00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة النمل 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 901 ]

سورة النمل [ مكية، وهى ثلاث وتسعون آية ] (1)

 بسم الله الرحمن الرحيم * (طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين) *. هدى وبشرى للمؤمنين) *. * (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم يوقنون) *. * (إن الذين لا يؤمنون بالاخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون) * عنها لا يدرون ما يتبعها. * (أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الاخرة هم الأخسرون) *. * (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم) *. إذ قال موسى لاهله إني آنست نارا سأتيكم منها بخبر) * أي: عن حال الطريق، لأنه قد ضله * (أو آتيكم) * منها * (بشهاب قبس) *: شعلة نار مقبوسة، إن لم أظفر بهما لم أعدم أحدهما، بناء على ظاهر الأمر، وثقة بالله * (لعلكم تصطلون) *: رجاء

__________________________

(1) - مابين المعقوفتين من(ب).(*)

[ 902 ]

أن تستدفئوا بها. قال: (إنه أصابهم برد شديد وريح وظلمة، وجنهم الليل) (1). * (فلما جاءها نودى أن بورك من في النار) *: من في مكان النار، وهو الوادي المقدس المذكور في طه (2)، والبقعة المباركة المذكورة في القصص (3). * (ومن حولها) *: ومن حول مكانها * (وسبحان الله رب العالمين) * من تمام ما نودي به، لئلا يتوهم من سماع كلامه تشبيها، وللتعجيب من عظمة ذلك الأمر. * (يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم) *. * (وألق عصاك فلما رآها تهتز) *: تتحرك باضطراب * (كأنها جان) *: حية خفيفة سريعة * (ولى مدبرا ولم يعقب) *: ولم يرجع، من عقب المقاتل: إذا كر بعد ما فر. * (يا موسى لا تخف) * من غيري، ثقة بي * (إني لا يخاف لدي المرسلون) *. * (إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم) *. قيل: فيه تعريض لموسى بوكزه القبطي (4). * (وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات) * في جملتها أو معها، وقد مضى ذكر تفصيلها (5). * (إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين) *. * (فلما جاءتهم آياتنا مبصرة) *: بينة، كأنها لاجتلائها للأبصار بحيث تكاد تبصر نفسها لو كانت مما تبصر. وفي قراءة السجاد عليه السلام: (مبصرة) (6) بفتح الميم، أي: مكانا يكثر فيه التبصر. * (قالوا هذا سحر مبين) *. * (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما) * لأنفسهم * (وعلوا) *: ترفعا من الأيمان والانقياد * (فانظر كيف كان عاقبة المفسدين) * هو الغرق في الدنيا والحرق في

__________________________

(1) - القمي 2: 139، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - طه(20): 12.

(3) - قصص(28): 30.

(4) - البيضاوي 4: 113، الكشاف 3: 138.

(5) - ذيل الاية: 101 من سورة الأسراء.

(6) - مجمع البيان 7 - 8: 212، عن السجاد عليه السلام.(*)

[ 903 ]

الاخرة. * (ولقد آتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله) *: ففعلا شكرا له ما فعلا، وقالا: الحمد لله * (الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين) * يعم من لم يؤت علما، أو مثل علمهما. * (وورث سليمان داوود) * الملك والنبوة. قال: (وهو صبي يرعى الغنم) (1). * (وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ) * تشهيرا (2) لنعمة الله وتنويها (3) بها، ودعاء للناس إلى التصديق بذكر المعجزة. قال: (ليس في الاية (من) وإنما هي: وأوتينا كل شئ) (4). * (إن هذا لهو الفضل المبين) *. قال: (يعني الملك والنبوة) (5). ورد: (أعطي سليمان بن داود مع علمه، معرفة المنطق بكل لسان، ومعرفة اللغات ومنطق الطير والبهائم والسباع، وكان إذا شاهد الحروب تكلم بالفارسية، وإذا قعد لعماله وجنوده وأهل مملكته تكلم بالرومية، وإذا خلا بنسائه تكلم بالسريانية والنبطية، وإذا قام في محرابه لمناجاة ربه تكلم بالعربية، وإذا جلس للوفود والخصماء تكلم بالعبرانية) (6). قال: (وأعطي ملك مشارق الأرض ومغاربها، فملك سبعمائة سنة وستة أشهر، ملك أهل الدنيا كلهم، من الجن والأنس والشياطين، والدواب والطير والسباع، وأعطي علم كل شئ ومنطق كل شئ، وفي زمانه صنعت الصنائع العجيبة التي سمع بها الناس، وذلك قوله: (علمنا منطق الطير)، الاية) (7).

