الشفاعة في البرزخ

السؤال :

هل هناك شفاعة لأهل البيت في عالم البرزخ لنا؟



الجواب :

يدلّ على ذلك ـ إلى جانب إطلاق آيات الشفاعة ـ طوائف من الروايات نذكرها كالتالي:

الطائفة الأولى: ما ثبت بالضرورة من حضور النبي والأئمة (صلوات الله عليهم) الصلوات على جنائز المؤمنين والترحم والاستغفار في حقهم وكذلك الفريضة الثابتة في الدين من تشريع الصلوات على جنائز المؤمنين والمبالغة في الاستغفار والترحم عليهم. وكان من سنته (صلى الله عليه وآله) انه يصلي على جنائز المؤمنين ويقوم على قبورهم وقد نهى الله سبحانه إياه ان لا يفعل ذلك بالموتى المنافقين.

الطائفة الثانية: ما نقلت من زيارته (صلى الله عليه وآله) بقبور المؤمنين وصارت ذلك سنته ثابتة في المؤمنين وكان يترحم ويستغفر لهم ففي البحار 6 ( 217 ) حديث 10 عن كتاب حسين ابن سعيد قال أبو بصير سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول ان رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما ماتت قام رسول الله على قبرها فرفع يده الى السماء ودمعت عيناه فقالوا يا رسول الله انا قد رأيناك رفعت رأسك إلى السماء ودمعت عيناك قال إنني سألت ربي أن يهب لي رقية من ضغطة القبر!! وقريب منه رواية قيامه على قبر فاطمة بنت أسد (رضي الله عنها).

الطائفة الثالثة: ما ورد من الروايات الكثيرة من حضور النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة عند المحتضر ورؤية المحتضر إياهم وفي بعضها امره (صلى الله عليه وآله) ملك الموت بالإرفاق والتخفيف للمؤمن في قبض روحه وبالجملة يكون حضورهم عنده مسرة ورفاهاً وراحة له وفي بعضها الشفاعة له.

في البحار ج 6 ( 194 ) عن تفسير فرات بن إبراهيم عن عبيد بن كثير معنعناً عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي ان فيك مثلاً من عيسى ابن مريم (عليه الصلاة والسلام)، قال الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (النساء:159)، يا علي انه لا يموت رجل يفتري على عيسى بن مريم (صلى الله عليه وآله) حتى يؤمن به قبل موته ويقول فيه الحق حيث لا ينفعه ذلك شيئاً وانك على مثله لا يموت عدوك حتى يراك عند الموت فتكون غيظاً وحزناً حتى يقرّ بالحق من أمرك ويقول فيك بالحق ويقر بولايتك حيث لا ينفعه ذلك شيئاً، واما وليك فإنه يراك عند الموت فتكون له شفيعاً ومبشراً وقرة عين.

فالمحصل في المقام ان هناك ما يدل على دعائهم واستغفارهم للمؤمن الميت في صلواتهم على جنائز المؤمنين أو زيارتهم لقبورهم ودعائهم واستغفارهم للمؤمن المقبور وخاصة لاستخلاصه من ضغطة القبر أو شفاعتهم للمؤمنين المحتضرين وحضورهم عنده في احتضاره، فان الظاهر من بعض هذه الروايات أن هذه الشفاعة ليست لاستخلاصه من شدة النزع فقط بل شفاعة في طول إقامته في البرزخ كما هو صريح رواية حسين بن سعيد وقوله: فتكون له شفيعاً ومبشراً وقرة عين، فإن البشارة راجعة إلى مستقبل امره وكذلك سروره برؤيتهم وفرحه وقرة عينه بلقائهم كما هو صريح عدة من الروايات الظاهرة في ان هذا الفرح والسرور ما دام قاطنا في البرزخ سواء كان ذلك من باب الشفاعة لأوليائهم أو من باب الولاية الموهوبة لهم من الله كرامة وتشريفاً.

_________________

عن مركز الأبحاث العقائدية، بتصرّف

 http://www.aqaed.com/


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=1029