• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس الدار التخصصية .
              • القسم الفرعي : المفاهيم القرآنية .
                    • الموضوع : مختارات ميسَّرة من المفاهيم القرآنية: 3- حب الاطلاع والحاجة إلى الكمال .

مختارات ميسَّرة من المفاهيم القرآنية: 3- حب الاطلاع والحاجة إلى الكمال

اعداد: القسم الثقافي في دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / السيد حكمت أسد الموسوي

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمد وآله الطاهرين.

بحثنا في الموضوع السابق وقبله موضوع (1-عرفان الجميل) وأن النعم تقع على قسمين: نعم ظاهرية كالماء والهواء والطعام... ونعم باطنية كنعمة العقل والعلم والصحة والأمان والإسلام و... وأن شكر المنعم ينقسم إلى الشكر القولي والشكر الفعلي. (2- اختيار الطريق الصحيح) وهو من المواضيع المهمة والمصيرية للخروج من الشبهات (لأن الإنسان إذا تحير فإنه يبحث عن الخلاص ومن يخرجه من تلك الحيرة، بشرط أن يتميّز الهادي بصفات وخصال عليا تؤهّله لهداية الإنسان) وذلك بالاستعانة بالله تعالى عن طريق القرآن الكريم والروايات الشريفة، وبأخذ جملة من العوامل المساعدة على الهداية الإلهية منها: الإخلاص لله تعالى وتقواه والتوكّل عليه، الاتعاظ والتفكّر، تزكية النفس، العمل الصالح، شكره سبحانه والثناء عليه..

وهما ـ أي: عرفان الجميل والحاجة إلى الهداية ـ من الأسباب التي تدعونا إلى معرفة الخالق.

والسبب الثالث الذي يدعونا إلى معرفة الخالق تعالى هو:

حب الاطلاع والحاجة إلى الكمال

وهما أمران كامنان في أعماق كل إنسان، فعند الإنسان حب الاطلاع وحب الكمال، وبهما يختلف عن باقي المخلوقات التي لا تطوّر نفسها، بل تقف عند الحد الذي حدّه الله لها، فالنحلة هي نفسها النحلة منذ خلقها الله، وبيتها كنفس البيت الذي صنعته منذ آلاف السنين، أما الإنسان فحب الاطلاع لديه لا ينتهي طوال حياته، فهو يريد دائماً أن يعرف: من أين جاء؟ ومَن خلقه؟ ولماذا جاء؟ وإلى أين يذهب؟ وهكذا

فحب الاطلاع هذا من الأسباب التي تدعو الإنسان إلى معرفة الخالق تعالى لأن معرفة الله تعالى تغذي عند الإنسان هذه الحاجة وتجيبه عن أسئلته المتكررة: من أين جئت؟ ومَن خلقني؟ وإلى أين أذهب؟ وهكذا. بل يجيب القرآن الكريم والروايات والشريفة عن جميع الأسئلة بشكل واضح ومنطقي ومقنع، ولا يبقى الإنسان متحيراً عندها.

والإنسان أيضاً بفطرته يطلب الكمال فإذا دخل في الصف الأول من المدرسة مثلاً فيقول في نفسه متى أذهب إلى الصف الثاني؟ وهكذا. وإذا تعلم شيئاً فيقول أريد أن أتعلم أكثر... 

وإنّ الله تعالى خلق الإنسان في أفضل قابلية للكمال المادّي والروحي معاً فقال: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [سورة التين: 4] فإنّ الجسم الإنساني بما له من طاقات وقابليّات، يمكنه القيام بعجائب الأمور، وهو ما نراه حاليّاً من التقدّم العلميّ في كل المجالات. وأما الروح الإنسانية بما أراها الله تعالى من طريق الخير والشرّ ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ [سورة البلد، 10] فهي أيضاً لها القابلية في العروج والارتقاء إلى أعلى درجات الكمال. فمن الظلم أن لا يسعى الإنسان إلى تحقيق هذا الكمال مع توفّر تمام القابليات فيه، فيقال في حق أولئك الذين لا يطلبون الكمال والرقي: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [سورة الفرقان، 44].

