00989338131045
 
 
 
 
 
 

 معطيات الآية الكريمة {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ...} 

( القسم : التفسير )

السؤال :

ما هي المعطيات التي يمكن استفادتها من قوله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [سورة البقرة :213]



الجواب :

للآية الكريمة عدّة معطيات وإشارات، نذكر منها:
1- إشارة إلى حالة المجموعة البشرية الأولى الصغيرة من أسرة آدم وحواء وذراريهم، قبل اختلاف التصوّرات والاعتقادات. فالقرآن يقرر أن الناس من أصل واحد، حتى نمت وتعددت وكثر أفرادهم, وتفرقوا في المكان, وتطوّرت معايشهم; وبرزت فيهم الاستعدادات المكنونة، فصاروا من حيث الطبيعة التكوينية ألواناً وأشكالاً مختلفة يعيشون في بيئات مختلفة.
2- إن من طبيعة الناس أن يختلفوا; لأن هذا الاختلاف أصل من أصول خلقتهم; يحقق حكمة عليا من استخلاف هذا الكائن في الأرض. إن هذه الخلافة تحتاج إلى وظائف متنوّعة, واستعدادات شتى من ألوان متعدّدة; كي تتكامل جميعها وتتناسق, وتؤدّي دورها الكلّي في الخلافة والعمارة, وفق التصميم الكلّي المقدر في علم الله. فلا بد ـ إذاً ـ من التنوّع في المواهب يقابل تنوّع تلك الوظائف; ولا بد من الاختلاف في الاستعدادات، يقابل ذلك الاختلاف في الحاجات.. {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ - إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ - وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}.
3- لم يكن الدين سبب الاختلاف ولا الكتب السماوية ولا الأنبياء، فإن الكل كامل ومعصوم عن الزلل والخطأ، والكل يحمل القيم الإنسانية العالية. بل إن الاختلاف كان نتيجة أيدي العلماء الذين حملوا الكتب بعد الرسل، وتعصباتهم  الجاهلية ومصالحهم  وأهواؤهم الدنيوية، وغيرها من الأسباب المرضية التي أدت إلى صنع هذا النوع من الاختلاف بين الناس.
4- من أجل هذه الاختلافات الاجتماعية الطبيعية أنزل الله نظام الحياة المدوّن في الكتب السماوية عن طريق الانبياء والرسل، وكان عالم التكليف هو المسؤول عن رفع الاختلاف وتوحيد المجتمعات.
5- إن من اللطف والرحمة الإلهية أن جعل كتبه بين متناول أيدي الناس، فإن الإنسان  لو تُرك، لم يهتدِ إلى حل مشاكله واستئصالها من الجذور، فرجوع الإنسان إلى الكتاب وإلى الرحمة الإلهية في حل مشاكله هو الضمان الوحيد والأفضل لذلك.
6- إن البحث عن الحق والهداية إليه والوصول إلى السير اليقيني  عليه لم يكن متروكاً  لمشتهيات  الإنسان ورغباته،  بل إنه مسؤولية شرعية تقع على عاتق كل إنسان، وسيُسأل عنه يوم القيامة.



طباعة   ||   أخبر صديقك عن السؤال   ||   التاريخ : 2016 / 03 / 30   ||   القرّاء : 5281  


 
 

  التلاوة :
  • الحفظ (23)
  • التجويد (18)
  • القراءات السبع (2)
  • الصوت والنغم (7)
  • تجربة25 (0)
  علوم القرآن وتفسيره :
  • علوم القرآن (57)
  • التفسير (205)
  • المفاهيم القرآنية (10)
  • القصص القرآني (6)
  • الأحكام (26)
  • الاجتماع وعلم النفس (31)
  العقائد :
  • التوحيد (27)
  • العدل (10)
  • النبوّة (25)
  • الإمامة (6)
  • المعاد (17)
  استفتاءات المراجع :
  • السيد الخوئي (29)
  • السيد السيستاني (52)
  • السيد الخامنئي (7)
  • الشيخ مكارم الشيرازي (83)
  • السيد صادق الروحاني (37)
  • السيد محمد سعيد الحكيم (49)
  • السيد كاظم الحائري (7)
  • الشيخ الوحيد الخراساني (2)
  • الشيخ إسحاق الفياض (3)
  • الشيخ الميرزا جواد التبريزي (10)
  • السيد صادق الشيرازي (78)
  • الشيخ لطف الله الصافي (29)
  • الشيخ جعفر السبحاني (11)
  • السيد عبدالكريم الاردبيلي (1)
  • الشيخ جوادي آملي (23)
  • السيد محمود الشاهرودي (5)
  • السيد الامام الخميني (4)
  جديد الأسئلة والإستفتاءات :



 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم

  البحث في الأسئلة والإستفتاءات :



  أسئلة وإستفتاءات قرآنية منوعة :



 في أي سورة وردت (آية الولاية)؟

 ما هي حقيقة القلوب، هل هي المضغة والعضلة الموجودة في جسم الإنسان أم هي شيء معنوي، وإذا كانت كذلك فلماذا نسبت إلى الصدور؟

 الارتباط مع الله

 ما المراد من العلی فی صدق الله العلي العظيم؟

 بعض الناس لا يعرفون القراءة ، فما هو حكم صلاتهم وأعمالهم ؟

 إذا أسلم لله مَن في السماوات والأرض فهل هناك مَن يبغي غير دين الله؟

 لماذا لا يسمح سبحانه بعلم الغيب الا لمن ارتضى من امثال الرسول؟

 هل يجوز حرق الاوراق المتضمنة للفظ الجلالة وكتاب القرآن وأسماء المعصومين ؟

 هل يجوز لمس آيات القرآن الكريم وأسماء الله الحسنى وصفاته وأسماء أنبيائه وأوصيائه بغير طهارة ؟ ( مع تحديد الأحوط وجوبا أو استحباباً ) ؟

 إذا كانت نسبة الحسنة والسيئة(الخير والشر) إلى اللّه كما في الآية 78 من سورة النساء، فكيف تفسّر الآيات التي تنسب الحسنات إلى اللّه والسيئات إلى الإنسان نفسه، كالآية 79، من نفس السورة؟

  إحصاءات الأسئلة والإستفتاءات :
  • عدد الأقسام الرئيسية : 4

  • عدد الأقسام الفرعية : 33

  • عدد الأسئلة والإستفتاءات : 900

  • تصفحات الأسئلة والإستفتاءات : 8508713

  • التاريخ : 20/03/2025 - 15:50

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • رئيسية الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • أرشيف الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net