__________________________

(1) - الكافي 1: 383، الحديث: 3، عن الجواد عليه السلام.

(2) - في(ألف):(تشميرا).

(3) - نوه به تنويها: رفع ذكره وعظمه. المصباح المنير 2: 344(نوه).

(4) - بصائر الدرجات: 342، الحديث: 3، باب أن الأئمة يعرفون منطق الطير، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(5) - جوامع الجامع: 335، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(6) - القمي 2: 129، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(7) - مجمع البيان 7 - 8: 214، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 904 ]

وفي رواية: (أعطي داود وسليمان ما لم يعط أحد من أنبياء الله من الايات علمنا منطق الطير ولان لهما الحديد والصفر من غير نار) (1) الحديث. ويأتي تمامه في ص (2) ان شاء الله. * (وحشر) *: وجمع * (لسليمان جنوده من الجن والأنس والطير فهم يوزعون) *: يحبسون ليتلاحقوا. قال: (يحبس أولهم على آخرهم) (3). * (حتى إذا أتوا على وادي النمل) * القمي: قعد على كرسيه، وحملته الريح فمرت به على وادي النمل، وهو واد ينبت فيه الذهب والفضة، وقد وكل به النمل، وهو قول الصادق عليه السلام: (إن لله واديا ينبت فيه الذهب والفضة، وقد حماه الله بأضعف خلقه وهو النمل، لو رامته البخاتي (4) ما قدرت عليه) (5). * (قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) * أنهم يحطمونكم. * (فتبسم ضاحكا من قولها) *. ورد: (إن الريح حملت صوت النملة إلى سليمان عليه السلام وهو مار في الهواء، والريح قد حملته، فوقف وقال: علي بالنملة، فلما أتي بها قال سليمان: يا أيتها النملة أما علمت (6) أني نبي الله، وأني لا أظلم أحدا ؟ قالت النملة: بلى. قال سليمان: فلم تحذرينهم (7) ظلمي، وقلت: (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم) ؟ ! قالت النملة: خشيت أن ينظروا إلى زينتك فيفتتنوا بها، فيبعدوا عن الله عزوجل، ثم قالت النملة:

__________________________

(1) - القمي 2: 126.

(2) - لم نعثر عليه في سورة ص، ولكن يوجد في سورة سبأ، ذيل الاية: 10.

(3) - القمي 2: 129، عن أبي جعفر عليه السلام.

(4) - البخاتي جمع البخت - بالضم -: الابل الخراسانية، القاموس المحيط 1: 148(بخت).

(5) - القمي 2: 126.

(6) - في(ألف):(ما علمت).

(7) - في المصدر:(حذرتهم).(*)

[ 905 ]

هل تدري لم سخرت لك الريح من بين سائر المملكة ؟ قال سليمان: مالي بهذا علم، قالت النملة: يعني عزوجل بذلك: لو سخرت لك جميع المملكة كما سخرت لك هذه الريح، لكان زوالها من بين يديك كزوال الريح. فحينئذ تبسم ضاحكا من قولها) (1). * (وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي) *: اجعلني أزع شكر نعمتك عندي، أي: أكفه وارتبطه، بحيث لا ينفلت عني ولا أنفك عنه، وأدرج ذكر والديه تكثيرا للنعمة. * (وأن أعمل صالحا ترضاه) * تماما للشكر واستدامة (2) للنعمة * (وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين) * في عدادهم في الجنة. * (وتفقد الطير) *: وتعرف الطير فلم يجد فيها الهدهد * (فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين) *. * (لاعذبنه عذابا شديدا) *: كنتف ريشه، أو جعله مع ضده في قفص * (أو لاذبحنه) * ليعتبر به أبناء جنسه * (أو ليأتيني بسلطان مبين) *: بحجة تبين عذره. القمي: وكان سليمان إذا قعد على كرسيه جاءت جميع الطير التي سخرها الله عزوجل له، فتظل الكرسي والبساط بجميع من عليه عن الشمس، فغاب عنه الهدهد من بين الطير، فوقع الشمس من موضعه في حجر سليمان، فرفع رأسه وقال كما حكى الله عزوجل (3). ورد: (وإنما غضب عليه لأنه كان يدله على الماء) (4). * (فمكث غير بعيد) *: زمانا غير مديد، يريد به الدلالة على سرعة رجوعه * (فقال أحطت بما لم تحط به) * يعني حال سبأ. وفي مخاطبته إياه بذلك تنبيه على أنه في أدنى خلق الله من أحاط علما بما لم يحط به، لتتحاقر إليه نفسه، ويتصاغر لديه علمه * (وجئتك

__________________________

(1) - عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 78، الباب: 32، الحديث: 8.