المعرفة وطلب الكمال في الآيات الكريمة

ومن الشواهد على ذلك من القرآن الكريم في موضوع المعرفة والاطلاع:

خلقكم من نفس واحدة

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ (آدم عليه السلام) وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا (حواء عليها السلام من أضلاعه) وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [سورة النساء: 1]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ...﴾ [الحج: 5]

ما يتعلق بالخلقة من الزوجية وحسن الصورة

قال تعالى: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الذاريات: 49]، ﴿وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا﴾ [النبأ: 8]، ﴿وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ﴾ [الرعد: 3]، ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [المؤمنون: 12-14]، ﴿اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [غافر: 64]، ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ [التغابن: 3]

الاتقان في الخلقة وتمهيدها

﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ * وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ﴾ [الذاريات: 47-48]، ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ [النبأ: 6-7]، ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا﴾ [الرعد: 3]

التفكّر في الخلقة والغاية منها

قال سبحانه: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران : 191]

وقال تعالى في الغاية من الخلقة: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [سورة الذاريات: 56]

الإخبار عن يوم الحساب ووقت الساعة

ونقرأ في قوله تعالى (من الجزء الثلاثين): ﴿قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾ [سورة الواقعة: 49-50]، ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ(1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ(2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ(3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ(4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ(5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا(6)... إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا(17)... إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا(21)... إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا(27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا(28)... إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (فوزاً وظفراً بالمطلوب) (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا(32)... يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا(38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا(39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا(40)﴾ [سورة النبأ: 1-40]

﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (متى إقامتها) (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا(43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا(44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا(45)﴾ [سورة النازعات: 42-45]

﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا(1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا(2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا(3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (تحدث الخلق عن أخبارها) (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا(5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (ليروا جزاء أعمالهم) (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8)﴾ [سورة الزلزلة: 1-8]

طلب الكمال والتزكية

ونقرأ أيضاً (من الجزء الثلاثين): ﴿فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى‏ * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى‏﴾ [سورة النازعات: 18-19]

المعرفة وطلب الكمال في الروايات

ومن الشواهد على ذلك من الروايات الشريفة:

خلق العالم

من كلام لأمير المؤمنين (عليه السلام) في مخلوقات الله تبارك وتعالى: «أَنْشَأَ الْخَلْقَ إِنْشَاءً وَابْتَدَأَهُ ابْتِدَاءً بِلَا رَوِيَّةٍ أَجَالَهَا وَلَا تَجْرِبَةٍ اسْتَفَادَهَا وَلَا حَرَكَةٍ أَحْدَثَهَا وَلَا هَمَامَةِ 7 نَفْسٍ اضْطَرَبَ فِيهَا أَحَالَ الْأَشْيَاءَ لِأَوْقَاتِهَا وَ[لَاءَمَ‏] لَأَمَ بَيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا وَغَرَّزَ غَرَائِزَهَا وَأَلْزَمَهَا أَشْبَاحَهَا عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدَائِهَا مُحِيطاً بِحُدُودِهَا وَانْتِهَائِهَا عَارِفاً بِقَرَائِنِهَا وَأَحْنَائِهَا: ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ فَتْقَ الْأَجْوَاءِ وَشَقَّ الْأَرْجَاءِ وَسَكَائِكَ الْهَوَاءِ فَأَجْرَى فِيهَا مَاءً مُتَلَاطِماً تَيَّارُهُ مُتَرَاكِماً زَخَّارُهُ حَمَلَهُ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ الْعَاصِفَةِ وَالزَّعْزَعِ الْقَاصِفَةِ فَأَمَرَهَا بِرَدِّهِ وَسَلَّطَهَا عَلَى شَدِّهِ وَقَرَنَهَا إِلَى حَدِّهِ الْهَوَاءُ مِنْ تَحْتِهَا فَتِيقٌ وَالْمَاءُ مِنْ فَوْقِهَا دَفِيقٌ ...‏» [نهج البلاغة، الخطبة الأولى].

