إذا أسلم لله مَن في السماوات والأرض فهل هناك مَن يبغي غير دين الله؟

السؤال :

{أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}
[سورة آل عمران، 83]
س: إذا أسلم له من في السماوات والأرض من الذي يبغي غير دين الله؟ ما معنى أسلم؟ ما معنى كرهاً؟



الجواب :

المراد بـ (أسلم) في الآية الكريمة {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...} حسب الروايات الشريفة وأقوال أهل التفسير هو الانقياد التكويني لا التشريعي لأننا نلاحظ في المجتمع الكثير ممن هو لا ينقاد تشريعياً لأوامر الله تعالى، بينما الكل منقاد إليه في الجانب التكويني شاؤوا أم أبوا. ويؤيده قوله: {طَوْعاً وَكَرْهاً}. وتقدير الكلام في الآية الكريمة: أفغير الإسلام يبغون؟ وهو دين الله لأن من في السماوات و الأرض مسلمون له منقادون لأمره، فإن رضوا به كان انقيادهم طوعاً من أنفسهم، وإن كرهوا ما شاءه وأرادوا غيره كان الأمر أمره وجرى عليهم كرهاً من غير طوع. [انظر: الميزان في تفسير القرآن، ج‏3، ص: 336]
ومن الروايات الشريفة المذكورة حول الآية الكريمة:
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قام إليه رجل آخر فقال: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ إِنَّ دَابَّتِي اسْتَصْعَبَتْ عَلَيَّ وَأَنَا مِنْهَا عَلَى وَجَلٍ، فَقَالَ: اقْرَأْ فِي أُذُنِهَا الْيُمْنَى {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}، فَقَرَأَهَا فَذَلَّتْ لَهُ دَابَّتُهُ. [الكافي، ج2، ص625]
وفي أمالي شيخ الطائفة (قدّس سرّه) بإسناده إلى الإمام الصادق (عليه السلام)، أنه قال له أشجع السلمى: إِنَّي كَثِيرُ الْأَسْفَارِ، وَأُحَصِّلُ فِي الْمَوَاضِعِ الْمُفْزِعَةِ، فَعَلِّمْنِي مَا آمَنُ بِهِ عَلَى نَفْسِي، فَقَالَ: فَاذَا خِفْتَ أَمْراً فَاتْرُكْ بِيَمِينِكَ عَلَى أُمِّ رَأْسِكَ، وَاقْرَأْ بِرَفِيعِ صَوْتِكَ: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} قَالَ أَشْجَعُ: فَحَصَلْتُ فِي وَادٍ تَعْبَثُ فِيهِ الْجِنُّ، فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: خُذُوهُ، فَقَرَأْتُهَا فَقَالَ قَائِلٌ، كَيْفَ نَأْخُذُهُ وَقَدِ احْتَجَبَ بِآيَةٍ طَيِّبَةٍ؟
 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=843