00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الحج 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الثالث )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

 

سورة الحج

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام قال: من قرأ سورة الحج في كل ثلاثة أيام لم تخرج سنة حتى يخرج إلى بيت الله الحرام وان مات في سفره دخل الجنة قلت: فان كان مخالفا؟ قال: يخفف عنه بعض ما هو فيه.

2 - في مجمع البيان أبى بن كعب قال: قال النبى صلى الله عليه واله: من قرأ سورة الحج أعطى من الاجر كحجة حجها وعمرة اعتموها بعدد من حج واعتمر فيما مضى وفيما بقى.

3 - وفيه قال عمران بن الحصين وأبوسعيد الخدرى: نزلت الايتان من أول السورة ليلا في غزاة بنى المصطلق وهم حى من خزاعة، والناس يسيرون فنادى رسول الله صلى الله عليه واله فحثوا المطى حتى كانوا حول رسول الله صلى الله عليه واله فقرأها عليهم فلم ير أكثر باكيا من تلك الليلة، فلما أصبحوا لم يحطوا السرج عن الدواب ولم يضربوا الخيام والناس بين باك أو جالس حزين متفكر، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: أتدرون اى يوم ذاك؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: ذلك يوم يقول الله لادم: ابعث بعث النار من ولدك، فيقول آدم: من كم كم؟ فيقول عزوجل: من كل ألف تسعمأة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة، فكبر ذلك على المسلمين وبكوا فقالوا: فمن ينجو يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه واله: ابشروا فان معكم خليقتين: يأجوج ومأجوج ما كانتا في شئ الا كثرتاه، ما أنتم في الناس الا كشعرة بيضاء في الثور الاسود، او كرقم في ذراع البكر، او كشامة في جنب البعير، ثم قال: انى لارجو ان تكونوا ربع أهل الجنة فكبروا، ثم قال: انى لارجو ان تكونوا ثلث اهل الجنة ثم قال: انى لارجو ان تكونوا ثلثى أهل الجنة فان اهل الجنة مأة وعشرون صفا ثمانون منها امتى ثم قال: ويدخل من امتى سبعون ألفا الجنة بغير حساب، وفى بعض الروايات ان عمر بن

[470]

الخطاب قال: يا رسول الله سبعون ألفا؟ قال: نعم ومع كل واحد سبعون الفا، فقام عكاشة بن محصن فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلنى منهم، فقال: اللهم اجعله منهم، فقام رجل من الانصار فقال: ادع الله ان يجعلنى منهم، فقال صلى الله عليه واله سبقك بها عكاشة، قال ابن عباس: كان الانصارى منافقا فلذلك لم يدع له.

4 - في تفسير على بن ابراهيم يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم قال: مخاطبة للناس عامة وقوله: وتضع كل ذات حمل حملها قال: كل امرأة تموت حاملة عند زلزلة الساعة تضع حملها يوم القيامة.

5 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل و فيه معاشر الناس، التقوى التقوى احذروا الساعة كما قال الله عزوجل " ان زلزلة الساعة شئ عظيم ".

6 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبدالله بن سلام مولى رسول الله عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه يقول صلى الله عليه واله: فيأمر الله عزوجل نارا يقال لها الفلق أشد شئ في جهنم عذابا، فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلاسل والاغلال، فيأمر الله عزوجل أن تنفخ في وجوه الخلائق نفخة، فمن شدة نفختها تنقطع السماء وتنطمس النجوم و تخمد البحار، وتزول الجبال وتظلم الابصار، وتضع الحوامل حملها، ويشيب الولدان من هولها يوم القيامة.

7 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: وترى الناس سكارى قال: يعنى ذاهبة عقولهم من الحزن والفزع متحيرين.

8 - في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده إلى سليم بن قيس الهلالى عن امير المؤمنين صلوات الله عليه قال: انى لاعرف آيتين من كتاب الله المنزل تكتبان للمرأة اذا عسر عليها، تكتبان في ورق ظبى وتعلقه عليها في حقويها(1): بسم الله وبالله ان مع العسر يسرا سبع مرات " يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم

___________________________________

(1) الحقو: الخصر.

[471]

يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد " مرة واحدة.

9 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ان يخاصم ويتبع كل شيطان مريد قال: المريد الخبيث، ثم خاطب الله عزوجل الدهرية واحتج عليهم فقال: يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث اى في شك فانا خلقناكم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة قال: المخلقة اذا صارت تاما، وغير مخلقة قال: السقط.

10 - وقال في رواية أبى الجارود عن ابيجعفر عليه السلام لنبين لكم انكم كنتم كذلك في الارحام ونقر في الارحام ما نشاء فلا يخرج سقطا.

11 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان عن سلام بن المستنير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: " مخلقة وغير مخلقة " قال: المخلقة هم الذر الذين خلقهم الله في صلب آدم صلى الله عليه، أخذ عليهم الميثاق ثم أجراهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء، وهم الذين يخرجون إلى الدنيا حتى يسألوا عن الميثاق، واما قوله: " وغير مخلقة " فهم كل نسمة لم يخلقهم الله عزوجل في صلب آدم حين خلق الذر، وأخذ عليهم الميثاق وهم النطف من العزل والسقط قبل أن ينفخ فيه الروح ولحيوة والبقاء.

12 - في قرب الاسناد للحميرى أحمد بن محمد عن أحمد بن أبى نصر عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته ان يدعوا الله عزوجل لامرأة من أهلنا لها حمل، فقال: قال أبوجعفر عليه السلام: الدعا ما لم تمض أربعة أشهر فقلت له: انما لها أقل من هذا فدعا لها ثم قال: ان النطفة تكون في الرحم ثلاثين يوما، ويكون علقة ثلاثين يوما، ويكون مضغة ثلاثين يوما، ويكون مخلقة وغير مخلقة ثلاثين يوما، فاذا تمت الاربعة الاشهر بعث الله تبارك وتعالى اليها ملكين خلاقين يصورانه ويكتبان رزقه وأجله وشقيا أو سعيدا.

[472]

13 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن أحمد عن العباس عن ابن أبى نجران عن محمد بن أبى القاسم عن على بن المغيرة عن ابى عبدالله عن أبيه صلوات الله عليهما قال: اذا بلغ العبد مأة سنة فذلك أرذل العمر.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد ذكرنا طرفا من الاخبار في النحل عند قوله عزوجل: " أرذل العمر " فمن أراد الوقوف عليها فليطلبها ثمة.

14 - في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى صفوان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لجبرئيل: يا جبرئيل أرنى كيف يبعث الله تبارك وتعالى العباد يوم القيامة، قال: نعم فخرج إلى مقبرة بنى ساعدة فاتى قبرا فقال له: اخرج باذن الله فخرج رجل ينفض رأسه من التراب وهو يقول: والهفاه، واللهف هو الثبور ثم قال: ادخل فدخل، ثم قصد به إلى قبر آخر فقال: اخرج باذن الله، فخرج شاب ينفض رأسه من التراب وهو يقول: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله، وأشهد ان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور ثم قال: هكذا يبعثون يوم القيامة يا محمد.

15 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اذا أراد الله ان يبعث الخلق امطر السماء على الارض أربعين صباحا فاجتمعت الاوصال ونبتت اللحوم.

وفى أمالى الصدوق رحمه الله مثله سواء.

16 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ومن خاصم الخلق في غير ما يؤمر فقد نازع الخالقية والربوبية، قال الله تعالى: ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير وليس أحد أشد عقابا ممن لبس قميص النسك بالدعوى بلا حقيقة ولا معنى.

17 - في تفسير على بن ابراهيم " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير " قال: نزلت هذه الاية في أبى جهل ثانى عطفه قال:

[473]

تولى عن الحق ليضل عن سبيل الله قال: عن طريق الله عزوجل بالايمان.

18 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن بكير عن ضريس عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: ومن الناس من يعبد الله على حرف قال: ان الاية تنزل في الرجل، ثم يكون في أتباعه، ثم قلت: كل من نصب دونكم شيئا فهو ممن عبدالله على حرف؟ فقال: نعم وقد يكون محصنا.

19 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عمر بن اذينة عن الفضيل وزرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: " ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة " قال زرارة: سألت عنها أبا جعفر عليه السلام فقال هؤلاء قوم عبدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله وشكوا في محمد وما جاء به، فتكلموا بالاسلام وشهدوا أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، وأقروا بالقرآن وهم في ذلك شاكون في محمد وما جاء به، وليسوا شكاكا في الله قال الله عزوجل: " ومن الناس من يعبد الله على حرف " يعنى على شك في محمد وما جاء به فان أصابه خير يعنى عافية في نفسه وماله وولده اطمأن به ورضى به وان اصابته فتنة بلاء في جسده او ماله تطير وكره المقام على الاقرار بالنبى، فرجع إلى الوقف والشك فنصب العداوة لله ولرسوله والجحود بالنبى وما جاء به.

20 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: " ومن الناس من يعبد الله على حرف " قال: هم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله، فخرجوا من الشرك ولم يعرفوا ان محمدا صلى الله عليه واله رسول الله، فهم يعبدون الله على شك في محمد وما جاء به، فأتوا رسول الله صلى الله عليه واله وقالوا: ننظر فان كثرت أموالنا وعوفينا في أنفسنا وأولادنا علمنا انه صادق وانه رسول الله، وان كان غير ذلك نظرنا، قال الله عزوجل: " فان اصابه خير اطمأن به " يعنى عافية في الدنيا " وان اصابته فتنة "

[474]

يعنى بلاء في نفسه " انقلب على وجهه " انقلب على شكه إلى الشرك خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه قال ينقلب مشركا يدعو غير الله ويعبد غيره، فمنهم من يعرف فيدخل الايمان قلبه فيؤمن ويصدق ويزول عن منزلته من الشك إلى الايمان، ومنهم من يثبت على شكه ومنهم من ينقلب إلى الشرك.

على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة مثله.

21 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فان في الناس من خسر الدنيا والاخرة بترك الدنيا للدنيا، ويرى ان لذة الرياسة الباطلة أفضل من لذة الاموال والنعم المباحة المحللة فيترك ذلك أجمع طلبا للرياسة الباطلة.

22 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: واما السائر في مفاوز الاعتداء، والخائض في مراتع الغى وترك الحيا باستحباب السمعة والريا والشهوة والتصنع إلى الخلق المتزيى بزى الصالحين، المظهر بكلامه عمارة باطنه وهو في الحقيقة خال عنها، قد غمرتها وحشة حب المحمدة وغشيتها ظلمة الطمع فما افتنه بهواه، وأضل الناس بمقالته، قال الله عزوجل: لبئس المولى ولبئس العشير.

23 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: من كان يظن ان لن ينصره الله في الدنيا والاخرة فان الظن في كتاب الله عزوجل على وجهين: ظن يقين علم وظن شك فهذا ظن شك قال: من شك ان الله عزوجل لن يثيبه في الدنيا ولا في الاخرة فليمدد بسبب إلى السماء اى يجعل بينه وبين الله دليلا، والدليل على ان السبب وهو الدليل قول الله عزوجل في سورة الكهف: " وآتيناه من كل شئ سببا فأتبع سببا " اى دليلا وقال: ثم ليقطع اى تميز والدليل على ان القطع هو التميز قوله تعالى: " وقطعناهم اثنتى عشرة امما اسباطا " اى ميزناهم فقوله عزوجل: " ثم ليقطع " اى يميز فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ اى حيلته والدليل على ان الكيد هو الحيلة قوله

[475]

تعالى: " وكذلك كدنا ليوسف " اى احتلنا له حتى حبس أخاه وقوله تعالى يحكى قول فرعون: " اجمعوا كيدكم " اى حيلتكم قال: فاذا وضع لنفسه سببا ومميزا دله على الحق، واما العامة فانهم رووا في ذلك انه من لم يصدق بما قال الله عزوجل فليلق حبلا إلى سقف البيت فليختنق.

قال عز من قائل: ان الذين آمنوا إلى قوله: والمجوس.

24 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قال عليه السلام: سلونى قبل أن تفقدونى، فقام اليه الاشعث بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل اليهم كتاب ولم يبعث اليهم نبى؟ قال: بلى يا أشعث قد أنزل الله اليهم كتابا وبعث اليهم رسولا حتى كان لهم ملك سكر ذات ليلة، فدعا بابنته إلى فراشه فارتكبها، فلما أصبح تسامع به قومه فاجتعموا إلى بابه فقالوا: ايها الملك دنست علينا ديننا واهلكته فاخرج نطهرك ونقيم عليك الحد، فقال لهم: اجتمعوا واسمعوا قولى فان يكن لى مخرج مما ارتكبت والا فشأنكم، فاجتمعوا فقال لهم: هل علمتم ان الله لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم وامنا حوا؟ قالوا: صدقت أيها الملك قال: أو ليس قد زوج بنيه بناته وبناته من بنيه؟ قالوا: صدقت هذا هو الدين، فتعاقدوا على ذلك فمحا الله ما في صدورهم من العلم، ورفع عنهم الكتاب فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب والمنافقون أشد حالا منهم قال الاشعث: والله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لاعدت إلى مثلها أبدا.

25 - في روضة الكافى على بن ابراهيم وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبى الصباح الكنانى عن الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان للشمس ثلثمأة وستين برجا كل برج منها مثل جزيرة من جزائر العرب، وتنزل كل يوم على برج منها، فاذا غابت انتهت إلى حد بطنان العرش، فلم تزل ساجدة إلى الغد ثم ترد إلى موضع مطلعها، ومعها ملكان معها ! وان وجهها لاهل السماء وقفاها لاهل الارض، ولو كان وجهها لاهل الارض لاحترقت الارض ومن

[476]

عليها من شدة حرها، ومعنى سجودها ما قال سبحانه وتعالى: الم تر ان الله يسجد له من في السموات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال و كثير من الناس.

26 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبدالله بن ميمون القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: قيل لعلى عليه السلام: ان رجلا يتكلم في المشية، فقال: ادعه لى، قال: فدعاه له فقال له: يا عبدالله خلقك الله لما شاء او لما شئت؟ قال: لما شاء قال: فيمرضك اذا شاء او اذا شئت قال: اذا شاء.

