00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة المزمل 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1366 ]

سورة المزمل [ مكية، وهي عشرون آية ]

بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها المزمل) أصله المتزمل، من تزمل بثيابه إذا تلفف بها. القمي: هو النبي كان يتزمل بثوبه وينام. فقال الله: (يا أيها المزمل) (2). قم الليل) أي: إلى الصلاة (إلا قليلا). (نصفه أو انقص منه قليلا). (أو زد عليه). قال: (القليل: النصف، أو انقص من القليل قليلا، أو زد على القليل قليلا) (3). (ورتل القران ترتيلا) قال: (بينه بيانا ولا تهذه هذ الشعر ولا تنثره نثر الرمل، ولكن افزعوا قلوبكم القاسية، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة) (4). (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) قيل: أي: القرآن، فإنه لما فيه من التكاليف ثقيل على

__________________________

(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).

(2) - القمي 2: 392.

(3) - مجمع البيان 9 - 10: 377، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - الكافي 2: 614، الحديث: 1، عن أبي عبد الله، عن أمير المؤمنين عليهما السلام، مجمع البيان 9 - 10: 378، عن أمير المؤمنين عليه السلام.(*)

[ 1367 ]

المكلفين (1). وقيل: أي: ثقيل نزوله عليه، فإنه كان يتغير حاله عند نزوله ويعرق (2). والقمي: (قولا ثقيلا): قيام الليل، وهو قوله (3): (إن ناشئة الليل) قيل: أي: النفس التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة، أي: تنهض، أو العبادة التي تنشأ بالليل، أي: تحدث (4). (هي أشد وطأ) أي: كلفة أو ثبات قد. وعلى قراءة (وطأ) على فعال، أي: مواطاة القلب اللسان لها أو فيها. (وأقوم قيلا): وأسد مقالا وأثبت قراءة، لحضور القلب وهدوء الأصوات. والقمي: أصدق القول (5). وورد: (ناشئة الليل: قيام الرجل عن فراشه، يريد به الله لا يريد به غيره) (6). (إن لك في النهار سبحا طويلا) قال: (فراغا طويلا لنومك وحاجتك) (11). (واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا): وانقطع إليه بالعبادة، وجرد نفسك عما سواه. القمي: يقول: أخلص إليه إخلاصا (3). وورد: (التبتل هنا رفع اليدين في الصلاة) (4). وفي رواية: (هو رفع يدك إلى الله وتضرعك إليه) (5). وفي أخرى: (الأيماء بالأصبع) (6). وفي أخرى: (أن تقلب كفيك في الدعاء إذا دعوت) (7).

__________________________

1 و 2 - الكشاف 4: 175، البيضاوي 5: 156 - 157.

(3) - القمي 2: 392.

(4) - البيضاوي 5: 157.

(5) - القمي 2: 392.

(6) - الكافي 3: 446، الحديث: 17، من لا يحضره الفقيه 1: 299، الحديث: 1367، التهذيب 2: 336، الحديث: 1385، علل الشرائع 2: 363، الباب: 84، الحديث: 5، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(7) - القمي 2: 392، عن أبي جعفر عليه السلام.

(8) - القمي 2: 392.

(9) - مجمع البيان 9 - 10: 379، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.

(10) - المصدر، في رواية أبي بصير.

(11) - الكافي 2: 481، الحديث: 7، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(12) - معاني الأخبار: 370، الحديث: 2، عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام.(*)

[ 1368 ]

(رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا). (واصبر على ما يقولون) قال: (ما يقولون فيك) (3). واهجرهم هجرا جميلا بأن تجانبهم وتداريهم، وتكل أمرهم إلى الله. (وذرني والمكذبين): دعني وإياهم، وكل إلي أمرهم، فإن بي غنية عنك في مجازاتهم. (أولي النعمة): أرباب التنعم (ومهلهم قليلا). (إن لدينا أنكالا وجحيما). تعليل للأمر، والنكل: القيد الثقيل. (وطعاما ذا غصة): ينشب في الحلق، كالضريع والزقوم (وعذابا أليما): ونوعا آخر من العذاب مؤلما، لا يعرف كنهه إلا الله. وفسر بالحرمان عن لقاء الله، فإن النفوس العاصية المنهمكة في الشهوات تبقى مقيدة بحبها والتعلق بها عن التخلص إلى عالم القدس، متحرقة بحرقة الفرقة، متجرعة غصة الهجران، معذبة بالحرمان عن تجلي أنوار القدس. (يوم ترجف الأرض والجبال): تضطرب وتزلزل وكانت الجبال كثيبا مهيلا مثل (إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم): يشهد عليكم يوم القيامة بالأجابة والامتناع (كما أرسلنا إلى فرعون رسولا). (فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا): ثقيلا. (فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا) القمي: من الفزع، حيث يسمعون الصيحة. يقول: كيف إن كفرتم تتقون ذلك اليوم ؟ ! (4). (السماء منفطر به): منشق كان وعده مفعولا. (إن هذه): الايات الموعدة تذكرة: عظة (فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا)

__________________________

(1) - الكافي 1: 434، قطعة من حديث: 91، عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام.

(2) - القمي 2: 393.(*)

[ 1369 ]

تقرب إليه بسلوك التقوى. (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار): لا يعلم مقادير ساعاتهما كما هي إلا الله (علم أن لن تحصوه): أن لن تحصوا تقدير الأوقات، ولن تستطيعوا ضبط الساعات. قال: (يقول: متى يكون النصف والثلث) (1). (فتاب عليكم) بالترخيص في ترك القيام المقدر، ورفع التبعة فيه. (فاقرءوا ما تيسر من القران): فصلوا بما تيسر عليكم من القراءة. قال: (ما تيسر منه لكم، فيه خشوع القلب وصفاء السر) (2). قال: (وكان الرجل يقوم ولا يدري متى ينتصف الليل، ومتى يكون الثلثان، وكان الرجل يقوم حتى يصبح مخافة أن لا يحفظه. فأنزل الله: (إن ربك يعلم - إلى قوله: لن تحصوه)، ثم نسخت بهذه الاية: (فاقرءوا ما تيسر من القرآن). قال: واعلموا أنه لم يأت نبي قط إلا خلا بصلاة الليل، ولا جاء نبي قط بصلاة الليل في أول الليل) (3). (علم أن سيكون منكم مرضى). استئناف يبين حكمة أخرى مقتضية للترخيص والتخفيف. (واخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله): يسافرون للتجارة (واخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا) يريد به سائر الأنفاقات في سبيل الخير. القمي: هو غير الزكاة (4). (وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا) أي: تجدوه خيرا، والضمير للفصل والعماد. (وأعظم أجرا واستغفروا الله) في مجامع أحوالكم، فإنكم لاتخلون من تفريط (إن الله غفور رحيم).

__________________________

(1) - القمي 2: 392، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - مجمع البيان 9 - 10: 382، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه، عن جده عليهم السلام.

(3) - القمي 2: 392، عن أبي جعفر عليه السلام.

(4) - القمي 2: 393.(*)

[ 1370 ]

سورة المدثر [ مكية، وهي ست وخمسون آية ] (1)

 بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها المدثر) أي: المتدثر، وهو لابس الدثار. القمي: تدثر رسول الله صلى الله عليه وآله عليها السلام فالمدثر يعني المدثر بثوبه. (2) (قم فأنذر). (وربك فكبر) صفه بالكبرياء عقدا وقولا. روي: (إنه لما نزلت، كبر وأيقن أنه الوحي، وذلك أن الشيطان لا يأمر بذلك) (3). وروي: (إنه كان ذلك في أوائل بعثته) (4). (وثيابك فطهر) قال: (أي: فشمر) (6). وقال: (ارفعها ولا تجرها) (7). وفي رواية:

__________________________

(3) - ما بين المعقوفتين من(ب).

(4) - القمي 2: 393.

(5) - البيضاوي 5: 158.

(6) - الكشاف 4: 181، البيضاوي 5: 158، جامع البيان(للطبري) 29: 90.

