• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : اللقاءات والأخبار .
              • القسم الفرعي : لقاء مع حملة القرآن الكريم .
                    • الموضوع : لقاء مع القارئ الدولي الأستاذ الحاج عامر الكاظمي .

لقاء مع القارئ الدولي الأستاذ الحاج عامر الكاظمي

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ

 

اجری الحوار: السيد:عبدالرحيم التهامي.

دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم

 يواصل الموقع الالكتروني التابع لدار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم إجراء سلسلة من الحوارات القرآنية مع أساتذة الدار وطلبتها ومع نخبة من قرّاء و حفاظ العالم الإسلامي.

وتبرز اهميّة هذه الحوارات القرآنية في أنّها تقدم إضاءات وافية على تجارب الحفّاظ وتقرّب مسيرتهم القرآنية للقارئ الكريم، والذي سيجد فيها نماذج جديرة بالاقتداء، خاصّة وأنّ الجيل القرآني المنشود قد يرى في تجارب هؤلاء الحفّاظ والقرّاء ما يشجّعه على الانضمام إلى هذه المسيرة القرآنية المباركة.

كما أنّ الحوارات المخصّصة لأساتذة الدار من شأنها أن تسهم ـ بلا أدنى شك ـ في الكشف عمّا تراكم من خبرة في أساليب التحفيظ والمناهج الدراسية المعتمدة في دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم والتي بدأت تسجّل حضوراً ملفتاً على الساحة القرآنية، سواءً من خلال الدور التأطيري الذي تضطلع به ، أم بالنظر للإنجاز المشرّف الذي يحرزه طلابها في مختلف المسابقات القرآنية.

 

لقاء مع القارئ الدولي الأستاذ الحاج عامر الكاظمي

 

 س- في البداية نرحب بفضيلة الشيخ و الأستاذ القارئ في دار السيدة رقية(ع) للقرآن الكريم، وكما جرت العادة نرجو منكم تقديم بطاقة تعريفية مختصرة عن شخصكم الكريم..للقارئ الكريم؟

ج- أشكركم وأعبّر لكم عن سروري لا سيما وأنا في هذه الدار التي تحمل اسم السيدة رقية بنت الحسين (ع).. أنا القارئ وخاتم القرآن الحاج عامر الكاظمي من مدينة الكاظمية المقدسة، وبدعوة كريمة أتشرف بزيارة هذا المكان الطيب، ولقد وفقني الله أن اقرأ في كثير من الدول العربية والإسلامية، ووفقني الله سبحانه وتعالى أن اختم القرآن بالختمة المرتلة الطيبة، وأتمنى من الله أن تدخل إلى قلوب كل المؤمنين، وبإمكانية بسيطة جدا. وأنا الآن مدرّس في معهد القرآن الكريم والتراث الإقرائي التابع لديوان الوقف الشيعي، مدرس في مادة حفظ القرآن، وعندي كثير من الطلاب والطالبات في المرحلة الأولى، وأتمنى من الله إنشاء الله حفظ القرآن كاملاًَ.

س- كيف كانت بدايتكم مع القرآن الكريم وما هي أهم العوامل التي أثرّت في مساركم القرآني؟

ج- كانت البداية حقيقة وأنا طفل صغير؛ وعمري خمس سنوات، وكانت تصطحبني والدتي أعزها الله بنوره الكريم وتأخذني إلى الشيخ الملاّ الذي كان يحفظنا السور القصيرة.. وأنا طفل صغير عمري أربع أو خمس سنوات كنت أحفظ في الصف ما يتلوه الشيخ، في ذلك الوقت كان المرحوم الشيخ جواد في جامع ترك بالكاظمية قرب مرقد الإمامين الكاظميين (ع)، بعدها انتقلت إلى المرحلة الابتدائية وكان هناك معلم يأتيني في درس الدين فشجعني كثيرا، وكنت أتلو القرآن في الصف، فعندما كنت أتلو بصوتي هذا وبأدائي كان جميع الطلبة يحفظون هذه الآيات من القرآن الكريم.. هذه كانت البداية، وبعدها طبعاً كان جاري هو الشيخ حسّون رحمة الله عليه من كبار قرّاء الكاظمية، ومن كبار قرّاء العراق وكان يقرأ بالطريقة المصرية؛ يعني كما يقرأ الشيخ أبو العينين الله يحفظه، حقيقة أنا تأثرت بقراءة هذا الرجل وكنت مجاورا لداره، فطلبت منه أن يدخلني دورة عنده حتى أتعلم كيف اقرأ القرآن.

