• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .
              • القسم الفرعي : القرآن والمجتمع .
                    • الموضوع : أصناف خلق الله في القرآن الكريم (القسم الثالث) .

أصناف خلق الله في القرآن الكريم (القسم الثالث)

السيد مرتضى العسكري

(3) ـ . الدّوابّ

قال‌ سبحانه‌ وتـعالى في:

أ ـ سورة النور:

﴿والله‌ خَلَقَ‌ كلَّ‌ دابَّةٍ مِن ماءٍ‌ فَمِنهُم‌ مَن يمشي على بَطنِهِ‌ وَمِنهُم‌ مَن يمشي على رجلَينِ وَمِنهُم مَن يمشي على أَربَعٍ يخلقُ الله ما يشاءُ إنّ‌ الله‌ على كـُلِّ شَيءٍ قَدير الآية 45‌

ب ـ سورة‌ الأنعام:

﴿وَما‌ مِن‌ دابَّةٍ‌ في الأَرضِ وَلا طائِرٍ‌ يطيرُ بِجَناحَيهِ إلاّ أُمَمٌ أَمثالُكم ما فَرَّطنا في الكتَابِ مِن شَيءٍ ثُمَّ إلى رَبِّهِم يحشَرون﴾ الآية‌ 38

ج ـ سورة النحل:

﴿وَلِلّهِ يسجُدُ مـا‌ فـي‌ السَّمواتِ‌ وَما‌ في‌ الأَرضِ مِن دابَّة‌﴾ الآية‌ 49

شرح الكلمات

دبّ دبيباً فهو دابّ: سار سيراً خفيفاً كسير النملة.

والدابّة: كلّ ما دبّ‌ على الأرض‌ من صنف الحيوان، والمقصود مـن الدابـّة في‌ الآية‌: كلّ‌ ذي‌ حياة‌ يدبُّ‌ على وجه الأرض.

تفسير الآيات:

إنّ اللّه خلق كلّ ذي حياة يدبُّ ويتحرّك من الماء، وما من حياة في الأرض، ولا طائر يطير بجناحيه في الجوّ إلاّ‌ وهم أمـم أمـثالكم؛ فـالنمل أمّة لها نظام حياة كـما للإنـسان نـظام حياة، وكذلك السمك في الماء والزواحف على وجه الأرض والحشرات في بطنها، إلى أمثالها من ذوي الحياة الحيوانية أُمم‌ أمثال‌ الإنسان؛ لكلّ نوع مـنه نـظام حـياة، وسوف ندرس إن شاء اللّه تعالى في البحث الثالث مـن (هـداية ربّ العالمين) الآتي كيف هدى اللّه تلكم الأُمم من الدّوابّ إلى نظام‌ حياتها‌.

(4) . الجنّ والشّياطين

أ ـ الجنّ والجان

جنَّ يجنُّ جنَّاً: اسـتتر، وجـنَّ الشـيء على الشيء: ستره، كما قال سبحانه:

﴿فَلَمّا جَنَّ عَلَيهِ اللَّيـْلُ﴾ الأنعام76

أي‌ فلمّا‌ ستره الليل. والجنّ والجانّ خلق‌ مستتر‌ لا يرى، وقد أخبر الله سبحانه عنهم وقال:

أ ـ عن أصلهم فـي سـورة الرحـمن:

﴿وَخَلَقَ الجانَّ مِن مَارِجٍ مَن نار﴾ الآية 15

وفي سورة الحجر‌:

﴿وَالجـانَّ‌ خـَلَقناهُ مِن قَبلُ مِن‌ نارِ‌ السَّمُوم﴾ الآية 27

ب ـ وأنّهم أُمم مثل الإنسان، في سورة فصّلت:

﴿في أُمَمٍ قـَد خـَلَت مـِن قَبلِهِم مِنَ الجِنِّ وَالإِنْس﴾ الآية 25

ج ـ وأنّ سليمان (ع) استخدمهم، في سورة سبأ:

﴿وَمـِنَ الجـِنِّ مـَن‌ يعمَلُ‌ بَينَ يدَيهِ بِإذنِ رِبِّهِ وَمَن يزِغ، مِنهُم عَن أَمرِنا نُذقهُ مِن عَذابِ السـَّعير * يـَعمَلون لَه ما يشاءُ مِن مَحارِيبَ وَتَماثيلَ وَجِفانٍ كالجَوابِ وَقُدُورٍ راسِيات﴾ الآيتان 12 ـ 13

د ـ وأنّه كان في‌ جـنود‌ سـليمان من‌ يستطيع أن يذهب من فلسطين إلى اليمن ويرجع قبل أن يقوم سليمان من مقامه، فـي سـورة النـمل‌:

