• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة .
              • الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الرابع ) ، تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي .
                    • الموضوع : سورة الزخرف .

سورة الزخرف

سورة الزخرف

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من أدمن قراء‌ة حم الزخرف آمنه الله في قبره من هوام الارض وضغطة القبر حتى يقف بين يدى الله عزوجل ثم جاء‌ت حتى تدخله الجنة بأمر الله تبارك وتعالى.

2 - في مجمع البيان أبى بن جعب عن النبى صلى الله عليه واله قال: من قرء سورة الزخرف كان ممن يقال له يوم القيامة: يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ادخلوا الجنة بغير حساب.

3 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثورى عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما حم فمعناه الحميد المجيد.

4 - في تفسير على بن ابراهيم (حم) حرف من الاسم الاعظم وقوله عزوجل: وانه في ام الكتاب لدينا لعلى حكيم يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه مكتوب في الفاتحة في قول الله عزوجل: (اهدنا الصراط المستقيم) قال أبوعبدالله عليه السلام هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

5 - في تهذيب الاحكام في الدعاء المنقول بعد صلوة يوم الغدير عن ابى -

[592]

عبدالله عليه السلام ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعى الانام وصراطك المستقيم السوى وحجتك وسبيلك الداعى اليك على بصيرة هو ومن اتبعه سبحان الله عما يشركون بولايته وبما يلحدون باتخاذ الولائج دونه، فاشهد يا الهى انه الامام الهادى المرشد الرشيد على امير المؤمنين الذى ذكرته في كتابك، فقلت: وانه في ام الكتاب لدينا لعلى حكيم لا اشركه اماما ولا اتخذ من دونه وليجة.

6 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا احمد بن عبدالله بن ابراهيم بن هاشم رحمه الله قال حدثنا ابى عن جدى عن حماد بن عيسى عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (هادنا الصراط المستقيم) قال: هو امير المؤمنين ومعرفته، والدليل على انه امير امير المؤمنين قوله عزوجل: (وانه في ام الكتاب لدينا لعلى حكيم) وهو امير المؤمنين (ع) في ام الكتاب في قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم).

7 - في مجمع البيان: ثم تذكروا نعمة ربكم وروى العياشى باسناده عن ابى - عبدالله عليه السلام قال: ذكر النعمة ان تقول: الحمد لله الذى هدانا للاسلام وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمد صلى الله عليه واله، وتقول بعده: سبحان الذى سخر لنا هذا إلى آخره.

8 - وروى عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه واله كان اذا استوى على بعيره خارجا في سفر كبر ثلاثا وقال: (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون) اللهم انا نسئلك في سفرنا هذا البر والتقوى والعمل بما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا واطوعنا بعده اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل اللهم انى اعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب(1) وسوء المنظر في الاهل والمال، واذا رجع قال: آئبون تائبون لربنا حامدون اورده مسلم في الصحيح.

9 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: اذا ركبتم الدواب فاذكروا الله تعالى، وقولوا (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون).

10 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل

___________________________________

(1) الوعثاء: المشقة والتعب والكآبة: الحزن الشديد والغم.

[ * ]

[593]

ابن مهران عن سيف بن عميرة عن أبى بصيرقال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: هل للشكر حد اذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال: نعم، قلت: ماهو؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال وإن كان فيما أنعم عليه في ماله حق أداه، ومنه قوله عزوجل: (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

11 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أسباط ومحمد بن أحمد عن موسى بن القاسم البجلى عن على بن أسباط عن أبى الحسن حديث طويل نقول فيه عليه السلام وإن خرجت برا فقل الذى قال الله عزوجل: (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون) فانه ليس من عبد يقولها عند ركوبه فيقع من بعير أو دابة فيصيبه شئ باذن الله.

12 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل ابن شاذان عن ابن أبى عمير عن صفوان بن يحيى جميعا عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اذا استويت على راحلتك واستوى بك محملك فقل: الحمد لله الذى هدينا للاسلام ومن علينا بمحمد صلى الله عليه واله، (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين) أللهم أنت الحامل على الظهر والمستعان على الامر، أللهم بلغنا بلاغا يبلغ إلى خير، بلاغا إلى مغفرتك ورضوانك، أللهم لا طير الا طيرك(1) ولا خير الا خيرك ولا حافظ غيرك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

13 - على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: فان ركبت الظهر فقل (الحمد لله الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون).

14 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن الدهقان عن درست عن ابراهيم ابن عبدالحميد عن أبى الحسن عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اذا ركب الرجل إلى أن قال: وقال: من قال اذا ركب الدابة: بسم الله لا حول ولا قوة الا بالله (الحمد

___________________________________

(1) الطير: الاسم من التطير وهو ما يتشأم به الانسان من الفال الردى، قال الفيض (ره): وهذا كمايقال: لا امر الا امرك، يعنى لا يكون الا ما تريد.

[ * ]

[594]

لله الذى هدينا لهذا وما كنا لنهتدى) الآية (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) حفظت له دابته ونفسه حتى ينزل.

15 - في من لا يحضره الفقيه وسئل سعد بن سعد الرضا عليه السلام عن سجدة الشكر فقال: أرى أصحابنا يسجدون بعد الفريضة سجدة واحدة ويقولون: هى سجدة الشكر، فقال: انما الشكر اذا أنعم الله عزوجل على عبده أن يقول: (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين).

16 - وكان الصادق عليه السلام اذا وضع رجله في الركاب يقول: (سبحان الذى سخرلنا هذا وما كنا له مقرنين) ويسبح الله سبعا ويحمد الله سبعا ويهلل سبعا.

17 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم) إلى قوله (وما كنا مقرنين) قال: فانه حدثنى أبى عن ابن فضال عن الفضل بن صالح عن سعد ابن طريف عن الاصبغ بن نباتة قال: أمسكت لامير المؤمنين صلوات الله عليه بالركاب وهو يريد أن يركب، فرفع رأسه ثم تبسم فقلت له: يا أمير المؤمنين رأيتك رفعت رأسك ثم تبسمت؟ قال: نعم يا اصبغ امسكت أنا لرسول الله صلى الله عليه واله كما أمسكت انت لى الركاب فرفع رأسه ثم تبسم فسألته عن تبسمه كما سألتنى، وسأخبرك كما أخبرنى رسول الله صلى الله عليه واله أمسكت لرسول الله صلى الله عليه واله بغلته الشهباء فرفع رأسه إلى السماء وتبسم فقلت: يا رسول الله رفعت رأسك إلى السماء وتبسمت لماذا؟ فقال: يا على ليس من أحد يركب فيقرأ آية الكرسى ثم يقول: استغفر الله الذى لا اله الا هو الرحمن الرحيم الحى القيوم وأتوب اليه أللهم اغفر لى ذنوبى فانه لا يغفر الذنوب الا أنت، الا قال السيد الكريم: يا ملائكتى عبدى يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيرى، اشهدوا أنى قد غفرت له ذنوبه.