(2) - في(ألف):(استدانه).

(3) - القمي 2: 127.

(4) - الكافي 1: 226، الحديث: 7، عن الكاظم عليه السلام.(*)

[ 906 ]

من سباء بنباء يقين) *. * (إني وجدت امرأة تملكهم) * القمي: هي بلقيس بنت شرح الحميرية (1)، وقيل: بنت شراحيل بن مالك بن ريان (2). * (وأوتيت من كل شئ) * يحتاج إليه الملوك * (ولها عرش عظيم) *. * (وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل) *: سبيل الحق والصواب * (فهم لا يهتدون) *. * (ألا يسجدوا لله) *: فصدهم ألا يسجدوا، أو زين لهم ألا يسجدوا، أو لا يهتدون أن يسجدوا، بزيادة لا، كقوله تعالى: (ما منعك ألا تسجد) (3). وعلى قراءة التخفيف (4)، للتنبية، ويا للنداء مناداه محذوف، أي: ألا يا قوم اسجدوا * (الذي يخرج الخب ء في السموات والارض ويعلم ما تخفون وما تعلنون) *. الخب ء: ما خفي في غيره، وإخراجه إظهاره، وهو يعم إشراق الكواكب، وإنزال الامطار، وإنبات النبات، بل الانشاء والابداع. * (الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم) * المشتمل على المخلوقات كلها. * (قال سننظر) *: سنتعرف، من النظر بمعنى التأمل * (أصدقت أم كنت من الكاذبين) *. * (إذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم) *: تنح إلى مكان قريب تتوارى فيه * (فانظر ماذا يرجعون) *: ماذا يرجع بعضهم إلى بعض من القول. القمي: قال الهدهد: إنها لفي حصن منيع. قال سليمان: ألق كتابي على قبتها فجاء الهدهد فألقى الكتاب في حجرها، فارتاعت من ذلك، وجمعت جنودها، وقالت لهم كما

__________________________

(1) - القمى 2: 127.

(2) - البيضاوى 4: 115، الكشاف 3: 144.

(3) - الاعراف(7): 12.

(4) - مجمع البيان 7 - 8: 216.(*)

[ 907 ]

حكى الله (1). * (قالت) * أي: بعد ما ألقى إليها * (يا أيها الملاء إني ألقى إلي كتاب كريم) * القمي: أي: مختوم (2). ورد: (كرم الكتاب ختمه) (3). * (إنه) *: إن الكتاب * (من سليمان وإنه) *: وإن المكتوب * (بسم الله الرحمن الرحيم) *. * (ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين) *: مؤمنين منقادين. قيل: هذا كلام في غاية الوجازة مع كمال الدلالة على المقصود، لاشتماله على البسملة الدالة على ذات الصانع وصفاته، والنهي عن الترفع الذي هو أم الرذائل، والامر بالاسلام الجامع لامهات الفضائل، وليس الامر فيه بالانقياد قبل إقامة الحجة على رسالته، حتى يكون استدعاء للتقليد، فإن إلقاء الكتاب على تلك الحالة من أعظم الادلة (4). * (قالت يا أيها الملاء أفتوني في أمري) *: اذكروا ما تستصوبونه فيه ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون) *: إلا بمحضركم، كأنها استعطفتهم بذلك، ليمالئوها على الاجابة * (قالوا نحن أولوا قوة) * بالاجساد والعدد. ورد: (ما يكون أولو قوة إلا عشرة آلاف) (5). * (وأولوا بأس شديد) *: نجدة وشجاعة * (والامر إليك) * موكول * (فانظري ماذا تأمرين) * من المقاتلة والصلح نطعك ونتبع رأيك. * (قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها) * بنهب الاموال وتخريب الديار * (وجعلوا أعزة أهلها أذلة) * بالاهانة والاسر * (وكذلك يفعلون) * القمي: فقال الله تعالى:

__________________________

(1 و 2) - القمى 2: 127.

