكفوف) الممنوع من السقوط والسيلان، و (السمك): البناء.

[47]

71 - في عيون الاخبار حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو بن على بن عبدالله البصرى بايلاق قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن أحمد بن عامر الطائى قال: حدثنا أبى قال: حدثنا على بن موسى الرضا عليه السلام قال: حدثنى أبى موسى بن جعفر قال: حدثنا أبى جعفر بن محمد قال: حدثنا أبى محمد بن على قال: حدثنا أبى على بن الحسين قال: حدثنا ابن الحسين بن على عليهم السلام، قال: كان على بن أبيطالب عليه السلام بالكوفة في مسجد الجامع اذ قام اليه رجل من اهل الشام فقال يا اميرالمؤمنين انى اسئلك عن اشياء فقال سل تفقها ولاتسئل تعنتا(1) فأحدق

___________________________________

(1) قال الطريحى: التعنت: طلب العنت وهو الامر الشاق اى لاتسئلا لغير الوجه الذى ينبغى طلب العلم له كالمغالبة والمجادلة.

 

[48]

الناس بأبصارهم فقال: أخبرنى عن أول ما خلق الله تبارك وتعالى؟ فقال: خلق النور، قال: فمم خلقت السموات قال من بخار الماء، قال: فمم خلقت الارض؟ قال: من زبد الماء، قال: فمم خلقت الجبال؟ قال: من الامواج، قال: فلم سميت مكة ام القرى؟ قال لان الارض دحيت من تحتها، وسأله عن السماء الدنيا مما هى؟ قال من موج مكفوف وسأله عن طول الشمس والقمر وعرضهما؟ قال تسعمائة فرسخ في تسعمائة فرسخ، وسأله كم طول الكوكب وعرضه؟ قال اثنا عشر فرسخا في اثنا عشر فرسخا، وسأله عن ألوان السماوات السبع وأسمائها؟ فقال له: اسم سماء الدنيا رفيع وهى من ماء ودخان، واسم سماء الثانية قيذوم وهى على لون النحاس، والسماء الثالثة اسمها الماروم وهى على لون الشبه، والسماء الرابعة اسمها ارفلون وهى على لون الفضة، والسماء الخامسة اسمها هيعون وهى على لون الذهب، والسماء السادسة اسمها عروس وهى من ياقوتة خضراء، والسماء السابعة اسمها عجماء وهى درة بيضاء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

72 - في نهج البلاغة فلما أمهد أرضه وأنفذ أمره اختار آدم عليه السلام خيرة من خلقه وجعله اول جبلته.

73 - في عيون الاخبار حدثنا أبوالحسن محمد بن ابراهيم بن اسحق رضى الله عنه قال حدثنا أبوسعيد النسوى قال حدثنى ابراهيم بن محمد بن هارون قال حدثنا أحمد بن الفضل البلخى قال حدثنى خالى يحيى بن سعيد البلخى عن على بن موسى الرضا عن ابيه عن آبائه عن على عليه السلام قال: بينما أنا امشى مع النبى صلى الله عليه وآله وسلم في بعض طرقات المدينة اذ لقينا شيخ طوال كث اللحية بعيد مابين المنكبين، فسلم على النبى صلى الله عليه وآله ورحب به ثم التفت إلى فقال: السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته، اليس كذلك هو يا رسوا الله؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: بلى ثم مضى فقلت: يا رسول الله ماهذا الذى قال لى هذا الشيخ وتصديقك له؟ قال: أنت كذلك والحمدلله، ان الله عزوجل قال في كتابه: انى جاعل في الارض خليفة والخليفة المجعول فيها آدم عليه السلام، وقال عزوجل: (يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق) فهو الثانى، وقال عزوجل حكاية عن موسى حين قال لهارون عليه السلام: (اخلفنى

[49]

في قومى واصلح) فهو هارون اذا استخلفه موسى عليه السلام في قومه وهو الثالث، وقال عزوجل (واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر وكنت انت المبلغ عن الله عزوجل وعن رسوله، وانت وصيى ووزيرى وقاضى دينى والمؤدى عنى، وانت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبى بعدى، فانت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ، اولاتدرى من هو؟ قلت: لاقال: ذاك أخوك الخضر عليه السلام فاعلم.

74 - وفيه في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الطواف بالبيت ان الله عزوجل قال للملئكة: انى جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء فردوا على الله عزوجل هذا الجواب فندموا، فلاذوا بالعرش فاستغفروا، فأحب الله عزوجل ان يتعبد بمثل ذلك العباد، فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمى الضراح، ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى المعمور بحذاء الضراح، ثم وضع هذا البيت بحذاء البيت المعمور.

ثم أمر آدم عليه السلام فطاف به، فتاب الله عزوجل عليه فجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة.

75 - في كتاب الخصال عن أبى لبابة بن عبدالمنذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان يوم الجمعة سيد الايام وأعظم عندالله تعالى من يوم الاضحى ويوم الفطر، فيه خمس خصال: خلق الله فيه آدم عليه السلام، وأهبط الله فيه آدم إلى الارض.

وفيه توفى الله آدم عليه السلام.

76 - في اصول الكافى باسناده إلى محمد بن اسحق بن عمار قال: قلت لابى الحسن الاول عليه السلام: ألاتدلنى على من آخذ عنه دينى؟ فقال: هذا على ان أبى أخذ بيدى فأدخلنى إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا بنى ان الله عزوجل قال: (انى جاعل في الارض خليفة) وان الله عزوجل اذا قال قولا وفى به.

77 - في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبى عباد عمران ابن عطية عن أبى عبدالله عليه السلام) قال: بينا أبى عليه السلام وانا في الطواف اذ أقبل رجل شرجب من الرجال فقلت: وما الشرجب أصلحك الله قال: الطويل، فقال: السلام

[50]

عليكم وأدخل رأسه بينى وبين أبى قال: فالتفت اليه أبى وانا فرددنا عليه السلام ثم قال: اسئلك رحمك الله فقال له ابى نقضى طوافنا ثم تسئلنى فلما قضى ابى الطواف دخلنا الحجر فصلينا الركعات ثم التفت فقال، أين الرجل يا بنى؟ فاذا هووراه قد صلى، فقال: ممن الرجل؟ قال: من أهل الشام قال ومن اى اهل الشام؟ فقال: ممن يسكن بيت المقدس، فقال: قرأت الكتابين(1) قال: نعم قال.سل عما بدالك.

فقال: اسئلك عن بدو هذا البيت؟ وعن قوله: (ن والقلم وما يسطرون) وعن قوله: (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)(2) فقال: يا أخا أهل الشام اسمع حديثنا ولاتكذب علينا فان من كذب علينا في شئ فقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله ومن كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله فقد كذب على الله، ومن كذب على الله عذبه الله عزوجل.أما بدو هذا البيت فان الله تبارك وتعالى قال للملائكة.

(انى جاعل في الارض خليفة) فردت الملئكة على الله تعالى، فقالت: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) فأعرض عنها فرأت ان ذلك من سخطه فلاذت بعرشه، فأمرالله ملكا من الملئكة أن يجعل له بيتا في السماء السادسة يسمى الضراح، بازاء عرشه، فصيره لاهل السماء [ يطوفون به ] يطوف به سبعون ألف ملك في كل يوم لايعودون ويستغفرون فلما ان هبط آدم إلى السماء الدنيا أمره بمرمة هذا البيت وهو بازاء ذلك، فصيره لآدم وذريته كما صير ذلك لاهل السماء، قال: صدقت يابن رسول الله.

78 - على ابن ابراهيم عن ابيه عن احمد بن محمد ابن أبى نصروا بن محبوب جميعا عن المفضل بن صالح عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول كنت مع أبى في الحجر فبينما هو قائم يصلى اذ أتاه رجل فجلس اليه فلما انصرف سلم عليه ثم قال: انى اسئلك عن ثلثة اشياء لايعلمها الا انت ورجل آخر، قال ما هى قال: أخبرنى أى شى كان سبب الطواف بهذا البيت؟ فقال.

ان الله تعالى لما أمر الملئكة ان يسجد والادم فردوا عليه فقالوا : اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال الله عزوجل: انى اعلم مالا تعملون فغصب عليهم ثم سألوه التوبة فأمرهم ان يطوفوا

___________________________________

(1) قال الفيض (ره) في الوافى: اى التوراة والقرآن.

(2) المعارج: 25 و 26.

[51]

بالضراح وهو البيت المعمور ومكثوا يطوفون به سبع سنين ويستغفرون الله تعالى مما قالوا ثم تاب عليهم من بعد ذلك ورضى عنهم.

فهذا كان اصل الطواف ثم جعل الله البيت الحرام حذو الضراح توبة لمن اذنب من بنى آدم و طهورا لهم، فقال صدقت.

79 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن احمد بن محمد بن أبى نصر عن الحسين بن موسى(1) عن زرارة قال: دخلت على أبى جعفر عليه السلام فسألنى ما عندك من أحاديث الشيعة؟ قلت: ان عندى منها شيئا كثيرا قد هممت ان أوقد لها نارا ثم أحرقها، قال ولم؟ هات ما أنكرت منها فخطر على بالى الادمون فقال لى ما كان علم الملائكة حيث قالت.(اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء).

80 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن قال، حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عمر وبن ابى المقدام عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال اميرالمؤمنين عليه السلام ان الله تبارك وتعالى لما أحب أن يخلق خلقا بيده وذلك بعد مضى الجن والنسناس في الارض سبعة الاف سنة، قال، ولما كان من شأنه أن يخلق آدم عليه السلام للذى أزاد من التدبير والتقدير لما هو مكونه في السموات والارض وعلمه لما اراد من ذلك كله كشط عن اطباق السموات(2) ثم قال للملئكة: انظروا إلى اهل الارض من خلقى من الجن والنسناس، فلما رأوا مايعملون فيها من المعاصى وسفك الدماء والفساد في الارض بغير الحق عظم ذلك عليهم، وغضبوا الله واسفوا على اهل الارض ولم يملكوا غضبهم ان قالوا يا رب انت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن، وهذا خلقك الضعيف الذليل في أرضك يتقلبون في قبضتك، ويعيشون برزقك ويستمتعون بعافيتك، وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام لاتأسف ولاتغضب ولاتنتقم لنفسك لما تسمع منهم وترى، وقد عظم ذلك علينا واكبرناه فيك، فلما سمع الله ذلك من الملئكه (قال انى جاعل في الارض خليفة) لى عليهم فيكون حجة لى عليهم في ارضى على خلقى، فقالت الملئكة سبحانك (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) قالوا: فاجعله منافانا لانفسد في الارض ولانسفك الدماء، قال الله جل

___________________________________

(1) وفى المصدر: (الحسن بن موسى) مكبرا ولكن الظاهر هو المختار.

(2) كشط الغطاء عن الشئ: كشفه عنه.

[52]

جلاله: يا ملكئتى انى اعلم مالاتعلمون انى اريد أن أخلق خلقا بيدى اجعل ذريته أنبياء مرسلين وعبادا صالحين وائمة مهتدين اجعلهم خلفائى على خلقى في ارضى ينهونهم عن المعاصى وينذرونهم عذابى، ويهدونهم إلى طاعتى، ويسلكون بهم إلى طريق سبيلى واجعلهم حجة لى عذرا أو نذرا وابين النسناس(1) من ارضى فاطهرها منهم وانقل مردة الجن العصاة عن بريتى وخلقى وخيرتى واسكنهم في الهواء وفى اقطار الارض الايجارون نسل خلقى: واجعل بين الجن وبين خلقى حجابا، ولايرى نسل خلقى الجن ولا يوانسوهم ولا يخالطونهم ولا يجالسونهم فمن عصانى من نسل خلقى الذين اصطفيتهم لنفسى اسكنتهم مساكن العصاة واوردتهم مواردهم ولا ابالى، فقالت الملئكة: يا ربنا افعل ما شئت لاعلم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم وتمام الحديث متصلا بهذا مذكور في الحجر عند قوله تعالى: (انى خالق بشرا من صلصال من حمأمسنون).

81 - وباسناده إلى يحيى بن ابى العلا الرازى عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد سأله رجل فقال: واخبرنى عن هذا البيت كيف صار فريضة على الخلق أن يأتوه قال: فالتفت أبوعبدالله عليه السلام اليه وقال: ماسالنى عن مسئلتك قط أحد قبلك، ان الله عزوجل لما قال للملئكة.

(انى جاعل في الارض خليفة) ضجت الملئكة من ذلك وقالوا يا رب ان كنت لابد جاعلا في ارضك خليفة فاجعله منا من يعمل في خلقك بطاعتك فرد، عليهم (انى اعلم مالا تعلمون) فظنت الملئكة ان ذلك سخط من الله عزوجل عليهم.

فلاذوا بالعرش يطوفون به، فأمرالله عزوجل لهم ببيت من مرمر سقفه ياقوتة حمراء وأساطينه الزبرجد يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لايدخلونه بعد ذلك إلى يوم الوقت المعلوم.

82 - وباسناده إلى على بن حديد عن ابن أبى عمير عن بعض أصحابنا عن احدهما عليه السلام انه سئل عن ابتداء الطواف؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لما أراد خلق آدم عليه السلام قال للمئكة: (انى جاعل في الارض خليفة) فقال ملكان من الملئكة: (اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) فوقعت الحجب فيما بينهما وبين الله عزوجل، وكان تبارك

___________________________________

(1) اى اخرجهم.

[53]

وتعالى نوره ظاهر للملائكة، فلما وقعت الحجب بينه وبينهما علما.

أنه قد سخط قولهما، فقالا للملئكة: ماحليتنا وماوجه توبتنا؟ فقالوا: مانعرف لكما من التوبة الا أن تلوذا بالعرش، قال: فلاذا بالعرش حتى أنزل الله عزوجل توبتهما، ورفعت الحجب فيما بينه وبينهما، وأحب الله تبارك وتعالى أن يعبد بتلك العبادة، فخلق الله تعالى البيت في الارض وجعل على العباد الطواف حوله، وخلق البيت المعمور في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لايعودون اليه إلى يوم القيامة.

83 - وباسناده إلى أبى حمزة الثمالى عن على قال: قلت لابى عبدالله(1) لم صار الطواف سبعة أشواط؟ قال: لان الله تبارك وتعالى قال للملئكة: (انى جاعل في الارض خليفة) فردوا على الله تبارك وتعالى، (وقالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) قال الله: (انى اعلم مالاتعلمون) وكان لايحجبهم عن نوره، فحجبهم عن نوره سبعة آلاف عام، فلاذوا بالعرش سبعة آلاف سنة فرحمهم وتاب عليهم وجعل لهم البيت المعمور الذى في السماء الرابعة، وجعله مثابة ووضع البيت الحرام تحت البيت المعمور، فجعله مثابة للناس وأمنا، فصار الطواف سبعة أشواط واجبا على العباد لكل ألف سنة شوطا واحدا.