18 - حدثنى أبى عن على بن أسباط قال: حملت متاعا إلى مكة فكسد على فجئت إلى المدينة فدخلت إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام فقلت: جعلت فداك إنى قد حملت متاعا إلى مكة وكسد على وقد أردت مصرا فأركب بحرا أو برا؟ فقال: مصر الحتوف يقبض اليها، وهم أقصر الناس أعمارا قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تغسلوا رؤسكم بطينها،

[595]

ولا تشربوا في فخارها، فانه يورث الذلة ويذهب بالغيرة، ثم قال: لا عليك أن تأتى مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وتصلى فيه ركعتين، وتستخير الله عزوجل مأة مرة [ ومرة ] فاذا عزمت على شئ وركبت البر فاذا استويت(1) على راحلتك فقل: (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون) فانه ما ركب احد ظهرا فقال هذا وسقط الا لم يصبه كسر ولا ونى ولا وهن، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

وقوله عزوجل: او من ينشؤ في الحلية اى ينشؤ في الذهب وهو في الخصام غير مبين قال ان موسى عليه السلام اعطاه الله عزوجل من القوة ان ارى فرعون صورته على فرس من ذهب رطب عليه ثياب من ذهب رطب فقال فرعون (أو من ينشؤ في الحلية) اى ينشؤ بالذهب (وهو في الخصام غير مبين) قال: لا يبين الكلام ولا يتبين من الناس، ولو كان نبيا لكان خلاف الناس.

19 - في بصائر الدرجات احمد بن الحسين عن أبيه عن بكر بن صالح عن عبدالله بن ابراهيم بن عبدالعزيز بن محمد بن على بن عبدالله بن جعفر الجعفرى قال: حدثنا يعقوب بن جعفر قال: كنت مع أبى الحسن عليه السلام بمكة فقال له رجل انك لتفسر من كتاب الله ما لم يسمع، فقال: علينا نزل قبل الناس، ولنا فسر قبل أن يفسر في الناس فنحن نعرف حلاله وحرامه، وناسخه ومنسوخه، ومتفرقه وحضرته وفى اى ليلة نزلت من آية وفيمن نزلت وفيما أنزلت، فنحن حكماء الله في أرضه، وشهداؤه على خلقه، وهو قول الله تبارك وتعالى: ستكتب شهادتهم ويسئلون فالشهادة لنا والمسألة للمشهود عليه، فهذا علم قد أنهيته.

20 - في اصول الكافى باسناده إلى عبدالله بن ابراهيم الجعفرى قال: كتب يحيى بن عبدالله بن الحسن إلى موسى بن جعفر عليه السلام: اما بعد فانى أوصى نفسى بتقوى الله وبها أوصيك فانها وصية الله في الاولين ووصيته في الاخرين: خبرنى من ورد على من

___________________________________

(1) كذا في النسخ ولكن في المصدر (فاذا عزمت على شئ وركبت البحر أو اذا استويت على راحلك...اه).

[ * ]

[596]

أعوان الله على دينه ونشر طاعته بما كان من تحننك(1) مع خذلانك، وقد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمد صلى الله عليه واله وقد احتجبتها واحتجبها أبوك من قبلك(2) وقديما ادعيتم ما ليس لكم وبسطتم آمالكم إلى ما لم يعطكم الله فاستهويتم واضللتم وأنا محذرك ما حذرك الله من نفسه، فكتب اليه ابوالحسن موسى بن جعفر عليه السلام: من موسى بن عبدالله ابن جعفر وعلى مشتركين في التذلل لله وطاعته، إلى يحيى بن عبدالله بن الحسن اما بعد فانى احذرك الله ونفسى وأعلمك اليم عذابه وشديد عقابه، وتكامل نقماته، واوصيك ونفسى بتقوى الله فانها زين الكلام، وتثبيت النعم اتانى كتابك تذكر فيه انى مدع وابى من قبل وما سمعت ذلك منى و (ستكتب شهادتهم ويسألون).

21 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام حديث طويل وفى آخره قال هشام: قلت: فهل يكون الامامة في الاخرين بعد الحسن والحسين؟ قال: لا انما هى جارية في عقب الحسين عليه السلام كما قال الله عزوجل: وجعلها كلمة باقية في عقبه ثم هى جارية في الاعقاب وأعقاب الاعقاب إلى يوم القيامة.

22 - وباسناده إلى محمد بن قيس عن ثابت الثمالى عن على بن الحسين بن على ابن أبى طالب عليهم السلام أنه قال: فينا نزلت هذه الاية: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) والامامة في عقب الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

23 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله

___________________________________

(1) اى ترحمك على واشفاقك من قتلى مع خذلانك وعدم نصرتك لى قاله المجلسى (ره).

(2) وقال (ره) هنا: لعل فيه حذفا وايصالا ان احتجبت بها والضمير للمشورة كناية عما هو مقتضى المشورة من الاجابة إلى البيعة، او الضمير راجع إلى البيعة بقرينة المقام والدعوة اى اجابتها او المعنى شاورت الناس في الدعوة فاحتجبت عن مشاورتى ولم تحضرها وصار ذلك سببا لتفرق الناس عنى (واحتجبها ابوك) اى عند دعوة محمد بن عبدالله (انتهى) وقصة محمد بن عبدالله مذكورة في اصول الكافى قبل هذا بحديث فراجع باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في امر الامامة ان شئت.

[ * ]

[597]

عزوجل: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) قال: في عقب الحسين عليه السلام، فلم يزل هذا الامر منذ أفضى إلى الحسين ينقل من ولد إلى ولد لا يرجع إلى اخ وعم، ولم يتم بعلم أحد منهم الا وله ولد وان عبدالله خرج من الدنيا ولا ولد له ولم يمكث بين ظهرانى أصحابه الا شهرا.

24 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى على بن أبى حمزة عن أبيه عن أبى - بصير قال: سئلت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) قال: هى الامامة جعلها الله عزوجل في عقب الحسين عليه السلام باقية إلى يوم القيامة.

25 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه في خطبة الغدير: معاشر الناس القرآن يعرفكم ان الائمة من بعده ولده، وعرفتكم أنه منى وأنا منه حيث يقول الله عزوجل: (كلمة باقية في عقبه) وقلت: لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما.

26 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الاعرج عن ابى هريرة قال: سئلت رسول الله صلى الله عليه واله عن قوله: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) قال: جعل الامامة في عقب الحسين، يخرج من صلبه تسعة من الائمة منهم مهدى هذه الامة.

27 - المفضل بن عمر قال: سئلت الصادق عليه السلام عن هذه الآية قال: يعنى بذلك الامامة جعلها في عقب الحسين إلى يوم القيامة، فقلت: كيف صارت في ولد الحسين عليه السلام دون ولد الحسن عليه السلام؟ فقال: ان موسى وهارون كانا نبيين ومرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى، ثم ساق الحديث إلى قوله: هو الحكيم في أفعاله لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون.

28 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله وعن أبى محمد الحسن العسكرى عليه السلام عن أبيه قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان قاعدا ذات يوم بفناء الكعبة اذ قال له عبدالله بن أمية المخزومى: لو أراد الله أن يبعث الينا رسولا لبعث أجل من فيما بيننا مالا وأحسنه حالا فهلا نزل هذا القران الذى تزعم أن الله أنزله عليك وانبعثك به رسولا على رجل من القريتين عظيم: إما الوليد بن المغيرة بمكة وإما عروة بن مسعود

[598]

الثقفى بالطائف، فقال صلى الله عليه واله: أما قولك لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم الوليد بن المغيرة بمكة أو عروة بالطايف، فان الله ليس يستعظم مال الدنيا كما تستعظم أنت، ولا خطر له عنده كما له عندك، بل لو كانت الدنيا عنده تعدل جناح بعوضة ما سقى كافرا به مخالفا شربة ماء، وليس قسمة رحمة الله اليك بل الله القاسم للرحمات والفاعل لما يشاء في عبيده وأمائه، وليس هو عزوجل ممن يخاف أحدا كما تخافه انت لما له وحاله، فعرفته بالنبوة لذلك، ولا ممن يطمع في أحد في ماله أو حاله كما تطمع أنت فتخصه بالنبوة لذلك، ولا ممن يحب أحدا محبة الهوى كما تحب فيقدم من لا يستحق التقديم، وانما معاملته بالعدل، فلا يؤثر لافضل مراتب الدين وخلاله الا الافضل في طاعته والاجد في خدمته، وكذا لا يؤخر في مراتب الدين وجلاله الا أشدهم تباطئا عن طاعته، واذا كان هذا صفته لم ينظر إلى مال ولا إلى حال، بل هذا المال والحال من تفضله، وليس لاحد اكراهه من عباده عليه ضريبة لازب(1) فلا يقال له: اذا تفضلت بالمال على عبد فلا بد ان تتفضل عليه بالنبوة ايضا لانه ليس لاحد اكراهه على خلاف مراده، ولا الزامه تفضلا، لانه تفضل قبله بنعمة الا ترى يا عبدالله كيف أغنى واحدا وقبح صورته، وكيف حسن صورة واحد وافقره، وكيف شرف واحدا وأفقره، وكيف أغنى واحدا ووضعه.

