ما معنى مصطلح (قوّام) في الآية الشريفة { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ }

السؤال : ما معنى مصطلح (قوّام) في الآية الشريفة { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ }

الجواب :

يستنبط غالباً معنى تفوّق الرجال على النساء من هذه الآية الشريفة، لكنها لا تدل على ذلك؛‌فما ورد‌، تعبير عن مسؤولية الرجال في ادارة شؤون الاسرة. فلو طرح الرجل والمرأة قبال بعضهما كصنفين لايصبح الرجل قوّاما وقيّماً على المرأة ولا تصبح المرأة تحت قوامة الرجل بل القوامة بين الزوج والزوجة ولا تدل قوامة الرجل على‌المرأة على‌كماله وقربه من الله كما ان افراداً في المجتمعات والوزارات قوامون على الآخرين، كالمدير والمسؤول والرئيس وأمثالهم. لكن لا تجلب الادارة الفضل الاخلاقي لهم وانما هي مسؤولية تنفيذية، ومن الممكن ان يخلص شخص، وهو ليس في موقع الادارة اكثر ممن هو قيم فيصبح اقرب الى الله. فالقوامة لاتكون الا في الامور التنفيذية حيث يقول القرآن الكريم: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}.

يمتلك الرجل قدرة اكبر في التعاطي مع القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسعي في توفير المال وحاجات المنزل وتسيير شؤون الاسرة وبما انه معيل للاسرة، فهو ايضا المدير للشؤون الداخلية للاسرة. لكن لامزايا يحصدها من وراء ذلك ولا افضلية بل الامر تنفيذي، وهو واجب وليس فضيلة فجوهر القوامة هو التكليف.

فاذا تلقينا الآية على‌ أنها تبين الواجبات و لا تعطي المزايا، حينئذ يكون معنى‌{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} خبرية، لكن جوهرها انشائي، وتعني ان يا رجال كونوا قوامين على بيوتكم، معيلين لأسرتكم ومديرين لشؤونها.

اما ورود الحكمين الملزمين في الاسلام مع بعضهما؛‌ اي امر المرأة بالتمكين للرجل و امر الرجل بان يعيلها هو من باب تبيين الواجبات وتسيير امور الاسرة و لا دلالة لذلك على ‌الفضيلة او الانتقاص.

فأولا: تصف الآية المراة قبال زوجها وليس قبال الرجل.

ثانياً: القوامة ليست فضيلة بل تكليف.

ثالثاً: بناء على الاسس التي تقوم عليها الاسرة من الممكن ان تكون المرأة قيمة على الرجل او يكون الرجل قيما على المراة فقد تغيّر هذه الاسس والأصول كثيرا من الامور. على‌سبيل المثال طاعة الوالدين واجب على الاولاد سواء البنات او البنين و اذا قام الولد بعمل يؤذي اباه او امه سيكون عاقاً لهما، وعقوق الوالدين من المحرمات. فلو نهت الام ابنها عن عمل وقالت: هذا العمل يؤذيني. تجب طاعتها على الابن، ولايمكنه عصيان امرها بحجة أنه مجتهد او مهندس او طبيب وليس عليه طاعتها. ففي الحقيقة المرأة قوامة على الرجل في مثل هذه الحالات. والام قوامة على ابنها وان كان مجتهدا او مختصاً في مجال ما.

ـــــــــ

1  . النساء: 1.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=599