84 - في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن بشار عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته أيعلم الله الشئ الذى لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟ فقال: ان الله هو العالم بالاشياء قبل كون الاشياء، قال عزوجل: (انا كنا نستنسخ ماكنتم تعلمون)(2) وقال لاهل النار: (ولوردوا لعادوا لمانهوا عنه وانهم لكاذبون)(3) فقد علم عزوجل انه

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: (عن أبى حمزة الثمالى عن على بن الحسين (ع) قال: قلت: لم صار الطواف، الخ) وتوافقه نسخة الوسائل وهو الصحيح ونقل في هامشه عن بعض النسخ زيادة كلمة (لابى) بعد لفظة (قلت) واماما تراه في المتن فهو خلاف الظاهر لكن النسخ متوافقة عليه فتركناه على حاله.

(2) الجاثية: 29،.

(3) الانعام: 28،

[54]

لوردهم لعادوا لما نهوا عنه، وقال للمئكة لما قالت: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال انى أعلم مالاتعلمون) فلم يزل الله عزوجل علمه سابقا للاشياء قديما قبل أن يخلقها فتبارك الله ربنا وتعالى علوا كبيرا خلق الاشياء كما شاء وعلمه بها سابق لها كماشاء، كذلك ربنا لم يزل [ ربنا ] عالما سميعا بصيرا.

85 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى خديجة عن ابى عبدالله عليه السلام قال سأل ابى عليه السلام رجل وقال: حدثنى عن الملئكة حين ردوا على الرب حيث غضب عليهم وكيف رضى عنهم؟ فقال: ان الملئكة طافوا بالعرش سبع سنين يدعونه ويستغفرونه ويسئلونه ان يرضى عنهم فرضى عنهم بعد سبع سنين فقال صدقت ومضى فقال ابى عليه السلام: هذا جبرئيل عليه السلام، اتاكم يعلمكم معالم دينكم والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

86 - في مجمع البيان روى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان الملئكة سألت الله تعالى ان يجعل الخليفة منهم وقالوا نحن نقدسك ونطعيك ولانعصيك كغيرنا، قال: فلما اجيبوا بما ذكر في القرآن علموا انهم تجاوزوا مالهم فلاذوا بالعرش استغفارا، فامرالله تعالى آدم بعد هبوطه ان يبنى له في الارض بيتا يلوذبه المخطئون كمالاذ بالعرش الملئكة المقربون، فقال الله تعالى للملئكة: انى اعرف بالمصلحة منكم وهو معنى قوله: (اعلم مالاتعلمون).

87 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى مححمد بن زياد عن ايمن بن محرز عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ان الله تبارك وتعالى آدم عليه السلام اسماء حجج الله كلها ثم عرضهم - وهم أرواح - على الملئكة فقال: (انبئونى باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين) بانكم أحق بالخلافة في الارض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم، (قالوا سبحانك لاعلم لنا الا ماعلمتنا انك انت العليم الحكيم) قال الله تبارك وتعالى: يا آدم انبئهم باسمائهم فلما أنبأهم بها وقفوا على عظيم منزلتهم عندالله تعالى ذكره فعلموا انهم احق بان يكونوا خلفاء الله في ارضه وحججه على بريته، ثم غيبهم عن ابصارهم و استعبدهم بولايتهم ومحبتهم، وقال لهم: الم اقل لكم انى أعلم غيب السموات والارض واعلم ماتبدون وما كنتم تكتمون حدثنا بذلك احمد بن الحسين القطان عن الحسن

[55]

ابن على السكونى عن محمد بن زكريا الجوهرى قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة عن ابيه عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام.

88 - في مجمع البيان وقد روى عن الصادق عليه السلام انه سئل عن هذه الاية فقال: الارضين والجبال والشعاب والاودية، ثم نظر إلى بساط تحته فقال: وهذا البساط مما علمه.

89 - في بصائر الدرجات احمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسن بن على بن فضال عن ابى جميلة عن محمد الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ان الله مثل لى امتى في الطين وعلمنى اسمائهم كما علم آدم الاسماء كلها.

90 - محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله دالجوح(1) فيه حب مختلط، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يلقى إلى على حبة حبة ويسأله أى شئ هذا؟ وجعل على يخبر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اما ان جبرئيل أخبرنى ان الله علمك اسم كل شئ كما علم آدم الاسما كلها.

91 - في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام ويقول فيها: الذى عجزت الملئكة على قربهم من كرسى كرامته وطول ولههم اليه، وتعظيم جلال عزه وقربهم من غيب ملكوته أن يعلموا من أمره الاما أعلمهم، وهم من ملكوت القدس بحديث هم، ومن معرفته على ما فطرهم عليه أن قالوا سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم، فما ظنك ايها السائل ممن هو كذا؟.

92 - في تفسير على بن ابراهيم قوله (وعلم آدم الاسماء كلها) قال: اسماء الجبال والبحار والاودية والنبات، والحيوان، ثم قال الله عزوجل للملئكة: (انبئونى باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين) فقالوا كما حكى الله (سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم) فقال الله: (يا آدم أنبئهم باسمائهم) فاقبل آدم عليه السلام يخبرهم فقال الله: ألم أقل لكم انى اعلم غيب السموات والارض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) فجعل آدم عليه السلام حجة عليهم.

93 - حدثنى ابى عن ابن أبى عمير عن جميل عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سئل

___________________________________

(1) كذا،

[56]

عما ندب الله الخلق اليه أدخل فيه الضلال؟ قال: نعم والكافرون دخلوا فيه، لان الله تبارك وتعالى أمر الملئكة بالسجود لآدم، فدخل في أمره الملئكة وابليس، فان ابليس كان مع الملئكة في السماء يعبدالله وكانت الملئكة تظن انه منهم ولم يكن منهم، فلما أمرالله الملئكة بالسجود لآدم اخرج ما كان في قلب ابليس من الحسد، فعلمت الملئكة عند ذلك ان ابليس لم يكن منهم فقيل له عليه السلام: فكيف وقع الامر على ابليس وانما أمرالله الملئكة بالسجود لآدم؟ فقال: كان ابليس مبهم بالولاء ولم يكن من جنس الملئكة، وذلك ان الله خلق خلقا قبل آدم وكان ابليس منهم حاكما في الارض، فعتوا وافسدوا وسفكوا الدماء، فبعث الله الملئكة فقتلوهم وأسروا ابليس ورفعوه إلى السماء، فكان مع الملئكة يعبدالله إلى ان خلق الله تبارك وتعالى آدم.

94 - وفيه حديث طويل عن العالم عليه السلام وفيه: فخلق الله آدم فبقى أربعين سنة مصورا، وكان يمر به ابليس اللعين فيقول: لامرما خلقت؟ فقال العالم عليه السلام: فقال ابليس: لان أمرنى الله بالسجود لهذا لعصيته: قال ثم نفخ فيه فلما بلغت فيه الروح إلى دماغه عطس عطسة فقال: الحمدلله، فقال الله له: يرحمك الله، قال الصادق عليه السلام فسبقت له من الله الرحمة، ثم قال الله تبارك وتعالى للملئكة اسجدوا لآدم، فسجدوا له فأخرج ابليس ماكان في قلبه من الحسد فأبى أن يسجد.

95 - في روضة الكافى أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن على بن حديد عن جميل بن دراج قال سألت أبا عبدالله عليه السلام عن ابليس أكان من الملئكة أم كان يلى شيئا من امر السماء؟ فقال: لم يكن من الملئكة ولم يكن يلى شيئا من امر السماء ولاكرامة، فأتيت الطيار فاخبرته بما سمعت فأنكره وقال: كيف لايكون من الملئكة والله عزوجل يقول: واذقلنا للملئكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس ودخل عليه الطيار وسأله وانا عنده فقال له: جعلت فداك أرايت قوله عزوجل: (يا ايها الذين آمنوا) في غير مكان من مخاطبة المؤمنين أيدخل في هذا المنافقون؟ قال: نعم يدخل في هذا المنافقون والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة.

96 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن جميل

[57]

قال: كان الطيار يقول لى ابليس ليس من الملئكة، وانما أمرت الملئكة بالسجود لآدم فقال ابليس: لااسجد فما لابليس يعصى حين لم يسجد، وليس هو من الملئكة، قال: فدخلت أنا وهو على أبيعبدالله عليه السلام قال: فأحسن والله في المسألة، فقال: جعلت فداك أرأيت ما ندب الله عزوجل اليه المؤمنين من قوله (يا ايها الذين آمنوا) ادخل في ذلك المنافقون معهم؟ قال: نعم والضلال وكل من اقر بالدعوة الظاهرة وكان ابليس ممن اقر بالدعوة الظاهرة معهم.

97 - وباسناده إلى ابيعبدالله عليه السلام قال: ان الملائكة كانوا يحسبون ان ابليس منهم وكان في علم الله انه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحمية والغضب، فقال: خلقتنى من نار وخلقته من طين).

98 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عمن أخبره عن على بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله تيما وعديا وبنى امية يركبون منبره أفظعه(1) فانزل الله تبارك وتعالى وقرآنا يتأسى به: (واذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس أبى) ثم أوحى اليه يا محمد انى أمرت فلم أطع فلا تجزع أنت اذا أمرت فلم تطع في وصيتك.

99 - وباسناده إلى موسى بن بكر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن الكفرو الشرك أيهما أقدم؟ قال: فقال لى: ما عهدى بك تخاصم الناس(2) قلت: أمرنى هشام بن سالم أن أسألك عن ذلك، فقال لى: الكفر أقدم وهو الجحود، قال الله عزوجل: (الا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين).

100 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليه السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلى عليه السلام في كلام طويل.

هذا آدم أسجدالله له ملائكته فهل فعل بمحمد شيئا من هذا؟

___________________________________

(1) فظع فلان بالامر: هاله وغلبه فلم يثق بأن يطيقه.

(2) اى ما كنت اظن انك تخاصم الناس أولم يكن قبل هذا ممن يخاصم المخالفين قاله المجلسى (ره)،

[58]

فقال له على عليه السلام.

لقدكان كذلك ولئن أسجدالله لآدم ملائكته فان سجودهم لم يكن سجود طاء‌ة، انهم عبدوآدم من دوالله عزوجل ولكن اعترافا لآدم بالفضيلة، ورحمة من الله له ومحمد صلى الله عليه وآله اعطى ما هو أفضل من هذا، ان الله عزوجل صلى في جبروته والملئكة بأجمعها، وتعبد المؤمنون بالصلوة عليه، فهذه زيادة له يا يهودى.

101 - في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه.

ان الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملئكة بالسجود له تعظيما لنا واكراما، وكان سجودهم لله تعالى عبودية، ولآدم اكراما وطاعة لكوننا في صلبه، فكيف لانكون افضل من الملئكة وقد سجدوالآدم كلهم أجمعون.

102 في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبى حمزة الثمالى عن ابى جعفر محمد بن على الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام بعدان ذكر وفاة آدم عليه السلام وهبة الله حتى اذا بلغ الصلوة عليه، قال هبة الله.

يا جبرئيل تقدم فصل على آدم، فقال له جبرئيل عليه السلام.

يا هبة الله ان الله امرنا ان نسجد لابيك في الجنة، فليس لنا ان نؤم احدا من ولده.

103 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى هشام بن سالم عن ابى عبدالله قال لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله وحضرت الصلوة اذن جبرئيل واقام الصلوة، فقال: يا محمد تقدم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله.

تقدم يا جبرئيل فقال له.

انا لانتقدم على الآدميين منذ امرنا بالسجود لآدم.

104 - وباسناده إلى محمد الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: انما سمى آدم آدم لانه خلق من اديم الارض(1).

105 - وباسناده إلى عبدالله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اخبرنى عن آدم لم سمى آدم، قال لانه من طين الارض واديمها.

106 - في عيون الاخبار عن اميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه.

وسأله لم سمى آدم آدم؟ قال: لانه خلق من اديم الارض، وسأله عن اسم ابليس ماكان في

___________________________________

(1) اديم الارض: وجهها،

[59]

السماء؟ فقال: كان اسمه الحارث، وسأله عن اول من كفروا نشأ الكفر؟ فقال: ابليس لعنه الله.

107 - في كتاب التوحيد عن ابى جعفر (ع) حديث طويل يقول في آخره لعلك ترى ان الله انما خلق هذا العالم الواحد؟ او ترى ان الله لم يخلق بشرا غيركم؟ بلى والله لقد خلق الف الف عالم، والف الف آدم، انت في آخر تلك العوالم واولئك الادمين وقد سبق في الفاتحة.

108 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى العباس بن هلال عن ابى الحسن الرضا (ع) انه ذكران اسم ابليس الحارث، وانما قول الله عزوجل: يا ابليس يا عاصى، وسمى ابليس لانه ابلس من رحمة الله عزوجل.

109 - في كتاب الخصال عن ابى عبدالله (ع) قال: الآباء ثلثة: آدم ولد مؤمنا، والجان ولد مؤمنا وكافرا، وابليس ولد كافرا وليس فيهم نتاج، انما يبيض ويفرخ، وولده ذكور ليس فيهم اناث.

110 - في عيون الاخبار باسناده إلى على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون.

يا ابن رسول الله اليس من قولك ان الانبياء معصومون؟ قال، بلى، فما معنى قول الله عزوجل وعصى آدم ربه فغوى فقال عليه السلام ان الله تبارك وتعالى قال لآدم عليه السلام، اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة واشار لهما إلى شجرة الحنطة فتكونا من الظالمين ولم يقل لهما ولاتأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها، فلم يقربا تلك الشجرة وانما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان اليهما وقال ما نها كما ربكما عن هذه الشجرة وانما نها كما أن تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل منها الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين وقاسمهما انى لكما لمن الناصحين ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا فد ليهما بغرور فاكلا منها ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار، وانما كان من الصغاير الموهوبة التى تجوز على الانبياء قبل نزول الوحى عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لايذنب صغيرة ولاكبيرة، قال الله تبارك و

[60]

تعالى، (وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) وقال عزوجل (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين).

111 - في اصول الكافى باسناده إلى محمد بن سلم بن شهاب قال، سئل على بن الحسين عليه السلام اى الاعمال افضل عندالله عزوجل؟ فقال: مامن عمل بعد معرفة الله عزوجل ومعرفة رسول الله صلى الله عليه وآله افضل من بغض الدنيا وان لذلك لشعبا كثيرة وللمعاصى شعبا فأول ماعصى الله به الكبر وهى معصية ابليس حين ابى واستكبر وكان من الكافرين، ثم الحرص هى معصية آدم وحوا حين قال الله عزوجل لهما: (كلا منها رغدا حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) فاخذا مالا حاجة بهما اليه، فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة، وذلك ان اكثر ما يطلب ابن آدم مالا حاجة به اليه.