ثم ليس لهذا الغنى ان يقول: هلا اضيف إلى يسارى جمال فلان.

ولا للجميل ان يقول: هلا اضيف إلى جمالى مال فلان؟ ولا للشريف أن يقول: هلا أضيف إلى شرفى مال فلان؟ ولا للوضيع ان يقول: هلا أضيف إلى مالى شرف فلان؟ ولكن الحكم الله يقسم كيف يشاء.

ويفعل كما يشاء.

وهو حكيم في أفعاله محمود في أعماله، وذلك قوله: و قالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم قال الله اهم يقسمون رحمة ربك يا محمد نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحيوة الدنيا فأحوجنا بعضا إلى بعض أحوج هذا إلى مال ذلك وأحوج ذلك إلى سلعة هذا والى خدمته فترى أجل الملوك وأغنى الاغنياء محتاجا إلى افقر الفقراء في ضرب من الضروب اما سلعة، معة ليست

___________________________________

(1) الضريبة: الجزية.

واللازب: الثابت.

[ * ]

[599]

معه، واما خدمة يصلح لها يتهيأ لذلك الملك أن يستغنى الا به، وإما باب من العلوم والحكم هو فقير إلى أن يستفيدها من هذا الفقير الذى يحتاج إلى مال ذلك الملك الغنى، و ذلك الملك يحتاج إلى علم هذا الفقير أو رأيه أو معرفته، ثم ليس للملك ان يقول: هلا اجتمع إلى مالى علم هذا الفقير؟ ولا للفقير أن يقول: هلا اجتمع إلى رأيى ومعرفتى وعلمى وما أتصرف فيه من فنون الحكم مال هذا الملك الغنى؟.

29 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: لو حلف القانع بتملكه على الدارين لصدقه الله عزوجل بذلك ولابره، لعظم شأن مرتبته في القناعة، ثم كيف لا يقنع العبد بما قسم الله عزوجل له وهو يقول: (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحيوة الدنيا) فمن اذعن وصدقه بما شاء ولما شاء بلا غفلة وأيقن بربوبيته أصاف تولية الاقسام إلى نفسه بلا سبب، ومن قنع بالمقسوم استراح من الهم والكرب والتعب.

30 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله متصل بآخر ما نقلنا عنه أعنى قوله مال هذا الملك الغنى، ثم قال: ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ثم قال: يا محمد ورحمة ربك خير مما يجمعون اى ما يجمعه هؤلاء من أموال الدنيا.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

31 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ولولا ان يكون الناس امة واحدة اى على مذهب واحد لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة و معارج عليها يظهرون قال: المعارج الذى يظهرونها ولبيوتهم ابوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا قال: البيت المزخرف بالذهب، قال الصادق عليه السلام: لو فعل الله ذلك لما آمن أحد، ولكنه جعل في المؤمنين أغنياء وفى الكافرين فقراء وجعل في الكافرين اغنياء وفى المؤمنين فقراء ثم إمتحنهم بالامر والنهى، والصبر والرضا.

32 - في كتاب علل الشرايع أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبدالله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: سألت على بن الحسين عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ولولا أن يكون الناس أمة

[600]

واحدة) قال: عنى بذلك أمة محمد أن يكونوا على دين واحد كفارا كلهم (لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون) ولو فعل ذلك بأمة محمد صلى الله عليه واله لحزن المؤمنين وغمهم ذلك ولم يناكحوهم ولم يوارثوهم.

33 - في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبدالله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: سألت على بن الحسين عليهما السلام وذكر كما نقلنا عن كتاب العلل إلى قوله: (ومعارج عليها يظهرون) فانه ليس في اصول الكافى.

34 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى منصور بن يونس قال قال أبوعبدالله عليه السلام: قال الله عزوجل: لولا أن يجد عبدى المؤمن في نفسه(1) لعصبت الكافر بعصابة من ذهب.

35 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد ابن سنان عن العلا عن ابن أبى يعفور عن ابى عبدالله عليه السلام قال: إن فقراء المؤمنين يتقلبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم أربعين خريفا(2)، قال: سأضرب لك مثل ذلك، انما مثل ذلك مثل سفينتين مر بهما على عاشر(3) فنظر في إحديهما فلم ير فيها شيئا فقال: أسربوها(4) ونظر في الاخرى فاذا هى موقرة(5) فقال احبسوها.

36 - وباسناده قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لولا الحاح المؤمنين على الله في طلب الرزق لنقلهم من الحال التى هم فيها إلى حال أضيق منها.

37 - وباسناده إلى سعدان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان الله عزوجل يلتفت يوم -

___________________________________

(1) اى يخطر بباله شئ.

(2) الخريف: سبعون سنة كما في رواية الصدوق (قده) في معانى الاخبار وقيل: اربعون سنة كما في النهاية.

وفسره صاحب المعالم (ره) في المحكى عنه بأكثر من سبعين ايضا.

(3) العاشر: من يأخذ العشر.

(4) (اسربوها) اى خلوا سبيلها.

(5) اى مملوة.

[ * ]

[601]

القيامة إلى فقراء المؤمنين شبيها بالمعتذر اليهم، فيقول: وعزتى وجلالى ما افقرتكم في الدنيا من هوان بكم على ولترون ما اصنع بكم اليوم فمن زود منكم في دار الدنيا معروفا فخذوا بيده وادخلوه الجنة، قال: فيقول رجل منهم: يا رب ان اهل الدنيا تنافسوا في دنياهم فنكحوا النساء ولبسوا الثياب اللينة، وأكلوا الطعام وسكنوا الدور وركبوا المشهور من الدواب، فأعطنى مثل ما أعطيتهم، فيقول تبارك وتعالى: لك ولكل عبد منكم مثل ما أعطيت أهل الدنيا منذ كانت الدنيا إلى انقضت الدنيا سبعون ضعفا.

38 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابراهيم بن عقبة عن اسماعيل بن سهل واسماعيل بن عباد جميعا يرفعانه إلى ابى عبدالله عليه السلام قال: ما كان من ولد آدم مؤمن الا فقيرا ولا كافر الا غنيا حتى جاء ابراهيم عليه السلام فقال: (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة، وفى هؤلاء أموالا وحاجة.

39 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: جاء رجل موسر(1) إلى رسول الله صلى الله عليه واله نقى الثوب فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه واله فجاء رجل معسر درن الثوب(2) فجلس إلى جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أخفت أن يمسك من فقره شئ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يصيبه من غناك شئ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال: لا، قال: فما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رسول الله ان لى قرينا يزين لى كل قبيح، ويقبح لى كل حسن(3) وقد جعلت له نصف مالى، فقال رسول الله

___________________________________

(1) الموسر.الغنى.

