التعامل مع المنّانين

السؤال :

 ما حكم الانسان الذي يفعل الخير ثم يمن على الذي فعله له؟.. و كيف يكون التعامل مع هكذا انسان؟.. علماً ان المن يؤلم الذي فعل له الخير، ويتمنى لو انه لم يفعل له قط، وان لا يحتاج ابداً للآخرين وخصوصاً المنانين .. فما هو العلاج لتلك الحالة؟



الجواب :

 إن من الواضح في عقيدتنا: ان الانسان على وجه الارض يستمد العون في حياته من المواد التي اتاحها الله تعالى بين يديه، الى درجة يقول الله تعالى عن نفسه انه هو الزارع، والحال ان الذي بذر البذرة هو العبد المزارع، ولكن أين عملية القاء البذر من العمليات المعقدة لإرسال السحب، وفلق الحبة وفتح الاكمام، وجعل الخواص الوراثية في جينات الحب وغير ذلك من العمليات التي تذهل المختصين في هذا المجال، وقس هذا الامر في باب الطب والصناعة وغيرها من فروع الحياة .. وعليه فإننا نقول جواباً على السؤال: ان الانسان عليه ان يفرح عندما يجري الله تعالى له الخير على يديه، وكيف انه تعالى اختاره بين العباد ليكون مظهراً من مظاهر الانعام في الوجود. وأما حالة المن على السائل فإنها تمحق العمل وقد نهى القرآن الكريم ان نتبع العمل بالمن والأذى!! {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [البقرة : 264 ]..

إننا ندعو اهل المعروف قبل القيام به الى استيعاب فقه الاكرام على الغير، ومن هذا الفقه القيام بالأمور الثلاثة الموجبة لقبول الاحسان وهي متمثلة في: تصغير الاحسان وكتمانه وتعجيله .. فهل جميع المحسنين كذلك؟!.. ولنعلم اخيراً انه ورد ان حوائج الناس من نعم الله تعالى عليكم فلا تملوا النعم.

* من: موقع شبكة السراج (مسائل وردود)، بتصرّف.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=876