00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الاحزاب 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 33 " "

"سورة الاحزاب  " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

 منها: قوله تعالى: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه " 1 - معنى تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا محمد بن الحسين بن (1) حميد بن الربيع، عن جعفر بن عبد الله المحمدى، عن كثير بن عياش، عن أبي الجارود عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه). قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: ليس عبد من عبيد الله ممن امتحن الله قلبه للايمان إلا وهو يجد (2) مودتنا على قلبه فهو يودنا، وما عبد من عبيد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد (3) بغضنا على قلبه فهو يبغضنا، فاصبحنا نفرح بحب المحب لنا ونغتفر له ونبغض (4) المبغض وأصبح محبنا ينتظر رحمة الله عزوجل، فكأن أبواب الرحمة (5) قد فتحت له، وأصبح مبغضنا على شفا جرف من النار، فكان ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم، فهنيئا لاهل الرحمة رحمتهم، وتعسا لاهل النار مثواهم. إن الله عزوجل يقول (فلبئس مثوى المتكبرين) (6) وإنه ليس عبد من عبيدالله يقصر في حبنا لخير جعله الله عنده (7) إذ لا يستوي من يحبنا ومن يبغضنا ولا يجتمعان في قلب رجل أبدا، إن الله لم يجعل " لرجل من قلبين في جوفه " يحب بهذا ويبغض بهذا أما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه، ومبغضنا على

___________________________

(1) في البحار: عن، والظاهر ما أثبتناه هو الصحيح راجع لسان الميزان: 5 / 138.

 (2، 3) في نسختي " أ، م " يجدد.

 (4) في البحار: ونعرف بغض.

 (5) في نسخة " أ " الجنة.

 (6) سورة النمل: 29.

 (7) في نسخة " ب " عندنا.

 

[ 447 ]

تلك المنزلة، نحن النجباء وأفراطنا أفراط الانبياء، وأنا وصي الاوصياء، والفئة الباغية من حزب الشيطان والشيطان منهم. فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه، فان شارك في حبنا عدونا فليس منا ولسنا منه والله عدوه وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين (1) (لا يجتمع الحب والبغض في جوف واحد وقلب واحد) (2). 2 - وقال علي بن أبي طالب عليه السلام: لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان، إن الله عزوجل يقول (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) (3). 3 - وعلي بن إبراهيم رحمه الله بإسناده، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام: لفظ الاولى وفاق لمعنى الثانية (4). وقوله تعالى: " وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين 4 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا الحسين بن عامر، عن محمد ابن الحسين، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر (5)، عن حماد بن عثمان، عن عبد الرحيم ابن روح القصير، عن أبي عبد الله عليه السلام (قال:) (6) إنه سئل عن قول الله عزوجل (وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين) قال: نزلت في ولد الحسين عليهم السلام قال: قلت: جعلت فداك نزلت في الفرائض ؟ قال: لا. قلت: ففي المواريث ؟: قال: لا. ثم قال: نزلت في الامرة (7). 5 - وقال أيضا: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن بن الفضل

___________________________

(1) عنه البحار: 24 / 317 ح 23 والبرهان: 3 / 290 ح 1، وفي البحار: 27 / 83 ح 24 عنه وعن أمالى الشيخ: 1 / 147، والغارات: 2 / 585.

 (2) ليس في نسختي " أ، م ".

 (3) عنه البحار: 24 / 318 ح 24.

 (4) تفسير القمى: 514 وعنه البحار: 27 / 51 ح 1 والبرهان: 3 / 290 ح 2.

 (5) في نسخة " م " بصير، وهو تصحيف.

 (6) ليس في البحار.

 (7) عنه البحار: 23 / 257 ح 3 والبرهان: 3 / 293 ح 16.

 

[ 448 ]

عن جعفر بن الحسين الكوفي، عن أبيه، عن محمد بن زيد مولى أبي جعفر عليه السلام قال: سألت مولاي فقلت: قوله عزوجل (وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض) ؟ قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام (1). معناه أنه رحم النبي صلى الله عليه وآله، فيكون أولى به من المؤمنين والمهاجرين. 6 - وقال أيضا: حدثنا علي بن عبد الله بن أسد (2)، عن إبراهيم بن محمد، عن (3) محمد بن علي المقري (4) باسناده يرفعه إلى زيد بن علي عليه السلام في قول الله عزوجل (والوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين) قال: رحم رسول الله صلى الله عليه وآله أولى بالامارة والملك والايمان (5). 7 - ويؤيده: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره)، عن محمد بن يحيى بإسناده عن رجاله يرفعه إلى (6) عبد الرحيم بن روح القصير قال: قلت لابي جعفر قوله عزوجل (وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين) فيمن نزلت ؟ قال: في الامرة نزلت، وجرت هذه الآية في ولد الحسين عليهم السلام من بعده فنحن أولى بالامرة وبرسول الله صلى الله عليه وآله من المؤمنين والمهاجرين [ والانصار ]. قلت: فلولد جعفر بن أبي طالب [ فيها ] (7) نصيب ؟ قال: لا. قلت: فلولد العباس [ فيها ] (8) نصيب ؟ قال: لا. فعددت عليه بطون بني عبد المطلب، كل ذلك يقول: لا. ونسيت ولد الحسن عليه السلام فدخلت عليه بعد ذلك، فقلت: فهل لولد الحسن عليه السلام فيها نصيب ؟

___________________________

(1) عنه البحار: 23 / 258 ح 4 والبرهان: 3 / 293 ح 17.

 (2) في نسخة " ب " والبحار: راشد.

 (3) في نسخة " أ " إبراهيم بن محمد بن علي المنقرى.

 (4) في نسخ " أ، ب، ج " المنقرى.

 (5) عنه البحار: 23 / 258 ح 5 والبرهان: 3 / 293 ح 18.

 (6) في نسخة " م " عن.

 (7) من المصدر.

 (8) من الكافي، وكلمة " نصيب " ليست في نسختي " ج، م ".