(2) قوله (ع): (إلى رسول الله) قال الشيخ البهائى (قده) في المحكى عنه (إلى) بمعنى مع كما قال بعض المفسرين في قوله تعالى (من انصارى إلى الله) أو بمعنى عند كما في قول الشاعر (اشهى إلى من الرحيق السلسل) ويجوز ان يضمن جلس معنى توجه او نحوه (انتهى) ودرن الثوب درنا: وسخ.

(3) قال المجلسى (ره): اى ان لى شيطانا يغوينى ويجعل القبيح حسنا في نظرى [ * ]

[602]

صلى الله عليه واله للمعسر، أتقبل؟ قال: لا، فقال له الرجل: ولم؟ قال: أخاف أن يدخلنى ما دخلك.

40 - وباسناده إلى حفص بن غياث عن أبى عبدالله عليه السلام قال في مناجاة موسى عليه السلام اذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين، واذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته.

41 - على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلى عن السكونى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال النبى صلى الله عليه واله: طوبى للمساكين بالصبر، وهم الذين يرون ملكوت السماوات [ والارض ].

42 - وباسناده قال: قال النبى صلى الله عليه واله: يا معشر المساكين طيبوا نفسا وأعطوا الله الرضا من قلوبكم يثبكم الله عزوجل على فقركم، فان لم تفعلوا فلا ثواب لكم.

43 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابراهيم الحذاء عن محمد ابن صغير، عن جده شعيب عن مفضل قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لولا الحاح هذه الشيعة على الله في طلب الرزق.

لنقلهم من الحال التى هم فيها إلى ماهو أضيق.

44 - وباسناده إلى مفضل بن عمر عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله عزوجل ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في الدنيا كما يعتذر الاخ إلى أخيه، فيقول: و عزتى وجلالى ما احوجتك في الدنيا من هوان كان بك على فارفع هذا السجف(1) فانظر إلى ما عوضتك من الدنيا، فيرفع فيقول: ما ضرنى مع ما منعتنى مع ما عوضتنى.

45 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن مبارك غلام شعيب قال: سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول: ان الله عزوجل يقول: انى لم أغن الغنى لكرامة به على، ولم أفقر الفقير لهوان به على، وهو مما ابتليت به الاغنياء بالفقراء، ولولا الفقراء لم يستوجب الاغنياء الجنة.

46 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن اسباط عمن ذكره عن أبى -

___________________________________

والحسن قبيحا وهذا الصادر منى من جملة اغوائه، ويمكن ان يراد به النفس الامارة التى طغت وبغت بالمال.

(1) السجف: الستر.

[ * ]

[603]

عبدالله عليه السلام قال: الفقر الموت الاحمر، فقلت لابى عبدالله عليه السلام: الفقر من الدنيار و الدرهم؟ فقال: لا، ولكن من الدين.

47 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: من تصدى بالاثم أعشى عن ذكر الله تعالى(1) من ترك الاخذ عن امر الله بطاعته قيض(2) له شيطان فهو له قرين.

48 - في روضة الكافى خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام: ولئن تقمصها دونى الاشقيان ونازعانى فيما ليس لهما بحق وركباها ضلالة واعتقلاها جهالة فلبئس ما عليه وردوا ولبئس ما لانفسهما مهدا يتلاعنان في دورهما ويتبرأ كل منهما من صاحبه، يقول لقرينه اذا التقيا: يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين فبئس القرين فيجيب الاشقى على رثوثة(3) (يا ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلنى عن الذكر بعد اذ جائنى وكان الشيطان للانسان خذولا) فانا الذكر الذى عنه صد.

49 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبدالكريم ابن عبدالرحيم عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة الثمالى عن ابى - جعفر عليه السلام قال: نزلت هاتين الآيتين هكذا قول الله عزوجل: (حتى اذا جاء‌نا) يعنى فلانا وفلانا يقول أحدهما لصاحبه حين يراه (يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) فقال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: (قل لفلان وفلان واتباعهما لن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم آل محمد صلوات الله عليه وعليهم حقهم انكم في العذاب مشتركون) ثم قال لنبيه صلى الله عليه واله: افأنت تسمع الصم او تهدى العمى ومن كان في ضلال مبين فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون يعنى من فلان وفلان.

50 - حدثنى ابى عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن يحيى بن سعيد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: فاما نذهبن بك الآية يا محمد صلى الله عليه واله من مكة إلى

___________________________________

(1) اى أعرض عنه.

(2) قيض له اى قدر وهيأ له.

مأخوذ من المقايضة وهى المعاوضة ثم استعمل في الاستيلاء.

(3) رث الشئ رثاثة ورثوثة: بلى يقال فلان رث الهيئة اى باليها وخلقها.

[ * ]

[604]

المدينة فانا رادوك اليها ومنتقمون منهم بعلى بن أبى طالب عليه السلام.

51 - في مجمع البيان (فاما نذهبن بك) الاية روى أنه صلى الله عليه واله ارى ما تلقى أمته بعده فما زال منقبضا ولم ينبسط ضاحكا حتى لقى الله تعالى.

52 - وروى جابر بن عبدالله الانصارى قال: انى لادناهم من رسول الله صلى الله عليه واله في حجة الوداع بمنى، حتى قال لالفينكم ترجعون بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وايم الله لئن فعلتموها لتعرفننى في الكتيبة التى تضاربكم، ثم التفت إلى خلفه فقال: أو على أو على ثلاث مرات فرأينا أن جبرئيل عليه السلام غمزه، فانزل الله على أثر ذلك (فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون بعلى بن ابى طالب).

53 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن محمد بن الفضيل عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه واله فاستمسك بالذى اوحى اليك انك على صراط مستقيم قال: إنك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم.

54 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبدالله بن عجلان عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون قال أبوجعفر عليه السلام: نحن قومه ونحن المسئولون.

55 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن على بن حسان عن عمه عبد الحرحمن بن كثير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: في قوله: (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) قال: ايانا عنى ونحن اهل الذكر ونحن المسئولون.

56 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) فرسول الله صلى الله عليه واله الذكر وأهل بيته عليهم السلام المسئولون وهم أهل الذكر.

57 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد عنن ربعى عن الفضيل عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون)

[605]

قال: الذكر القرآن ونحن قومه ونحن المسئولون.

58 - محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر وعبدالكريم بن عمرو عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن أبى عبدالله عليه السلام ونقل حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: وسمى الله عزوجل القرآن ذكرا وقال: انه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون.

59 - على بن ابراهيم عن صالح بن السندى عن جعفر بن بشير عن أبان بن عثمان عن أبى بصير قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام عن شهادة ولد الزنا تجوز؟ فقال: لا، فقلت: ان الحكم بن عتيبة يزعم أنها تجوز؟ فقال: أللهم لا تغفر ذنبه، ما قال الله للحكم (انه لذكر لك ولقومك) فليذهب الحكم يمينا وشمالا.

فوالله لا يؤخذ العلم الا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل عليه السلام.

60 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا يحيى بن زكريا عن على بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له قوله: (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) فقال: الذكر القرآن، ونحن قومه ونحن المسئولون.

61 - في بصائر الدرجات العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن عمر بن يزيد قال: قال أبوجعفر عليه السلام: في قوله تعالى: (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) قال: الذكر رسول الله، وأهل بيته أهل الذكر وهم المسئولون.

