00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الفجر  

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1438 ]

سورة الفجر [ مكية، وهي ثلاثون آية ] (1)

 بسم الله الرحمن الرحيم (والفجر. (وليال عشر) القمي: عشر ذي الحجة (2). والشفع والوتر. قال: (الشفع يوم التروية، والوتر يوم عرفة) (3). والقمي: الشفع ركعتان والوتر ركعة (4). وفي حديث آخر: (الشفع الحسن والحسين، والوتر أمير المؤمنين) (5). وقيل: الأشياء كلها شفعها ووترها (6). (والليل إذا يسر): إذا يمضي، كقوله: (واليل إذ أدبر) (7). والقمي: هي ليلة جمع (8).

__________________________

(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).

(2) - القمي 2: 419.

(3) - مجمع البيان 9 - 10: 485، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.

(4) و 5 - القمي 2: 419.

(5) - الكشاف 4: 249، البيضاوي 5: 184.

(6) - المدثر(74): 33.

(7) - القمي 2: 419.(*)

[ 1439 ]

(هل في ذلك قسم لذي حجر) يعتبره. قال: (يقول: لذي عقل) (1). والمقسم عليه محذوف، أي: ليعذبن، يدل عليه ما بعده. (ألم تر كيف فعل ربك بعاد) يعني أولاد عاد بن عوص بن أرم بن سام بن نوح، قوم هود سموا باسم أبيهم. (إرم ذات العماد): ذات البناء الرفيع، أو القدود الطوال. (التي لم يخلق مثلها في البلاد) قيل: كان لعاد ابنان: شداد وشديد، فملكا وقهرا، ثم مات شديد، فخلص الأمر لشداد وملك المعمورة، ودانت له ملوكها. فسمع بذكر اجنة، فبنى على مثالها في بعض صحاري عدن جنة وسماها إرم، فلما تم سار إليها بأهله، فلما كان منها على مسيرة يوم وليلة، بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا (2). (وثمود الذين جابوا الصخر): قطعوه واتخذوه منازل، لقوله:) وتنحتون من الجبال بيوتا (3). (بالواد) وادي القرى. (وفرعون ذي الأوتاد). مضى وجه تسميته به في (ص) (4). (الذين طغوا في البلاد). (فأكثروا فيها الفساد) بالكفر والظلم. (فصب عليهم ربك سوط عذاب). (إن ربك لبالمرصاد): المكان الذي يترقب فيه الرصد. قال: (معناه إن ربك قادر على أن يجزي أهل المعاصي جزاءهم) (5).

__________________________

(1) - القمي 2: 419، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - الكشاف 4: 250، البيضاوي 5: 184.

(3) - الشعراء(26): 149.

(4) - ص(38) ذيل الاية: 12.

(5) - مجمع البيان 9 - 10: 487، عن أمير المؤمنين عليه السلام.(*)

[ 1440 ]

وفي رواية: (المرصاد قنطرة على الصراط، لا يجوزها عبد بمظلمة عبد) (1). ويأتي فيه حديث آخر (2). (فأما الأنسان إذا ما ابتلاه ربه): اختبره بالغنى واليسر فأكرمه ونعمه بالجاه والمال (فيقول ربي أكرمن). (وأما إذا ما ابتلاه) بالفقر والتقتير فقدر عليه رزقه قال: (فضيق عليه وقتر) (3). (فيقول ربي أهانن) لقصور نظره وسوء فكره، فإن التقتير قد يؤدي إلى كرامة الدارين والتوسعة قد تفضى إلى قصد الأعداء والانهماك في حب الدنيا، ولذلك ذمه على قوليه، و ردعه. (كلا بل لا تكرمون اليتيم). (ولا تحاضون على طعام المسكين) أي: بل فعلهم أسوء من قولهم وأدل على تهالكهم بالمال، وهو أنهم لا يكرمون اليتيم بالتفقد والمبرة، وإغنائهم عن ذل السؤال، (ولايحثون أهلهم على طعام المسكين). (وتأكلون التراث): الميراث أكلا لما: ذا لم، أي: جمع بين الحلال والحرام فإنهم كانوا لا يورثون النساء والصبيان ويأكلون أنصباءهم، أو يأكلون ما جمعه المورث من حلال وحرام، عالمين بذلك. (وتحبون المال حبا جما): كثيرا مع حرص وشهوة. (كلا). ردع لهم عن ذلك، وما بعده وعيد عليه. (إذا دكت الأرض دكا دكا: دكا) بعد دك، حتى صارت منخفضة الجبال والتلال، أو هباء منبثا.

