• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس الدار التخصصية .
              • القسم الفرعي : الحفظ .
                    • الموضوع : دور القرائن في تثبيت المحفوظات (القسم الثاني) .

دور القرائن في تثبيت المحفوظات (القسم الثاني)

الأستاذ الحافظ حميد كناني

1ـ الثلاثيات

بعد تعريف الثنائيات كعناوين واضحة ودلائل شارحة وتبيين أنّ لهذه القرائن دور هام في تثبيت المحفوظات،  إذ هي نوافذ مختلفة نطل من خلالها على مختلف الجهات، وقد كانت إطلالتنا هذه على جهات ثلاثة هي الألفاظ والمعاني والأرقام والربط بين هذه الثلاثة بواسطة القرائن التي نحصل من خلالها على وجوه الاشتراك، وبالنهاية تسهيل عملية الحفظ...

(وبعد الثنائيات)... ندخل عالم الثلاثيات... وبنفس الطريقة نتعرّف على الثلاثيات التي هي القرائن المطلوبة واستخراج الوجوه المشتركة التّي تساعدنا على تسهيل وسرعة الحفظ فهي أيضاً عناوين واضحة ودلائل شارحة في أساليب حفظ القرآن الكريم، كما جاء في موضوع الثنائيات وإليك صديقي القارئ الأمثلة التالية آمل أن تكون شافية ووافية وكافية للإيصال إلى المطلوب... والله المستعان.

المثال الاول: كلمة ( العير )

وردت ثلاث مرات في القرآن الكريم، والآيات الثلاثة في سورة يوسف كما يلي:

1.      قوله تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} [يوسف: 70].

2.      قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} [يوسف: 82].

3.      قوله تعالى: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ} [يوسف: 94].

نلاحظ أنّ الترتيب السردي للسورة هو ترتيب قصصي، وبالإضافة إلى وحدة اللفظ والمعنى فإن قرينة الأرقام موجودة، وهي الفاصلة بين الآيات الثلاثة وهي العدد 12

(70+ 12=82 ـــــــــ82+ 12=94)

المثال الثاني: كلمة ( الطرف )

1.      قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ} [الصافات: 48].

2.      قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ} [ص: 52].

3.      قوله تعالى: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 56].

نلاحظ اشتراك الآيات في اللفظ والمعنى ومن ناحية الأرقام الفاصلة محفوظة.

الفاصلة بين الآيات الثلاثة هي العدد 4 ــــــــــ (48+ 4=52 ـــــــــ52+ 4=56)

المثال الثالث: (فسبح باسم ربك العظيم)

وهي جملة تامّة جاءت بصورة آية كاملة ثلاث مرات في القرآن الكريم على النحو التالي:

1.      قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الحاقة: 52].

2.      قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الرحمن: 74].

3.      قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الرحمن: 96].

نلاحظ وبشكل واضح جداً الاشتراك في ثلاثة وجوه اللفظ والمعنى مع حفظ الفاصلة من ناحية الأرقام: (52+ 22=74 ـــــــــ74+ 22=96) الفاصلة المحفوظة هي العدد 22.

المثال الرابع: ( العداوة والبغضاء )

لقد وردت الكلمتان مجتمعتان معاً أربع مرات في القرآن الكريم ثلاثة منها مشتركات على النحو التالي:

1.      قوله تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [المائدة: 14].

2.      قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ... وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ...} [المائدة: 64].

3.      قوله تعالى: {...كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ...} [الممتحنة: 4]. نلاحظ كما في الأمثلة السابقة الاشتراك في اللفظ والموضوع أو المعنى ووجود القرينة في آحاد الأرقام الثلاثة (14ـ64ـ4) والقرينة المشتركة هي الرقم 4 والموضوع المشترك هو قول النصارى واليهود وقوم إبراهيم واللفظ المشترك العداوة والبغضاء، كما هو مذكور أعلاه.

المثال الخامس: جملة (فاصبر لحكم ربك)

 جاءت بداية لثلاثة آيات وكما يلي:

1.      قوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} [الطور: 48].

2.      قوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} [القلم: 48].

3.      قوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} [الانسان: 24]. نلاحظ ان الاشتراك اللفظي في بداية الآيات الثلاثة مع الاختلاف في نهاية الآيات واشتراك سورة الطور مع سوره القلم في رقم واحد 48 ووجود القرينة في سورة الإنسان، حيث إنّ العدد 24 هو نصف العدد 48 وإليك النص الكامل للآيات الثلاث.

1.      قوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور: 48].

2.      قوله تعالى: { فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا} [الإنسان: 24].

3.      قوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} [القلم: 48].

المثال السادس:  وهو عكس المثال الخامس

وهو الاشتراك شبه اللفظي في نهاية ثلاث آيات من سورة واحدة، آيتان متتاليتان وآية تنفصل عنهما بآية واحدة والجملة الأخيرة في نهاية الآيات 44 و 45 و 47 من سورة المائدة كما يلي:

1.      قوله تعالى: { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44].

2.      قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45].