قال: فيشفيك اذا شاء او اذا شئت قال: اذا شاء قال: فيدخلك حيث يشاء أو حيث شئت؟ قال: حيث يشاء قال: فقال له على عليه السلام: لو قلت غير هذا لضربت الذى فيه عيناك.

27 - وباسناده إلى سليمان بن جعفر الجعفرى قال: قال الرضا عليه السلام: المشية من صفات الافعال، فمن زعم ان الله لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: استقصاء الكلام في تحقيق المشية والارادة يحتاج إلى بسط وبيان، والشافى في ذلك الكافى.

28 - في كتاب الخصال عن النضر بن مالك قال: قلت للحسين بن على عليهما - السلام: يابا عبدالله حدثنى عن قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم فقال: نحن وبنو امية اختصمنا في الله تعالى قلنا صدق الله وقالوا كذب، فنحن الخصمان يوم القيامة.

29 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن احمد بن محمد البرقى عن ابيه عن محمد بن الفضيل عن ابن ابيحمزة عن ابيجعفر عليه السلام في قوله تعالى: " هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا بولاية على عليه السلام قطعت لهم ثياب من نار ".

30 - في مجمع البيان قيل: نزلت الاية " هذان خصمان اختصموا " في ستة نفر من المؤمنين والكفار تبادروا يوم بدر، وهم حمزة بن عبدالمطلب قتل عتبة بن ربيعة، وعلى بن أبيطالب قتل الوليد بن عتبة وعبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب قتل شيبة بن ربيعة عن ابى ذر الغفارى وعطاء وكان أبوذر يقسم بالله تعالى انها نزلت فيهم، ورواه البخارى في الصحيح.

[477]

31 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: " هذان خصمان اختصموا في ربهم " قال: نحن وبنو امية، نحن قلنا، صدق الله ورسوله، وقالت بنو امية: كذب الله ورسوله فالذين كفروا يعنى بنى امية قطعت لهم ثياب من النار إلى قوله تعالى حديد و قال: تشويه النار فتسترخى شفته حتى تبلغ سرته، وتتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه ولهم مقامع من حديد قال: الاعمدة التى يضربون بها.

32 - وقوله عزوجل: كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها ضربا بتلك الاعمدة وذوقوا عذاب الحريق فانه حدثنى ابى عن محمد بن ابى عمير عن أبى بصير عن ابيعبد الله عليه السلام قال: قلت له: يا ابن رسول الله خوفنى فان قلبى قد قسى، فقال " يابا محمد استعد للحيوة الطويلة فان جبرئيل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه واله وهو قاطب(1) وقد كان قبل ذلك يجئ مبتسما، فقال رسول الله: يا جبرئيل جئتنى اليوم قاطبا فقال: يا محمد قد وضعت منافخ النار، فقال: وما منافخ النار يا جبرئيل؟ فقال: يا محمد ان الله عزوجل أمر بالنار فنفخ عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم نفخ عليها ألف عام حتى احمرت، ثم نفنخ عليها ألف عام احتى اسودت، فهى سوداء مظلمة لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها، ولو ان حلقة واحدة من السلسلة التى طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها، ولو ان سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء والارض لمات اهل الارض من ريحه و وهجه(2) قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه واله وبكى جبرئيل فبعث الله اليهما ملكا فقال لهما: ان ربكما يقرئكما السلام ويقول: قد امنتكما ان تذنبا ذنبا أعذبكما عليه، فقال أبو عبدالله عليه السلام: فما رأى رسول الله صلى الله عليه واله متبسما بعد ذلك ثم قال: ان اهل النار يعظمون النار، وان اهل الجنة يعظمون الجنة والنعيم، وان جهنم اذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما، فاذا بلغوا اعلاها قمعوا بمقامع الحديد، واعيدوا في دركها، هذه حالهم وهو قول الله عزوجل: " كلما ارادوا أن يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها وذوقوا

___________________________________

(1) تطب: زوى ما بين عينيه وعبس.

(2) الوهج - متحركة -: حر النار.

[478]

عذاب الحريق " ثم تبدل جلودهم غير الجلود التى كانت عليهم فقال أبوعبدالله عليه السلام: حسبك يابا محمد؟ قلت: حسبى حسبى.

33 - في مجمع البيان وقد روى ان الله تعالى يجوعهم حتى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع، فيصرخون إلى مالك فيحملهم إلى تلك الشجرة وفيهم أبوجهل فيأكلون منها فتغلى بطونهم كغلى الحميم، فيسقون شربة من الماء الحار الذى بلغ نهايته في الحرارة، فاذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم، فذلك قوله، " يشوى الوجوه " فاذا وصل إلى بطونهم صهر ما في بطونهم كما قال سبحانه " يصهر به ما في بطونهم والجلود " وقال رسول الله صلى الله عليه واله: من شرب الخمر لم يقبل له صلوة أربعين يوما، فان مات وفى بطنه شئ من ذلك كان حقا على الله عزوجل أن يسقيه من طينه خبال وهو صديد أهل النار، و ما يخرج من فروج الزناة، فتجتمع ذلك في قدور جنهم فيشربه اهل النار، فيصهر به ما في بطونهم والجلود، رواه شبيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصادق عن آبائه عليهم السلام عن النبى صلى الله عليه واله.

34 - وروى ابوسعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: " ولهم مقامع من حديد " لو وضع مقمع(1) من حديد في الارض ثم اجتمع عليه الثقلان ما اقلوه في الارض.

35 - وعن العلا بن سيابة عن أبيعبد الله عليه السلام قلت له: ان الناس يتعجبون منا اذا قلنا: يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة، فيقولون لنا فيكونون مع أولياء الله في الجنة فقال: يا علا ان الله يقول: " ومن دونهما جنتان " لا والله ما يكونون مع أولياء الله، قلت: كانوا كافرين؟ قال: لا والله لو كانوا كافرين ما دخلوا الجنة، قلت: كانوا مؤمنين؟ قال: لا والله لو كانوا مؤمنين ما دخلوا النار، ولكن بين ذلك، وتأويل هذا لو صح الخبر: انهم لم يكونوا من أفاضل المؤمنين وخيارهم " انتهى ".

36 - في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر سبحانه ما أعده للمؤمنين فقال جل ذكره:

___________________________________

(1) المقمع: العمود من حديد.

[479]

ان الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى قوله تعالى ولباسهم فيها حرير حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: جعلت فداك شوقنى فقال: يابا محمد ان من أدنى نعيم الجنة أن يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدنيا، وأن ادنى أهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن والانس لوسعهم طعاما وشرابا، ولا ينقص مما عنده شيئا، وان ايسر اهل الجنة منزلة من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق، فاذا دخل ادناهن راى فيها من الازواج والخدم والانهار والثمار ما شاء الله مما يملاء عينه قرة وقلبه مسرة، فاذا شكر الله و حمده قيل له: ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية ففيها ما ليس في الاولى، فيقول: يا رب اعطنى هذه، فيقول الله تعالى: ان اعطيتكها سألتنى غيرها، فيقول: رب هذه هذه فاذا هو دخلها شكر الله وحمده، قال: فيقال: افتحوا له بابا إلى الجنة ويقال له: ارفع رأسك فاذا فتح له باب من الخلد ويرى أضعاف ما كان فيما قبل فيقول عند مضاعف مسراته: رب لك الحمد الذى لا يحصى اذ مننت على بالجنان، وأنجيتنى من النيران، قال أبوبصير: فبكيت وقلت له: جعلت فداك زدنى قال: يابا محمد ان في الجنة نهرا في حافتيه جوار نابتات، اذا مر المؤمن بجارية اعجبته قلعها وأنبت الله عزوجل مكانها اخرى، قلت: جعلت فداك زدنى قال: يابا محمد المؤمن يزوج ثمانمأة عذراء، واربعة آلاف ثيب، وزوجتين من الحور العين، قلت: جعلت فداك ثمانمأة عذارء؟ قال: نعم ما يفترش منهن شيئا الا وجدها كذلك قلت: جعلت فداك من اى شئ خلقن الحور العين؟ قال: من تربة الجنة النورانية ويرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة كبدها مراته وكبده مراتها، قلت: جعلت فداك ألهن كلام يتكلمن به في الجنة قال: نعم كلام لم يسمع الخلايق اعذب منه، قلت: ما هو؟ قال يقلن بأصوات رحيمة: نحن الخالدات فلا نموت، ونحن الناعمات فلا نبوس، ونحن المقيمات فلا نظعن، و نحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن خلق لنا، وطوبى لمن خلقنا له، ونحن اللواتى لو أن قرن أحد بنا، علق في جو السماء لاغشى نوره الابصار، فهاتان الايتان وتفسيرهما رد على من انكر خلق الجنة والنار.

[480]

قوله عزوجل: " وهدوا إلى الطيب من القول ": التوحيد والاخلاص " وهدوا إلى صراط الحميد " قال: الولاية.

37 - في محاسن البرقى عنه عن أبيه عمن ذكره عن حنان ابى على عن ضريس الكناسى قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله: وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد فقال: هو والله هذا الامر الذى أنتم عليه.

38 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة عن على بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن أبيعبد الله (ع) في قوله: " وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد " قال: ذاك حمزة وجعفر وعبيدة و سلمان وأبوذر والمقداد بن الاسود وعمار، هدوا إلى امير المؤمنين عليه السلام.

39 - في مجمع البيان وروى عن النبى صلى الله عليه واله انه قال: ما احد أحب اليه الحمد من الله عز ذكره.

40 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ان الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذى جعلناه سواء العاكف فيه والباد قال: نزلت في قريش حين صدوا رسول الله صلى الله عليه واله عن مكة وقوله: " سواء العاكف فيه والباد " قال: أهل مكة ومن جاء من البلدان، فهم سواء لا يمنع من النزول ودخول الحرم.

41 - في نهج البلاغة من كتبه إلى قثم بن العباس رحمهما الله وهو عامله على مكة وأمر أهل مكة ان لا يأخذوا من ساكن أجرا، فان الله سبحانه يقول: " سواء العاكف فيه والباد " والعاكف المقيم به، والبادى الذى يحج اليه من غير أهله.

42 - في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى أبى جعفر عن أبيه عن على عليهم - السلام كره اجارة بيوت مكة، وقرء " سواء العاكف فيه والباد ".

43 - في تهذيب الاحكام موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن حسين بن أبى العلا قال: ذكر أبوعبدالله عليه السلام هذه الاية " سواء العاكف فيه والباد " فقال: كانت مكة ليس على شئ منها باب، وكان اول من علق على بابه المصراعين معاوية بن

[481]

أبى سفيان، وليس ينبغى لاحد أن يمنع الحاج شيئا من الدور ومنازلها.

44 - في كتاب علل الشرايع حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن أحمد وعبدالله بنى محمد بن عيسى عن محمد بن أبيعمير عن حماد بن عثمان الناب عن عبدالله بن على الحلبى عن أبيعبد الله عليه السلام قال: سالته عن قول الله عزوجل: " سواء العاكف فيه والباد " فقال: لم يكن ينبغى أن يصنع على دور مكة أبواب، لان للحاج أن ينزلوا معهم في دورهم في ساحة الدار حتى يقضوا مناسكهم، وان اول من جعل لدور مكة أبوابا معاوية.

45 - في الكافى عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن الحسين بن ابى العلا قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: ان معاوية اول من علق على بابه مصراعين بمكة، فمنع حاج بيت الله ما قال الله عزوجل: " سواء العاكف فيه والباد " وكان الناس اذا قدموا مكة نزل البادى على الحاضر حتى يقضى حجه، وكان معاوية صاحب السلسلة التى قال الله عزوجل: " في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه انه كان لا يؤمن بالله العظيم " وكان فرعون هذه الامة.

46 - في تهذيب الاحكام موسى بن القاسم عن ابن أبى عمير إلى ان قال: وعنه عن عبدالرحمن عن حماد عن حريز قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الطواف يعنى لاهل مكة ممن جاور بها أفضل أو الصلوة؟ فقال: الطواف للمجاورين أفضل، والصلوة لاهل مكة والقاطنين بها أفضل من الطواف.

47 - وعنه عن عبدالرحمن عن ابن أبى عمير عن حفص بن البخترى وحماد وهشام عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اذا قام الرجل بمكة سنة فالطواف أفضل، واذا قام سنتين خلط من هذا وهذا، فاذا أقام ثلاث سنين فالصلوة أفضل.

48 - موسى بن القاسم حدثنا عبدالرحمن عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبيجعفر عليه السلام قال: من أقام بمكة سنتين فهو من أهل مكة لا متعة له، فقلت لابى جعفر عليه السلام: أرأيت ان كان له أهل بالعراق وأهل بمكة؟ قال: فلينظر أيهما

[482]

العالب عليه فهو من اهله.

49 - وعنه عن محمد بن عذافر عن عمر بن يزيد قال قال ابوعبدالله عليه السلام: المجاور بمكة يتمتع بالعمرة إلى الحج إلى سنتين فاذاجاوز سنتين كان قاطنا وليس له ان يتمتع.

50 - وعنه عن ابن ابيعمير عن حماد عن الحلبى قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام: لاهل مكة ان يتمتعوا؟ فقال: لا، ليس لاهل مكة أن يتمتعوا، قال: قلت: فالقاطنون بها؟ قال: اذا اقاموا سنة او سنتين صنعوا كما يصنع اهل مكة، فاذا اقاموا شهرا فان لهم ان يتمتعوا، قلت: من اين؟ قال: يخرجون من الحرم، قلت: من اين يهلون بالحج؟ قال: من مكة نحوا مما يقول الناس.

51 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم قال: نزلت فيمن يلحد في امير المؤمنين عليه السلام ويظلمه.

52 - في كتاب علل الشرايع ابى رحمه الله قال: حدثنا احمد بن ادريس قال: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن ابى الصباح الكنانى قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم " كل ظلم يظلم به الرجل نفسه بمكة من سرقة او ظلم احد او شئ من الظلم فانى اراه الحادا، ولذلك كان ينهى ان يسكن الحرم.