 

[ 449 ]

فقال: [ لا، والله ] يا عبد الرحيم ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا (1). وقوله تعالى: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا (23) 8 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن زكريا، عن أحمد بن محمد بن يزيد، عن سهل بن عامر البجلى، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي إسحاق،، (عن جابر بن عبد الله، عن محمد بن الحنفية رضي الله عنه) (2) قال: قال علي عليه السلام: كنت عاهدت الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وآله أنا وعمي حمزة وأخي جعفر وابن عمي عبيدة بن الحارث على أمر وفينا به لله ولرسوله فتقدمني أصحابي وخلفت بعدهم لما أراد الله عزوجل، فأنزل الله عزوجل فينا " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه - حمزة وجعفر وعبيدة - ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) فأنا المنتظر وما بدلت تبديلا (3). 9 - وقال أيضا: حدثنا علي بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن يحيى بن صالح، عن مالك بن خالد الاسدي، عن الحسن بن إبراهيم، عن جده عبد الله (4) بن الحسن، عن آبائه عليهم السلام قال: وعاهد الله علي بن أبي طالب عليه السلام وحمزة

___________________________

(1) الكافي: 1 / 288 ح 2 مسندا وعنه البرهان: 3 / 291 ح 1 ونور الثقلين: 4 / 239 ح 20 وأخرجه في البحار: 25 / 256 ح 16 عن علل الشرائع: 1 / 205 ح 4، ورواه في الامامة والتبصرة: 48 وما بين المعقوفين من المصدر.

 (2) في نسخ " ب، ج، م " والبحار: عن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن محمد بن الحنفية، وفي البرهان: عن جابر، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، عن محمد ابن الحنفية، والصحيح ما أثبتناه إذ " ابن أبي المقدام " من أصحاب الصادق عليه السلام، فمن البعيد أن يكون المراد من جابر: الجعفي بل المراد منه ابن عبد الله الانصاري وهو لا يمكن أن يروى عن الصادق عليه السلام.

 (3) عنه البحار: 35 / 410 ح 5 والبرهان: 3 / 301 ح 1.

 (4) كذا في نسخة " أ "، وفي نسخ " ب، ج، م " عن عبد الله، والصحيح ما أثبتناه، راجع رجال الشيخ " أصحاب الصادق عليه السلام ".

 

[ 450 ]

ابن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب [ وعبيدة ] (1) أن لا يفروا من زحف أبدا، فتموا (2) كلهم، فأنزل الله عزوجل (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه - حمزة استشهد يوم أحد وجعفر استشهد يوم مؤته - ومنهم من ينتظر - يعني علي بن أبي طالب عليه السلام - وما بدلوا تبديلا) يعني الذي عاهدوا عليه (3). [ علي بن إبراهيم بإسناده، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام مثل ذلك ] (4). وقوله تعالى: ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا (25) 10 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا علي بن العباس، عن أبي سعيد عباد بن يعقوب، عن فضل بن القاسم البراد (5)، عن سفيان الثوري، عن زبيد النامي، عن مرة، عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقرأ " وكفى الله المؤمنين القتال - بعلي - وكان الله قويا عزيزا " (6). 11 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن يونس بن مبارك، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني (7)، عن يحيى بن معلى (8) الاسلمي، عن محمد بن عمار بن زريق، عن أبي إسحاق، عن أبي زياد بن مطر (9) قال:

___________________________

(1) من نسخة " أ ".

 (2) هكذا في نسخ الاصل: وهو لازم اسند إلى الجماعة مؤكدا بكلهم والمراد " تمموا ما عاهدوا الله " ف‍ " تموا " مصحف " تمموا ".

 (3) عنه البحار: 35 / 411 ح 6 والبرهان: 3 / 301 ح 2.

 (4) تفسير القمى: 527 وعنه البرهان: 3 / 303 ح 5 وما بين المعقوفين أثبتناه من نسخة " أ ".

 (5) في نسخة " ب " البزاز، وفي نسخة " ج " البزار " البراد - خ ل - ".

 (6) عنه البرهان: 3 / 303 ح 2، وفي البحار: 36 / 25 ح 10 عنه وعن كشف الغمة: 1 / 317 وعن أبي نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام.

 (7) في نسخة " م " الجمانى.

 (8) في نسختي " أ، م " يعلى.

 (9) في نسختي " أ، م " مطرب، وفي " ج " مظر.

 

[ 451 ]

كان عبد الله بن مسعود يقرأ " وكفى الله المؤمنين القتال " بعلي عليه السلام (1). قال أبو زياد، وهي في مصحفه: هكذا رأيتها. وسبب نزول هذه الآية أن المؤمنين كفوا القتال بعلي عليه السلام [ و ] أن المشركين تحزبوا واجتمعوا في غزاة الخندق، والقصة مشهورة، غير أنا نحكي طرفا منها وهو: أن عمرو بن عبدود كان فارس قريش المشهور يعد بألف فارس وكان قد شهد بدرا ولم يشهد احدا، فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى الناس مقامه. فلما رأى الخندق قال: مكيدة ولم نعرفها من قبل، وحمل فرسه عليه فعطفه (2) ووقف بازاء المسلمين ونادى: هل من مبارز ؟ فلم يجبه أحد. فقام علي عليه السلام وقال: أنا يا رسول الله. فقال له: إنه عمرو اجلس. فنادى ثانية، فلم يجبه أحد. فقام علي عليه السلام وقال: أنا يا رسول الله. فقال له: إنه عمرو (اجلس. فنادى ثالثة، فلم يجبه أحد. فقام علي عليه السلام وقال: أنا يا رسول الله، فقال له: إنه عمرو) (3) فقال: وإن كان عمروا، فاستأذن النبي صلى الله عليه وآله في برازه فأذن له. قال حذيفة (ره): فألبسه رسول الله صلى الله عليه وآله درعه (الفاضل وذات) (4) الفضول وأعطاه ذو الفقار وعممه عمامته (5) السحاب على رأسه تسعة أدوار، وقال له: تقدم. فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وآله: برز الايمان كله إلى الشرك كله، اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه. * (هامش) ؟ * (1) عنه البحار: 36 / 25 ح 11 وعن كشف الغمة: 1 / 317 والبرهان: 3 / 303 ح 3 و أورده الشيخ في مصباح الانوار: 36 بإسناده عن ابن مسعود. (2) في نسخة " ب " فطبقه. (3) ما بين القوسين ليس في نسخة " م ". (4) ليس في نسختي " ج، م ". (5) في نسخة " ب " عمامة. وفي المكارم: 35 " وكانت له عمامة يعتم بها يقال لها السحاب فكساها عليا عليه السلام ". (*)

[ 452 ]