﴿قالَ عِفرِيتٌ مِنَ الجنِّ أَنا آتيك بِهِ قَبلَ أَن تَقومَ مِن‌ مَقامِك‌ وِإنِّي‌ عَلَيهِ لَقـَوِي أَمـين﴾ الآية 39

ه ـ وعن عدم علمهم بالغيب، في سورة سبأ:

﴿فَلَمَّا قَضَينَا عَلَيهِ المَوْتَ مـَا ‌‌دَلَّهـُم‌ على مَوتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكلُ مِنْسأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَينَتِ الجِنُّ أَن لَو‌ كانُوا‌ يعْلَمُونَ‌ ا لْغَيبَ مَا لَبِثُوا فـي ا لْعـَذَابِ الْمُهِين﴾ الآية 14

و ـ وعن ما كانوا عليه قبل بعثة خاتم‌ الأنبياء (ص)، في سـورة الجـنّ:

1 ـ  ﴿وَأَنـَّهُ كانَ يقُولُ سَفِيهُنَا على الله شَطَطَاً﴾ الآية‌ 4

2 ـ ﴿وَأنَّهُم ظَنُّوا كما‌ ظَنَنْتُم‌ أَن لَن يبْعَثَ الله أَحَدَاً﴾ الآيـة 7

3 ـ  ﴿وَأنـَّهُ كـَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يعُوذون بِرِجالٍ مِنَ الجِنِّ فَزَادُوهُم رَهَقَا﴾ الآية 6

ز ـ وعن اسـتراقهم للسـمع بعد بعثة خاتم الأنبياء (ص)، في سورة الجنّ:

﴿وَأَنَّا لَمَسْنا‌ السَّمَاءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وِشُهُباً﴾ الآيـة 8

﴿وَأَنـَّا كنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلْسَّمْعِ، فَمَنْ يسْتَمِع الآنَ يجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصـَداً الآيـة 9

ح ـ وعن إسلامهم، في سورة الجنّ:

1 ـ ﴿وَأَنَّا مـِنَّا الصـَّالِحُونَ وَمـِنَّا دُونَ‌ ذلِك‌ كنَّا طَرائِقَ قِدَداً﴾ الآية 11

2 ـ ﴿وَأَنـَّا مـَنّا المُسلِمُونَ وَمِنّا القاسِطونَ فَمَن أَسلَمَ فَأُولئِك تَحَرُّوْا رَشَداً﴾ الآية 14

ب ـ الشّيطان

الشيطان اسم لكـلّ عـات متمرّد من الإنس والجنّ والحـيوان.

قـال سبحانه فـي‌:

أ ـ سـورة‌ الحـجر:

﴿وَلَقَد جَعَلنا في السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيـَّنّاها لِلنـَّاظرين * وَحَفِظناها مِن كلِّ شَيطانٍ رَجيم * إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِين﴾ الآيـات 16 ـ 18

ب ـ سـورة الصافّات:

﴿إنّا زَينّا السَّماءَ الدُّنيا‌ بـِزِينَة‌ الكواكب * وَحِفظَاً مِن كـُلِّ شـَيطَانٍ مارِد * لا يسَّمَّعونَ إلى المَلاِء الأعلى وَيـُقذَفُونَ مـِن كلِّ جَانِب * دُحُوراً وَلَهُم عَذابٌ واصِب * إِلاَّ مَن خَطِفَ الخَطفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِب﴾ الآيـات 6 ـ 10

ج ـ سـورة‌ الملك‌:

﴿وَلَقَد‌ زَينّا السَّماءَ الدُّنـيا بـِمَصَابيحَ وَجـَعَلنَاها‌ رُجُوماً‌ لِلشَّياطينِ‌ وَأَعـْتَدنا لَهـُم عَذَابَ السَّعير﴾ الآية 5

د ـ سـورة الأنـعام:

﴿وَكذلِك جَعَلنا لِكلِّ نِبي عَدُوّاً شِياطينَ الإنْسِ وَالجِنِّ يوحِي بَعضُهُم إلى بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ‌ غـُرُوراً‌ وَلَو‌ شـَاءَ رَبُّك مَا فَعَلُوهُ فَذَرهُمْ وَما يـَفْتَرُون * وَلِتـَصْغي‌ إِلَيهِ‌ أَفـئِدَةُ ا لَّذيـنَ لا يـُؤمَنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيرْضَوْهُ وَلِيقْتَرِفُوا مـَا هُم مُقْتَرِفُون﴾ الآيتان 112 ـ 113