(3) - جوامع الجامع: 337، الكشاف 3: 146، عن النبي عليه السلام.

(4) - البيضاوي 4: 116.

(5) - كمال الدين 2: 654، الباب: 57، الحديث: 20، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه:(ما تكن أولوا القوة أقل من عشرة آلاف).(*)

[ 908 ]

(وكذلك يفعلون) (1). * (وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة) * قال: (منتظرة) (2). * (بم يرجع المرسلون) * من حاله، حتى أعمل بحسب ذلك. القمي: قالت: إن كان هذا نبيا من عند الله كما يدعي، فلا طاقة لنا به، فإن الله عزوجل لا يغلب، ولكن سأبعث إليه بهدية، فإن كان ملكا يميل إلى الدنيا قبلها، وعلمت (3) أنه لا يقدر علينا، فبعثت حقة (4) فيها جوهرة عظيمة، وقالت للرسول: قل له يثقب هذه الجوهرة بلا حديد ولا نار، فأتاه الرسول بذلك، فأمر سليمان بعض جنوده من الديدان، فأخذ خيطا في فمه ثم ثقبها وأخذ الخيط من الجانب الاخر (5). * (فلما جاء سليمان) * أي: الرسول وما أهدت إليه * (قال أتمدونن بمال فما آتانى الله) * من الملك والنبوة، الذي لا مزيد عليه * (خير مما آتاكم) * فلا حاجة لي إلى هديتكم، ولا وقع لها عندي * (بل أنتم بهديتكم تفرحون) * لانكم لا تعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا. * (إرجع) * أيها الرسول * (إليهم) *: إلى بلقيس وقومها * (فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها) *: لا طاقة لهم بمقاومتها، ولا قدرة لهم على مقاتلتها * (ولنخرجنهم منها) *: من سبأ * (أذلة وهم صاغرون) *. القمي: فرجع إليها الرسول، فأخبرها بذلك وبقوة سليمان، فعلمت أنه لا محيص لها، فخرجت وارتحلت نحو سليمان (6).

(1) - القمي 2: 128.

(2) - الاحتجاج 1: 362.

(3) - في المصدر:(وعلمنا).

(4) - الحقة: وعاء صغير من خشب أو عاج أو غير ذلك مما يصلح أن ينحت منه. القاموس المحيط 3: 229، لسان العرب 10: 56(حقق).

(5) - القمي 2: 128.

(6) - القمي 2: 128.(*)

__________________________

[ 909 ]

* (قال يا أيها الملاء أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين) *. القمي: لما علم سليمان بإقبالها نحوه قال ذلك (1). قيل: أراد بذلك أن يريها بعض ما خصه الله به من العجائب الدالة على عظيم القدرة، وصدقه في دعوى النبوة، ويختبر عقلها بعرفان عرشها بعد التنكير (2). * (قال عفريت) *: خبيث مارد * (من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك) *: مجلسك للحكومة. قيل: وكان يجلس إلى نصف النهار (3). * (وإني عليه) *: على حمله * (لقوي أمين) *: لا أختزل منه شيئا ولا أبدله، القمي: قال سليمان: أريد أسرع من ذلك (4). * (قال الذي عنده علم من الكتاب) *: آصف بن برخيا (5). * (أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) *. قال: (إن اسم الله الاعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، وإنما كان عند آصف منها حرف واحد، فتكلم به، فخسف بالارض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده، ثم عادت الارض كما كانت أسرع من طرفة عين، وعندنا نحن من الاسم الاعظم اثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) (6). وفي رواية: (إن الارض طويت له) (7). ورد: (ولم يعجز سليمان عن معرفة ما عرف آصف، لكنه أحب أن يعرف الجن

__________________________

(1) - القمي 2: 128.

(2 - 3) - البيضاوي 4: 117.

(4) - القمي 2: 128.

(5) - آصف بن برخيا: كان وزير سليمان وابن أخته، وكان صديقا يعرف اسم الله الاعظم الذي إذا دعي به أجاب. عن ابن عباس. مجمع البيان 7 - 8: 223.

(6) - بصائر الدرجات: 208، الباب: 13، الحديث: 1، عن أبي جعفر عليه السلام، وفي الكافي 2: 230، الحديث: 1، عنه عليه السلام، مع تفاوت.