112 - في عيون الاخبار باسناده إلى عبدالسلام بن صالح الهروى قال: قلت للرضا عليه السلام: يابن رسول الله أخبرنى عن الشجرة التى اكل منها آدم وحواما كانت؟ فقد اختلف الناس فيها فمنهم من يروى انها الحنطة، ومنهم من يروى انها العنب، ومنهم من يروى انها شجرة الحسد؟ فقال: كل ذلك حق، قلت: فما معنى هذه الوجوه على اختلافها؟ فقال: يا أبا الصلت ان شجرة الجنة تحمل أنواعا، وكانت شجرة الجنطة وفيها عنب وليست كشجرة الدنيا، وان آدم لما أكرمه الله تعالى ذكره باسجاد ملئكته له وبادخال الجنة، قال في نفسه، هل خلق الله بشرا أفضل منى؟ فعلم الله عزوجل ما وقع في نفسه، فناداه ارفع رأسك يا آدم وانظر إلى ساق عرشى، فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا لا اله الا الله محمد رسول الله على بن أبيطالب أميرالمؤمنين، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، فقال آدم عليه السلام: يارب من هؤلاء؟ فقال عزوجل: هؤلاء من ذريتك وهم خير منك ومن جميع خلقى، ولولاهم ماخلقتك ولاخلقت الجنة والنار، ولا السماء ولا الارض، فاياك أن تنظر اليهم بعين الحسد وتمنى منزلتهم، فتسلط عليه الشيطان حتى اكل من الشجرة التى نهى عنها، وتسلط على حوا لنظرها إلى فاطمة بعين الحسد حتى اكلت من الشجرة كما اكل آدم، فاخرجهما الله تعالى من جنته واهبطهما عن جواره إلى الارض.

113 - في مجمع البيان: (ولاتقربا هذه الشجرة) اى لاتأكلا منها، وهو المروى

[61]

عن الصادق، وقيل: هى شجرة الكافور يروى عن على عليه السلام.

114 - في تفسير على بن براهيم قوله: (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارص مستقر ومتاع إلى حين) قال: فهبط آدم على الصفا وانما سميت الصفا لان صفوة الله هبط عليها، ونزلت حواعلى المروة، وانما سميت المروة لان المرأة نزلت عليها، فبقى آدم اربعين صباحا ساجدا يبكى على الجنة، فنزل عليه جبرئيل فقال: يا آدم ألم يخلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملئكته؟ قال: بلى، قال: وأمرك ان لاتأكل من الشجرة فلم عصيته؟ قال: يا جبرئيل ان ابليس حلف لى بالله انه لى ناصح، وما ظننت ان خلقا خلقه الله يحلف بالله كاذبا.

115 - قال: وحدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن أبن مسكان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان موسى عليه السلام سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم عليه السلام، فجمع فقال له موسى: يا ابت الم يخلقك بيده ونفخ فيك من روحه واسجدلك ملئكته؟ وامرك ان لاتأكل من الشجرة فلم عصيته؟ قال.

يا موسى بكم وجدت خطيئتى قبل خلقى في التوراة؟ قال: ثلثين الف سنة(1) قال.

قال فهو ذلك، قال الصادق عليه السلام فحج آدم موسى عليه السلام(2).

116 - في من لايحضره الفقيه وروى عن الحسن بن على بن ابى طالب عليه السلام انه قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسايل، فكان فيما سأله انه قال له: لاى شئ فرض الله عزوجل الصوم على امتك بالنهار ثلثين يوما، و

___________________________________

(1) وفى نسخة البحار: بثلاثين سنة).

(2) قال المجلسى (ره) في بيان الحديث مالفظه: وجدان الخطيئة قبل الخلق اما في عالم الارواح بأن يكون روح موسى (ع) اطلع على ذلك في اللوح) او المراد انه وجد في التوراة ان تقدير خطيئة آدم (ع) كان قبل خلقه بثلاثين سنة.

وقوله (ع) فحج اى غلب عليه في الحجة وهذا يرجع إلى القضاء والقدر.

[62]

فرض الله على الامم أكثر من ذلك؟ فقال النبى صلى الله عليه وآله، ان آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقى في بطنه ثلثين يوما، ففرض الله على ذريته ثلثين يوما الجوع والعطش، والذى يأكلونه بالليل تفضل من الله عزوجل عليهم، وكذلك على آدم.

117 في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن (ره) قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار عن ابراهيم بن هاشم عن عثمان عن الحسن بن بشار عن أبيعبدالله عليه السلام قال: سألته عن جنة آدم؟ فقال جنة من جنان الدنيا، يطلع عليها الشمس و القمر، ولو كانت من جنان الخلد ماخرج منها أبدا.

118 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن الحسين بن ميسر قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن جنة آدم، فقال جنة من جنات الدنيا يطلع فيها الشمس والقمر، ولو كانت من جنان الاخرة ما خرج منها أبدا.

119 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن معبد عن واصل ابن سليمان عن عبدالله بن سنان عن أبيعبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: أمرالله ولم يشأ وشاء ولم يأمر، امر ابليس أن يسجد لآدم وشاء أن لايسجد، ولوشاء لسجد، ونهى آدم عن أكل الشجرة وشاء ان يأكل منها، ولو لم يشأ لم يأكل.

120 - على بن ابراهيم عن المختار بن محمد الهمدانى ومحمد بن الحسن عن عبدالله بن الحسن العلوى جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجانى عن أبى الحسن عليه السلام قال: ان لله ارادتين ومشيتين، ارادة حتم وارادة عزم، ينهى وهو يشاء، ويأمرو هو لايشاء، أوما رأيت انه نهى آدم وزوجته أن يأكلا من الشجرة وشاء ذلك ولولم يشأ ان يأكلا لما غلبت مشيتهما مشية الله، وأمر اباراهيم أن يذبح اسحق ولم يشأ أن يذبحه، ولوشاء لما غلبت مشية ابراهيم مشية الله.

121 - في نهج البلاغة قال عليه السلام بعد ان ذكر آدم عليه السلام: فأهبطه بعد التوبة ليعمر أرضه بنسله، وليقيم الحجة به على عباده.

[63]

122 - وفيه ايضا: ثم اسكن الله سبحانه آدم دارا أرغد فيها عيشته، وأمن فيها محلته(1) وحذره ابليس وعداوته، فاغتره عدوه نفاسة عليه بدار المقام، ومرافقة الابرار، فباع اليقين بشكه، والعزيمة بوهنه، واستبدل بالجزل(2) وجلا، وبالاغترار ندما، ثم بسط الله سبحانه له في توبته، ولقاه كلمة رحمته، ووعده المرد إلى جنته، فاهبهطه إلى دار البلية وتناسل الذرية.

123 - في تفسير على بن ابراهيم حديث طويل عن الصادق عليه السلام وفى آخره فقال الله لهما: اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع إلى حين قال: إلى يوم القيامة.

124 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام كم كان طول آدم حين هبط به إلى الارض وكم كان طول حوا؟ قال: وجدنا في كتاب على عليه السلام ان الله عزوجل لما أهبط آدم و زوجته حوا عليهما السلام إلى الارض كانت رجلاه بثنية الصفا، ورأسه دون افق السماء، و انه شكا إلى الله عزوجل ما يصيبه من حر الشمس، فاوحى الله عزوجل إلى جبرئيل عليه السلام ان آدم قد شكا ما يصيبه من حر الشمس، فاغمزه غمزة(3) وصير طوله سبعين ذراعا بذراعه، وأغمزحوا غمزة فصير طولها خمسة وثلثين ذراعا بذراعها(4)

___________________________________

(1) الرغد: النفع الواسع الكثير الذى ليس فيه عناء، والعيشة مصدر عاش يعيش وهو الحياة وما يعاش به من الرزق والطعام والخبز.

ومحلة القوم: منزلهم.

اى جعله فيها في عيشة واسعة وامن من الافات.

(2) الجذل: الفرح.

(3) غمزه: كبسه بيده اى مسه بيده ولينه.

(4): اعلم ان هذا الخبر من مشكلات الاخبار ومعضلات الاثار، وقد ذكر في البحار في شرحه كلاما طويلا يطول المقام بذكره فراجع ج 5: 34 من الطبعة القديمة وج 11: 127 من الحديثة.

[64]

125 في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى لما اهبط آدم عليه السلام من الجنة أهبط على ابن قبيس، فشكا إلى ربه عزوجل الوحشة فانه لايسمع ماكان يسمع في الجنة، فاهبط الله تعالى عليه ياقوتة حمراء، فوضعها في موضع البيت، فكان يطوف بها آدم عليه السلام وكان ضوئها يبلغ موضع الاعلام، فعلمت الاعلام على ضوئها [ فجعله الله حرما ] وباسناده إلى صفوان بن يحيى عن ابن الحسن عليه السلام مثله.

126 - وعن اميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وساله عن اكرم وادعلى وجه الارض؟ فقال: واديقال له سرانديب، سقط فيه آدم من السماء.

127 - في كتاب الخصال عن محمد بن سهل البحرانى يرفعه إلى أبيعبدالله عليه السلام قال: البكاؤن خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلى بن الحسين عليهم السلام، فاما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الاودية (الحديث).

128 - عن ابى لبابة عن عبدالمنذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الجمعة سيد الايام، خلق الله فيه آدم، واهبط فيه آدم إلى الارض.

129 - عن جعفر بن محمد عن آبائه عن على عليهم السلام قال: انما كان لبث آدم وحوا في الجنة حتى خرجا منها سبع ساعات من ايام الدنيا حتى اهبطها تعالى من يومهما ذلك.

130 - عن ابيعبدالله عليه السلام قال.

نخر ابليس نخرتين(1) حين اكل آدم من الشجرة حين اهبط به من الجنة.

131 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالحميد بن أبى الديلم عن أبى عبدالله قال، سمى الصفا صفا لان المصطفى آدم هبط عليه، فقطع للجبل اسم من اسم آدم عليه السلام، وهبطت حوا على المروة وانما سميت المروة مروة لان المرأة هبطت عليها فقطع للجبل اسم من اسم المرأة.

___________________________________

(1) نخر الانسان والفرس: مد الصوت والنفس في خياشيمه:

[65]

132 - وباسناده إلى أبى خديجة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان آدم انزل فنزل في الهند.

133 - وباسناده إلى على بن حسان الواسطى عن بعض أصحابه عن أبيعبدالله عليه السلام قال: اهبط الله آدم من الجنة على الصفا وحوا على المروة، وقد كانت امتشطت في الجنة، فلما صارت في الارض قالت: ما أرجومن المشط وانا مسخوط على فحلت مشطتها فانتشر من مشطها العطر الذى كانت امتشطت به في الجنة، فطارت به الريح فألقت أثره في الهند، فلذلك صار العطر بالهند.

134 - وفى حديث آخر انها حلت عقيصتها(1) فارسل الله عزوجل على ما كان فيها من ذلك الطيب ريحا فهبت به في المشرق والمغرب.

135 - أبى (ره) قال: حدثنا على بن سليمان الرازى(2) قال: حدثنا محمد بن الحسين عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: كيف كان أول الطيب؟ قال: فقال لى: ما يقول من قبلكم فيه؟ قلت: يقولون: ان آدم لما هبط إلى ارض الهند فبكى على الجنة فسالت دموعه فصارت عروقا في الارض، فصارت طيبا، فقال: ليس كما يقولون ولكن حوا كانت تغلفت قرونها(3) من اطراف شجر الجنة، فلما هبطت إلى الارض وبليت بالمعصية رأت الحيض فأمرت بالغسل، فنفضت قرونها(4) فبعث الله عزوجل ريحا طارت به وحفظته(5) فذرت حيث شاء الله عزوجل فمن ذلك الطيب.

136 - وباسناده إلى عمر بن على عن أبيه بن ابى طالب عليه السلام ان النبى صلى الله عليه وآله سئل مما خلق الله عزوجل الكلب؟ قال: خلقه من بزاق ابليس، قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟

___________________________________

(1) العقيصة: المنسوجة من شعر الرأس.

(2) وفى نسخة البحار (الزرارى) اى المنسوب إلى زرارة بن اعين ولعله الصحيح.

(3) اى تلطخها.

والقرن: القطعة الملتفة من الشعر.

(4) اى حركتها.

(5) وفى نسخة البحار (وخفضته).

[66]

قال: لما اهبط الله عزوجل آدم وحوا إلى الارض اهبطهما كالفرخين(1) المرتعشين فعدا ابليس الملعون إلى السباع وكانوا قبل آدم في الارض: فقال لهم: ان طيرين قد وقعا من السماء لم يرالراؤن اعظم منهما، تعالوا فكلوهما، فتعادت السباع معه وجعل ابليس بحثهم ويصيح ويعدهم بقرب المسافة، فوقع من فيه من عجلة كلامه بزاق.

فخلق الله عزوجل من ذلك البزاق كلبين احدهما ذكر والاخرانثى، فقاما حول آدم وحوا الكلبة بجدة والكلب بالهند، فلم يتركوا(2) السباع أن يقربوهما، ومن ذلك اليوم الكلب عدوالسبع والسبع عدو الكلب.

137 - وباسناده إلى زيد بن على عن آبائه عن على صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله عزوجل حين أمر آدم ان يهبط هبط آدم وزوجته، وهبط ابليس ولازوجة له، وهبط الحية ولازوج لها، فكان اول من يلوط بنفسه ابليس لعنه الله، فكانت ذريته من نفسه، وكذلك الحية وكانت ذرية آدم من زوجته، فاخبرهما انهما عدو ان لهما.

138 - في كتاب الخصال عن ابى عبدالله عليه السلام قال لما اهبط الله تعالى آدم من الجنة اهبط معه مائة وعشرين قضيبا، منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها، واربعون منها مايؤكل داخلها ويرمى خارجها، وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمى داخلها، وغرارة(3) فيها بذر كل شئ من النبات.

139 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى الطفيل عامر بن واثلة عن على عليه السلام حديث طويل يقول فيه لبعض اليهود وقد سأله عن مسايل: يا يهودى اما أول حجر وضع على وجه الارض فان اليهود يزعمون انها صخرة بيت المقدس وكذبوا، ولكنه الحجر الاسود الذى نزل به آدم عليه السلام معه من الجنة، وأول شجرة نبتت على وجه الارض فان اليهود يزعمون انها الزيتونة وكذبوا ولكنها نخلة من العجوة، نزل بها آدم عليه السلام معه من الجنة وبالفحل.

___________________________________

(1) الفرخ.

ولد الطاير.

(2) فلم يتركا، ظ.

(3) الغرارة - بالكسر - الجوالق.

[67]

140 - وباسناده إلى يحيى المدينى عن أبى عبدالله عن على عليهما السلام مثله الا ذكر الفحل.

وباسناده إلى الحكم بن مسكين الثقفى عن صالح عن جعفر بن محمد عن على عليه السلام مثله الا ذكر الفحل ايضا.

141 - في الكافى باسناده إلى مسمع عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما هبط آدم إلى الارض احتاج إلى الطعام والشراب، فشكى إلى جبرئيل فقال له جبرئيل: يا آدم كن حراثا، قال: فعلمنى دعاء قال: قل (اللهم اكفنى مؤنة الدنيا وكل هول دون الجنة والبسنى العافية حتى تهيننى المعيشة).

142 - في روضة الكافى على بن ابرأهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن ابراهيم صاحب الشعير عن كثير بن كلثمة عن احدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل فتلقى آدم من ربه كلمات قال (لا اله الا انت سبحانك وبحمدك عملت سوء‌ا وظلمت نفسى فاغفرلى وأنت خير الغافرين لا اله الا أنت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوء‌ا وظلمت نفسى فاغفرلى وارحمنى وأنت ارحم الراحمين لا اله الا انت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوء‌ا وظلمت نفسى فتب على انك أنت التواب الرحيم.).

