• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : السيرة والمناسبات الخاصة .
              • القسم الفرعي : شهر رمضان وعيد الفطر .
                    • الموضوع : عجائب دعاء النور الرمضاني .

عجائب دعاء النور الرمضاني

بقلم الفقيرة إلى الله: نداء الأحمد (أم رضا)

1- السعداء بدعاء النور:

يسعى العبد الصائم الروحاني بتكثيف برنامج الذكر بقلب يشع بنور التوحيد والعرفان من خلال ساحة الدعاء.

وهنا نقف على واحد من الأدعية التي تحمل منزلة عظيمة، ولها أثر في استجابة الدعاء ورفع الحجب وقضاء كل الحوائج.

يدعو الصائم بدعاء النور قبل تناول الإفطار، وقد ارتفع بروح شفافة وصفاء ويقين، فيقلبه الرب باستجابة كلمات هذا الدعاء الشريف.

دعاء النور رواه السيّد ابن طاووس (رحمه الله) عن فاطمة الزهراء (عليها السلام). يواظب المؤمنون على قراءته؛ ويعتبر من الأسرار الإلهية التي منحتها فاطمة (عليها السلام) لمحبّيها وشيعتها.

في ظلال هذا الشهر الفضيل يتقرب العبد إلى ربه بدعاء النور، والقلب يزداد نورانية طوال ليالي الشهر بمعرفة الحق جلا وعلا والحفاظ على النفحات المباركة لهذا الدعاء النوراني.

دعاء النور يقرأ قبل الإفطار، فيتجلّى للصائم العشق اللامتناهي للمعبود.

يعطي هذا الدعاء نورًا يتحلّى به الإنسان الصائم، فيفيض عليه الرب حبًّا ويقينًا خالصًا لذات الحق جل وعلا.

دعاء النور يجسّد الذوبان الإلهي، فيصل الداعي إلى أعلى مراتب التقوى.

دعاء النور حقيقته سفر أبديّ نحو الله سبحانه، قصد السبيل إلى الحبيب المطلق سبحانه وتعالى.

قبل تناول الموائد المادية، تصبح بنكهة موائد الجنة ببركات قراءة هذا الدعاء، ويحظى على شرف المواهب بهذا السير السماوي وتصير أوقاته كلها طاعات.

يكون الافطار في ليالي شهر رمضان عملاً عباديًا يحوي أسرار العباد الأبرار وجوائزهم.

كسوة للجسد بأنوار دعاء النور

الماء الذي يتناوله الصائم بعدما قرأ دعاء النور، يغسل الجسد من الأسقام ويغسل ذنوب القلب بنور الله تعالى.

دعاء حقيقي يؤمّن للصائم المجاهد انشراح الصدر وأمن النفس وطمأنينة ونور القلب بما يحويه من مرتكزات عقائدية إيمانية رفيعة.

يشعر بوقت دعاء النور أنه موطن الإجابة وقبول الأعمال، وأن لياليه كلها قدر.

من هنا، وجب على الصائمين الاستمرار على قراءته كل ليلة قبل تناول الإفطار لما فيه من تيسير الأمور الصعبة والخير الكثير.

نصّ الدعاء

وهذا نصّ الدعاء المختص بالإفطار في شهر الصيام مرويًّا في كتاب (إقبال الأعمال):

«ما رويناه بإسنادنا إلى المفضل بن عمر (رحمه الله) قال: قال الصّادق (عليه السلام): إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال لأمير المؤمنين (عليه السلام): يا أبا الحسن هذا شهر رمضان قد أقبل، فاجعل دعاءك قبل فطورك، فإنّ جبرئيل (عليه السلام) جاءني فقال: يا محمَّد من دعا بهذا الدّعاء في شهر رمضان قبل أن يفطر، استجاب الله تعالى [له‏] دعاءه، وقبل صومه وصلاته، واستجاب له عشر دعوات، وغفر له ذنبه، وفرّج همّه [غمّه‏] ونفّس كربه [كربته‏] وقضى حوائجه وأنجح طلبته ورفع عمله مع أعمال النبيين والصديقين وجاء يوم القيامة ووجهه أضوأ من القمر ليلة البدر، فقلت: ما هو يا جبرئيل فقال: قل:‏

اللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِيمِ، وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، وَرَبَّ الشَّفْعِ الْكَبِيرِ، وَالنُّورِ الْعَزِيزِ، وَرَبَّ التَّوْراةِ وَالْإنْجِيلِ وَالزَّبُورِ، وَالْفُرْقانِ الْعَظِيمِ.