(7) - الكافي 6: 455، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام، الخصال 2: 623، قطعة من حديث: 10، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام.

(8) - الكافي 6: 456، الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1371 ]

(وكانت ثيابة طاهرة، وإنما أمره بالتشمير) (3). وفي أخرى: (تشمير الثياب: طهورها) (4). وفي أخرى: (معناه: وثيابك فقصر) (5). (والرجز فاهجر). القمي: الرجز: الخبيث (6). (ولا تمنن تستكثر) قال: (لا تعط العطية تلتمس أكثر منها) (7). وفي رواية: (لا تستكثر ما عملت من خير لله) (8). (ولربك فاصبر) على مشاق التكاليف وأذى المشركين. (فإذا نقر في الناقور): فإذا نفخ في الصور. (فذلك يومئذ يوم عسير). (على الكافرين غير يسير). (ذرني ومن خلقت وحيدا). (وجعلت له مالا ممدودا). (وبنين شهودا) قيل: نزلت في الوليد بن المغيرة (9) - عم أبي جهل - فإنه كان يلقب بالوحيد، سماه الله به تهكما (10). القمي: وإنما سمي وحيدا لأنه قال لقريش: أنا أتوحد بكسوة البيت سنة، وعليكم في جماعتكم سنة، وكان له مال كثير وحدائق، وعشر بنين بمكة وعشرة عبيد، عند كل ألف

__________________________

(1) - الكافي 6: 456، الحديث: 4، عن أبي الحسن عليه السلام. 2 و 3 - مجمع البيان 9 - 10: 385، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - القمي 2: 393.

(5) - المصدر، في رواية أبي الجارود.

(6) - الكافي 2: 499، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.

(7) - مرت ترجمته في ذيل الاية: 6 من سورة القلم.

(8) - الكشاف 4: 182، البيضاوي 5: 159.(*)

[ 1372 ]

دينار يتجر بها (1). وفي رواية: (إنما نزلت في عمر، في إنكاره الولاية) (2). وإنه إنما سمي وحيدا لأنه كان ولد زنا. وقال: (إن الوحيد من لا يعرف له أب) (3). (ومهدت له تمهيدا): وبسطت له في الرئاسة والجاه العريض، حتى لقب ريحانة قريش والوحيد. (ثم يطمع أن أزيد). (كلا إنه كان لاياتنا عنيدا). (سأرهقه صعودا): سأغشيه عقبة شاقة المصعد، وهو مثل لما يلقى من الشدائد. وروي: (إن الصعود جبل من النار، يصعد فيه سبعين خريفا، ثم يهوي فيه كذلك أبدا، فإذا وضع يده عليها ذابت وإذا رفعها عادت، وكذلك رجله) (4). (إنه فكر وقدر): فكر فيما تخيل طعنا في القرآن، وقدر في نفسه ما يقول فيه، وذلك بعد ما اقشعر جلده من سماعه، وقامت كل شعرة في رأسه ولحيته. القمي: قال له أبو جهل، أخطب هو ؟ قال: لا، إن الخطب كلام متصل، وهذا كلام منثور ولا يشبه بعضه بعضا. قال: أفشعر هو ؟ قال: لا، أما أني لقد سمعت أشعار العرب بسيطها ومديدها ورملها ورجزها، وما هو بشعر. قال: فما هو ؟ قال: دعني أفكر فيه. فلما كان من الغد قالوا له: ما تقول فيما قلناه ؟ قال: قولوا: هو سحر، فإنه آخذ بقلوب الناس، فنزلت (5). وروي: (إنه قال: والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الأنس ولا من

__________________________

(1) - القمي 2: 394.

(2) - المصدر: 395، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - مجمع البيان 9 - 10: 387، عن أبي جعفر عليه السلام.

(4) - الكشاف 4: 182.