143 - وفى رواية اخرى وقوله عزوجل: (فتلقى آدم من ربه كلمات) قال: سأله بحق محمد وعلى والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام.

144 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) وعن معمر بن راشد قال: سمعت أبا - عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان آدم عليه السلام لما أصاب الخطيئة كانت توبته ان قال: (اللهم انى اسئلك بحق محمد وآل محمد لما (غفرت لى) فغفرالله له والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

145 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى أبى سعيد المدائنى يرفعه في قول الله عزوجل: (فتلقى آدم من ربه كلمات) قال: سأله بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

146 - وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل فيه يقول عليه السلام بعد ان ذكران آدم وحواتمنيا منزلة اهل البيت عليهم السلام فلما اراد الله عزوجل

[68]

أن يتوب عليهما جاء هما جبرئيل عليه السلام فقال لهما: انكما انما ظلمتما أنفسكما بتمنى منزلة من فضل عليكما فجزائكما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عزوجل إلى أرضه، فسلا ربكما بحق الاسماء التى رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما، فقالا: (اللهم انا نسئلك بحق الاكرمين عليك محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة الاتبت علينا ورحمتنا فتاب الله عليهما انه هو التواب الرحيم.

147 - في كتاب الخصال عن ابن عباس قال: سألت النبى صلى الله عليه وآله عن الكلمات التى تلقاها آدم من ربه فتاب عليه؟ قال سأله بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين الاتبت على فتاب عليه.

148 - عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: سالته عن قول الله تعالى: (واذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات) ما هذه الكلمات؟ قال: هى الكلمات التى تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، وهو انه قال: (يا رب اسئلك بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين الاتبت على فتاب الله عليه انه هو التواب الرحيم.

149 - عن جعفر بن محمد الصادق عن ابيه عن جده عن على بن ابيطالب عليهم السلام قال: ان الله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلى الله عليه وآله قبل ان يخلق السموات والارض والعرش والكرسى واللوح والقلم والجنة والنار إلى ان قال.

حتى اخرجه من صلب عبدالله ابن عبدا لمطلب، فاكرمه بست كرامات البسه قميص الرضا ورداه رداء الهيبة وتوجه بتاج الهداية والبسه سراويل المعرفة وجعل تكته تكة المحبة يشد بها سراويله، وجعل نعله نعل الخوف، وناوله عصاء المنزلة، ثم قال الله عزوجل يا محمدا ذهب إلى الناس فقل لهم: قولوا لا اله الا الله محمد رسول الله وكان أصل ذلك القميص من ستة اشياء قامته من الياقوت وكماه من اللؤلؤ، ودخر يصيه(1) من البلور الاصفر وابطاه عن الزبرجد وجربانه(2) من المرجان ألاحمر وجيبه من نور الرب جل جلاله فقبل الله عزوجل توبة آدم بذلك القميص ورد خاتم سليمان بن ورد يوسف إلى يعقوب به ونجى يونس

___________________________________

(1) الدخريصة من القميس: مايوصل به البدن ليوسعه:.

(2) الجربان من القميس: طوقه.

[69]

من بطن الحوت به وكذلك ساير الانبياء عليهم السلام نجاهم من المحن به ولم يكن ذلك القميص الاميص محمد صلى الله عليه وآله.

150 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى فرات ابن احنف عن ابى جعفر الباقر عليه السلام قال لولا ان آدم أذنب ما اذنب مؤمن أبدا ولولا ان الله عزوجل تاب على آدم ماتاب على مذنب أبدا.

151 - وباسناده إلى الحسن بن عبدالله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبيطالب عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه وآله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل.

واما صلوة العصر فهى الساعة التى أكل آدم فيها من الشجرة، فاخرجه الله من الجنة.

فامرالله عزوجل ذريته بهذه الصلوة إلى يوم القيامة واختارها لامتى فهى من احب الصلوات إلى الله عزوجل واوصانى ان احفظها من بين الصلوات واما صلوة المغرب فهى ساعة التى تاب الله عزوجل فيها على آدم وكان بين ما أكل من الشجرة وبين ماتاب الله عليه ثلاثماة سنة من ايام الدنيا وفى ايام الاخرة يوم كالف سنة مابين العصر والعشاء فصلى آدم ثلث ركعات ركعة لخطيئته، وركعة لخطيئة حوا، وركعة لتوبته فافترض الله عزوجل هذه الثلث ركعات على امتى وهى الساعة التى يستجاب فيها الدعاء فوعدنى ربى عزوجل أن يستجيب لمن دعاه فيها.

152 - وباسناده إلى عبدالحميد بن أبى الديلم عن ابى عبدالله (ع) قال ان الله تبارك وتعالى لما أراد أن يتوب على آدم عليه السلام أرسل اليه جبرئيل فقال له السلام عليك يا آدم الصابر على بليته التائب عن خطيئته ان الله تبارك وتعالى بعثنى اليك لاعلمك المناسك التى يريد أن يتوب عليك بها، واخذ جبرئيل بيده وانطلق به حتى أتى البيت فنزلت عليه غمامة من السماء فقال له جبرئيل خط برجلك حيث اظلك هذا الغمام ثم انطلق به حتى اتى به إلى منى فاراه موضع مسجد منى فخطه وخط المسجد الحرام بعد ما خطه مكان البيت ثم انطلق به إلى عرفات فاقامه على العرفة وقال له: اذا غربت الشمس فاعترف بذنبك سبع مرات، ففعل ذلك آدم صلى الله عليه وآله، ولذلك سمى المعترف، لان آدم عليه السلام اعترف عليه بذنبه، فجعل ذلك سنة في ولده يعترفون بذنوبهم كما اعترف أبوهم، ويسئلون الله عزوجل التوبة كما سألها ابوهم آدم، ثم أمره جبرئيل عليه السلام فأفاض من عرفات، فمر على الجبال السبعة، فأمره ان يكبر على كل جبل أربع تكبيرات،

 

[70]

ففعل ذلك آدم ثم انتهى به إلى جمع ثلث الليل، فجمع فيها بين صلوة المغرب وبين صلوة العشاء فلذلك سميت جمعا لان جمع فيها بين الضلوتين، فوقت العتمة تلك الليلة ثلث الليل في ذلك الموضع ثم أمره ان ينبطح في بطحاء جمع فانبطح حتى انفجر الصبح ثم أمره أن يصعد على الجبل جبل جمع، وأمره اذا طلعت الشمس أن يعترف بذنبه سبع مرات، ويسئل الله عزوجل التوبة والمغفرة سبع مرات ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل، وانما جعل اعترافين ليكون سنة في ولده فمن لم يدرك عرفات وأدرك جمعا فقدوفى بحجه فأفاض آدم من جمع إلى منى، فبلغ منى ضحى فأمره أن يصلى ركعتين في مسجد منى، ثم أمره أن يقرب إلى الله عزوجل قربانا ليتقبل الله منه، ويعلم ان الله قدتاب عليه، ويكون سنة في ولده القربان فقرب آدم عليه السلام قربانا فقبل الله منه قربانه، وارسل الله عزوجل نارا من السماء فقبضت قربان آدم، فقال له جبرئيل، ان الله تبارك وتعالى قد أحسن اليك اذ علمك المناسك التى تاب عليك بها، وقبل قربانك فأحلق رأسك تواضعا لله عزوجل اذ قبل قربانك فحلق آدم رأسه تواضعا لله تبارك وتعالى، ثم اخذ جبرئيل بيد آدم فانطلق به إلى البيت، فعرض له ابليس عند جمرة العقبة، فقال له: يا آدم اين تريد؟ قال جبرئيل: يا آدم ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل، فذهب ابليس ثم أخذ بيده في اليوم الثانى فانطلق به إلى الجمرة الاولى، فعرض له ابليس فقال له: ارمه بسبح حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم فذهب ابليس ثم عرض له عند الجمرة الثانية، فقال له: يا آدم اين تريد؟ فقال له جبرئيل: ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم فذهب ابليس ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فقال له: يا آدم أين تريد - فقال له جبرئيل: ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة ففعل ذلك آدم عليه السلام فذهب ابليس ثم فعل ذلك به في اليوم الثالث والرابع فذهب ابليس فقال له جبرئيل: انك لن تراه بعد مقامك هذا أبدا، ثم انطلق به إلى البيت فأمره ان يطوف بالبيت سبع مرات، ففعل ذلك آدم فقال له جبرئيل: ان الله تبارك وتعالى قد غفر لك وقبل توبتك وحلت لك زوجتك.

153 - وباسناده إلى أبى خديجة عن أبى عبدالله (ع) قال سئل ابى (ع) رجل وقال حدثنى

[71]

عن رضا الرب عن آدم عليه السلام، فقال: ان آدم انزل فنزل في الهند وسئل ربه عزوجل هذا البيت فأمره ان يأتيه فيطوف به اسبوعا ويأتى منى وعرفات، فيقضى مناسكه كلها فجاء من الهند فكان موضع قدميه حيت يطا عليه عمران، وما بين القدم إلى القدم صحارى ليس فيها شئ، ثم جاء إلى البيت فطاف اسبوعا وأتى مناسكه فقضيها كما أمره الله فقبل الله منه التوبة وغفر له، قال: فجعل طواف آدم عليه السلام لما طافت الملئكة بالعرش سبع سنين.

فقال جبرئيل عليه السلام.

هنيئا لك يا آدم لقد غفر لك لقد طفت بهذا البيت قبلك بثلثة آلاف سنة، فقال آدم عليه السلام.

يا رب اغفرلى، ولذريتى من بعدى، فقال: نعم من آمن منهم؟؟ وبرسلى فقال: صدقت ومضى فقال أبى عليه السلام، هذا جبرئيل عليه السلام أتاكم يعلمكم معالم دينكم؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

154 - في عيون الاخبار عن على عليه السلام حديث طويل وفيه: وسأله كم كان عمر آدم عليه السلام قال: تسعمائة سنة وثلثون سنة.

155 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: عاش أبوالبشر آدم عليه السلام سبعمائة وثلثين سنة قال عزمن قائل يا بنى اسرائيل اذكروا نعمتى التى انعمت عليكم.

156 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه، ويعقوب هو اسرائيل ومعنى اسرائيل عبدالله لان اسرا هو عبدوايل هو الله عزوجل.

157 - وروى في خبر آخران اسرا هو القوة وايل هو الله عزوجل فمعنى اسرائيل قوة الله.

158 - في عيون الاخبار باسناده إلى أميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وسأله عن ستة من الانبياء لهم اسمان؟ فقال يوشع بن نون وهو ذوالكفل، ويعقوب و هو اسرائيل.

159 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله أنزل الله عزوجل واوفوا بعهدى اوف بعهدكم والله لقد خرج آدم من الدنيا

[72]

وقد عاهد [ قومه ] على الوفاء لولده شيث فما وفى له ولقد خرج نوح من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيه سام فما وفت امته، ولقد خرج ابراهيم من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيه اسمعيل فماوفت امته، ولقد خرج موسى من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيه يوشع بن نون فما وفت امته، ولقد رفع عيسى بن مريم إلى السماء وقد عاهد قومه على الوفاء لوصيه شمعون بن حمون الصفا فما وفت امته وانى مفارقكم عن قريب وخارج من بين اظهركم ولقد عهدت إلى امتى في [ عهد ] على بن أبى طالب، وانها(1) لراكبة سنن من قبلها من الامم في مخالفة وصيى وعصيانه الا وانى مجدد عليكم عهدى في على، فمن نكث فانما ينكث على نفسه، (ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجر عظيما) ايها الناس ان عليا امامكم من بعدى وخليفتى عليكم، وهو وصيى ووزيرى وأخى وناصرى وزوج ابنتى وابوولدى وصاحب شفاعتى وحوضى(2) من عصى عليا فقد عصانى ومن عصانى فقد عصى الله، ومن أطاع عليا فقد اطاعنى، ومن أطاعنى فقد أطاع الله عزوجل، يا ايها الناس من رد على على في قول أوفعل فقد رد على فمن رد على فقد رد على الله فوق عرشه، ايها الناس من اختار منكم على على اماما فقد اختار على نبيا، ومن اختار على نبيا فقد اختار على الله عزوجل ربا، ايها الناس ان عليا سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ومولى المؤمنين، وليه وليى ووليى ولى الله، وعدوه عدوى وعدوى عدوالله عزوجل، ايها الناس أوفوا بعهدالله في على يوف لكم بالجنة يوم القيامة.

160 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبيعمير عن سماعة عن أبيعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل (واوفوا بعهدى) قال، قال: بولاية أميرالمؤمنين عليه السلام (اوف بعهدكم) اوف لكم بالجنة.

___________________________________

(1) الضمير يرجع إلى الامة.

(2) وزاد في المصدر بعد قوله (وصاحب شفاعتى وحوضى.): ولوائى، من أنكره فقد أنكرنى: ومن أنكرنى فقد انكرالله عزوجل ومن أقر بامامته فقد أقربنبوتى، ومن اقربنبوتى فقد أقر بوحدانية الله عزوجل: ايها الناس من عصى علبا..؟؟

[73]

161 - احمد بن محمد عن محمد بن الحسين عن عبدالله بن محمد عن الخشاب قال: حدثنا بعض أصحابنا عن خيثمة قال: قال لى أبوعبدالله عليه السلام، يا خيثمة نحن عهدالله فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهدالله ومن خفرها(1) فقد خفر ذمة الله وعهده، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

162 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن محمد بن أبى عمير عن جميل عن أبى عبدالله عليه السلام قال له رجل، جعلت فداك ان الله يقول، (ادعونى استجب لكم) وانا ندعو فلا يستجاب لنا؟ قال لانكم لاتفون بعهده، وان الله يقول، (اوفوا بعهدى اوف بعهدكم) والله لووفيتم لله لوفى الله لكم.

قال عزمن قائل ولاتكونوا اول كافر به ولاتشركوا بآياتى ثمنا قليلا.

163 - في مجمع البيان روى عن النبى صلى الله عليه وآله من سن سنة حسنة فله أجرها واجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.

164 - وروى عن أبى جعفر في هذه الآية قال: كان حى بن اخطب وكعب بن الاشرف وآخرون من اليهود لهم مأكلة على اليهود في كل سنة، فكرهوا بطلانها بأمر النبى صلى الله عليه وآله فحرفوا لذلك آيات، من التوراة فيها صفته وذكره، فذلك الثمن الذى أريد في الآية.

165 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى زرارة بن أعين عن ابى جعفر عليه السلام قال: قلت له المرأة عليها اذان واقامة؟ فقال، ان كانت تسمع اذان القبيلة فليس عليها شئ، والافليس عليها اكثر من الشهادتين، لان الله تبارك وتعالى قال للرجال اقيموا الصلوة وقال للنساء.

(واقمن ألصلوة وآتين الزكوة واطعن الله ورسوله) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

166 - في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن اسحاق بن المبارك

___________________________________

(1) خفره: نقض عهده وغدربه.