62 - يعقوب بن يزيد عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبى - جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) قال: انما عنانا بها، نحن أهل الذكر ونحن المسئولون.

63 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن أبى حمزة الثمالى عن أبى الربيع قال: حججت مع أبى جعفر عليه السلام في السنة التى حج فيها هشام ابن عبدالملك وكان معه نافع بن الازرق مولى عمر بن الخطاب، فنظر نافع إلى أبى جعفر عليه السلام في ركن البيت وقد اجتمع اليه الناس، فقال: ياأمير المؤمنين من

[606]

هذا الذى تتكافى عليه الناس؟ فقال: هذا نبى أهل الكوفة محمد بن على بن الحسين ابن على بن أبى طالب عليه السلام فقال نافع: لاتينه فلاسئلنه عن مسائل لا يجيبنى فيها الا نبى أو وصى نبى أو ابن وصى فقال هشام: فاذهب اليه فاسئله فلعلك أن تخجله فجاء نافع فاتكى على الناس ثم أشرف على أبى جعفر عليه السلام، فقال: يا محمد بن على انى قرأت التورية والانجيل والزبور والفرقان وقد عرفت حلالها وحرامها وقد جئتك أسئلك عن مسائل لا يجيبنى فيها الا نبى أو وصى أو ابن وصى نبى، فرفع اليه أبوجعفر عليه السلام رأسه فقال له: سل، فقال: أخبرنى كم بين عيسى ومحمد من سنة؟ فقال أخبرك بقولى أم بقولك؟ قال: أخبرنى بالقولين جميعا.

قال: أما قولى فخمسمأة سنة، وأما قولك فستمأة سنة، قال: فأخبرنى عن قول الله عزوجل: واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمان آلهة يعبدون من ذا الذى سأل محمد و كان بينه وبين عيسى خمسمأة سنة؟ قال: فتلا أبوجعفر عليه السلام هذه الآية: (سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا) فكان من الآيات التى أراها الله محمدا حين أسرى به إلى البيت المقدس أن حشر الله له الاولين والآخرين من النبيين والمرسلين، ثم أمر جبرئيل عليه السلام فأذن شفعا وأقام شفعا، ثم قال في اقامته: حى على خير العمل ثم تقدم محمد صلى الله عليه واله فصلى بالقوم، فأنزل الله عليه (واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: على ما تشهدون و ما كنتم تعبدون؟ فقالوا: نشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وانك رسول الله أخذت على ذلك مواثيقنا وعهودنا، قال نافع: صدقت يابن رسول الله يا أبا جعفر أنتم والله أوصياء رسول الله وخلفاء‌ه في التورية، وأسماء‌كم في الانجيل وفى الزبور وفى القرآن، وأنتم أحق بالامر من غيركم.

في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبى حمزة ثابت بن دينار الثمالى وأبى منصور عن أبى ربيع مثله إلى قوله قال نافع: صدقت من غير تغيير وحذف مغير للمعنى.

[607]

64 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما قوله: (واسئل من أرسلنا قبلك من رسلنا) فهذا من براهين نبينا صلى الله عليه واله التى آتاه الله اياها وأوجب به الحجة على ساير خلقه، لانه لما ختم به الانبياء وجعله الله رسولا إلى جميع الامم وساير الملل خصه بالارتقاء إلى السمآء عند المعراج، وجمع له يومئذ الانبياء، فعلم منهم ما أرسلوا به، وحملوه من عزائم الله وآياته وبراهينه.

فأقروا اجمعين بفضله وفضل الاوصياء والحجج في الارض من بعده، وفضل شيعة وصيه من المؤمنين والمؤمنات الذين سلموا لاهل الفضل فضلهم ولم يستكبروا عن أمرهم وعرف من أطاعهم وعصاهم من أممهم وساير من مضى ومن غبر(1) او تقدم أو تأخر.

65 - في تفسير على بن ابراهيم: ولا يكاد يبين قال: لم يبين الكلام.

66 - في نهج البلاغة ولقد دخل موسى بن عمران ومعه أخوه هارون عليهما السلام على فرعون وعليهما مدراع الصوف وبأيديهما العصى فشرطا له إن أسلم بقاء ملكه و دوام عزه، فقال: الا تعجبون من هذين يشرطان لى دوام العز وبقاء الملك وهما مما ترون من حال الفقر والذل فهلا ألقى عليهما أساور من ذهب؟ إعظاما للذهب وجمعه، واحتقارا للصوف ولبسه ولو أراد الله سبحانه لانبيائه حيث بعثهم ان يفتح لهم كنوز الذهبان ومعادن العقيان(2) ومغارس الجنان وأن يحشر معهم طيور السمآء ووحوش الارضين لفعل، ولوفعل لسقط البلاء وبطل الجزاء واضمحلت الانباء(3) ولما وجب للقابلين اجور المبتلين، ولا استحق المؤمنون ثواب المحسنين، ولا لزمت الاسماء معانيها(4) ولكن الله سبحانه جعل رسله أولى قوة في عزائمهم وضعفة فيما ترى الاعين

___________________________________

(1) غبر: ذهب ومضى.مكث وبقى.

وهو من الاضداد.

(2) العقيان بمعنى الذهب ايضا.

(3) اضمحلت الانباء اى فنيت والانباء جمع نبأ: الخبر اى لسقط الوعد والوعيد وبطلا.

(4) اى من يسمى مؤمنا او مسلما حينئذ فان تسميته مجازا لا حقيقة له لانه ليس بمؤمن ايمانا من فعله وكسبه بل يكون ملجئا إلى الايمان مما يشاهده من الايات العظيمة.

[ * ]

[608]

من حالاتهم، مع قناعة تملاء القلوب والعيون غنى، وخصاصة تملاء الابصار والاسماع اذى، ولو كانت الانبياء عليهم السلام أهل قوة لا ترام وعزة لا تضام، وملك تمد نحوه اعناق الرجال وتشد اليه عقد الرحال لكان ذلك أهون على الخلق في الاعتبار وأبعد لهم من الاستكبار، ولا منوا عن رهبة قاهرة لهم، او رغبة مائلة بهم، وكانت النيات مشتركة والحسنات مقتسمة، ولكن الله سبحانه أراد أن يكون الاتباع لرسله والتصديق بكتبه والخشوع لوجهه والاستكانة لامره والاستسلام لطاعته أمورا له خاصة لا يشوبها من غيرها شائبة، وكلما كانت البلوى والاختبار أعظم كانت المثوبة والجزاء اجزل.

67 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أحمد بن ابى عبدالله رفعه إلى ابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: فلما آسفونا انتقمنا منهم قال: ان الله تبارك وتعالى لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق اولياء لنفسه يأسفون ويرضون، وهم مخلوقون مدبرون، فجعل رضاء‌هم لنفسه رضى، وسخطهم لنفسه سخطا، وذلك لانه جعلهم الدعاة اليه والادلاء عليه، فلذلك صاروا كذلك وليس ان ذلك يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه ولكن هذا معنى ما قال من ذلك، وقد قال ايضا: من أهان لى وليا فقد بارزنى بالمحاربة ودعانى اليها، وقال ايضا: (من يطع الرسول فقد اطاع الله) وقال ايضا: (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله) وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الاشياء مما يشاكل ذلك، ولو كان يصل إلى المكون الاسف والضجر وهو الذى احدثهما وانشأهما لجاز لقائل ان يقول: ان المكون يبيد يوما، لانه اذا دخله الضجر والغضب دخله التغيير، فاذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الابادة(1) و لو كان ذلك كذلك لم يعرف المكون من المكون ولا القادر من المقدور، ولا الخالق من المخلوقين، تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا هو الخالق للاشياء لا لحاجة، فاذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه، فافهم ذلك انشاء الله.