(5) - القمي 2: 394.(*)

[ 1373 ]

كلام الجن، إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة (1)، وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو وما يعلى ! فقالت قريش: صبأ (2) والله وليد ! ليصبأن قريش. فقال أبو جهل: أنا أكفيكموه، وقعد إليه حزينا، وكلمه بما أحماه. فقام فأتاهم، فقال: تزعمون: أن محمدا مجنون ! فهل رأيتموه يخنق ؟ وتقولون: إنه كاهن ! فهل رأيتموه يتحدث بما يتحدث به الكهنة ؟ وتزعمون: أنه شاعر ! فهل رأيتموه يتعاطى شعرا قط ؟ وتزعمون: أنه كذاب ! فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ فقالوا في ذلك كله: اللهم لا. قالوا له: فما هو ؟ ففكر فقال: ما هو إلا ساحر، أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه، وما يقوله سحر يؤثر عن أهل بابل، فتفرقوا متعجبين منه (5). (فقتل كيف قدر) تعجيب من تقديره. (ثم قتل كيف قدر) التكرير للمبالغة، و (ثم) للدلالة على أن الثانية أبلغ من الأولى. ثم نظر في أمر القرآن مرة أخرى. (ثم عبس): قطب وجهه لما لم يجد فيه طعنا، ولم يدر ما يقول (وبسر) اتباع لعبس. (ثم أدبر) عن الحق (واستكبر) عن اتباعه. (فقال إن هذا إلا سحر يؤثر): يروى ويتعلم. (إن هذا إلا قول البشر). (سأصليه سقر). (وما أدراك ما سقر) تفخيم لشأنها. (لا تبقي ولا تذر): لا تبقي على شئ يلقى فيها، ولا تدعه حتى تهلكه.

__________________________

(1) - الطلاوة: الحسن والقبول. الصحاح 6: 2414(طلا).

(2) - صبأ الرجل صبوءا: إذا خرج من دين إلى دين. الصحاح 1: 59(صبأ).

(3) - جوامع الجامع: 517، الكشاف 4: 183.(*)

[ 1374 ]

(لواحة للبشر): مسودة لأعالي الجلد. (عليها تسعة عشر) ملكا يلون أمرها. القمي: قال: لكل رجل تسعة عشر من الملائكة يعذبونه (1). (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة) ليخالفوا جنس المعذبين، فلايرقوا لهم ولا يستروحون إليهم، ولأنهم أقوى الخلق بأسا وأشدهم غضبا لله. روي: (إن أبا جهل لما سمع: (عليها تسعة عشر) قال لقريش: أيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم، فنزلت) (2). (وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا): وما جعلنا عددهم إلا العدد الذي اقتضى فتنتهم، وهو التسعة عشر. قيل: افتتانهم به استقلالهم له واستهزاؤهم به، واستبعادهم أن يتولى هذا العدد القليل تعذيب أكثر الثقلين (3). (ليستيقن الذين أوتوا الكتاب): ليكتسبوا اليقين بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وصدق القرآن، لما رأوا ذلك موافقا لما في كتابهم. قال: (يستيقنون أن الله ورسوله ووصيه حق) (6). (ويزداد الذين امنوا إيمانا) بتصديق أهل الكتاب له (ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون) أي: في ذلك، وهو تأكيد للاستيقان، وزيادة الأيمان، ونفي لما يعرض المتيقن حيثما عراه شبهة. (وليقول الذين في قلوبهم مرض): شك أو نفاق (والكافرون:) الجازمون في التكذيب (ماذا أراد الله بهذا مثلا) أي شئ أراد بهذا

__________________________

(1) - القمي 2: 395.

(2) - الكشاف 4: 184، البيضاوي 5: 160.

(3) البيضاوي 5: 160.