53 - حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن ابن أبى عمير عن حماد بن عثمان ومعاوية بن حفص عن منصور جميعا عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كان أبوعبدالله في المسجد الحرام فقيل له: ان سبعا من سباع الطير على الكعبة لا يمر به شئ من حمام الحرم الا ضربه؟ فقال: انصبوا له واقتلوه فانه قد الحد في الحرم.

54 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة وعلى بن عبدالله عن على بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن أبى عبدالله عليه السلام " ومن

[483]

يرد فيه بالحاد بظلم " قال: نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم وجحودهم بما نزل في أمير المؤمنين عليه السلام، فالحدوا في البيت بظلمهم الرسول ووليه فبعدا للقوم الظالمين.

55 - في الكافى ابن ابى عمير عن معاوية قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " ومن يرد فيه بالحاد بظلم " كل ظلم إلحاد، وضرب الخادم في غير ذنب من ذلك الالحاد.

56 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " و من يرد فيه بالحاد بظلم " قال: كل ظلم الحاد وضرب الخادم في غير ذنب.

57 - في روضة الكافى ابن محبوب عن أبى ولاد وغيره من أصحابنا عن ابى - عبدالله عليه السلام في قول الله عز ذكره: " ومن يرد فيه بالحاد بظلم " فقال: من عبد فيه غير الله عزوجل، او تولى فيه غير اولياء الله فهو ملحد بظلم، وعلى الله تبارك وتعالى ان يذيقه من عذاب اليم.

58 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابان عن حكيم قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن ادنى الالحاد؟ فقال: ان الكبر أدناه.

59 - في تهذيب الاحكام روى موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبيعبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا ثم قال: وعنه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى قال سئلت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم " قال: كل الظلم فيه الحاد حتى لو ضربت خادمك ظلما خشيت أن يكون الحادا.

60 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله عزوجل: " ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم " فقال: كل ظلم يظلم الرجل

[484]

نفسه بمكة من سرقة أو ظلم أحد أو شئ، من الظلم فانى أراه الحادا، ولذلك كان يتقى ان يسكن الحرم.

61 - على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار قال: حدثنى اسماعيل بن جابر قال: كنت فيما بين مكة والمدينة انا وصاحب لى فتذاكرنا الانصار فقال أحدنا: هم نزاع من قبائل، وقال أحدنا: هم من أهل اليمن قال: فانتهينا إلى أبى عبدالله عليه السلام وهو جالس في ظل شجرة، فابتدأ الحديث ولم نسأله فقال: ان تبعا لما أن جاء من قبل العراق وجاء معه العلماء وابناء الانبياء، فلما انتهى إلى هذا الوادى لهذيل أتاه ناس من بعض القبائل فقالوا: انك تأتى أهل بلدة قد لعبوا بالناس زمانا طويلا حتى اتخذوا بلادهم حرما، ونبيهم ربا او ربة، فقال: ان كان كما يقولون قتلت مقاتليهم وسبيت ذريتهم، وهدمت بنيتهم، قال: فسالت عيناه حتى وقعتا على خديه قال: فدعا العلماء وابنا الانبياء فقال: انظرونى اخبرونى لما أصابنى هذا؟ قال: فأبوا ان يخبروه حتى عزم عليهم قالوا: حدثنا بأى شئ حدثت نفسك؟ قال: حدثت نفسى أن أقتل مقاتليهم وأسبى ذريتهم وأهدم بنيتهم، فقالوا: انا لا ندرى الذى أصابك الا لذلك، قال: ولم هذا؟ قالوا: لان البلد حرم الله والبيت بيت الله وسكانه ذرية ابراهيم خليل الرحمن، فقال: صدقتم فما مخرجى مما وقعت فيه؟ قالوا: تحدث نفسك بغير ذلك فعسى الله أن يرد عليك قال: فحدث نفسه بخير فرجعت حدقتاه حتى ثبتتا مكانهما، قال: فدعا بالقوم الذين أشاروا عليه بهدمها فقتلهم، ثم أتى البيت وكساه وأطعم الطعام ثلاثين يوما كل يوم مأة جزور(1) حتى حملت الجفان إلى السباع في رؤس الجبال، ونثرت الاعلاف في الاودية للوحش، ثم انصرف من مكة إلى المدينة فانزل بها قوما من أهل اليمن من غسان وهم الانصار، وفى رواية اخرى كساه النطاع وطيبه.

62 - حميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن محمد

___________________________________

(1) الجزور: الناقة التى تنحر.

[485]

الحلبى عن أبيعبد الله عليه السلام قال: ان الله تعالى يقول في كتابه: وطهر بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود فينبغى للعبد أن لا يدخل مكة الا وهو طاهر، وقد غسل عرقه والاذى وتطهر.

63 - على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبيعبد الله عليه السلام قال: ان لله تبارك وتعالى حول الكعبة عشرين ومأة رحمة، منها ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، و عشرون للناظرين.

64 - في تهذيب الاحكام روى الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن عمران الحلبى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام أتغتسل النساء اذا أتين البيت؟ قال: نعم ان الله تعالى يقول: " وطهر بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود " وينبغى للعبد ان لا يدخل الا وهو طاهر، قد غسل عنه العرق والاذى وتطهر.

65 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عما يروون ان الله عزوجل خلق آدم على صورته فقال: هى صورة محدثة مخلوقة، اصطفاها الله واختارها على ساير الصور المختلفة، فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه، والروح إلى نفسه، فقال: " بيتى " وقال: " ونفخت فيه من روحى ".

66 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه والحسين بن محمد عن عبدالله بن عامر ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن ابان بن عثمان عن عقبة بن بشير عن احدهما عليهما السلام قال: ان الله تعالى امر ابراهيم ببناء الكعبة وان يرفع قواعدها ويرى الناس مناسكهم، فبنى ابراهيم واسمعيل البيت كل يوم ساقا حتى انتهى إلى موضع الحجر الاسود، قال ابوجعفر عليه السلام: فنادى ابوقبيس ابراهيم ان لك عندى وديعة فأعطاه الحجر فوضعه موضعه، ثم ان ابراهيم عليه السلام اذن في الناس بالحج، فقال: ايها الناس انى ابراهيم خليل الله، ان الله أمركم ان تحجوا هذا البيت فحجوه، فأجابه من يحج إلى يوم القيامة، فكان أول من أجابه من أهل اليمن.

[486]

67 - في كتاب علل الشرايع ابى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا أحمد وعلى ابنا الحسن بن على بن فضال عن عمرو بن سعيد المدائنى عن موسى بن قيس بن أخى عمار بن موسى الساباطى عن مصدق عن عمار بن موسى عن ابيعبد الله عليه السلام قال: لما أوحى الله عزوجل إلى ابراهيم ان اذن في الناس بالحج أخذ الحجر الذى فيه أثر قدميه وهو المقام، فوضعه بحذاء البيت، لاصقا بالبيت بحيال الموضع الذى هو فيه اليوم ثم قام عليه فنادى بأعلى صوته بما امره الله عزوجل به، فلما تكلم بالكلام لم يحتمله الحجر فغرقت رجلاه فيه، فقلع ابراهيم عليه السلام رجله من الحجر قلعا، فلما كثر الناس وصاروا إلى الشر والبلاء ان ازدحموا عليه فرأوا ان يضعوه في هذا الموضع الذى هو فيه ليخلوا الطواف لمن يطوف بالبيت، فلما بعث الله عزوجل محمدا صلى الله عليه واله رده إلى الموضع الذى وضعه فيه ابراهيم عليه السلام فما زال فيه حتى قبض رسول الله صلى الله عليه واله وفى زمن أبى بكر وأول ولاية عمر، ثم قال عمر: قد ازدحم الناس على هذا المقام فأيكم يعرف موضعه في الجاهلية؟ فقال رجل: انا أخذت قدره بقدر، قال: والقدر عندك؟ قال: نعم قال: فأت به فجاء به فامر بالمقام فحمل ورد إلى الموضع الذى هو فيه الساعة.

68 - وباسناده إلى الحلبى عن ابيعبد الله عليه السلام قال: سألته لم جعلت التلبية؟ فقال: ان الله عزوجل اوحى إلى ابراهيم عليه السلام: واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا فنادى فاجيب من كل فج عميق.

69 - ابى رضى الله عنه قال حدثنا سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال عن عبدالله بن سنان عن أبيعبد الله عليه السلام قال: لما أمر الله عزوجل ابراهيم واسماعيل ببناء البيت وتم بناؤه وامره ان يصعد ركنا ثم ينادى في الناس: الا هلم الحج، الا هلم الحج فلوا نادى هلموا إلى الحج لم يحج الا من كان يومئذ أنسيا مخلوقا، ولكن نادى هلم الحج فلبى الناس في أصلاب الرجال: لبيك داعى الله، لبيك داعى الله، فمن لبى عشرا حج عشرا ومن لبى خمسا حج خمسا، ومن لبى اكثر فبعدد ذلك ومن لبى واحدة حج واحدة، ومن لم يلب لم يحج.

[487]

70 - وباسناده إلى غالب بن عثمان عن رجل من أصحابنا عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله جل جلاله لما أمر ابراهيم عليه السلام ينادى في الناس بالحج، قام على المقام فارتفع به حتى صار بازاء أبى قبيس، فنادى في الناس في الحج، فاسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى ان تقوم الساعة.

71 - في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما امر ابراهيم واسمعيل ببناء البيت وتم بناؤه.

قعد ابراهيم على ركن ثم نادى: هلم الحج، فلو نادى: هلموا، وذكر مثل ما نقلنا عن كتاب العلل.

72 - على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج، ثم أنزل الله تعالى عليه: واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق فأمر المؤذنين ان يؤذنوا بأعلى أصواتهم بان رسول الله صلى الله عليه واله يحج في عامه هذا، فعلم به من حضر في المدينة وأهل العوالى(1) والاعراب، واجتمعوا لحج رسول الله صلى الله عليه واله وانما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون ويتبعونه، أو يصنع شيئا فيصنعونه، فخرج رسول الله صلى الله عليه واله في أربع بقين من ذى قعدة، فلما انتهى إلى ذى الحليفة زالت الشمس فاغتسل ثم خرج حتى اتى المسجد الذى عند الشجرة، فصلى فيه الظهر، وعزم بالحج مفردا، وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الاول، فصف الناس سماطين(2) فلبى بالحج مفردا، وساق الهدى ستا وستين أو اربعا وستين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

73 - في عوالى اللئالى وروى عنه صلى الله عليه واله انه قال: انما الحاج الشعث(3) الغبر

___________________________________

(1) العوالى: قرى بظاهر المدينة

(2) اى صفين.

(3) الشعث - ككتف -: المنتف الشعر.

الحاف الذى لم يدهن المغبر الرأس.

[488]

يقول الله لملائكته: انظروا إلى زوار بيتى قد جاؤنى شعثاء غبراء من كل فج عميق.

74 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: " واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " يقول: الابل المهزولة، وقرأ: " يأتون من كل فج عميق " قال: ولما فرع ابراهيم من بناء البيت امره الله ان يؤذن في الناس بالحج، فقال: يا رب ما يبلغ صوتى فقال الله اذن، عليك الاذان وعلى البلاغ، و ارتفع على المقام وهو يومئذ ملصق بالبيت، فارتفع به المقام حتى كان اطول من الجبال، فنادى وادخل اصبعه في اذنه واقبل بوجهه شرقا وغربا يقول: ايها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فأجيبوا ربكم، فأجوبوه من تحت البحور السبع ومن بين المشرق والمغرب، إلى منقطع التراب من اطراف الارض كلها ومن اصلاب الرجال، ومن ارحام النساء بالتلبية: لبيك اللهم لبيك، اولا ترونهم يأتون يلبون؟ فمن حج من يومئذ إلى يوم القيامة فهم ممن استجاب الله وذلك قوله: " فيه آيات بينات مقام ابراهيم " يعنى نداء ابراهيم على المقام.

75 - في مجمع البيان وفى الشواذ قرائة ابن عباس رجالا بالتشديد والضم، وهو المروى عن أبى عبدالله عليه السلام.

76 - وروى عن أبى عبدالله عليه السلام انه قرأ: تأتون.

77 - في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن الفضيل عن الربيع بن خثيم قال: شهدت أبا عبدالله عليه السلام وهو يطاف به حول الكعبة في محمل وهو شديد المرض، فكان كلما بلغ الركن اليمانى امرهم فوضعوه بالارض، فأخرج يده من كوة المحمل حتى يجرها على الارض ثم يقول: ارفعونى فلما فعل ذلك مرارا في كل شوط قلت له: جعلت فداك يا ابن رسول الله ان هذا يشق عليك ! فقال: انى سمعت الله عزوجل يقول: ليشهدوا منافع لهم فقلت: منافع الدنيا او منافع الاخرة؟ فقال: الكل.

78 - ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن ابى المغراء

[489]

عن سلمة بن محرز قال: كنت عند ابى عبدالله عليه السلام اذ جاء‌ه رجل يقال له: ابوالورد، فقال لابى عبدالله: رحمك الله انك لو كنت ارحت بدنك من المحمل؟ فقال ابو عبدالله عليه السلام: يا ابا الورد انى احب ان اشهد المنافع التى قال الله عزوجل: " ليشهدوا منافع لهم " انه لا يشهدها احد الا نفعه الله، اما انتم فترجعون مغفورا لكم، واما غيركم فيحفظون في اهاليهم واموالهم.

79 - في مجمع البيان " ليشهدوا منافع لهم " وقيل: منافع الاخرة وهى العلو والمغفرة وهو المروى عن أبى عبدالله عليه السلام.

80 - في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الحج الوفادة إلى الله عزوجل، وطلب الزيادة و الخروج من كل ما اقترف، وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل، وما فيه من استخراج الاموال وتعب الابدان، وحظرها عن الشهوات واللذات، والتقرب بالعبادة إلى الله عزوجل، والخضوع والاستكانة والذل، شاخصا في الحر والبرد والامن والخوف، دائبا في ذلك دائما، وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع و الرغبة والرهبة إلى الله تعالى، ومنه ترك قساوة القلب وجساوة الانفس ونسيان الذكر وانقطاع الرجاء الامل، وتجديد الحقوق وحظر النفس عن الفساد، ومنفعة من في شرق الارض وغربها، ومن في البر والبحر ممن يحج ومن لا يحج من تاجر و جالب وبايع ومشتر وكاسب ومسكين، وقضاء حوائج اهل الاطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها، كذلك ليشهدوا منافع لهم.