(7) - مجمع البيان 7 - 8: 223، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 910 ]

والانس أنه الحجة من بعده) (1). * (فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه) * لانه يستجلب به دوام النعمة ومزيدها * (ومن كفر فإن ربي غنى) * عن شكره * (كريم) * بالانعام عليه ثانيا. * (قال نكروا لها عرشها) * بتغيير هيئته وشكله * (ننظر أتهتدى أم تكون من الذين لا يهتدون) * إلى معرفته. * (فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو) * ولم تقل: هو هو، لاحتمال أن يكون مثله، وذلك من كمال عقلها * (وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين) *. قيل: هو من تمام كلامها، كأنها ظنت أنه أراد بذلك اختبار عقلها، وإظهار معجزة لها، فقالت: أوتينا العلم بكمال قدرة الله وصحة نبوتك، قبل هذه الحالة (2). * (وصدها ما كانت تعبد من دون الله) * أي: وصدها عبادتها الشمس عن التقدم إلى الاسلام * (إنها كانت من قوم كافرين) *: نشأت بين أظهر الكفار. * (قيل لها ادخلي الصرح) *: القصر أو عرصة الدار * (فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه) *: إن ما تظنينه ماء * (صرح ممرد) *: مملس * (من قوارير) *: من الزجاج * (قالت رب إني ظلمت نفسي) * بعبادتي الشمس * (وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين) *. روي: (إنه أمر قبل قدومها فبنى قصر صحنه من زجاج أبيض، وأجرى من تحته الماء، وألقى فيه من حيوانات البحر، ووضع سريره في صدره فجلس عليه، فلما أبصرته ظنت ماء راكدا، فكشفت عن ساقيها) (3).

__________________________

(1) - تحف العقول: 478، مجمع البيان 7 - 8: 225، عن الهادي عليه السلام، في أجوبته عن مسائل يحيى بن أكثم.

(2) - البيضاوي 4: 117.

(3) - الكشاف 3: 150، البيضاوي 4: 118.(*)

[ 911 ]

والقمي: قد أمر أن يتخذ لها بيتا من قوارير، ووضعه على الماء، ثم (قيل لها: ادخلي الصرح)، فظنت أنه ماء، فرفعت ثوبها وأبدت ساقيها، فإذا عليها شعر كثير، فتزوجها سليمان، وقال للشياطين: اتخذوا لها شيئا يذهب هذا الشعر عنها، فعملوا الحمامات وطبخوا النورة (1). * (ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون) *. قال: (يقول: مصدق ومكذب، قال الكافرون منهم: أتشهدون أن صالحا مرسل من ربه ؟ قال المؤمنون: إنا بالذي أرسل به مؤمنون (2)، قال الكافرون منهم: (إنا بالذي آمنتم به كافرون) (3) (4). * (قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة) * القمي: إنهم سألوه قبل أن يأتيهم الناقة أن يأتيهم بعذاب أليم. فأرادوا بذلك امتحانه ! فقال: (يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة) يقول: بالعذاب قبل الرحمة (5) وقيل: كانوا يقولون: إن صدق إيعاده تبنا، فالحسنة التوبة (6). * (لولا تستغفرون الله) * قبل نزوله * (لعلكم ترحمون) * بقبولها، فإنها لا تقبل حينئذ. * (قالوا اطيرنا بك وبمن معك) *: تشأمنا إذ تتابعت علينا الشدائد، وأوقع بيننا الافتراق منذ اخترعتم دينكم. القمي: أصابهم جوع شديد (7). * (قال طائركم عند الله) *

__________________________

(1) - القمي 2: 128.

(2) - اقتباس من القرآن، ونص الاية هكذا: *(قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون) * الاعراف(7): 75.

(3) - الاعراف(7): 76.

(4) - القمي 2: 132، عن أبي جعفر عليه السلام.

(5) - المصدر.

(6) - البيضاوي 4: 118.

