00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة القيامة 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1378 ]

سورة القيامة [ مكية، وهي أربعون آية ] (1)

 بسم الله الرحمن الرحيم (لا أقسم بيوم القيامة) القمي: يعني أقسم (2). (ولا أقسم بالنفس اللوامة): التي تلوم نفسها أبدا وإن اجتهدت في الطاعة. (أيحسب الأنسان ألن نجمع عظامه) بعد تفرقها. قيل: نزل في عدي بن ربيعة، سأل رسول الله صلى الله عليه وآله عن أمر القيامة، فأخبره به، فقال: لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك، أو يجمع الله هذه العظام (3). (بلى): نجمعها (قادرين على أن نسوي بنانه) بجمع سلامياته (4) وضم بعضها إلى بعض، كما كانت مع صغرها ولطافتها، فكيف بكبار العظام. (بل يريد الأنسان ليفجر أمامه): ليدوم على فجوره فيما يستقبله من الزمان.

__________________________

(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).

(2) - القمي 2: 396.

(3) - البيضاوي 5: 162.

(4) - السلاميات: عظام الأصابع. الصحاح 5: 1951(سلم).(*)

[ 1379 ]

القمي: يقدم الذنب ويؤخر التوبة، ويقول: سوف أتوب (3). (يسأل أيان يوم القيامة): متى يكون ؟ استبعادا واستهزاء. (فإذا برق البصر): تحير فزعا. القمي: يبرق البصر فلا يقدر أن يطرف (4). (وخسف القمر): ذهب ضوؤه. (وجمع الشمس والقمر). ورد: إنه سئل: متى يكون هذا الأمر ؟ فقال: (إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة، واجتمع الشمس والقمر، واستدار بهما الكواكب والنجوم. فقيل: متى ؟ فقال: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الأرض من بين الصفا والمروة، معه عصا موسى وخاتم سليمان يسوق الناس إلى المحشر) (5). وقيل: أريد بهذه الايات ظهور أمارات الموت (6). (يقول الأنسان يومئذ أين المفر): يقوله قول الايس من وجدانه المتمني. (كلا) ردع عن طلب المفر (لا وزر): لا ملجأ. (إلى ربك يومئذ المستقر): إليه وحده، وإلى حكمه ومشيئته موضع القرار. (ينبؤا الأنسان يومئذ بما قدم وأخر) قال: (بما قدم من خير وشر وما أخر، فما سن من سنة ليستن بها من بعده، فإن كان شرا كان عليه مثل وزرهم ولا ينقص من وزرهم شيئا، وإن كان خيرا كان له مثل أجورهم ولا ينقص من أجورهم شيئا) (7). (بل الأنسان على نفسه بصيرة): حجة بينة على أعمالها، لأنه شاهد بها أو عين بصيرة بها، فلا يحتاج إلى الأنباء. (ولو ألقى معاذيره): ولو جاء بكل ما يمكن أن يعتذر به. القمي: يعلم ما صنع وإن اعتذر.

__________________________

(1) - القمي 2: 396.

(2) - القمي 2: 396.

(3) - الغيبة: 266، ذيل الحديث: 228، عن المهدي عليه السلام.

(4) - البيضاوي 5: 162، تفسير الكبير 30: 219.

(5) - القمي 2: 397، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 1380 ]

وورد: (ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا ويستر سيئا، أليس إذا راجع إلى نفسه يعلم أنه ليس كذلك، والله عز وجل يقول: (بل الأنسان على نفسه بصيرة) إن السريرة إذا صلحت قويت العلانية) (1). وفي رواية: إنه تلا هذه الاية فقال: (ما يصنع الانسان أن يعتذر إلى الناس) (2). (لا تحرك به لسانك لتعجل به): لا تحرك يا محمد بالقرآن لسانك قبل أن يتم وحيه لتأخذه على عجلة، مخافة أن ينفلت منك. روي: (إنه إذا نزل عليه القرآن عجل بتحريك لسانه، لحبه إياه وحرصه على أخذه وضبطه مخافة أن ينساه، فنهاه الله عن ذلك) (3). (إن علينا جمعه) في صدرك وقرانه: وإثبات قراءته في لسانك، وهي تعليل للنهي. (فإذا قرأناه) بلسان جبرئيل عليك فاتبع قرانه: قراءته بتكراره، حتى تقرر في ذهنك. روي: (فكان النبي صلى الله عليه وآله بعد هذا إذا نزل عليه جبرئيل أطرق، فإذا ذهب قرأ) (6). (ثم إن علينا بيانه): بيان ما أشكل عليك من معانيه. (كلا) لعله ردع عن إلقاء الأنسان المعاذير مع أنه على نفسه بصيرة، وما بينهما اعتراض. (بل تحبون العاجلة): الدنيا. (وتذرون الاخرة).

