في معنى قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}

السؤال :

{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [سورة يوسف، ٣].
س: ما معنى غافل؟
إذا كان معنى غافل (شارد الذهن) كيف للنبي ان يكون كذلك؟
وقد نهاه الله عز وجل ان يكون غافلاً: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [سورة الأعراف، 205]



الجواب :

الغفلة هنا ليست بمعنى شرود الذهن حتى نقول كيف يمكن نسبة ذلك إلى النبي (صلّى الله عليه وآله)، بل هي بمعنى: عدم العلم بالأحكام التي ذكرت في القرآن قبل الوحي، حتى أتيناك بها، وقيل: معناه من الغافلين عن قصة يوسف وإخوته، حتى أخبرناك بها [انظر: التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي، ج 6 ، ص 93 – 94؛ تفسير جوامع الجامع للشيخ الطبرسي، ج 2، ص 202؛ تفسير مجمع البيان، ج 5 - ص 356]
وقال الفيض الكاشاني في تفسير الآية الكريمة: >وإن كنت من قبله لمن الغافلين عن هذه القصة لم تخطر ببالك ولم يقرع سمعك قط< [التفسير الصافي - ج 3 - ص 4].
ونحوه قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى، 7]، فمن المؤكد أنه لولا الهداية الإلهية والإمداد الغيبي ما استطاع الرسول (صلى الله عليه وآله) أن يهتدي المسير نحو الهدف المقصود. من هنا فإن المقصود من كلمة (ضالاً) ليس نفي الإيمان والتوحيد والطهر والتقوى عن النبي، بل بقرينة غيرها من الآيات الكريمة تعني نفي العلم بأسرار النبوة وبأحكام الإسلام، كما أكد على ذلك كثير من المفسرين . لكنه (صلى الله عليه وآله) بعد البعثة اهتدى إلى هذه الأمور بعون الله تعالى. [انظر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 20 ، ص 281 - 282]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=815