81 - وفى باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ، فان قال: فلم أمر بالحج؟ قيل: لعلة الوفادة إلى الله تعالى وطلب الزيادة وذكر كما ذكر محمد بن سنان وزاد بعد قوله في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيها، مع ما فيه من التفقة ونقل أخبار الائمة عليهم السلام إلى كل صقع(1) وناحية كما قال الله عزوجل: " فلولا نفر من كل فرقة

___________________________________

(1) الصقع بمعنى الناحية ايضا.

[490]

منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يرجعون وليشهدوا منافع لهم ".

82 - في عوالى اللئالى وروى عن الصادق عليه السلام ان الذكر في قوله: و يذكروا اسم الله هو التكبير عقيب خمس عشرة صلوة أولها ظهر العيد، وروى عن الباقر عليه السلام مثله.

83 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن أبى عبدالله عليه السلام قال سمعته يقول: قال على عليه السلام في قول الله عزوجل: ويذكروا اسم الله في ايام معلومات: قال: ايام العشر.

84 - وبهذا الاسناد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " ويذكروا اسم الله في ايام معلومات " قال: هى ايام التشريق.

85 - أبى رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أحمد بن على الصلت عن يونس بن عبد - الرحمن عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام عن أبيعبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: " واذكروا اسم الله في ايام معدودات " قال: المعلومات والمعدودات واحدة وهن ايام التشريق.

86 - في تهذيب الاحكام موسى بن القاسم عن عبدالرحمن عن حماد بن عيسى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال أبى عليه السلام: " اذكروا الله في ايام معلومات " قال: عشر ذى الحجة، وأما معدودات قال: ايام التشريق.

87 - العباس وعلى بن السندى جميعا عن حماد بن عيسى عن أبيعبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: قال على عليه السلام في قول الله: " واذكروا الله في ايام معلومات " قال: ايام العشر، وقوله: " واذكروا اسم الله في ايام معدودات " قال: ايام التشريق.

88 - في مجمع البيان واختلف في هذه الايام قيل هى ايام التشريق يوم النحر

[491]

وثلاثة أيام بعده، والمعدودات ايام العشر، وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام.

89 - في الكافى على بن ابراهيم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن عبدالله بن يحيى عن عبدالله بن مسكان عن ابى بصير قال: قلت لابيعبد الله عليه السلام قول الله عزوجل: " انما الصدقات للفقراء والمساكين " قال: الفقير الذى لا يسأل الناس، و المسكين أجهد منه، والبائس اجهدهم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

90 - على بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلى عن السكونى عن ابيعبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: واطعموا البائس والفقير قال: هو الزمن الذى لا يستطيع ان يخرج لزمانته.

91 - في الكافى باسناده إلى معاوية بن عمار عن ابيعبد الله عليه السلام حديث طويل وستقف عليه مسندا عند قوله تعالى: " واطعموا القانع والمعتر " انشاء الله تعالى وفيه: والبائس هو الفقير.

92 - في تهذيب الاحكام روى موسى بن القاسم عن النخعى عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن ابيعبد الله عليه السلام انه قال في حديث طويل ستقف عليه عند قوله: " وأطعموا القانع والمعتر " والبائس والفقير.

93 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن أسباط عن داود بن النعمان عن أبيعبيدة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وراى الناس بمكة و ما يعملون قال: فقال: فعال كفعال الجاهلية، أما والله ما أمروا بهذا وما أمروا الا أن يقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم، فيمروا بنا فيخبرونا بولايتهم، ويعرضوا عليها نصرتهم.

94 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبيعمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى وابن أبى عمير جميعا عن معاوية بن عمار قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: اذا احرمت فعليك بتقوى الله، إلى ان قال: وقال: اتق المفاخرة و عليك بورع يحجزك عن معاصى الله، فان الله تعالى يقول: ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق قال أبوعبدالله عليه السلام: من التفث أن تتكلم في

[492]

في احرامك بكلام قبيح، فاذا دخلت مكة وطفت بالبيت تكلمت بكلام طيب، فكان ذلك كفارة.

95 - أحمد بن محمد بن ابى نصر قال: قلت لابى الحسن عليه السلام: انى حين نفرنا من منى اقمنا اياما ثم حلقت رأسى طلب التلذذ، فدخلنى من ذلك شئ، فقال: كان ابوالحسن صلوات الله عليه اذا خرج من مكة فأتى بثيابه حلق رأسه قال: وقال في قول الله تعالى: " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم " قال: التفث تقليم الاظفار، وطرح الوسخ وطرح الاحرام.

96 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن رجل نسى أن يقصر من شعره وهو حاج حتى ارتحل من منى؟ قال: ما يعجبنى ان يلقى شعر رأسه الا بمنى، وقال في قول الله تعالى: " ثم ليقضوا تفثهم " قال: هو الحلق وما في جلد الانسان.

97 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن سليمان عن زياد القندى عن عبد الله بن سنان عن ذريح المحاربى قال قلت لابى عبدالله عليه السلام: ان الله امرنى في كتابه بأمر فأحب ان أعمله قال: وما ذاك؟ قلت: قول الله تعالى: " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم " قال: ليقضوا تفثهم بقاء الامام، وليوفوا نذورهم تلك المناسك، قال عبدالله بن سنان: فأتيت أبا عبدالله عليه السلام فقلت: جعلت فداك قول الله تعالى: " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم "؟ قال: اخذ الشارب وقص الاظفار وما أشبه ذلك، قال: قلت: جعلت فداك ان ذريح المحاربى حدثنى عنك بانك قلت: " ثم ليقضوا تفثهم " لقاء الامام " وليوفوا نذورهم " تلك المناسك؟ فقال: صدق وصدقت، ان للقرآن ظاهرا وباطنا ومن يحتمل ما يحتمل ذريح؟.

98 - حميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله جل ثناؤه: " ثم ليقضوا تفثهم " قال: هو ما يكون من الرجل في احرامه، فاذا دخل مكة فتكلم بكلام طيب كان ذلك كفارة لذلك

[493]

الذى كان منه.

99 - في من لا يحضره الفقيه وروى حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: " ثم ليقضوا تفثهم " قال: التفث حقوق الرجل من الطيب، فاذا قضى نسكه حل له الطيب.

100 - وروى ربعى عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: " ثم ليقضوا تفثهم " فقال: قص الشارب والاظفار.

101 - وفى رواية النضر عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام ان التفث هو الحلق وما في جلد الانسان.

102 - وفى رواية البزنطى عن الرضا عليه السلام قال: التفث تقليم الاظفار وطرح الوسخ وطرح الاحرام عنه.

103 - في قرب الاسناد للحميرى أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبى - نصر قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: " ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم " قال: تقليم الاظفار وطرح الوسخ عنك، والخروج من الاحرام " وليطوفوا بالبيت العتيق " طواف الفريضة.

104 - في تهذيب الاحكام محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد قال: قال أبوالحسن عليه في قول الله عز شأنه: " وليطوفوا بالبيت العتيق " قال: طواف الفريضة طواف النساء.

105 - وروى محمد بن أحمد بن يحيى عن على بن اسمعيل عن محمد بن يحيى الصيرفى عن حماد الناب قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " وليطوفوا بالبيت العتيق " قال: هو طواف النساء.

106 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في قول النبى صلى الله عليه واله انا ابن الذبيحين حديث طويل وفى آخره: وكانت لعبد المطلب خمس سنن أجراها الله في الاسلام، حرم نساء الاباء على الابناء، إلى قوله: وكان يطوف

 

[494]

بالبيت سبعة أشواط.

107 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على بن أبى طالب عليهم السلام عن البنى صلى الله عليه واله انه قال في وصيته له: يا على ان عبدالمطلب سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الاسلام، حرم نساء الاباء على الابناء إلى قوله: ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن فيهم عبدالمطلب سبعة أشواط، فأجرى الله ذلك في الاسلام.

108 - في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الطواف بالبيت ان الله عزوجل قال للملائكة: " انى جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " فردو على الله عزوجل هذا الجواب، فندموا فلاذوا بالعرش واستغفروا، فأحب الله عزوجل ان يتعبد بمثل ذلك العباد، فوضع في السماء الرابعه بيتا بحذاء العرش يسمى الصراح، ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى المعمور بحذاء الصراح، ثم وضع هذا البيت بحذاء البيت المعمور، ثم أمر آدم عليه السلام فطاف به فتاب الله عزوجل عليه، فجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة.

109 - في الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن الحسين بن على بن مروان عن عدة من أصحابنا عن أبى حمزة الثمالى قال: قلت لابى جعفر عليه السلام في المسجد الحرام: لاى شئ سما الله العتيق؟ فقال: انه ليس من بيت وضعه الله على وجه الارض الا له رب وسكان يسكنونه غير هذا البيت، فانه لا رب له الا الله وهو الحر(1) ثم قال: ان الله تعالى خلقه قبل الارض(2) ثم خلق الارض من بعده فدحاها من تحته.

110 - على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن أبان بن عثمان عمن

___________________________________

(1) وفى نسخة وهو الحق " لكن الظاهر الموافق للمصدر ما اخترناه وهو الحر.

(2) قال الفبض (ره) في الوافى: هذا وجه آخر لتسميته بالعتيق اذا العتيق يقال له كريم.

[495]

أخبره عن أبى جعفر عليه السلام قال قلت: لم سمى الله البيت العتيق؟ قال: هو بيت حر عتيق من الناس لم يملكه أحد.

111 - في محاسن البرقى عنه عن أبيه ومحمد بن على عن على بن النعمان عن سعيد الاعرج عن أبى عبدالله عليه السلام قال: انما سمى البيت العتيق لانه اعتق من الغرق عتق الحرم معه كف عنه الماء.

112 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن صفوان بن يحيى عن أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: لما أراد الله هلاك قوم نوح وذكر حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام: وانما سمى البيت العتيق لانه اعتق من الغرق.

113 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى خديجة عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام في آخره: وانما سمى البيت العتيق لانه اعتق من الغرق.

114 - وباسناده إلى ذريح بن يزيد المحاربى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله عزوجل اغرق الارض كلها يوم نوح الا البيت، فيومئذ سمى العتيق لانه اعتق يومئذ من الغرق، فقلت له: أصعد إلى السماء؟ فقال: لا لم يصل اليه الماء ورفع عنه.

115 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن ابراهيم بن هاشم عن عبدالله بن المغيرة عن يحيى بن عبادة عن أبى عبدالله عليه السلام انه سمعه يقول: الرجس من الاوثان الشطرنج، وقول الزور الغناء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

116 - حدثنا ابى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى الخزاز عن حماد بن عثمان عن أبيعبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الزور؟ قال: منه قول الرجل للذى يغنى: احسنت.

117 - في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبدالله بن جبلة عن سماعة بن مهران عن ابى بصير قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور قال الغناء.

[496]

118 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن درست عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور " قال: الرجس من الاوثان الشطرنج، وقول الزور، الغنا.

119 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن بعض أصحابه عن ابيعبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور " قال الرجس من الاوثان الشطرنج، وقول الزور الغنا.

120 - في مجمع البيان " فاجتنبوا الرجس من الاوثان " وروى أصحابنا ان اللعب بالشطرنج والنرد وساير انواع القمار من ذلك " واجتنبوا قول الزور " وروى أصحابنا انه يدخل فيه الغنا وساير الاقوال الملهية.

121 - وروى ايمن بن خزيم عن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال: خطبنا فقال: ايها الناس عدلت شهادة الزور بالشرك بالله " ثم قرأ فاجتنبوا الرجس من الاوثان و اجتنبوا قول الزور ".

122 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن أبى عمير عن هشام عن أبى عبدالله عليه السلام قال: الرجس من الاوثان الشطرنج، وقول الزور الغنا وقوله: حنفاء لله اى طاهرين.

123 - في كتاب التوحيد باسناده إلى زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: " حنفاء لله غير مشركين به " وعن الحنيفية؟ فقال: هى الفطرة التى فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله قال: فطرهم على المعرفة.

124 - في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن على عن بعض رجاله عن أبيعبد الله عليه السلام قال: انما يكون الجزاء يضاعف في ما دون البدنة حتى تبلغ البدنة فاذا بلغ البدنة فلا يضاعف لانه أعظم ما يكون، قال الله عزوجل: ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب.

[497]

125 - في تفسير على بن ابراهيم قوله تعالى: " ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب " قال: تعظيم البدن وجودتها قوله عزوجل: لكم فيها منافع إلى اجل مسمى قال: البدن يركبها المحرم من موضعه الذى يحرم فيه غير مضر بها ولا معنف عليها، وان كان لها لبن يشرب من لبنها إلى يوم النحر.

126 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى عن أبيعبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " لكم فيها منافع إلى أجل مسمى " قال: ان احتاج إلى ظهرها ركبها من غير عنف عليها، وان كان لها لبن حلبها حلابا لا ينهكها(1).

127 - في من لا يحضره الفقيه وروى أبوبصير عنه في قول الله عزوجل: " لكم فيها منافع إلى اجل مسمى " قال: ان احتاج إلى ظهرها ركبها من غير أن يعنف عليها، وان كان لها لبن حلبها حلابا لا ينهكها.

128 - في مجمع البيان " لكم فيها " اى في الشعائر " منافع " فمن تأول ان الشعائر الهدى قال: ان منافعها ركوب ظهرها وشرب لبنها اذا احتيج اليها وهو المروى عن أبيجعفر عليه السلام.

129 - في تفسير على بن ابراهيم - قوله عزوجل: فله اسلموا وبشرا المخبتين قال: العابدين.

130 - قوله عزوجل: فاذكروا اسم الله عليها صواف قال: تنحر قائمة.

131 - في الكافى ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن عبدالله بن سنان عن أبيعبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: " واذكروا اسم الله عليها صواف " قال: ذلك حين تصف للنحر، تربط يديها ما بين الخف إلى الركبة، ووجوب جنوبها اذا وقعت على الارض.

