• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس الدار التخصصية .
              • القسم الفرعي : بيانات قرآنية .
                    • الموضوع : مواجهة خطر النفاق .

مواجهة خطر النفاق

إعداد اللجنة العلمية

في دار السيدة رقية عليها السلام للقرآن الكريم

تضمّنت هذه الدراسة مجموعة من البيانات المهمّة في الجانب التفسيري والعقدي والتربوي، بالإضافة إلى بيانات أهمّ المصادر الشيعيّة ـ (نهج البلاغة والصحيفة السجّاديّة) ـ تحت عنوان: البيانات العلويّة من النهج والصحيفة السجّاديّة.

كما لا تخلو هذه الدراسة من التحقيق في بعض الأهداف الرئيسة للدار، وهي الإشارة إلى أهمّ الدروس المرتبطة بعلم وفنّ التجويد القرآني.

ولم يكن العمل في هذه الدراسة مقتصـراً على عقل واحد أو فكر شخص لوحده، بل كان مخاضاً لعمل جماعي اتفقت كلمة القائمين عليه، وبعد أن اكتملت الفكرة ونضجت شُرع بالعمل للقيام بإعداد هذه الدراسة القرآنيّة المعاصرة لأجل تحقيق أهدافها المنشودة، حيث وُزّعت الأدوار كلٌّ بحسب اختصاصه ومعرفته ومجاله. فتولّى القيام بهذا العمل ثُلّة من الأساتذة المختصّين في مختلف المجالات العلمية:

1ـ الدكتور الشيخ شاكر الساعدي في بيان النكات العقدية.

2ـ سماحة الشيخ سهيل السهيل في بيان النكات الفقهية.

3ـ الأستاذ السيد حكمت الموسوي في بيان النكات التربوية.

4ـ الأستاذ حيدر الكعبي في مادة التجويد.

5ـ الأستاذ الحافظ حميد الكناني في إبراز البيانات العلوية من (نهج البلاغة والصحيفة السجادية).

وقام الأستاذان أحمد فرج الله وعصام العلي بمراجعة الكتاب تصحيحاً وتقويماً للنصّ.

والشيخ أحمد الخليفة بمتابعة سير العمل خلال فترة إعداده.

البيان الخامس

مواجهة خطر النفاق

الآيات: (204ـ209) من سورة البقرة

﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ * وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾

إنّ ظاهرة النفاق والمنافقين متجذّرة في التأريخ البشـري، فهي عامّة تظهر بشكل وآخر في كلّ المجتمعات على مرّ الأيام، فلا يخلو منها زمان ولا مكان، ولذا فهي لا تختص بعصـر الرسالة الأول ولا بالمجتمعات الإسلامية خاصّة.

ومن هنا وجب على المسلم الواعي أن يتعرّف على أوصافهم كما جاء ذكرها في القرآن، قال تعالى: ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ﴾ [محمد/ 30]، لكي يتمكّن من إحباط مؤامراتهم والوقوف بوجههم.

والآيات الكريمة قامت بفضح هؤلاء المنافقين، وبيان أساليبهم وطرقهم وسلوكياتهم العدائية في الأوساط الإسلامية؛ فمن جملة ما بيّنته الآيات الكريمة أنّهم يتصنّعون القول لجذب النفوس إليهم، وهم في الواقع ألدّ الخصام، قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ [البقرة/ 204].

فالمنافقون يعيشون الازدواجية في الشخصية، والتضاد بين المحتوى الداخلي والسلوك الخارجي، فهم يفرزون ظواهر عديدة بارزة مشهودة في أعمالهم وأقوالهم وسلوكياتهم الفردية والاجتماعية، والسبب في ذلك يرجع كما قال الحقّ تبارك إلى مرض قلوبهم: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا﴾ [البقرة/ 10]، فأيُّ مرض أسوأ من مرض الازدواجية بين الظاهر والباطن، والتعالي على الناس؟!