ه ـ سورة الأعراف:

﴿إنّا جَعَلنا الشَّياطينَ أَولياءَ‌ لِلَّذينَ‌ لا‌ يؤمِنُون﴾ الآية 27

و ـ سورة الإسراء:

﴿إنَّ المـُبَذِّرِينَ كانُوا إخوانَ الشَّياطينِ‌ وَكانَ الشَّيطانُ لِرَبـِّهِ كـَفُوراً﴾ الآيـة 27

ز ـ سـورة البـقرة:

﴿وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشـَّيطانِ إِنـَّهُ لَكم عَدوٌّ مُبين * إِنَّما يأمُرُكم‌ بِالسُّوءِ‌ وَالفَحشاءَ‌ وَأَن تَقُولوا على الله مَا لا تَعلَمُون﴾ الآيتان 168 ـ 169

﴿الشَّيطانُ‌ يعِدكم‌ الفـَقرَ وَيـَأمُرُكم بـِالفَحشاءِ والله يعِدُكم مَغفرةً مِنهُ وَفَضلاً والله واسـِعٌ عـَليم﴾ الآيـة 268

ح ـ سـورة النـساء:

﴿وَمـَن‌ يتَّخِذ‌ الشَّيطانَ‌ وَلِياً مَن دُونِ الله فَقَد خَسِرَ خُسراناً مُبِيناً * يعِدُهُم وَيمَنِّيهِم وَما يعِدُهم‌ الشَّيطانُ‌ إِلاَّ‌ غُروراً﴾ الآيتان 119 ـ 120

ط ـ سورة المائدة:

﴿إِنَّما يرِيدُ الشَّيطانُ أَن يوقِعَ بِينَكم العَداوَةَ والبغضاء‌ فـي‌ الخَمرِ وَالمَيسِرِ وَيصُدُّكم عَن ذِكرِ الله وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَل أَنتُم مُنتَهُون﴾ الآية 91

ي ـ سورة‌ الأعراف‌ ـ أيضاً ـ:

﴿يا بِني آدَمَ لا يفْتِنَنَّكم الشَّيطانُ كما أَخرَجَ أَبَوَيكم مِنَ الجَنَّةِ ينْزِعُ‌ عَنْهُما‌ لِباسَهُما‌ لِيرِيهُما سـَوْءاتِهِما إنـَّهُ يراكم هُوَ وَقَبيلُهُ مِن حَيثُ لا تَرَونَهُم﴾ الآية 27

ج ـ إبليس

1 ـ في‌ اللّغة‌:

أَبْلَسَ يبْلِسُ مُبْلِس: حزن، تحير، يئس، سكت غمّاً، انقطع في حجّته، ومنه قوله‌ تعالى في‌ سورة الرّوم:

﴿وَيومَ تَقومُ السـَّاعَةُ يـُبْلِسُ المُجرمون﴾ الآية 12

2 ـ في القرآن الكريم:

إبليس: اسم علم‌ للشيطان‌ الذي استكبر وأبي أن يسجد لآدم (ع)، والمقصود من لفظ الشيطان إذا جاء‌ في‌ القرآن‌ الكريم بلفظ المفرد ومـع الألف واللاّم هـو إبليس.

وقد جاء أخبار إبـليس فـي القرآن الكريم‌ بلفظ‌ إبليس‌ في قوله تعالى في:

أ ـ سورة الكهف:

﴿وَإذ قُلنا لِلمَلائِكةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا‌ إِلاّ‌ إِبليسَ كانَ مِنَ الجِنِّ فَفسقَ عَن أَمرِ رَبِّهِ أَفـَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيـَّتَهُ أَولياءَ مِن دُوني وَهـُمْ لَكـُم عَدُوٌّ‌ بِئسَ‌ لِلظّالِمينَ بَدَلاً﴾ الآية 50

ب ـ سورة سبأ في قصة أهل سبأ:

﴿وَلَقَد صَدَّقَ‌ عَلَيهم‌ إِبليسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعوهُ إلاّ فَريقاً مِنَ المُؤمِنين‌ * وَما‌ كانَ‌ لَهُ عَلَيهم مِن سُلطان...﴾ الآيتان 20 ـ 21‌

وجاء‌ بلفظ الشـيطان فـي قوله تعالى في:

أ ـ سورة الأعراف في قصة آدم (ع)

﴿فَوسوسَ لَهُما‌ الشَّيطانُ‌ لِيبدِي لَهُما ما وُرِي عَنهُما‌ مِن‌ سِوءاتِهِما...* وَناداهُما‌ رَبُّهُما‌ ألم أَنهَكما عَن تِلكما الشَّجَرَةِ وَأَقُل‌ لَكما‌ إنَّ الشَّيطانَ لَكما عَدُوٌّ مـُبين﴾ الآيـتان 20 و22