فلما رآه عمرو قال له: من أنت ؟ قال: أنا علي. قال: ابن عبد مناف ؟ قال: أنا علي بن أبي طالب فقال: غيرك يابن أخي من أعمامك أسن منك فاني أكره أن أهرق دمك. فقال له علي: لكني والله لا أكره أن أهرق دمك. قال: فغضب عمرو، ونزل عن فرسه وعقرها وسل سيفه كأنه شعلة نار. ثم أقبل نحو علي عليه السلام فاستقبله علي عليه السلام بدرقته فقدها وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه، ثم إن عليا عليه السلام ضربه على حبل عاتقه فسقط إلى الارض وثارت بينهما عجاجة فسمعنا تكبير علي عليه السلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قتله والذي نفسي بيده قال: وحز رأسه وأتى به إلى (1) رسول الله صلى الله عليه وآله ووجهه يتهلل. فقال له النبي صلى الله عليه وآله أبشر يا علي فلو وزن اليوم عملك بعمل امة محمد لرجح عملك بعملهم، وذلك لانه لم يبق بيت من المشركين إلا ودخله وهن، ولا بيت من المسلمين إلا دخله عز. قال: ولما قتل عمرو بن عبدود وخذل الاحزاب وأرسل الله عليهم ريحا وجنودا من الملائكة فولوا مدبرين بغير قتال، وسببه قتل عمرو، فمن ذلك قال سبحانه [ وكفى الله المؤمنين القتال) بعلي (2). وأحق من قيل فيه هذان البيتان: يا فارس الاسلام حين توجلت * فرسانه وتخاذلت عن نصره والصارم الذكر الذي اقتضت (3) به * من ستر النقع عدوه (4) بكره 12 - وروى الحافظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بإسناده إلى ابن عباس قال: لما قتل علي عليه السلام ابن عبدود عمرو دخل على رسول الله وسيفه يقطر دما، فلما رآه كبر وكبر المسلمون.

___________________________

(1) في نسختي " ج، م " وأقبل نحو.

 (2) عنه البرهان: 3 / 303 ح 3.

 (3) في نسخة " ج - اعتضت خ ل ".

 (4) في نسخة " ب " عذره، وفي نسخة " ج " عدوة.

 

[ 453 ]

وقال النبي صلى الله عليه وآله: اللهم أعط عليا فضيلة لم يعطها احد قبله ولم يعطها أحد بعده. قال: فهبط (1) جبرئيل عليه السلام ومعه من الجنة أترجة، فقال لرسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عزوجل يقرأ عليك السلام ويقول لك، حي (2) بهذه علي بن أبي طالب عليه السلام قال: فدفعها إلى علي عليه السلام فانفلقت في يده فلقتين فإذا فيها حريرة خضراء فيها مكتوب سطران (بخضرة) (3) " تحفة من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب " (4). وقوله تعالى: يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على يسيرا (30) 13 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا الحسين بن أحمد، عن (5) محمد بن عيسى، عن يونس، عن (6) كرام، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: أتدري ما الفاحشة المبينة ؟ قلت: لا. قال: قتال أمير المؤمنين عليه السلام يعني أهل الجمل (7). 14 - وعلي بن إبراهيم (ره)، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الله ابن غالب، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن حماد، عن حريز، [ عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى ] (8) (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة) الآية

___________________________

(1) في نسخة " ب " فأهبط.

 (2) في نسخ " ب، ج، م " جئ.

 (3) ليس في نسخة " أ ".

 (4) عنه مدينة المعاجز: 163، وفي ص 63 من طريق العامة عن كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمى وأخرجه في البرهان: 3 / 304 ح 6 عن الحافظ ابن شيرويه وفي مصباح الانوار: 62 عن مناقب الخوارزمي: 105.

 (5) في نسخة " ب " بن.

 (6) في نسخ " أ، ب، م " والبحار: بن، وما أثبتناه من نسخة " أ " وهو الصحيح لعدم ذكر يونس بن كرام في كتب الرجال والاحاديث.

 (7) عنه البحار: 8 / 454 (طبع الحجر) والبرهان: 3 / 308 ح 3.

 (8) من المصدر.

 

[ 454 ]

قال عليه السلام: الفاحشة الخروج بالسيف (1). وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا (41) وسبحوه بكرة وأصيلا (42) 15 - تأويله: قال أيضا: حدثنا أحمد بن هوذة الباهلي، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول تسبيح فاطمة سلام الله عليها من ذكر الله الكثير الذي قال الله عزوجل (اذكروا الله ذكرا كثيرا) (2). 16 - وقال: أيضا حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس عن إسماعيل بن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قوله عزوجل (اذكروا الله ذكرا كثيرا) ما حده ؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله علم فاطمة سلام الله عليها أن تكبر اربعا وثلاثين تكبيرة، وتسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة، وتحمد (3) ثلاثا وثلاثين تحميدة. فإذا فعلت ذلك بالليل مرة وبالنهار مرة فقد ذكرت الله كثيرا (4). ولما خاطب الله سبحانه المؤمنين امرهم بالذكر والتسبيح خاطبهم عامة ثم خاطب [ أمير ] (5) المؤمنين منهم خاصة فقال (هو الذي يصلي عليكم وملائكته) ثم عاد الخطاب إلى المؤمنين عامة غير الخاصة فقال (ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما) فأما المؤمنون خاصة فالنبي وأهل البيت صلى الله عليهم: 17 - لما روي مرفوعا عن ابن عباس انه قال في تأويل قوله تعالى (هو الذي

___________________________

(1) تفسير القمى: 530 وعنه البحار: 8 / 452 (طبع الحجر) والبرهان: 3 / 308 ح 2 والحديث نقلناه من نسخة " أ ".

 (2) عنه البرهان: 3 / 328 ح 12 ورواه العياشي في تفسيره: 1 / 67 ح 12.

 (3) في نسختي " ب، ج " وتحمده.

 (4) عنه البرهان: 3 / 328 ح 13.

 (5) من نسخة " ب "، وفي نسخة " م " المؤمن.

 

[ 455 ]

يصلي عليكم وملائكته). قال: الصلاة على النبي وأهل بيته صلى الله عليهم (1) لا غيرهم فهذه الآية خاصة لمحمد وآله، ليس لغيرهم فيها نصيب، لان الله سبحانه لم يصل على أحد إلا عليهم، ومن زعم أن الله سبحانه صلى على أحد من هذه الامة فقد كفر وأعظم [ القول ] (2). بيان ذلك: أنه لو صلى على أحد غيرهم لكان هو والنبي صلى الله عليه وآله في الفضل سواء لان الله سبحانه قال (إن الله وملائكته يصلون على النبي) وقال للمؤمنين: (هو الذي يصلي عليكم وملائكته) فلم يبق حينئذ بينه وبينهم فرق، وهذا لا يجوز لقوله تعالى (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا). فلم يبق إلا أن يكون النبي وأهل بيته صلى الله عليهم هم المعنيون بالصلاة خاصة. 18 - ويؤيده قوله صلى الله عليه وآله وقد سأله المسلمون عند نزول قوله تعالى (إن الله وملائكته) الآية: يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه، فكيف الصلاة عليك ؟ فقال: قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد (3). فلو [ لم ] (4) يعلم أن الله سبحانه قد صلى عليهم كما صلى عليه لم يأمر بالصلاة عليه وعليهم. ويؤيد هذا: أنه أوجب (5) الصلاة عليه وعليهم في جميع الصلوات، ولما أمر الله سبحانه المؤمنين بالصلاة والتسليم على النبي وآله صلوات الله عليهم أخبرهم بأنه قد صلى على آله وسلم أيضا في قوله (سلام على آل ياسين) (6) فقد حصلت لهم الصلاة والتسليم من الله العزيز الحكيم، كما حصلت للنبي الكريم، وما ذلك إلا أن فضلهم من فضله الباهر، وأصلهم من أصله الطاهر.