[74]

قال، سألت ابا ابراهيم عليه السلام عن صدقة الفطرة أهى مما قال الله (اقيموا الصلوة وآتوا الزكوة)؟ فقال: نعم.

167 - في عيون الاخبار في العلل التى ذكرها الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام قال فان قال: فلم امروا الصلوة؟ قيل، لان الصلوة الاقرار بالربوبية وهو صلاح عام لان فيه خلع الانداد والقيام بين يدى الجبار بالذل وألاستكانة، والخضوع والاعتراف وطلب الاقالة من سالف الزمان، ووضع الجبهة على الارض كل يوم وليلة، ويكون العبد ذاكرا لله تعالى غير ناس له، ويكون خاشعا وجلامتذ للاطالبا راغبا في الزيادة للدين والدنيا، مع مافيه من الانزجار عن الفساد، وصار ذلك عليه في كل يوم وليلة، لئلا ينسى العبد مدبره وخالقه، فيبطر(1) ويطغى، وليكون في ذكر خالقه والقيام بين يدى ربه زجرا له عن المعاصى، وحاجزا ومانعا عن أنواع الفساد.

168 - في من لايحضره الفقيه وكتب الرضا على بن موسى عليهما السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب اليه من جواب مسائله ان علة الزكوة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الاغنياء، لان الله عزوجل كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوى كما قال الله: (لتبلون في اموالكم وأنفسكم) في اموالكم اخراج الزكوة، وفى انفسكم توطين النفس على الصبر مع مافى ذلك من اداء شكر نعم الله عزوجل، والطمع في الزيادة مع مافيه من الزيادة والرأفة والرحمة لاهل الضعف، والعطف على أهل المسكنة والحث لهم على المواساة وتقوية الفقراء، والمعونة لهم على أمرالدين وهو عظة لاهل الغنى، وعبرة لهم ليستدلوا على فقراء الاخرة بهم، وما لهم من الحث في ذلك على الشكر لله عزوجل لما خولهم وأعطاهم، والدعاء والتضرع والخوف من ان يصيروا مثلهم في امور كثيرة، في اداء الزكوة والصدقات، وصلة الارحام واصطناع المعروف.

169 - في عيون الاخبار باسناده إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: ان الله عزوجل امر بثلثة يقرون (ظ يقرن) بها ثلثة امر بالصلوة والزكوة، فمن صلى ولم يزك لم تقبل صلوته (الحديث).

170 - في مجمع البيان روى انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله مررت ليلة

___________________________________

(1) بطربطرا: طغى بالنعمة وماقام بحقها.

[75]

اسرى بى على اناس تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال هم خطباء من اهل الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.

171 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام من لم ينسلخ من هوا جسه(1) ولم يتخلص من آفات نفسه وشهواتها، ولم يهزم الشيطان ولم يدخل في كنف الله تعالى و توحيده وامان عصمته لايصلح له الامر بالمعروف والنهى عن المنكر لانه اذا لم يكن بهذه الصفة فكلما اظهر [ امرا ] يكون حجة عليه، ولاينتفع الناس به، قال الله تعالى: اتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم ويقال له يا خائن اتطالب خلقى بما خنت به نفسك، وأرخيت عنه عنانك؟

172 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله (اتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)؟ قال نزلت في القصاص والخطاب، وهو قول اميرالمؤمنين عليه السلام وعلى كل منبر منهم خطيب مصقع(2) يكذب على الله وعلى رسوله وعلى كتابه.

173 - في اصول الكافى باسناده إلى ابى عبدالله عليه السلام قال في قول الله عزوجل: (فكبكبوا فيهاهم والغاوون) قال: يا ابابصير هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره.

174 - وباسناده إلى خيثمة قال: قال لى ابوجعفر عليه السلام ابلغ شيعتنا ان اعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره.

175 - وباسناده إلى ابن ابى يعفور عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من اعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره.

176 - وباسناده إلى قتيبة الاعشى عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال: من اشدا الناس عذابا يوم القيامة من وصف عدلا وعمل بغيره.

177 - وباسناده إلى معلى بن خنيس عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان اشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم عمل بغيره.

___________________________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الاصل (هوى حبه) وهو مصحف والهواجس جمع الهاجس: ما وقع في جلدك.

(2) خطيب مصقع اى بليغ.

[76]

178 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عيسى بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن على بن أبيطالب عن آبائه عن عمر بن على عن أبيه على بن أبى طالب ان النبى صلى الله عليه وآله سئل مما خلق الله عزوجل العقل؟ قال: خلقه ملك له رؤس بعدد الخلائق، من خلق ومن يخلق إلى يوم القيامة، ولكل رأس وجه ولكل آدمى رأس من رؤس العقل واسم ذلك الانسان على وجه ذلك الرأس مكتوب، وعلى كل وجه ستر ملقى لايكشف(1) ذلك الستر من ذلك الوجه حتى يولد هذا المولود ويبلغ حد الرجال أو حد النساء، واذا بلغ كشف ذلك الستر، فيقع في قلب هذا الانسان نور، فيفهم الفريضة والسنة، والجيد و الردى الاومثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت.

179 - في تفسير على بن ابراهيم وقال الصادق عليه السلام: موضع العقل الدماغ الاترى الرجل اذا كان قليل العقل قيل له: ما أخف دماغك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

180 - في اصول الكافى احمد بن ادريس عن محمد بن عبدالجبار عن بعض اصحابنا رفعه إلى أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ما العقل؟ قال: ما عبد به الرحمن و اكتسب به الجنان، قال: قلت: فالذى كان في معاوية؟ قال: تلك النكرى تلك الشيطنة، وهى شبيهة العقل وليست بالعقل.

181 - في تفسير العياشى عن عبد الله بن طلحة قال أبوعبدالله عليه السلام (الصبر) هو الصوم.

182 - في الكافى على عن أبيه عن أبن ابى عمير عن سليمان عمن ذكره عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: واستعينوا بالصبر قال: يعنى بالصبر الصوم، وقال: اذا نزلت بالرجل النازلة والشدة فليصم، فان الله عزوجل يقول: (واستعينوا بالصبر) يعنى الصيام.

في من لايحضره الفقيه مرسلا عن الصادق عليه السلام مثله.

183 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل مما اشتبه عليه من الايات: فاما قوله (بل هم بلقاء ربهم كافرون) يعنى البعث فسماه الله عزوجل لقاء‌ه وكذلك ذكر المؤمنين يظنون انهم ملاقوا ربهم يعنى انهم يوقنون أنهم

___________________________________

(1) وفى نسخة (مايكشف).

[77]

يبعثون ويحشرون ويحاسبون، ويجزون بالثواب والعقاب والظن ههنا اليقين.

184 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: واتقوا يوما لاتجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة وهو قوله عليه السلام، والله لوان كل ملك مقرب وكل نبى مرسل شفعوا في ناصب ما شفعوا.

185 - في كتاب الخصال عن أبيعبدالله عليه السلام قال: ثلث من كن فيه استكمل خصال الايمان: من صبر على الظلم وكظم غيظه، واحتسب وعفى وغفر، كان ممن يدخله الله تعالى الجنة بغير حساب، ويشفعه في مثل ربيعة ومضر.

186 - عن الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه: واما شفاعتى ففى أهل الكبائر ما خلا أهل الشرك والظلم.

اقول: والاحاديث في تحقق الشفاعة لاهل المعاصى كثيرة.

187 - في مجمع البيان واما ماجاء في الحديث: لايقبل الله منه صرفا و لاعدلا فاختلف في معناه، قال الحسن: الصرف العمل، والعدل الفدية، وقال الاصمعى، الصرف التطوع، والعدل الفريضة، وقال أبوعبيدة الصرف الحيلة والعدل الفدية، وقال الكلبى: الصرف الفدية والعدل رجل مكانه.

188 - في تفسير العياشى عن يعقوب الاحمر عن أبى عبدالله عليه السلام قال: العدل الفريضة.

189 - عن ابراهيم بن الفضيل عن أبى عبدالله عليه السلام قال: العدل في قول أبى - جعفر عليه السلام الفدا.

190 - قال: ورواه أوساط الرجلى قال: قلت لابيعبدالله عليه السلام: قول الله لايقبل الله منه صرفا ولاعدلا قال: الصرف النافلة، والعدل: الفريضة.

191 - في كتاب الخصال عن أبيعبدالله عليه السلام قال: قام رجل إلى أميرالمؤمنين عليه السلام في الجامع بالكوفة فقال يا اميرالمؤمنين: اخبرنى عن يوم الاربعاء والتطير منه وثقله أى أربعاء هو؟ فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهر إلى قوله عليه السلام: ويوم الاربعاء أمر فرعون بذبح الغلمان.

[78]

192 في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعيد بن جبير عن سيد العابدين على بن الحسين عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن على عن أبيه سيد - الوصيين اميرالمؤمنين على بن أبى طالب عليه وعليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، لما حضرت يوسف عليه السلام الوفاة جمع شيعته وأهل بيته فحمدالله وأثنى عليه ثم حدثهم بشدة تنالهم تقتل فيها الرجال، وتشق فيها بطون الحبالى، وتذبح الاطفال، حتى يظهرالله الحق في القائم من ولد لاوى بن يعقوب، وهو رجل أسمر طوال، ووصفه ونعته لهم بنعته، فتمسكوا بذلك ووقعت الغيبة والشدة ببنى اسرائيل وهم ينتظرون قيام القائم أربعمأة سنة، حتى اذا بشروا بولادته ورأو علامات ظهوره اشتدت البلوى عليهم، وحمل عليهم بالحجارة والخشب، وطلب الفقيه الذى كان يستريحون إلى أحاديثه، فاستتر فراسلوه فقالوا: كنا مع الشدة نستريح إلى حديثك فخرج بهم إلى بعض الصحارى، وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الامر، وكانت ليلة قمراء - فبينماهم كذلك اذ طلع عليهم موسى عليه السلام وكان في ذلك الوقت حديث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة، فعدل عن موكبه وأقبل اليهم وتحته بغلة، وعليه طيلسان خز فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت، فقام اليه وانكب على قدميه فقبلهما، ثم قال: الحمدلله الذى لم يمتنى حتى أرانيك فلما راى الشيعة ذلك علموا انه صاحبهم، فانكبوا على الارض شكرا لله عزوجل، فلم يزدهم الا ان قال: ارجو أن يعجل الله فرجكم ثم غاب بعد ذلك وخرج إلى مدينة مدين، فأقام عند شعيب النبى ما أقام، فكانت الغيبة الثانية اشد عليهم من الاولى، وكانت نيفا وخمسين سنة، واشتدت البلوى عليهم، واستتر الفقيه فبعثوا اليه انه لاصبر لنا على استتارك عنا، فخرج إلى بعض الصحارى واستدعاهم وطيب نفوسهم، واعلمهم ان الله عزوجل أوحى اليه انه مفرج عنهم بعد أربعين سنة، فقالوا باجمعهم: الحمدلله فأوحى الله عزوجل اليه قل لهم قد جعلتها ثلثين سنة لقولهم الحمدلله فقالوا: كل نعمة فمن الله فأوحى الله اليه قل لهم: قد جعلتها عشرين سنة، فقالوا: لايأتى بالخير الا الله فأوحى الله اليه قل لهم: قد جعلتها عشرا، فقالوا: لايصرف السوء الا الله، فأوحى الله اليه قل لهم: لاتبرحوا فقد أذنت لكم في فرجكم،

[79]

فبيناهم كذلك، اذ طلع موسى عليه السلام راكبا حمارا فأراد الفقيه أن يعرف الشيعة ما يستبصرون به فيه، وجاء موسى عليه السلام حتى وقف عليهم فسلم عليهم فقال له الفقيه: ما اسمك؟ قال: موسى قال: ابن من؟ قال ابن عمران قال: ابن من؟ قال، ابن قاهب بن لاوى بن يعقوب، قال: بماذا جئت؟ قال جئت بالرسالة من عندالله عزوجل، فقام اليه فقبل يده ثم جلس بينهم فطيب نفوسهم وأمرهم أمره ثم فرقهم فكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم بغرق فرعون أربعين سنة.

193 - وباسناده إلى محمد الحلبى عن أبيعبدالله عليه السلام قال: ان يوسف بن يعقوب عليه السلام حين حضرته الوفاة جمع آل يعقوب وهو ثمانون رجلا فقال: ان هؤلاء القبط سيظهرون عليكم ويسومونكم سوء العذاب، وانما ينجيكم الله من أيديهم برجل من ولد لاوى بن يعقوب اسمه موسى بن عمران عليه السلام غلام طوال جعد أدم، فجعل الرجل من بنى اسرائيل يسمى ابنه عمران ويسمى عمران ابنه موسى.

فذكرابان بن عثمان عن ابى الحصين عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام انه قال، ما خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذابا من بنى اسرائيل كلهم يدعى انه موسى بن عمران فبلغ فرعون انه يرجعون به ويطلبون هذا الغلام، وقال له كهنته وسحرته، ان هلاك دينك وقومك على يدى هذا الغلام الذى يولد العام من بنى اسرائيل.

فوضع القوابل على النساء وقال لايولد العام ولد الاذبح ووضع على ام موسى قابلة فلما راح ذلك بنو اسرائيل قالوا: اذا ذبح الغلمان واستحيى النساء هلكنا فلم نبق، فتعالوا: لانقرب النساء فقال عمران ابوموسى عليه السلام، بل ايتوهن فان امرالله واقع ولوكره المشركون، اللهم من حرمه فانى لااحرمه ومن تركه فانى لااتركه، ووقع على ام موسى فحملت فوضع على ام موسى قابلة تحرسها فاذا قامت قامت واذا قعدت قعدت، فلما حملته امه وقعت عليه المحبة وكذلك بحجج الله على خلقه، فقالت لها القابلة، مالك يا بنية تصفرين وتذوبين فقالت، لاتلومينى فانى اذا ولدت اخذ ولدى فذبح قالت لاتحزنى فانى سوف أكتم عليك فلم تصدقها فلما ان ولدت التفتت اليها وهى مقبلة فقالت، ماشاء‌الله فقالت لها.

الم أقل انى سوف اكتم عليك ثم حملته فأدخلته المخدع، وأصلحت امره ثم خرجت إلى الحرس فقالت

[80]

انصرفوا - وكانوا على الباب - فانما خرج دم مقطع فانصرفوا (الحديث) وهو بتمامه مذكور في القصص.

194 - في كتاب الغيبة للشيخ الطوسى رحمة الله عليه باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام.

اما مولد موسى عليه السلام فان فرعون لما وقف على ان زوال ملكه على يده أمر باحضار الكهنة فدلوا على نسبه انه يكون من بنى اسرائيل، فلم يزل يأمر اصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بنى اسرائيل حتى قتل في طلبه نيف وعشرون ألف مولود وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى عليه السلام بحفظ الله تعالى اياه.

قال عزمن قائل: واذ فرقنا بكم البحر فانجيناكم.

195 - في تفسير على بن ابراهيم في قصة حنين ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وآله يده فقال اللهم لك الحمد واليك المشتكى وانت المستعان، فنزل عليه جبرئيل فقال: يا رسول الله دعوت بما دعاه به موسى حين فلق الله له البحر ونجاه من فرعون.

