• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .
              • القسم الفرعي : علم التفسير .
                    • الموضوع : دور أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن (القسم الثاني) .

دور أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن (القسم الثاني)

محمد هادي معرفة

آل الرسـول هم ورثة الكتاب وحملته

وبذلك تعرف السرّ في قوله (صلى اللّه عليه وآله وسلّم‌): «علي‌ مع‌ القرآن والقـرآن مـع علي...» (31)، فعلي حافظ‌ القرآن‌ وحارسه‌ والمتعهد‌ ببيانه‌ وتفسيره‌...

ولا يفارق أحدهما الآخر...كـما هـو الشأن بالنسبة إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فـي عـهده...، وقـد أشاد النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بشأن‌ عـلي (عـليه السّلام) في القرآن وموضعه من تفسيره، حيث قال:

«معاشر الناس! تدبّروا القرآن وافـهموا آيـاته، وانظروا إلى محكماته، ولا تتبعوا متشابهاته؛ فـواللّه لن يـتبين لكم‌ زواجـره، ولا يـوضّح لكـم‌ تفسيره‌ إلاّ الذي أنا آخذ بيده...»، قد كـان أخـذ بيد علي (عليه السّلام) يوم غدير خم... (32)

وقد قال علي (عليه السـّلام) فـي وصف أولياء اللّه الذي هو منهم ورأسهم‌: «بـهم‌ علم الكتاب وبه عـلموا، وبـهم قام الكتاب وبه قاموا» (33) ، وقـال: «إن اللّه طهّرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه، وحجّته في أرضه، وجعلنا‌ مع‌ القرآن، وجـعل القـرآن معنا، لا‌ نفارقه‌ ولا يفارقنا». (34)

و قال- لمـا سـأله عـبيدة السلماني وعلقمة والأسـود عـمّا أشكل عليهم في القـرآن-: «سـلوا عن ذلك آل محمّد...». (35)

نعم، هم ورثة‌ الكتاب‌ وحملته...، قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا، قال الإمام أبو عبد اللّه جـعفر بـن محمّد الصـادق(عـليه السـّلام): «هم آل محمّد...». (36)

وفي حـديث آخر أخرجه الصفّار عنه (عليه السّلام)، قال: «نحن‌ ورثة‌ الكتاب ونحن صفوته...». (37)

وقال الإمام أبـو جـعفر محمّد بن علي الباقر(عليه السـّلام) لعـمرو بـن عـبيد: «فـإنّما على الناس أن يـقرؤوا القـرآن كما أنزل، فإذا احتاجوا إلي تفسيره، فالاهتداء‌ بنا‌ وإلينا، يا‌ عمرو!». (38)

و قال الصادق(عليه السّلام) في قـوله تـعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ، «كتاب‌ اللّه الذكر، وأهـله آل مـحمّد، الذيـن أمـر اللّه بـسؤالهم، ولم يـؤمروا‌ بسؤال‌ الجهال‌...، وسمّي اللّه القرآن ذكرا، فقال: وأنزلنا إليك الذّكر لتبين للنّاس ما نزّل إليهم ولعلّهم يتفكرون». (39)

وقال‌: «‌‌إنّا‌ اهل بيت لم يزل اللّه يبعث منّا من يعلم كتابه مـن أوّله إلى‌ آخره‌...». (40‌)

وقال الإمام موسى الكاظم (عليه السلام): «فنحن الذين اصطفانا اللّه، فقد ورثنا علم هذا القرآن‌ الذي فيه تبيان كلّ شي‌ء...». (41)

إلى غيرها من أحاديث طفحت بها كتب‌ الفريقين، متّفقة علي أن الأئمـّة‌ من أهل البيت (عليهم السّلام) هم المراجع لفهم كتاب اللّه وحلّ ما أبهم من آياته وبيان دلائله...

كما أجمعت كلمة المفسّرين المحقّقين على أنّ الذرّية الطيبة من آل‌ الرسول هم ورثة‌ الكـتاب الذيـن اصطفاهم اللّه بعلمه وارتضاهم لغيبه.