__________________________

(1) - الكافي 2: 295، الحديث: 11، مجمع البيان 9 - 10: 396، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - المصدر: 296، الحديث: 15، مجمع البيان 9 - 10: 396، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيهما:(ما يصنع الأنسان أن يعتذر إلى الناس بخلاف ما يعلم الله منه).

(3) - التبيان 10: 195، مجمع البيان 9 - 10: 397، جامع البيان(للطبري) 19: 117.

(4) - مجمع البيان 9 - 10: 397.(*)

[ 1381 ]

(وجوه يومئذ ناضرة) قال: (يعني مشرقة) (1). (إلى ربها ناظرة) قال: (ينتظر ثواب ربها) (2). ورد: (ينتهي أولياء الله بعد ما يفرغ من الحساب إلى نهر يسمى الحيوان، فيغتسلون فيه ويشربون منه، فتبيض وجوههم إشراقا، فيذهب عنهم كل قذى ووعث، ثم يؤمرون بدخول الجنة. فمن هذا المقام ينظرون إلى ربهم كيف يثيبهم. قال: فذلك قوله تعالى: (إلى ربها ناظرة) وإنما يعني بالنظر إليه النظر إلى ثوابه تبارك وتعالى) (5). قال: (والناظرة في بعض اللغة هي المنتظرة. ألم تسمع إلى قوله: (فناظرة بم يرجع المرسلون) أي: منتظرة) (4). (ووجوه يومئذ باسرة) شديدة العبوس. (تظن أن يفعل بها فاقرة) داهية تكسر الفقار. (كلا) ردع عن إيثار الدنيا على الاخرة. (إذا بلغت التراقي) القمي: يعني النفس إذا بلغت الترقوة (5). (وقيل من راق) يقال له: من يرقيك ؟ قال: (ذلك ابن آدم إذا حل به الموت، قال: هل من طبيب ؟) (6). (وظن أنه الفراق): علم أنه الذي نزل به فراق الدنيا ومحابها. قال: (أيقن بمفارقة الأحبة) (7). (والتفت الساق بالساق): إلتوت شدة فراق الدنيا بشدة خوف الاخرة. قال:

__________________________

1 و 2 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 115، الباب: 11، الحديث: 2.

(3) - التوحيد: 262، الباب: 36، قطعة من حديث: 5، الاحتجاج 1: 361، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

(4) - الاحتجاج 1: 362، عن أمير المؤمنين عليه السلام. والاية في سورة النمل(27): 35.

(5) - القمي 2: 397.

(6) و 7 - الكافي 3: 259، الحديث: 32، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 1382 ]

(إلتفت الدنيا بالاخرة) (1). (إلى ربك يومئذ المساق) قال: (المصير إلى رب العالمين) (2). (فلا صدق) بما يجب تصديقه ولا صلى ما فرض عليه. (ولكن كذب وتولى) عن الطاعة. (ثم ذهب إلى أهله يتمطى): يتبختر، افتخارا بذلك. (أولى لك فأولى) قال: (يقول الله عز وجل بعدا لك من خير الدنيا وبعدا لك من خير الاخرة) (3). (ثم أولى لك فأولى). (أيحسب الأنسان أن يترك سدى): مهملا. القمي: لا يحاسب ولا يعذب ولا يسأل عن شئ (4). (ألم يك نطفة من مني يمنى). (ثم كان علقة فخلق فسوى): فقدره فعدله. (فجعل منه الزوجين): الصنفين الذكر والأنثى. (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى). ورد: (إنه إذا قرأ هذه السورة قال عند فراغها: سبحانك اللهم بلى) (5).

__________________________

1 و 2 - الكافي 3: 259، الحديث: 32، عن أبي جعفر عليه السلام.

(3) - عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 54، الباب: 31، الحديث: 205، عن أبي جعفر الجواد عليه السلام.

(4) - القمي 2: 397.

(5) - عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 183، الباب: 41، الحديث: 5، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، مجمع البيان 9 - 10: 402، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وأبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21339443

  • التاريخ : 29/03/2024 - 15:57

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net