196 - وفيه حديث طويل مذكور في طه وفيه، (قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى) فهموا بهارون حتى هرب من بينهم وبقوا في ذلك حتى تم ميقات موسى أربعين ليلة، فلما كان يوم عشرة من ذى الحجة أنزل الله عليه الالواح فيه التوراة وما يحتاجون اليه من أحكام السير والقصص.

197 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الخزاز عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمى عن الفضيل بن يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال قلت، لهذا الامر وقت؟ فقال: كذب الوقاتون، كذب الوقاتون كذب الوقاتون، ان موسى عليه السلام لما خرج وفدا إلى ربه واعدهم ثلثين يوما فلما زاده الله على الثلثين عشرا قال قومه، قد اخلفنا موسى فصنعوا ماصنعوا، فاذا حدثناكم الحديث فجاء‌كم على ماحدثناكم به فقولوا: صدق الله، واذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ماحدثناكم به فقولوا صدق الله توجروا مرتين.

198 - في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال، قلت له: عن كم تجزى البدنة؟ قال: عن نفس واحدة، قلت، فالبقرة ! قال

[81]

تجزى عن خمسة اذا كانوا يأكلون على مائدة واحدة، قلت، كيف صارت البدنة لاتجزى الاعن واحدة والبقرة تجزى عن خمسة؟ قال: لان البدنة لم يكن فيها من العلة ما كان في البقرة، ان الذين امروا قوم موسى بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس، وكانوا أهل بيت ياكلون على خوان واحد، وهم اذينونة وأخوه ميذونة(1) وابن اخيه وابنته أو امرته هم الذين أمروا بعبادة العجل وهم الذين ذبحوا البقرة التى امرالله تباك وتعالى بذبحها.

199 - عن الرضا عليه السلام عن أميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه، وسأله عن الثور ماباله غاض طرفه لايرفع رأسه إلى السماء قال حياء‌ا من الله تعالى لما عبد قوم موسى العجل نكس رأسه.

200 - في كتاب الخصال عن الصادق عليه السلام شبهه بتغيير يسير، قال عزمن قائل فاقتلوا انفسكم (الاية).

201 - في مجمع البيان روى ان موسى عليه السلام أمرهم أن يقوموا صفين، فاغتسلوا ولبسوا أكفانهم، فجاء هارون باثنى عشر ألفا ممن لم يعبدوا العجل، ومعهم الشفار المرهفة(2) وكانوا يقتلونهم، فلما قتلوا سبعين ألفا تاب الله على الباقين وجعل قتل الماضين شهادة لهم.

202 - وروى ان موسى وهارون عليهم السلام وقفا يدعوان الله تعالى ويتضرعان اليه، وهم يقتل بعضهم بعضا حتى نزل الوحى بترك القتل، وقبلت توبة من بقى.

203 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: واذ قلتم يا موسى لن نومن حتى نرى الله جهرة (الاية) فهم السبعون الذين اختارهم موسى ليسمعوا كلام الله، فلما سمعوا الكلام قالوا: لن نؤمن لك يا موسى حتى نرى الله جهرة، فبعث الله عليهم صاعقة فاحترقوا ثم احياهم الله بعد ذلك، وبعثهم انبياء، فهذا دليل على الرجعة في امة محمد صلى الله عليه وآله فانه قال: لم يكن في بنى اسرائيل شئ الاوفى امتى مثله.

204 - في كتاب الخصال عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وآله انه قال: من الجبال

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفى المصدر (اذينوية ووميذوية) بالباء وفى العلل (اذيبوية ومذوية)(2) الشفار جمع الشفرة: السكين العظيمة العريضة والمرهفة اى المرققة حدها.

[82]

التى تطايرت يوم موسى عليه السلام والصاعقة سبعة أجبل، فلحقت بالحجاز واليمن، منها بالمدينة احد وورقان، وبمكة ثور وثبير وحرا، وباليمن صبر وحصون.

قال عزمن قائل: وظللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى.

205 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله وروى عن موسى بن جعفر عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليه السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لاميرالمؤمنين عليه السلام في اثناء كلام طويل.

فان موسى بن عمران قد اعطى المن والسلوى فهل فعل بمحمد نظير هذا؟ قال له على عليه السلام، لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ماهو أفضل من هذا، ان الله عزوجل أحل له الغنائم ولامته، ولم تحل لاحد غيره قبله، فهذا أفضل من المن والسلوى، قال له اليهودى، فان موسى عليه السلام قد ظلل عليه الغمام؟ قال له على عليه السلام لقد كان كذلك وقد فعل ذلك لموسى في التيه، وأعطى محمدا صلى الله عليه وآله أفضل من هذا، ان الغمامة كانت لمحمد صلى الله عليه وآله تظله من يوم ولد إلى يوم قبض في حضره واسفاره فهذا أفضل مما أعطى موسى عليه السلام.

206 - في مجمع البيان وروى عن النبى صلى الله عليه وآله انه قال: الكماة من المن، وماؤها شفاء للعين.

207 - وقال الصادق عليه السلام.

كان ينزل المن على بنى اسرائيل من بعد الفجر إلى طلوع الشمس، فمن نام في ذلك الوقت لم ينزل نصيبه فلذلك يكره النوم في هذالوقت إلى بعد طلوع الشمس.

قال عز من قائل وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة.

208 - في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن خالد عن الرضا على بن موسى عن أبيه عن آبائه عن أميرالمؤمنين على بن أبى طالب (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل امة صديق وفاروق، وصديق هذه الامة وفاروقها على بن أبى طالب ان عليا سفينة نجاتها وباب حطتها.

209 - في كتاب الخصال في مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام وتعدادها قال على عليه السلام: واما العشرون فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لى.مثلك في امتى مثل باب حطة

[83]

في بنى اسرائيل، فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمره الله عزوجل.

210 - وفيه يقول اميرالمؤمنين عليه السلام في حديث طويل: ونحن باب حطة.

211 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبدالله على السلام قال قال اميرالمؤمنين عليه السلام في خطبته: أنا باب حطته.

212 - في روضة الكافى خطبة لاميرالمؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة قال فيها عليه السلام: الاوانى فيكم ايها الناس كهارون في آل فرعون، وكباب حطة في بنى اسرائيل.

213 - في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه السلام قال: قال: نحن باب حطتكم.

214 - في اصول الكافى احمد بن مهران عن عبدالعظيم بن عبدالله عن محمد بن الفضل عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال، نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الاية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا.

فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولا غير الذى قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون.

215 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) روى عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عليه السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لاميرالمؤمنين عليه السلام في اثناء كلام طويل فان موسى عليه السلام قد اعطى الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا؟ قال له على عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله لما نزل الحديبية و حاصره أهل مكة قد اعطى ما هو أفضل من ذلك وذلك ان أصحابه شكوا اليه الظمأ وأصابهم ذلك حتيى التقت خواصر الخيل، فذكر واله عليه السلام ذلك فد عابركوة يمانية، ثم نصب يده المباركة فيها فتفجرت من بين أصابعه عيون الماء فصدرنا وصدرت الخيل(1) رواء‌ا وملاء ناكل مزادة وسقاء(2) ولقد كنا معه بالحديبية واذا ثم قليب جافة، فاخرج صلى الله عليه وآله سهما من كنانته، فناوله البراء بن عازب فقال له: اذهب بهذا السهم إلى تلك القليب الجافة، فاغرسه فيها، ففعل ذلك فتفجرت منه اثنتا عشرة عينا

___________________________________

(1) صدر عن الماء: رجع عنه وانصرف.

(2) المزادة: مايوضع فيه الزاد، والسقاء؟ جلد السخلة اذا اجدع يكون للماء واللبن.

[84]

من تحت السهم، ولقد كان يوم الميضأة(1) عبرة وعلامة للمنكرين لنبوته كحجر موسى حيث دعا بالميضأة فنصب يده فيها ففاضت بالماء وارتفع حتى توضا منه ثمانية آلاف رجل وشربوا حاجتهم، وسقوا دوابهم وحملوا ما ارادوا.

216 في مجمع البيان وروى انه كان حجرا مربعا.

217 - وروى عن ابى جعفر الباقر عليه السلام انه قال.

نزلت ثلثة احجار من الجنة: مقام ابراهيم وحجر بنى اسرائيل، والحجر ألاسود.

218 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى الجارود زياد بن المنذر قال: قال ابوجعفر عليه السلام اذا خرج القائم من مكة ينادى مناديه: الا لايحملن احد طعاما ولاشرابا، وحمل معه حجر موسى بن عمران عليه السلام وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلا اذا انفجرت منه عيون، فمن كان جايعا شبع، ومن كان ظمئانا روى ورويت دوابهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة.

219 - في الخرائج والجرائح عن ابى سعيد الخراسانى عن جعفر بن محمد عن ابيه عليه السلام مثله وزاد في آخره: فاذا نزلوا ظاهره انبعث منه الماء واللبن دائما، فمن كان جايع شبع.ومن كان عطشا ناروى.

220 - في اصول الكافى عن ابى سعيد الخراسانى عن ابى عبدالله قال: قال ابوجعفر (ع) وذكر مثل ما في كمال الدين وتمام النعمة الا قوله ورويت دوابهم إلى آخره.

221 - يونس عن ابن سنان عن اسحق بن عمار عن ابى عبدالله عليه السلام وتلاهذه الاية ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون قال: والله ماقتلوهم بايديهم ولاضربوهم باسيافهم، ولكنهم سمعوا احاديثهم فاذاعوها فأخذوا عليها، فقتلوا فصار قتلا واعداء‌ا ومعصية.

222 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين قال: الصابئون قوم لامجوس ولايهود ولانصارى ولامسلمين وهم يعبدون الكواكب والنجوم.

___________________________________

(1) الميضأة: الموضع يتوضأ فيه، المطهرة يتوضأ منها،

[85]

223 في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل وفى آخره قال: فقلت له فلم سمى النصارى نصارى؟ قال: لانهم من قرية اسمها ناصرة من بلاد الشام، نزلتها مريم وعيسى عليهما السلام بعد رجوعهما من مصر.

224 - في كتاب عقاب الاعمال باسناده إلى حنان بن سدير قال حدثنى رجل من أصحاب أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان اشد الناس عذابا يوم القيامة سبعة نفر: اولهم ابن آدم الذى قتل اخاه (إلى قوله): ورجلان من بنى اسرائيل هودا قومهما ونصراهما.

225 - وباسناده إلى اسحق بن عمار الصيرفى عن ابى الحسن الماضى عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام بعد أن قال أن في النار لواديا يقال له سقر، وان في تلك الوادى لجبلا، وان في ذلك الجبل لشعبا، وان في ذلك الشعب لقليبا، وان في ذلك القليب لحية وذكر شدة ما في الوادى وما بعده من العذاب، وان في جوف تلك الحية سبع صناديق فيها خمسة من الامم السالفة، واثنان من هذه الامة قلت: جعلت فداك ومن الخمسة و من الاثنان؟ قال: اما الخمسة فقابيل الذى قتل هابيل (إلى قوله) ويهود الذى هود اليهود، وبولس الذى نصر النصارى.

226 - في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق عليه السلام: لما انزل الله التوراة على بنى اسرائيل لم يقبلوه فرفع الله عليهم جبل طور سيناء، فقال لهم موسى عليه السلام: ان لم تقبلوه وقع عليكم الجبل فقبلوه وطأطأوا رؤسهم.

227 في مجمع البيان روى العياشى انه سئل الصادق عليه السلام عن قول الله خذوا ما آتيناكم بقوة أبقوة بالابدان أم بقوة بالقلوب؟ فقال بهما جميعا.

228 - وفيه وقيل: معناه اذكروا ما في تركه من العقوبة، وهو المروى عن أبى عبدالله عليه السلام.

229 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبدالرزاق ابن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر (ع) حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وكان من السبيل والسنة التى أمرالله عزوجل بها موسى

[86]

عليه السلام أن جعل عليهم السبت فكان من أعظم السبت ولم يستحل أن يفعل ذلك من خشية الله أدخله الجنة، ومن استخف بحقه واستحل ما حرم الله عليه من العمل الذى نهاه الله عنه فيه أدخله الله عزوجل النار، وذلك حيث استحلوا الحيتان واحتبسوها وأكلوها في غير يوم السبت غضب الله عليهم من غير أن يكونوا اشركوا بالرحمن، ولاشكوا في شئ مما جاء به موسى عليه السلام، قال الله عزوجل: ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين.

230 - في تفسير على بن ابراهيم وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: سيكون قوم يبيتون على اللهو وشرب الخمر والغنا، فبينما هم كذلك مسخوا من ليلتهم، وأصبحوا قردة وخنازير، وهو قوله: واحذروا ان تعتدوا كما اعتدى أصحاب السبت، فقد كان املى لهم حتى أشروا(1) وقالوا: ان السبت لنا حلال، وانما كان حرم على اولادنا وكانوا يعاقبون على استحلالهم السبت، فاما نحن فليس علينا حرام، ومازلنا بخير منذر استحللناه وقد كثرت أموالنا وصحت أجسامنا، ثم اخذهم الله ليلاوهم غافلون، فهو قوله واحذروا ان يحل بكم مثل ماحل بمن تعدى وعصى.

231 - في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: المسوخ من بنى آدم ثلثة عشر صنفا (إلى أن قال): فاما القردة فكانوا قوما ينزلون على شاطئ البحر، اعتدوا في السبت فصادوا الحيتان فمسخهم الله قردة.

232 - وفيه ايضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن أبيطالب عليهم السلام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسوخ فقال: هم ثلثة عشر الفيل (إلى أن قال): واما القردة فقوم اعتدوا في السبت.

233 - في عيون الاخبار عن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه كذلك حرم القردة، لانه مسخ مثل الخنزير، وجعل عظة وعبرة للخلق، دليلا على ما مسخ على خلقه وصورته، وجعل فيه شبه من الانسان ليدل على انه من الخلق المغضوب عليه.

234 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى على بن عقبة عن رجل عن ابى عبدالله

___________________________________

(1) أشرأشرا: بطرومرح،

[87]

عليه السلام قال: ان اليهود أمروا بالامساك يوم الجمعة، فتركوا يوم الجمعة وامسكوا يوم السبت فحرم عليهم الصيد يوم السبت.

235 - وباسناده إلى عبدالله بن يزيد بن سلام انه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وقد سأله عن ايام الاسبوع فالسبت قال: يوم مسبوت، وذلك قوله عزوجل في القرآن: ولقد خلقنا السموات والارض وما بينهما في سنة ايام فمن الاحد إلى الجمعة ستة أيام، والسبت معطل، قال: صدقت يا محمد والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

236 - في كتاب الخصال عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل في بيان الايام وفى آخره قال بعض مواليه: قلت فالسبت؟ فال سبتت الملئكة لربها يوم السبت، فوجدته لم يزل واحدا.

237 - في مجمع البيان (فجعلناها) الضمير يعود إلى الامة التى مسخت وهم اهل ايلة قرية إلى شاطئ البحر وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام.