وعليه فخطر هؤلاء على الأمّة والدين أكبر من خطر العدو الخارجي؛ لصعوبة تشخيص هؤلاء وكشف أمرهم، ولذلك قال تعالى: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾ [البقرة/ 205].

وقال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [البقرة/ 206].

البيانات التفسيرية

﴿وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ

العدو يسعى دائماً إلى محاربة المقدّسات بالمقدّسات، والدين بالدين، ويخوّن الرسول من خلال القسم باسم الله تعالى.

﴿وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ

من أكبر الأخطار المحدقة بالأُمّة الإسلاميّة القضاء على الاقتصاد والثقافة.

﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ

الربح العظيم هو أن يبيع الإنسان أفضل بضاعة ومتاع لديه (وهي نفسه) إلى خالقه؛ ابتغاء مرضاته تعالى لا غير.

نزلت هذه الآية الكريمة في شأن الإمام علي عليه السلام ليلة مبيته على فراش النبي صلى الله عليه وآله لمّا أراد الرسول أن يهاجر من مكّة إلى المدينة؛ حيث عرّض نفسه الشـريفة لخطر المشركين الذين كانوا يتربّصون بالنبي الدوائر.

﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ

الدخول في السلم والصلح هو من وظيفة المسلمين. وبما أنَّ الشيطان عدو الصلح والوحدة، لذا فكلّ نداء وصوت يعمل على التفرقة والتشتت فهو من النداءات الشيطانيّة.

﴿خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ

إنّ الشيطان يعمل على إضلال الإنسان وزيغه في كلّ خطوة ومرحلة، ولديه طُرق عديدة ومختلفة في هذا المجال.

وخطوات الشيطان تعني الوساوس والأساليب التي يقوم بها الشيطان بشكل مرحلي وتدريجي.

البيانات العقائدية

1ـ الإفساد في الدين والدنيا أحد أهداف المنافقين.

2ـ عدم استئمان المنافق على شيء، وبخاصّة مسألة القيادة والزعامة.

3ـ من علامات النفاق المعاندة في الدفاع عن الباطل.

4ـ تعريف المنافق بأنّه مَن يظهر الحقّ ويبطن الكفر.

5ـ بيع النفس في سبيل الله تعالى يُعتبر غاية الكرم والجود، وأعلى مراتب الإيمان واليقين.

6ـ أنّ دعوة الإسلام منصبّة على السّلم والسّلام والأمن والاستقرار.

7ـ الإصرار على مواصلة الحرب والمقاطعة مع العلم بأضرارهما المادّيّة والمعنويّة من مصاديق اتّباع الشيطان.

8 ـ التأكيد على وجوب اتّباع الحقّ، والسعي إلى تحصيل الرضا الإلهي؛ لأنّ فيهما الهداية والفوز العظيم.

البيانات الفقهية

1ـ الرياء مبطل للعبادات والأحكام المشروطة بقصد القربة.

2ـ المحارب والمفسد في الأرض، والمخلَّ بالأمن العام ـ كقطع الطريق وإخافة الآمنين ـ وحامل السلاح، ومَن يعمل ذلك لأجل السلب والنهب حكمه الشرعي النفي من بلده، والقتل إن قتل، أو القطع إن سرق، وهذا موكول للإمام [مباني تكملة المنهاج 1/ 321].

البيانات التربوية

1ـ الادّعاء غير المقترن بالعمل أمر ليس له قيمة يُعتد بها، بل هو أمر مذموم وغير مرغوب فيه؛ لذا يجب أن تُترجم أقوالنا بالأفعال بما يلائم تلك الأقوال ويناسبها.

2ـ ينبغي الإصغاء والتوجّه إلى التعاليم والإرشادات الصادرة من قِبل الله (عزّ وجل) وعدم العناد والتعنّت تجاهها؛ لأنّ في تلك التعاليم طريق الخلاص من المكاره وعدم الوقوع فيها.