(7) - القمى 2: 132.(*)

[ 912 ]

القمي: يقول: خيركم وشركم من عند الله (1) بل أنتم قوم تفتنون) *: تختبرون بتعاقب السراء والضراء. * (وكان في المدينة تسعة رهط) *: نفر * (يفسدون في الارض ولا يصلحون) *: شأنهم الافساد الخالص عن شوب الصلاح. القمي: كانوا يعملون في الارض بالمعاصي (2). * (قالوا) *: قال بعضهم لبعض * (تقاسموا بالله) *: تحالفوا * (لنبيتنه وأهله) *: لنباغتن (3) صالحا وأهله ليلا * (ثم لنقولن لوليه) *: لولي دمه * (ما شهدنا مهلك أهله) * فضلا أن تولينا إهلاكهم * (وإنا لصادقون) *: ونحلف إنا لصادقون، أو يعنون نوري. كذا قيل (4). * (ومكروا مكرا) * بهذه المواضعة * (ومكرنا مكرا) * بأن جعلناها سببا لاهلاكهم * (وهم لا يشعرون) *. القمي: فأتوا صالحا ليلا ليقتلوه، وعند صالح ملائكة يحرسونه، فلما أتوه قاتلتهم الملائكة في دار صالح رجما بالحجارة، فأصبحوا في داره مقتلين (5)، وأخذت قومه الرجفة (فأصبحوا في دارهم جاثمين) (6). * (فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين) *. * (فتلك بيوتهم خاوية) *: خالية أو ساقطة منهدمة * (بما ظلموا إن في ذلك لاية لقوم يعلمون) *. * (وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون) *. * (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون) * خبثها، أو يبصرها بعضكم

__________________________

(1 و 2) - القمي 2: 132.

(3) - من البغتة وهو الفجأة، جاء بغتة، أي: فجأة على غرة. المصباح المنير 1: 71(بغت).

(4) - البيضاوي 4: 118.

(5) - في(ألف):(مقتولين).

(6) - القمي 2: 132. والاية في سورة الاعراف(7): 78.(*)

__________________________

[ 913 ]

من بعض، وكانوا يعلنون. * (أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء) * اللاتي خلقن لذلك * (بل أنتم قوم تجهلون) *: سفهاء. * (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) *: يتنزهون عن أفعالنا. * (فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين) *: الباقين في العذاب. * (وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين) *. * (قل الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى) * قال: (هم آل محمد عليهم السلام) (1). * (الله خير أما يشركون) *. إلزام لهم وتهكم بهم وتسفيه لرأيهم. * (أمن) *: بل أمن * (خلق السموات والارض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة) *. عدل به عن الغيبة إلى التكلم، لتأكيد اختصاص الفعل بذاته. * (ما كان لكم أن تنبتوا شجرها) *: شجر الحدائق * (أإله مع الله بل هم قوم يعدلون) * عن الحق، وهو التوحيد. * (أمن جعل الارض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي) *: جبالا * (وجعل بين البحرين) *: العذب والمالح * (حاجزا) *: برزخا، وقد مر بيانه في سورة الفرقان (2). * (أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون) *. * (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض) *: خلفاء فيها، بأن ورثكم سكناها والتصرف فيها ممن كان قبلكم. كذا قيل (3). * (أإله مع الله) * الذي حفكم بهذه النعم * (قليلا ما تذكرون) *.

__________________________

(1) - جوامع الجامع: 339، عنهم عليهم السلام، القمي 2: 129.

(2) - ذيل الايات: 53 - 54.

(3) - البيضاوي 4: 119، الكشاف 3: 155.(*)

__________________________

[ 914 ]

* (أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر) * بالنجوم وغيرها * (ومن يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته) * يعني المطر * (أإله مع الله) * يقدر على شئ من ذلك * (تعالى الله عما يشركون) *. * (أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والارض) * بأسباب سماوية وأرضية * (أإله مع الله) * يفعل ذلك * (قل هاتوا برهانكم) * على شئ من ذلك * (إن كنتم صادقين) * في إشراككم. * (قل لا يعلم من في السموات والارض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون) *. * (بل ادارك) *: تتابع حتى استحكم * (علمهم في الاخرة) * القمي: يقول: علموا بعد ما كانوا جهلوا في الدنيا (1). * (بل هم في شك منها) *: في حيرة * (بل هم منها عمون) * لاختلال بصيرتهم. قيل: الاضرابات الثلاث تنزيل لاحوالهم (2). * (وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا أإنا لمخرجون) * من الاجداث، أو من الفناء إلى الحياة. * (لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل) *: قبل هذا * (إن هذا إلا أساطير الاولين) *: أكاذيبهم التي هي كالاسمار (3). * (قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين) * تهديد وتخويف. * (ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون) * فإن الله يعصمك منهم. * (ويقولون متى هذا الوعد) *: العذاب الموعود * (إن كنتم صادقين) *.

