تحريف القرآن الكريم

السؤال : نود أن نسأل سماحتكم عن مسألة هي مورد كلام عند بعض المسلمين وهي مسألة تحريف القرآن الكريم .فهل هناك تحريف بالقرآن بالكريم ؟وما هو الرد على من يقول بالتحريف ؟

الجواب :

باسمه جلت اسمائه

  للتحريف معان : المعنى الاول : هو نقل الشيء عن موضعه وتحويله الى غيره . ولا خلاف بين المسلمين في وقوع هذا التحريف في القرآن ، فإن كل من فسر القرآن بغير حقيقته وبرأيه فقد حرفه . وما يفعله كثير من أهل البدع والمذاهب الفاسدة من تأويل آيات القرآن بآرائهم وأهوائهم من هذا القبيل . المعنى الثاني: النقص أو الزيادة بكلمة مع التحفظ على نفس القرآن المنزل . والتحريف بهذا المعنى قد وقع في صدر الاسلام ، ولكن انقطع في زمان عثمان ، وانحصر القرآن بما يثبت تواتره عن النبي (ص) . المعنى الثالث: التحريف بالزيادة أو النقيصة في الاية والسورة مع التحفظ على القرآن المنزل ، والتسالم على قراءة النبي (ص) إياها . والتحريف بهذا المعنى نفاه الشيعة واختار جماعة من علماء السنة وقوعه ، وقالوا أن البسملة ليست من القرآن . المعنى الرابع : التحريف بالزيادة و أن بعض المصحف الذي بأيدينا ليس من الكلام المنزل . والتحريف بهذا المعنى باطل بإجماع المسلمين . المعنى الخامس : التحريف بالنقيصة ، بمعنى أن ما بأيدينا من القرآن لا يشتمل على جميع القرآن المنزل ، وأنه قد ضاع بعضه . والتحرف بهذا المعنى وقع الخلاف فيه ، فقد أثبته جمع ونفاه آخرون . أما علماء الشيعة: فقد ادعى اكثرهم اتفاق العلماء على أن التحريف بهذا المعنى غير واقع في القرآن. لاحظ كلمات رئيس المحدثين الصدوق، فإنه عد القول بعدم التحريف من معتقدات الإمامية، وشيخ الطائفة الطوسي، ونقله عن علم الهدى والمفسر الشهير الطبرسي والفيض الكاشاني والأستاذ الأعظم السيد الخوئي وغيرهم من الأكابر، وأدلتهم كثيرة نشير إلى بعضها : 1. الآية الكريمة {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} الحجر9 2. { وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} فصلت41 3. أخبار الثقلين الذين خلفهما النبي صلى الله عليه وآله في أمته وأخبرأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، وأمر الأمة بالتمسك بهما وهما الكتاب والعترة. وهذه الأخبار متواترة من طرق الفريقين، ومن الواضح أن القول بالتحريف يستلزم عدم حجية ظواهر الكتاب، أضف إليه ارشاد العترة الى التمسك بظواهر القرآن، ومن هاتين الناحيتين لا بد من الالتزام بعدم التحريف. 4. ملاحظةُ كيفية جمع القرآن وحفظه، سيما وفي الحافظين والجامعين أمير المؤمنين عليه السلام، والكاتبين لكل آية تنزل حيث أن النبي صلى الله عليه وآله كان يأمر الكتّاب بإدراجها في موردها، وهذا يوجب القطع بعدم التحريف. وأما الروايات الضعيفة المتضمنة للتحريف فالراوي لأكثرها أحمد بن محمد السياري الذي اتفق علماء الرجال على فساد مذهبه، وعلي بن أحمد الكوفي الذي ذكر علماء الرجال أنه كذاب وأنه فاسد المذهب، وأما بقية أدلة القائلين بالتحريف فيحتاج البحث فيها إلى وقت أوسع، ولنعم ما أفاده الأستاذ الأعظم (السيد الخوئي) : إن حديث تحريف القرآن حديث خرافة وخيال، لا يقول به إلا من ضعف عقله أو من لم يتأمل في أطرافه حق التأمل، أو من ألجأه إليه حب القول به، والحب يعمي ويصم، وأما العاقل المنصف المتدبر فلا يشك في بطلانه وخرافته.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=128