00989338131045
 
 
 
 
 
 

 هل كانت الشرائع السالفة ناقصةً؟  

( القسم : الشيخ مكارم الشيرازي )

السؤال : نعلم أنّ الاسلام أكمل الأديان التي أرسلت الى البشر، و لازم ذلك الكلام أنّ جميع الأديان السابقة ناقصة، و في هذه الحالة يتبادر السؤال التالي الى الأذهان، و هو كيف أرسل الله تعالى أدياناً ناقصةً لهداية البشر سابقاً في الوقت الذي ينزه الله تعالى عن إرسال دين ناقص؟!


الجواب :

 تثبت البوادر العالمية و ختم الأديان بالاسلام أنّه ـ و بعد بزوغ الاسلام ـ لامجال للتكامل المادي و المعنوي للبشر و معرفته بالواجبات الالهية سوى اتباع هذا الدين.

طبعاً كان كل واحد من الأديان الماضية في وقته طريقاً صحيحاً لتكامل البشر و إلفاته الى الله، و قد تقدم البشر في ضوء هذه الأديان نحو التكامل الروحي و المعنوي; لكن و بعد تبليغ الدين الاسلامي ـ و هو الدين العالمي و خاتم الأديان ـ أضحى السير في الطرق الأخرى خطأً، ولا يستطيع دين غير الدين الاسلامي إيصال الانسان الى الأهداف السامية و الكاملة التي تلائم «الأمة المتكاملة».

في الوقت نفسه كان كل من تلك الأديان أكمل دين في عصره أنزله الله لهداية الناس. للتوضيح يمكن القول: إنّ مجموع الأديان السماوية كالصفوف المختلفة في إحدى الكليات التي يدرس فيها الجامعي، ما يتعلمه الطالب في السنوات الأولى بالاضافة الى كونه صحيحاً و ثابتاً يشكل أساساً للمراحل اللاحقة، و ما يدرسه في المراحل الأخيرة يكون مكملا للمبادي التي تلقاها في السنوات الأولى. بناءاً على هذا، يعتبر البرنامج الذي يتلقاه الطالب في كل مرحلة أفضل برنامج بالنسبة له، و ان حصل خلاف ذلك (كأن يعطى للجاميين في السنة الأولى برنامج السنوات اللاحقة) لاتكون الثمرة سوى إتلاف الوقت، كما لو طبق برنامج المرحلة الأولى على طلاب المراحل العليا، فسوف لن يصل أولئك الى الهدف الذي يربون من أجله.

هل يحق لأحد في هذه الحالة أن يقول: إنّ برامج المراحل السفلى ناقصة و المواضيع التي يدرسها الجامعيون في تلك المراحل قاصرة، أو يجب القول: برامج كل مرحلة من أفضل البرامج المنظمة بالنسبة لطلاب تلك المرحلة، و ما يتعلمه الطالب في تلك المرحلة يكون أصلا و أساساً لارتقائه الى المراحل الأعلى. كما كان حكمنا على مراحل الكلية بهذه الصورة و لم نعتبر برامج كل مرحلة ناقصةً و قاصرةً بالنسبة لطلاب تلك المرحلة، يكون حكمنا كذلك بالنسبة الى الأديان السالفة التي أنزلت لهداية و تكميل المجتمع الانساني.

و ليس معنى كون الدين الاسلامي ناسخاً لبقية الأديان و كونه أكمل و أشمل منها أنّ تلك الأديان باطلة و غير صحيحة من أساسها أو ناقصة و قاصرة، بل كان كل واحد من تلك الأديان صحيحاً و لائقاً جداً في عصره و زمانه، و كان كافياً في إيصال البشر في ذلك العصر الى هدفه المنشود والجدير به.

لكن يجب التفكير بصورة مختلفة للبشر المتكامل، ذلك البشر الذي يمكنه الهيمنة على القمم الرفيعة من الكمالات المادية و المعنوية، و يجب منحه طريقاً آخر لنيل تلك القمم بعد طىّ الطريق، لئلا يحرم من نيل الكمالات السامية الجديرة به، لأجل ذلك أنزلت الأديان السماوية تترى لتربية الانسان في المراحل المختلفة حتى وصلت الى الدين الاسلامي أكمل الاديان.

 



طباعة   ||   أخبر صديقك عن السؤال   ||   القرّاء : 7870  


 
 

  التلاوة :
  • الحفظ (23)
  • التجويد (18)
  • القراءات السبع (2)
  • الصوت والنغم (7)
  علوم القرآن وتفسيره :
  • علوم القرآن (57)
  • التفسير (205)
  • المفاهيم القرآنية (10)
  • القصص القرآني (6)
  • الأحكام (26)
  • الاجتماع وعلم النفس (31)
  العقائد :
  • التوحيد (27)
  • العدل (10)
  • النبوّة (25)
  • الإمامة (6)
  • المعاد (17)
  استفتاءات المراجع :
  • السيد الخوئي (29)
  • السيد السيستاني (52)
  • السيد الخامنئي (7)
  • الشيخ مكارم الشيرازي (83)
  • السيد صادق الروحاني (37)
  • السيد محمد سعيد الحكيم (49)
  • السيد كاظم الحائري (7)
  • الشيخ الوحيد الخراساني (2)
  • الشيخ إسحاق الفياض (3)
  • الشيخ الميرزا جواد التبريزي (10)
  • السيد صادق الشيرازي (78)
  • الشيخ لطف الله الصافي (29)
  • الشيخ جعفر السبحاني (11)
  • السيد عبدالكريم الاردبيلي (1)
  • الشيخ جوادي آملي (23)
  • السيد محمود الشاهرودي (5)
  • السيد الامام الخميني (4)
  جديد الأسئلة والإستفتاءات :



 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم

  البحث في الأسئلة والإستفتاءات :



  أسئلة وإستفتاءات قرآنية منوعة :



 معنى الأمي

 ابتليت بأفكار تراودني بين الحين والآخر جعلتني مضطرباً وغير مستقر نفسياً. كيف أقابل مثل هذه الأفكار لكي أتخلّص من هذا الاضطراب الذي يحدث عندي في بعض الأوقات؟

 حرث الدنيا وحرث الآخرة والفرق بينهما

 إذا كانت نسبة الحسنة والسيئة(الخير والشر) إلى اللّه كما في الآية 78 من سورة النساء، فكيف تفسّر الآيات التي تنسب الحسنات إلى اللّه والسيئات إلى الإنسان نفسه، كالآية 79، من نفس السورة؟

 أثر العقوق في التنزّل الروحي

 لماذا تحديد (المخارج غير الصحيحة) وعدم إدراجها تحت (اللّهجات العاميّة)؟

 هل نزل القرآن للناس فقط أم أنّ الجن مخاطبون به أيضاً ويمكنهم أن يهتدوا به؟

 على رأي حذيفة بن اليماني ما هي الآيات التي حذفت من سورة التوبة؟

 هل يجوز حرق الاوراق المتضمنة للفظ الجلالة وكتاب القرآن وأسماء المعصومين ؟

 هل النظر في ملکوت السماوات و الأرض و ما خلق الله من شئ، ينتهي الي حد و مقدار و مخلوقات و تنوعات و عجائب مما نراه و ما لانراه؟

  إحصاءات الأسئلة والإستفتاءات :
  • عدد الأقسام الرئيسية : 4

  • عدد الأقسام الفرعية : 32

  • عدد الأسئلة والإستفتاءات : 900

  • تصفحات الأسئلة والإستفتاءات : 7772390

  • التاريخ : 29/03/2024 - 06:02

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • رئيسية الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • أرشيف الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net