__________________________

(1) - مجمع البيان 9 - 10: 487، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - ذيل الاية: 23 من هذه السورة.

(3) - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 201، الباب: 15، قطعة من حديث: 1.(*)

[ 1441 ]

قال: (هي الزلزلة) (1). (وجاء ربك) قال: (أي: أمر ربك) (2). أقول: يعني ظهرت آيات قدرته وآثار قهره. والملك صفا صفا بحسب منازلهم ومراتبهم. (وجئ يومئذ بجهنم) كقوله: (وبرزت الجحيم) (3). قال: (لما نزلت هذه الاية سئل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال: أخبرني الروح الأمين: أن الله لا إله غيره إذا برز الخلائق وجمع الأولين والاخرين، أتي بجهنم تقاد بألف زمام، أخذ بكل زمام مائة ألف يقودها، من الغلاظ الشداد، لها هدة وغضب وزفير وشهيق، وإنها لتزفر الزفرة، فلولا أن الله أخرهم للحساب لأهلكت الجميع، ثم يخرج منها عنق فيحيط بالخلائق، البر منهم والفاجر، ما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا إلا ينادي: رب نفسي نفسي ! وأنت يا نبي الله تنادي: أمتي أمتي ! ثم يوضع عليها الصراط، أدق من الشعر وأحد من حد السيف، عليه ثلاث قناطر. فأما واحدة فعليها الأمانة والرحم، والثانية فعليها الصلاة، والثالثة فعليها رب العالمين لا إله غيره. فيكلفون الممر عليها، فيحبسهم الرحم والأمانة، فإن نجوا منها حبستهم الصلاة، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين، وهو قوله: (إن ربك لبالمرصاد) والناس على الصراط فمتعلق بيد وتزل قدم ويستمسك بقدم، والملائكة حولها ينادون يا حليم اعف واصفح، وعد بفضلك، وسلم سلم. والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها، فإذا نجا ناج برحمة الله مر بها فقال: الحمد لله.

__________________________

(1) - القمي 2: 420، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - التوحيد: 162، الباب: 19، الحديث: 1، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 126، الباب: 11، الحديث: 19، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.

(3) - الشعراء(26): 91، النازعات(79): 36.(*)

[ 1442 ]

لله وبنعمته تتم الصالحات وتزكو الحسنات، والحمد لله الذي نجاني منك بعد إياس (1) وفضله، إن ربنا لغفور شكور) (2). (يومئذ يتذكر الأنسان وأنى له الذكرى) أي: منفعة الذكرى. (يقول يا ليتني قدمت لحياتي) أي: لحياتي هذه، أو وقت حياتي في الدنيا أعمالا صالحة. (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد) أي: مثل عذابه. (ولا يوثق وثاقه أحد) أي: مثل وثاقه، لتناهيه في كفره وعناده. (يا أيتها النفس المطمئنة) التي اطمأنت إلى الحق. (ارجعي إلى ربك) كما بدأت منه (راضية مرضية). (فادخلي في عبادي). (وادخلي جنتي). ورد ما ملخصه: (إن المؤمن إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع، فيقول له مالك الموت: لا تجزع يا ولي الله، فوالذي بعث محمدا لأنا أبر بك وأشفق عليك من والد رحيم، افتح عينيك فانظر. قال: ويمثل له رسول الله والأئمة - عليهم السلام - فيقال له: هؤلاء رفقاؤك فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول: (يا أيتها النفس المطمئنة) إلى محمد وأهل بيته (ارجعي إلى ربك راضية) (بالولاية) مرضية (بالثواب) (فادخلي في عبادي) يعني محمدا وأهل بيته (وادخلي جنتي) فما من شئ أحب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي) (3).

__________________________

(1) - في المصدر:(بعد اليأس).

(2) - القمي 2: 426، عن أبي جعفر عليه السلام، مع تفاوت يسير.

(3) - الكافي 3: 127، الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21398623

  • التاريخ : 18/04/2024 - 05:35

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net