3.      قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47].

النص الكامل للآيات 44 الى 47 من سورة المائدة {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44].

قوله تعالى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45].

قوله تعالى: {وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ* وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الآية: 46ـ47].

2ـ ثلاثيات من نوع آخر

     المثال الأول: كلمة (اللؤلؤ)

 وردت ست مرات في القرآن الكريم

الحج 23ـ فاطر 33 ـ الطور 24 ـ الرحمن 22 ـ الواقعة 23 ـ الإنسان 19 وكما نلاحظ أنّ هناك ثلاث سور أرقامها متتالية على النحو التالي:

1.                قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: 22].

2.                قوله تعالى: { كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} [الواقعة23].

3.                قوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} [الطور: 24].

وأيضاً وجود قرينتي التشابه اللفظي و العددي بين آيتي الحج وفاطر كما يلي:

1.                قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [الحج: 23].

2.                 قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [فاطر: 33].

إضافة إلى وجود التشابه أو قرينة العدد بين 23 و 33. ثمّ تأتي سورة الإنسان منفصلة بمفردها، ويمكن تقييم الآيات الستة على الشكل التالي:

 1. سورة الانسان 2. سورتي الحج وفاطر 3. سورة الرحمن والواقعة والطور وفي النهاية نحصل على ثلاث مجموعات:

المجموعة الاولى آية واحدة الانسان 19.

والمجموعة الثانية آيتان الحج 23 و فاطر 33.

والمجموعة الثالثة الرحمن 22. والواقعة 23 والقدر 24.

المثال الثاني: ( فعل تبارك )

لقد ورد هذا الفعل تسع مرات في القرآن الكريم، ويمكن تقسيم هذه الآيات التسعة إلى ثلاث مجاميع:

المجموعة الأولى:

  1. قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54].
  2. قوله تعالى: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14].
  3. قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 64].

نلاحظ وبشكل واضح جداً النهاية المشتركة للآيات فمن ناحية الرقم فالعدد 4 هو القاسم المشترك، واللفظ المشترك هو تبارك الله والمعنى المشترك، هو خلق الإنسان في آية المؤمنون (14) وخلق السموات والأرض في آية الأعراف (54) ، وكلاهما في آية غافر 64.

المجموعة الثانية :

جاء الفعل تبارك ثلاث مرات في سورة واحدة هي الفرقان نلاحظ الآيات بدون شرح.

  1. قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1].
  2. قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا} [الفرقان: 10].
  3. قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا} [الفرقان: 61].

المجموعة الثالثة :

وتضم ثلاث آيات على النحو التالي:

1.                قوله تعالى: {وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [الزخرف: 85].

2.                قوله تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن: 78].

3.                قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [تبارك: 1].

نلاحظ أنّ الفعل تبارك هو القاسم المشترك الذي جاء في أوّل الآيات الثلاث وليس هناك اشتراك آخر؛ إذ نشير هنا إلى بعض القرائن، فالقرينة بين سورة الرحمن وسورة الملك هي أنّ الآيتين جاءتا على النحو التالي:

أول آية في سورة الملك وآخر آية في سورة الرحمن، وكذلك هناك اشتراك موضوعي وشبه لفظي بين الآية الأولى من سورة الملك، والآية 85 من سورة الزخرف (لاحظ بداية الآيتين).

1.                قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [تبارك: 1].

2.                قوله تعالى: {وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [الزخرف: 85].

المثال الثالث:

 هذا الاسم مهم جداً لأنّه يجمع التشابه من كلّ الوجوه، فالآيات الثلاثة نشاهدها على النحو التالي:

1.                قوله تعالى: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى} [طه: 22].

2.                قوله تعالى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [النمل: 12].

3.                قوله تعالى: {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [القصص: 32].

من خلال الأمثلة المذكورة أعلاه يمكن ملاحظة المعنى المشترك بشكل واضح، وهو قصّة موسى (عليه السلام) في مشاهد مختلفة، وأمّا الأرقام الثلاثة للآيات الثلاث فهي متشابهة مع حفظ الفاصلة ، وعلى النحو التالي:

النمل: 12، طه: 22، القصص 32 فالرقم 2 هو القاسم المشترك والرقم 10 هو الفاصلة العددية المحفوظة. 12+= 22 - 22+ 10=32.

وأمّا الناحية اللفظية للآيات المذكورة فالاشتراك والاختلاف ظاهر من بداية كلّ آية إلى نهايتها، والنظرة الواحدة للآيات تكفي و لا نحتاج إلى الشرح.

هذا ما تيسر تقدّيمه للقارئ الكريم من باب الثلاثيات، ولو أردت التفصيل لقدمت إضعاف ذلك، فالأمثلة كثيرة جداً ، ولكني أعتقد أنّ هذه الإشارة تكفي، وإنّ هذه العبارة تشفي ويمكن الآن للحافظ الكريم أن يستنبط ويستخرج أمثلة أخرى مشابهة لما سبق ذكره { تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89] {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35].


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1603
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28