___________________________

(1) عنه البرهان: 3 / 328 ح 14.

 (2) من نسختي " ب، ج ".

 (3) أخرجه في البحار: 94 / 51 ح 16 والبرهان: 4 / 34 ح 6 وعيون أخبار الرضا: 1 / 185 (4) من نسختي " ب، م ".

 (5) في نسخة " ج " واجب.

 (6) سورة الصافات: 130.

 

[ 456 ]

وأما توجيه قوله تعالى (ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما) فمعناه: أنه سبحانه لما صلى على محمد وآل محمد وسلم خاطب شيعتهم إكراما لهم فقال (ليخرجكم - يا شيعة آل محمد - من الظلمات - ظلمات أعدائكم الفجار - إلى النور - نور أئمتكم الابرار - وكان بالمؤمنين - منكم - رحيما) فصلوا على النبي وعلى آله وسلموا تسليما. وقوله تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (33) تأويله: قوله " إنما " هي محققة لما اثبت بعدها، نافية لما لم يثبت بعدها. وقوله " يريد " قال أبو علي الطبرسي قدس الله روحه: هل هي الارادة المحضة أو الارادة التي يتبعها التطهير وإذهاب الرجس ؟ فلا يجوز الوجه الاول لان الله قد أراد من كل مكلف هذه الارادة المطلقة فلا اختصاص لها بأهل البيت عليهم السلام دون سائر الخلق (1) ولان هذا القول يقتضي المدح والتعظيم لهم بغير شك [ وشبهة ] (2) ولا مدح في الارادة المجردة فثبت الوجه الثاني وفي ثبوته ثبوت العصمة لهم لاختصاص الآية بهم (3) لبطلان عصمة غيرهم (4). وقد جاء في اختصاص الآية (بهم) (5) روايات لا تحصى كثرة. " والرجس " عمل الشيطان، والتطهير العصمة منه، و " أهل البيت " محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، صلوات الله عليهم. " البيت " قيل: إنه (6) بيت النبوة والرسالة. وقيل: إنه البيت الحرام وأهله هم المتقون، لقوله تعالى (إن أولياؤه إلا المتقون) (7).

___________________________

(1) في نسخة " ج " الناس.

 (2) من المصدر.

 (3) في نسخة " م " لهم.

 (4) مجمع البيان: 8 / 357.

 (5) ليس في نسخة " م ".

 (6) في المصدر: والمراد به بدل " قيل أنه ".

 (7) سورة الانفال: 34.

 

[ 457 ]

وقد روي في إختصاصهم بهذه الآية روايات: 19 - منها: ما ذكره الطبرسي (ره) قال: ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره قال: حدثني شهر بن حوشب، عن أم سلمة (رض) قالت: جاءت فاطمة عليها السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله تحمل حريرة لها فقال: ادعي لي زوجك وابنيك. فجاءت بهم فطعموا، ثم القى عليهم كساء له خيبريا، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقلت: يا رسول الله وأنا معهم ؟ قال: أنت إلى خير (1). 20 - وقال أيضا: وروى الثعلبي في تفسيره بالاسناد إلى أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وآله كان في بيتها فأتته فاطمة عليها السلام ببرمة فيها حريرة فقال لها: ادعي لي زوجك وابنيك. فذكرت الحديث نحو ذلك. ثم قالت: فأنزل الله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قالت: فأخذ النبي صلى الله عليه وآله فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فأدخلت رأسي البيت وقلت: وأنا معكم يا رسول الله ؟ قال: إنك إلى خير، إنك إلى خير (2). 21 - وقال محمد بن العباس (ره): حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن الحسن ابن علي بن بزيع، عن إسماعيل بن بشار الهاشمي، عن قتيبة (3) بن محمد الاعشى عن هاشم بن البريد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله

___________________________

(1) مجمع البيان: 8 / 356 وعنه البرهان: 3 / 320 ح 31 (2) مجمع البيان: 8 / 357 وعنه البرهان: 3 / 320 ح 32 وعن تفسير الثعلبي: 3 / 248 (مخطوط) وفي البحار: 35 / 220 ح 27 عنه وعن الطرائف: 125 ح 192 والعمدة لابن البطريق: 33 و 93 عن مسند ابن حنبل: 6 / 292 وتفسير الثعلبي ورواه ابن حنبل في فضائله: 1 / 125 ح 192.

 (3) في نسخة " ج " قيس، وفي نسخة " أ " قنبر (قيس - خ ل -)، وفي نسخة " ب " والبرهان: قنبر وفي نسخة " م " قيير وما أثبتناه من البحار وهو الصحيح على ما في كتب الرجال.

 

[ 458 ]

في بيت أم سلمة فأتي بحريرة فدعا عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فأكلوا منها ثم جلل عليهم كساء خيبريا ثم قال " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ". فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال: إنك إلى خير (1). 22 - وقال أيضا: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن زكريا، عن جعفر ابن محمد بن عمارة قال: حدثني أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: إن الله عزوجل (فضلنا أهل البيت وكيف لا يكون كذلك ؟ ! والله عزوجل) (2) يقول في كتابه (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فقد طهرنا الله من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فنحن على منهاج الحق (3). 23 - وقال أيضا: حدثنا عبد الله بن علي بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن محمد عن علي بن جعفر بن محمد، عن الحسين بن زيد، عن [ عمه ] (4) عمر بن علي عليه السلام قال: خطب الحسن بن علي عليهما السلام الناس حين قتل علي عليه السلام فقال: قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الاولون بعلم ولا يدركه الآخرون، ما ترك على ظهر الارض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لاهله. ثم قال: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي وأنا ابن البشير النذير الداعي إلى الله بإذنه والسراج المنير، أنا من أهل البيت الذي كان ينزل فيه جبرئيل ويصعد، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (5).