وإليك إلمامة قصيرة فاضت بها قريحة العلاّمة الكبير والناقد الخبير أبو الفتح محمّد بن عبد الكريم الشهرستاني، فلقد أجـاد وأفـاد وأتى بالحقيقة وفق المراد‌:

قـال‌ مـحمّد بن عبد الكريم الشهرستاني (467-548) في مقدمة تفسيره: «وخصّ الكتاب بحملة من عترته الطاهرة، ونقلة من أصحابه الزاكية الزاهرة، يتلونه حقّ تلاوته، ويدرسونه حقّ دراسـته، فـالقرآن تركته، وهم‌ ورثته‌، وهـم أحـد الثقلين، وبهم مجمع البحرين، ولهم قاب قوسين، وعندهم علم الكونين... والعالمون...»

و كما كانت الملائكة (عليهم السلام) معقّبات له من بين يديه ومن خلفه تنزيلا، كذلك كانت الأئمّة‌ الهادية‌ والعلماء الصادقة مـعقّبات له مـن بين يديه ومن خلفه تفسيرا وتأويلا: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.

فتنزيل الذكر بالملائكة المعقّبات، وحفظ الذكر بالعلماء الذين يعرفون تنزيله وتأويله‌، ومحكمه‌ ومتشابهه‌، وناسخه ومنسوخه، وعامّه وخاصّه، ومـجمله‌ ومـفصّله‌، ومطلقه‌ ومـقيده، ونصّه وظاهره، وظاهره وباطنه، ويحكمون فيه بحكم اللّه من مفروغه ومستأنفه، وتقديره وتكليفه، وأوامره وزواجره، وواجباته ومحظوراته، وحـلاله وحرامه، وحدوده‌ وأحكامه‌... بالحق‌ واليقين، لا بالظنّ والتخمين... أولئك الذين هداهم اللّه‌ وأولئك هـم أولوا الألبـاب...

ولقد كانت الصحابة (رضي اللّه عنهم) متّفقين على أنّ علم القرآن مخصوص بأهل البيت (عليهم السلام)، إذ‌ كانوا‌ يـسألون ‌عـلي بن أبي طالب(رضي اللّه عنه): هل خصصتم‌ أهل البيت دوننا بشيء سوى القرآن؟

وكـان يـقول: «لا، والذي فـلق الحبّة وبرأ النسمة إلاّ بما في قراب سيفي‌ هذا»‌.

فاستثناء‌ القرآن بالتخصيص دليل على إجماعهم بـأنّ القرآن وعلمه وتنزيله وتأويله مخصوص‌ بهم‌...

ولقد كان حبر الأمّة عبد اللّه بن عـبّاس (رضي اللّه عنه) مصدر تـفسير جـميع المفسّرين، وقد‌ دعا‌ له‌ رسول اللّه (صلى اللّه‌ عليه وآله وسلّم) بأن قال: «اللّهمّ فقّهه في‌ الدين‌ وعلّمه‌ التأويل»، تتلمّذ لعلي(رضي اللّه عنه)، حتى فقّهه في الدين وعلّمه التأويل...

قال: ولقد‌ كنت‌ عـلى‌ حداثة سنّي أسمع تفسير القرآن من مشايخي سماعا مجرّدا، حتى وفقت فعلقته على أستاذي‌ ناصر‌ السنّة أبي القاسم سلمان بن ناصر الأنصاري (رضي اللّه عنهما) تلقفا، ثمّ أطلعني‌ مطالعات‌ كلمات‌ شريفة عـن أهـل البيت وأوليائهم (رضي اللّه عنهم) على أسرار دفينة وأصول متينة في‌ علم‌ القرآن، وناداني من هو في شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة الطيبة‌: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ، فـطلبت الصادقين طلب العاشقين، فوجدت عبدا من عباد اللّه‌ الصالحين‌، كما طلب موسى(عليه السّلام) مع فتاه: ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا، فـتعلّمت مـنه مناهج الخلق والأمر، ومدارج التضادّ والترتيب، ووجهي العموم‌ والخصوص‌، وحكمي‌ المفروغ والمستأنف، فشبعت من هذا المعاء الواحد دون الأمعاء التي هي مآكل‌ الضلال‌ ومداخل الجهّال، وارتويت من شرب التسليم بـكأس كـان مـزاجه من تسنيم، فاهتديت إلى لسان القـرآن، نـظمه‌ وتـرتيبه‌ وبلاغته وجزالته وفصاحته وبراعته...