ب ـ سورة يـس:

﴿ألَم‌ أَعهَدْ‌ إلَيكم يا بَني آدَمَ أَن لا‌ تَعْبُدوا الشَّيطانَ إنَّهُ لَكم‌ عَدوٌّ‌ مُبين﴾ الآية 60

ج ـ سورة فاطر‌:

﴿إِنَّ‌ الشـَّيطانَ لَكم عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّما يدعُو حِزبهُ لِيكونُوا مِنْ أَصْحابِ السـَّعير﴾ الآيـة‌ 6

شـرح‌ الكلمات

أ ـ المارِج:

المَرْج: الخلط.

والمارج‌: اللهيب‌ المختلط‌ بسواد النار.

ب ـ السموم‌:

الرِّيح‌ الحارّة غالباً بالنّهار، سُمِّيت‌ بذلك‌ لأنـّها ‌تـنفذ في مسام الجسم وتؤثّر فيه تأثير السّم.

ج ـ يزِغْ:

زاغ الإنسان يزيغ: مال‌ عن‌ القـصد وانـحرف عـن الحقّ، وعن أمر‌ اللّه‌‌.

ومن يزغ‌ منهم‌ عن‌ أمر اللّه‌: من ينحرف‌ منهم عن أمـر اللّه‌.

د ـ مَحاريب:

مفرده المحراب: صدر المجلس أو أكرم موضع فيه.

والموضع الذي‌ ينفرد‌ فـيه الملك فيتباعد عن النـاس.

والغـرفة‌ التي‌ فيها‌ مقدم‌ المعبد‌.

والمساجد يتعبَّد فيها‌.

ه ـ جِفان‌:

جمع جَفنة كالقصعة وزناً ومعني، والجفنة خصّت بوعاء الأطعمة.

و ـ الجَواب:

أوانٍ للطعام كأحواض الماء في الكبر‌ والسِّعة‌.

ز ـ راسيات‌:

جمع راسية: ثابتة الأصل راسـخة، وجمعها راسيات‌.

ح ـ العفريت‌: أقوي‌ الجنّ‌ وأخبثه‌.

ط ـ رصَداً‌:

رَصَدَهُ رَصْداً ورصَداً: قعد له على الطريق، وتهيأ لمراقبته، فهو راصد.

والرَّصَد: الحَرَسُ.

وفي الآية رَصَداً: أي راصِداً له.

ي ـ طرائق:

جمع طريقة: الحال والسيرة؛ حسنة كانت أو‌ سـيئة.

ك ـ قـِدَداً:

القِدَّةُ: الجماعةُ المختلفةُ آراؤها، وجمعها: قِدَدٌ.

وطرائق قِدَدا: أي جماعات اختلفت أهواؤهم ومشاربهم.

ل ـ القاسطون:

قَسَطَ: جار وحاد عن الحق فهو قاسط أي ظالم، والقاسطون من الجِنّ: الظالمون منهم‌

الّذين‌ لم يسْلِمُوا.

وأَقْسَطَ: عـَدَلَ.

م ـ رَشـَداً:

أي سدداً وبُعداً عن الغي والضلال.

ن ـ السَّفيهُ:

الجاهل في الدين أو النَزِق الخفيف عقله.

س ـ شَطَطاً:

شَطَّ: بعد وأفرط في البعد، وشطّ عليه: جار عليه‌.

والشَطَط‌: الإفراط في البعد والتجاوز عن الحـد.

وقـلنا على الله شططاً: أي قلنا على اللّه جوراً وبعداً عن الحقّ بإفراط.

ع ـ يعوذون:

يعوذ به: يلتجئ‌ إليه‌ ويتعلّق به.

ف ـ رَهَقاً:

رَهِقَ رَهَقاً‌: سَفِهَ‌ وطغى.

وَرَهِقَهُ المكروه: غَشِيه، ورهقته الذلّة: غشيته الذلّة.

وَزادُوهُمْ رَهَقاً: زادوهـم طـغياناً وسـفهاً وذلّة.

ص ـ دابَّةُ الأَرْضِ:

دبّ دبّاً ودبـيباً: مـشى مـشياً رويداً خفيفاً.

والدّابَّةُ‌: اسم‌ لكل حيوان ذكراً كان‌ أو‌ أنثى عاقلاً أو غير عاقل، وغُلّب على غير العاقل.