132 - في مجمع البيان وقيل: هو ان تنحر وهى صافة اى قائمة، ربطت يداها

___________________________________

(1) نهك الضرع: استوفى جميع ما فيه

[498]

ما بين الرسغ(1) أن الخف إلى الركبة عن أبيعبد الله عليه السلام.

133 - وقرأ ابوجعفر عليه السلام " صوافن " بالنون.

134 - في الكافى حميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن عبدالرحمن بن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله، فاذا وجبت جنوبها قال: اذا وقعت على الارض فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر قال: القانع الذى يرضى بما اعطيته ولا يسخط ولا يكلح ولا يلوى شدقه غضبا(2) والمعتر المار بك لتطعمه.

135 - على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان ابن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى: " فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر " قال: القانع الذى يقنع بما أعطيته، والمعتر الذى يعتريك، والسائل الذى يسألك في يديه، والبائس هو الفقير.

136 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن اسباط عن مولى لابيعبد الله عليه السلام قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام دعاببدنه فنحرها، فلما ضرب الجزارون عراقيبها(3) فوقعت إلى الارض وكشفوا شيئا عن سنامها(4) قال: اقطعوا وكلوا منها فان الله تعالى يقول: " فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا ".

137 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن على الوشا عن عبدالله ابن مسكان عن أبيبصير عن أبيعبد الله عليه السلام قال: لا تصرم بالليل ولا تحصد بالليل ولا تصلح بالليل ولا تبذر بالليل، فانك ان تفعل لم يأتك القانع والمعتر، فقلت: ما

___________________________________

(1) الرسغ - بالضم -: مفصل ما بين الساق والقدم والساعد والكف من كل دابة.

(2) كلح في وجهه: عبس والوى شدقه: أعرض به.

والشدق: جانب الفم.

(3) العراقيب جمع العرقوب: عصب غليظ فوق عقب الانسان ومن الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يدها.

(4) السنام: حدبة في ظهر البعير.

وبالفارسية " كوهان ".

[499]

القانع والمعتر؟ قال: القانع الذى يقنع بما أعطيته، والمعتر الذى يمر بك فيسألك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

138 - في تهذيب الاحكام روى موسى بن القاسم عن النخعى عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبيعبد الله عليه السلام قال: اذا ذبحت أو نحرت فكل وأطعم، كما قال الله تعالى: " فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر " فقال: القانع الذى يقنع بما أعطيته، والمعتر الذى يعتريك، والسائل الذى يسألك في يده، والبائس الفقير.

139 - في كتاب علل الشرايع ابى رحمه الله ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعرى عن على بن اسمعيل عن صفوان بن يحيى الازرق قال: قلت لابى ابراهيم عليه السلام: الرجل يعطى الضحية من يسلخها بجلدها، قال: لا بأس به، انما قال الله عزوجل: " فكلوا منها وأطعموا " والجلد لا يؤكل ولا يطعم.

140 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن على بن مهزيار عن فضالة عن أبان بن عثمان عن عبدالرحمن بن أبيعبد الله عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " فاذا وجبت جنوبها " قال: وقعت على الارض " فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر " قال: القانع الذى يرضى بما أعطيته ولا يسخط ولا يكلح ولا يرتد شدقه غضبا و المعتر المار بك تطعمه.

141 - وبهذا الاسناد على بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن سيف التمار قال قال أبوعبدالله عليه السلام: ان سعيد بن عبدالملك قدم حاجا فلقى أبى عليه السلام فقال: انى سقت هديا فيكف أصنع؟ فقال: أطعم أهلك شيئا، وأطعم القانع ثلثا، وأطعم المسكين ثلثا، قلت: المسكين هو السائل؟ قال: نعم والقانع يقنع بما أرسلت اليه من البضعه فما فوقها، والمعتر يعتريك لا يسألك.

142 - في عوالى اللئالى وروى معاوية بن عمار عن الصادق عليه السلام قال: اذا

[500]

ذبحت أو نحرت فكل وأطعم، كما قال الله: " فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر ".

143 - في قرب الاسناد للحميرى أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبى - نصر عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن القانع والمعتر؟ قال: القانع الذى يقنع بما اعطيته، والمعتر الذى يعتريك.

144 - في تفسير على بن ابراهيم " فكلوا منها القانع والمعتر " قال: القانع الذى يسأل فتعطيه، والمعتر الذى يعتريك ولا يسأل.

145 - في مجمع البيان وفى رواية الحلبى عن أبيعبد الله عليه السلام قال: القانع الذى يسأل فيرضى بما اعطى، والمعتر الذى يعترى رحلك ممن لا يسأل.

146 - وقال ابوجعفر وابوعبدالله عليهما السلام: القانع الذى يقنع بما اعطيته ولا يسخط ولا يلوى شدقه غضبا، والمعتر المار بك لتطعمه.

147 - وروى عنهم عليهم السلام انه ينبغى ان يطعم ثلثة، ويعطى القانع والمعتر نلثة، ويهدى لاصدقائه الثلث الباقى.

148 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ما علة الاضحية؟ قال: انه يغفر لصاحبها عند أول قطرة تقطر من دمها إلى الارض، وليعلم الله عزوجل من يتقيه بالغيب قال الله عزوجل: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ثم قال: انظر كيف قبل الله قربان هابيل و رد قربان قابيل؟.

149 - في جوامع الجامع وروى ان الجاهلية كانوا اذا نحروا لطخوا البيت بالدم، فلما حج المسلمون ارادوا مثل ذلك فنزلت.

150 - في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: لتكبروا الله على ما هداكم قال.

التكبير ايام التشريق في الصلوات بمنى في عقيب خمس عشرة صلوة، وفى الامصار عقيب عشر صلوات.

151 - قوله عزوجل اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير

[501]

قال: نزلت في على وجعفر وحمزة صلوات الله عليه وعليهما ثم حرف.

152 - حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن ابن مسكان عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل: " اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير " قال: ان العامة يقولون: نزلت في رسول الله صلى الله عليه واله لما أخرجته قريش من مكة، وانما هو القائم صلوات الله عليه اذا خرج يطلب بدم الحسين صلوات الله عليه، وهو يقول: نحن اولياء الدم وطلاب الترة.

153 - في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه السلام انه قال: لم يؤمر رسول الله صلى الله عليه واله بقتال ولا اذن له فيه، حتى نزل جبرئيل بهذه الاية: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " وقلده سيفا.

154 - وفيه ايضا وكان المشركون يؤذون المسلمين لا يزال يجئ مشجوج و مضروب إلى رسول الله صلى الله عليه واله ويشكون ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه واله، فيقول لهم: اصبروا فانى لم أومر بالقتال حتى هاجر، فأنزل الله عليه هذه الاية بالمدينة وهى اول آية نزلت في القتال.

155 - في روضة الكافى ابن محبوب عن أبى جعفر الاحول عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله قال نزلت في رسول الله صلى الله عليه واله وعلى وحمزة وجعفر، وجرت في الحسين عليهم السلام أجمعين.

156 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: " الذى اخرجوا من ديارهم بغير حق " قال: الحسين صلوات الله عليه وعلى جده وأبيه وامه واخيه وذريته وبنيه، حين طلبه يزيد ليحمله إلى الشام فهرب إلى الكوفة وقتل بالطف.

157 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب محمد بن مسلم عن أبيجعفر عليه السلام " الذين اخرجوا من ديارهم " قال: نحن، نزلت فينا.

158 - في مجمع البيان وقال أبوجعفر عليه السلام نزلت في المهاجرين وجرت

[502]

في آل محمد: الذين اخرجوا من ديارهم واخيفوا.

159 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيرى عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قلت له: أخبرنى عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله أهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم أم هو مباح لكل من وحد الله عزوجل وآمن برسوله صلى الله عليه واله، ومن كان كذا فله أن يدعو إلى الله عزوجل والى طاعته وأن يجاهد في سبيله؟ فقال: ذلك قوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الا من كان منهم، قلت: من اولئك؟ قال، من قام بشرائط الله تعالى في القتال والجهاد على المجاهدين فهو مأذون له في الدعاء إلى الله تعالى، ومن لم يكن قائما بشرائط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء إلى الله حتى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد، قلت: فبين لى رحمك الله.

قال: ان الله تعالى أخبر في كتابه الدعاء اليه ووصف الدعاة اليه، فجعل ذلك لهم درجات يعرف بعضها بعضا، ويستدل ببعضها على بعض إلى ان قال عليه السلام: ثم أخبر تبارك وتعالى انه لم يؤمر بالقتال الا أصحاب هذه الشروط، فقال سبحانه وتعالى: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير الذين اخرجوا من ديارهمم بغير حق الا ان يقولو ربنا الله " وذلك ان جميع ما بين السماء والارض لله عزوجل ولرسوله ولاتباعهم من المؤمنين من أهل هذه الصفة، فما كان من الدنيا في ايدى المشركين والكفار والظلمة والفجار من اهل الخلاف لرسول الله صلى الله عليه واله والمولى عن طاعتهما مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات، وغلبوهم عليه ما أفاء الله(1) على رسوله فهو حقهم أفاء الله عليهم ورده اليهم وانما معنى الفئ كلما صار إلى المشركين ثم رجع مما كان غلب عليه أو فيه فما رجع إلى مكانه من قول أو فعل فقد فاء، مثل قول الله عزوجل " فان فأوا فان الله غفور رحيم " اى رجعوا ثم قال: " وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم " وقال:: " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصحلوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى

___________________________________

(1) وفى المصدر " مما افاء الله " وفى الوافى " فما افاء الله "

[503]

حتى تفئ إلى أمر الله " اى ترجع " فان فاء‌ت " اى رجعت " فاصلحوا بينهما بالعدل و اقسطوا ان الله يحب المقسطين " يعنى بقوله: تفئ ترجع، فذلك الدليل على ان الفئ كل راجع إلى مكان قد كان عليه أو فيه، ويقال للشمس اذا زالت قد فاء‌ت الشمس حين يفئ الفئ عند رجوع الشمس إلى زوالها، وكذلك ما افاء الله على المؤمنين من الكفار، فانما هى حقوق المؤمنين رجعت اليهم بعد ظلم الكفار اياهم فذلك قوله: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " ما كان المؤمنون أحق به منهم.

وانما اذن للمؤمنين الذين قاموا بشرايط الايمان التى وصفناها، وذلك انه لا يكون مأذونا له في القتال حتى يكون مظلوما، ولا يكون مظلوما حتى يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون قائما بشرائط الايمان التى اشترط الله تعالى على المؤمنين والمجاهدين، فاذا تكاملت فيه شرائط الله تعالى كان مؤمنا، واذا كان مؤمنا كان مظلوما، واذا كان مظلوما كان مأذونا في الجهاد، لقوله عزوجل: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير " وان لم يكن مستكملا لشرائط الايمان فهو ظالم ممن يبغى ويجب جهاده حتى يتوب، وليس مأذونا له في الجهاد والدعاء إلى الله عزوجل، لانه ليس من المؤمنين المظلومين الذين اذن لهم في - القرآن في القتال، فلما نزلت هذه الاية " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " في المهاجرين الذين اخرجوا أهل مكة من ديارهم وأموالهم أحل لهم جهادهم بظلمهم اياهم واذن لهم في القتال.

فقلت: فهذه نزلت في المهاجرين بظلم مشركى أهل مكة لهم فما بالهم في قتال كسرى وقيصر ومن دونهم من مشركى قبائل العرب؟ فقال: لو كان انما اذن لهم في قتال من ظلمهم من أهل مكة فقط لم يكن لهم إلى قتال جموع كسرى وقيصر وغير اهل مكة من قبائل العرب سبيل، لان الذين ظلموهم غيرهم وانما اذن لهم في قتال من ظلمهم من أهل مكة لاخراجهم اياهم من ديارهم وأموالهم بغير حق، ولو كانت الاية انما عنت المهاجرين الذين ظلمهم أهل مكة كانت الاية مرتفعة الفرض عمن بعدهم، اذا لم يبق من

[504]

الظالمين والمظلومين أحد، وكان فرضها مرفوعا عن الناس بعدهم اذا لم يبق من الظالمين والمظلومين أحد، وليس كما ظننت ولا كما ذكرت، ولكن المهاجرين ظلموا من جهتين ظلمهم أهل مكة باخراجهم من ديارهم وأموالهم، فقاتلوهم باذن الله لهم في ذلك، وظلمهم كسرى وقيصر ومن كل دونهم من قبائل العرب والعجم بما كان في أيديهم مما كان المؤمنون أحق به منهم، فقد قاتلوهم باذن الله تعالى لهم في ذلك(1) وبحجة هذه الاية يقاتل مؤمنوا كل زمان وانما اذن الله للمؤمنين الذين قاموا بما وصف الله تعالى من الشرائط التى شرطها الله على المؤمنين في الايمان والجهاد، ومن كان قائما بتلك الشرائط فهو مؤمن وهو مظلوم ومأذون له في الجهاد بذلك المعنى، ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم وليس من المظلومين وليس بمأذون له في القتال ولا بالنهى عن المنكر والامر بالمعروف، لانه ليس من أهل ذلك ولا مأذون له في الدعاء إلى الله تعالى، لانه ليس يجاهد مثله، وأمر بدعائه إلى الله ولا يكون مجاهدا من قد أمر المؤمنون(2) بجهاده وحضر الجهاد عليه ومنعه منه ولا يكون داعيا إلى الله تعالى من أمر بدعاء مثله إلى التوبة، والحق والامر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولا يأمر بالمعروف من قد أمر أن يؤمر به، ولا ينهى عن المنكر من قد أمر أن ينهى عنه، فمن كانت قد تمت فيه شرائط الله تعالى التى وصف بها اهلها من أصحاب النبى صلى الله عليه واله وهو مظلوم، فهو مأذون له في الجهاد، كما اذن لهم(3) في الجهاد، لان حكم الله تعالى في الاولين والاخرين وفرائضه عليهم سواء الا من علة أو حادث

___________________________________

(1) قال المجلسى (ره): حاصل الجواب انا قد ذكرنا ان جميع ما في ايدى المشركين كان من أموال المسلمين، فجميع المسلمين مظلومون من هذه الجهة، والمهاجرين ظلموا من هذه الجهة، ومن جهة اخراجهم من خصوص مكة.