238 - في عيون الاخبار حدثنى أبى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن موسى بن جعفر بن أبى جعفر الكميذانى ومحمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن ابى نصر البزنطى قال سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: ان رجلا من بنى اسرائيل قتل قرابة له، ثم أخذه فطرحه على طريق أفضل سبط من اسباط بنى اسرائيل ثم جاء يطلب بدمه فقالو الموسى (ع): ان سبط آل فلان قتلوا فلانا فأخبرنا من قتله؟ قال: ايتونى ببقرة قالوا اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين ولوانهم عمدوا إلى أى بقرة اجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهى قال انه يقول انها بقرة لافارض ولابكر يعنى لاصغيرة ولاكبيرة عوان بين ذلك ولوانهم عمدوا إلى بقرة اجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم قالوا ادع لنا ربك يبين لنا مالونها قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ولوانهم عمدوا إلى بقرة لاجزأتهم ولكن شددوا فشددالله عليهم قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهى ان البقر تشابه علينا وانا انشاء‌الله لمهتدون قال انه يقول انها بقرة لاذلول تثير الارض ولاتسقى الحرث مسلمة لاشية فيها قالوا الان جئت بالحق فطلبوها فوجدوها عند فتى من بنى اسرائيل

[88]

فقال: لاأبيها الابملاء مسكها ذهبا فجاؤا إلى موسى عليه السلام فقالوا له ذلك، فقال: اشتروها فاشتروها وجاؤا بها فأمر بذبحها ثم امر ان يضرب الميت بذنبها، فلما فعلوا ذلك حيى المقتول، وقال: يا رسول الله ان ابن عمى قتلنى دون من يدعى عليه قتلى، فعلموا بذلك قاتله، فقال لرسول الله موسى عليه السلام بعض اصحابه: أن هذه البقرة لها نبأ فقال: وما هو؟ فقال: ان فتى من بنى اسرائيل كان بارا بابيه وانه اشترى بيعا فجاء إلى أبيه والاقاليد تحت رأسه فكره ان يوقظه فترك ذلك البيع فاستيقظ أبوه فأخبره فقال له: احسنت خذ هذه البقرة فهو لك عوضا لما فاتك، قال: فقال له رسول الله موسى عليه السلام: انظروا إلى البر مايبلغ بأهله.

239 - وباسناده إلى الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا عليه السلام انه قال في كلام طويل ان الذين امروا قوم موسى بعبادة العجل كانوا خمسة أنفسس وكانوا اهل بيت يأكلون على خوان واحدوهم ذينونة واخوه ميذونة، وابن أخيه وابنته وامرأته هم الذين أمروا بعبادة العجل وهم الذين ذبحوا البقرة التى امرالله تبارك وتعالى بذبحها.

وفى من لايحضره الفقيه وفى كتاب الخصال مثله سواء.

240 - في تفسير على بن أبراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن بعض رجاله عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان رجلا من خيار بنى اسرائيل وعلمائهم خطب امرأة منهم، فانعمت له وخطبها ابن عم لذلك الرجل، وكان فاسقا رديا فلم ينعموا له، فحسد ابن عمه الذى أنعموا له، فقعد له فقتله غيلة، ثم حمله إلى موسى عليه السلام فقال: يا نبى الله هذا ابن عمى قد قتل فقال موسى من قتله؟ قال: لاأدرى وكان القتل في بنى اسرائيل عظيما جدا، فعظم ذلك على موسى فاجتمع اليه بنو اسرائيل فقالوا ما ترى يا نبى الله؟ وكان في بنى اسرائيل رجل له بقرة وكان له ابن باروكان عند ابنه سلعة فجاء قوم يطلبون سلعته، وكان مفتاح بيته تحت رأس أبيه وكان نائما وكره ابنه ان ينبهه وينغص عليه نومه، فانصرف القوم فلم يشتروا سلعته، فلما انتبه أبوه قال له: يابنى ما صنعت في سلعتك؟ قال: هى قائمة لم أبعها لان المفتاح كان تحت رأسك فكرهت ان أنبهك وانغص عليك نومك، قال له أبوه: قد جعلت هذه البقرة لك عوضا عما فاتك من ربح سلعتك، وشكرالله لابنه مافعل بأبيه وأمر بنى اسرائيل أن يذبحوا تلك البقرة بعينها، فلما اجتمعوا إلى موسى وبكوا وضجوا

[89]

قال لهم موسى: (ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة) فتعجبوا و (قالو أتتخذنا هزوا) نأتيك بقتيل فتقول اذبحوا بقرة؟ فقال لهم موسى.

(اعوذ بالله ان أكون من الجاهلين) فعلموا انهم قد أخطأوا (فقالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهى قال انه يقول انها بقرة لافارض ولابكر) الفارض التى قد ضربها الفحل ولم تحمل، والبكر التى لم تضربها (فقالوا ادع لناربك يبين لناما لونها قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها) اى لونها شديدة الصفر (تسر الناظرين) اليها (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهى ان البقر تشابه علينا وانا انشاء‌الله لمهتدون قال انه يقول انها بقرة لاذلول تثير الارض) اى لم تذلل (ولاتسقى الحرث) اى لا تسقى الزرع (مسلمة لاشية فيها) أى لانقط فيها الا الصفرة (قالوا الآن جئت بالحق) هى بقرة فلان فذهبوا ليشتروها، فقال لايبيعها لابملاء جلدها ذهبا فرجعوا إلى موسى فاخبروه فقال لهم موسى: لابدلكم من ذبحها بعينها، فاشتروها بملاء جلدها ذهبا فذبحوها ثم قالوا ماتامرنا يانبى الله فأوحى الله تبارك وتعالى اليه: قال لهم اضربوه ببعضها وقولوا: من قتلك؟ فاخذوا الذنب فضربوه به، وقالوا: من قتلك يا فلان فقال: فلان بن فلان ابن عمه الذى جاء به، وهو قوله: (فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيى الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون).

241 - في الكافى باسناده إلى أبى البخترى عن أبى عبدالله عليه السلام قال من لبس نعلا صفرا كان في سرور حتى يبليها.

242 - عنه عن بعض أصحابنا بلغ به جابر الجعفى عن ابى جعفر عليه السلام قال من لبس نعلا صفرا لم ينزل ينظر في سرور مادامت عليه، لان الله عزوجل يقول، (صفراء فاقع لونها تسر الناظرين).

243 - في مجمع البيان وعن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وآله انهم أمروا بأدنى بقرة ولكنهم لما شددوا على انفسهم شددالله عليهم، وايم الله لولم يستثنوا ما بينت لهم إلى آخر الابد.

244 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) وقال ابومحمد الحسن العسكرى عليه السلام لما نزلت هذه الاية ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة او اشد قسوة في حق اليهود والنواصب، فغلظ ماوبخهم به رسول الله صلى الله عليه وآله فقال جماعة من رؤسائهم

[90]

وذوى الالسن والبيان منهم يا محمد انك تهجونا وتدعى على قلوبنا ماالله يعلم منها خلافة، ان فيها خيرا كثيرا نصوم ونتصدى ونواسى الفقراء ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله انما الخير ما اريد به وجه الله وعمل على ما امرالله تعالى فاما ما اريد به الرياء والسمعة ومعاندة رسول الله صلى الله عليه وآله واظهار الغنى عليه والتمالك والشرف فليس بخير بل هو الشر الخالص ووبال على صاحبه يعذبه الله به اشد العذاب، فقالوا له يا محمد انت تقول هذا ونحن نقول بل ما نتفقه الا لابطال أمرك ورفع رياستك ولتفريق اصحابك عنك وهو الجهاد الاعظم نومل به من الله الثواب الاجل الاجسم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وفيه الزامهم على الوجه الاعظم.

245 - في الخرايج والجرايح روى عن الحسين بن على عليهم السلام في قوله تعالى (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة او أشد قسوة) قال.

انه يقول يبست قلوبكم معاشر اليهود كالحجارة اليابسة، لاترشح برطوبته، اى انكم لاحق الله تؤدون.

ولا لاموالكم تتصدقون ولا بالمعروف تتكرمون، ولا للضيف تقرون ولامكروبا تغيثون، ولابشئ من الانسانية تعاشرون وتواصلون، أو أشد قسوة ابهم على السامعين ولم يبين لهم كما يقول القائل.

أكلت خبزا أو لحما، وهو لايريد به انه لاأدرى أن يبهم على السامع حتى لايعلم ما اذا أكل، وان كان يعلم ان قد أكل أيهما، (وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار) اى قلوبكم في القساوة بحيث لايجئ منها خير يا يهودى، وفى الحجارة مايتفجر منه الانهار فتجيئ بالخير والنبات لبنى آدم، (وان منها) اى من الحجارة (لما يشقق فيخرج منه الماء) دون الانهار وقلوبكم لايجيئ منها الكثير من الخير ولاالقليل (وان منها لم يهبط) اى من الحجارة ان اقسم عليها باسم الله تهبط، وليس في قلوبكم شئ منه فقالوا، زعمت يامحمدان الحجارة الين من قلوبنا وهذه الجبال بحضرتنا فاستشهدها على تصديقك فان نطقت بتصديقك فأنت المحق، فخرجوا إلى أو عرجبل(1) فقالوا، استشهده فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، اسئلك يا جبل بجاه محمد وآله الطيبين الذين بذكر اسمائهم خفف الله العرش على كواهل ثمانية من الملائكة بعد أن لم يقدروا على

___________________________________

(1) الاوعر: المكان الصلب ضد السهل.

[91]

تحريكه، فتحرك الجبل وفاض الماء، فنادى، اشهد انك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وان قلوب هؤلاء اليهود كما وصفت أقسى من الحجارة فقال اليهود، اعلينا تلبس اجلست اصحابك خلف هذا الجبل ينطقون بمثل هذا، فان كنت صادقا فتنح من موضعك إلى ذى القرار، ومر هذا الجبل يسير اليك، ومره أن ينقطع نصفين ترتفع السفلى وتنخفض العليا، فأشار إلى حجرتد حرج، فتد حرج، ثم قال لمخاطبه، خذه وقربه فستعيد عليك ماسمعت، فان هذا خير من ذلك الجبل فاخذه الرجل فادناه من اذنه فنطق الحجر بمثل ما نطق به الجبل، قال: فأتنى بما اقترحت، فتباعد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى فضاء واسع ثم نادى، ايها الجبل بحق محمد وآله الطيبين لما اقتلعت من مكانك باذن الله، وجئت إلى حضرتى، فتزلزل الجبل وسار مثل الفرس الهملاج(1) فنادى: أنا سامع لك ومطيع امرك، فقال: هؤلاء اقترحوا على ان آمرك ان تنقطع من اصلك فتصير نصفين فينحط أعلاك ويرتفع أسفلك، فانقطع نصفين وارتفع أسفله وانخفض أعلاه، فصار فرعه أصله ثم نادى الجبل: اهذا الذى ترون دون معجزات موسى الذى يزعمون انكم به تؤمنون؟ فقال رجل منهم، هذا رجل تتأتى له العجايب فنادى الجبل، ياعدوالله ابطلتم بما تقولون نبوة موسى حيث كان وقوف الجبل فوقهم كالظلل، فيقال: هو رجل تتأتى له العجايب فلزمتهم الحجة ولم يسلموا.

246 - في مجمع البيان وقد ورد في الخبر عن النبى صلى الله عليه وآله انه قال: لاتكثروا الكلام بغير ذكرالله فان كثرة الكلام بغير ذكرالله يقسى القلوب، وان ابعد الناس من الله القاسى القلب.

247 - وروى عن النبى صلى الله عليه وآله انه قال: ان حجرا كان يسلم على في الجاهلية وانى لاعرفه الان.

248 - في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال: كان فيما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام: يا على ثلث يقسين القلب، استماع اللهو، وطلب الصيد، واتيان باب السلطان.

___________________________________

(1) دابة هملاج: حسنة السيرفى سرعة وبخترة.

 

[92]

249 - وفيه فيما علم أميرالمؤمنين عليه السلام أصحابه: ولايطول عليكم الامل فتقسو قلوبكم.

250 - عن ابى عبدالله عن ابيه عليهما السلام قال: اوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام لاتفرح بكثرة المال (إلى قوله) وترك ذكرى يقسى القلوب.

251 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الاصبغ بن نباتة قال: قال امير - المؤمنين عليه السلام، ماجفت الدموع الالقسوة القلوب وماقست القلوب الالكثرة الذنوب.

252 - في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن عمرو بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: فيما ناجى الله عزوجل به موسى عليه السلام، يا موسى لاتطول في الدنيا املك فيقسو قلبك، والقاسى القلب منى بعيد.

253 في مجمع البيان: أتحدثونهم بما فتح الله عليكم الاية روى عن أبى جعفر الباقر عليه السلام انه قال: كان قوم من اليهود ليسوا من المعاندين المتواطئين اذالقوا المسلمين حدثوهم بما في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وآله فنهاهم كبراؤهم عن ذلك وقالوا، لاتخبروهم بما في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وآله فيحاجوكم به عند ربكم، فنزلت هذه الآية.

254 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) باسناده إلى ابى محمد العسكرى عليه السلام في قوله تعالى ومنهم اميون لايعلمون الكتاب الاامانى ان الامى منسوب إلى امه اى هو كما خرج من بطن امه لايقرء ولا يكتب، لايعلمون الكتاب المنزل من السماء، ولا المتكلم به ولايميزون بينهما الا امانى "، اى الا ان يقرء عليهم ويقال لهم ان هذا كتاب الله وكلامه لايعرفون ان قرئ من الكتاب خلاف ماهم فيه، وان هم الا يظنون اى مايقرء عليهم رؤساء‌هم من تكذيب محمد صلى الله عليه وآله في نبوته وامامته على سيد عترته، وهم يقلدونهم مع انه محرم عليهم تقليدهم فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا قال عليه السلام، قال الله تبارك وتعالى هذا القوم من اليهود كتبوا صفة زعموا انها صفة محمد صلى الله عليه وآله وهى خلاف صفته وقالوا للمستضعفين منهم: هذه صفة النبى المبعوث في آخر الزمان، انه طويل عظيم البدن

[93]

والبطن، اهدف اصهب الشعر(1) ومحمد صلى الله عليه وآله بخلافه، وهو يجئ بعد هذا الزمان بخمسمأة سنة، وانما أرادوا بذلك لتبقى لهم على ضعفائهم رياستهم، وتدوم لهم اصاباتهم ويكفوا انفسهم مؤنة خدمة رسول الله صلى الله عليه وآله وخدمة على عليه السلام وأهل خاصته، فقال الله عزوجل، (فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) من هذه الصفات المحرفات المخالفات لصفة محمد وعلى عليهما السلام الشدة لهم من العذاب، في اسوء بقاع جهنم، وويل لهم الشدة من العذاب ثانية مضافة إلى الاولى، مما يكسبونه من الاموال التى يأخذونها اذا ثبتوا أعوانهم على الكفر بمحمد صلى الله عليه وآله، والجحد لوصيه وأخيه على بن أبيطالب عليه السلام ولى الله، والحديث طويل أخذنا منه ما به كفاية وتركنا الباقى خوف الاطالة.