__________________________

(1) - القمى 2: 132.

(2) - الكشاف 3: 157، البيضاوي 4: 120.

(3) - الاسمار جمع السمر: الحديث في الليل. القاموس المحيط 2: 53(سمر).(*)

[ 915 ]

* (قل عسى أن يكون ردف لكم) *: تبعكم ولحقكم * (بعض الذي تستعجلون) * قيل: هو عذاب يوم بدر (1). * (وإن ربك لذو فضل على الناس) * بتأخيره عقبوتهم لعلهم يرجعون * (ولكن أكثرهم لا يشكرون) *. * (وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم) *: ما تخفيه * (وما يعلنون) *. * (وما من غائبة) *: خافية * (في السماء والارض إلا في كتاب مبين) *: (في أم الكتاب). كذا ورد (2). * (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون) * كالتشبيه والتنزيه، وأحوال الجنة والنار، وعزير والمسيح. * (وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين) *. * (إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم) *. * (فتوكل على الله) * ولا تبال بمعاداتهم * (إنك على الحق المبين) * وصاحب الحق حقيق بالوثوق بحفظ الله ونصرته. * (إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين) *. * (وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم) * شبهوا بالموتى والصم والعمي، لعدم انتفاعهم بما يتلى عليهم * (إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا) *: من هو في علم الله كذلك * (فهم مسلمون) *: مخلصون. * (وإذا وقع القول عليهم) * (وهو ما وعدوا به من الرجعة عند قيام المهدي) كذا ورد (3). * (أخرجنا لهم دابة من الارض) * (وهو أمير المؤمنين صلوات الله عليه حين يكر).

__________________________

(1) - الكشاف 3: 158، البيضاوي 4: 121.

(2) - الكافي 1: 226، ذيل الحديث: 7، عن الكاظم عليه السلام.

(3) - تأويل الايات الظاهرة: 400، عن أمير المؤمنين عليه السلام، مجمع البيان 7 - 8: 234، جوامع الجامع: 341، ورد(*)

[ 916 ]

كذا ورد في أخبار (1) كثيرة (2) * (تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) *. قال: (كلم الله من قرأ تكلمهم يعني بالتخفيف. قال: ولكن تكلمهم بالتشديد) (3). قال: (والله ما لها ذنب وإن لها للحية) (4). وقال: (معها خاتم سليمان وعصا موسى، يضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه: هذا مؤمن حقا، ويضعه على وجه كل كافر فيكتب: هذا كافر حقا. قال: وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة، فلا تقبل توبة ولا عمل يرفع (ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) (5)) (6). * (ويوم نحشر من كل أمة فوجا) * قال: (يعني يوم الرجعة) (7). * (ممن يكذب بآياتنا) *. قال: (الايات أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام) (8). * (فهم يوزعون) *: يحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا. * (حتى إذا جاؤوا) * إلى المحشر * (قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون) *. تبكيت لهم، إذ لم يفعلوا غير التكذيب. * (ووقع القول عليهم) *: حل بهم العذاب الموعود * (بما ظلموا) *: بسبب ظلمهم، وهو التكذيب بآيات الله * (فهم لا ينطقون) * باعتذار، لشغلهم بالعذاب.

__________________________

من آل محمد عليهم السلام.

(1) - الكافي 1: 198، الحديث: 3، القمي 2: 130، مختصر بصائر الدرجات: 42 - 43 و 209، مجمع البيان 7 - 8: 234.

(2) - في(ب) زيادة:(غير معتبرة).

(3) - جوامع الجامع: 341، عن أبي جعفر عليه السلام.

(4) - مجمع البيان 7 - 8: 234، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

(5) - الانعام(6): 158.

(6) - كمال الدين 2: 527، الباب: 47، ذيل الحديث الطويل: 1، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

(7) - القمي 2: 36 و 130، مختصر بصائر الدرجات: 43، عن أبي عبد الله عليه السلام بالمضمون.