هم سدنة الدّين وحفظة الكتاب

أخرج أبو عمرو‌ محمّد‌ بن عمر بن عبد العزيز الكشي بإسناده‌ عـن‌ إسـماعيل‌ بـن جابر، عن الإمام جعفر بن محمّد‌ الصادق‌(عـليه السـّلام) قال: «قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): يحمل هذا‌ الدين‌ في كلّ قرن عدول ينفون‌ عنه‌ تأويل المبطلين‌ وتحريف‌ الغـالين‌ وانـتحال الجـاهلين، كما ينفي الكير خبث‌ الحديد‌». (42)

قال الإمام الصادق(عليه السـّلام) في قوله تعالى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (النساء: 41‌)، قال‌: «نزلت فـي أمـّة مـحمّد(صلى‌ اللّه‌ عليه وآله وسلّم) خاصّة في كلّ قرن منهم إمام مـنّا شـاهد عليهم، ومحمّد‌ شاهد‌ علينا...». (43)

وقد مرّ حديث‌ سليم‌ عن‌ الإمام أمير المؤمنين‌(عليه‌ السّلام): «إنّ اللّه طـهّرنا‌ وعـصمنا‌ وجـعلنا شهداء على خلقه وحجّته في أرضه، وجعلنا مع القرآن، وجعل القرآن مـعنا، لا‌ نـفارقه‌ ولا يـفارقنا...». (44)

وهذا المعنى هو‌ المقصود‌ من حديث‌ الثقلين ‌(كتاب‌ اللّه والعترة الطاهرة) (45)، وما ورد أنّهم مع القـرآن والقـرآن مـعهم... (46)، فكانوا هم الشهداء علي الناس، والرسول عليهم‌ شهيد‌. (47)

وقد تحقّق منهم ذلك، عملا‌ بوصية‌ الرسـول ‌(صـلى‌ اللّه‌ عليه وآله وسلّم‌) فقد‌ سهروا (سلام اللّه عليهم) على حراسة الدين والمحافظة على القـرآن الكـريم، دون أن تـنال منه يد‌ إطلاقا‌... ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ، أي‌: لحافظون‌ له‌ على‌ أيـدي‌ الأئمـّة‌ الهداة الخلفاء المرضيين...

وفيما يلي عرض موجز عن مواقف أئمّة أهل البيت فـي حـراسة كـتاب اللّه العزيز الحميد:

كان علي(عليه السّلام) هو أوّل من قام بجمع‌ القرآن وضبطه وحفظه عن الضـياع، عـملا بوصية النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أوصى إليه: «يا علي! القرآن خلف فـراشي فـي الصـحف والحرير والقراطيس- أي مغرقة لا نظم بينها ولا‌ تأليف‌-، فخذوه وأجمعوه ولا تضيعوه، كما ضيع اليهود التوراة...»

قال الإمـام الصـادق(عـليه السّلام): «فانطلق علي(عليه السّلام)، فجمعه في ثوب أصفر، ثمّ ختم عـليه فـي بيته، وقال: لا أرتدي‌ حتّى‌ أجمعه...». (48)

وأخرج الحافظ القندوزي بإسناده إلى الإمام أمير المؤمنين(عليه السّلام) في خـطبة طـويلة، قال فيها: «...أنا جامع القرآن...». (49)

ثمّ كان‌ هو‌ الذي أشاد بذكر القرآن وبـيان‌ تـفسيره‌ وتأويله، وتربية علماء مدرّبين من أصحابه وذويـه عـلى القـراءة والإقراء والتفسير وبيان معاني القرآن...

أخرج أبـو جـعفر محمّد بن الحسن الصفّار بإسناده إلى أنس‌ بن‌ مالك، خادم رسول اللّه ‌(صلى‌ اللّه عـليه وآله وسـلّم) أنّه [صلى اللّه عليه وآله وسلّم‌] قال لعـلي(عـليه السّلام): يـا عـلي! أنـت تعلّم الناس تأويل القرآن بما لا يـعلمون...، فـقال: ما أبلّغ رسالتك بعدك يا رسول‌ اللّه‌!؟ قال: تخبر الناس بما أشكل عـليهم مـن تأويل القرآن...(50)

وقد أخذ عنه التـفسير وسائر علوم القرآن كـبار الصـحابة ونبهاء الأمّة، أمثال عبد اللّه بـن مـسعود، وقد أكمل تعلّمه للقرآن على‌ يد‌ الإمام أمير‌ المؤمنين، حسبما عرفت. (51)

كما أن مـثل ابن عبّاس- حبر الأمّة وتـرجمان القـرآن - كـان جميع ما أخـذ‌ فـي القرآن، إنّما أخذه عـن عـلي(عليه السّلام). (52)

والقراءة المعروفة‌ لدى‌ جمهور‌ المسلمين في جميع الأدوار والأعصار، والتي هي قراءة حـفص، الذي قـال منير الشاطبي: وحفص وبالإتقان كان مـفضلا‌...

