ما هي حقيقة صفة العزة؟

السؤال :

ما هي حقيقة صفة العزة؟



الجواب :

يتّضح لنا بالتحليل أنّ حقيقة العزّة بالدرجة الاُولى، قدرة تتجلّى في قلب وروح الإنسان، وتبعده عن الخضوع والتسليم والإستسلام أمام الطغاة والعصاة، قدرة بامتلاكها لا يخضع الإنسان للشهوات أبداً، ولن يجد الهوى والهوس طريقاً للتسلّط عليه.

قدرة ترتقي به إلى مستوى الصلابة أمام تأثير زخارف الدنيا.

فهل أنّ هذه القدرة لها منبع آخر غير الايمان بالله، أي الإرتباط بالمنبع الأصلي للقدرة والعزّة؟

هذا في مرحلة الفكر والإعتقاد والروح، أمّا في مرحلة العمل فإنّ «العزّة» تنبع من الأعمال السليمة الأصل والدقيقة الاُسلوب، وبتعبير آخر يمكن تلخيص ذلك بـ«العمل الصالح» هذان الإثنان يعطيان الإنسان العظمة والرفعة والعزّة والمنعة.

«السحرة» المعاصرون لفرعون، شرعوا بحيلهم باسم فرعون وبعزّته (وقالوا بعزّة فرعون إنّا لنحن الغالبون).(1)

ولكنّهم هزموا بسرعة أمام عصى موسى(عليه السلام). وبمجرّد أن خرجوا من ذلّة فرعون، ولجأوا إلى ظلّ التوحيد وآمنوا، أصبحوا أقوياء لا يمكن هزيمتهم بحيث لم تؤثّر بهم أشدّ تهديدات فرعون، وقدّموا أيديهم وأرجلهم وحتى أرواحهم العاشقة الوالهة وتجرّعوا كأس الشهادة، ودلّلوا بذلك العمل على عدم إستسلامهم أمام الترغيب والترهيب، وعدم إنهزامهم، وأصبح تاريخهم اليوم بالنسبة لنا عالماً من الدروس البليغة.(2)

 

ـــــــــــــــــــــــــ

1 ـ  الشعراء، 44.

2ـ الأمثل، ج 11، ص 29.

 

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=433