___________________________

(1) عنه البحار: 25 / 213 ح 3 والبرهان: 3 / 312 ح 14.

 (2) ليس في نسخة " ج ".

 (3) عنه البحار: 25 / 213 ح 4 والبرهان: 3 / 313 ح 15.

 (4) من نسخة " أ ".

 (5) عنه البحار: 25 / 214 ح 5 والبرهان: 3 / 313 ح 16.

 

[ 459 ]

24 - وقال أيضا: حدثنا محمد (1) بن يونس بن مبارك، عن عبد الاعلى بن (2) حماد، عن محول (3) بن إبراهيم، عن عبد الجبار بن العباس، عن عمار الدهني، عن عمرة بنت أفعى، عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي وفي البيت سبعة: جبرئيل وميكائيل ورسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم. وقالت: وكنت على الباب فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال: إنك على خير إنك من أزواج النبي وما قال: إنك من أهل البيت (4). [ والروايات لا تحصى كثرة عنهم عليهم السلام في قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) إنها نزلت في الخمسة أصحاب الكساء سلام الله عليهم، وفاقا للبخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة، وأحمد بن حنبل في المسند عن ام سلمة رضي الله عنها. والقصة مشهورة، وفي مظانها من كتب الفريقين مذكورة ] (5). وقوله تعالى: إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (56) معنى تأويله: أن الله سبحانه يصلي على النبي ويثني عليه الثناء الجميل ويعظمه ويبجله غاية التعظيم والتبجيل وكذلك ملائكته فأنتم " يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه "

___________________________

(1) في الاصل والبحار والبرهان: مظفر وإنما أثبتنا " محمد " بقرينة بقية الموارد راجع فهرس أعلام الكتاب.

 (2) في نسخة " أ " عن.

 (3) في الاصل والبحار والبرهان: مخول والصحيح ما أثبتناه راجع معجم رجال السيد الخوئى.

 (4) عنه البحار: 25 / 214 ح 6 والبرهان: 3 / 313 ح 17.

 (5) أورده في الطرائف: 122 ح 178 عن صحيح مسلم: 4 / 1883 ح 61 وعن صحيح البخاري ولم نجده فيه وعنهما البحار: 35 / 225، 226 والروايات عن العامة والخاصة أكثر من أن تحصى راجع البرهان: 3 تفسير الاية الكريمة والطرائف: 122 - 130 والبحار: 35 باب 5، وكتاب آية التطهير، وما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 

[ 460 ]

أسوة بالله وملائكته ثم قال " وسلموا تسليما " بعد الصلاة عليه. 25 - وروى الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه (ره) بإسناده، عن أبي المغيرة قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: ما معنى صلاة الله وملائكته والمؤمنين ؟ قال: صلاة الله رحمة [ من ] (1) الله، وصلاة ملائكته تزكية منهم له، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له (2). 26 - وقال محمد بن العباس (ره): حدثنا عبد العزيز بن يحيى، عن علي بن الجعد، عن شعيب، عن الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى يقول: لقيني كعب بن عجرة (3) فقال: ألا أهدي إليك هدية ؟ قلت: بلى. قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج إلينا. فقلت: يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك، فكيف الصلاة عليك ؟ فقال: قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد (4). 27 - وروي عن الصادق عليه السلام ما يؤيده، قال: لما نزل قوله عزوجل (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) قالوا: يا رسول الله قد عرفنا كيف السلام (عليك) (5) فكيف الصلاة عليك ؟ قال: تقولون: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد (6).

___________________________

(1) من ثواب الاعمال.

 (2) ثواب الاعمال: 187 ح 1 وعنه البحار: 94 / 58 ح 38.

 (3) كذا في البحار وهو الصحيح راجع أسد الغابة: 4 / 243، وفي نسختي " ب، م " كعب ابن أبي عجرة، وفي نسخة " أ " كعب، وفي نسخة " ج " كعب بن أبي عجرة.

 (4) عنه البحار: 27 / 259 ح 10 والبرهان: 3 / 335 ح 9 ورواه ابن البطريق في عمدته: 24 عن صحيح مسلم: 1 / 305 ب 17 وتفسير الثعلبي: 3 / 258 (مخطوط).

 (5) ليس في نسخة " م ".

 (6) تقدم ذكره، فراجع حديث 18 مع تخريجاته.

 

[ 461 ]

ومما ورد في فضل الصلاة على محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله 28 - ما رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه رحمه الله، بإسناده عن عبد الله ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين عليه السلام ذات يوم: ألا أبشرك ؟ قال: بلى بأبي أنت وأمي فانك لم تزل مبشرا بكل خير. فقال: أخبرني جبرئيل آنفا بالعجب. فقال أمير المؤمنين: ما الذي أخبرك به يا رسول الله ؟ قال: أخبرني أن الرجل من أمتي إذا صلى علي وأتبع بالصلاة على أهل بيتي فتحت له أبواب السماء وصلت عليه الملائكة سبعين صلاة، و (إن كان مذنبا) (1) خطاء ثم تحات عنه الذنوب كما تحات الورق عن الشجر، ويقول الله تبارك وتعالى: لبيك عبدي وسعديك، يا ملائكتي أنتم تصلون عليه سبعين صلاة، وأنا أصلي عليه سبعمائة صلاة وإذا لم يتبع بالصلاة علي أهل بيتي كان بينها وبين السماء سبعون حجابا، ويقول الله جل جلاله: لالبيك (عبدي) (2) ولا سعديك، يا ملائكتي لا تصعدوا دعاءه إلا أن يلحق بالنبي عترته. فلا يزال محجوبا حتى يلحق بي أهل بيتي (3). 29 - وروى أيضا باسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إذا ذكر النبي فأكثروا من الصلاة عليه فانه من صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكة، ولم يبق شئ مما خلق الله إلا صلى على ذلك العبد لصلاة الله عليه [ وصلاة ملائكته ]، فلا يرغب عن هذا إلا جاهل مغرور قد برئ الله منه ورسوله [ وأهل بيته ] (4).

___________________________

(1) في نسختي " ب، م " " انه لمذنب ".

 (2) ليس في نسخة " م ".

 (3) الامالى للصدوق: 464 ح 18، ثواب الاعمال: 188 ح 1، وعنهما الوسائل: 4 / 1220 ح 10 وفي البحار: 94 / 56 ح 30 عنهما وعن جمال الاسبوع: 237.

 (4) ثواب الاعمال: 185 ح 1 وعنه البحار: 94 / 57 ح 32 وعن جمال الاسبوع: 232 وفي الوسائل: 4 / 1211 ح 4 عن الثواب والكافي: 2 / 493 ح 6 وأخرجه في البحار: 17 / 30 ح 11 والبرهان: 3 / 328 ح 9 وص 336 ح 15 عن الكافي وما بين المعقوفين من الكافي.