‌‌فـإنّها‌ هي القـراءة التـي أقـرأه إياها شيخه عاصم بـن أبي النجود عن شيخه أبي‌ عبد‌ الرحمن‌ السّلمي، عن الإمام أمير المؤمنين(عليه السّلام)، إسـنادا ذهـبيا ما فوقه إسناد. (53)

هذا فضلا‌ عـن أن الإمـام هـو الذي أبـدى رأيه في ضـرورة تـوحيد المصاحف على عهد‌ عثمان، حسبما مرّ عليك‌... (54‌)، وقد أقرّ فعل عثمان بعد ما تولّي الخلافة بـعده، وأعـلن رسـميا بالإبقاء على رسم القرآن في شلكه الحـاضر، مـن غـير أن يـمسّ بـيد إطـلاقا...، وقال كلمته الحاسمة الخالدة: «لا يهاج القرآن‌ بعد اليوم...».

الأمر الذي حال دون سلامة القرآن عن أي تغيير أو تبديل أو تحريف، ليبقي سليما مع الأبد... معجزة خالدة...

مواقف حاسمة

لأئمّة أهـل البيت(عليهم السلام) مواقف حاسمة دفاعا‌ عن‌ كرامة القرآن المجيد، وحفظا على سلامته من أي تغيير أو تبديل، لا في هجائه ولا في قراءته، لا في لفظه ولا في معناه، لا في تفسيره ولا في تأويله...، وهـكذا‌ سـهروا‌ على حراسة هذا الكتاب العزيز عن طوارق الأيام...

روي ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني بإسناده إلى محمّد بن الورّاق، قال: عرضت على أبي عبد ّاللّه جعفر بن محمّد‌ الصادق‌(عليه السّلام) كـتابا فـيه قرآن مختّم معشّر بالذهب، وكتب في آخره سورة بالذهب، فأرينه إياه، فلم يعب فيه شيئا إلاّ كتابة القرآن بالذهب! وقال(عليه السّلام): «لا يعجبني أن يـكتب‌ القرآن‌ إلاّ بالسّواد، كما كتب أوّل‌ مـرّة‌...». (55‌)

وأخـرج بإسناده إلي سفيان بن السّمط، قال: سألت أبا عبد اللّه الصادق (عليه السّلام) عن تنزيل القرآن، قال: «اقرءوا كما علّمتم‌...» (56‌) ، أي‌: ليقرأ كلّ إنسان كما عـلّم مـا سبق في‌ كلام‌ الإمـام أمـير المؤمنين(عليه السّلام). (57)

ويبدو أنّ السائل إنّما عنى القراءات المعروفة، أيها توافق التنزيل؟ فأجابه الإمام بأنّ الواجب هي‌ القراءة‌ وفق‌ النصّ المشهور الذي عليه جمهور المسلمين، ورثه الخلف عن السلف‌ نقلا بالتواتر عـن النـبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) لا يجوز غيره من القراءات المتفنّن فيها حسب أهواء‌ القرّاء‌ واجتهاداتهم‌، فيما أسلفنا في بحث القراءات...

وهذا وفق ما أخرجه الكليني - أيضا‌- عن‌ الإمام الصادق(عليه السّلام) قـال: «القـرآن واحد نـزل من عند واحد، وإنّما الاختلاف يجيء من قبل‌ الرواة‌... (58‌) ، أي: القرّاء الذين هم رواة نصّ الكتاب، حسب اجتهاداتهم، لا نقلا مـسندا‌ في‌ الأكثر‌...

وبهذا المعنى روي بإسناده إلى سالم بن سلمة، قال: قرأ رجـل عـلى أبـي عبد‌ اللّه ‌(عليه‌ السّلام)- وأنا أستمع- حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤه الناس، فقال أبو عـبد‌ ‌اللّه ‌(عليه السّلام): «كفّ عن هذه القراءة، اقرأ كما يقرأ الناس...». (59)

كما روى‌ أبـو‌ جـعفر‌ مـحمّد بن علي بن الحسين الصدوق بإسناده إلى جعفر بن محمّد الصادق(عليه السّلام‌) عن‌ آبائه، عـن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال: «تعلّموا القرآن بعربيته‌، وإياكم‌ والنبر‌ فيه، يعني: الهـمز»، قال الصادق: الهمز زيـادة فـي القرآن إلاّ الهمز الأصلي، مثل قوله: ﴿الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ [النمل:25]، وقوله: ﴿لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ [النحل:5]. (60)

