لماذا انجي فرعون ببدنه ولم يبق لقوم عاد باقية؟

السؤال :

{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} [سورة يونس، ٩٢]، {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ... فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ} [سورة الحاقة، 6، 8]

س: لماذا انجاه ببدنه ولم يبق لقوم عاد باقية؟



الجواب :

من المعلوم أن كل شيء إنما يتمّ طبقاً لعلم الله تعالى المسبق به وبناءً على حكمة معيَّنة، وبعض هذه الحِكَم والعلل قد بيّنها سبحانه سواء في القرآن الكريم أو على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة من أهل بيته (عليهم السلام) لأنهم ورثة علم رسول الله (صلى الله عليه وآله). وأما في قضية نجاة بدن فرعون، فهو لحكمة وعلّة أيضاً، والآية الكريمة نفسها بيّنت ذلك، فقال تعالى: {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} أي: ليتعظ بها كل من تحدثه نفسه بالسير على طريق الفساد وللحكام المستكبرين ولكل الظالمين والمفسدين، وآية للفئات المستضعفة. ولكن ما أكثر العِبَر وأقل الاعتبار، {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} وغير مغفول عنهم.

وأما قضية (عاد) فإن من سنن الله تعالى إذا حقّت كلمته على أهل قرية بالهلاك فإن أمر الله نافذ فيهم، وهم قد استوفوا الفرص التي قدمت إليهم ولم يتعظوا منها {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ} [الحج : 48]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=822