• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : إعلام الدار .
              • القسم الفرعي : الورش والدورات والندوات .
                    • الموضوع : الأئمة (عليهم السلام) وطرق الاستفادة من القرآن الكريم .

الأئمة (عليهم السلام) وطرق الاستفادة من القرآن الكريم

نبارك للأمة الإسلامية ولصاحب العصر والزمان(عجل الله تعالى فرجه) ولمراجعنا العظام ولجميع شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) بمناسبة الولادة الميمونة لثامن الأئمة الأطهار (عليهم السلام) الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام).

وبهذه المناسبة العطرة قامت دار السيد رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم باستضافة سماحة آية الله السيد منير الخباز (حفظه الله) لإلقاء محاضرة قرآنية قيّمة بعنوان (الأئمة (عليهم السلام) وطرق الاستفادة من القرآن) وفيما يلي ملخصها:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: الآيات 78-80 ].

قال سماحته (حفظه الله): حديثنا فعلاً في جهتين:

الجهة الأولى: أنواع وأقسام فهم القرآن

الجهة الثانية: طرق الاستفادة المستفادة من روايات أهل البيت (عليهم السلام) من القرآن الكريم

وقد ذكر سماحته(حفظه الله) للجهة الأولى ستة درجات، وهي:

الدرجة الأولى: نيل القرآن وفهم معانيه، ويقصد به مرحلة استظهار معانيه وفق الفهم العرفي العربي، واستشهد له بمجموعة من الآيات الكريمة من قبيل قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[يوسف: الآية3] وقوله: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}[الشعراء: الآيات 194-196].

الدرجة الثانية: التدبر في القرآن، ويقصد به الاتعاظ القلبي؛ لأنّها ليست عملية عقلية ولا استظهارية، وإنّما هي شأن من شؤون القلب والروح، فالتدبر هو استلهام الموعظة والعبرة من خلال قراءة الآيات القرآنية، واستشهد له بقوله تعالى {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: الآية 25].

الدرجة الثالثة: التعقل، ويقصد به الإحاطة بمعنى الآية، من قبيل قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[الحشر: الآية 22].

الدرجة الرابعة: استحقاق القرآن، أو ما يعبّر عنها علماؤنا بتحول القرآن إلى حقيقة قائمة راسخة بنفس ورح الإنسان، من قبيل قوله تعالى: {بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: الآية 50].

الدرجة الخامسة: الاستبطان؛وهي مرتبة التي عبّر عنها القرآن بمرتبة اللمس {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: الآية 80] ، وهي مرتبة عين اليقين، أي أن أصحابها بلغوا من القرآن مرتبة من اليقين إلى اللمس، ويقصد بها معرفة بطون القرآن الكريم.

الدرجة السادسة والأخيرة: تأويل القرآن، وهي المرتبة التي يتشكّل منها منظومة معرفية متكاملة، لأنّ في القرآن محكم ومتشابه، فالتأويل العام هو جعل القرآن منظومة معرفية متكاملة مترابطة، وهي مختصة بفئة معينة، وهم الذين عبّر عنهم في القرآن بـالراسخين في العلم، وهم غير الذين أوتوا من العلم، وغير الذين أوتوا العلم، قال تعالى:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران: الآية8] ، وهي مرتبة لا تحصل لعلماء المسلمين، وإنّما هي خاصة بأهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم أجمعين).

وقال سماحته بعد ذلك: ومنها انتقل إلى التحدّث عن الجهة الثانية، أعني ما يستفاد من طرق في الاستنارة والاستفادة من أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، إذ هي الدليل على الكتاب العزيز، وقد ذكر منها ستة طرق، وهي:

الطريق الأول: الجمع بين الآيات، وهو ما عبّر عنه العلامة الطباطبائي في تفسيره بـ (تفسير القرآن بالقرآن)، من قبيل ما نقل عن أمير المؤمنين علي(عليه السلام) في أن أقل الحمل هو ستة أشهر، فلما سأله الخليفة الثانية كيف عرفت ذلك؟ فقال من كتاب الله تعالى، وقد وضّح له ذلك بطريقة الجمع بين قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} وقوله تعالى:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: الآية 234].

الطريق الثاني: الإرشاد إلى القاعدة التي قد يغفل الذهن عن اقتناصها، من قبيل مَنْ وضع المرارة على جرحه، وسأل الإمام الصادق(عليه السلام) عن صحة المسح عليها أثناء الوضوء، فأجابه بصحته؛ مستشهداً له بقوله تعالى{... وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: الآية 79].

الطريق الثالث: الإرشاد إلى نكتة أو قرينة الاستظهار في نفس الآيات التي لا يلتف إليها وإنما ببركة الرواية يلتفت إليها، فعندما سأل الإمام الصادق (عليه السلام) من أين عرفت أن المسح ببعض الرأس، فأجاب من قوله تعالى: {... وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} [المائدة: الآية 7].أو من قبيل تفسير قوله تعالى {بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[هود: الآية87] بأنّ المراد من بقية الله هو الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجها لشريف)، حيث ورد في الآية قرينة على توضيح المراد من بقية الله، وهو قوله بعد ذلك {إن كنتم مؤمنين} فعلم أنّ المراد من بقية الله هو الربح غير المادي، لأنّ المادي يحصل للمؤمنين وغير المؤمنين.

الطريق الرابع: أن يكون من التفسير المفهومي، فقد أشار إلى وجود روايات تفسّر القرآن بالمفهوم، من قبيل قوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ}[المائدة: الآية 6] فقد فسّرت الرواية الطعام بخصوص الحبوب، لا كل ما يأكله أهل الكتاب حتى اللحوم وغيرها، فالرواية قد حددت مفهوم الآية.

الطريق الخامس: التفسير المصداقي، وهو أن تقوم الرواية بذكر أكل مصاديق الآية الكريمة، من قبيل تفسير قوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} [الفجر: الآية 28] بالإمام الحسين(عليه السلام).

الطريق السادس: ما ورد من الروايات في مقام بيان بطون القرآن الكريم،وقد أشار إلى أن عن معرفة بطون القرآن بتأويله متوقفة على معرفة القرآن كمنظومة مترابطة، فهذا القسم من الروايات يحتاج إلى بذل الجهد من العلماء ليكون علماً يستفاد منه بطون القرآن الكريم، من قبيل تفسير الإمام الصادق (عليه السلام)  لقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}  بقوله (عليه السلام): هي أمي فاطمة (عليها السلام)، وهذا هو بيان لبطن الآية؛ إذ للآية مرتبة التنزيل، ومرتبة التأويل، ومرتبة التنزيل تلقاه قلب النبي(صلى الله عليه وآله) {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ}[الشعراء: الآية 194]ومرتبة التأويل تلقاها قلب فاطمة (عليه السلام)، بحيث أصبح قلبها وعاء لتأويله، كما أنّ ليلة القدر هذا الظرف الزماني لنزول القرآن من السماء، فقلبها وعاء لنور القرآن وتأويله، فهنا الرواية قالت تعبيراً عن ذلك بفاطمة (عليها السلام).

والنتيجة: هي أننا نريد أن نصل إلى هذه النقطة المهمة، وهي أنّه ينبغي على أهل العلم والفضل العمل على جمع المزيد من الآيات المرتبطة ببطون القرآن، وربطها مع بعضها البعض، ليستفيد منها علوم ومعرفة بطون القرآن.

 

 

لأستماع محاضرة سماحة آية الله السيد منير الخباز (حفظه الله) في دار السيدة رقية عليها السلام للقرآن الكريم

انقر هنا

http://www.ruqayah.net/audio/index.php?file=1281

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1382
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29