الحمد لله تعالى وثبوت ربوبيته

السؤال :

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الفاتحة: 2].

في الآية الكريمة فيها الحمد لله وهو رب العالمين.

سؤال:

1-الحمد لله هي مطلقة لله أم عامة؟

2-يجوز لي أن أحمد مخلوقاً كما أحمد الله عز وجل هل هذا شرك أو لا؟

3-هناك من لا يؤمن بربوبيته انها عالمية لله هل تحققت له الربوبية لرب العالمين؟

4-هنالك شيء لثبوتية الله رب العالمين ما هو هذا الشيء؟



الجواب :

1-(الرحمن) و(الرحيم) من صفاته ـ تعالى ـ التي تدلّ على رحمته المطلقة التي لا نهاية لها، مع فرق بينهما وهو أنّ الرحمن هو الله الّذي وسعت رحمته كلّ شيء وشملت كلَّ فرد: (المؤمن والكافر والدنيا والآخرة). وأمّا الرحيم فهو الله الذي له رحمة خاصّة بالمؤمنين.

2- أما الحمد فهو نقيض الذَمِّ. تقول: حَمِدت الرجل أحْمَدُه حَمْداً ومَحْمَدَةً، فهو حَمِيد ومحمود. وإذا كان الحمد في مقابل إعطاء الكمال والجمال، فهو بالأصالة منحصر بالله، فهو المحمود الأوحد (لأنّ الرحمة الواسعة التي تشمل المؤمن والكافر وكذلك الرحمة الخاصّة المختصّة بالمؤمن منحصرة بالله تعالى). وبشكل عام قد يُمدح الإنسان بطول قامته وصباحة وجهه، كما يُمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه، ويقال: فلان مَحْمُودٌ: إذا حُمِدَ، ومُحَمَّدٌ: إذا كثرت خصاله المحمودة، وليس في هذا شرك.

قال في تفسير الأمثل: >ولو علمنا أنّ الألف واللام في (الحمد) هي لاستغراق الجنس، لعلمنا أنّ كل حمد وثناء يختص بالله سبحانه دون سواه. وثناؤنا على الآخرين ينطلق من ثنائنا عليه تعالى، لأنّ مواهب الواهبين كالأنبياء في هدايتهم للبشر، والمعلمين في تعليمهم، والكرماء في بذلهم وعطائهم، والأطباء في علاجهم للمرضى وتطبيبهم للمصابين، إنّما هي في الأصل من ذاته المقدسة. وبعبارة أخرى: حمد هؤلاء هو حمد لله، والثناء عليهم ثناء على الله تعالى<.

3 و 4- كلمة «ربّ» ففي الأصل بمعنى مالك وصاحب الشي‏ء الذي يهتم بتربيته وإصلاحه. والكلمة بلفظها المطلق تعني ربّ العالمين، وإذا أطلقت على غير الله لزم أن تضاف، كأن نقول: ربّ الدار، وربّ السفينة.

وكلمة (الربّ)، وإن كانت تعني في الأصل المالك والصاحب، إلا أنها تتضمّن معنى الصاحب المتعهّد بالتربية. وإمعان النظر في المسيرة التكاملية للموجودات الحيّة، وفي التغييرات والتحولات التي تجري في عالم الجماد، وفي الظروف التي تتوفّر لتربية الموجودات، وفي تفاصيل هذه الحركات والعمليات، هو أفضل طريق لمعرفة الله. والتنسيق اللاإرادي بين أعضاء جسدنا هو نموذج حيّ لذلك. فمَن الذي أوجد هذا التنسيق العجيب في هذه اللحظة الحساسة، وبهذه السرعة، بين جميع أجزاء وجود الإنسان؟ هل هذه العناية والتربية ممكنة من غير الله العالم القادر؟!

فالله سبحانه هو المعبود الوحيد والمستعان الفرد في عالم الخلق، لأنّه المبدأ الوحيد لجميع أنواع الكمال فهو (الله)، وهو الّذي يدبّر ويربّي كلّ موجود فهو (ربّ العالمين) وله رحمة لاحدّ لها ولا منتهى لأمدها.

فهو تعالى بعد أن خلق الخلق فهو رحمن ورحيم بهم ويغدق عليهم من أنواع النعم المتواصلة فالماء والهواء وأسباب الهداية إنما هي بيده تعالى فهو خالق الخلق وهو مربيهم.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=927