 

[ 462 ]

30 - وروى أيضا عن الصادق عليه السلام أنه (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا عند الميزان يوم القيامة، فمن ثقلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة علي حتى أثقل بها حسناته (2) وقد تقدم البحث في أن المصلي على محمد صلى الله عليه وآله دعاءه محجوب حتى يصلي على آله (3)، صلوات الله عليهم أجمعين. 31 - ويؤيده: ما رواه ايضا باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: كل دعاء محجوب عن السماء حتى يصلي على النبي وآله (4). صلوات الله عليهم أجمعين 32 - ومما ورد في فضل الصلاة على محمد وأهل بيته، في تفسير الامام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وآله أتى إلى جبل بالمدينة - في حديث طويل - فقال: أيها الجبل إني أسألك بجاه محمد وآله الطيبين الذين بذكر أسمائهم خفف الله العرش على كواهل ثمانية من الملائكة بعد أن لم يقدروا على تحريكه، وهم خلق كثير لا يعرف عددهم إلا الله عزوجل. وقصة ذلك: قال الامام عليه السلام: في حديث طويل قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله لما خلق العرش خلق له ثلاثمائة وستين ألف ركن، وخلق عند (كل) (5) ركن ثلاثمائة وستين ألف ملك، لو أذن الله تعالى لاصغرهم لالتقم السماوات السبع والارضين السبع

___________________________

(1) في المصدر: عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام.

 (2) ثواب الاعمال: 186 ح 1 وعنه البحار: 7 / 304 ح 72 وج 94 / 56 ح 31 ووسائل الشيعة: 4 / 1213 ح 11.

 (3) لم نجد فيما تقدم ما يدل على ذلك الا ح 28، المتقدم آنفا.

 (4) ثواب الاعمال: 186 ح 3 باسناده عن الحارث الاعور، عن أمير المؤمنين (ع) وعنه البحار: 93 / 310 ح 11 وج 94 / 57 ح 35 ووسائل الشيعة: 4 / 1138 ح 18 ولم نجد الرواية بهذا السند، نعم وردت روايات مثلها ونحوها عن أبي عبد الله عليه السلام راجع الوسائل.

 (5) ليس في نسخة " م ".

 

[ 463 ]

وما كان ذلك بين لهواته إلا كالرملة في المفازة (1) الفضفاضة ! (2). فقال الله تعالى لهم: يا عبادي احتملوا عرشي هذا، فتعاطوه فلم يطيقوا حمله ولا تحريكه، فخلق الله عزوجل مع كل واحد منهم واحدا فلم يقدروا أن يحركوه (3) فخلق الله مع كل واحد منهم عشرة فلم يقدروا أن يحركوه، (فخلق الله بعدد كل واحد منهم مثل جماعتهم فلم يقدروا أن يحركوه) (4). فقال الله عزوجل لجميعهم (5): خلوه علي امسكه بقدرتي، فخلوه فأمسكه الله عزوجل بقدرته، ثم قال لثمانية منهم: احملوه أنتم. فقالوا: يا ربنا لم نطقه نحن وهذا الخلق الكثير والجم الغفير، فكيف نطيقه الآن دونهم ؟ فقال الله عزوجل: لاني أنا الله، المقرب للبعيد (والمذلل للعنيد) (6) والمخفف للشديد والمسهل للعسير، أفعل ما أشاء وأحكم ما أريد، اعلمكم كلمات تقولونها يخف بها (7) عليكم. قالوا: وما هي يا ربنا ؟ قال: تقولون " بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله الطيبين ". فقالوها فحملوه، وخف على كواهلهم كشعرة نابتة على كاهل رجل قوي. ثم قال الله عزوجل لسائر تلك الاملاك: خلوا عن هؤلاء (8) الثمانية عرشي (9) ليحملوه، وطوفوا أنتم حوله وسبحوني ومجدوني وقدسوني، فاني أنا الله القادر

___________________________

(1) في نسخة " م " المغارة.

 (2) في نسخة " ج " المفضاضة " الفضفاضة - خ ل "، الفضفاضة: الواسعة.

 (3) في نسختي " ب، م " يزعزعوه.

 (4) ليس في نسختي " أ، م ".

 (5) في نسخة " م " لجمعهم.

 (6) ليس في نسخة " ب "، وفي نسخة " م " للعبيد.

 (7) في نسخة " ب " فيها.

 (8) في نسخة " ج " هذه.

 (9) في نسخة " م " عن شئ وهو مصحف عرشى.

 

[ 464 ]

على ما رأيتم وعلى كل شئ قدير (1). فقد بان لك أن بالصلاة على محمد وآله حمل الملائكة العرش، ولولاها لم يطيقوا حمله ولا خف عليهم ثقله. ومما ورد في الصلاة على محمد وآله صلى الله عليهم في يوم الجمعة 33 - فمن ذلك: ما رواه الشيخ الصدوق (ره) بإسناده عن الباقر (2) عليه السلام انه سئل ما أفضل الاعمال يوم الجمعة ؟ قال: لا أعلم عملا أفضل من الصلاة على محمد وآله (3). 34 - وذكر الشيخ المفيد (ره) في المقنعة عن الصادق عليه السلام أنه قال: إذا كان يوم الخميس وليلة الجمعة نزلت ملائكة من السماء ومعها أقلام الذهب وصحف الفضة لا يكتبون إلا الصلاة على محمد وآله إلى أن تغرب الشمس من يوم الجمعة (4) 35 - وذكر أيضا عن الصادق عليه السلام أنه قال: الصدقة ليلة الجمعة ويوم الجمعة بألف (حسنة) (5) والصلاة على محمد وآل محمد ليلة الجمعة ويوم الجمعة بألف من الحسنات، ويحط الله فيها ألفا من السيئات، ويرفع بها ألفا من الدرجات، وإن المصلي على محمد وآله ليلة الجمعة ويوم الجمعة يزهر نوره في السماوات إلى يوم الساعة وإن ملائكة الله في السماوات يستغفرون له والملك الموكل بقبر رسول الله صلى الله عليه وآله يستغفر له إلى أن تقوم الساعة (6).

___________________________

(1) تفسير الامام: 48 وعنه البحار: 27 / 97 ح 60 وج 58 / 33 ح 53.

 (2) كذا في نسخ الكتاب ولكن في الخصال والغايات والبحار: أبي عبد الله عليه السلام وهو الصحيح (3) الخصال: 394 ح 101 نحوه وعنه البحار: 94 / 50 ح 12 وأورده أيضا في الغايات: 72.