(2) وفى بعض النسخ " أمر المؤمنين " ولعله الاوفق بالسياق لقوله " ومنعه منه ".

(3) اى لاصحاب النبى صلى الله عليه وآله.

[505]

يكون، والاولون والاخرون ايضا في منع الحوادث شركاء، والفرائض عليهم واحدة، يسأل الاخرون عن أداء الفرائض عما يسأل عنه الاولون، ويحاسبون عما به يحاسبون.

ومن لم يكن على صفة من أذن الله له في الجهاد من المؤمنين فليس من أهل الجهاد وليس بمأذون له فيه حتى يفئ بما شرط الله تعالى عليه، فاذا تكاملت فيه شرائط الله تعالى على المؤمنين والمجاهدين فهو من المأذون لهم في الجهاد، فليتق الله تعالى عبد ولا يغتر بالامانى التى نهى الله تعالى عنها من هذه الاحاديث الكاذبة على الله، التى يكذبها القرآن ويتبرء منها، ومن حملتها ورواتها، ولا يقدم على الله بشبهة لا يعذر بها فانه ليس وراء المعترض للقتل في سبيل الله منزلة يؤتى الله من قبلها، وهى غاية الاعمال في عظم قدرها، فليحكم امرء لنفسه وليرها كتاب الله تعالى ويعرضها عليه، فانه لا أحد أعرف بالمرء من نفسه، فان وجدها قائمة بما شرط الله عليه في الجهاد فليقدم على الجهاد، وان علم تقصيرا فليصلحها وليقمها على ما فرض الله عليها من الجهاد، ثم ليقدم بها وهى طاهرة مطهرة من كل دنس يحول بينها وبين جهادها، ولسنا نقول لمن أراد الجهاد وهو على خلاف ما وصفنا من شرايط الله عزوجل على المؤمنين والمجاهدين لا تجاهدوا، ولكن نقول: قد علمناكم ما شرط الله تعالى على أهل الجهاد الذين بايعهم و اشترى منهم انفسهم واموالهم بالجنان، فليصلح امرء ما علم من نفسه من تقصير عن ذلك وليعرضها على شرائط الله، فان راى انه قد وفى بها وتكاملت فيه فانه ممن أذن الله تعالى له في الجهاد، وان أبى ان لا يكون مجاهدا على ما فيه من الاصرار على المعاصى و المحارم والاقدام على الجهاد بالتخبيط والعمى والقدوم على الله عزوجل بالجهل والروايات الكاذبة، فلقد لعمرى جاء الاثر فيمن فعل هذا الفعل ان الله تعالى ينصر هذا الدين باقوام لا خلاق لهم فليتق الله امرء وليحذر ان يكون منهم فقد بين لكم ولا عذر لكم بعد البيان في الجهل، ولاقوة الا بالله وحسبنا الله عليه توكلنا واليه المصير.

160 - في مجمع البيان وقرء جعفر بن محمد عليهما السلام: " وصلوات " بضم الصاد واللام.

[506]

161 - في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر عبادة الائمة صلوات الله عليهم وسيرتهم فقال: الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلوة وآتوا الزكوة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر والى الله عاقبة الامور وفى رواية ابى الجارود عن ابيجعفر عليه السلام في قوله: " الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلوة وآتوا الزكوة " فهذه لال محمد إلى آخر الاية، والمهدى وأصحابه يملكهم الله مشارق الارض ومغاربها، ويظهر الدين ويميت الله به وباصحابه البدع والباطل كما أمات الشقاة الحق حتى لايرى اين الظلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

162 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب موسى بن جعفر والحسين بن على (ع) في قوله تعالى: " الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلواة " قال: هذه فينا أهل البيت.

163 - في مجمع البيان " وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر " وقال ابو جعفر عليه السلام: نحن هم.

164 وفى تفسير أهل البيت عليهم السلام في قوله: وبئر معطلة اى وكم من عالم لا يرجع اليه ولا ينتفع بعلمه.

165 - في كتاب كما ل الدين ووتمام النعمة لساناده إلى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق.

166 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى ابراهيم بن زياد قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق.

167 - حدثنا أبى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن ادريس عن محمد بن أحمد بن يحيى عن على بن السندى عن محمد بن عمرو عن بعض أصحابنا عن نصر بن قابوس قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق.

[507]

168 - وباسناده إلى عبدالله بن القاسم البطل عن صالح بن سهل انه قال: أمير المؤمنين عليه السلام هو القصر المشيد، والبئر المعطلة فاطمة وولدها معطلين من الملك.

169 - في اصول الكافى محمد بن الحسن وعلى بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم البجلى عن على بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام في قوله تعالى: " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق ورواه محمد بن يحيى عن العمركى عن على بن جعفر عن ابى الحسن مثله.

170 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال: هو مثل لال محمد صلوات الله عليهم قوله: " وبئر معطلة " هو الذى لا يستقى منها وهو الامام الذى قد غاب فلا يقتبس منه العلم إلى وقت ظهوره " والقصر المشيد " هو المرتفع، وهو مثل لامير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم، وفضائلهم المنتشرة في العالمين المشرفة على الدنيا وهو قوله: " ليظهره على الدين كله " وقال الشاعر في ذلك: بئر معطلة وقصر مشرف * مثل لال محمد متطرف فالقصر مجدهم الذى لا يرتقى * والبئر علمهم الذى لا ينزف.

171 - في كتاب الخصال وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله تعالى: او لم يسيروا في الارض قال: معناه: أو لم ينظروا في القرآن.

172 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبدالرحمن بن أبى ليلى عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: انه قال: تاه(1) من جهل، واهتدى من أبصر وعقل، ان الله عزوجل يقول: فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور وكيف يهتدى من لم يبصر وكيف يبصر من لم يتدبر، اتبعوا رسول الله صلى الله عليه واله وأهل بيته، واقروا بما نزل من عند الله، واتبعوا آثار الهدى، فانهم علامات الامانة والتقى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

173 - في كتاب الخصال عن على بن الحسين عليهما السلام حديث طويل يقول

___________________________________

(1) تاه: هلك وذهب.

[508]

فيه: ان للعبد أربع أعين: عينان يبصر بهما أمر دينه وديناه وعينان يبصر بهما امر آخرته، فاذا أراد الله بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه، فأبصر بهما العيب، و امر آخرته،، واذا اراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه.

174 - في كتاب التوحيد عن الزهرى عن على بن الحسين عليهما السلام مثل ما في الخصال سواء وزاد في آخرة ثم التفت إلى السائل عن القدر فقال: هذا منه هذا منه.

175 - في تفسير على بن ابراهيم خطبة له صلى الله عليه واله وفيها: وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وشر العمى عمى القلب.

176 - في روضه الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن ابن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمن عن عبدالله بن القاسم عن عمرو بن أبى المقدام عن أبيعبد الله عليه السلام انه قال: انما شيعتنا أصحاب الاربعة الاعين: عينان في الرأس، وعينان في القلب، الا وان الخلايق كلهم كذلك، الا ان الله عزوجل فتح أبصاركم و أعمى أبصارهم.

177 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندى عن احمد بن عديس عن أبان ابن عثمان عن أبى الصباح عن أبيعبد الله عليه السلام عن النبى صلى الله عليه واله انه قال: وأعمى العمى عمى القلب، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

178 - في من لا يحضره الفقيه وقال أبوجعفر عليه السلام: انما الاعمى عمى القلب فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور.

179 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولا يصح الا لاهل الصفا والبصيرة، قال الله تعالى: " فاعتبروا يا ولى الابصار " وقال عز من قائل: " فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور " فمن فتح الله عين قلبه وبصر عينه بالاعتبار فقد أعطاه منزلة رفيعة وملكا عظيما.

180 - في عوالى اللئالى وقال صلى الله عليه واله: اذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينى قلبه

[509]

فيشاهد بها ما كمان غائبا عنه.

181 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ويستعجلونك بالعذاب وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله أخبرهم ان العذاب قد أتاهم فقالوا: فأين العذاب؟ فاستعجلوه فقال الله عزوجل: وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون.

182 - في كتاب معانى الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثا سعد بن عبدالله عن يعقوب بن يزيد عن جعفر بن محمد بن عقبة عن زرارة عن أبيعبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " لابثين فيها أحقابا " قال: الاحقاب ثمانية أحقاب، والحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون.

183 - في ارشاد المفيد رحمه الله عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل و فيه قال عليه السلام: اذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة فهدم أربع مساجد، ولم يبق مسجد على وجه الارض له شرف الا هدمها، وجعلها جماء(1) ووسع الطريق الاعظم، وكسر كل جناح خارج في الطريق، وأبطل الكنف(2) والميازيب إلى الطرقات، ولا ترك بدعة الا أزالها، ولا سنة الا أقامها، ويفتح قسطنطنية والصين وجبال الديلم(3) فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم، ثم يفعل الله ما يشاء، قال: قلت: جعلت فداك فكيف تطول السنون؟ قال: يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة، فتطول الايام لذلك والسنون، قال له: انهم يقولون: ان تغير فسد؟ قال: ذاك قول الزنادقة، فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك، قد شق الله القمر لنبيه صلى الله عليه واله ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون، وأخبر بطول يوم القيامة وانه كألف سنة مما تعدون.

184 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عنهم عليهم

___________________________________

(1) جماء اى ملساء.

(2) الكنف: بناء فوق باب الدار.

(3) وهى جبال في نواحى طالقان.

[510]

السلام قال: فيما وعظ الله عيسى صلى الله عليه: واعبدنى ليوم كألف سنة مما تعدون فيه أجزى بالحسنة أضعافها.

185 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام انه قال في كلام طويل: فان في القيامة خمسين موقفا، كل موقف مثل ألف سنة مما تعدون، ثم تلا هذه الايه " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ".

186 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبى يحيى الواسطى عن هشام بن سالم ودرست بن أبى منصور عنه قال قال أبوعبدالله عليه السلام: الانبياء والمرسلون على أربع طبقات، فنبى منبأ في نفسه لا يعدو غيرها، ونبى يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة، ولم يبعث إلى أحد وعليه امام مثل ما كان ابراهيم على لوط عليهما السلام، ونبى يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك وقد أرسل إلى طائفة قلوا أو كثروا كيونس، قال الله ليونس: " وأرسلناه إلى مأة ألف أو يزيدون " قال: يزيدون ثلثين ألفا وعليه امام، والذى يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو امام مثل أولى العزم، وقد كان ابراهيم عليه السلام نبيا وليس بامام حتى قال الله: " انى جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتى "؟ فقال الله: " لا ينال عهدى الظالمين " من عبد صنما أو وثنا لا يكون اماما.

187 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: " و كان رسولا نبيا " ما الرسول وما النبى؟ فقال: النبى الذى يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذى يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك، قلت: الامام ما منزلته؟ قال: يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك، ثم تلا هذه الاية: وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى ولا محدث.

188 - على بن ابراهيم عن أبيه عن اسمعيل بن مرار قال: كتب الحسن بن العباس المعروفى إلى الرضا عليه السلام: جعلت فداك أخبرنى ما الفرق بين الرسول والنبى

[511]

والامام؟ قال: فكتب - أو قال -: الفرق بين الرسول والنبى والامام، ان الرسول الذى ينزل عليه جبرئيل عليه السلام فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحى، وربما راى في منامه نحو رؤيا ابراهيم عليه السلام، والنبى ربما سمع الكلام وربما راى الشخص ولم يسمع، والامام هو الذى يسمع الكلام ولا يرى الشخص.

189 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الاحول قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرسول والنبى والمحدث؟ قال: الرسول الذى يأتيه جبرئيل قبلا(1) فيراه ويكلمه فهذا الرسول، واما النبى فهو الذى يرى في منامه نحو رؤيا ابراهيم، ونحو ما كان رأى رسول الله صلى الله عليه واله من أسباب النبوة قبل الوحى حتى أتاه جبرئيل عليه السلام من عند الله بالرسالة، وكان محمد صلى الله عليه واله حين جمع له النبوة وجاء‌ته الرسالة من عند الله يخبر بها جبرئيل عليه السلام ويكلمه بها قبلا، ومن الانبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلمه ويحدثه من غير أن يكون يرى في اليقظة، واما المحدث فهو الذى يحدث فيسمع ولا يعاين ولا يرى في منامه.

190 - أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن حسان عن ابن فضال عن على بن يعقوب الهاشمى عن مروان بنم مسلم عن بريد عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام في قوله عزوجل: " وما ارسلنا من قبلك من رسولا ولا نبى ولا محدث " قلت: جعلت فداك ليست هذه قرائتنا فما الرسول والنبى والمحدث؟ قال: الرسول الذى يظهر له الملك فيكلمه، والنبى هوالذى يرى في منامه، وربما اجتمعت النبوة والرساله لواحد، والمحدث الذى سمع الصوت ولا يرى الصورة.

قال: قلت: أصلحك الله كيف يعلم ان الذى رأى في النوم حق وانه من الملك؟ قال: يوفق لذلك حتى يعرفه، لقد ختم الله بكتابكم الكتب وختم بنبيكم الانبياء.

191 - محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان الله تبارك وتعالى اتخذ ابراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذه

___________________________________

(1) اى عيانا ومقابلة.

[512]

نبيا، وان الله اتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، وان الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وان الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه اماما.

192 - على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن اسحق بن عبد - العزيز أبى السفاتج عن جابر عن أبيجعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: ان الله اتخذ ابراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذ نبيا، واتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، واتخذه خليلا قبل أن يتخذه اماما، وهذان الحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

193 - محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد ابن سوقة عن الحكم بن عيينة قال على على بن الحسين عليهما السلام يوما فقال: ياحكم هل تدرى الاية التى كان على بن أبيطالب عليه السلام يعرف قاتله بها، ويعرف بها الامور العظام التى كان يحدث بها الناس؟ قال الحكم: فقلت في نفسى: قد وقعت على علم من علم على بن الحسين، أعلم بذلك تلك الامور العظام قال: فقلت: لا والله لا اعلم، قال: ثم قلت: الاية تخبرنى بها يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله؟ قال: هو والله قول الله عز ذكره: " وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبى ولا محدث " وكان على بن أبيطالب محدثا، فقال له رجل يقال له: عبدالله بن زيد كان أخا على لامه: سبحان الله محدثا ! - كأنه ينكر ذلك - فأقبل عليه أبوجعفر فقال: اما والله ان ابن امك بعد قد كان يعرف ذلك، قال: فلما قال له ذلك سكت الرجل، فقال: هى التى هلك فيها أبوالخطاب(1) فلم يدر ما تأويل المحدث والنبى.