3ـ أنَّ التربية الناجحة هي بضرب نماذجَ وأمثلةٍ لنوعين من الناس؛ مَن يبتغي مرضاة الله، ومَن يتّبع خطوات الشيطان، وهي التربية بـ (الاُسوة)؛ وذلك بإعطاء نماذجَ للشخص وما تؤول إليه تلك النماذج حتّى يختار منها بنفسه ما فيه طريق النجاح والخلاص، وهي من أنواع التربية السامية والبالغة التأثير.

4ـ تقوية الجانب المعرفي للإنسان وإطلاعه على الآثار المترتبة إذا ما خالف الأوامر والقوانين الملقاة على عاتق كلّ فرد من أفراد المجتمع؛ حتّى لا يقدم على عصيان تلك الأوامر ومخالفة تلك القوانين. ويُشترط في تلك الأوامر والقوانين أن تكون بشكل واضح يُؤمَن فيها من اللبس والالتباس.

البيانات العلوية من النهج والصحيفة السجادية

1ـ من خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام: «اُوصِيكُمْ عِبَادَ الله بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأُحَذِّرُكُمْ أَهْلَ النِّفَاقِ؛ فَإِنَّهُمُ الضَّالُّونَ الْمُضِلُّونَ، وَالزَّالُّونَ الْمُزِلُّونَ، يَتَلَوَّنُونَ أَلْوَاناً وَيَفْتَنُّونَ افْتِنَاناً، وَيَعْمِدُونَكُمْ بِكُلِّ عِمَادٍ وَيَرْصُدُونَكُمْ بِكُلِّ مِرْصَادٍ، قُلُوبُهُمْ دَوِيَّةٌ وَصِفَاحُهُمْ نَقِيَّةٌ، يَمْشُونَ الْخَفَاءَ وَيَدِبُّونَ الضَّـرَاءَ، وَصْفُهُمْ دَوَاءٌ وَقَوْلُهُمْ شِفَاءٌ وَفِعْلُهُمُ الدَّاءُ الْعَيَاءُ، حَسَدَةُ الرَّخَاءِ وَمُؤَكِّدُو الْبَلاءِ وَمُقْنِطُو الرَّجَاءِ، لَهُمْ بِكُلِّ طَرِيقٍ صَرِيعٌ وَإِلَى كُلِّ قَلْبٍ شَفِيعٌ وَلِكُلِّ شَجْو دُمُوعٌ، يَتَقَارَضُونَ الثَّنَاءَ وَيَتَرَاقَبُونَ الْجَزَاءَ، إِنْ سَأَلُوا أَلْحَفُوا، وَإِنْ عَذَلُوا كَشَفُوا، وَإِنْ حَكَمُوا أَسْرَفُوا، قَدْ أَعَدُّوا لِكُلِّ حَقٍّ بَاطِلاً، وَلِكُلِّ قَائِمٍ مَائِلاً، وَلِكُلِّ حَيٍّ قَاتِلاً، وَلِكُلِّ بَابٍ مِفْتَاحاً، وَلِكُلِّ لَيْلٍ مِصْبَاحاً، يَتَوَصَّلُونَ إِلَى الطَّمَعِ بِالْيَأْسِ لِيُقِيمُوا بِهِ أَسْوَاقَهُمْ وَيُنْفِقُوا بِهِ أَعْلاقَهُمْ، يَقُولُونَ فَيُشَبِّهُونَ وَيَصِفُونَ فَيُمَوِّهُونَ، قَدْ هَوَّنُوا الطَّرِيقَ وَأَضْلَعُوا الْمَضِيقَ، فَهُمْ لُمَةُ الشَّيْطَانِ وَحُمَةُ النِّيرَانِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ» [نهج البلاغة ـ الخطبة/ 194].