68 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل:

___________________________________

(1) الابادة: الاهلاك.

[ * ]

[609]

(فلما آسفونا انتقمنا منهم) فقال: ان الله عزوجل لا يأسف كأسفنا، ولكنه خلق اولياء لنفسه يأسفون ويرضون، وهم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضا نفسه، و سخطهم سخط نفسه، لانه جعلهم الدعاة وذكر إلى آخرما نقلناعن كتاب التوحيد من غير تغيير وحذف مغير للمعنى المراد.

69 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن وكيع عن الاعمش عن سلمة بن كهيل عن ابى الصادق عن ابى الاغر عن سلمان الفارسى رضى الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه واله جالس في اصحابه اذ قال: انه يدخل عليكم الساعة شبيه عيسى بن مريم، فخرج بعض من كان جالسا مع رسول الله صلى الله عليه واله ليكون هو الداخل، فدخل على بن ابى طالب عليه السلام فقال الرجل: لبعض اصحابه اما رضى محمد ان فضل عليا علينا حتى يشبهه بعيسى بن مريم، والله لالهتنا التى كنا نعبدها في الجاهلية افضل منه، فأنزل الله في ذلك المجلس: ولما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يضجون فحرفوها يصدون وقالوا أآلهتنا خير ام هو ما ضربوه لك الاجد لا بل هم قوم خصمون ان على الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى اسرائيل فمحى اسمه عن هذا الموضع.

70 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن السن بن احمد بن الوليد رحمه الله قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن الحسين بن يزيد النوفلى عن اليعقوبى عن عيسى بن عبدالله الهاشمى عن ابيه عن جده قال: قال النبى صلى الله عليه واله: في قوله عزوجل: (ولما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون) قال: الصدود في العربية الضحك.

71 - في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبى بصير قال: بينا رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم جالسا اذ أقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال له رسول الله: ان فيك شبها من عيسى بن مريم، لولا أن تقول فيك طوايف من أمتى ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملاء من الناس الا اخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة، قال: فغضب الاعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم، فقالوا: ما رضى أن يضرب لابن عمه مثلا

[610]

الا عيسى بن مريم، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه واله: (ولما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون * وقالوا آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون * ان هو الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى اسرائيل ولو نشاء لجعلنا منكم) يعنى من بنى هاشم (ملائكة في الارض يخلفون) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

72 - في كتاب الخصال في احتجاج على عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه واله: احفظ الباب فان زوارا من الملائكة يزورنى فلا تأذن لاحد فجاء عمر فرددته ثلاث مرات وأخبرته ان رسول الله صلى الله عليه واله محتجب وعنده زوار من الملائكة، وعدتهم كذا وكذا، ثم أذن له فدخل فقال: يا رسول الله انى قد جئتك ثلاث مرات غير مرة وكل ذلك يردنى على ويقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله محتجب وعنده زوار من الملائكة وعدتهم كذا وكذا، فكيف علم بالعدة أعاينهم فقال: يا على كيف علمت بعدتهم؟ قلت: اختلفت على التحيات وسمعت الاصوات فأحصيت العدد، قال: صدقت فان فيك شبها من أخى عيسى، فخرج عمر وهو يقول: ضربه لابن مريم مثلا فأنزل الله تعالى: (ولما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون) قال يضجون (وقالوا أآلهتنا خير أم هو مما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون * ان هو الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى اسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الارض يخلفون) غيرى؟ قالوا: اللهم لا.

73 - في مجمع البيان (ولما ضرب ابن مريم مثلا) الاية اختلف في المراد به على وجوه إلى قوله: ورابعا، ما رواه سادة أهل البيت عن على عليه السلام قال: جئت إلى النبى صلى الله عليه واله يوما فوجدته في ملاء من قريش فنظر إلى ثم قال: يا على انما مثلك في هذه الامة كمثل عيسى ابن مريم عليه السلام، احبه قوم فافرطوا في حبه فهلكوا وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا واقتصد فيه قوم فنجوا، فعظم ذلك عليهم وضحكوا و قالوا: يشبهه بالانبياء والرسل، فنزلت هذه الاية.

74 - في تهذيب الاحكام في الدعاء المروى عن أبى عبدالله عليه السلام بعد ركعتى صلوة الغدير: ربنا قد أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا صلى الله عليه واله عبدك ورسولك إلى

[611]

على بن ابى طالب عليه السلام الذى انعمت عليه، وجعلته مثلا لبنى اسرائيل انه أمير المؤمنين ومولاهم ووليهم إلى يوم القيمة يوم الدين، فانك قلت: (ان هو الا عبد أنعمنا عليه و جعلناه مثلا لبنى اسرائيل).

75 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقال النبى صلى الله عليه واله: يدخل من هذا الباب رجل اشبه الخلق بعيسى فدخل على عليه السلام فضحكوا من هذا القول، فنزل: (ولما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون) الآيات.

76 - في مجمع البيان: وانه لعلم الساعة يعنى أن نزول عيسى عليه السلام من اشراط الساعة يعلم به قربها فلا تمترن بها قال ابن جريج أخبرنى أبوالزبير أنه سمع جابر ابن عبدالله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم: تعال صل بنا، فيقول: لا ان بعضكم على بعض أمراء تكرمة من الله لهذه الامة، أورده مسلم في الصحيح، وفى حديث آخر: كيف أنتم اذا نزل فيكم ابن مريم و امامكم منكم.

77 - في تفسير على بن ابراهيم: واتبعون هذا صراط مستقيم يعنى امير - المؤمنين عليه السلام.

78 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله محمد بن أبى عمير الكوفى عن عبدالله بن الوليد السمان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ما يقول الناس في أولى العزم وصاحبكم أمير المؤمنين عليه السلام؟ قال: قلت: ما يقدمون على أولى العزم أحدا قال: فقال ابوعبدالله عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى قال لموسى عليه السلام: (وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة) ولم يقل كل شئ موعظة، وقال لعيسى عليه السلام: ولابين لكم بعض الذى تختلفون فيه ولم يقل كل شئ، وقال لصاحبكم أميرالمؤمنين عليه السلام: (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) وقال عزوجل: (ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين) وعلم هذا الكتاب عنده.

79 - في بصائر الدرجات على بن اسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن عبدالله ابن وليد قال: قال لى أبوعبدالله عليه السلام: أى شئ يقول الشيعة في عيسى وموسى و

[612]

أمير المؤمنين؟ قلت: يقولون: ان عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين، قال: أيزعمون ان أمير المؤمنين قد علم ما علم رسول الله صلى الله عليه واله؟ قلت: نعم ولكن لا يقدمون على أولى العزم من الرسل أحدا، قال أبوعبدالله عليه السلام: فخاصمهم بكتاب الله، قلت: وفى أى موضع منه أخاصمهم؟ قال: قال الله تبارك وتعالى لموسى: (وكتبنا له في الالواح من كل شئ) علمنا أنه لم يكتب لموسى كل شئ وقال الله تبارك وتعالى لعيسى: (ولابين لكم بعض الذى تختلفون فيه) وقال تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه واله (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ).

80 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين يعنى الاصدقاء يعادى بعضهم بعضا وقال الصادق عليه السلام: الا كل خلة كانت في الدنيا في غير الله عزوجل فانها تصير عداوة يوم القيامة، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: وللظالم غدا يكفيه عضه يديه، وللرجل وشيك(1) وللاخلاء ندامة الا المتقين.