الدعاء في طلب الكمال

ونقرأ في الدعاء: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَ بَلِّغْ بِإِيمَانِي أَكْمَلَ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْ يَقِينِي أَفْضَلَ الْيَقِينِ، وَانْتَهِ بِنِيَّتِي إِلَى أَحْسَنِ النِّيَّاتِ، وَبِعَمَلِي إِلَى أَحْسَنِ الْأَعْمَالِ. (2) اللَّهُمَّ وَفِّرْ بِلُطْفِكَ نِيَّتِي، وَصَحِّحْ بِمَا عِنْدَكَ يَقِينِي، وَاسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ مَا فَسَدَ مِنِّي ...» [الصحيفة السجادية، من دعائه عليه السلام في مكارم الأخلاق ومرضيّ الأفعال، الدعاء20]

أهمية المعرفة والاطلاع

وعن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه كان يقول: «إِلَهِي بَدَتْ قُدْرَتُكَ وَ لَمْ تَبْدُ هَيْبَتُكَ فَجَهِلُوكَ وَ بِهِ قَدَّرُوكَ وَ التَّقْدِيرُ عَلَى غَيْرِ مَا بِهِ وَصَفُوكَ فَإِنِّي بَرِي‏ءٌ يَا إِلَهِي مِنَ الَّذِينَ بِالتَّشْبِيهِ طَلَبُوكَ لَيْسَ كَمِثْلِكَ شَيْ‏ءٌ إِلَهِي وَ لَنْ يُدْرِكُوكَ وَ ظَاهِرُ مَا بِهِمْ مِنْ نِعَمِكَ دَلِيلُهُمْ عَلَيْكَ لَوْ عَرَفُوكَ وَ فِي خَلْقِكَ يَا إِلَهِي مَنْدُوحَةٌ [سعة] أَنْ يَتَنَاوَلُوكَ بَلْ سَوَّوْكَ بِخَلْقِكَ فَمِنْ ثَمَّ لَمْ يَعْرِفُوكَ وَ اتَّخَذُوا بَعْضَ آيَاتِكَ رَبّاً فَبِذَلِكَ وَصَفُوكَ تَعَالَيْتَ رَبِّي عَمَّا بِهِ الْمُشَبِّهُونَ نَعَتُوكَ.» [الأمالي( للصدوق)، ص: 609]

الخلاصة

حب الاطّلاع والحاجة إلى الكمال موجودان في داخل كل إنسان، وبهما يختلف عن المخلوقات التي لا تطوّر نفسها، فحب الاطلاع عند الإنسان لا ينتهي طوال حياته، فهو يريد دائماً أن يعرف: من أين جاء؟ ومَن خلقه؟ ولماذا جاء؟ وإلى أين يذهب؟...

وحبّ الاطّلاع من الأسباب التي تدعو الإنسان إلى معرفة الخالق تعالى لأن معرفة الله تعالى تغذّي عند الإنسان هذه الحاجة وتجيبه عن أسئلته المتكررة تلك بشكل صحيح ومقنع، ولا يبقى الإنسان متحيراً.

وإنّ الله تعالى خلق الإنسان في أفضل قابلية للكمال المادّي والروحي، لذا نراه يتقدّم اليوم في كل المجالات العلمية. والإنسان بما أراه الله تعالى طريق الخير والشرّ ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ [سورة البلد، 10] فله القابلية في العروج والارتقاء إلى أعلى درجات الكمال. فمن الظلم أن لا يحقّق الإنسان هذا الكمال، مع وجود تمام القابلية عنده، فيقال في حق أولئك الذين لا يطلبون الكمال والارتقاء: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ [سورة الفرقان: 44]. لماذا خُلقنا؟ ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]. إلى أين ننتهي؟ ﴿قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾ [الواقعة: 49-50]... ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: 7-8].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقالة مرتبطة:

مختارات ميسّرة من المفاهيم القرآنية: 1- عرفان الجميل

مختارات ميسَّرة من المفاهيم القرآنية: 2- الهداية


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2242
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19