2ـ من خطبة له عليه السلام: «فَاحْذَرُوا عِبَادَ الله عَدُوَ الله أَنْ يُعْدِيَكُمْ بِدَائِهِ، وَأَنْ يَسْتَفِزَّكُمْ بِنِدَائِهِ، وَأَنْ يُجْلِبَ عَلَيْكُمْ بِخَيْلِهِ وَرَجِلِهِ؛ فَلَعَمْـرِي لَقَدْ فَوَّقَ لَكُمْ سَهْمَ الْوَعِيدِ، وَأَغْرَقَ إِلَيْكُمْ بِالنَّزْعِ الشَّدِيدِ، وَرَمَاكُمْ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ، فَقَالَ: رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. قَذْفاً بِغَيْبٍ بَعِيدٍ، وَرَجْماً بِظَنٍّ غَيْرِ مُصِيبٍ، صَدَّقَهُ بِهِ أَبْنَاءُ الْحَمِيَّةِ وَإِخْوَانُ الْعَصَبِيَّةِ وَفُرْسَانُ الْكِبْرِ وَالْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى إِذَا انْقَادَتْ لَهُ الْجَامِحَةُ مِنْكُمْ، وَاسْتَحْكَمَتِ الطَّمَاعِيَّةُ مِنْهُ فِيكُمْ، فَنَجَمَتِ الْحَالُ مِنَ السِّرِّ الْخَفِيِّ إِلَى الأمْرِ الْجَلِيِّ، اسْتَفْحَلَ سُلْطَانُهُ عَلَيْكُمْ، وَدَلَفَ بِجُنُودِهِ نَحْوَكُمْ، فَأَقْحَمُوكُمْ وَلَجَاتِ الذُّلِّ، وَأَحَلُّوكُمْ وَرَطَاتِ الْقَتْلِ، وَأَوْطَؤوكُمْ إِثْخَانَ الْجِرَاحَةِ؛ طَعْناً فِي عُيُونِكُمْ وَحَزّاً فِي حُلُوقِكُمْ، وَدَقّاً لِمَنَاخِرِكُمْ وَقَصْداً لِمَقَاتِلِكُمْ، وَسَوْقاً بِخَزَائِمِ الْقَهْرِ إِلَى النَّارِ الْمُعَدَّةِ لَكُمْ، فَأَصْبَحَ أَعْظَمَ فِي دِينِكُمْ حَرْجاً، وَأَوْرَى فِي دُنْيَاكُمْ قَدْحاً مِنَ الَّذِينَ أَصْبَحْتُمْ لَهُمْ مُنَاصِبِينَ وَعَلَيْهِمْ مُتَأَلِّبِينَ، فَاجْعَلُوا عَلَيْهِ حَدَّكُمْ وَلَهُ جِدَّكُمْ؛ فَلَعَمْرُ الله لَقَدْ فَخَرَ عَلَى أَصْلِكُمْ، وَوَقَعَ فِي حَسَبِكُمْ، وَدَفَعَ فِي نَسَبِكُمْ، وَأَجْلَبَ بِخَيْلِهِ عَلَيْكُمْ، وَقَصَدَ بِرَجِلِهِ سَبِيلَكُمْ، يَقْتَنِصُونَكُمْ بِكُلِّ مَكَانٍ وَيَضْرِبُونَ مِنْكُمْ كُلَّ بَنَانٍ، لا تَمْتَنِعُونَ بِحِيلَةٍ وَلا تَدْفَعُونَ بِعَزِيمَةٍ، فِي حَوْمَةِ ذُلٍّ وَحَلْقَةِ ضِيقٍ، وَعَرْصَةِ مَوْتٍ وَجَوْلَةِ بَلاءٍ...» [نهج البلاغة ـ الخطبة/ 192].