194 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن عبدالرحمان ابن كثير عن أبيجعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان أول وصى كان على وجه الارض

___________________________________

(1) وهو محمد بن مقلاص الاسدى الكوفى من الغلاة الملعونين، كان يقول: ان الائمة الانبياء لما سمع انهم محدثون ولم يفرق بين المحدث والنبى، ثم عدل عنه وكان يقول: انهم آلهة.

[513]

هبة الله ابن آدم، وما من نبى مضى الا وله وصى، وكان جميع الانبياء مأة ألف نبى، وعشرين ألف نبى منهم خمسة أولو العزم، نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه واله، وان على بن أبى طالب كان هبة الله لمحمد عليهما السلام، وورث علم الاوصياء وعلم من كان قبله، أما ان محمدا ورث علم من كان قبله من الانبياء والمرسلين، على قائمة العرش مكتوب: حمزة اسد الله وأسد رسوله، وسيد الشهداء، وفى رواية العرش: على أمير المؤمنين فهذه حجتنا على من أنكر حقنا، وجحد ميراثنا، وما منعنا من الكلام وامامنا اليقين، فأى حجة يكون أبلغ من هذا؟.

195 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن يحيى الخثعمى عن هشام عن ابن ابى يعفور قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: سادة النبيين والمرسلين خمسة، وهم اولوا العزم من الرسل، وعليهم دارت الرحى: نوح وابراهيم وموسى و عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وعلى جميع الانبياء.

196 - في تهذيب الاحكام باسناده إلى أبى بصير عن أبيعبد الله عليه السلام قال: من أحب أن يصافحه مأتا ألف نبى وعشرون ألف نبى فليزر قبر الحسين بن على عليهما السلام في النصف من شعبان، فان ارواح النبيين تستأذن الله في زيارة قبره فيؤذن لهم.

197 - في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثى عن أبى ذر رحمه الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه واله وهو في المسجد جالس وحده، فاغتنمت خلوته إلى أن قال قلت: يا رسول الله كم النبيون؟ قال: مأة ألف وأربعة وعشرون ألف نبى، قلت: كم المرسلون منهم؟ قال: ثلاثمأة وثلاثة عشر جما غفيرا(1) قلت: من كان اول الانبياء؟ قال: آدم، قلت: من الانبياء مرسلا؟ قال: نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه ثم قال صلى الله عليه واله: يابا ذر أربعة من الانبياء سريانيون: آدم وشيث واخنوخ وهو ادريس وهو اول من خط بالقلم، ونوح عليه السلام، وأربعة من الانبياء من العرب: هود و صالح وشعيب وانا واول نبى من بنى اسرائيل موسى وآخرهم عيسى وستمأة نبى.

___________________________________

(1) اى مجتمعين كثيرين.

[514]

198 - وباسناده إلى أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام عن النبى صلى الله عليه واله قال: خلق الله عزوجل مأة ألف نبى واربعة وعشرين ألف نبى أنا أكرمهم على الله ولا فخر، وخلق الله مأة ألف وصى وأربعة وعشرين ألف وصى، فعلى اكرمهم وأفضلهم، وباسناد آخر إلى أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام عن النبى صلى الله عليه واله نحوه.

199 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامى وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسأله عن ستة من الانبياء لهم اسمان؟ فقال: يوشع بن نون وهو ذو الكفل(1) ويعقوب وهو اسرائيل، والخضر وهو حليفا، ويونس وهو ذو النون، وعيسى وهو المسيح، ومحمد وهو أحمد صلوات الله عليهم، وسأله عن خمسة من الانبياء تكلموا بالعربية؟ فقال: هود وشعيب وصالح واسمعيل ومحمد صلوات الله عليهم، وسأله من خلق الله تعالى من الانبياء مختونا؟ فقال: خلق الله آدم مختونا، وولد شيث مختونا، وادريس ونوح وسام بن نوح وابراهيم وداود وسليمان ولوط واسمعيل وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم اجمعين.

200 - في بصائر الدرجات على بن اسمعيل عن محمد بن عمرو عن يونس بن يعقوب عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ما من نبى ولا رسول الا ارسل بولايتنا وبفضلنا على من سوانا.

201 - على بن اسمعيل عن صفوان بن يحيى عن الحارث بن المغيرة عن حمران قال: حدثنا الحكم بن عتيبة عن على بن الحسين عليهما السلام انه قال: ان علم على في آية من القرآن، قال: وكتمنا الاية، قال: فكنا نجتمع فنتدارس القرآن ولا نعرف الاية، قال: فدخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت له: ان الحكم بن عتيبة حدثنا عن على ابن الحسين عليهما السلام ان علم على في آية من القرآن وكتمنا الاية، قال: اقرأ

___________________________________

(1) كون ذى لكفل هو يوشع عليه السلام أحد الاقوال فيه، وقيل انه: زكريا، وقيل الياس، وقيل: حزقيل، وقيل: انه وصى اليسع بن اخطوب.

[515]

يا حمران، " وما ارسلنا من رسولا ولا نبى " قال فقال أبوجعفر عليه السلام: " وما ارسلنا من رسول ولا نبى ولا محدث " قال: كان على محدثا، قالوا: ما صنعت شيئا الا كنت تسأله من يحدثه؟ قال: قلت: من يحدثه؟ قال: ملك يحدثه، قلت: أقول: انه نبى او رسول؟ قال: لا ولكن قل: مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ومثله مثل ذى القرنين.

202 - العباس بن معروف عن القاسم بن عروة عن بريد العجلى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الرسول والنبى والمحدث؟ قال: الرسول الذى يأتيه الملائكة فتبلغه عن الله تبارك وتعالى، والنبى الذى يرى في منامه فما راى فهو كما رأى، و المحدث الذى يسمع كلام الملائكة وينقر في اذنه، وينكت في اذنه(1).

203 - محمد بن الحسين عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن حماد بن عثمان عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن النبى والرسول والمحدث؟ قال: الرسول يأتيه جبرئيل فيكلمه فيراه كما يرى الرجل صاحبه الذى يكلمه، فهذا الرسول، والنبى الذى يؤتى في منامه نحو رؤيا ابراهيم، ونحو ما كان يأتى رسول الله من السبات(2) اذا اتاه جبرئيل هكذا النبى، ومنهم من يجمع له الرسالة والنبوة، وكان رسول الله صلى الله عليه واله نبيا يأتيه جبرئيل قبلا فيكلمه فيراه فيأتيه في النوم، والنبى الذى يسمع كلام الملك غير معاينة فيحدثه، واما المحدث فهو الذى يسمع ولا يعاين ولا يؤتى في المنام.

204 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل فيه: فيذكر رجل ذكره لنبيه صلى الله عليه واله ما يحدثه عدوه في كتابه من بعده بقوله: وما ارسلنا قبلك من رسول ولا نبى الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته يعنى انه ما من نبى تمنى مفارقة ما يعاينه من نفاق قومه وعقوقهم والانتقال عنهم إلى دار الاقامة الا القى الشيطان المعرض بعدواته

___________________________________

(1) نكت الشئ بقضب أو باصبع: ضربه به فأثر فيه.

(2) السبات - بالضم -: النوم، وقيل خفته وقيل: ابتداؤه في الرأس حتى يبلغ القلب

[516]

عند فقده في الكتاب الذى عليه ذمه والقدح فيه، والطعن عليه، فينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين، فلا تقبله ولا يصغى اليه غير قلوب المنافقين والجاهلين، ويحكم الله آياته بان يحمى اوليائه من الضلال والعدوان، ومشايعة أهل الكفر والطغيان الذين لم يرض الله أن يجعلهم كالانعام حيث قال: " بل هم أضل سبيلا ".

205 - في مجمع البيان وروى عن ابن عباس وغيره ان النبى صلى الله عليه واله لما تلا سورة والنجم وبلغ إلى قوله: " أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى " القى الشيطان في تلاوته: وتلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى، فسر بذلك المشركون فلما انتهى إلى السجدة سجد المسلمون وسجد المشركون لما سمعوا من ذكر آلهتهم ما أعجبهم، وهذا الخبر ان صح محمول على انه كان يتكرر فلما بلغ إلى هذا الموضع ذكر اسماء آلهتهم، وقد علموا من عادته عليه السلام انه يعيبها، قال بعض الحاضرين من الكافرين: تلك الغرانيق العلى والقى ذلك في تلاوته، فوهم ان ذلك من القرآن، فأضافه سبحانه إلى الشيطان، لانه انما حصل باغوائه ووسوسته، وهذا أورده المرتضى قدس الله روحه في كتابه التنزيه، وهو قول الناصر للحق من أئمة الزيدية وهو وجه حسن في تأويله، وقيل: ان المراد بالغرانيق الملائكة وقد جاء ذلك في بعض الحديث، وقيل انه كان عليه السلام اذا تلا القرآن على قريش توقف في فصول الايات واتى بكلام على سبيل الحجاج لهم، فلما تلى الايات قال تلك الغرانيق العلى على سبيل الانكار عليهم، وعلى ان الامر بخلاف ماقالوه وظنوه، وليس يمتنع ان يكون هذا في الصلوة، ولان الكلام في الصلوة حينئذ كان مباحا وانما نسخ من بعد.

206 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: " وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى " إلى قوله: " والله عليم حكيم " فان العامة رووا ان رسول الله صلى الله عليه واله كان في الصلوة، فقرأ سورة النجم في المسجد الحرام وقريش يسمعون لقرائته، فلما انتهى إلى هذه الآية: " افرأيتم اللات والعزى ومنوة الثالثة الاخرى " اجرى ابليس على لسانه فانها الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى،

[517]

ففرحن قريش وسجدوا وكان في القوم الوليد بن المغيرة المخزومى وهو شيخ كبير فأخذ كفا من حصى فسجد عليه وهو قاعد، فقالت قريش: قر أقر محمد بشفاعة اللات والعزى، قال: فنزل جبرئيل عليه السلام فقال له: قرأت ما لم أنزل عليك وانزل عليه: " وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان " واما الخاصة فانه روى عن أبى عبدالله عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله أصابه خصاصة، فجاء إلى رجل من الانصار فقال له: هل عندك من طعام؟ قال: نعم يا رسول الله، وذبح له عناقا وشواه، فما أدناه منه تمنى رسول الله أن يكون معه على وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فجاء ابوبكر وعمر ثم جاء على بعدهما، فأنزل الله عزوجل في ذلك: " وما ارسلنا من قبلك من رسولا ولا نبى ولا محدث الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته " يعنى ابا بكر وعمر " فينسخ الله ما لقى الشيطان " يعنى لما جاء على صلوات الله عليه بعدهما " ثم يحكم الله آياته للناس " يعنى ينصر الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم قال: ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة يعنى فلانا و فلانا للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم يعنى إلى الامام المستقيم ثم قال: ولايزال الذين كفروا في مرية منه اى في شك من أمير المؤمنين صلوات الله عليه حتى ياتيهم الساعة بغتة أو ياتيهم عذاب يوم عقيم قال: العقيم: الذى له في الايام ثم قال: الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا قال: ولم يؤمنوا بولايه أمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم فاولئك لهم عذاب مهين ثم ذكر المؤمنين و المهاجرين من أصحاب النبى صلى الله عليه واله فقال جل ذكره: والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا وماتوا ليزقنهم الله رزقا حسنا إلى قوله تعالى: لعليم حليم.

207 - في جوامع الجامع " الملك يومئذ لله " إلى قوله: " وان الله لعليم حليم " وروى انهم قالوا: يا رسول الله هؤلاء الذين قتلوا قد علمنا ما أعطاهم الله من الخير، ونحن نجاهد معك كما جاهدوا، فما لنا ان متنا معك؟ فأنزل الله هاتين الايتين.

[518]

208 - في مجمع البيان ومن عاقب بمثل ما عوقب به الآية روى ان الاية نزلت في قوم من مشركى مكة لقوا قوما من المسلمين لليلتين بقيتا من المحرم، فقالوا: ان أصحاب محمد لا يقاتلون في هذا الشهر فحملوا عليهم، فناشدهم المسلمون ان لا يقاتلوهم في الشهر الحرام فأبوا فأظفر الله المسلمين بهم.

209 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: " ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله " فهو رسول الله صلى الله عليه واله لما أخرجته قريش من مكة، وهرب منهم إلى الغار وطلبوه ليقتلوه، فعاقبهم الله تعالى يوم بدر وقتل عتبة وشيبة و الوليد وأبوجهل وحنظلة بن أبى سفيان وغيرهم، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه واله طلب يريد بدمائهم فقتل الحسين وآل محمد صلوات الله عليهم بغيا وعدوانا وظلما، وهو قول يزيد حين تمثل بهذا الشعر:

ليت أشياخى ببدر شهدوا *** جزع الخزرج من وقع الاسل

لاهلوا واستهلوا فرحا *** ثم قالوا: يا يزيد لا تشل

لست من خندف ان لم أنتقم *** من بنى أحمد ما كان فعل

قد قتلنا القرم من ساداتهم *** وعدلناه ببدر فاعتدل

وكذاك الشيخ أوصانى به *** فاتبعت الشيخ فيما قد سأل

وقال يزيد لعنه الله (وقال الشاعر في مثل ذلك خ ل):

يقول والرأس مطروح يقلبه *** يا ليت اشياخنا الماضون بالحضر

حتى يقيسوا قتالا لو يقاس به *** ايام بدر لكان الوزن بالقدر

فقال الله تبارك وتعالى: " ومن عاقب " يعنى رسول الله صلى الله عليه واله " بمثل ما عوقب به " يعنى الحسين صلوات الله عليه أرادوا أن يقتلوه " ثم بغى عليه لينصرنه الله " يعنى بالقائم صلوات الله عليه من ولده.