81 - أخبرنا محمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد ابن عيسى عن شعيب بن يعقوب عن أبى اسحاق عن الحارث عن على عليه السلام قال: في الخليلين مؤمنين وخليلين كافرين ومؤمن غنى ومؤمن فقير، وكافر غنى وكافر فقير، فاما الخليلان المؤمنان فتخالا في حياتهما في طاعة الله تبارك وتعالى وتباذلا عليها وتوادا عليها، فمات أحدهما قبل صاحبه فأراه الله منزلته في الجنة يشفع لصاحبه فيقول: يا رب خليلى فلان كان يأمرنى بطاعتك ويعيننى عليها، وينهانى عن معصيتك، فثبته على ما ثبتنى عليه من الهدى حتى تراه ما أريتنى فيستجيب الله له حتى يلتقيا عند الله عزوجل، فيقول كل واحد منهما لصاحبه: جزاك الله من خليل خيرا، كنت تأمرنى بطاعة الله وتنهانى عن معصيته، وأما الكافران فتخالا بمعصية الله وتباذلا عليها وتوادا عليها، فمات أحدهما قبل صاحبه فأراه الله تبارك وتعالى منزلته في النار، فقال: يا رب خليلى فلان كان يأمرنى بمعصيتك و تنهانى عن طاعتك فثبته على ما ثبتنى عليه من المعاصى حتى تراه ما أريتنى من العذاب،

___________________________________

(1) الوشيك: السريع.

[ * ]

[613]

فيلتقيان عند الله يوم القيامة يقول كل واحد منهما لصاحبه: جزاك الله من خليل شرا كنت تأمرنى بمعصية الله وتنهانى عن طاعة الله، قال: ثم قرأ (ألاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

82 - في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبيعبد الله عليه السلام انه قال لابى بصير: يابا محمد (الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين) والله أراد بهذا غيركم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

83 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: واطلب مواخاة الاتقياء ولو في ظلمات الارض، وأن افنيت عمرك في طلبهم، فان الله عزوجل لم يخلق أفضل منهم على وجه الارض بعد النبيين صلوات الله عليهم، وما أنعم الله تعالى على عبد بمثل ما أنعم به من التوفيق لصحبتهم، قال الله تعالى: (ألاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين) وأظن أن من طلب في زماننا هذا صديقا بلا عيب بقى بلا صديق.

84 - في تفسير على بن ابراهيم في قوله عزوجل: الذين آمنوا بآياتنا يعنى الائمة صلوات الله عليهم وكانوا مسلمين أدخلوا الجنة انتم وازواجكم تحبرون اى تكرمون.

85 - في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام أنه قال لابى بصير: يا با محمد صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس وأنتم والله في الجنة تحبرون وفى النار تطلبون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

86 - في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن عبدالله بن جبلة عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: يا با محمد أنتم في الجنة تحبرون وبين أطباق النار تطلبون فلا توجدون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

87 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن الحجة القائم عليه السلام وفيه أنه سئل عليه السلام عن أهل الجنة هل يتوالدون اذا دخلوها أم لا؟ فأجاب عليه السلام: ان الجنة

[614]

لا حمل فيها للنساء ولا ولادة ولا طمث ولا نفاس ولا شقاء بالطفولية(1) وفيها ما تشتهى الانفس وتلذ الاعين كما قال الله سبحانه فاذا اشتهى المؤمن ولدا خلقه الله عزوجل بغير حمل ولا ولادة على الصورة التى يريد كما خلق آدم (ع) عبرة.

88 - في تفسير على بن ابراهيم أخبرنى أبى عن الحسن بن محبوب عن يسار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الرجل في الجنة يبقى على مائدته أيام الدنيا ويأكل في أكلة واحدة بمقدار أكله في الدنيا.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد كتبنا سابقا في حم السجدة أحاديث عند قوله عزوجل: (ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم) الاية فلتراجع(2).

89 - في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر الله ما أعده لاعداء آل محمد صلى الله عليه واله فقال: ان المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون اى آيسون من الخير، فذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام: وأما أهل النار فخلدهم(3) في النار وأوثق منهم الاقدام، وغل منهم الايدى إلى الاعناق، والبس أجسادهم سرابيل القطران، وقطعت لهم منها مقطعات من النار، هم في عذاب قد اشتد حره ونار قد أطبق على أهلها، فلا يفتح عنهم ابدا، ولا يدخل عليهم ريح أبدا، ولا ينقضى منهم عمر أبدا العذاب ابدا شديد والعقاب ابدا جديد، لا الدار زايلة فتفنى ولا آجال القوم تقضى.

90 - في مجمع البيان وفى الشواذ (يا مال)(4) وروى ذلك عن على عليه السلام.

91 - في تفسير على بن ابراهيم ثم حكى نداء أهل النار فقال جل جلاله: ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال: اى نموت فيقول مالك: انكم ماكثون ثم قال الله عزوجل: لقد جئناكم بالحق يعنى بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولكن اكثرهم للحق كارهون يعنى لولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه والدليل على أن

___________________________________

(1) الشقاء - بالمد والقصر -: العسر والشدة.

(2) راجع صفحة 547 من هذا الجزء.

(3) وفى المصدر (أهل المعصية).

وفى نسخة (الدار) بدل (النار) والظاهر انه تصحيفه.

(4) اى قرائة (يا مال) بكسر اللام مرخما في قوله تعالى: (يا مالك ليقض علينا ربك).

[ * ]

[615]

الحق ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قوله عزوجل: (وقل الحق من ربكم) يعنى ولاية على عليه السلام (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا أعتدنا للظالمين) يعنى ظالمى آل محمد صلوات الله عليه وعليهم (نارا) ثم ذكر على أثر هذا خبرهم وما تعاهدوا عليه في الكعبة ان لا يردوا الامر في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله فقال جل ذكره: أم أبرموا امرا فانا مبرمون إلى قوله تعالى: لديهم يكتبون.

92 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة وعلى بن عبدالله عن على بن حسان عن عبدالرحمان بن كثير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى: (ان الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى) فلان وفلان وفلان ارتدوا عن الايمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قلت: قوله تعالى: (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا مانزل الله سنطيعكم في بعض الامر) قال: نزلت فيهما والله وفى أتباعهما وهو قول الله عزوجل: الذى به جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه واله (ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله في على عليه السلام سنطيعكم في بعض الامر) قال: دعوا بنى امية إلى ميثاقهم ألا يصيروا الامر فينا بعد النبى صلى الله عليه واله و لا يعطونا من الخمس شيئا، وقالوا: ان أعطيناهم [ اياه ] لم يحتاجوا إلى شئ، ولم يبالوا أن لا يكون الامر فيهم، فقالوا: سنطيعكم في بعض الامر الذى دعوتمونا اليه وهو الخمس، أن لا نعطيهم منه شيئا وقوله: (كرهوا ما نزل الله) والذى نزل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، وكان معهم أبوعبيدة وكان كاتبهم، فأنزل الله: (ام أبرموا أمرا فانا مبرمون أم يحسبون انا لا نعلم سرهم و نجويهم) الاية.