س- معظم القرّاء يمرون من مرحلة المحاكاة والتقليد قبل أن يتبلور لهم أسلوبهم الخاص في القراءة..هل مررتم بنفس التجربة؟

ج- نعم أنا كنت متأثرا بالشيخ أبو العينين وبإمكاني أن أقلد قراءته ..أنا حقيقة كنت أعشق هذا القارئ وأيضا كنت استمع إلى المرحوم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمة الله عليه وكنت أقلده بشكل ملفت..

هكذا يعني كانت البدايات، التقليد والمحاكاة، والحمد لله الآن أنا اخترت لي طريقة خاصة في القراءة، ووفقني الله أن اقرأ بطريقة خاصة، بحيث عندما اقرأ يقولون هكذا يقرأ عامر الكاظمي بصوت حزين وشجي.

س- إذاً أنتم كان همّكم أن تنتهوا إلى أسلوب خاص بكم في القراءة، وأن تمنحوا تلاوتكم بصمة خاصة؟

ج- طبعا كل قارئ يتمنى أن تكون له هوية خاصة وأنا عندما اقرأ كما قلت لك قبل قليل يقولون هذا القارئ عامر الكاظمي، قراءة تتميز بالحزن والشجن لأنه وكما ورد في الرواية عن رسول الله(ص) : " اقرؤوا القرآن بحزن كما نزل بحزن"، وأنا أعطيت ميزة لقرائتي بهذا الطابع الحزين في القراءة.

وهذا الأسلوب في القراءة، أي القراءة بالشجن له مكانة كبيرة في الدول الإسلامية والعربية ولاسيما العراق.

س- سمعنا أنّ قراءتكم لمقتل الإمام الحسين(ع) في العاشر من محرم الحرام كانت مؤثرة للغاية، كما أبانت على موهبة لكم في هذا المجال..هل تحدثونا عن هذه التجربة؟

ج- أشكركم على سؤالكم الطيب هذا.. أنا في البداية كنت أطمح لأن أكون قارئا للقرآن، لأنّ القرآن لا يضاهيه شيء، وأحسست –أيضا- أنه لديّ إمكانية بأن اقرأ الأدعية الخاصة بأهل البيت والنبي الأكرم (ص) وكذلك المناجاة، وكان أن خضت تجربة قراءة المقتل، مقتل وشهادة الإمام الحسين بن علي (ع) بأسلوب وبطريقة غير تقليدية، وحقيقة الناس كانوا يتفاعلون مع القراءة بشكل منقطع النظير، نعم هذا توفيق من الله وأنا لا أخفي أن أقول وبأمانة أنّه عندما كنت اقرأ مقتل الإمام الحسين (ع)، كنت أشعر كأنّ نورا يهبط عليّ من السماء، كنت اقرأ وأسمع البكاء.. يعني هذه كرامة من عند الله بلا شك، هذه كانت أول تجربة وبإمكانية بسيطة جدا.

س- وماذا عن القراءات..هل لديكم مشروع للقراءة على طريقة ورش، علما أن أهل المغرب الإسلامي يقرأون على طريقة ورش؟

ج- والله أنا –طبعا- أبقى خادما للقرآن وخادما للنبي(ص) وأهل البيت عليهم السلام، يعني هذا كل إنسان يتمنى أن يصل إلى هذه المكانة.. أنا حقيقة لا أخفي عليكم وأتمنى وأطلب من الله بحق هذا المكان ولاسيما أنا في هذه الدار؛ دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم.. أتمنى أن أقرأ القرآن والختمة المرتلة برواية ورش إن شاء الله، أتمنى من الله وأدعوه أن يوفقني لذلك.