والمراد من دابة الأرض هنا: الأرضـة التـي تـأكل الخشب.

ق ـ مِنْسَأَتَهُ:

نَسَأَ الدّابة: زجرها وحثّها على السـير.

والعـصا التي ينْسَأُ بها الدابّة‌: المنسأة‌.

ر ـ الغَيب:

الغَيب: ما لا يدرك بالحواس، وما ستر عن الحواس.

ومثال ما لا يدرك بالحواس وجـود الإله الخـالق والرب المربّي الذي يتعلّمه الإنسان بعقله، وإعماله التدبّر في الأسباب والمسبّبات.

وكـذلك‌ بعض‌ صفات اللّه‌ وعوالم ما بعد الموت اللاتي يتعلّمها الإنسان بإخبار الأنبياء عنها.

ومثال المستور عن حواس النـاس: الحـوادث الكـائنة‌ في المستقبل أو الواقعة فعلاً في مكان بعيد عن الإنسان والّتي‌ تـصل‌ إلى الإنسان بإخبار الأنبياء عن كليهما، أو بإخبار الناس عمّا وقع في مكان بعيد عن الإنسان.

ش ـ رُجُوماً:

مـفرده ‌‌الرَّجـم‌، والرُّجـم: وهو ما يرجم به.

ت ـ زُخْرُف:

زَخْرَفَ القول: زينه بالكذب.

ث ـ يوحي:

الإيحاء بـمعنى‌: الوسـوسة‌.

خ ـ غـُرُوراً‌:

غَرَّهُ غُرُوراً: خدعه وأطمعه بالباطل.

ذ ـ يقْتَرِفُ وَمُقْتَرِفُون:

يقترف الحسنة أو السيئة: يعملها فهو مقترف.

ض ـ مـُبذّرين‌:

بـذَّرَ المـالَ تَبْذيراً: ضيعه تضييعاً، وفرّقه إسرافاً ووضعه في ما لا ينبغي أن‌ يضعه فيه، فهو مـبذّر‌، وهـم‌ مبذّرون.

ظ ـ خُطُوات الشّيطان:

خطا إلى الشيء: مشى إليه.

والخُطْوَة: مسافة ما بين القدمين.

ولا تـتّبعوا خـطوات الشـيطان: أي لا تقتفوا آثاره وتعملوا بوساوسه.

غ ـ الفَحْشَاء:

الفَحْشَاء: ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال‌، ويستعمل فـي المـصطلح الإسلامي أحياناً في الذنوب القبيحة.

آ ـ المَيسِر:

القِمار، وكان قمار العرب في الجاهلية بـالأزلام والقـداح.

والأزلام: جـمع زَلَم: قطع من الخشب مثل السهام كانوا يكتبون على أحدها أمرني ربّي‌، وعلى‌ الثاني نهاني ربـّي، وكـان الثالث غفلاً لا كتابة عليه، فإذا خرج ما عليه الأمر فعلوا، وما عـليه النـهي، امـتنعوا، والغفل أجالوا الأزلام مرّة أخرى.

وكانت الأزلام لقريش في الجاهلية تضعها‌ في‌ الكعبة يقوم بها سدنة البـيت.

والقـِداح: جـمع قدح: قطعة من الخشب طول المتر أو دونه، تعرض قليلاً وتسوّى لا أو نعم أو يـغفل ويـقرع بها.

با ـ سَوْاتُهما: عوراتهما.

جا‌ ـ القِبيل‌: الصنف المماثل، والجيل، والجماعة، والأتباع.

حا ـ فَسَقَ:

أ ـ في اللغة:

فـسقت الرطـبة من قِشْرِها: إذا خرجت، وفسق فلان ماله إذا أنفقه أهلكه.

ب ـ في المصطلح الإسلامي:

الفـِسْقُ: الإفـحاش في الخروج عن‌ طاعة‌ اللّه‌ وحدود شـرعه.

والفـُحْشُ: مـا عظم‌ قبحه‌ من‌ الأعمال والأقوال، والفسق يـعم الكـفر والنفاق والضلال، كما قال سبحانه:

أ ـ ﴿وَما يكفُرْ بِها إِلاَّ الفاسقُون﴾ البقرة 99

ب ـ ﴿إنَّ المُنافِقينَ هـُم الفـاسِقُون‌﴾ التوبة‌ 67‌

ج ـ ﴿فَمِنهُم مُهتدٍ وَكثيرٌ مـِنهُم فـاسِقُون﴾ الحديد 26

ويـقابل‌ الإيـمان‌ كـما قال تعالى:

﴿مِنهُم المُؤمِنُون وَأَكثَرُهُم الفـاسِقُون﴾ آل عـمران 110

3 ـ الجنّ في التفسير بالمأثور:

روي السيوطي في تفسير سورة‌ الجنّ‌ وقال‌:

(لم تحرس الجـنّ فـي الفترة بين عيسي ومحمّد، فلما بـعث‌ اللّه محمّداً صلى الله عليه وسـلّم حـرست السماء الدنيا ورميت الجن بـالشهب، فـاجتمعت إلى إبليس فقال: لقد حدث‌ في‌ الأرض‌ حدث فتعرَّفوا فأخبرونا ما هذا الحدث؟

فبعث هـؤلاء النـفر إلى تهامة وإلى جانب‌ اليمن وهـم أشـراف الجـن وسادتهم، فوجدوا النـبي صلى الله عليه وسلّم يصلّي صـلاة الغـداة بنخلة فسمعوه‌ يتلو‌ القرآن‌، فلما حضروه قالوا أنصتوا، فلمّا قضى (يعني بذلك أنه فـرغ مـن صلاة‌ الصبح‌) وَلَّوا‌ إلى قومهم منذرين مؤمنين لم يـشعر بـهم حتى نـزل: ﴿قـُلْ أُوحـِي إلى أَ نَّهُ‌ استَمَعَ‌ نـَفَرٌ‌ مِنَ الجِنّ﴾، يقال: سبعة من أهل نصيبين) [تفسير الدرّ المنثور، 6/270]

كان ذلكم بعض ما جاء من أمر‌ الجـن‌ والشـياطين وإبليس في القرآن الكريم، وجاء فـي الروايـات مـا يـأتي:

أ ـ عـن الإمام الباقر‌ (ع)، أنـه‌ قـال‌ في سليمان (ع)

إنّ سليمان بن داود، قال ذات يوم لأصحابه: إنّ اللّه تبارك وتعالى‌ قد‌ وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحـد مـن بـعدي، سخّر لي الريح، والإنس، والجن‌، والطير‌، والوحوش‌، وعـلّمني مـنطق الطـير، وآتـاني مـن كـلّ شيء، ومع جميع ما أُوتيت من الملك ما تمّ‌ لي‌ سرور يوم إلى الليل، وقد أحببت أن أدخل قصري في غد، وأصعد‌ أعلاه‌، وأنظر‌ إلى ممالكي، فلا تأذنوا لأحد على لئلاّ يلاد على ما ينغص على يومي، قالوا: نعم‌.

فلمّا‌ كان‌ من الغد أخذ عصاه بيده وصعد إلى أعلى موضع من قصره، ووقف‌ متكئاً‌ على عصاه ينظر إلى ممالكه مسروراً بما أوتي، فـرحاً بـما أعطى، إذ نظر إلى شاب حسن‌ الوجه‌ واللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره‌.

فلمّا‌ بصر به سليمان (ع) قال له: من أدخلك‌ إلى هذا‌ القصر وقد أردت أن أخلو فيه اليوم؟ فـبإذن‌ مـن‌ دخلت؟ فقال الشاب: أدخلني هذا القصر ربّه وبإذنه دخلت، فقال: ربّه أحقّ به منّي‌، فمن‌ أنت؟ قال: أنا ملك الموت، قال‌ (ع): وفيما‌ جئت؟ قال: جئت‌ لأقـبض‌ روحـك‌، قال: إمض لما أمرت بـه، فـهذا‌ يوم‌ سروري أبى اللّه عزّ وجلّ أن يكون لي سرور دون لقائه، فقبض‌ ملك‌ الموت روحه وهو متكئ على عصاه‌.

فبقي سليمان متكئاً على عصاه‌ وهو ميت مـا شـاء اللّه‌ والناس‌ ينظرون إليـه وهـم يقدّرون أنّه حي، فافتتنوا به واختلفوا، فمنهم من قال: إنّ‌ سليمان‌ قد بقي متّكئاً على عصاه‌ هذه‌ الأيام‌ الكثيرة ولم يتعب‌ ولم‌ ينم ولم يأكل ولم‌ يشرب؟ إنه‌ لربّنا الذي يجب علينا أن نعبده، وقـال قـوم: إنّ سليمان ساحر، وإنّه يرينا أنّه‌ واقف‌ متكئ على عصاه يسحر أعيننا وليس‌ كذلك‌، فقال المؤمنون‌: أنّ‌ سليمان‌ هو عبدالله ونبيه يدبّر‌ الله أمره بما يشاء.