93 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن على بن الحسين عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا اكثر الا وهو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شئ عليم) قال: نزلت هذه الاية في فلان وفلان وفلان وأبى عبيدة الجراح وعبدالرحمان بن عوف وسالم مولى أبى

[616]

حذيفة والمغيرة بن شعبة، حيث كتبواالكتاب بينهم وتعاهدوا وتواثقوا لئن مضى محمد لايكون الخلافة في بنى هاشم ولا النبوة أبدا، فأنزل الله عزوجل فيهم هذه الآية، قال: قلت: قوله عزوجل: (أم أبرموا أمرا فانا مبرمون أم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) قال: وهاتان الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم، قال ابوعبدالله عليه السلام: لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب الا يوم قتل الحسين عليه السلام وهكذا كان في سابق علم الله عزوجل الذى أعلمه رسول الله صلى الله عليه واله ان اذا كتب الكتاب قتل الحسين عليه السلام وخرج الملك من بنى هاشم، فقد كان ذلك كله، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

94 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن ابى نصر عن أبان بن عثمان عن محمد بن على الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان الله عزوجل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام أرسل الماء على الطين، ثم قبض قبضة فعركها ثم فرقها فرقتين بيده ثم ذراهم فاذا هم يدبون ثم رفع لهم نارا فأمر أهل الشام ان يدخلوها فذهبوا اليها فهابوها ولم يدخلوها، ثم امر اهل اليمين ان يدخلوها فذهبوا فدخلوها، فأمر الله عزوجل النار فكانت عليهم بردا وسلاما.

فلما رأى ذلك اهل الشمال قالوا: ربنا أقلنا فأقالهم، ثم قال لهم: أدخلوها فذهبوا فقاموا عليها ولم يدخلوها، فأعادهم طينا وخلق منها آدم عليه السلام وقال أبوعبدالله عليه السلام: فلن يستطيع هؤلاء ان يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء ان يكونوا من هؤلاء، قال: فيرون ان رسول الله صلى الله عليه واله اول من دخل تلك النار فذلك قوله عزوجل: قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين.

95 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام قوله: (ان كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين) اى الجاحدين والتأويل في هذا القول باطنه مضاد لظاهره.

96 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (ان كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين) يعنى أول القائلين لله عزوجل أن يكون له ولد.

[617]

97 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبى عبدالله عليه السلام في حديث طويل ذكر فيه العرش وقال: ان للعرش صفات كثيرة مختلفة في كل سبب وضع في القرآن صفته على حده يقول فيه فمن اختلاف صفات العرش انه قال تبارك و تعالى: رب العرش عما يصفون وهما وصف العرش الوحدانية لان قوما اشركوا كما قلت لك قال تبارك وتعالى: رب العرش رب الوحدانية عما يصفون، وقوم وصفوه بيدين فقالوا (يد الله مغلولة) وقوم وصفوه بالرجلين، فقال: وضع رجله على صخرة بيت المقدس، فمنها ارتقى إلى السمآء وقوم وصفوه بالانامل فقالوا: ان محمدا قال: انى وجدت برد أنامله على قلبى، فلمثل هذه الصفات قال: (رب العرش عما يصفون) يقول: رب المثل الاعلى عما به مثلوه، ولله المثل الاعلى الذى لا يشبهه شئ ولا يوصف ولا يتوهم فذلك المثل الاعلى.

98 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن هشام بن الحكم قال: قال أبوشاكر الديصانى: ان في القرآن آية هى قولنا، قلت: وماهى؟ فقال: وهو الذى في السماء اله وفى الارض اله فلم أدر بما أجيبه، فحججت فخبرت أبا عبدالله عليه السلام فقال: هذا كلام زنديق خبيث اذا رجعت اليه فقل: ما اسمك بالكوفة فانه يقول: فلان، فقل له: ما اسمك بالبصرة؟ فانه يقول: فلان فقل كذلك الله ربنا في السماء اله، وفى الارض اله، وفى البحار اله وفى القفار اله، وفى كل مكان اله، قال: فقدمت فأتيت أبا شاكر فأخبرته فقال: هذه نقلت من الحجاز.

99 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن منصور عن أبى أسامة قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (وهو في السمآء اله وفى الارض اله) فنظرت والله اليه وقد لزم الارض وهو يقول: والله عزوجل الذى هو والله ربى في السماء اله، وفى الارض اله وهو الله عزوجل.

100 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن امير المؤمنين عليه لاسلام حديث طويل وفيه قوله: (وهو الذى في السمآء اله وفى الارض إله) وقوله: (وهو معكم أينما

[618]

كنتم) وقوله: (ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم) فانما أراد بذلك استيلاء أمنائه بالقدرة التى ركبها فيهم على جميع خلقه، وان فعله فعلهم.

101 - في تفسيرعلى بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: ولايملك الذين يدعون من دونه الشفاعة قال: هم الذين عبدوا في الدنيا لا يملكون الشفاعة لمن عبدهم.

قال عز من قائل: الا من شهد بالحق وهم يعلمون.

102 - فيمن لا يحضره الفقيه قال الصادق عليه السلام: القضاة أربعة، ثلاثة في النار وواحد في الجنة، رجل قضى بجور وهو يعلم انه جور فهو في النار، ورجل قضى بجور و هو لا يعلم انه جور، فهو في النار ورجل قضى بالحق وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحق وهو يعلم فهو في الجنة.

103 - في اصول الكافى على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن أبى هاشم الجعفرى قال: سألت أبا جعفر الثانى عليه السلام ما معنى الواحد؟ فقال: اجماع الالسن عليه بالوحدانية، لقوله: ولئن سئلتهم من خلقهم ليقولن الله.

104 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبدالله بن محمد الجعفرى عن أبى جعفرعليه السلام.

قال: ان الله عزوجل خلق الخلق فخلق ما أحب مما أحب، وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة، وخلق ما أبغض مما أبغض وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار ثم بعثهم في الظلال، فقلت: وأى شئ الظلال؟ قال: ألم تر إلى ظلك في الشمس شئ و ليس بشئ، ثم بعث الله فيهم النبيين يدعوهم إلى الاقرار بالله وهو قوله (ولئن سئلتهم من خلقهم ليقولن الله) ثم دعاهم إلى الاقرار بالنبيين فأقر بعضهم وأنكر بعض، ثم دعاهم إلى ولايتنا فأقر بها والله من أحب وانكرها من ابغض وهو قوله: (وما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) ثم قال أبوجعفر عليه السلام كان التكذيب ثم.

105 - محمد بن الحسن وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر وعبدالكريم بن عمرو

[619]

عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن أبى عبدالله عليه السلام أنه قال في حديث طويل ثم أنزل الله جل ذكره: أن أعلن فضل وصيك فقال: رب ان العرب قوم جفاة لم يكن فيهم كتاب ولم يبعث اليهم نبى، ولا يعرفون فضل نبوات الانبياء ولا شرفهم، ولا يؤمنون بى ان أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتى؟ فقال الله جل ذكره: (ولا تحزن عليهم) وقل سلام فسوف يعلمون فذكرمن فضل وصيه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم.

106 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبدالصمد بن بشير قال: ذكر أبوعبدالله عليه السلام بدو الاذان وقصته في اسراء النبى صلى الله عليه واله حتى قال: حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقالت السدرة: ما جازنى مخلوق قبل، قال: (ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى) قال: فدفع اليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، إلى قوله: وفتح صحيفة أصحاب الشمال فاذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبايلهم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه واله: رب ان هؤلاء قوم لا يؤمنون؟ قال الله تعالى: فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون.

107 - في تفسير على بن ابراهيم متصل بما سبق من قوله: لمن عبدهم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا رب ان هؤلاء قوم لا يؤمنون؟ فقال الله عزوجل: (فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون).


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=1949
  • تاريخ إضافة الموضوع : 0000 / 00 / 00
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29