(8) - القمي 2: 130، مختصر بصائر الدرجات: 43، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 917 ]

قال: (والدليل على أن هذا في الرجعة، قوله: (ويوم نحشر من كل أمة فوجا) فقيل: إن العامة تزعم: أنه يوم القيامة، فقال: فيحشر الله عزوجل يوم القيامة من كل أمة فوجا، ويدع الباقين ؟ ! لا، ولكنه في الرجعة. وأما آية القيامة فهي (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) (1)) (2). وورد: (ليس أحد من المؤمنين قتل إلا ويرجع حتى يموت، ولا يرجع إلا من محض الايمان محضا، ومن محض الكفر محضا) (3). وفي رواية: (فلا يدعون وترا لال محمد إلا قتلوه) (4). * (ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه) * بالنوم والقرار * (والنهار مبصرا) * أصله ليبصروا فيه، فبولغ فيه بجعل الابصار حالا من أحواله المجبول عليها * (إن في ذلك لايات لقوم يؤمنون) *. * (ويوم ينفخ في الصور) * روي: (إنه قرن من نور التقمه إسرافيل) (5). * (ففزع من في السموات ومن في الارض) * من الهول. وعبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه * (إلا من شاء الله) * أن لا يفزع، بأن يثبت قلبه * (وكل أتوه داخرين) *: صاغرين. * (وترى الجبال تحسبها جامدة) *: ثابتة في مكانها * (وهى تمر مر السحاب) * في السرعة. قيل: وذلك لان الاجرام الكبار إذا تحركت في سمت واحد لا تكاد تبين (6) حركتها (7). * (صنع الله الذي أتقن كل شئ) *: أحكم خلقه وسواه على ما ينبغي * (إنه

__________________________

(1) - الكهف(18): 47.

(2) - القمي 2: 130، مختصر بصائر الدرجات: 43، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - المصدر: 131، مختصر بصائر الدرجات: 43، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - الكافي 8: 206، الحديث: 205، العياشي 2: 281، الحديث: 20، عن أبي عبداله عليه السلام.

(5) - تفسير القرآن العظيم(لابن كثير) 3: 112، ذيل الاية: 99 من سورة الكهف.

(6) - في(ب):(تتبين).

(7) - البيضاوي 4: 122.(*)

[ 918 ]

خبير بما تفعلون) *. * (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون) *. * (ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار) *: فكبوا على وجوههم. قال: (الحسنة معرفة الولاية وحبنا أهل البيت، والسيئة إنكار الولاية وبغضنا أهل البيت) (1). * (هل تجزون إلا ما كنتم تعملون) *. * (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها) *. ورد: (إن قريشا لما هدموا الكعبة وجدوا في قواعده حجرا فيه كتاب لم يحسنوا قراءته، حتى دعوا رجلا فقرأه، فإذا فيه: أنا الله ذو بكة، حرمتها يوم خلقت السماوات والارض، ووضعتها بين هذين الجبلين، وحففتها بسبعة أملاك حفا) (2). وقال النبي صلى الله عليه وآله: (ألا إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والارض، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة، لا ينفر صيدها، ولا يعضد شجرها، ولا يختلى خلاها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد (3)، فقال العباس: يا رسول الله إلا الاذخر فإنه للقبر والبيوت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إلا الاذخر) (4). * (وله كل شئ وأمرت أن أكون من المسلمين) *: المنقادين. * (وأن أتلو القرآن فمن اهتدى) * باتباعه إياي في ذلك * (فإنما يهتدي لنفسه) *: فإن منافعه عائدة إليه * (ومن ضل) * بمخالفتي * (فقل إنما أنا من المنذرين) * فلا علي من وبال ضلالته شئ، إذ ما على الرسول إلا البلاغ، وقد بلغت. * (وقل الحمدلله) * على نعمة النبوة، وعلى ما علمني ربى ووفقني للعمل به

__________________________

(1) - الكافي 1: 185، الحديث: 14، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - الكافي 4: 225، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - نشد الضالة: طلبها وعرفها. القاموس المحيط 1: 354(نشد).

(4) - الكافي 4: 226، ذيل الحديث: 3، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 919 ]

* (سيريكم آياته) * إذا رجعتم إلى الدنيا ورجعوا * (فتعرفونها) *: فتعرفون أنها آيات الله، حين لا تنفعكم المعرفة. قال: (الايات أمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم، إذا رجعوا إلى الدنيا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم في الدنيا. وقال أمير المؤمنين عليه السلام: والله ما لله آية أكبر مني) (1). * (وما ربك بغافل عما تعملون) *.

__________________________

(1) - القمي 2: 132.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21402083

  • التاريخ : 19/04/2024 - 12:28

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net