ونحن قد تكلّمنا‌ عن‌ مسألة‌ النبر في القرآن...و أوّل نبر في القرآن من القرّاء هو الكسائي، عندما قـدّمه المهدي العبّاسي‌ ليصلّي‌ بالناس‌ في مسجد النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فنبر في قراءته، فضجّ‌ عليه‌ الناس جرأته على مخالفة النبي في مسجده وفي محرابه وعند قبره... (61)

وروي أحمد بن فهد‌ الحلّي‌ فـي عـدّة الداعي بإسناده عن الإمام أبي جعفر محمّد بن علي الجواد‌ (عليه‌ السّلام) قال: «ما استوى رجلان في حسب‌ ودين‌ قطّ‌ إلاّ كان أفضلهما عند اللّه عزّ وجلّ‌ أأدبهما»‌!.

قال الراوي: قلت: قد عـلمت فـضله عند الناس في النادي والمجلس، فما فضله‌ عند‌ اللّه؟ قال: «بقراءة القرآن كما أنزل...، ودعائه‌ من‌ حيث لا‌ يلحق». (62)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(31)المـستدرك للحاكم 3:126؛و أخرجه‌ أبو‌ جعفر الطوسي في أماليه‌ 3:75‌.

 (32)الجامع للأبطحي 1:461-462.

(33) نهج البلاغة، خطبة 432؛ والبـحار 69:319، ح 36.

 (34)بـصائر الدرجـات:83، ح 6؛و البحار 23:342، ح 26.

 (35)المصدر:196، ح 9.

 (36)بصائر الدرجات:46، ح 12‌؛و البحار‌ 23:217، ح 15.

(37) المصدر:514، ح 33.

(38) وسائل الشيعة 18:149، ح 64، عن تفسير فرات:259، ح 351.

(39) بصائر الدرجات:41، ح 19؛ والكـافي 1:295، ح 3.

 (40)البـصائر:194، ح 6؛و جامع الأبطحي‌ 1:478‌، ح 33.

(41) بصائر الدرجات:114، ح 3؛و الأبطحي 1:481؛و الكافي 1:226، ح 7.

(42) رجال الكشي:10(ط:نجف)؛ والكير: زقّ أو جلد غـليظ‌ ذو حـافات يـنفخ فيه الحداد.

(43) الكافي الشريف 1:190؛ وهذا الذي‌ جاء‌ في‌ الحديث هو أحد وجهي الآية الكريمة...

 (44)أخـرجه الصـفّار في بصائر الدرجات:83، ح 6.

(44) أخرجه الصفّار في ‌‌بصائر‌ الدرجات:83، ح 6.

 (45)حديث متواتر؛ راجع جـامع الأخـبار والآثـار للأبطحي 3:58.

 (46)بصائر‌ الدرجات‌:514‌، ح 5/1؛ وكمال الدين للصدوق:284، ح 37؛و العياشي 1:14.

(47) ورد ذلك في روايات مستفيضة؛ راجع الكافي‌ الشريف 1:190 فما بـعد...

(48) الجـامع للأبـطحي 1:42، عن تفسير علي بن إبراهيم‌ القمي...

(49) ينابيع المودّة‌:405‌-406.

(50) بصائر الدرجات:195، ح 3.

 (51)راجع: ابـن عـساكر، ترجمة الإمام 3:25-26.

(52)سعد السعود لابن طاووس:285؛ التفسير والمفسّرون 1:89.

 (53)راجع: الجزء الثاني من التمهيد:252، ط:2.

(54) راجع‌:الجزء الأوّل مـن التـمهيد:288، ط:1.

(55) الكافي الشريف 2:629، ح 8.

(56) المصدر:631، ح 15.

(57) مستدرك الحاكم 2:223-224.

(58) الكافي الشريف 2:630، ح 12.

(59) الكافي الشريف 2:633، ح 23.

(60) وسائل الشيعة‌ 4:865‌-866، ح 1، بـاب 30، أبـواب قراءة القرآن...

(61) نهاية ابن الأثير 5:7. راجع: التـمهيد 2:24 و69، ط:2.

(62) الوسـائل 4:866، ح 3

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقالة مرتبطة:

دور أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن (القسم الأول)


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2264
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 06 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29