فلمّا اختلفوا بعث اللّه عزّ وجـلّ الأرضـة فدبّت فـي عصاه، فلمّا‌ أكلت‌ جوفها انكسرت العصا وخرّ سليمان من‌ قصره‌ على وجهه‌، وذلك‌ قول اللّه عزّ‌ وجلّ‌:

﴿فـَلَمّا خَرَّ تَبَينَتِ الجِنُّ أن لَو كانُوا يعلَمونَ الغَيبَ ما لَبِثُوا في العذاب المـُهين﴾ [البحار للمجلسي، ط طـهران، 14‌/136‌ ـ 137 عن علل الشرائع، ص 36، وعـيون أخـبار الرضا، ص 146] سـبأ 14.

ب ـ عـن‌ الإمام‌ الصادق (ع)

عندما سئل: لأي علّة خلق اللّه‌ عزّ‌ وجلّ‌ آدم‌ (ع) من‌ غير‌ أب ولا أُم؟ وخلق عيسى (ع) من غير أب؟ وخـلق ‌سـائر الناس من الآباء والأُمهات؟

قال: «لِيعلمَ النّاسُ تَمامَ قُدرتهِ وَكمالها، وَيعلموا أنّه قادرٌ على أن يـَخلقَ خـَلقاً مِن أنثى مِن‌ غَيرِ ذَكرٍ، كما هُوَ قادرٌ على أن يخلقهُ مِن غَيرِ ذَكرٍ وَلا أُنثى، وَأَنـَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَعَلَ ذلِك لِيعْلَمَ أَ نَّهُ على كلِّ شَيءٍ قَدير [البحار للمجلسي، 11/108]

وفي قصص الأنبياء قال:

أُمر إبليس بالسجود لآدم، فقال: يا ربّ وعزّتك إن أعفيتني من السجود‌ لآدم‌ لأعبدنّك عبادة ما عبدك أحد قط مثلها، قال اللّه جلّ جلاله: إنّي أحب أن أطـاع من حيث أريد... الحديث [البحار للمجلسي، 11/145]

وسئل عن إبليس:

أكان‌ إبليس‌ من الملائكة أم من الجنّ؟

فقال‌: كانت‌ الملائكة ترى أنّه منها، وكان اللّه يعلم أنّه ليس منها. فلمّا أمر بالسجود، كان الذي كان. [البحار للمجلسي، 11/144]

وسُئِلَ عن جـنّة آدم فـقال:

جنّة من جنان‌ الدنيا‌ يطلع عليها الشمس والقمر‌، ولو‌ كانت من جنان الخلد ما خرج منها أبداً. [البحار للمجلسي، 11/143]

وقال في قوله تعالى: ﴿فَبَدَتْ لَهُما سوءاتُهُما﴾ (طه 121). كانت سَوآتُهُما لا تُرى فَصارَت تُرى بـارِزَة. [البحار للمجلسي، 11/145]

سـأل الزنديق أبا عبدالله (ع)، قال:

فمن‌ أين‌ يصل الكهانة؟ ومن أين يخبر الناس بما يحدث؟

قال (ع): إنّ الكهانة كانت في الجاهلية في كلّ فترة من الرسل، كان الكاهن بمنزلة الحاكم يحتكمن إليـه فـيما يشتبه عليهم من الأمور بينهم، فيخبرهم‌ بأشياء‌ تحدث، وذلك‌ في وجوه شتي، من فراسة العين، وذكاء القلب، ووسوسة النفس وفطنة الروح، مع قذف في قلبه، لأنّ‌ ما يحدث في الأرض مـن الحـوادث الظـاهرة، فذلك يعلمه الشيطان ويؤدّيه‌ إلى الكـاهن‌ ويـخبره بما يحدث في المنازل والأطراف.

وأمّا أخبار السماء: فإنّ الشياطين كانت تقعد مقاعد استراق السمع إذ ‌‌ذاك‌ وهي لا تحجب ولا ترجم بالنجوم، وإنّما منعت مـن اسـتراق السمع لئلاّ يقع في‌ الأرض سبب يشاكل الوحي من خبر السماء. ويلبّس على أهل الأرض ما جاءهم‌ عن اللّه لإثبات الحجّة‌ ونفي‌ الشـبهة.

وكـان الشـيطان يسترق الكلمة الواحدة من خبر السماء بما يحدث من اللّه فـي خلقه فيختطفها ثم يهبط بها إلى الأرض فيقذفها إلى الكاهن، فإذا قد زاد كلمات من عنده فيختلط‌ الحقّ بالباطل، فما أصاب الكـاهن مـن خـبر ممّا كان يخبر به فهو ما أدّاه إليه شيطانه ممّا سمعه، ومـا أخـطأ فيه فهو من باطل ما زاد فيه، فمذ منعت الشياطين عن‌ استراق‌ السمع انقطعت الكهانة.