 (4) المقنعة: 26 وعنه الوسائل: 5 / 71 ح 1 وعن الفقيه: 1 / 424 ح 1251، وأخرجه في البحار: 89 / 309 ح 14 وج 94 / 50 ح 11 عن الخصال: 393 ح 95.

 (5) ليس في نسخة " م ".

 (6) المقنعة: 26 وعنه البحار: 89 / 314 والوسائل: 5 / 91 ح 4.

 

[ 465 ]

وقوله تعالى: إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا (57) والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا (58) تأويله: إنه سبحانه لما نوه بفضل النبي صلى الله عليه وآله وأمر (1) المؤمنين بالصلاة عليه عقب ذلك بالنهي عن أذاه. وقال: إن الذين يؤذون الله ورسوله " فجعل أذى رسوله أذاه سبحانه، أي كأنه يقول: لو جاز أن ينالني أذى من شئ لكان ينالني من أذى نبي. والنبي صلى الله عليه وآله جعل أذى علي عليه السلام أذاه: 36 - لما رواه أبو علي الطبرسي (ره) قال: حدثنا السيد أبو الحمد (2) قال: حدثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده حديثا يرفعه إلى أرطاة بن حبيب قال: حدثني أبو خالد الواسطي وهو آخذ بشعره، قال: حدثني زيد بن علي بن الحسين عليه السلام وهو آخذ بشعره، قال: حدثني علي بن الحسين عليهما السلام وهو آخذ بشعره قال: حدثني الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وهو آخذ بشعره، قال: حدثني علي بن أبي طالب عليه السلام وهو آخذ بشعره، قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله وهو آخذ بشعره، فقال: يا علي من آذى شعرة منك فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فعليه لعنة الله (3). 37 - ويؤيده ما ذكره في تفسير الامام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث جيشا وأمر عليهم عليا عليه السلام، وما بعث جيشا قط وفيهم علي عليه السلام إلا جعله أميرهم، فلما غنموا رغب علي عليه السلام أن يشتري من جملة الغنائم جارية وجعل

___________________________

(1) في نسخة " م " أمير.

 (2) هو مهدي بن نزار الحسنى.

 (3) مجمع البيان: 8 / 370 عن شواهد التنزيل: 2 / 97 ح 776 وفي البرهان: 3 / 337 ح 2 عن مجمع البيان، وأخرجه في البحار: 39 / 332 عن مناقب ابن شهر اشوب: 3 / 12.

 

[ 466 ]

ثمنها من جملة الغنائم، فكايده فيها حاطب بن أبي بلتعة (1) وبريدة الاسلمي وزايداه، فلما نظر إليهما يكايدانه ويزايدانه انتظر إلى أن بلغت (2) قيمتها قيمة عدل في يومها فأخذها بذلك. فلما رجعا (3) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله تواطئا على أن يقولا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله فوقف بريدة قدام رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: يا رسول الله ألم تر إلى علي بن أبي طالب أخذ جارية من المغنم دون المسلمين ؟ فأعرض عنه [ رسول الله صلى الله عليه وآله ] (4)، فجاء عن يمينه فقالها، فأعرض عنه، فجاء عن يساره فقالها، فأعرض عنه. قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله غضبا لم ير قبله ولا بعده غضبا مثله وتغير لونه و (تزبد) (5) وانتفخت أوداجه وارتعدت أعضاؤه وقال: مالك يا بريدة آذيت رسول الله صلى الله عليه وآله منذ اليوم ؟ أما سمعت قول الله عزوجل (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا). فقال بريدة: ما علمت (6) أني قصدتك باذى. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أو تظن يا بريدة أنه لا يؤذيني إلا من قصد ذات نفسي ؟ أما علمت أن عليا مني وأنا منه، وأن من آذى عليا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فحق على الله أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنم ؟ يا بريدة أنت أعلم أم الله عزوجل ؟ وأنت أعلم أم قراء اللوح المحفوظ ؟ وأنت أعلم أم ملك الارحام ؟ فقال بريدة: بل الله أعلم، وقراء اللوح المحفوظ أعلم، وملك الارحام أعلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فأنت أعلم يا بريدة أم حفظة علي بن أبي طالب ؟

___________________________

(1) في نسخة " ج " ربيعة.

 (2) في نسخة " م " بلغ.

 (3) كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر: رجعوا.

 (4) من تفسير الامام والبحار.

 (5) ليس في المصدر والبحار.

 (6) في البحار: علمتني.

 

[ 467 ]

قال: بل حفظة علي بن أبي طالب أعلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فكيف تخطئه وتلومه وتوبخه وتشنع عليه في فعله وهذا جبرئيل أخبرني عن حفظة علي أنهم لم يكتبوا عليه قط خطيئة منذ ولد، وهذا ملك الارحام حدثني أنه كتب قبل أن يولد حين استحكم في بطن أمه أنه لا يكون منه خطيئة ابدا، وهؤلاء قراء اللوح المحفوظ أخبروني ليلة أسري بي، أنهم وجدوا في اللوح المحفوظ مكتوبا " علي المعصوم من كل خطأ وزلل " (1). فكيف تخطئه أنت يا بريدة وقد صوبه رب العالمين والملائكة المقربون (2). يا بريدة لا تتعرض (3) لعلي بخلاف الحسن الجميل فانه أمير المؤمنين وسيد [ الوصيين وسيد ] (4) الصالحين وفارس المسلمين وقائد الغر المحجلين وقسيم الجنة والنار يقول: هذا لي، وهذا لك. ثم قال: يا بريدة أترى ليس لعلي من الحق عليكم معاشر المسلمين أن لا تكايدوه ولا تعاندوه ولا تزايدوه ؟ هيهات هيهات (5) إن قدر علي عند الله أعظم من قدره عندكم أولا اخبركم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله سبحانه وتعالى يبعث يوم القيامة اقواما تمتلئ من جهة السيئات موازينهم، فيقال لهم: هذه السيئات فأين الحسنات ؟ وإلا فقد عطبتم (6) ؟ فيقولون: يا ربنا ما نعرف لنا حسنات، فإذا النداء من قبل الله عزوجل: " إن لم تعرفوا لانفسكم حسنات فاني أعرفها لكم واوفرها (7) عليكم ". ثم تأتي الريح برقعة صغيرة تطرحها في كفة حسناتهم فترجح بسيئاتهم بأكثر

___________________________

(1) في البحار: زلة.

 (2) في الاصل: من المقربين.

 (3) كذا في البرهان وفي الاصل والبحار: لا تعرض.

