00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة السجدة 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة

تأليف الفقيه المفسر والعلامة المتبحر السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

من مفاخر اعلام القرن العاشر الجزء الثاني تحقيق ونشر مدرسة الامام المهدي عليه السلام " قم المقدسة "

[ 438 ]

هوية الكتاب: الكتاب: تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة

الجزء الاول: من فاتحة الكتاب الى سورة لقمان.

الجزء الثاني: من سورة السجدة الى آخر القرآن.

 المؤلف: لفقيه المفسر والعلامة المتحبر السيد شرف الدين على الحسينى الاسترابادي النجفي

من أعلام تلامذة المحقق الكركي

التحقيق والنشر: في مدرسة الامام المهدى " عج " بالحوزة العلمية - قم المقدسة باشراف.... السيد محمد باقربن المرتضى الموحد الابطحي الاصفهانى دامت بركاته.

الطبع: باهتمام سماحة آية الله الحاج السيد مصطفى المهدوى الاصفهانى دامت بركاته.

 الطبعة الاولى: شهر " القرآن " رمضان المبارك سنة 1407 ه‍ ق 1366 هش. أمير قم

[ 439 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

[ 440 ]

سورة السجدة

بسم الله الرحمن الرحيم الم (1) الم (1) تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين (2) أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما اتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون (3) الله الذي خلق السموات والارض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع افلا تتذكرون (4) يدبر الامر من السماء إلى الارض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون (5) ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم (6) الذي أحسن كل شئ خلقه وبدأ خلق الانسان من طين (7) ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين (8) ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون (9) وقالوا أءذا ضللنا في الارض أءنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون (10) قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون (11)

[ 441 ]

" 32 "

" سورة السجدة " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

 منها: قوله تعالى: فلاتعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون (17) 1 - تأويله: ما رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه (ره)، عن محمد بن الحسن ابن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن الحارث بن محمد الاحول، عن أبي عبد الله، عن أبي جعفر عليهما السلام قال: سمعته يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما اسري به قال لعلي عليه السلام: يا علي إني رأيت في الجنة نهرا ابيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأشد إستقامة من السهم فيه أباريق عدد نجوم السماء على شاطئه قباب الياقوت الاحمر والدر الابيض، فضرب جبرئيل بجناحه على (1) جانبه فإذا هو مسك اذفر. ثم قال: والذي نفس محمد بيده إن في الجنة لشجرا يتصفق بالتسبيح لم يسمع (2) الاولون والآخرون بمثله، يثمر ثمرا كالرمان، وتلقى الثمرة إلى الرجل فيشقها عن سبعين حلة، والمؤمنون على كراسي من نور وهم الغر المحجلون، أنت إمامهم يوم القيامة، على الرجل منهم نعلان شراكهما من نور يضئ أمامه حيث شاء من الجنة فبينما هو كذلك إذ أشرفت إمرأة من فوقه فتقول: سبحان الله أما لك فينا دولة ؟ فيقول لها: من أنت ؟ فتقول: أنا من اللواتي قال الله عزوجل (فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون). ثم قال: والذي نفس محمد بيده وإنه ليجيئه في كل يوم سبعون الف ملك

___________________________

(1) في نسختي " ب، م " إلى.

 (2) في نسخة " م " تسمع.

 

[ 442 ]

يسمونه بإسمه وإسم أبيه (1). 2 - وسبب ذلك ما ذكره الطوسي (ره) في أماليه: باسناده، عن جابر بن عبد الله (ره) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: يا علي ألا ابشرك ؟ ألا أمنحك ؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: خلقت (2) أنا وأنت من طينة واحدة، ففضلت منها فضلة فخلق الله منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة يدعى الناس بأمهاتهم إلا شيعتك فإنهم يدعون بآبائهم لطيب مولدهم (3). وقوله تعالى: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستون (18) أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون (19) وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون (20) 3 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا إبراهيم بن عبد الله، عن الحجاج ابن منهال، عن حماد بن سلمة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس (ره) قال: إن الوليد بن عقبة بن أبي معيط قال لعلي: أنا أبسط (4) منك لسانا، وأحد منك سنانا وأملا منك حشوا للكتيبة (5)، فقال له علي عليه السلام: اسكت يا فاسق. فأنزل الله جل اسمه: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون - إلى قوله - تكذبون) (6).

___________________________

(1) عنه البحار: 8 / 138 ح 50 وعن المحاسن: 1 / 180 ح 172 باسناده عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلام، وأخرجه في البرهان: 3 / 285 ح 7 عن المحاسن وفضائل الشيعة: 35 ح 36.

 (2) في نسخة " ج " لما خلقت وفي " م " أنى خلقت.

 (3) أمالى الطوسى: 1 / 77 وج 2 / 71 وعنه البحار: 7 / 238 ح 3 بكلا طريقيه والبحار: 35 / 25 ح 21 وفي البحار: 27 / 150 ح 17 عنه وعن أمالى المفيد: 311 ورواه في بشارة المصطفى: 17 عن الطوسى وكشف الغمة: 1 / 142.

 (4) في نسخة " ب " أقسط وفي نسخة " م " أنشط وفي نسخة " أ " ابشط.

 (5) في نسختي " ب، ج " في الكتيبة.

 (6) عنه البحار: 23 / 382 ح 77 والبرهان: 3 / 286 ح 2.