قال عزمن قائل: فويل لهم.

255 - في مجمع البيان وروى الخدرى عن النبى صلى الله عليه وآله انه واد في جهنم يهوى فيه الكافر أربعين خريفا قبل ان يبلغ قعره.

256 - وفيه وقيل كتابتهم بأيديهم أنهم عمدوا إلى التوراة وحرفوا صفة النبى صلى الله عليه وآله ليرفعوا الشك بذلك للمستضعفين من اليهود، وهو المروى عن أبى جعفر الباقر عليه السلام.

257 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة قال: قال بنو اسرائيل: ان تمسنا النار ولن نعذب الا الايام المعدودات التى عبدنا فيها العجل، فردالله عليهم قل: يا محمد لهم اتخذتم عندالله عهدا فلن يخلف الله عهده، ام تقولون على الله مالاتعلمون.

258 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان عن عبدالله بن محمد اليمانى عن منيع بن الحجاج عن يونس عن صباح المزنى عن أبى حمزة عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل: بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته قال: اذا جحد امامة اميرالمؤمنين عليه السلام فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون.

259 - في كتاب التوحيد حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانى رضى الله عنه قال:

___________________________________

(1) الاهدف: كانه من الهدف بمعنى الجسم.والاصهب مايخالط بياض شعره حمرة.

[94]

حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن ابن ابى عمير قال سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول: لايخلدالله في النار الا أهل الكفر والجحود وأهل الضلال والشرك.

260 - في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عن أبيه عليهما السلام في قول الله عزوجل: وقولوا للناس حسنا قال: نزلت في أهل الذمة ثم نسخها قوله تعالى: قاتلوا الذين لايؤمنون الاية، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

261 - في تهذيب الاحكام احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أبى على قال: كنا عند أبى عبدالله عليه السلام فقال رجل: جعلت فداك قول الله عزوجل: (وقولوا للناس حسنا) هو للناس جميعا فضحك وقال: لا، عنى قولوا، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى اهل بيته عليهم السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

262 - في تفسير العياشى عن حريز عن سدير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: اطعم رجلا سائلا لااعرفه مسلما؟ قال نعم أطعمه مالم تعرفه بولاية ولابعداوة، ان الله يقول (وقولوا للناس حسنا.).

263 - عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله (ع) قال سمعته يقول اتقوا الله ولاتحملوا الناس على أكتافكم ان الله يقول في كتابه (وقولوا للناس حسنا).

264 - في اصول الكافى باسناده إلى ابى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال في حديث طويل ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم، وقسمه عليها، وفرقه فيها، وفرض على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقربه قال الله تبارك وتعالى (وقولوا للناس حسنا).

265 - وباسناده إلى معاوية بن عمار عن أبى عبدالله (ع) في قول الله عزوجل (وقولوا للناس حسنا) قال قولوا للناس ولاتقولوا الاخيرا حتى تعلموا ماهو.

266 - وباسناده إلى جابر بن يزيد عن أبى جعفر (ع) قال في قول الله عزوجل (قولوا للناس حسنا) قال قولوا للناس احسن ماتحبون ان يقال فيكم.

267 - في اصول الكافى باسناده إلى ابى هاشم قال قال ابوعبدالله عليه السلام انما خلد اهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لوخلدوا فيها ان يعصوا الله ابدا

[95]

وانما خلد اهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا ان لوبقوا فيها أن يطيعوا الله ابدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى: قل كل يعمل على شاكلته قال على نيته.

268 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام ولاتدع النصيحة في كل حال قال الله عزوجل (وقولوا للناس حسنا).

269 - في اصول الكافى باسناده إلى ابى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله (ع) انه قال الوجه الرابع من الكفر ترك ما امرالله عزوجل به، وهو قول الله عزوجل واذ اخذنا ميثاقكم لاتسفكون دمائكم ولاتخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم فكفرهم بترك ما امرالله عزوجل ونسبهم إلى الايمان، ولم يقبله منهم ولم ينفعهم عنده، قال (فما جزاء من يفعل ذلك منكم) الاخزى في الحيوة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى اشد العذاب وماالله بغافل عما تعملون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

270 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال اخبرنى عن القيامة لم سميت القيامة؟ قال لان فيها قيام الخلق للحساب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

271 - في تفسير على بن ابراهيم قوله (واذاخذنا ميثاقكم لاتسفكون دماء‌كم ولاتخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون) فانها نزلت في أبى ذر (ره) وعثمان بن عفان، وكان سبب ذلك لما أمر عثمان بنفى ابى ذر (ره) إلى الربذة دخل عليه ابوذر رضى الله عنه وكان عليلا متوكئا على عصاه، وبين يدى عثمان مأة ألف درهم قد حملت اليه من بعض النواحى، واصحابه حوله ينظرون اليه ويطمعون أن يقسمها فيهم، فقال أبوذر لعثمان، ما هذا المال؟ فقال عثمان: مأة ألف درهم

[96]

حملت إلى من بعض النواحى، اريد ان اضم اليها مثلها، ثم ارى فيها رأيى فقال ابوذر، يا عثمان ايما اكثر مائة الف درهم او اربعة دنانير؟ فقال عثمان: بل مأة الف درهم، فقال ابوذر: اما تذكر انا وانت قد دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وآله عشاء‌ا فرايناه كئيبا حزينا فسلمنا عليه، فلم يرد علينا السلام، فلما اصبحنا اتيناه فرايناه ضاحكا مستبشرا فقلنا له: بآبائنا وامهاتنا دخلنا عليك البارحة فرايناك كئيبا حزينا ثم عدنا اليك اليوم فرايناك ضاحكا مستبشرا؟ فقال: نعم كان قد بقى عندى من فئ المسلمين اربعة دنانير، لم اكن قسمتها وخفت أن يدركنى الموت وهو عندى وقد قسمتها اليوم فاسترحت منها، فنظر عثمان إلى كعب الاحبار وقال له: يا ابا اسحق ما تقول في رجل ادى زكوة ماله المفروضة هل يجب عليه فيما بعد ذلك شئ فقال: لاولو اتخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضة ما وجب عليه شئ، فرفع ابوذر عصاه فضرب بها راس كعب ثم قال له: يا ابن اليهودية الكافرة ما انت والنظر في احكام المسلمين قول الله اصدق من قولك حيث قال: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكنزون فقال عثمان: يا اباذر انك شيخ قد خرفت وذهب عقلك، ولولا صحبتك لرسول الله صلى الله عليه وآله لقتلتك، فقال: كذبت يا عثمان اخبرنى حبيبى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: [ لايفتنونك يا باذرو ](1) لايقتلونك، واما عقلى فقد بقى منه ما احفظ حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله فيك وفى قومك، قال: وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله في وفى قومى قال سمعته صلى الله عليه وآله يقول اذا بلغ آل ابى العاص ثلثين رجلا صيروا مال الله دولا وكتاب الله دغلا، وعباده خولا(2) والفاسقين حزبا، والصالحين حربا، فقال عثمان: يا معشر اصحاب محمد صلى الله عليه وآله هل سمع احد منكم هذا من رسول الله فقالوا: لاما سمعنا هذا من رسول الله: فقال عثمان: ادع عليا فجاء أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له عثمان:

___________________________________

(1) ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر.

(2) الخول: العبيد يعنى انهم يستخدمونهم ويستعبدونهم.

[97]

يا ابا الحسن انظر ما يقول هذا الشيخ الكذاب فقال اميرالمؤمنين عليه السلام، مه يا عثمان لاتقل كذاب، فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء(1) على ذى لهجة اصدق من ابى ذر، فقال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: صدق ابوذر فقد سمعنا هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله، فبكى ابوذر عند ذلك فقال: ويلكم كلكم قد مد عنقه إلى هذا المال ظننتم انى اكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم نظر اليهم فقال: من خيركم؟ فقالوا: انت تقول انك خيرنا، قال نعم خلفت حبيبى رسول الله صلى الله عليه وآله في هذه الجبة وهى على بعد وانتم قد احدثتم احداثا كثيرة، والله سائلكم عن ذلك ولايسألنى، فقال عثمان: ياباذر اسئلك بحق رسول الله صلى الله عليه وآله الا ما اخبرتنى عن شئ اسئلك عنه، فقال ابوذر، والله لولم تسألنى بحق رسول الله صلى الله عليه وآله لما اخبرتك، فقال اى البلاد احب اليك ان تكون فيها فقال: مكة حرم الله وحرم رسوله اعبدالله فيها حتى ياتينى الموت فقال: لا ولاكرامة لك قال: المدينة حرم رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا ولاكرامة لك، قال: فسكت أبوذر فقال عثمان: أى البلاد أبغض اليك أن تكون فيها؟ قال: الربذة التى كنت فيها على غير دين الاسلام، فقال عثمان، سر اليها فقال أبوذر: قد سألتنى فصدقتك وأنا اسئلك فاصدقنى؟ قال: نعم، قال أبوذر، أخبرنى لوبعثتنى في بعث اصحابك إلى المشركين فأسرونى فقالوا: لانفديه الابثلث ما تملك؟ قال: كنت أفديك.

قال: فان قالوا: لانفديه الا بنصف ما تملك؟ قال: كنت افديك قال فان قالوا: لانفديه الا بكل ما تملك؟ قال: كنت أفديك قال أبوذر، الله اكبر قال لى حبيبى رسول الله صلى الله عليه وآله يوما، ياباذر كيف انت اذاقيل لك اى البلاد أحب اليك أن تكون فيها؟ فتقول، مكة حرم الله ورسوله أعبدالله فيها حتى يأتينى الموت، فيقال لك، لا ولاكرامة لك، فتقول: فالمدينة حرم رسول الله صلى الله عليه وآله فيقال لك، لاولا كرامة لك، ثم يقال لك، فأى البلاد أبغض اليك أن تكون فيها؟ فتقول: الربذة التى كنت فيها على غير دين الاسلام، فيقال لك: سر اليها، فقلت: ان هذا لكاين يا رسول

___________________________________

(1) المراد بالخضراء: السماء لانها تعطعى الخضرة وبالغبراء: الارض لانها تعطى الغبرة في لونها.

وأقلت اى حملت.

[98]

الله؟ فقال: اى والذى نفسى بيده انه لكائن فقلت يا رسول الله أفلا أضع سيفى هذا على عاتقى فاضرب به قدما قدما؟ قال: لا، اسمع واسكت ولو لعبد حبشى، وقد أنزل الله فيك وفى عثمان آية فقلت: وما هى يا رسول الله؟ قال قوله تبارك وتعالى، (واذاخذنا ميثاقكم لاتسفكون دماء‌كم ولاتخرجون أنفسكم من دياركم ثم اقررتم وأنتم تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من دياركم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم اسارى تفادوهم وهم محرم عليكم اخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الاخزى في الحيوة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون.قال عزمن قائل وأيدناه بروح القدس.

272 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليمانى عن جابر الجعفى عن أبى عبدالله عليهما السلام حديث طويل ذكرناه بتمامه أول الواقعة، وفيه يقول عليه السلام.

هم رسل الله وخاصة الله من خلقه جعل فيهم خمسة ارواح، أيدهم بروح القدس فيه عرفوا الاشياء.

273 - باسناده إلى المنخل عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: سألته عن علم العالم؟ فقال لى، يا جابر ان في الانبياء والاوصياء خمسة ارواح، روح القدس، وروح الايمان، وروح الحيوة وروح القوة وروح الشهوة فبروح القدس يا جابر عرفوا ما تحت العرش إلى ماتحت الثرى، ثم قال: يا جابران هذه الاربعة الارواح يصيبها الحدثان الاروح القدس فانها لاتلهو ولاتلعب.

274 - وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن علم الامام بما في أقطار الارض وهو في بيته مرخى عليه ستره فقال: يا مفضل ان الله تبارك وتعالى جعل في النبى صلى الله عليه وآله خمسة أرواح روح الحيوة فبه دب ودرج وروح القوة فبه نهض وجاهد وروح الشهوة فبه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال، و روح الايمان فبه آمن وعدل، وروح القدس فبه حمل النبوة، فاذا قبض النبى صلى الله عليه وآله انتقل روح القدس فصار إلى الامام.

وروح القدس لاينام ولايغفل، ولايلهو ولايزهو

[99]

ولا يعلب والاربعة الارواح تنام وتغفل، وتلهو وتزهو وروح القدس كان يرى به.

275 - في تفسير العياشى عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: أما قوله أفكلما جاء‌كم رسول بما لاتهوى انفسكم (الآية قال أبوجعفر عليه السلام، ذلك مثل موسى والرسل من بعده وعيسى عليه السلام ضرب مثلا لامة محمد، فقال الله لهم.

فان جاء‌كم محمد بما لاتهوى أنفسكم بموالاة على استكبرتم وفريقا من آل محمد كذبتم، وفريقا تقتلون فذلك تفسيرها في الباطن.

276 في اصول الكافى باسناده إلى منخل عن جابر عن أبى جعفر عليها السلام قال جائكم محمد صلى الله عليه وآله بما لاتهوى أنفسكم بموالاة على عليه السلام فاستكبرتم ففريقا من آل محمد كذبتم وفريقا تقتلون.

277 - وباسناده إلى أبى عمر الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له.

أخبرنى عن وجوه الكفر في كتاب الله عزوجل، قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه، فمنها كفر الجحود على وجهين (إلى قوله) اما وجه الاخر من الجحود على معرفة، وهوان يجحد الجاحد وهو يعلم انه حق قد استقر عنده، وقد قال الله عزوجل: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) وقال الله عزوجل: وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جائهم ماعرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين.

278 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن ابى عمير عن حماد عن حريز عن أبيعبدالله عليه السلام قال.

نزلت هذه الاية في اليهود والنصارى يقول الله تبارك وتعالى، (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه) يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله (كما يعرفون ابنائهم) لان الله عزوجل قد انزل عليهم في التوراة والانجيل والزبور صفة محمد صلى الله عليه وآله وصفة اصحابه ومبعثه ومهاجرته، وهو قوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التورة ومثلهم في الانجيل) فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله في التوراة والانجيل وصفة اصحابه فلما بعثه الله عزوجل عرفه اهل الكتاب كما قال جل جلاله، (فلما جاء‌هم ماعرفوا

[100]

كفروا به) فكانت اليهود يقولون للعرب قبل مجئ النبى صلى الله عليه وآله ايها العرب هذا اوان نبى يخرج بمكة ويكون مهاجرته بمدينة وهو آخر الانبياء وافضلهم في عينيه حمرة وبين كتفيه خاتم النبوة يلبس الشملة ويجتزى بالكسرة والتمرات، ويركب الحمار العرى، وهو الضحوك القتال يضع سيفه على عاتقه، ولايبالى من لاقى يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر، لنقتلنكم به يامعشر العرب قتل عااد، فلما بعث الله نبيه بهذه الصفة حسدوه وكفروا به كما قال الله تعالى: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاء‌هم ماعرفوا كفروا به).

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=1896
  • تاريخ إضافة الموضوع : 0000 / 00 / 00
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28