 (4) من البحار.

 (5) كررت مرتين في نسخة " م ".

 (6) في البحار: عصيتم.

 (7) في نسخة " م " وأوفوها، وفي البرهان: وأوفيها.

 

[ 468 ]

ما بين السماء والارض، فيقال لاحدهم: خذ بيد أبيك وامك وإخوانك وأخواتك وخاصتك وقراباتك وأخدانك ومعارفك فأدخلهم الجنة. فيقول أهل المحشر: يا ربنا أما الذنوب فقد عرفناها، فما كانت حسناتهم ؟ فيقول الله عزوجل: يا عبادي إن أحدهم مشى ببقية دين عليه لاخيه إلى أخيه فقال له: خذها فاني احبك بحبك لعلي بن أبي طالب عليه السلام، فقال له الآخر: إني قد تركتها لك بحبك لعلي بن أبي طالب ولك من مالى ما شئت، فشكر الله تعالى لهما فحط به خطاياهما وجعل ذلك في حشو صحائفهما وموازينهما وأوجب لهما ولوالديهما الجنة. ثم قال: يا بريدة إن من يدخل النار ببغض علي أكثر من حصى الخذف (1) الذي يرمى عند الجمرات، فاياك أن تكون منهم (2). وقوله تعالى: يا أيها الذين ء امنوا لا تكونوا كالذين ءاذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها (69) 38 - تأويله: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب رحمه الله، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن النضر، عن محمد بن مروان رفعه إليهم صلوات الله عليهم في قول الله عزوجل (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله - في علي والائمة - كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا) (3). [ وروى علي بن إبراهيم رحمه الله مثله ] (4).

___________________________

(1) في نسخة " م " " أكثر من الحذق ". والخذف: رمى الحصاة من بين سبابتيه.

 (2) تفسير الامام عليه السلام: 46 وعنه البحار: 38 / 66 ح 6 والبرهان: 3 / 337 ح 3. وقال الخونسارى ره (والصدوق ره بإسناده عن العسكري عليه السلام) ولكن لم نجده في كتب الصدوق.

 (3) الكافي: 1 / 414 ح 9 والبحار: 23 / 302 ح 61 والبرهان: 3 / 339 ح 2.

 (4) تفسير القمى: 535 وفيه بدل الآية هكذا " يا ايهاالذين آمنوا لا تؤذوا رسول الله ص " وعنه البحار: 13 / 12 ح 20 والبرهان: 3 / 339 ح 1، وما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 

[ 469 ]

وقوله تعالى: ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما (71) 39 - تأويله: رواه محمد بن العباس (ره)، عن أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن علي، [ عن علي ] (2) بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال " ومن يطع الله ورسوله - في ولاية علي والائمة من بعده (3) - فقد فاز فوزا عظيما " (4). [ وعلي بن إبراهيم، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي إبن اسباط، عن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله ] (5). وقوله تعالى: إنا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا (72) معنى تأويله: قوله تعالى: " إنا عرضنا الامانة " أي عارضنا وقابلنا، والامانة هنا الولاية. وقوله " على السموات والارض والجبال " فيه قولان: الاول: أن العرض على أهل السماوات والارض من الملائكة والجن والانس فحذف المضاف واقيم المضاف إليه مقامه. والقول الثاني: قول ابن عباس وهو أنه عرضت على نفس السماوات والارض والجبال، فامتنعت من حملها واشفقت منها، لان نفس الامانة قد حفظتها الملائكة والانبياء

___________________________

(1) في البحار: الهيثم.

 (2) أثبتناه بحسب طبقة الرواة لعدم وجود محمد بن علي بن أسباط في كتب الاحاديث و الرجال وفي نسخة " م " أبي حمزة وما أثبتناه هو الصحيح لعدم رواية أبي حمزة عن أبي بصير ورواية ابن أبي حمزة عن أبي بصير على ما في كتب الرجال والاحاديث.

 (3) في نسختي " ب، م " بعدى.

 (4) عنه البحار: 23 / 301 ح 56 والبرهان: 3 / 340 ح 2 ورواه السيارى في تفسيره ح 11.

 (5) تفسير القمى: 535 وعنه البحار: 23 / 303 ح 62 والبرهان: 3 / 340 ح 1، وعن الكافي: 1 / 414 ح 8، وما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 

[ 470 ]

والمؤمنون، وقاموا بها. وقوله " وأشفقن منها " أي أن هذه الامانة في جلالة موقعها وعظم شأنها لو قيست بالسماوات (1) والارض والجبال وعرضت بها لكانت الامانة ارجح قدرا وأثقل وزنا منها، ومع ذلك فقد حملها الانسان مع ضعفه. ومعنى حملها: أي خانها وضيعها، وكل من حمل الامانة فقد خانها وضيعها ومن لم يحملها فقد أداها، وليس المراد بحملها الاستقلال بها. وأنشد بعضهم في أن حمل الامانة بمعنى الخيانة فقال: إذا أنت لم تبرح تؤدى أمانة * وتحمل اخرى افدحتك الودائع اي تؤدي أمانة وتضيع اخرى (2). وقوله تعالى (وحملها الانسان - وهو الكافر والمنافق - إنه كان ظلوما - لنفسه جهولا) بالثواب والعقاب المعد له يوم المآب. 40 - وأما (3) تأويل أن الامانة هي الولاية: ما رواه محمد بن العباس (ره)، عن الحسين بن عامر، عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين (4)، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل (إنا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا). قال: يعني بها ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (5). 41 - ويؤيده ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره) بطريق آخر، عن محمد بن

___________________________

(1) في نسخة " م " السماوات.

 (2) مجمع البيان: 8 / 373.

 (3) في نسخة " ج " قال.

 (4) في نسختي " ب، م " مسكان.

 (5) عنه البحار: 36 / 150 ح 127 والبرهان: 3 / 342 ح 7، وفي البحار: 23 / 280 ح 22 عنه وعن بصائر الدرجات: 76 ح 2.

 

[ 471 ]

يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين (1)، عن إسحاق بن عمار، [ عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام ] (2) في قوله عزوجل (إنا عرضنا الامانة) إلى آخر الآية قال: هي الولاية لامير المؤمنين. (3) صلوات الله عليه وعلى ذريته الطيبين، باقية دائمة إلى يوم الدين.

___________________________

(1) في نسختي " ب، م " مسكان.

 (2) من الكافي.

 (3) الكافي: 1 / 413 ح 2 وعنه البحار: 23 / 280 ذح 22 والبرهان: 3 / 340 ح 1.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21394985

  • التاريخ : 16/04/2024 - 18:14

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net