(4) - الكافي 1: 434، قطعة من حديث: 91، عن الكاظم عليه السلام.(*)

[ 1375 ]

العدد المستغرب استغراب المثل ؟ (كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك): أصناف خلقه على ما هي عليه: (إلا هو وماهي) قيل: وما سقر، أو السورة (1). وورد: (يعني ولاية علي) (2). (إلا ذكرى للبشر): إلا تذكرة لهم. (كلا) ردع لمن أنكرها، أو إنكار لأن يتذكروا بها. (والقمر). (والليل إذ أدبر). (والصبح إذا أسفر): أضاء. (إنها لاحدى الكبر): لأحدى البلايا الكبر. قال: (الولاية) (3). (نذيرا للبشر): إنذارا لهم أو منذرة. (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر): ليتقدم إلى الخير أو يتأخر عنه. قال: (من تقدم إلى ولايتنا أخر عن سقر، ومن تأخر عنها تقدم إلى سقر) (3). (كل نفس بما كسبت رهينة): مرهونة عند الله. (إلا أصحاب اليمين) فإنهم فكوا رقابهم بما أحسنوا من أعمالهم. قال: (هم والله شيعتنا) (4). (في جنات يتساءلون): يسأل بعضهم بعضا. (عن المجرمين). (ما سلككم في سقر) حكاية لما جرى بين المسؤولين والمجرمين. (قالوا لم نك من المصلين) يعني: (الصلاة المفروضة). كذا ورد (5). وفي رواية: (عنى لم نك من أتباع الأئمة الذين قال الله فيهم: (والسابقون السابقو ن)

__________________________

(1) - البيضاوي 5: 161. 2 و 3 و 4 و 5 - الكافي 1: 434، قطعة من حديث: 91، عن الكاظم عليه السلام.

(6) - نهج البلاغة 316، الخطبة: 199، بالمضمون.(*)(*)

[ 1376 ]

أولئك المقربون) (1). قال: أما ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة (2) الذي عنى، حيث قال: (لم نك من المصلين)، أي: لم نك من أتباع السابقين) (3) وفي أخرى: (يعني أنا لم نتول وصي محمد والأوصياء من بعده، ولم نصل عليهم) (4). (ولم نك نطعم المسكين): ما يجب إعطاؤه. القمي: حقوق آل محمد صلى الله عليه وآله من الخمس (5). (وكنا نخوض مع الخائضين): نشرع في الباطل مع الشارعين فيه. (وكنا نكذب بيوم الدين) أي: وكنا بعد ذلك كله مكذبين بالقيامة. وتأخيره لتعظيمه. (حتى أتانا اليقين): الموت. (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) لو شفعوا لهم جميعا. (فما لهم عن التذكرة معرضين) قال: (أي: عن الولاية معرضين) (8). (كأنهم حمر مستنفرة). (فرت من قسورة). شبههم في إعراضهم ونفارهم عن استماع الذكر بحمر نافرة فرت من أسد. (بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة) قال: (وذلك انهم قالوا يا محمد ! قد بلغنا أن الرجل من بني إسرائيل كان يذنب الذنب فيصبح وذنبه مكتوب عند رأسه وكفارته، فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: يسألك قومك سنة بني

__________________________

(1) - الواقعة(56): 10 - 11.

(2) - الحلبة: خيل تجمع للسباق من كل أوب، لا تخرج من اصطبل واحد. الصحاح 1: 115(حلب).

(3) - الكافي 1: 419، الحديث: 38، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - الكافي 1: 434، قطعة من حديث: 91، عن الكاظم عليه السلام.

(5) - القمي 2: 395.

(6) - الكافي 1: 434، قطعة من حديث: 91، عن الكاظم عليه السلام.(*)

[ 1377 ]

إسرائيل في الذنوب، فإن شاؤوا فعلنا ذلك بهم، وأخذناهم بما كنا نأخذ به بني إسرائيل فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله كره ذلك لقومه) (1). (كلا) ردع عن اقتراحهم. بل لا يخافون الاخرة فلذلك أعرضوا عن التذكرة. (كلا) ردع عن إعراضهم. (إنه تذكرة). (فمن شاء ذكره). (وما يذكرون إلا أن يشاء الله) هو أهل التقوى وأهل المغفرة. قال: (قال الله تعالى: أنا أهل أن أتقى، ولا يشرك بي عبدي شيئا، وأنا أهل إن لم يشرك بي عبدي شيئا أن أدخله الجنة) (2).

__________________________

(1) - القمي 2: 396، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - التوحيد: 20، الباب: 1، الحديث: 6، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21398699

  • التاريخ : 18/04/2024 - 06:31

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net