أَنْتَ إِلهُ مَنْ فِي السَّمواتِ وَإِلهُ مَنْ فِي الْأَرْضِ لا إِلهَ فِيهِما غَيْرُكَ، وَأَنْتَ جَبَّارُ مَنْ فِي السَّمواتِ وَجَبَّارُ مَنْ فِي الْأَرْضِ لا جَبَّارَ فِيهِما غَيْرُكَ، أَنْتَ مَلِكُ مَنْ فِي السَّمواتِ، وَمَلِكُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا مَلِكَ فِيهِما غَيْرُكَ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْكَبِيرِ، وَنُورِ وَجْهِكَ الْمُنِيرِ، وَبِمُلْكِكَ الْقَدِيمِ.

يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا حَيُّ يا قَيُّومُ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَ بِه‏ كُلُّ شَيْ‏ءٍ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمواتُ وَالْأَرْضُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي صَلُحَ بِهِ الْأَوَّلُونَ، وَبِهِ يَصْلُحُ الآخِرُونَ.

يا حَيّاً  (يا حَيُّ) قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيّاً (وَيا حَيُّ) بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيُّ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي يُسْراً وَفَرَجاً قَرِيباً، وَثَبِّتْنِي عَلى‏ دِينِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَلى‏ هُدى‏ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَلى‏ سُنَّةٍ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ.

وَاجْعَلْ عَمَلِي فِي الْمَرْفُوعِ الْمُتَقَبَّلِ وَهَبْ لِي كَمَا وَهَبْتَ لِأَوْلِيَائِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ فَإِنِّي مُؤْمِنٌ بِكَ وَمُتَوَكِّلٌ عَلَيْكَ مُنِيبٌ إِلَيْكَ مَعَ مَصِيرِي إِلَيْكَ وَتَجْمَعُ لِي وَلِأَهْلِي وَلِوُلْدِي الْخَيْرَ كُلَّهُ وَتَصْرِفُ عَنِّي وَعَنْ وُلْدِي (وَالِدِي‏) وَأَهْلِي الشَّرَّ كُلَّهُ.

أَنْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ تُعْطِي الْخَيْرَ مَنْ تَشَاءُ وَتَصْرِفُهُ عَمَّنْ تَشَاءُ فَامْنُنْ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ». [إقبال الأعمال 1 : 113- 114؛ البحار ٩٨ :١٠؛ المستدرك ٧ : ٣٠٦]

2- في جنات النعيم:

ما أعظمها من سعادة أن ينتقل المؤمن الصائم إلى لطائف الرحمات الإلهية، فيكون حال الصائم كلّه لله تعالى.

يقرأ سورة القدر بعد قراءة دعاء النور ويحظى بضيافة الرحمن وبركات موسم الضيافة الإلهية.

مزيد من الإحسان والإقبال على الله، فيعيش الحضرة الإلهية بمصداق عملي لقوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56].

يفتتح العبد الصائم إفطاره بعتق رقبته من النار والسكن في جنة الخلد والنعيم والمقام المحمود.

حقائق دعاء النور لا تدرك إلا بتصفية القلب عن الهوى، وتهذيب النفس من دنس الدنيا، والسير بسيرة صوم الأتقياء.

يتلو القلب الموحّد دعاء النور، ويرى طبقات الجنان مفتّحة ويدخلها بسلام وأمان.

لا يعرف قدر دعاء النور في شهر رمضان إلا أصحاب العاقبة الحسنة من نفوس العباد.

ونحن بلطف الله نقتبس في كل ليلة من لوائح أنواره المضيئة ارتفاع الحجب عن القلوب، وظهور الحقائق للأكياس المكتحلين بنور البصيرة والإيمان.

دعاء النور برنامج روحاني مفاده التشوّق لدار الآخرة، فتكون منزلته يوم القيامة منزلة المقدّسين أهل الميمنة والإيمان.

جنات معقولة بالمشاهدة بباطن القلب الحي، وجنات محسوسة بحواس الآخرة.

والحمد لله رب العالمين.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2358
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20