 

[ 443 ]

[ علي بن إبراهيم باسناده إلى أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام مثل ذلك ] (1). 4 - وقال أيضا: حدثنا علي بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن عمرو بن حماد، عن أبيه، عن فضيل، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله عزوجل (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) قال: نزلت في رجلين أحدهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وهو المؤمن، والآخر فاسق فقال الفاسق للمؤمن: أنا والله أحد منك سنانا، وأبسط (2) منك لسانا وأملا منك حشوا للكتيبة. فقال المؤمن للفاسق: اسكت يا فاسق. فأنزل الله عزوجل (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) ثم بين حال المؤمن فقال (أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون) وبين حال الفاسق فقال: (وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون) (3). 5 - وذكر أبو مخنف (ره) أنه جرى عند معاوية بين الحسن بن علي صلوات الله عليهم وبين الفاسق الوليد بن عقبة كلام، فقال [ له ] الحسن عليه السلام: لا ألومك أن تسب عليا وقد جلدك في الخمر ثمانين سوطا، وقتل أباك صبرا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم بدر، وقد سماه الله عزوجل في غير آية مؤمنا، وسماك فاسقا (4). ثم قال تعالى مبينا ما أعده للفاسق وأمثاله: ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون (21)

___________________________

(1) تفسير القمى: 513 وعنه البحار: 35 / 337 ح 2 والبرهان: 3 / 286 ح 2، وما بين المعقوفين أثبتناه من نسخة " أ ".

 (2) في نسخة " ب " أقسط، وفي نسخة " م " أنشط.

 (3) عنه البحار: 23 / 383 ح 78 والبرهان: 3 / 287 ح 3.

 (4) عنه البحار: 23 / 383 ح 79 والبرهان: 3 / 287 ح 4.

 

[ 444 ]

6 - تأويله: قال محمد بن العباس: حدثنا علي بن حاتم، عن حسن بن محمد ابن عبد الواحد، عن حفص (1) بن عمر بن سالم، عن محمد بن حسين بن (2) عجلان، عن مفضل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل (ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر) قال: الادنى غلاء السعر، والاكبر المهدى بالسيف (3). 7 - وقال ايضا: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن مفضل بن صالح، عن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " العذاب الادنى " دابة الارض (4). وقد تقدم تأويل دابة الارض وأنها أمير المؤمنين عليه السلام (5). وقوله تعالى: وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بأياتنا يوقنون (24) 8 - تأويله: قال محمد بن العباس: حدثنا علي بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم ابن محمد الثقفي، عن علي بن هلال الاحمسي، عن الحسن بن وهب العبسى، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليهم قال: نزلت هذه الآية

___________________________

(1) في نسخة " ب " والبحار: جعفر (2) في نسخة " ج " عن، والظاهر هو الصحيح إذ لم نجد في كتب الرجال محمد بن الحسين ابن عجلان.

 (3) عنه البحار: 51 / 59 ح 55 والبرهان: 3 / 288 ح 3 وإثبات الهداة: 7 / 127 ح 646. وقد ذكر في المختصر: 210 نقلا من كتاب ما نزل في القرآن تأليف محمد بن العباس ابن مروان وعن البحار: 53 / 114 ح 18 في تفسير هذه الاية ولم يذكرها في تأويل الايات وهي هذه: حدثنا الحسين بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن مفضل بن صالح، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " العذاب الادنى دون العذاب الاكبر " الرجعة.

 (4) عنه البرهان: 3 / 288 ح 4، وأخرجه في البحار: 53 / 114 ذ ح 18 عن مختصر البصائر 210 نقلا من كتاب محمد بن العباس وفي الايقاظ من الهجعة: 386 ح 168 عن الكنز عن محمد بن العباس وعن المختصر.

 (5) راجع سورة النمل آية: 82 الاحاديث 9 - 14 صفحه: 404 - 409.

 

[ 445 ]

في ولد فاطمة سلام الله عليها خاصة (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) (1). أي لما صبروا على البلاء في الدنيا وعلم الله منهم الصبر، جعلهم أئمة يهدون بأمره عباده إلى طاعته المؤدية إلى جنته. فعليهم من ربهم صلاته وأكمل تحياته. وقوله تعالى: ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين (28) قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون (29) 9 - قال: محمد بن العباس (2) حدثنا الحسين بن عامر، عن محمد بن الحسين (3) بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن ابن دراج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله عزوجل (قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون) قال: يوم الفتح يوم تفتح الدنيا على القائم لا ينفع أحدا تقرب بالايمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمنا وبهذا الفتح موقنا، فذلك الذي ينفعه إيمانه، ويعظم عند الله قدره وشأنه وتزخرف له يوم البعث جنانه وتحجب عنه نيرانه، وهذا أجر الموالين لامير المؤمنين وذريته الطيبين، صلوات الله عليهم أجمعين (4).

___________________________

(1) عنه البحار: 24 / 158 ح 23 والبرهان: 3 / 289 ح 4.

 (2) في نسخ " أ، ج، م " والبرهان: يعقوب، وهو اشتباه إذ لم نجد الرواية في الكافي بالسند والمتن (3) في نسخة " ب " " محمد بن الحسن بن الحسين " بدل " محمد بن الحسين ".

 (4) عنه البرهان: 3 / 289 ح 1، وأورده في إلزام الناصب: 1 / 83 مرسلا.

 

[ 446 ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21401502

  • التاريخ : 19/04/2024 - 08:07

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net