س- كيف هو واقع الحركة القرآنية في العراق..خاصة في مرحلة ما بعد سقوط النظام؟

ج- حقيقة من بعد 2003 فقد نهض العراق نهضة قرآنية كبيرة وملموسة،  الآن نحن في صحن الإمام الحسين عليه السلام، هذا المرقد الطاهر للإمام الحسين عليه السلام يخرّج ألف حافظ للقرآن سنويا، ألف حافظ فقط في كربلاء، فما بالك ببقية المحافظات الأخرى في الحقيقة طفرة لطيفة في العراق، طفرة لا يتوقعها الإنسان، و إنشاء الله سيحصل المزيد، لأنّ المسابقات القرآنية ولاسيما على صعيد ديوان الوقف الشيعي، وديوان الوقف السني أيضا؛ هناك اهتمام كبير على إقامة المحافل القرآنية والندوات القرآنية، والآن نحن في مركز علوم القرآن والتراث للإقراء والذي أنا جزء منه؛ ولا سيما مدير المركز الأستاذ عادل زامل الكناني الله يحفظه هو وسماحة الشيخ صالح الحيدري المشرف الأول على هذه الدورات و المسابقات، تقام سنويا أكبر مسابقة دولية في العراق، ويحضر القرّاء من كل أرجاء العالم الإسلامي، وبكلمة العراق الآن وعلى الصعيد القرآني بخير، وهو يتصاعد في مسيرته القرآنية بفضل من الله ومنّة منه والحمد لله على ذلك.

س- وماذا عن المسابقات القرآنية..على اعتبار أنها مظهر للنشاط القرآني؟

ج- الآن في العتبة الكاظمية حقيقة لاحظت أنّ هناك دورات كثيرة، وحتى عندنا المؤسسة القرآنية العراقية التي يشرف عليها سماحة السيد حسين الصدر (دام ظله) وأخي وزميلي القارئ الأستاذ الحاج رافع العامري هناك إشراف مباشر للاهتمام بأحكام التلاوة، وحفظ القرآن الكريم، وأيضا إعطاء الأنغام العراقية والمصرية عندما تتلى في تلاوة القرآن الكريم.

 الآن ثمّة نشاط كبير في الكاظمية و مدارس كبيرة في الكاظمية المقدسة واهتمام كبير بالقرآن الكريم.

س- هل أحرز قرّاء العراق على مراتب جيدة في المسابقات القرآنية؟

ج- طبعا هناك أساتذة كبار وأنا لا أذكر أسماء لكن أقول الآن كثير منهم أساتذة في الساحة العراقية، قبل سنة حصلنا على المراكز الأولى المتقدمة في بلدان إسلامية ( ماليزيا وإيران) كما حصلنا على المرحلة الثالثة، بعض قرّاءنا أحرزوا المرحلة الثانية.. فمشاركة العراق طيبة وله مكانة طيبة في قلوب المؤمنين إنشاء الله.

الآن ما من دولة تقيم مسابقة قرآنية إلاّ وتدعو العراق لماذا؟ لأنّ هناك قرّاء كبار يشار إليهم بالبنان ويشار لهم بالتقدير، العراق أصبح الآن رمزا كما هو الحال في الجمهورية الإسلامية المباركة حيث عندهم قرّاء كبار، وأنا أتشرف بهم حقيقة، وكم أنا سعيد عندما التقي بقرّاء فطاحل، أيضا عندنا أساتذة كبار.

س- هل من كلمة- أستاذنا الجليل- توجهونها لليافعين ولشباب الأمّة؟

ج- بسم الله الرحمن الرحيم (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلاّ خسارا) قال المصطفى محمد (ص): من قرأ حرفا من القرآن كتب له عشر حسنات"، في الحقيقة أنا أتوجه إلى الشباب، أتوجه إلى كلّ الأمة الإسلامية بأن نحث أبناءنا وبناتنا على الاهتمام بالقرآن الكريم، التمعن في القرآن الكريم، وحفظ القرآن الكريم والنهل من القرآن الكريم، فكلّ شيء هالك إلاّ وجه الله، والقرآن يبقى خالدا لأنّ الله تعالى تكفّل بحفظه. يقول الله تعالى في حق رسوله(ص) " وإنك لعلى خلق عظيم"، فيجب علينا جميعا نحن القرّاء وحملة القرآن أن نتحلى بأخلاق القرآن، لأنّ خلق رسول الله محمد (ص) هو خلق القرآن.. وأكرر ندائي ولاسيما وأنا في هذه الدار؛ دار السيدة رقية عليها السلام حيث كبار القرّاء وكبار الأساتذة، وهناك طلاب واعون يحبون ويعشقون القرآن، وأسال الله أن يديمها عليهم نعمة لخدمة القرآن و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لاستماع وتنـزيل تلاوات الاستاذ عامر الكاظمي انقر على الرابط ادناه


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1297
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28