هل سلب الله تعالى ذاتي الإحراق من النار حينما امرها بأن تكون برداً وسلاماً على ابراهيم (عليه السلام)؟

السؤال :

هل سلب الله تعالى ذاتي الإحراق من النار حينما امرها بأن تكون برداً وسلاماً على ابراهيم (عليه السلام)؟



الجواب :
الظاهر من الآية الشريفة أن النار لم تعد متصفة بالإحراق بالنسبة لإبراهيم الخليل (ع)، فإما ان يكون ذلك من جهة المقتضي او من جهة المانع، وهو ما اشار إليه الشيخ الطوسي في التبيان: (وقيل وفي وجه كون النار برداً وسلاماً قولان: أحدهما - انه تعالى أحدث فيها برداً بدلاً من شدة الحرارة التي فيها فلم تؤذه . والثاني - انه تعالى حال بينها وبين جسمه، فلم تصل إليه، ولو لم يقل سلاماً لأهلكه بردها، ولم يكن هناك أمر على الحقيقة) [التبيان في تفسير القرآن، ج7، ص262]، ولكن السيد الطباطبائي في الميزان رجح جانب تبدل الذاتي بزوال تأثير المقتضي من باب خرق العادة، فقال: (قوله تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} خطاب تكويني للنار تبدلت به خاصة حرارتها وإحراقها وإفنائها برداً وسلاماً بالنسبة إلى إبراهيم (عليه السلام) على طريق خرق العادة، وبذلك يظهر أن لا سبيل لنا إلى الوقوف على حقيقة الامر فيه تفصيلاً إذ الأبحاث العقلية عن الحوادث الكونية إنما تجري فيما لنا علم بروابط العلية والمعلولية فيه من العاديات المتكررة، وأما الخوارق التي نجهل الروابط فيها فلا مجرى لها فيها) [الميزان في تفسير القرآن، ج14، ص303].
 
المصدر: موقع مركز الابحاث العقائدية

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=786