واليوم: إنـّما تـؤدّي الشـياطين إلى كهّانها أخباراً للناس ممّا يتحدّثون به وما يحدثونه، والشياطين تؤدّي إلى الشياطين مـا يـحدث فـي البعد من الحوادث؛ من سارق سرق، ومن‌ قاتل‌ قتل، ومن غائب غاب، وهم بـمنزلة النـاس أيـضاً صدوق وكذوب.

فقال: كيف صعدت الشياطين إلى السماء وهم أمثال الناس في الخلقة والكثافة وقـد كـانوا يبنون لسليمان بن داود (ع) من‌ البناء‌ ما يعجز عنه ولد آدم؟

قال (ع): غلظوا لسليمان كما سـخروا، وهـم خـلق رقيق غذاؤهم التنسّم، والدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع، ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء إليـها‌ إلاّ‌ بسلّم‌ أو سبب. [البحار للمجلسي‌، 63‌/76‌ ـ 77، عن الاحتجاج ، ص 185]

وقال الإمام الصادق‌ (ع) في‌ الآباء‌:

الآباء ثلاثة: آدم؛ ولد مؤمناً، والجانّ ولد كافراً، وإبـليس ولد كـافراً، وليـس فيهم نتاج إنّما يبيض ويفرخ وولده ذكور ليس فيهم‌ إناث‌. [الخصال للشيخ الصدوق، 1/152]

وسُئِلَ‌ (ع) عن إبليس:

أكان من الملائكة؟ وهـل كـان يلي من‌ أمر‌ السماء شيئاً؟

قال (ع): لم يكن من الملائكة، ولم يكن يلي من السـماء شـيئاً. كـان من الجنّ وكان مع الملائكة، وكانت‌ الملائكة تـراه أنـّه مـنها، وكان اللّه يعلم أنّه ليس منها، فلما أمر بالسجود كان منه الذي كان. [البحار للمجلسي، 11/119]

خـلاصة‌ البـحث‌

الجنّ‌ والشيطان وإبليس:

أ ـ الجنُّ:

جنّ الشيء وجنّ عليه: ستره، والجنُّ والجانُّ: خلق‌ مستور‌ لا يرى. وأخبر اللّه فـي كـتابه الكريم أنّه تعالى خلقهم من لهيب النار المختلط بالسواد.

ب ـ الشّيطان‌:

الشيطان‌ اسـم‌ لكـلّ عاتٍ متمرّد من الإنس والجنّ والحيوان. والمـقصود مـن الشـيطان في هذا‌ البحث‌ شياطين‌ الجنّ.

ج ـ إبليس:

أَبـْلَسَ: حـزن، تحير، يئس، سكت غمّاً، انقطع في حجته. وإبليس في هذا‌ البحث‌ هو‌ المـخلوق الجـنّي الذي أبى أن يسجد لآدم.

وأخبر اللّه عن الجـنّ أنـّه سخّرهم لسـليمان‌ فـعملوا‌ له تـماثيل ومحاريب وقدوراً كبيرة، وكان فيهم مـن يـستطيع أن يأتي بعرش بلقيس‌ من‌ اليمن‌ إلى الشام قبل أن يقوم سليمان من مقامه، وأشـرف عـليهم متّكئاً على عصاه، فتوفّاه‌ اللّه‌ وبـقي كذلك بعد الموت والجـانّ دائبـون في عملهم لم يعلموا بذلك، حـتى أكـلت‌ الأرضة‌ جوف‌ عصاه فسقط، وبذلك عُلِمَ أنّ الجنّ لو كانوا يعلمون الغيب ما لبـثوا مـعذّبين في عملهم‌ كلّ‌ تلك المـدّة.

وأخـبر تعالى عن الشياطين أنـّهم مـن الجنّ وأنّهم كانوا يـقعدون‌ مـقاعد‌ لاستماع‌ حوار الملائكة، ثمّ منعهم اللّه من ذلك برمي الملائكة إياهم بشهب تحرقهم. وكان ذلك بعد‌ بـعثة‌ خـاتم‌ الأنبياء.

وأخبر عن إبليس أنّه وسـوس لآدم وحـواء حتّى أخـرجهما مـن الجـنّة‌. كما‌ يأتي تفصيله فـي البحث الآتي بحوله تعالى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقالات مرتبطة:

أصناف خلق الله في القرآن الكريم (القسم الأول)

أصناف خلق الله في القرآن الكريم (القسم الثاني)


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2249
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 06 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29