3ـ قال عليه السلام: «اللهمَّ بَلَى، لا تَخْلُو الأرْضُ مِنْ قَائِمٍ للهِ بِحُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً وَإِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً؛ لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللهِ وَبَيِّنَاتُهُ. وَكَمْ ذَا وَأَيْنَ أُولَئِكَ؟! أُولَئِكَ وَاللهِ الأقَلُّونَ عَدَداً، وَالأعْظَمُونَ عِنْدَ اللهِ قَدْراً، يَحْفَظُ اللهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وَبَيِّنَاتِهِ حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ، وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ، هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْبَصِيرَةِ، وَبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ، وَاسْتَلانُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ، وَأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ، وَصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الأعْلَى، أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ، وَالدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ. آهِ آهِ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِمْ!» [نهج البلاغة ـ الخطبة/ 147].

ومن دعاء للإمام زين العابدين عليه السلام في الاستعاذة من المكاره وسوء الأخلاق والأفعال: «اللهمَّ إنّي أعوذ بك من هيجانِ الحرص، وسَوْرة الغضب، وغلبة الحسد، وضعف الصبر، وقلة القناعة، وشكاسة الخلق، وإلحاح الشهوة، وملكة الحمية، ومتابعة الهوى، ومخالفة الهدى، وسِنة الغفلة، وتعاطي الكلفة، وإيثار الباطل على الحقِّ، والإصرار على المأثم، واستصغار المعصية، واستكبار الطاعة، ومباهات المكثرين، والإزراء بالمقلّين، وسوء الولاية لمَن تحت أيدينا، وترك الشكر لمَن اصطنع العارفة عندنا، أو أن نعضد ظالماً، أو نخذل ملهوفاً، أو نروم ما ليس لنا به حقٌّ، أو نقول في العلم بغير علم. ونعوذ بك أن ننطوي على غشِّ أحد، وأن نعجب بأعمالنا، ونمدّ في آمالنا. ونعوذ بك من سوء السـريرة، واحتقار الصغيرة، وأن يستحوذ علينا الشيطان، أو ينكبنا الزمان، أو يتهضمنا السلطان. ونعوذ بك من تناول الإسراف، ومن فقدان الكفاف. ونعوذ بك من شماتة الأعداء، ومن الفقر إلى الأكفّاء، ومن معيشة في شدة، وميتة على غير عدة. ونعوذ بك من الحسرة العظمى، والمصيبة الكبرى، وأشقى الشقاء، وسوء المآب، وحرمان الثواب، وحلول العقاب. اللهمَّ صلِّ على محمّد وآله، وأعذني من كلِّ ذلك برحمتك وجميع المؤمنين والمؤمنات، يا أرحم الراحمين» [الصحيفة السجّاديّة ـ الدعاء/ 8].

ملاحظات في الوقف والوصل والابتداء

من المستحسن وصل عبارة: ﴿وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ بما قبلها؛ لأنّها توضيح وبيان لـ ﴿جَهَنَّمُ الواردة في العبارة السابقة.

أسئلة المناقشة

س1: إلى أي شيء أشارت هذه الآية: ﴿وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ؟

س2: عدِّد أهمَّ الأخطار المحدقة بالاُمّة الإسلاميّة، ثمَّ اشرح واحدة منها بإيجاز.

س3: في حقِّ مَن نزلت هذه الآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ﴾؟ وما هي الحادثة التي نزلت فيها؟

س4: ماذا تعني ﴿خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾؟

س5: اذكر ثلاثة من البيانات العقائدية التي تبيّنها الآيات الكريمة (204ــ209) من سورة البقرة.

س6: ما هو حكم المحارب والمفسد في الأرض؟

س7: علل: يجب الإصغاء والتوجّه إلى التعاليم والإرشادات الصادرة من قِبل الله عزّ وجلّ وعدم العناد والتعنّت تجاهها.

س8: ما هي أنواع التربية الناجحة بين أفراد المجتمع؟ وضّح ذلك باختصار.

س9: لماذا يُستحسَن الوصل في الآية: ﴿وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ بما قبلها؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقالات مرتبطة:

دور المساجد في إحياء الذكر الإلهي

ضرورة بعثة الأنبياء (عليهم السلام) وأهميتها

نبذ الإشاعات والتحذر منها

الصبر وحكمة الابتلاءات


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2423
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 11 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29