210 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى حمزة الثمالى عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل

[519]

يذكر فيه الاثنى عشر صلوات الله عليهم بأسمائهم وفى آخره يقول صلى الله عليه واله: ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرنى، بهم يمسك الله عزوجل السماء أن تقع على الارض الا باذنه وبهم يحفظ الارض أن تميد باهلها(1).

211 - وباسناده يالى سليمان بن مهران الاعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عليهم السلام حديث طويل يقول فيه: بنا يمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه، وبنا يمسك الارض أن تميد بأهلها.

212 - في كتاب علل الشرايع حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن أحمد عن الهيثم النهدى عن بعض أصحابنا باسناده رفعه قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقرأ: " ان الله يمسك السموات والارض أن تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا " يقولها عند الزلزلة ويقول: ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه ان الله بالناس لرؤف رحيم.

213 - في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: ولكل امة جعلنا منسكا هم ناسكوه اى مذهبا يذهبون به.

214 - في جوامع الجامع فلا ينازعنك في الامر روى ان بديل بن ورقاء وغيره من كفار خزاعة قالوا للمسلمين: ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله؟ يعنون الميتة.

215 - في الكافى محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشانى عن عبدالرحمن بن الاشل بياع الانماط عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كانت قريش يلطخ الاصنام التى كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر، وكان يغوث قبال الباب ويعوق عن يمين الكعبة، وكان نسرعن يسارها، وكانوا اذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا ينحنون ثم يستدبرون بحيالهم إلى يعوق، ثم يستدبرون عن يسارها بحيالهم إلى نسر، ثم يلبون فيقولون: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك الا شريك

___________________________________

(1) ماد الشئ: تحرك واضطرب.

[520]

هو لك تملكه وما ملك، قال: فبعث الله ذبابا اخضر له أربعة أجنحة، فلم يبق من ذلك المسلك والعنبر شيئا الا أكله، وأنزل الله عزوجل: يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب.

216 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن على عليه السلام حديث طويل و فيه: فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه، وهم الذين قال الله فيهم: ان لله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس.

217 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: " الله يصطفى من الملائكة رسلا " اى يختار، وهم جبرئيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل عليه السلام " ومن الناس " الانبياء والاوصياء، ومن الانبياء نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه و آله وعليهم، ومن هؤلاء الخمسة رسول الله صلى الله عليه واله، ومن الاوصياء امير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم وفيه تأويل غير هذا.

218 - في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية رضى الله عنه: يا بنى لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كلما تعلم، فان الله تبارك وتعالى قد فرض على جوارحك كلها فرائض إلى قوله: ثم استعبدها بطاعته فقال عزوجل: يا ايها الذين آمنوا اسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح.

219 - في جوامع الجامع وعن عقبة بن عامر قال: قلت: يا رسول الله في سورة الحج سجدتان؟ قال: نعم ان لم تسجدهما فلا تقرأهما.

220 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبوعمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد أن قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها: وفرض على الوجه السجود له بالليل والنهار في مواقيت الصلوة، فقال:

[521]

" يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون " وهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين، وقال في موضع آخر: " وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ".

221 - على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن على القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: جعل الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا.

222 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابى الجارود قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من هم بشى من الخير فليعجله فان كل شى ء فيه تأخير فان للشيطان فيه نظرة.

223 - في عيون الاخبار باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اصطنعوا الخير إلى من هو أهله، والى من هو ليس من اهله، فان لم تصب من هو أهله فانت أهله.

224 - وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: رأس العقل بعد الايمان التودد إلى الناس واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر.

225 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن محمد بن أبى عمير عن ابن اذينة عن بريد العجلى قال: قلت لابى جعفر عليه السلام قوله تعالى: " يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون " وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم قال: ايانا عنى ونحن المجتبون، ولم يجعل الله تبارك و تعالى في الدين من حرج، فالحرج أشد من الضيق ملة ابيكم ابراهيم ايانا عنى خاصة هو سماكم المسلمين الله عزوجل سمانا المسلمين من قبل في الكتب التى مضت وفى هذا القرآن ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس فرسول الله صلى الله عليه واله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله تبارك وتعالى، ونحن الشهداء على الناس يوم القيامة، فمن صدق يوم القيامة صدقناه ومن كذب كذبناه.

226 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن أحمد

[522]

ابن عائذ عن عمر بن اذينة عن بريد العجلى قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام قال الله عزوجل: " ملة ابيكم ابراهيم " قال: ايانا عنى خاصة " هو سماكم المسلمين من قبل " في الكتب التى مضت " وفى هذا " القرآن " ليكون الرسول عليكم شهيدا " فرسول الله صلى الله عليه واله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله عزوجل، ونحن الشهداء على الناس، فمن صدق صدقناه يوم القيامة، ومن كذب يوم القيامة كذبناه.

227 - في عيون الاخبار باسناده إلى ابن أبى عبدون عن أبيه قال: لما حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون وقد كان خرج بالبصرة واحرق دور ولد العباس، وهب المأمون جرمه لاخيه على بن موسى الرضا، وقال له: يا ابا الحسن لئن خرج أخوك وفعل ما فعل لقد خرج زيد بن على فقتل، ولولا مكانك منى لقتلته فليس ما اتاه بصغير؟ فقال الرضا عليه السلام: يا أمير المؤمنين لا تقس أخى زيدا إلى زيد بن على عليه السلام، فانه كان من علماء آل محمد، غضب لله تعالى فجاهد أعداء‌ه حتى قتل في سبيله، ولقد حدثنى أبى موسى بن جعفر عليه السلام انه سمع أباه جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: رحم الله عمى زيدا انه دعا إلى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعا اليه، ولقد استشارنى في خروجه فقلت له: يا عمى ان رضيت ان تكون المصلوب بكناسة فشأنك؟ فلما ولى قال جعفر بن محمد عليه السلام: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه، فقال المأمون: يا ابا الحسن أليس قد جاء فيمن ادعى الامامة بغير حقها ما جاء؟ فقال الرضا عليه السلام ان زيد بن على عليه السلام لم يدع ما ليس له بحق، وانه كان اتقى لله تعالى من ذلك، انه قال: ادعوكم إلى الرضا من آل محمد، وانما جاء ما جاء فيمن يدعى ان الله تعالى نص عليه ثم يدعوا إلى غير دين الله ويضل عن سبيله بغير علم، وكان زيد والله ممن خوطب بهذه الاية: " وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم ".

228 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام الحج جهاد كل ضعيف، جهاد المرئة حسن التبعل، لا يخرج المؤمن إلى الجهاد وهو مع من لا يؤمن في الحكم ولا

[523]

ينفذ في الفئ(1) امر الله تعالى من مات في ذلك كان معينا لعدونا في حبس حقوقنا، والاساطة بدمائنا وميتته ميتة جاهلية.

229 - عن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: والجهاد على أربع شعب: على الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، والصدق في المواطن وشنئان الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر ارغم أنف الشيطان، ومن صدق في المواطن قضى الذى عليه ومن غضب لله تعالى غضب الله له.

230 - عن فضيل بن عياض عن ابيعبد الله عليه السلام قال: سألته عن الجهاد أسنة هو أم فريضة؟ فقال: الجهاد على أربعة أوجه: فجهادان فرض، وجهاد سنة لا يقام الا مع فرض وجهاد سنة فأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصى الله، وهو من أعظم الجهاد، ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض، واما الجهاد الذى هو سنة لا يقام الا مع فرض فان مجاهدة العدو فرض على جميع الامة، ولو تركوا الجهاد لاتاهم العذاب وهذا هو من عذاب الامة وهو سنة على الامام ان يأتى العدو مع الامة فيجاهدهم، واما الجهاد الذى هو سنة فكل سنة أقامها الرجل وجاهد في اقامتها وبلوغها واحيائها فالعمل و السعى فيها من أفضل الاعمال، لانه احياء سنة، قال النبى صلى الله عليه واله، من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شئ.

231 - في محاسن البرقى عنه عن ابن محبوب عن على بن ابى حمزة عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل " يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون * وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج " في الصلوة والزكوة والصوم والخير، اذا تولوا الله ورسوله صلى الله عليه واله واولى الامر منا أهل البيت قبل الله أعمالهم.

232 - في جوامع الجامع وفى الحديث ان امتى امة مرحومة.

___________________________________

(1) وفى نسخة " ولا ينفد في الغى " ولم اظفر على الحديث في الخصال.

[524]

233 - في الاستبصار باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الجنب يجعل الزكوة او النور فيدخل اصبعه فيه قال: ان كانت يده قذرة فأهرقه، وان كانت لم يصبها قذر فليغتسل منه، هذا مما قال الله تعالى: " ما جعل عليكم في الدين من حرج ".

234 - وباسناده إلى أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: انا نسافر فربما بلينا بالغدير من المطر يكون إلى جانب القرية فيكون فيه العذرة، ويبول فيه الصبى، ويبول فيه الدواب وتروث؟ فقال: ان عرض في قلبك منه شئ فقال هكذا، يعنى افرج الماء بيدك، ثم توضأ فان الدين ليس بمضيق، فان الله عزوجل يقول: " ما جعل عليكم في الدين من حرج ".

235 - في تهذيب الاحكام أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن على بن الحسن بن رباط عن عبدالاعلى مولى آل سام قال قلت لابى عبدالله عليه السلام: عثرت فانقطع ظفرى فجعلت على اصبعى مرارة كيف أصنع بالوضوء؟ قال: يعرف هذا وأشباهه من كتاب الله عزوجل، قال الله: " ما جعل عليكم في الدين من حرج " امسح عليه.

236 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن عبدالله بن المغيرة عن ابن مسكان قال: حدثنى محمد بن ميسر قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الرجل الجنب ينتهى إلى الماء القليل في الطريق، ويريد أن يغتسل منه وليس معه اناء يغرف به ويداه قذرتان؟ قال: يضع يده ثم يتوضأ ثم يغتسل، هذا مما قال الله عزوجل: " ما جعل عليكم في الدين من حرج ".

عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن على بن الحسن بن رباط عن عبدالاعلى مولى آل سام قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: عثرت فانقطع ظفرى، ونقل كما نقلنا عن التهذيب سواء.

237 - في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى أبيعبد الله عليه السلام عن أبيه عن النبى صلى الله عليه واله قال: مما اعطى الله امتى وفضلهم به على ساير الامم أعطاهم ثلاث خصال لم يعطها

[525]

الا نبى، وذلك ان الله تبارك وتعالى كان اذا بعث نبيا قال له: اجتهد في دينك ولا حرج عليك، وان الله تبارك وتعالى اعطى امتى ذلك حيث يقول: " وما جعل عليكم في الدين من حرج " يقول: من ضيق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

238 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال في حديث طويل: ونزل رسول الله صلى الله عليه واله بمكة بالبطحاء هو وأصحابه ولم ينزلوا الدور، فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتلسوا ويهلوا بالحج، وهو قول الله تعالى الذى انزل على نبيه صلى الله عليه واله: " فاتبعوا ملة ابيكم ابراهيم " فخرج النبى صلى الله عليه واله وأصحابه مهلين بالحج حتى أتى منى فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الاخرة والفجر، ثم غدا والناس معه وكانت قريش تفيض من لمزدلفة وهى حمع(1) ويمنعون الناس أن يفيضوا منها، فأقبل رسول الله صلى الله عليه واله وقريش ترجوا أن تكون افاضته من حيث كانوا يفيضون، فأنزل الله تعالى عليه: " ثم افيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله " يعنى ابراهيم واسمعيل واسحق في افاضتهم منهما، ومن كان بعدهم، فما رأت قريش أن قبة رسول الله صلى الله عليه واله قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شئ للذى كانوا يرجون من الافاضة من مكانهم، حتى انتهى إلى نمرة وهى بطن عرنة(2) بحيال الاراك و ضربت الناس أخبيتهم عندها.

239 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضى عليه السلام انه قال: ليس على ملة ابراهيم غيرنا، وسائر الناس منها براء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

240 - في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام عن أبيه عن النبى صلى الله عليه واله قال: مما أعطى الله امتى وفضلهم به على سائر الامم أعطاهم ثلاث خصال

___________________________________

(1) من اسماء مزدلفة وسميت بذلك لاجتماع الناس بها.

(2) عرنة - بضم العين وفتح الراء كهمزة: موضع بعرفات وليس من الموقف.

[526]

يعطها الا نبى، وذلك ان الله تبارك وتعالى كان اذا بعث نبيا جعله شهيدا على قومه، وان الله تبارك وتعالى جعل امتى شهيدا على الخلق حيث يقول: " ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

241 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وفى خبر ان قوله تعالى: " هو سماكم المسلمين من قبل " فدعوة ابراهيم واسمعيل لال محمد عليهم السلام، فانه لمن لزم الحرم من قريش حتى جاء النبى صلى الله عليه واله ثم اتبعه وآمن به، واما قوله تعالى: " ليكون الرسول عليكم شهيدا " النبى يكون على آل محمد شهيدا ويكونون شهداء على الناس.

242 - عبدالله بن الحسن عن زين العابدين عليه السلام في قوله تعالى: " لتكونوا شهداء على الناس " قال: نحن هم.

243 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: نحن حجج الله في خلقه ونحن شهداء الله واعلامه في بريته.

244 - وباسناده إلى سليم بن قيس الهلالى عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال في جمع من المهاجرين والانصار بالمسجد ايام خلافة عثمان: انشدكم الله أتعلمون ان الله عزوجل أنزل في سورة الحج: " يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير " إلى آخر السورة فقال سليمان فقال: يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم؟ فقال عليه السلام: عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الامة، قال سليمان: بينهم لنا يا رسول الله ! قال: أنا وأخى وأحد عشر من ولدى؟ قالوا اللهم نعم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

245 - في مجمع البيان، فاقيموا الصلوة وآتوا الزكوة وروى عبدالله ابن عمر عن النبى صلى الله عليه واله قال: لا تقبل الصلوة الا بالزكوة.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21404462

  • التاريخ : 20/04/2024 - 06:46

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net